
من هوج بول إلى FBC.. كم مستريحًا إلكترونيًا سقط في مصر خلال الشهور الأخيرة؟
خلال السنوات الأخيرة، انتشرت في مصر ظاهرة النصب الإلكتروني بشكل غير مسبوق، حيث سعى المحتالون لاستغلال طموحات المواطنين في تحقيق أرباح سريعة من خلال الإنترنت.
ولعل أبرز القضايا التي هزت الرأي العام في هذا السياق هي قضية منصة FBC ، التي خدعت آلاف المصريين بوعد تحقيق أرباح مقابل مشاهدة الفيديوهات، لتستيقظ مصر على صدمة إغلاقها المفاجئ وضياع أموال المستثمرين.
لكن «FBC» لم تكن الوحيدة، بل كانت واحدة من أكثر 25 منصة ظهرت واختفت خلال الشهور الأخيرة، تاركة وراءها آلاف الضحايا، من بينها منصة «هوج بول«، التي جذبت أكثر من 600 ألف مشترك، ووعدتهم بأرباح يومية من خلال التعدين الإلكتروني والاستثمار، قبل أن تغلق أبوابها فجأة، وتختفي معها مئات الملايين من الدولارات.
هوج بول.. الضحية 600 ألف مواطن
بعد أشهر قليلة، ظهر نموذج جديد للنصب تحت مسمى «هوج بول»، التي ادّعت أنها منصة للاستثمار في تعدين العملات الرقمية. جذبت المنصة أكثر من 600 ألف مشترك في مصر وحدها، وبلغت الأرباح اليومية المزعومة للمستخدمين حوالي 600 مليون دولار.
لكن كما كان الحال مع «FBC»، استيقظ المشتركون ذات يوم ليجدوا أن المنصة توقفت عن العمل، ولم يتمكنوا من سحب أموالهم، ليبدأ سيل من الشكاوى والاستغاثات على وسائل التواصل الاجتماعي.
يعتمد المحتالون على عدة أساليب لجذب الضحايا، من بينها التسويق الوهمي لتحقيق أرباح ضخمة من خلال الاستثمار في مهام بسيطة مثل مشاهدة الفيديوهات أو تقييم التطبيقات، وكذلك المراهنات المزيفة مثل منصة SGO، التي خدعت المصريين بنظام مراهنات مزيف، واستولت على نصف مليار جنيه.
ومن طرق النصب الإلكتروني أيضا الرسائل الاحتيالية حيث يتم إرسال روابط عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية تدعو المستخدمين للتسجيل في مواقع استثمارية غير موثوقة.
أين ذهبت أموال الضحايا؟
مع تزايد أعداد الضحايا، تحركت الأجهزة الأمنية في مصر لملاحقة المسؤولين عن هذه المنصات، وتمكنت بالفعل من ضبط عدد من القائمين عليها.
وفي هذا السياق، أكد اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية الأسبق لأمن المعلومات، أن السلطات تبذل جهودًا مكثفة لتعقب المحتالين، لكن التحدي الأكبر يكمن في استرجاع الأموال، إذ أوضح قائلًا:
«هذه المنصات تدار من الخارج، وبعضها يستخدم خوادم في دول لا تتعاون قانونيًا مع مصر، مما يجعل استعادة الأموال أمرًا في غاية الصعوبة. هناك دول تتسامح مع مثل هذه الأنشطة الاحتيالية ولا تتعاون في ملاحقة مرتكبيها، مما يعقّد عمليات تعقب الأموال واستردادها».
وأضاف الرشيدي لـ«المصري اليوم» أن المشكلة الحقيقية تكمن في انجراف المواطنين وراء الإعلانات المضللة دون التحقق من مصداقيتها، قائلًا: للأسف، الضحايا دخلوا هذه المواقع بإرادتهم، دون أن يجبرهم أحد على ذلك، والمشكلة أن الكثير منهم لم يتحرّ الدقة أو التأكد من تراخيص المنصة قبل استثمار أمواله».
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على عدد من وسطاء هذه المنصات داخل مصر، لكنه أكد أن العقوبات الحالية قد لا تكون كافية لردع مثل هذه الجرائم.
