logo
العربية.نت: طه عبد الناصر رمضان

العربية.نت: طه عبد الناصر رمضان

العربية٠٢-٠٥-٢٠٢٥

خلال العقد الأخير من القرن التاسع عشر، عرف مجال التصوير السينمائي تقدما تكنولوجيا لافتا للانتباه. فعقب العديد من التحديثات التكنولوجية التي تم إدخالها على آلات التصوير، تمكن البشر لأول مرة من تصوير مقاطع فيديو طويلة بعض الشيء.
ويعود الفضل في هذا التقدم التكنولوجي لعدد من المبتكرين بمجال التصوير السينمائي من أمثال توماس إديسون ولويس لو برانس والأخوين لوميار. إلى ذلك، بلغ التصوير السينمائي الفاتيكان أواخر القرن التاسع عشر. فبتلك الفترة، تم تصوير فيديو للبابا ليو الثالث عشر (Leo XIII) الذي أصبح أول بابا يتم تصويره بهذه التكنولوجيا.
تأثيرات ليو الثالث عشر على الصعيد الدولي
يصنف البابا ليو الثالث عشر كصاحب رابع أطول فترة بابوية بتاريخ الكنيسة الكاثوليكية حيث استمرت حبريته ما بين 20 شباط/فبراير 1878 و20 تموز/يوليو 1903 وهو تاريخ وفاته. إلى ذلك، ولد هذا البابا يوم 2 آذار/مارس 1810 وفارق الحياة عن عمر ناهز 93 سنة. وخلال فترة حياته، عاصر الأخير العديد من الأحداث كالسنوات الأخيرة من حكم نابليون بونابرت وصعود لويس نابليون بونابرت وتوليه لمنصب الإمبراطور الفرنسي والحرب الأهلية الأميركية والحرب الفرنسية البروسية والوحدة الألمانية والوحدة الإيطالية. وأثناء فترة بابويته، تابع البابا ليو الثالث عشر العديد من التغييرات على الساحة العالمية كالهزائم العثمانية على يد الروس ومؤتمرات اقتسام القارة الأفريقية بين القوى الأوروبية وتصاعد التوتر بالساحة الأوروبية عقب تولي فيلهلم الثاني لمنصب الإمبراطور الألماني وبداية تشكل التحالفات العسكرية التي تسببت في اندلاع الحرب العالمية الأولى عقب تفعيلها عام 1914.
وإضافة لكل ذلك، صنفت فترة بابوية ليو الثالث عشر كواحدة من أهم الفترات بالتاريخ الحديث. فأثناء سنوات تسييره لشؤون الفاتيكان، دان البابا الماركسية وشبهها بالطاعون كما انتقد في الآن ذاته كل من كارل ماركس وفريدريش إنجلز (Friedrich Engels) بسبب أفكارهما الساعية لإنهاء الملكية الخاصة وحديثهما عن صراع الطبقات. وبالآن ذاته، انتقد البابا ليو الثالث عشر الليبرالية والعبودية وتواصل استغلال البشر بعدد من المناطق.
وعلى الصعيد الدولي، حافظ ليو الثالث عشر على علاقات جيدة مع معظم الدول. وفي الأثناء، واجه البابا بعض المصاعب والخلافات مع المستشار الألماني أوتو فون بسمارك (Otto Von Bismarck) واضطر بسبب ذلك لقطع العلاقات مع برلين بأكثر من مناسبة.
من ناحية أخرى، عبر البابا عن قلقه من ظهور تحالف ألماني نمساوي إيطالي بأوروبا. ولهذا السبب، استغل ليو الثالث عشر نفوذه ليقرب بين روسيا وفرنسا وهو ما أدى لخلق تحالف بين الدولتين لاحقا.
أول فيديو للبابا
خلال العام 1896، أصبح الإيطالي المختص بمجال التصوير السينمائي فيتوريو كالسينا (Vittorio Calcina) ممثلا للأخوين لوميار الذين ساهما بشكل هائل في ابتكار التصوير السينمائي. وعقب تقربه للبابا، عرض فيتوريو كالسينا تصوير ليو الثالث عشر بمقطع فيديو بسيط لتخليد صورة الأخير.
وبنفس السنة، تم تصوير مقطع فيديو، تجاوزت مدته الدقيقة، للبابا ليو الثالث عشر بحديقة الفاتيكان ضمن ما قيل إنه قداس قدمه البابا بذلك المكان. وبفضل ذلك، دخل ليو الثالث عشر التاريخ ليصبح أول بابا يتم تصويره اعتمادا على التصوير السينمائي لينضم بذلك للبابا بيوس التاسع (Pius IX) الذي مثل أول بابا تلتقط له صورة فوتوغرافية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"متجول بين عالمين" رواية أخرى عن حرب لا منتصر فيها
"متجول بين عالمين" رواية أخرى عن حرب لا منتصر فيها

