
إذلال أمريكا على يد اليمنيين: شهادات متتالية من كبار الخبراء إلى صنّاع القرار
لم تكن جولات الصراع في البحر الأحمر والعربي بالهينة، فتداعياتها لا تزال تتكشف على مُكث مع الوقت، يبرزها كبار الخبراء الأمريكيين العسكر والاستشاريين عبر الدراسات والتقارير والتحليلات الصادرة تباعاً، وهي تنسجمُ تماماً مع أحاديث صناع القرار في البيت الأبيض والبنتاغون وإقراراتهم بأن ما جرى حدث استثنائي غير مألوف منذ الحرب العالمية الثانية، بل وأضاف إلى قاموس الحرب أبجديات لم تكن موجودة من قبل، وجميع هذه الشهادات الصادرة على هيئة كتابات تحليلية أو تصريحات مصوّرة تعطي لمحة عن انقلاب تاريخي كبير بكل المقاييس أحدثته الموجهات الأخيرة بين أكبر قوة عسكرية في العالم ضد اليمنيين.
أحدث ما جاء في هذا السياق شهادة الكاتب الكبير مالكوم كيويني، الخبير بالشأن السياسي والمقرّب من أصحاب القرار في السلطات الأمريكية، في مقال بعنوان 'إذلال أمريكا العسكري'، ويشير إلى فشل الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها المعلنة، واضطرارها للقبول بوقف إطلاق نار بشروط لا تخدم مصالحها الاستراتيجية الأولية، ويؤسس لتحول محتمل في موازين القوى الإقليمية والدولية.
ينطلق الكاتب كيويني في مقاله من الإشارة إلى أن فرض اليمنيين لحصارهم على البحر الأحمر، رداً على العدوان في غزة، كان بمثابة إشارة واضحة على تضاؤل القوة الأمريكية، ويعتبر أن رد فعل واشنطن، والذي تمثل في عمليتين عسكريتين متتاليتين في عهد بايدن، قد تحول إلى 'فضيحة محرجة'.
فبعد عملية 'حارس الازدهار' التي فشلت في حماية الملاحة الصهيونية وتصدت لها الصواريخ اليمنية، جاءت عملية 'بوسيدون آرتشر' في يناير 2024، بمشاركة طائرات أمريكية وبريطانية، بهدف إخضاع اليمنيين بالقصف، ولكن الكاتب يؤكد أن هذه العملية لم تكن ناجحة ولم تفعل شيئاً لردع الهجمات اليمنية أو فتح البحر الأحمر.
القوة الأمريكية على المحك
يعتبر الكاتب أن مواجهات البحر الأحمر أثارت تساؤلات جدية حول فعالية القوة العسكرية الأمريكية وقدرتها على فرض إرادتها في مواجهة تحديات غير تقليدية، انطلقت الأحداث مع إعلان القوات المسلحة اليمنية فرض حصار بحري على السفن المرتبطة بـ'إسرائيل' رداً على الحرب في غزة، وهو ما اعتبرته واشنطن تحدياً مباشراً لهيمنتها على الممرات البحرية الحيوية.
الرد الأمريكي، الذي تمثل في عمليتي 'حارس الازدهار' و'بوسيدون آرتشر'، لم يحقق أهدافه المعلنة في تأمين الملاحة أو ردع الهجمات اليمنية.
يصف الكاتب الأمريكي مالكوم كيويني، في مقاله التحليلي المنشور على موقع 'Unherd' بعنوان 'إذلال أمريكا العسكري' (America's military humiliation)، عملية 'حارس الازدهار' بأنها 'سرعان ما تحولت إلى فضيحة محرجة، حيث انسحب معظم شركاء التحالف واستمرت السفن في التعرض لضربات بصواريخ القوات المسلحة اليمنية، كما يشير إلى أن عملية 'بوسيدون آرتشر' اللاحقة 'لم تفعل شيئًا تقريبًا لردع هجمات القوات المسلحة اليمنية أو فتح البحر الأحمر أمام الملاحة' الإسرائيلية، مع تولي إدارة ترامب، وتصاعد التوقعات برد أكثر حسماً، جاءت عملية 'رافر رايدر' في مارس 2025، استمرت الحملة الجوية المكثفة لمدة ستة أسابيع، واستخدمت فيها أسلحة متطورة، بما في ذلك قاذفات الشبح B-2، ومع ذلك، انتهت العملية بإعلان ترامب عن التوصل لوقف إطلاق نار بوساطة عمانية، وصفه بـ'استسلام' اليمن.
