
أفلام الكوميديا المميتة
صاغ المسرحي العظيم بيتر بروك تصوره حول "المسرح المميت" وميّز بينه وبين اتجاهات أخرى في المسيرة المسرحية: المسرح المقدس، والمسرح الخشن، والمسرح المباشر، وقام بتحليل خصائص كل اتجاه من هذه الاتجاهات في كتابه (المساحة الفارغة) الذي ترجمه إلى العربية الناقد الراحل فاروق عبد القادر من بين ما ترجمه من كتب أخرى مهمة لبيتر بروك.
والمسرح المميت، في تصور بروك، هو مسرح ردىء، لكنه "خدّاع ومراوغ"، يستطيع أن "يجد طريقه الميت إلى الأوبرات الكبيرة والتراجيديات"، وأن يجد استجابة له فى دائرة أو دوائر من الجمهور.. والموت في هذا المسرح "يرجع بنا دائما إلى التكرار"؛ إذ "يستخدم صياغات قديمة ومناهج قديمة ونكات قديمة ومؤثرات قديمة، وبدايات محفوظة ونهايات محفوظة لها".. وقد تقصى بروك هذا الموت متنوع الأبعاد على مستويات عدة، تشمل الممثل والمخرج وأيضا الجمهور، حيث تشارك هذه الأطراف الثلاثة في صياغة معالم ذلك الاتجاه، وفي تلقيه أيضا، ويمكن لكل منا أن يستعيد مسرحية أو أكثر من المسرحيات التي لم تعجبنا، ليكتشف، بوضوح، أنها تنتمي إلى هذا التوصيف.
ربما نستطيع أن نجد موازيا لهذا التصور المرتبط بمجال المسرح في مجال إبداعي آخر هو السينما، حيث نلاحظ حضور هذه المعالم المرتبطة بالمسرح المميت في عدد من الأفلام، بل ربما نستطيع أن نجد هذه المعالم في الأفلام الكوميدية نفسها، أو الأفلام المحسوبة على الكوميديا.
هناك أفلام يتم التعامل معها باعتبارها أفلاما "كوميدية"، يقوم بها ممثلون يصنفون على أنهم من أهل الكوميديا، وبعض هذه الأفلام "لها جمهورها".. لكن هذه الأفلام، مع ذلك كله، تجترّ أساليب وتقاليد تجعلها غير بعيدة عن الطابع المميت في المسرح، تبعا لتصور بروك.. وعلى سبيل التمثيل، يمكن ملاحظة عدد ليس قليلا من الأفلام التي قامت على استجداء الضحك عن طريق استخدام وسائل لا تستطيع أن تصل بأغلب مشاهديها إلى "الضحك من القلب".. ومن هذه الوسائل ضرب الوجوه بـ"التورتة"، أو صفع الممثل الرئيسي (النجم) للممثل المساعد، أو استخدام قدرة "الكوميديان" على الكلام بصوت مفتعل، أو تلعيب الحاجبين، أو الشفتين، إلى أعلى وأسفل وإلى اليمين واليسار.. إلخ.. وقد تحولت هذه الوسائل إلى ما يشبه "الوصفات المجرّبة" التي يتم استخدامها وإعادة استخدامها دون تفكير. ووجدت مثل هذه الأفلام، في بعض الفترات، استجابة من بعض قطاعات الجمهور.. ولكن هذه الاستجابة تتحقق غالبا مع مشاهدة تلك الأفلام للمرة الأولى، إذ هي أفلام لا تبقى في الذاكرة طويلا، ولا تصل أبدا إلى الأرواح وتمكث بها.. كلها تلتمس محاولات ابتعاث الضحكات العابرة خلال أداءات غليظة، وكلها تستند إلى آليات التكرار، وكلها تتسم بنوع من السطحية وبقدر من "الخداع" .. وهي في هذا كله ليست بعيدة عن التقاليد نفسها التي قادت إلى المسرح المميت..