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

"متجول بين عالمين" رواية أخرى عن حرب لا منتصر فيها

من المعروف أن هناك، من بين مئات الأعمال الأدبية التي كتبت خلال الحرب العالمية الأولى ومن حولها، ثلاثة أعمال خالدة لا تزال تعد حتى اليوم وبعد انقضاء أكثر من قرن على صدورها تباعاً، معبرة بصورة خلاقة عن حيرة الإنسان العادي أمام المجازر التي ترتبط بالحروب، كل الحروب بوصفها أولاً وأخيراً جرائم ضد الإنسانية حتى وإن وُسمت بأنها حروب عادلة. فهناك في المقام الأول رواية "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" لإريك ماريا ريماركي، وهناك من بعد ذلك رواية إرنست يونغر "عواصف من فولاذ"، ثم هناك الرواية الفرنسية "النار" لهنري باربوس. ومن الواضح أن الجامع بين الروايات الثلاث، إلى جانب وقوفها ضد الحرب، كونها كتبت "من الداخل" أي بأقلام كتاب كانوا خلال تلك المجزرة العالمية الأولى، مقاتلين على الجبهة فعبروا عن تجاربهم وغضبهم بصورة مباشرة. والحقيقة أن التركيز على هذه النصوص الثلاثة يحمل، كما كل اختيار آخر في أي مجال من المجالات، ظلماً لأعمال كثيرة قد لا تتسم بقيمة أدبية معترف بها ليونغر وريماركي وباربوس، لكنها ربما تفوقها قوة ونزاهة وتأثيراً أحياناً. ويهمنا من هذه الأعمال هنا بالتحديد رواية صدرت باكراً جداً، أي منذ العام الثاني للحرب العالمية الثانية تبدو منسية إلى حد ما في أيامنا هذه، بل منذ مرور أعوام عدة على صدورها عام 1916، إذ إن القراء الألمان مروا أمامها مرور الكرام لأنها ضربت كثيراً من يقينهم، بينما تجاهلها الفرنسيون تماماً، لأنها بالتحديد رواية ألمانية، أي من كتابة "عدو قومي" لهم حتى وإن كان هذا العدو قد قضى نحبه بعد عام من صدور روايته متأثراً بجراح أصيب بها على الجبهة التي جعل من روايته أصلاً، منبراً للتنديد بها، من دون أن يسهى عن الفرنسيين أن الكاتب وقبل رحيله بشهور قليلة قد منح من قبل قيادته وسام الصليب الفولاذي لـ"شجاعته وبطولاته" خلال الحرب وهو الذي لم يرد الحرب أصلاً ولم تكن روايته، على أية حال، سوى "سلاحه" للتنديد بها، والحال أننا نتحدث هنا عن والتر فليكس، فهل سمع واحد من قرائنا بوالتر فليكس من قبل؟ سيرة سريعة لسنا ندري، لكننا نشعر أنه لا مفر من أن يسمع به، ففليكس - الذي كان في الثلاثين حين قضى مقاتلاً، كان واحداً من قلة من أولئك المبدعين الذين تعاملوا مع الحرب بوصفها مسلخاً يطاول أخلاق البشر والأخوة الإنسانية بقدر ما يطاول أجسادهم ويدمر حياتهم - جدير بأن تبقى ذكراه عبرة. وفي الأقل عبر تلك الرواية التي يمكننا أن ننظر إليها بوصفها