
المواجهة... أسئلة تبحث عن إجابات!
مع الضربات الأولى التي وجهتها إسرائيل ضد القيادات الإيرانية وبعض المواقع الاستراتيجية المهمة والمؤثرة، انفتحت التحليلات التي تحاول فهم أبعاد الخطوة، وتبعاتها المتوقعة. مبدئياً من الواضح جداً أن هذه الخطوة اتخذها نتنياهو لإبقاء الحرب قائمة، وتوسيع رقعة العنف الدموي لصالحه الشخصي، ولإبقائه بعيداً عن قبضة العدالة، وسجنه المتوقع بتهمة الفساد، وإيداعه خلف القضبان، وهناك أيضاً سبب آخر هو استمرار تسويق فكرة إسرائيل الضعيفة المستهدفة، واستغلال ذلك لصالحها في أروقة صناعة القرار في الغرب عموماً، وفي الولايات المتحدة الأميركية تحديداً. وهذا لم يمنع إعادة طرح مشروع الشرق الأوسط الجديد مجدداً، منطقة سيعاد تقسيمها على أسس مذهبية ودينية وعرقية بامتياز، وجميعها تقر بالسلام مع إسرائيل.
شرق أوسط جديد بشروط إسرائيل. اللوبي الإسرائيلي واصل ضغطه الشديد جداً على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتدخل السريع لصالح إسرائيل. ولكن قرار التدخل العسكري أحدث شرخاً لا يمكن إغفاله داخل الكتلة الصلبة المؤيدة للرئيس الأميركي، تلك الكتلة المعروفة باسم «ماغا»، هناك فريق في هذه الكتلة يؤمن إيماناً تاماً بفكرة «أميركا أولاً»، وعدم الخوض في حروب خارجية، خصوصاً إذا كانت لصالح دولة أخرى.
وهناك الفكر التقليدي الذي يعتبر الدفاع عن إسرائيل هو شيء لا يمكن التشكيك فيه. الرئيس دونالد ترمب قرر القيام بضربة جراحية محددة بأقل قدر من الخسائر البشرية، وعلى مواقع بعينها، وبالتالي هي ليست إعلان حرب على إيران، وتحقق هدف إعانة ودعم إسرائيل، ولكنها تعيد الكرة، بحسب اعتقاد ترمب، إلى إيران لاتخاذ الخطوة التالية المناسبة. ترمب بحاجة ماسة لإنهاء الحرب بسرعة، لأن إطالة مداها سيضع ثقلاً هائلاً على الاقتصاد، ويرفع التضخم، ويجعل فكرة خفض الفائدة التي يطالب بها ترمب مسألة شبه مستحيلة.
دعم إسرائيل لم تعد تكلفته السياسية أميركياً كما كانت في السابق، ولم تعد مسألة دعمها أشبه بشيك مفتوح على بياض، هناك موجات اعتراضية متزايدة ضد إسرائيل وسياساتها الإجرامية، وحربها الإبادية بحق الفلسطينيين، وخصوصاً في أوساط الأجيال الجديدة في الولايات المتحدة الأميركية. إعلان الرئيس ترمب بعد الضربات العسكرية الأميركية على المواقع النووية الإيرانية، والذي قال فيه حرفياً إن العملية نجحت بشكل مذهل، وإنه بذلك قد تم القضاء على البرنامج النووي الإيراني، وبقدر ما أسعد هذا الإعلان أنصار إسرائيل، إلا أنه يضع الآن واقعاً جديداً على إسرائيل عموماً، وعلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحديداً، وهو: لماذا يستمر في الحرب على إيران بحجة إيقاف برنامجها النووي بعد إعلان حليفها الأهم النجاح في ذلك؟ والشواهد على استمرار مشروع أوديد يونان الإسرائيلي -والذي سبق تسريبه، وهو المتعلق بتفتيت العالم العربي- مستمرة. فبعد إعلان نتنياهو دعمه المطلق لبعض الأقليات في سوريا، ها هو «داعش» يظهر فجأة ويقوم بعملية إرهابية انتحارية داخل كنيسة في سوريا، وفي تجمع مسيحي كبير راح ضحيته الكثيرون من الأبرياء. وليس ذلك غريباً، فإسرائيل هي الداعم الأكبر لإقليم كردستان، ومطالبة بدولة مستقلة، والموساد - باعتراف رئيسه السابق- كان أكبر داعم للحراك المسلح في جنوب السودان حتى حصول انفصاله التام.