يعلق كيويني بتهكم على شروط هذا الاتفاق: 'بالطبع، لم يذكر ترامب شروط 'الاستسلام'، كان على القوات المسلحة اليمنية فقط التوقف عن مهاجمة السفن الأمريكية مقابل توقف أمريكا عن القصف؛ كانوا أحرارًا في الاستمرار في حصار البحر الأحمر أو إطلاق الصواريخ على 'إسرائيل'.
يعيد تأكيد هذه النقطة بعبارة أخرى: منحت أمريكا للقوات المسلحة اليمنية تفويضًا مطلقًا لمواصلة السلوك الذي كان سبب دخول أمريكا في الحرب في المقام الأول، وهكذا، كان وصف هذه الصفقة بالاستسلام مناسبًا تمامًا؛ كل ما في الأمر أن القوات المسلحة اليمنية لم يكونوا هم من رفع العلم الأبيض'.
يشير هذا التحليل إلى أن النتيجة الفعلية للعملية كانت أقرب إلى اعتراف أمريكي بعدم القدرة على تحقيق الأهداف العسكرية بالقوة.
مشكلات جوهرية في القوة الأمريكية
تتحدى هذه النتائج الفرضية القائلة بأن إخفاقات أمريكا العسكرية تنبع فقط من 'نقص الإرادة السياسية'، يؤكد كيويني أن عملية 'رافر رايدر' استخدمت 'العديد من أسلحة أمريكا الأكثر محدودية وتكلفة وتطورًا لمحاولة إخضاع القوات المسلحة اليمنية، ومع ذلك استسلمت'، ويستنتج أن 'أسلوب الحرب المفضل والمتزايد الوحيد القابل للتطبيق في أمريكا – الحرب الجوية – لم يعد فعالاً من حيث التكلفة ولا عمليًا'.
يكشف التحليل المعمق عن مشكلات هيكلية في جوهر القوة العسكرية الأمريكية، فالأرقام المعلنة عن حجم الترسانة، مثل عدد حاملات الطائرات (11)، لا تعكس القدرة التشغيلية الفعلية.
يقدر كيويني أن العدد القابل للنشر فعلياً يتراوح بين اثنتين وأربع حاملات فقط في أي وقت، وأن نصف العدد الكلي تم استخدامه ضد اليمن، الأمر نفسه ينطبق على قاذفات الشبح B-2، حيث يرجح أن القاذفات الست المستخدمة تمثل 'المخزون العامل بالكامل' بسبب الحاجة لتفكيك طائرات أخرى للحصول على قطع الغيار، وهو هنا يكشف عن أمر بالغ الخطورة والحساسية، ويقارب قضية حساسة للغاية قلّما أشير لها أو جرى الحديث عنها، ويشير الكاتب في التفصيل إلى أن 'نصف القاذفات الأمريكية فقط مؤهلة لما يسمى بحالة 'قادرة على أداء المهام' في المتوسط اليومي، وهي حالة لا تعني فعليًا أن الطائرة تعمل'، يضيف كيويني بعداً آخر يتعلق بقدرة التجديد والاستبدال: 'بينما تستنزف أمريكا إرثها العسكري الهائل الذي ورثته من رونالد ريغان وسباق التسلح في الثمانينيات، لا توجد خطة لاستبداله…
الإرادة تغلب التكنولوجيا
بالنسبة للجيش الأمريكي، فإن تجنب الخسائر ليس مسألة حذر أو جبن؛ بل هو نتيجة عدم القدرة التامة على تجديد القوة'، هذا العجز، بالإضافة إلى التكلفة الباهظة للذخائر الدقيقة بعيدة المدى مثل صواريخ JASSM (مليون دولار للصاروخ الواحد)، ومحدودية مخزونها الذي يستنزف بسرعة في أي صراع حقيقي، يضع قيوداً كبيرة على القدرات الأمريكية.