وصية إنسان حقيقي ومبدع كرس إبداعه لخدمة إخوانه في الإنسانية. وهو ولد عام 1887 في تورينغ بألمانيا ودرس في صباه الباكر تاريخ الفلسفة وعلم التاريخ، لكنه إذ كان مطبوعاً بتلك الرومانسية التي اعتادت في ذلك الحين أن تطبع الشبيبة الألمانية للأفضل كما للأسوأ، آثر أن يستهل نشاطه الكتابي بنظم الشعر، لكنه طوال أعوام ما قبل الحرب الأولى سيعرف بكونه مدرساً مفضلاً لأبناء عائلة بسمارك، غير أنه وربما انطلاقاً من ذلك الموقع، ما إن اندلعت الحرب العالمية الأولى في صيف 1914 حتى تطوع في الجيش الألماني على رغم عطب مزمن في يده اليسرى. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) غير أن تجربة مريرة واجهته خلال العام الثاني للحرب ستمارس عليه تأثراً جذرياً، فهو كان على الجبهة قد ارتبط بصداقة مع مجند آخر يدعى إرنست وارخي كان يماثله في اهتماماته الفلسفية والأدبية، ومن هنا حين سقط هذا الرفيق على الجبهة عام 1915 وجد والتر نفسه مجبراً على أن يقوم بنفسه بالمهمة الأصعب: إخبار عائلة وارخي بأن ابنهم قد قتل. ولقد قادته تلك المهمة إلى أن ينصرف طوال المرحلة التالية إلى كتابة نصوص تمتلئ بأسئلة حارقة غاضبة حول الحروب ومبرراتها، ولسوف يكون النص الذي سيصدر بعنوان "المتجول بين عالمين" في مقدمة تلك النصوص ليصدر على شكل يوميات والكاتب لا يزال يقاتل على الجبهة. ولعل الجدير ذكره هنا هو أن الكتاب إذ صدر في ألمانيا انتشر انتشاراً كبيراً ليباع منه ربع مليون نسخة خلال العامين اللذين تليا صدوره، واللذين كان والتر يخوض خلالهما الحرب بـ"حماسة بطولية" وينال تنويهات عديدة وصولاً إلى ذلك الوسام الرفيع الذي ناله. ولقد أسهم مقتله البطولي ذاك في انتشار كتابه لكن مع تضاؤل تدريجي في الاهتمام العام به، طوال فترة ما بين الحربين حتى وصل إلى نوع من الغرق في نسيان شبه تام. تلك الأسئلة الصعبة لكن ما هذا النص؟ ببساطة هو يوميات كتبت خلال تلك الحرب. ويوميات تنطلق من حكاية تدور في ليلة عاصفة على جبهة لورين عام 1914، حين خطّ طالب متطوع في الحرب الأبيات الأولى لما سيصبح لاحقًا إحدى أشهر الأغاني في أوروبا: "الإوز البري" (التي أصبحت، بفعل تقلبات التاريخ، وبين مصائر أخرى، نشيداً للفرقة الأولى للجيش الجمهوري الأيرلندي)، وستصبح هنا بالنسبة إلى موضوعنا، بداية واحدة من أشهر الأعمال الألمانية في الحرب العالمية الأولى. ففي حقائب الجنود عرفت يوميات فليكس الحربية كيف تلامس نيتشه وشوبنهاور بين مفكرين ومبدعين آخرين، لكن سبب تلك الملامسة لم يكن أولئك الفلاسفة مجتمعين أو متفرقين، بل لأن "المتجول بين عالمين" هي في عمقها ترنيمة