وتبقى الأسئلة قائمة ومفتوحة: هل هدف تغيير النظام في إيران -والذي لم يعد سراً وتم إعلانه في الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل- سيجعل المواجهة العسكرية تبعدنا عن إمكانية أي حل دبلوماسي؟ ومن سيكون على قائمة العدوان الإسرائيلي بعد إيران للإبقاء على بنيامين نتنياهو في الحكم لأنه لا يستطيع دفع ثمن السلام والبقاء في حالة اللاحرب؟ هل تستطيع كتلة ترمب دفع ثمن دعم إسرائيل المادي في ظل ظروف اقتصادية محلية في أميركا أقل ما يقال عنها إنها مملوءة بالتحديات؟ أسئلة مهمة بلا أجوبة. الضربة العسكرية التي وجهتها إسرائيل إلى إيران تمت لمصالح سياسية خاصة ببنيامين نتنياهو وزمرته، والآن مع مرور الوقت وتوسيع دائرة المشهد المضطرب تبقى مراقبة إمكانية التوسع في المواجهة، وثمن ذلك على العالم وتكلفته، محط الأنظار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 42 دقائق
- عكاظ
مصر تدين الهجمات الإيرانية على قطر
أعربت مصر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجمات الإيرانية التي طالت دولة قطر، معتبرة تلك الهجمات انتهاكا لسيادة قطر وتهديدا لسلامة أراضيها وخرقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة تضامنها الكامل مع دولة قطر ووقوفها إلى جانبها. وأكدت مصر - في بيان صادر عن وزارة الخارجية- قلقها البالغ من التصعيد المتسارع الخطير الذى تشهده المنطقة، مؤكدة رفضها الكامل لكافة أشكال التصعيد العسكري أو المساس بسيادة الدول، داعية إلى ضرورة خفض التصعيد ووقف إطلاق النار حفاظا على الأمن والسلم الإقليميين. وشددت مصر على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لاحتواء التوتر المتصاعد والذى ينذر بخروج الأمور عن السيطرة، وبذل الجهود الدبلوماسية لمنع انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد والاحتقان. وجددت مصر دعوتها إلى ضبط النفس وتغليب منطق الحوار والحلول الدبلوماسية، بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة، بعدما شن الحرس الثوري الإيراني هجوما صاروخيا على قاعدة العديد الجوية في قطر أمس الإثنين، ردا على ضربات أمريكية استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية (فوردو، نطنز، وأصفهان) يوم السبت الماضي. أخبار ذات صلة


العربية
منذ 43 دقائق
- العربية
ترامب: مستقبل إسرائيل وإيران مليء بالفرص والازدهار
بعد إعلانه وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران اليوم الثلاثاء، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن البلدين جاءاه في الوقت عينه تقريباً طلباً لـ "السلام"، وفق تعبيره. كما أضاف في منشور على منصة تروث سوشيال أن مستقبل إسرائيل وإيران مليء بالفرص والازدهار وكتب قائلا:" العالم، والشرق الأوسط، هما الرابحان الحقيقيان! وسيشهد كلا البلدين حبًا وسلامًا وازدهارًا هائلين في مستقبلهما. كذلك اعتبر أن لدى كل من إسرائيل وإيران الكثير لتكسباه، لكنهما ستخسران الكثير إذا انحرفا عن الطريق. الرابعة فجرا أتى ذلك، بعدما أكد ترامب في منشور سابق وقف النار بين البلدين إثر 12 يوماً من المواجهات غير المسبوقة بينهما، لافتا إلى دخوله حيز التنفيذ عند الساعة الرابعة فجرا. كما جاء فيما أشار وزير الخارجية عباس عراقجي بمنشور على إكس في وقت سابق اليوم إلى أن بلاده ستوقف الهجمات حالما توقف إسرائيل ضرباتها. وقال "حتى الآن، ليس هناك اتفاق على أيّ وقف لإطلاق النار أو وقف للعمليات العسكرية". وأضاف إذا "أوقف النظام الإسرائيلي عدوانه غير المشروع على الشعب الإيراني في موعد أقصاه الساعة الرابعة صباحا بتوقيت طهران، فلا نيّة لدينا لمواصلة ردّنا بعد ذلك". لكن الجيش الإسرائيلي عاد وأعلن لاحقاً أنّ إيران أطلقت صواريخ باتجاه إسرائيل. وقال الجيش في بيان "نطلقت صفارات الإنذار في عدة مناطق في أنحاء إسرائيل عقب ورود تقارير عن إطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل".


