
كيف يؤثر العقاب البدني على صحة وتطور الأطفال؟
كشفت دراسة أميركية حديثة أن العقاب البدني للأطفال في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، بما في ذلك الضرب والصفع، لا يسهم في تحسين سلوكهم، بل يؤدي لآثار سلبية تؤثر على صحتهم النفسية والجسدية.
وأوضح الباحثون من جامعات تكساس، ونيويورك، وكاليفورنيا، وييل، وهارفارد، في الدراسة التي نُشرت نتائجها الاثنين بدورية «Nature Human Behaviour»، أن العقاب الجسدي ارتبط بنتائج سلبية في مقاييس تطور الطفل.
ويُعرّف العقاب البدني بأنه استخدام القوة الجسدية لتعديل سلوك الطفل، مثل الضرب أو الركل أو الهز بعنف. وعلى الرغم من اعتباره وسيلة تقليدية للتأديب في بعض الثقافات، فإن الأدلة العلمية الحديثة تؤكد أنه يترك آثاراً سلبية طويلة الأمد على الأطفال.
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات من 195 دراسة أُجريت بين عامَي 2002 و2024، وشملت أطفالاً من 92 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل، وتعد من أشمل التحليلات التي أُجريت حتى الآن في هذا المجال.
وخلص الباحثون إلى أن العقاب البدني يرتبط بعواقب سلبية في 16 من أصل 19 مقياساً لتطور الطفل، منها ضعف في العلاقة بين الطفل ووالديه، وزيادة احتمال التعرض للعنف أو ممارسته لاحقاً، بما في ذلك العنف الأسري.
كما أظهرت النتائج ارتباط العقاب الجسدي بمشكلات صحية جسدية ونفسية، وزيادة استخدام المواد الضارة مثل المخدرات، وتراجع الأداء الدراسي، وتدهور المهارات اللغوية والتنفيذية. كذلك ارتبط بضعف في المهارات الاجتماعية والعاطفية، ومشكلات سلوكية داخلية (مثل الاكتئاب والعزلة) وخارجية (مثل العدوان والسلوك التخريبي)، فضلاً عن تراجع جودة النوم وتطور الطفولة المبكرة. في حين لم تجد الدراسة أي تأثير إيجابي للعقاب الجسدي، كما لم يظهر له أثر واضح على المهارات الحركية أو القدرات الإدراكية، أو احتمالية التحاق الطفل بعمل مستقبلي.
وأكد الباحثون أن النتائج تُظهر أن الأضرار الناجمة عن العقاب البدني ليست حكراً على الدول الغنية، بل تمتد عالمياً، بصرف النظر عن السياقات الثقافية أو الاقتصادية.
وقال الباحث المشارك بجامعة نيويورك الدكتور خورخي كوارتاس: «افترض بعض الباحثين سابقاً أن تأثير العقاب البدني قد يختلف في المجتمعات التي تنتشر فيها هذه الممارسات أو تُعتبر مقبولة ثقافياً، إلا أن نتائجنا تثبت أن أضراره عالمية، ولا تختلف باختلاف السياق».
وأضاف عبر موقع الجامعة: «ما نحتاج إليه الآن هو تعزيز جهود التوعية، وسنّ سياسات فعالة تحمي الأطفال من جميع أشكال العنف، مع تطوير بدائل تربوية تدعم نموهم الصحي».
وأشار فريق الدراسة إلى أن الدول منخفضة ومتوسطة الدخل تحتاج بدورها لاتخاذ إجراءات قانونية وتوعوية عاجلة؛ إذ إن الأضرار الناتجة عن هذه الممارسات لا تقل خطورة في هذه المجتمعات.
تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة قد دعت عام 2006 لحظر عالمي للعقاب البدني ضد الأطفال، وحتى الآن أقرّت 65 دولة قوانين لحظره كلياً أو جزئياً، معظمها في الدول الغنية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ ساعة واحدة
- الاقتصادية
حتى وارن بافيت يرتكب أخطاءً إحصائية
من غير المتوقع أن تسمع وارن بافيت يروج لمغالطة إحصائية، لكن المستثمر الأسطوري بدأ وكأنه يفعل ذلك تمامًا في الاجتماع السنوي الأخير لشركة بيركشاير هاثاواي، في تذكير بمدى سهولة الوقوع في فخاخ الإحصائيات . أثناء حديثه في الاجتماع السنوي -المعروف أيضًا باسم "وودستوك للرأسماليين"- في أوائل مايو، أدلى بافيت بالتعليق الغريب التالي وهو يحمل علبة صودا مليئة بالسكر : " لمدة 94 عامًا، كنت قادرًا على شرب ما يحلو لي. يتنبؤون لي بأشياء فظيعة، لكن هذا لم يحدث بعد... أنا وتشارلي (مونجر) لم نمارس الرياضة كثيرًا أو نفعل أي شيء - كنا نحافظ على أنفسنا بعناية لهذه السنوات ." يتمتع بافيت بمعرفة عميقة بقطاع التأمين. لذا، يمكننا أن نكون على ثقة بأنه يفهم الأساليب الاكتوارية ونظرية الاحتمالات بشكل أفضل مما تشير إليه ملاحظاته . ولكن قد لا ينطبق هذا على جميع الحضور في المؤتمر . فبينما ازدهر عديد من المستثمرين على مدى فترات طويلة دون الاستفادة من تدريب رسمي في الإحصاء، فإن عدم القدرة على التفكير الاحتمالي يمكن أن يؤدي إلى أخطاء جسيمة. إن فهم بعض المبادئ الأساسية لهذا المجال يمكن أن يساعد الجميع على تجنب أكثر المآزق المالية شيوعًا . مغالطة إحصائية إن افتراض أن طول عمر بافيت ينفي بطريقة ما الفوائد الصحية المثبتة منذ زمن طويل للنظام الغذائي وممارسة الرياضة هو مغالطة إحصائية واضحة. يشبه الأمر الإشارة إلى رجل يبلغ من العمر 90 عامًا ويدخن 3 علب سجائر يوميًا لدحض العلاقة بين تعاطي التبغ وطول العمر. في الواقع، تُظهر كلتا الحالتين أن بعض الناس يتمتعون بجينات جيدة بشكل استثنائي. تتنبأ الارتباطات بين الصحة والعادات السيئة بنسبة الأفراد ضمن مجتمع معين ممن يُحتمل أن يتعرضوا لعواقب وخيمة نتيجةً لانخراطهم في هذه السلوكيات. ولا تتنبأ هذه الارتباطات بأي شيء عن النتيجة التي قد تترتب على فرد معين ضمن هذا المجتمع . الأمر مشابهٌ تمامًا للاستثمار. فمجرد أن يتحدى سهم شركة ما اتجاهًا معينًا - كما حدث مع أمازون بعد انفجار فقاعة التكنولوجيا في التسعينيات - لا يعني أن شركات أخرى مبالغ في قيمتها ظاهريًا ستصبح في النهاية شركاتٍ عملاقة . ومن الأخطاء الإحصائية الشائعة بين المستثمرين القبول الأعمى لتوقعات هبوطية من عبقري مرموق نجح في التنبؤ بانخفاض سابق في السوق . فإذا شهدت الأسهم انخفاضًا حادًا بشكل خاص - مما يُثبت صحة ما يُفترض أنه "عراف" - يميل المتنبئ إلى عرض مقاطع فيديو للتحذيرات المروعة التي أغرق بها الأثير قبل عام الانخفاض. ولن يُذكر بالطبع، أي توقعات خاطئة أطلقها "العبقري" في السنوات السابقة . بالطبع، تستند هذه الاحتمالات، التي تبلغ واحدًا من ثلاث، إلى متوسطات على مدى فترة زمنية طويلة، ولكن تبقى النقطة الأساسية هي أن الحتمية، وليس البصيرة، هي العامل الرئيسي في شهرة عديد من المتنبئين . الأهمية الإحصائية هناك طريقة أخرى يمكن أن يؤدي بها عدم الإلمام بالمفاهيم الإحصائية إلى خيارات استثمارية غير حكيمة، ألا وهي عدم فهم الأهمية الإحصائية بشكل صحيح . لنفترض أن أسهم شركة وهمية - لنفترض أنها شركة XYZ - حققت العائدات الإجمالية السنوية التالية خلال السنوات العشر التي تلت طرحها العام الأولي . بمقارنة هذه النتائج مع إجمالي عائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال الفترة نفسها، قد يُقدّم الوسيط عرضًا كالتالي: "لقد تفوّق أداء شركة XYZ على أداء السوق لعقد كامل، محققًا عائدًا متوسطًا بلغ 16.09% مقابل 14.15% للمؤشر. إن تحقيق فارق يقارب نقطتين مئويتين كاملتين على مدى العشرين أو الثلاثين عامًا المقبلة سيمنح محفظتك دفعةً هائلةً على المدى الطويل، بفضل سحر التراكم. تشير هذه العوائد إلى أن فريق إدارة شركة XYZ يعرف كيف يحقق نتائج ممتازة للمساهمين ." يتطلب تأكيد الدلالة الإحصائية فهمًا لعديد من الأدوات الكمية الأخرى، بما في ذلك الانحراف المعياري، وإحصاءات، وفترات الثقة، والقيم الاحتمالية، إضافة إلى استخدام حاسبة فرق المتوسطات . سيُعذرك إن قررت عدم التعمق في التحليل المالي القائم على التجارب، لكن هذه القراءة التي تستغرق 4 دقائق عن الدلالة الإحصائية ستُفيدك .


صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
بعد سنوات من الجدل.. دراسة: هذا ما قد تفعله مواقع التواصل بعقول الأطفال!