عاطفية لروح حركة "الطيور المهاجرة"، وهي حركة شبابية كانت قد بدأت تعرف انتشاراً بين الشباب في ذلك الحين لربطها بين العودة إلى الطبيعة والتمسك بالحكمة، ومن ثم لم ير الكاتب بأساً في أن تكون الحرب، بما أنها وعلى أية حال فرضت نفسها، كاشفةً عن فن العيش هذا، وبشارةً بمجتمع جديد سيظهر في المستقبل. إن النداءات شبه الصوفية للشمس وروح الغابات والحنان والشاعرية التي تتخلل سرد والتر فليكس، واستحضارات المسيحية الرجولية والوثنية الرحيمة، وغياب كراهية العدو، وصرخة الإوز البري، كلها تُصبح أصداءً لأعمق تطلعات الشعب، في مواجهة أعباء وأكاذيب مجتمع فردي وتجاري، تُطور روح التيار المسمى "واندرفوغل" أسلوباً تربوياً للتحرر والاحترام تحت شعار بسيط هو: "ابقَ طاهراً وانضج"، بحسب ما يكتب الناشر الفرنسي على الغلاف الأخير للترجمة الفرنسية التي أعيد صدورها عام 2019 لتستعيد للكتاب رواجاً كان قد فقده منذ زمن بعيد وللكاتب مكانة استعادت ذكراه. واستعادتها بقوة من خلال ما ينم عنه القرن الجديد من عودة للحروب والصراعات العبثية، فالحال أن الشبان الذين يعودون اليوم لاكتشاف هذا النص، يكتشفون فيه أكثر مما اكتشفه جيل قرائه قبل أكثر من قرن. معنى عميق للحياة فهم يكتشفون هنا أكثر من مجرد سرد لأحداث معينة، يكتشفون تفسيراً مدهشاً خاصة للنجاح الكبير الذي حققه الكتاب حين صدوره، وحتى من قبل رحيل كاتبه، في صفوف مجندي الجيش الألماني، فالكتاب عبر في نهاية الأمر عن تساؤلاتهم الخاصة حول معنى الحرب وأخلاقيات المقاتل، ثم بصورة أكثر دقة وتراجيدية، حول معنى الموت. وهو عبر عن ذلك ليقول لقرائه – الذين لم يكن ليتوقع على أية حال، أن يكونوا كثراً - بأن الحياة لا يكون لها معنى إلا إذا عيشت بصورة جماعية، فهي في نهاية الأمر ليست أكثر من نقطة تصل بين وحدتين "بين عالمين" كما يقول لنا عنوان الكتاب، وحدة الولادة ووحدة الموت، وما على المقاتل إلا أن يحافظ على كرامته بين ذينك العالمين. ولعل المعنى الأكثر خفاء الذي يريد نص أن يحمله في ثناياه، هو ذاك الذي لا يمكن أن يغيب اليوم بالتحديد عن بالنا: معنى يفيدنا بأن الحرب ليست في نهاية المطاف سوى "تجربة داخلية" (بحسب إرنست يونغر) وبالتالي، وكما يضيف فليكس هنا، لا يجدر بتلك التجربة أن تخلق أية كراهية تجاه من جعلته الحرب عدواً في لحظة ما بحيث إن كل من يقاتل بشجاعة يستحق التكريم بصرف النظر عن المعسكر الذي ينتمي إليه. وذلك بالتحديد لأن "الآلام المشتركة تخلي المكان لإخاء إنساني ولرفقة منفتحة على الآخر... وهما في نهاية المطاف المعنى الحقيقي للحياة". والمعنى الخفي لهذا الكتاب بالتحديد.