ما أبعد هذه الأفلام عن الكوميديا الحقيقية، التي تقدم شيئا أبعد من مجرد "التهريج"، والتي تنهل من منابع الحياة، وتستكشف الضحك في المواقف الإنسانية التي تجمع بين شخصيات مكتملة التكوين.. والتي نجدها، مثلا، إذا فكرنا في الأفلام المصرية، مع أفلام أخرجها فطين عبد الوهاب، مثل فيلم "إشاعة حب" أو "آه من حواء"، أو أخرجها نيازي مصطفى، مثل فيلم "البحث عن فضيحة"، أو في الأفلام التي قام فيها نجيب الريحاني بالأدوار الأساسية، وأخرجها مخرجون متعددون.. وكل هذه الأفلام، وما يصل إلى مستواها، غير قابلة للتقادم أبدا.. يمكن للمشاهد أن يشاهدها خلال فترات متباعدة عدة مرات، ويشعر مع كل مرة بنفس المتعة.. هي باختصار، أفلام تنتمي إلى كوميديا حيّة، متجددة، قادرة على البقاء، وبعيدة عن الأساليب المكرورة المميتة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الزمان
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- الزمان
«بيتر بروك» الغائب الحاضر في مهرجان الفضاءات المسرحية
يواصل مهرجان الفضاءات المسرحية المتعددة برئاسة الدكتورة غادة جبارة رئيس اكاديمية الفنون، تقديم فعالياته ليس فقط كعروض مسرحية، ولكن من خلال الأمسيات الثقافية التي وصفها الناقد جرجس شكري انها ليست ندوة عادية، ولكنها ملتقى علمي أكاديمي. جاء ذلك خلال الأمسية الثانية التي أقيمت في قاعة ثروت عكاشة بالأكاديمية بحضور: الدكتور محمود فؤاد صدقي مدير المهرجان والدكتور ياسر علام والدكتورة أسماء حجازي، وكان محور هذه الأمسية هو المخرج المسرحي الإنجليزي بيتر بروك. وقد أدار الأمسية الناقد جرجس شكري وبدأ كلمته بقوله لا يمكن ان نكون في مهرجان عن الفضاءات المسرحية دون أن نتحدث عن المخرج بيتر بروك والحديث ليس بالكلام فقط، ولكن إدارة المهرجان مشكورة أصدرت كتاب عنه يجمع أبرز محطات في تاريخه. وأضاف شكري أن بروك قدم عرض بعنوان «نحن الولايات المتحدة» او us ، وهي مسرحية مناهضة لحرب فيتنام عام 1966، وذكر أن المصريين عرفوا بروك ن خلال الناقد والمترجم فاروق عبد القادر الذي ترجم لنا كتاب بروك بعنوان المساحة الفارغة فبروك هو من قدم لنا ما يعرف بالمسرح المميت او الخشن من كثرة الضجر والملل. ثم تم عرض فيديو لمقابلة أجراها الزميل بولا ميشيل أسامة مع ابن المخرج الراحل بيتر بروك وهو المخرج السينمائي سيمون بروك والتي أشار بها إلى أن حياة «بيتر» ارتبطت بكتابات شكسبير. ثم تحدثت دكتورة شيماء توفيق عن أسلوب بروك وكيف جعل المسرح حيا ويتطور وينمو من مجتمع لآخر وهذا ما تمناه طوال حياته، وشرحت محتويات الكتاب الذي صدر عن المهرجان فهو تجميع لمجموعة كتب ومقالات وكلمات «بروك» في يوم المسرح العالمي سواء عام 1969 او عام 1988. وفي الفقرة الثانية من الأمسية كانت احتفالا بمئوية ميلاد الفنان التشكيلي صلاح عبد الكريم، وأول شهادة في حقه ذكرتها الفنانة التشكيلية الدكتورة ايمان نبيل وهي مديرة المتحف المصري الحديث، حيث قالت ان عبد الكريم صنع ديكور 80 مسرحية وأوبريت غنائي، على مدار تاريخه مثل مسرحيات: شمس النهار والسلطان الحائر واوبريت مهر العروسة، وأغلب هذه الاعمال كانت على الأوبرا الخديوية التي حرقت. وأضافت إيمان انه تعامل مع المسرح كأنه براح واسع يعبر فيه عن أكثر من مكان، وهو عمل