كشفت دراسة أمريكية جديدة أن استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي قد يزيد من خطر إصابتهم بالاكتئاب خلال سنوات المراهقة. وبحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، فبعد سنوات من الجدل حول العلاقة بين الصحة النفسية واستخدام منصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام"، وجدت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أن كثرة استخدام الأطفال لهذه المنصات قد تساهم فعلاً في تفاقم أعراض الاكتئاب لديهم. وفي الدراسة التي نشرت نتائجها في المجلة "Jama Network Open"، تابع الباحثون بيانات 11876 طفلاً أمريكياً تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاماً تقريباً، على مدى 3 سنوات، لمعرفة ما إذا كان الأطفال المصابون بالاكتئاب هم أكثر ميلاً لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لاحقاً، أو العكس. أعلى معدلات الاكتئاب وقد أظهرت النتائج أن الأطفال الذين عانوا من أعراض اكتئاب في سن 9 أو 10 لم يكونوا أكثر استخداماً لمواقع التواصل عند بلوغهم 13 عاماً مقارنة بغيرهم، ما يضعف الفرضية السابقة القائلة إن الأطفال "غير السعداء" ينجذبون أكثر إلى هذه المنصات. لكن المفاجأة كانت أن الأطفال الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف في سن 12 و13 عاماً، هم من أظهروا أعلى معدلات الاكتئاب لاحقاً، ما يشير إلى احتمال وجود علاقة سببية بين الاستخدام الكثيف وظهور أعراض الاكتئاب. ووفقاً للدراسة، ارتفع متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الأطفال على مواقع التواصل من 7 دقائق فقط في سن التاسعة إلى أكثر من ساعة مع بلوغهم سن المراهقة المبكرة. ورجّح فريق البحث أن تكون أسباب هذا التأثير السلبي مرتبطة بعوامل مثل التنمّر الإلكتروني وقلة النوم، واللذان ارتبطا سابقاً بزيادة معدلات الاكتئاب بين المراهقين. وفي سياق متصل، أظهرت دراسات سابقة أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمّر الإلكتروني بين سن 11 و12 يكونون أكثر عرضة لمحاولة الانتحار بمعدل 2.5 مرة خلال عام واحد مقارنة بغيرهم. ويقول الباحثون إن مواقع التواصل الاجتماعي، رغم آثارها المحتملة السلبية، لا تزال الوسيلة الأساسية التي يستخدمها الأطفال للتفاعل مع أقرانهم، ما يعقّد جهود تقنين استخدامها أو الحدّ منه. وقال الدكتور جيسون ناغاتا، أخصائي طب الأطفال وقائد فريق البحث: "بصفتي أباً لطفلين، أدرك أن مجرد قول (ابتعد عن هاتفك) لا ينجح، لكن يمكن للأهالي وضع ضوابط تساعد على تقليل الأثر النفسي السلبي، مثل تخصيص أوقات خالية من الشاشات أثناء الوجبات أو قبل النوم، وإجراء حوارات مفتوحة وغير حُكمية حول الاستخدام الرقمي". ومن جانب آخر، شكك خبراء بريطانيون في نتائج الدراسة. وقال البروفيسور كريس فيرغسون، أستاذ علم النفس بجامعة ستيتسون في فلوريدا، إن "العلاقة بين استخدام مواقع التواصل والاكتئاب، وفق الدراسة، ضعيفة جداً، وحجم التأثير ضئيل للغاية وقد يكون ناتجاً عن ضوضاء إحصائية". وقد أقر الباحثون بوجود بعض القيود في الدراسة، أبرزها اعتمادهم على صدق الأطفال في الإبلاغ عن عاداتهم الرقمية، إضافة إلى غياب تحليل تفصيلي لكيفية تأثير نوع الجهاز أو توقيت الاستخدام على الحالة النفسية.


صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
الصحة العالمية تحذر: غزة تنهار إنسانيًا وتحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار
دعت منظمة الصحة العالمية إلى السماح بوصول المساعدات على نطاق واسع إلى غزة عبر جميع الطرق الممكنة، وإتاحة الوصول الإنساني دون عوائق إلى الناس أينما كانوا. وأكدت أن الأمم المتحدة لديها خطة واضحة وفعالة لإيصال المساعدات، مع ضمان عدم تحويل مسارها وهو نظام أثبت نجاحه ويجب تمكينه من الاستمرار. كما دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، في ظل إنهيار النظام الصحي وتفاقم النزوح الجماعي والنقص الحاد في الغذاء والماء والإمدادات الطبية والوقود والمأوى. كما أوضحت المنظمة أن أربعة مستشفيات رئيسية في غزة اضطرت إلى تعليق خدماتها الطبية خلال الأسبوع الماضي بسبب الأعمال العسكرية أو أوامر الإخلاء والهجمات، وهي مستشفيات كمال عدوان، والإندونيسي، وحمد للتأهيل والأطراف الصناعية، وغزة الأوربية، ولم يتبق سوى 19 من أصل 36 مستشفى تعمل جزئيًا، حيث تعاني المستشفيات المتبقية من نقص حاد في الإمدادات والكوادر الصحية وانعدام الأمن وارتفاع عدد الضحايا، ولم يتبق في كامل قطاع غزة سوى ألفي سرير متاح للمرضى، ويهدد تصاعد الأعمال العدائية بإخراج المزيد من المستشفيات عن العمل.