العالم يترقب اجتماع كونكلاف 2025 لاختيار خليفة لبابا الفاتيكان الراحل
العالم يترقب اجتماع كونكلاف 2025 لاختيار خليفة لبابا الفاتيكان الراحل

الشرق السعودية

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

العالم يترقب اجتماع كونكلاف 2025 لاختيار خليفة لبابا الفاتيكان الراحل

بدءاً من بعد ظهر يوم السابع من مايو، تدخل الكنيسة الكاثوليكية مرحلة حسّاسة وحاسمة من تاريخها الحديث، إذ ينطلق كونكلاف 2025 لاختيار خليفة للبابا فرنسيس، في لحظة تتشابك فيها التقاليد الروحية القديمة مع تحوّلات العالم المعاصر وتحدياته. فراغٌ ثقيل وتطلعات متناقضة ليس هذا الكونكلاف وانتخاب البابا الجديد ترجمةً حرفيّة للشعار الروماني اللاأبالي: "مات البابا، فلنصنع بابا آخر!…"، بل هو بالضبط ما وثقه فيلم "Conclave" للمخرج إدوارد بيرغِر: "مات البابا، فالعرش شاغرٌ!" وبصرف النظر عن توجّهات القادم الجديد، فإنّ ذلك العرش بحاجة إلى من يُملأ فراغ الشغور فيه بذات المستوى والثِقَلْ، وبالذات اليوم، لإنّ ما تركه البابا فرانسيس، الذي رحل بعد عقدٍ ونيف من البابوية، فراغٌ كبير داخل الكنيسة الكاثوليكية. فقد كان أول بابا من الأميركيتين، وأول يسوعي يتبوأ هذا المنصب، وقد تميّزت حبريته بخطاب رعوي واجتماعي غير مسبوق، داعم للفقراء والمهمّشين، وناقد للمنظومة الرأسمالية والسلطوية داخل الكنيسة. لكن هذا النهج أثار أيضاً موجات من الجدل، لاسيّما بين صفوف الكرادلة المحافظين، وأعاد إلى الواجهة أسئلة قديمة حول توازن السلطة بين العقيدة والانفتاح، وبين المركزية الرومانية والكنائس المحلية. الغرفة المغلقة في زمن الذكاء الاصطناعي قبل دخول الكرادلة قاعة السيستين، تُتلى الصيغة اللاتينية التقليدية: "Cum clave, extra omnis"، أي "بالمزلاج، الغرباء إلى الخارج". يُغلق الباب الكبير، ويبدأ الطقس السرّي لانتخاب البابا الجديد. لكن في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي، لم تعد السرّية الكنسية أمراً بديهياً. لهذا، اتّخذ الفاتيكان سلسلة إجراءات غير مسبوقة لضمان العزلة التامة: أجهزة تشويش إلكترونية، حظر تام على الهواتف والساعات الذكية، رقابة مشدّدة على جناح الضيافة، وقَسَمٌ خاص يؤدّيه كل من يشارك في الخدمات اللوجستية للكرادلة. بين المحافظين والإصلاحيين.. ومراكز القوى أظهرت الجلسات العامة التي سبقت الكونكلاف انقساماً عميقاً بين تيارين داخل الكنيسة: تيار يسعى إلى مواصلة نهج البابا فرانسيس في الانفتاح الاجتماعي واللاهوتي، وآخر يدعو إلى استعادة الانضباط العقائدي وهيبة المؤسسة الكنسية. كما سُجّلت تدخلات غير مباشرة من أطراف سياسية، لا سيّما في الولايات المتحدة، حيث ضغطت أسقفيات محافظة لدعم مرشحين يميلون إلى إعادة الكنيسة إلى "الثوابت التقليدية". وبرز في هذا السياق الدور المتصاعد لجماعات من اليمين المسيحي الأميركي، ترى في الكنيسة معقلاً أخلاقياً ينبغي استعادته. الاسم..أول الإشارات هل سيحمل البابا القادم اسم بولص، يوحنّا، بينيديكتوس أم فرانسيس،؟ أسماءٌ رمزية ومسارات استراتيجية. أربعة أسماء قد لاتعني، في حدّ ذاتها، اكثر من كونها أسماءَ عَلَمْ، لكنها تعني الكثير لأنّها اسماء حواريّ المسيح او قدّيسي الكنيسة الكاثوليكية، وهي، اضافةً إلى ذلك كلّه، اختزالٌ لأربعة اتّجاهات حكمت الكنيسة منذ الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية ولطالما كان الاسم الذي يختاره البابا الجديد رسالة سياسية وروحية. فـ"بولص" يذكّر بالانفتاح الدبلوماسي بعد المجمع الفاتيكاني الثاني ( 1962- 1965) وخلال حبرية البابا يوحنا الثالث والعشرون؛ و"يوحنّا بولص" يُعيد إلى الأذهان المواجهة مع الشيوعية. أما "بندكتوس"، فهو رمز الصرامة اللاهوتية، في حين أن "فرانسيس" جسّد روح الفقراء والبيئة. فهل يعود الكرسي الرسولي إلى اسم مألوف، أو يكسر التقاليد باسم غير مسبوق يفتح عهداً جديداً؟ الاسم، هذه المرة، ليس مجرّد رمز… بل إعلان مبكر عن الاتجاه المقبل للكنيسة. المرشحون الأوفر حظاً في ظل غياب إجماع تام، تُتداول أسماء 5 كرادلة بارزين: بييترو بارولين (إيطاليا): أمين سر الدولة، شخصية دبلوماسية بارعة، يجمع بين التوازن والواقعية، ويمثل خياراً مؤسساتياً للتيار الوسطي. أمين سر الدولة، شخصية دبلوماسية بارعة، يجمع بين التوازن والواقعية، ويمثل خياراً مؤسساتياً للتيار الوسطي. ماتيو تزوبي (إيطاليا): رئيس أساقفة بولونيا، عضو في جماعة سانت إيجيديو، معروف بانخراطه في قضايا السلام، ويُعتبر امتداداً معتدلاً لخط فرنسيس. رئيس أساقفة بولونيا، عضو في جماعة سانت إيجيديو، معروف بانخراطه في قضايا السلام، ويُعتبر امتداداً معتدلاً لخط فرنسيس. لويس أنطونيو تاغلي (الفلبين): لاهوتي ذو حضور عالمي، يوصف بـ"فرانسيس الآسيوي"، ويُمكن أن يكون أول بابا من القارة الآسيوية. لاهوتي ذو حضور عالمي، يوصف بـ"فرانسيس الآسيوي"، ويُمكن أن يكون أول بابا من القارة الآسيوية. فريدولين أمبونغو (الكونغو): رئيس أساقفة كينشاسا، مدافع عن العدالة البيئية والاجتماعية، يُمثّل وجه إفريقيا الصاعدة داخل الكنيسة. رئيس أساقفة كينشاسا، مدافع عن العدالة البيئية والاجتماعية، يُمثّل وجه إفريقيا الصاعدة داخل الكنيسة. بيتر إردو (المجر): كاردينال بودابست، محافظ متزن، يحظى بدعم من يسعون إلى تشديد الانضباط اللاهوتي وإعادة الهيبة للمؤسسة. من شرفة بطرس إلى قلب العالم حين يُطلّ عميد المجمع الكردينال من شرفة كاتدرائية القديس بطرس ليعلن: "Habemus Papam – لدينا بابا"، سيبدأ فصل جديد من التاريخ الكاثوليكي. فخيارات الاسم والانتماء الجغرافي والنبرة اللاهوتية، ستُفسّر فوراً كرسائل ضمنية فـ: "فرنسيس الثاني" سيعني الاستمرار لمسار الانفتاح والرعاية الاجتماعية. "بندكتوس السابع عشر"؟ يعني عودة إلى صرامة الفكر والتقليد. اسم جديد كلياً؟ وهو ما سيفتح باب الاحتمالات والتحوّلات.، وسيكون العالم والكنيسة في انتظار ما سيضعه البابا الجديد من استراتيجيّات. قائد في مرحلة مفصلية أياً يكن، فإن البابا الجديد لن يكون فقط قائداً روحياً، بل أيضاً إدارياً، وسياسياً بنحو غير مباشر. عليه أن يواجه تحديات كبرى: تراجع الثقة في الكنيسة في الغرب، تنامي الحضور الكاثوليكي في إفريقيا وآسيا، مطالب الشفافية بعد قضايا الاعتداءات الجنسية المقترفة من قبل رجال دين في مستويات رفيعة، الفساد المالي داخل الفاتيكان، وصدامات ثقافية حول الأخلاق والدور الاجتماعي للدين. وعليه أيضاً أن يتفاعل مع ملفات كبرى مثل الذكاء الاصطناعي، والتغير المناخي، والهجرة، وأن يُجدّد أدوات الحوار مع الأديان الأخرى وسط تصاعد الخطابات المتطرفة. الكونكلاف.. تاريخ من الغرائب على مدى قرون، عرف الكونكلاف لحظات نادرة وغريبة: عام 1268، امتد انتخاب البابا لأكثر من عامين في مدينة فيتربو، حتى اضطر السكان إلى خلع سقف القاعة لتسريع التصويت! في 1513، انتُخب ليو العاشر وهو لم يتجاوز الـ45، في زمن كانت فيه الكنيسة مركز الثروة والسلطة. عام 1978، توفي يوحنّا بولص الأول بعد 33 يوماً فقط من انتخابه، وهو ما فجّر تكهنات واسعة وأدخل الكنيسة في سنة الـ "الباباوات الثلاثة". واليوم، رغم كل التكنولوجيا، يبقى المشهد كما هو: غرفة مغلقة، دخان أبيض أو أسود، وقلوب المؤمنين تترقّب. الكلمة الفصل الكونكلاف ليس مجرد انتخاب ديني، بل لحظة استفتاء عالمي على مستقبل الكنيسة الكاثوليكية. فكل بابا جديد هو، في الجوهر، مشروع جديد. وقد يأتي التغيير من حيث لا يتوقعه أحد. هل سيكون مفاجأة جغرافية؟ أم لاهوتية؟ أم رمزية؟ الأكيد أن الملايين سينتظرون العبارة ذاتها، التي تُعلن في كل مرة فتح فصل جديد من الإيمان والتاريخ: Habemus Papam "لدينا بابا".