أيضا في مجال النحت كمثال واشتهر به وكانت بدايته مع سمكة حديدية شارك بها في بينالي ساو باولو في البرازيل، حيث كان عبد الكريم يميل الى التفاصيل الشديدة ويعشقها مع بعضها البعض مثل الدانتيل وكان مجربا من خلال ثورته على الخامات التقليدية. ثم تحدث المخرج المسرحي صبحي الحجار عن صلاح عبد الكريم الذي درس الزخرفة وشارك في تأسيس قسم الديكور بمعهد السينما وفنون مسرحية، وجاءت كلمته من خلال ثلاثة محاور الأول وحدة الفنون حيث لا يوجد فواصل بين الفنون البصرية واي مخرج مسرحي لابد ان يكون لديه رؤية جمالية تشكيلية ثم يضيف عليها العناصر السمعية. وأشار الحجار إلى أن عبد الكريم ليس لديه وحدة في الأسلوب الفني لأنه تنوع بين التكعيبية والسريالية والتعبيرية وبدأ في الرمزية من عام 1965 وعمل على خدع المنظور في الديكور المسرحي. وأنهى الحجار حديثه بأن إتقان كل عمل فني صنعه عبد الكريم لم يكن للقمة العيش، ولكن هو مشروع حياة بالنسبة له من خلال اكتشاف الخامة التي يتعامل معها سواء خشب او خردة. واختتم الأمسية بكلمة الدكتورة اميرة الوكيل أستاذ النقد والدراما بكلية الآداب جامعة حلوان والتي تحدث فيها بشكل بانورامي عن مجموعة من العروض المسرحية لفتت نظرها خلال المهرجان ففي مسابقة العلبة الإيطالي ذكرت عرض «حياة من الذاكرة» و «ثلاثة مقاعد في القطار الأخير» وقالت إنهما وجهان لعملة واحدة ولكن برؤية معاكسة والعرضين واقعيين، فعرض الذاكرة يحكي عن حياة الأديبة الامريكية هيلين كيلر وهي فاقدة للسمع والبصر ولكن لديها إصرار ومقاومة، أما عرض القطار الأخير فيحكي عن ثلاث فتيات انتحرن نتيجة اليأس والإحباط والظلم. اما عن مسابقة الفضاءات غير التقليدية فذكرت اميرة أن عرض «يوميات ممثل مهزوم» يحكي عن حالة التهميش والتمرد وسط الجمهور والضجيج وحسن اختياره مكان العرض في خلفية المبنى المكشوف، وتحدثت عن ثنائية متقاربة بين الأنا والآخر او الجلاد والضحية في عرضين هما: «الضيف» والذي دارت قصته حول جندي قعيد وشاعر متخفي وفكرة آلام الحرب وسط فضاء دائري، والعرض الثاني هو «مسافر ليل» والذي دار بين الراكب والكمسري وارتكاب الجريمة داخل ديكور كأنه قفص صدري. عقب انتهاء الأمسية بدأ العرض المسرحي «البؤساء» والذي يحكي عن السلوك الإنساني ومدى تأثيره على الآخرين بالسلب او بالإيجاب و تحويلهم من أشخاص عاديين إلى مجرمين والعكس، كل ذلك من خلال دراما البؤساء و المزج بين: مسرح الدمى ومسرح الشيء على الطاولة و المسرح البشري في بيان تلك التحولات حيث نجد البطل «چان ڤالچان» يتحول من تلك الدمية إلى إنسان في لحظة احساسه بالسلوك الإنساني من جانب الراهب، ونجد أيضا البطلة «ڤانتين» تتحول من شكلها الآدمي إلى الدمية عندما تجد الوحشية من فتيات المصنع، وهكذا يتبين لنا أن الفعل الإنسان ومعاملاتنا تجاه الآخرين هي ما تؤثر في حياتنا. وهو بطولة: فادي رأفت، مينا مجدي، يوسف حسام، محمد رضا، محمد ابو العلا، يوسف محمد، مادونا مجدي، نغم طه، بسنت مصطفى، ميرنا أحمد، هدير عاطف، موسيقى إسلام علي، تصميم عرائس رانا شامل، تصميم وتنفيذ ملابس هدير عاطف، إضاءة احمد طارق، مخرج منفذ محمد عصام، مدرب تحريك العرائس ومخرج منفذ مهند المسلماني، والعرض دراماتورج وإخراج محمود جراتسي. ونتيجة الضغط