كما واجهت القوة الجوية الأمريكية تحديات غير متوقعة، حيث لم تتمكن من فرض تفوق جوي مطلق، واضطرت طائراتها، بما فيها مقاتلات F-35 الشبحية، لتفادي الدفاعات الجوية اليمنية، وتم إسقاط طائرات مسيرة استطلاعية مكلفة مثل MQ-9 Reaper (أكثر من 30 مليون دولار للواحدة)، ما أثر على دقة الاستهداف.
تُظهر المواجهة في البحر الأحمر أن التفوق التكنولوجي والتكلفة الباهظة للأسلحة لا يضمنان بالضرورة تحقيق الأهداف العسكرية، خاصة في مواجهة خصم يمتلك إرادة قوية، ويستخدم تكتيكات غير متماثلة بفعالية.
يختتم كيويني تحليله بالإشارة إلى الأبعاد الأوسع لهذه المواجهة: 'لن تؤكد خطورة ما حدث في اليمن نفسها إلا عندما تكون الطبقة السياسية مستعدة للتعامل مع العالم الجديد الذي نعيش فيه الآن: عالم ليس لدى الولايات المتحدة فيه أي أرنب عسكري جديد لسحبه من قبعتها، وتلك التي تمتلكها ببساطة ليست كافية للاقتراب من النصر'، حديث الكاتب الأمريكي في تحليله كشف أبعاداً جديدة للمواجهات التي خاضتها الولايات المتحدة مع القوات المسلحة اليمنية بما يتجاوز النتائج العسكرية المباشرة، لتطرح أسئلة حول مستقبل الهيمنة الأمريكية وقدرة القوة العسكرية التقليدية على مواجهة التحديات المعاصرة في عالم متغير، وهنا نشير إلى تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس قبل أيام في حفل تخرج دفعة من البحرية الأمريكية، الذي يعزز الفكرة ويخدم سياق التحليل الذي أورده الكاتب من أعلى سلطة سياسية في أمريكا وحتى من رجل يُعَدُّ ضابط إيقاع السياسة الأمريكية الترمبية الموصوفة بالمتقلبة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


منذ ساعة واحدة
عائلة بايدن تواجه موجة جديدة من التحقيقات الفيدرالية.. والكوكايين في البيت الأبيض يعود إلى الواجهة
رغم مغادرتهم البيت الأبيض منذ أشهر، تجد عائلة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن نفسها مجددًا في قلب عاصفة من الشبهات والتحقيقات، بعدما أعاد مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI فتح ملفات مثيرة للجدل من فترة إدارته، أبرزها قضية العثور على مادة الكوكايين داخل أروقة البيت الأبيض. ووفقًا لتصريحات رسمية أدلى بها نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، دان بونجينو، فإن المكتب يولي اهتمامًا خاصًا بثلاث قضايا خطيرة تعود إلى ولاية بايدن الرئاسية، وهي تفجير أنابيب واشنطن، وتسريب قرار المحكمة العليا بشأن قضية دوبس، وأخيرًا العثور على الكوكايين داخل البيت الأبيض في صيف 2023. الكوكايين في البيت الأبيض.. ملف لم يُغلق بعد في يوليو 2023، وخلال عطلة الاستقلال، تم العثور على كيس صغير يحتوي على الكوكايين بالقرب من غرفة العمليات داخل البيت الأبيض، وهي منطقة حساسة يُمنع فيها استخدام الهواتف المحمولة، ورغم أن جو بايدن وأسرته لم يكونوا داخل المقر الرئاسي حينها، إلا أن الشكوك لم تتوقف حول تورط أفراد من دائرته المقربة. جو بايدن ورغم توقف جهاز الخدمة السرية عن التحقيق بعد عشرة أيام لعدم توفر أدلة كافية، فقد أشار بونجينو، الذي عمل سابقًا ضمن طاقم الحماية الرئاسي، إلى قناعته بأن المادة المخدرة لا يمكن أن تكون قد دخلت إلا بواسطة شخص له صلة مباشرة بالعائلة. انفجار