25 منصة احتيالية خلال 4 أشهر
كشف النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، عن مفاجأة صادمة، حيث أعلن أن الأجهزة المختصة تمكنت من حجب أكثر من 25 منصة احتيالية خلال الأشهر الأربعة الماضية فقط.
وأوضح بدوي أن هذه المنصات تعمل بطريقة احترافية لخداع الضحايا، قائلًا: أصحاب هذه المنصات لديهم ذكاء شديد في تنفيذ عمليات الاحتيال، فهم يحرصون في البداية على دفع أرباح منتظمة للضحايا لجذبهم، ثم بعد ذلك يبدأون في طلب المزيد من الاستثمارات، حتى تتضخم الأموال، ثم يختفون تمامًا».
في إطار مواجهة هذه الظاهرة، أصدرت الحكومة قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، الذي يفرض عقوبات تصل إلى السجن 5 سنوات وغرامات مالية كبيرة على مرتكبي جرائم النصب الإلكتروني.
كما يتم حاليًا العمل على تعديلات قانونية جديدة لتشديد العقوبات، بحيث تصبح هذه الجرائم «جنايات» بدلًا من «جنح»، وهو ما سيمكن السلطات من فرض عقوبات أشد على المحتالين.
كيف تحمي نفسك من مستريح الإنترنت؟
لمواجهة هذه التهديدات، ينصح الخبراء الأفراد باتباع الإجراءات التالية:
- عدم التعامل مع أي منصة غير مرخصة رسميًا من الجهات الحكومية.
- التأكد من مصادر المعلومات وعدم الانسياق وراء العروض المغرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
-عدم مشاركة البيانات الشخصية أو الحسابات البنكية مع أي جهة غير موثوقة.
- الإبلاغ الفوري عن أي منصة مشبوهة عبر الخط الساخن لوزارة الداخلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 39 دقائق
- الدستور
رويترز عن مصادر: "أرامكو" السعودية تدرس بيع أصول لتوفير السيولة
في ظل سعيها للتوسع دوليا وتجاوزها لانخفاض أسعار النفط الخام، تدرس شركة أرامكو النفطية السعودية، إمكانية بيع أصول لتوفير السيولة، وفقا لما ذكره مصدران مطلعان لوكالة "رويترز". وأرامكو، التي تُعد أكبر شركة لإنتاج النفط في العالم والمصدر الرئيسي لإيرادات الدولة السعودية، ستخفض توزيعات الأرباح هذا العام بنحو الثلث بسبب تراجع دخلها نتيجة انخفاض أسعار النفط. ووفقًا للمصادر، طلبت الشركة من بنوك استثمارية تقديم مقترحات لسبل جمع أموال من خلال أصولها. ولم تُفصح المصادر عن الأصول المحتملة للبيع أو أسماء البنوك المعنية. وذكر مصدران آخران مطلعان أن أرامكو تسعى إلى تعزيز الكفاءة وتقليص النفقات، وأشار أحدهما إلى أن خيار بيع الأصول مطروح ضمن البدائل قيد الدراسة. وامتنع جميع المصادر الأربعة عن ذكر أسمائهم لأنهم غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام. كما لم ترد أرامكو على طلبات للتعليق. وتُعتبر أرامكو المحرك الرئيسي للاقتصاد السعودي، وتشمل أنشطتها وحدات في مجالات الطيران والإنشاءات والرياضة. وقد احتفظت الشركة بحصص الأغلبية في صفقات سابقة لبيع أصولها، مثل الصفقات المتعلقة بالبنية التحتية لخطوط الأنابيب. وتواجه الصناعات السعودية ضغوطا حكومية لرفع مستوى الربحية وسط انخفاض أسعار النفط، في وقت تنفق فيه المملكة من ثروتها النفطية على قطاعات جديدة لتقليل الاعتماد على الخام. وقد وسّعت أرامكو في السنوات الأخيرة حضورها الدولي، بما في ذلك استثمارات في مصافٍ نفطية صينية، وشركة توزيع الوقود التشيلية Esmax، وشركة MidOcean الأمريكية للغاز الطبيعي المُسال. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت أرامكو أنها وقّعت 34 اتفاقية مبدئية قد تصل قيمتها إلى 90 مليار دولار مع شركات أمريكية، وذلك عقب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة.