الجماهيري على المسرحية فقد تم إعادة العرض لاستيعاب كل الذين تكرموا بالحضور ولم يستطيعوا دخول العرض الأول. وعلى خشبة مسرح نهاد صليحة تم تقديم عرض «ليالينا» والمأخوذ من مسرحية «الناس اللي تحت» تأليف نعمان عاشور وهي واحدة من أهم المسرحيات التي تناولت قضايا الصراع الطبقي في المجتمع المصري. حيث تدور المسرحية حول شخصيات تمثل الطبقات الفقيرة، التي تعيش في ظروف قاسية ومهينة في مكان ضيق ومظلم تحت الأرض في قبو (البدروم). يجسد النص معاناتهم اليومية وصراعاتهم من أجل البقاء، بينما يبرز التناقض الكبير بين حياتهم وحياة الناس في الطوابق العليا، الذين ينعمون بالرفاهية والراحة. والعرض بطولة: احمد نادي، محمد الحضري، علياء الحقباني، ريموندا نادر، محمود مكرم، هاجر الجداوي، سندس عرفة، زياد كمال، يوسف طنطاوي، احمد الماظ، جمال سند، معاذ مجدي، اية مهدي، انتاج فرقة جروتيسك، اضاءة محمود الحسيني كاجو، ديكور محمود صلاح بيرو، مكياج محمد شاكر، رسومات بسنت مصطفى، ملابس لبنى المنسي، تنفيذ موسيقى مهند أسامة، مخرجان منفذان: عمر مهنا وابانوب جريس، والمسرحية دراماتورج واعداد موسيقي وإخراج محمد الحضري. الجدير بالذكر ان عروض اليوم 12 ابريل تبدأ الساعة 6م بعرض مع الشغل والجواز على مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية ثم الساعة 8 عرض مباراة القمة في قاعدة سعد أردش بنفس المبنى وأخيرا عرض دمى من ورق الساعة 10 م على مسرح المركز الأكاديمي للثقافة والفنون – سيد درويش


الزمان
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- الزمان
بيتر بروك.. الغائب الحاضر في مهرجان الفضاءات المسرحية
يواصل مهرجان الفضاءات المسرحية المتعددة برئاسة الدكتورة غادة جبارة رئيس اكاديمية الفنون، تقديم فعالياته ليس فقط كعروض مسرحية، ولكن من خلال الأمسيات الثقافية التي وصفها الناقد جرجس شكري انها ليست ندوة عادية، ولكنها ملتقى علمي أكاديمي. جاء ذلك خلال الأمسية الثانية التي أقيمت في قاعة ثروت عكاشة بالأكاديمية بحضور: الدكتور محمود فؤاد صدقي مدير المهرجان والدكتور ياسر علام والدكتورة أسماء حجازي، وكان محور هذه الأمسية هو المخرج المسرحي الإنجليزي بيتر بروك. وقد أدار الأمسية الناقد جرجس شكري وبدأ كلمته بقوله لا يمكن ان نكون في مهرجان عن الفضاءات المسرحية دون أن نتحدث عن المخرج بيتر بروك والحديث ليس بالكلام فقط، ولكن إدارة المهرجان مشكورة أصدرت كتاب عنه يجمع أبرز محطات في تاريخه. وأضاف شكري أن بروك قدم عرض بعنوان «نحن الولايات المتحدة» او us ، وهي مسرحية مناهضة لحرب فيتنام عام 1966، وذكر أن المصريين عرفوا بروك ن خلال الناقد والمترجم فاروق عبد القادر الذي ترجم لنا كتاب بروك بعنوان المساحة الفارغة فبروك هو من قدم لنا ما يعرف بالمسرح المميت او الخشن من كثرة الضجر والملل. ثم تم عرض فيديو لمقابلة أجراها الزميل بولا ميشيل أسامة مع ابن المخرج الراحل بيتر بروك وهو المخرج السينمائي سيمون بروك والتي أشار بها إلى أن حياة «بيتر» ارتبطت بكتابات شكسبير. ثم تحدثت دكتورة شيماء توفيق عن أسلوب بروك وكيف جعل المسرح حيا ويتطور وينمو من مجتمع لآخر وهذا ما تمناه طوال حياته، وشرحت محتويات الكتاب الذي صدر عن المهرجان فهو تجميع لمجموعة كتب