أنابيب واشنطن وتسريب دوبس يعيدان الجدل أما القضية الثانية، والمتعلقة بمحاولة تفجير أنابيب قرب مقري اللجنة الوطنية الديمقراطية والجمهورية عشية اقتحام الكابيتول في 5 يناير 2021، فما زالت مفتوحة بعد أكثر من أربع سنوات. وأجرى الـFBI أكثر من 1000 مقابلة، وراجع ما يزيد عن 39 ألف مقطع فيديو، دون أن يتوصل لهوية الجاني حتى اليوم. كما أعاد المكتب التحقيق في تسريب مسودة قرار المحكمة العليا الخاص بإلغاء حق الإجهاض الفيدرالي، وهي القضية التي أثارت جدلًا واسعًا عام 2022، دون أن يتم تحديد المسؤول عن هذا التسريب رغم مرور عدة أشهر على انتهاء التحقيق السابق. جيل بايدن.. وتساؤلات حول التستر على صحة الرئيس في سياق آخر، أُثيرت تساؤلات جديدة حول دور السيدة الأولى السابقة، جيل بايدن، بعد إعلان إصابة زوجها مؤخرًا بسرطان البروستاتا. ووفقًا لمصادر مطلعة إلى أنها قد تكون تعمدت التقليل من خطورة الوضع الصحي للرئيس خلال فترة وجوده في الحكم، مما يفتح بابًا جديدًا للانتقادات بشأن الشفافية داخل البيت الأبيض. تقارير: جو بايدن ينسى سنوات حكمه وسط معركته مع السرطان كتاب جديد يُفجّر مفاجأة.. جو بايدن كان يعلم بإصابته بالسرطان قبل ترشحه للرئاسة عام 2020 ملفات قد تقلب الطاولة المتابعون يرون، أن هذه القضايا الثلاث، خاصة قضية الكوكايين، قد تشكل مادة دسمة لمعارضي بايدن، خصوصًا في ظل الحديث المستمر عن نزاهة الإدارة السابقة وتوازنها، في وقتٍ لا تزال فيه التحضيرات قائمة لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة وسط استقطاب سياسي حاد. ورغم عدم صدور اتهامات رسمية حتى الآن، فإن إعادة فتح هذه الملفات قد يؤدي إلى تطورات خطيرة تُلقي بظلالها على مستقبل آل بايدن السياسي.


عالم المال
منذ ساعة واحدة
- عالم المال
البيت الأبيض أكدها.. هل كان ترامب حقاً يحلم بمنصب «البابا»؟
أقر البيت الأبيض، ان دونالد ترامب، الذي أثار موجة من الانتقادات بعد نشره صورة معدّلة بتقنية الذكاء الاصطناعي تظهره مرتدياً الزي البابوي، بان الرئيس الأمريكي كان بالفعل يحلم بمنصب بابا الفاتيكان الجديد. ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية 50% على الاتحاد الأوروبي وظهرت الصورة ترامب مرتديا الرداء الأبيض وتاج 'الميتر' البابوي، مع صليب كبير يتدلّى من عنقه، وجاءت هذه الخطوة بعد تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي أمام صحفيين في البيت الأبيض، قال فيها ساخرا إنه يود أن يصبح البابا، واصفًا ذلك بـ'الخيار الأول' بالنسبة له. وقتها، قوبلت صورة ترامب – التي نشرت على منصته 'تروث سوشيال'، بسخط واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفها العديد من المستخدمين بأنها غير محترمة ومسيئة وإهانة كبيرة للكنيسة، في ظل الحداد على زعيم الكنيسة الكاثوليكية. وقال مستخدمون أمريكيون: 'كمواطنين، نرى في هذه الصورة إساءة فادحة لملايين الكاثوليك حول العالم، البابوية مؤسسة دينية مقدسة، وهذه السخرية تُعد انتهاكا لقدسيتها'. ويأتي ذلك في أعقاب انتقادات سابقة وُجهت لترامب بسبب حضوره جنازة البابا مرتديا بدلة زرقاء غير تقليدية، كما شوهد وهو يمضغ العلكة أثناء المراسم، في مشهد اعتبره البعض غير لائق، كما أثار لقاؤه الجانبي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال الجنازة مزيدا من الجدل. هل كان ترامب حقاً يحلم بمنصب بابا الفاتيكان؟ الغريب والمثير في الأمر، ان تقارير إعلامية إيطالية وأمريكية، أكدت بالفعل ان ترامب كان ينوي حقاً الترشح، بل وكان يمني النفس بفوزه بمنصب موازي 'شرفي' لبابا الفاتيكان، وما أكد هذا التصور، ان الحساب الرسمي للبيت الأبيض، قد أعاد نشر الصورة على منصة 'إكس'، مما زاد من الجدل حول مغزاها. ويُعلن إعلام مقرب من إدارة البيت الأبيض، ان ترامب كان بالفعل يعول على نحو 20 بالمئة من الأميركيين كونهم كاثوليكيون، وقد أشارت استطلاعات الرأي في نوفمبر الماضي إلى أن 60 بالمئة منهم تقريبا صوتوا لتولي دونالد ترامب منصب الرئيس الجديد. وظل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يخاطب صحافيين مراراً وتكراراً – عبر منصته 'تروث سوشيال'، بأنه يود أن يكون بابا الفاتيكان المقبل، وانه يود ان يصبح البابا، معلقاً: 'البابا سيكون دائماً خياري الأول'، على حد قوله. بماذا رد كاثوليك أمريكا؟ وجه المؤتمر الكاثوليكي لولاية نيويورك، الذي يقول إنه يمثل أساقفة الولاية في تعاملهم مع الحكومة، انتقادات لاذعة لصورة دونالد ترامب. وقال المؤتمر الكاثوليكي في منشور على حسابه في منصة 'إكس': 'لا يوجد شيء ذكي أو طريف في هذه الصورة، سيدي الرئيس.. لا تسخر منا '.


المشهد العربي
منذ ساعة واحدة
- المشهد العربي
ترامب يحذر نتنياهو من نسف المفاوضات مع إيران
وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء، التحذيرات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك في اتصال هاتفي الأسبوع الماضي، من أي خطوات قد تُعرقل المحادثات مع طهران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وذلك وفق مسؤول في البيت الأبيض. وأبدى ترامب وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، قلقهم من احتمال إقدام إسرائيل على قصف المنشآت النووية الإيرانية، أو على خطوات تجهض المفاوضات، حسب موقع "أكسيوس". وذكر الموقع، أن إسرائيل كثفت استعداداتها لضربة سريعة للمواقع النووية الإيرانية، إذا فشلت المفاوضات بين واشنطن مع طهران في الأسابيع المقبلة. ونقل الموقع عن مصدر أن إسرائيل ترى أن فرصتها لتنفيذ ضربة ناجحة قد تتلاشى قريباً، بينما يخشى بعض المسؤولين الأمريكيين أن يقدم نتانياهو على ذلك دون تنسيق مسبق مع إدارة ترامب. وحسب "أكسيوس"، قال مسؤول في البيت الأبيض، إن ترامب أبلغ نتانياهو صراحة في الاتصال الهاتفي يوم الخميس الماضي بأنه "لا يريد أي شيء يعيق الحل الدبلوماسي مع إيران". وأضاف المسؤول، أن ترامب شدد على أنه "لا يريد من نتانياهو استفزاز طهران في وقت يسعى فيه هو إلى التوصل إلى حل سياسي". وأكد ترامب في الاتصال أن "الخيار الآخر" أي العسكري، لا يزال مطروحاً، لكنه يفضل إعطاء الفرصة للمسار الدبلوماسي. ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على المكالمة. ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي أن وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نوم التقت نتنياهو في القدس يوم الأحد، ونقلت له ذات الرسالة من الرئيس ترامب، ودعته لتجنب اتخاذ أي خطوات تُفشل المفاوضات.