لا أتجادل.. وصفة أكبر معمرة في العالم للعيش 115 سنة
لا أتجادل.. وصفة أكبر معمرة في العالم للعيش 115 سنة

صحيفة المواطن

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • صحيفة المواطن

لا أتجادل.. وصفة أكبر معمرة في العالم للعيش 115 سنة

توفيت البرازيلية إينا كانابارو لوكاس، أكبر معمرة في العالم، بحسب موسوعة 'غينيس' للأرقام القياسية، الأربعاء الفائت، عن عمر ناهز 116 عاماً. حيث ذكرت قاعدة بيانات 'لونجيفي كويست'، المختصة بتوثيق بيانات المعمرين، أن كانابارو، المولودة في 8 يونيو 1908، توفيت في البرازيل عن عمر ناهز 116 عاماً و326 يوماً. لا أتجادل مع أحد أبدًا وبوفاة كانابارو، انتقل لقب أكبر معمرة في العالم الآن إلى إثيل كاترهام من إنجلترا، التي تبلغ حالياً 115 عاماً و252 يوماً. أما عن 'سر' طول عمرها، فاعتبرت كاترهام أن السبب يكمن في تجنب الخوض في جدالات وسجالات. وقالت من دار رعاية المسنين في ساري جنوب غربي لندن: 'أنا لا أتجادل مع أحد أبداً، وأستمع وأفعل ما أحب'، وفق 'نيويورك بوست'. يذكر أن كاترهام ولدت في 21 أغسطس 1909، في قرية شيبتون بيلينجر جنوب إنجلترا، قبل 5 سنوات من اندلاع الحرب العالمية الأولى، وكانت ثاني أصغر إخوتها الثمانية. وفي 1927، حين كانت تبلغ 18 سنة، شرعت في رحلة إلى الهند، حيث عملت كمربية أطفال لدى عائلة بريطانية، وبقيت لثلاث سنوات قبل أن تعود إلى إنجلترا، حسب مجموعة أبحاث الشيخوخة في الولايات المتحدة (GRG). ثم التقت بزوجها نورمان، الذي كان رائداً بالجيش البريطاني، في حفل عشاء عام 1931. ورزقا بابنتين قاما بتربيتهما في بريطانيا. فيما توفي نورمان سنة 1976.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store