ومقالات وكلمات «بروك» في يوم المسرح العالمي سواء عام 1969 او عام 1988. وفي الفقرة الثانية من الأمسية كانت احتفالا بمئوية ميلاد الفنان التشكيلي صلاح عبد الكريم، وأول شهادة في حقه ذكرتها الفنانة التشكيلية الدكتورة ايمان نبيل وهي مديرة المتحف المصري الحديث، حيث قالت ان عبد الكريم صنع ديكور 80 مسرحية وأوبريت غنائي، على مدار تاريخه مثل مسرحيات: شمس النهار والسلطان الحائر واوبريت مهر العروسة، وأغلب هذه الاعمال كانت على الأوبرا الخديوية التي حرقت. وأضافت إيمان انه تعامل مع المسرح كأنه براح واسع يعبر فيه عن أكثر من مكان، وهو عمل أيضا في مجال النحت كمثال واشتهر به وكانت بدايته مع سمكة حديدية شارك بها في بينالي ساو باولو في البرازيل، حيث كان عبد الكريم يميل الى التفاصيل الشديدة ويعشقها مع بعضها البعض مثل الدانتيل وكان مجربا من خلال ثورته على الخامات التقليدية. ثم تحدث المخرج المسرحي صبحي الحجار عن صلاح عبد الكريم الذي درس الزخرفة وشارك في تأسيس قسم الديكور بمعهد السينما وفنون مسرحية، وجاءت كلمته من خلال ثلاثة محاور الأول وحدة الفنون حيث لا يوجد فواصل بين الفنون البصرية واي مخرج مسرحي لابد ان يكون لديه رؤية جمالية تشكيلية ثم يضيف عليها العناصر السمعية. وأشار الحجار إلى أن عبد الكريم ليس لديه وحدة في الأسلوب الفني لأنه تنوع بين التكعيبية والسريالية والتعبيرية وبدأ في الرمزية من عام 1965 وعمل على خدع المنظور في الديكور المسرحي. وأنهى الحجار حديثه بأن إتقان كل عمل فني صنعه عبد الكريم لم يكن للقمة العيش، ولكن هو مشروع حياة بالنسبة له من خلال اكتشاف الخامة التي يتعامل معها سواء خشب او خردة. واختتم الأمسية بكلمة الدكتورة اميرة الوكيل أستاذ النقد والدراما بكلية الآداب جامعة حلوان والتي تحدث فيها بشكل بانورامي عن مجموعة من العروض المسرحية لفتت نظرها خلال المهرجان ففي مسابقة العلبة الإيطالي ذكرت عرض «حياة من الذاكرة» و «ثلاثة مقاعد في القطار الأخير» وقالت إنهما وجهان لعملة واحدة ولكن برؤية معاكسة والعرضين واقعيين، فعرض الذاكرة يحكي عن حياة الأديبة الامريكية هيلين كيلر وهي فاقدة للسمع والبصر ولكن لديها إصرار ومقاومة، أما عرض القطار الأخير فيحكي عن ثلاث فتيات انتحرن نتيجة اليأس والإحباط والظلم. اما عن مسابقة الفضاءات غير التقليدية فذكرت اميرة أن عرض «يوميات ممثل مهزوم» يحكي عن حالة التهميش والتمرد وسط الجمهور والضجيج وحسن اختياره مكان العرض في خلفية المبنى المكشوف، وتحدثت عن ثنائية متقاربة بين الأنا والآخر او الجلاد والضحية في عرضين هما: «الضيف» والذي دارت قصته حول جندي قعيد وشاعر متخفي وفكرة آلام الحرب وسط فضاء دائري، والعرض الثاني هو «مسافر ليل» والذي دار بين الراكب والكمسري وارتكاب الجريمة داخل ديكور كأنه قفص صدري. عقب انتهاء الأمسية بدأ العرض المسرحي «البؤساء» والذي يحكي عن السلوك الإنساني …


الزمان
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- الزمان
غادة جبارة تشرف على تجهيزات مهرجان مسرح الفضاءات