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
صفارات الإنذار تُدوي مجدداً في شمال إسرائيل
دوّت صفارات الإنذار في مناطق عدة بشمال إسرائيل، اليوم الاثنين، بعد إعلان الجيش إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية، في ثالثِ هجوم على الأقل في أقل من ساعتين. وقال الجيش، في بيان: «قبل قليل، دوّت صفارات الإنذار في مناطق في شمال إسرائيل، عقب رصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه دولة إسرائيل»، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف، في بيان منفصل بعد عشر دقائق تقريباً، أنه أصبح بإمكان السكان مغادرة الملاجئ. كانت صفارات الإنذار قد دوّت، في وقت سابق من صباح اليوم الاثنين، لأكثر من 30 دقيقة في مناطق عدة بإسرائيل، بعد وقت قصير من تحذير الجيش من إطلاق دفعات صاروخية من إيران. وقال الجيش، في بيانه، إن «قوات البحث والإنقاذ تعمل في المواقع التي جرى تلقي تقارير عن سقوط صواريخ فيها». وبعد موجة الصواريخ الأولى، أكد إسعاف نجمة داوود الحمراء عدم وجود إصابات. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى تأثر مدينة أسدود جنوباً بالضربات الإيرانية، إذ أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط صاروخ باليستي في منطقة أسدود بالجنوب الإسرائيلي، لافتة إلى إطلاق نحو 15 صاروخاً إيرانياً، وسقوط شظايا من الصواريخ الاعتراضية في عدة مواقع. صواريخ أُطلقت من إيران يجري اعتراضها في تل أبيب (رويترز) وقالت، نقلاً عن شركة الكهرباء الإسرائيلية، إن انقطاعات في الإمدادات بالجنوب حصلت، على أثر أضرار قُرب منشأة للبنية التحتية الاستراتيجية. وأشار شاهد من «رويترز» إلى سماع دويّ انفجارات متعددة على مسافة من القدس. وبعد 11 يوماً من التصعيد بين إسرائيل وإيران، لم تعلن حصيلة الأضرار التي لحقت إسرائيل بسبب قوانين الرقابة العسكرية. وأقرت إسرائيل بوقوع ما لا يقل عن 50 ضربة صاروخية في كل أنحاء البلاد، ومقتل 24 شخصاً، وفقاً للأرقام الرسمية. واعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية أكثر من 450 صاروخاً، بالإضافة إلى نحو ألف مُسيّرة، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن الجيش الإسرائيلي. في السياق نفسه، نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية، اليوم، عن مصدر لم تُسمِّه، القول إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أفاد بأن عدداً كبيراً من صواريخ إيران الباليستية مدفونة في أنفاق مدمَّرة، وباتت غير صالحة للاستخدام. وأضاف هنغبي، في اجتماع مغلق عُقد، أمس، للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، أن إيران أطلقت أكثر من 500 صاروخ على إسرائيل، من أصل 2500 تمتلكها، ويرجَّح أن عدد الصواريخ المدفونة جراء الغارات على شبكات الأنفاق يصل إلى 800. وتشن إسرائيل، منذ 13 يونيو (حزيران) الحالي، غارات واسعة على المنشآت النووية والقواعد العسكرية الإيرانية، وتردّ إيران بهجمات صاروخية على تل أبيب. وفي إيران، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 400 شخص، وجرح 3056 آخرين، معظمهم من المدنيين، وفق ما أوردت وزارة الصحة الإيرانية، السبت.