أهل مصر
منذ 2 ساعات
- أهل مصر
السعودية توجه تحذير شديد اللهجة لمن يحاول الحج دون ترخيص
أعلنت وزارة الخارجية السعودية فرض غرامات مالية كبيرة على كل من يتقدم بطلب تأشيرة زيارة، بأنواعها كافة، لأشخاص يثبت أنهم حاولوا أداء مناسك الحج دون الحصول على تصريح رسمي، وذلك في إطار الإجراءات المتخذة لضمان أمن وسلامة الحجاج وتنظيم سير الموسم السنوي. وأكدت وزارة الداخلية أن العقوبة تشمل فرض غرامة مالية تصل إلى 100 ألف ريال سعودي (نحو 26 ألف دولار أمريكي) بحق من يتورط في إصدار تأشيرة زيارة لأي شخص يقوم أو يحاول دخول مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة خلال الفترة المحظورة، والتي تبدأ من اليوم الأول من شهر ذي القعدة وحتى نهاية اليوم الرابع عشر من شهر ذي الحجة، دون الحصول على تصريح رسمي بالحج. . أوضحت الداخلية السعودية أن الغرامة لا تُفرض على مقدم الطلب فحسب، بل تتضاعف بحسب عدد الأشخاص الذين حصلوا على تأشيرات الزيارة من خلاله، وقاموا أو حاولوا الدخول إلى مكة أو أداء مناسك الحج بطريقة مخالفة. وبذلك، يتحمل من يصدر تأشيرات الزيارة لعدة أفراد مسؤولية مالية كبيرة قد تتصاعد بشكل لافت تبعاً لعدد المخالفين. ويأتي هذا القرار في ظل تشديد المملكة للإجراءات التنظيمية الهادفة للحد من الحشود غير النظامية التي قد تعرقل انسيابية أداء الشعائر، أو تهدد سلامة الحجاج النظاميين في المشاعر المقدسة. دعت وزارة الداخلية السعودية جميع الأفراد، سواء داخل المملكة أو القادمين من الخارج، إلى الالتزام الصارم بأنظمة وتعليمات الحج، التي تنظم عملية دخول مكة والمشاعر، وتكفل توفير أفضل الظروف الأمنية والصحية لحجاج بيت الله الحرام. وأكدت الوزارة أن التعليمات تنبع من حرص الدولة على أن يؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم في أجواء يسودها النظام والطمأنينة. تأتي هذه الإجراءات في إطار الجهود السعودية المستمرة لتنظيم موسم الحج وضمان سلامته، بعد سنوات من تطبيق خطط أمنية وصحية متقدمة، خاصة في ظل التجمعات المليونية التي تشهدها مكة سنوياً. وقد وضعت السلطات آليات رقابية صارمة، تشمل منع دخول غير المصرح لهم إلى مكة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج، إلى جانب اعتماد تصاريح إلكترونية مرتبطة ببطاقات هوية، لتفادي أي تجاوزات.


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
إقتصاد : ترامب يوافق على عقد شراكة "نيبون" و"يو إس ستيل"
السبت 24 مايو 2025 04:00 صباحاً نافذة على العالم - مباشر: أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الضوء الأخضر لشركتي "نيبون ستيل" اليابانية، و"يو إس ستيل" للدخول في شراكة لإنتاج الصُلب على أراضي الولايات المتحدة. وقال "ترامب" في منشور عبر منصة "تروث سوشيال" الجمعة، إنه أجاز الصفقة التي ستولد 70 ألف وظيفة على الأقل، وتضيف 14 مليار دولار للاقتصاد الأمريكي. وأضاف أن الجزء الأكبر من الصفقة سوف يتم تنفيذه على مدار فترة الـ 14 شهراً القادمة، وأن المقر الرئيسي لـ "يو إس ستيل" سوف يظل في موقعه بمدينة بيتسبرج.