انتقلت الدكتور غادة جبارة رئيس اكاديمية الفنون ورئيس مهرجان الفضاءات المسرحية المتعددة في دورته الأولى في جولة تفقدية للاطلاع على التجهيزات الفنية للعروض المزمع عرضها ضمن برنامج مسابقات المهرجان. ففي اليوم الرابع من فعاليات المهرجان تم عرض مسرحيتين تنتمي إلى نوعية المسرح الرومانسي الباحث عن الحب، وهما «الطاحونة الحمراء» على خشبة مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية وهي من إنتاج فرقة القاهرة المسرحية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، والعرض الثاني هو عرض «الطائر الأزرق» من إنتاج مستقل ضمن عروض مسابقة الفضاءات غير التقليدية. واشادت جبارة بالمجهود المبذول من قبل إدارة المهرجان بقيادة الدكتور محمود فؤاد صدقي وأكدت على ان أي نقاط ضعف ظهرت يجب تلافيها خلال الأيام المتبقية من الدورة. وفي سياق متصل فإن العرض الأول العرض المسرحي "الطاحونة الحمراء" هو عن قصة بنفس الاسم للكاتب الأسترالي باز لورمان، يوضح فكرة أنه لا مكان للمشاعر أو الحب في عالم مزدحم بالقسوة يتصارع فيه الجميع من أجل كسب المال وحب التملك، خاصة بعد أن أصبحت الحياة كما الطاحونة التي تدور فتطحن ما يدور بين رحاها دون هوادة، وقد راهن المخرج وفريق العرض على تقديم النص في إطار مسرحية موسيقية تعتمد بالأساس على الموسيقى الحية بوجود فريق من العازفين على الخشبة. والعرض بطولة: محمود متولي، رحاب حسن، محمد أمين، ضياء الصادق، نادين حسام الدين، عبد الرحمن بودا، أمنية النجار، محمد صفاء، تامر فؤاد، هالة محمد، المطربة راماج، احمد مانو، حازم الزغبي، محمد أبو علي، ميرنا موسى، يوستينا عزت، أحمد أبو الغيط، روچيه ميخائيل، قطب محمد، اهداء ملابس واكسسوار روجيه ميخائيل، تأليف موسيقى وألحان وتوزيع زياد هجرس، إضاءة أحمد أمين، كيروجراف واستعراضات محمد بحيري، هندسة صوتية محمد شادي، ماكياج رامي جمال، مخرجان منفذان: أسامة جميل وأبانوب سعيد، وكتب العرض أحمد حسن البنا، دراماتورج وأشعار أحمد زيدان، ومن إخراج حسام التوني. أما العرض الثاني «الطائر الأزرق» فهو مأخوذ عن نص «الاميرة تنتظر» للكاتب صلاح عبد الصبور، وتدور قصة العرض على أميرة تعيش داخل كوخ منذ 15 عاما لسبب غير معروف للجمهور حتى ينكشف السر بالتدريج بعد ان نعرف ان أحد العاملين بالقصر الملكي يوقعها في حبه وقتل والدها الملك واستولى على الحكم ونفاها لهذا الكوخ، وهي تنتظره حتى يعود لها في النهاية ولكنه لم يتغير فهو يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية فقط وتدرك حينها الأميرة انها كانت تنتظر شخص لا جدوى منه وتقتله بمعاونة جاريتها حتى تتخلص من هذا الحب المسموم. والعرض بطولة: ليديا فاروق، باخوم عماد، دنيا المنياوي، سينوغرافيا وازياء هناء النجدي، بوستر محمد رحيم، اضاءة احمد طارق، ديكور عزيز برعي، ماكياج مارينا مجدي، مساكات بسنت مصطفى، اعداد موسيقي إسلام علي، مساعدين اخراج: محمود سليمان ومريم محمود، والعرض صممت له التعبير الحركي ودراماتورج وإخراج نادين خالد. الجدير بالذكر ان اليوم 11 أبريل يشهد تنظيم الأمسية الثانية بالمهرجان الساعة 6 م والتي يديرها الناقد جرجس شكري وتحتوي على: فقرة توقيع كتاب بيتر بروك ومتابعات نقدية للعروض التي عرضت وأوراق بحثية عن مجال الفضاءات المسرحية، ثم يليها تقديم عرض «البؤساء» الساعة 8 م على مسرح مدرسة الفنون، ثم عرض «ليالينا» الساعة 10 على مسرح نهاد صليحة بفرع الاكاديمية الجديد بشارع اليابان.