logo
مُتغيّرات راشد بن عبد الله للتعاون العربي: طلبات ترامب أوامر

مُتغيّرات راشد بن عبد الله للتعاون العربي: طلبات ترامب أوامر

مرآة البحرين٠٦-٠٤-٢٠٢٥

مرآة البحرين : يقول وزير الداخلية البحريني راشد بن عبد الله آل خليفة مؤخرًا إن "التحديات والمُتغيّرات الإقليمية تتطلّب توسيع آفاق التعاون والتنسيق وتكثيف الجهود وتعزيز مسيرة العمل الأمني العربي المشترك". موقفٌ لافتٌ طبعًا لكنّه غير صادم من حيث الشخصية أو المضمون.
في ظرفٍ إقليمي حسّاس وربّما شديد التعقيد، يخرج راشد بن عبد الله ليتحدّث عن توسيع التعاون الأمني من منطلق أن "الأمن يمثّل ركيزة أساسية للمشاريع السياحية والاستثمارية في البحرين من أجل المضيّ قدمًا في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة في إطار برنامج عمل الحكومة".
من يُراقب سيْر الأحداث خلال الأشهر الأخيرة في المنطقة واستئناف العدوان على قطاع غزة وعلى اليمن في آن، وتصعيد لهجة وخطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الجمهورية الاسلامية الإيرانية، يُدرك أن كلام راشد بن عبد الله يتجاوز حدود المشاريع السياحية وضمان الأمن في البلد من أجل الوافدين إلى أرض المملكة. الكلام برمّته لا ينفصل عن التحرّكات الأميركية الساعية إلى رفع مستوى المواجهة مع إيران.
التحديات والمُتغيّرات الإقليمية التي تحدّث عنها عرّاب المشاريع الأمنية في البحرين لها معنى واحد وتفسير أوحد: الحرب على إيران وحلفائها. وفي هذا المشهد للبحرين حصّة طالما أنها تحتضن الأسطول الأميركي الخامس، ركيزة الولايات المتحدة العسكرية في منطقة الخليج.
وبناءً على رؤية راشد بن عبد الله، تكثيف الجهود وتعزيز مسيرة العمل الأمني العربي المشترك يكون حُكمًا عبر التالي:
* خدمة المشروع الأميركي وما يتطلّبه من تنفيذٍ لأوامر عسكرية تهدف إلى توجيه ضربات مباشرة ضدّ إيران.
* التعاون عبر الأراضي البحرينية وفتح المجال أمام الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين لاعتراض الصواريخ اليمنية المتجهة إلى الأراضي المحتلة بما أمكن.
* الانسجام مع خطاب التهديد الأميركي تجاه طهران والخضوع لسياسة الضغوطات والإملاءات التي تفرضها واشنطن على أدواتها في المنطقة ومنها النظام البحريني.
البحرين اليوم لا ترى نفسها بمنأى عن المواجهة المتحدمة بل طرف فيها، فهي منذ سنوات تحجز لنفسها مقعدًا في أجندة واشنطن في المنطقة. لا مكان لأيّ تفكير مرتيْن، خاصة أن تصريحاتها تتناقض مع أقوالها في أغلب المرات. في الظاهر، تُبدي نيّة لاستئناف العلاقات مع إيران وإعادتها إلى طبيعتها الدبلوماسية، غير أن الانخراط في مشاريع أميركا وبرامج ترامب وصفقاته مع حكام الخليج يدحض ذلك.
في ولايته الأولى عام 2017، التقى ترامب ولي عهد البحرين سلمان بن حمد الذي تحدّث صراحةً عن حرص دولته على العمل والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وتعزيز التعاون المُثمر بناءً على المصالح المشتركة.
هذا اللقاء حينها بيّن الجانب الأهمّ في شخصية ترامب وما يُضمره تجاه حكام الخليج وكيف ينظر إليهم والبحرين مثالٌ حيّ. يومها قال ترامب لولي العهد إن "البحرين تمتلك الكثير من الأموال.. سنُمرّر 738 مليار دولار للجيش وهذا كثيرٌ على دولة مثل البحرين".
وقتها، عُلم أن ترامب كان يقصد بكلّ صراحة ما تملكه العائلة الحاكمة في البحرين من أموال مجمّدة في الولايات المتحدة وسويسرا وبريطانيا بناءً على تقارير اقتصادية دقيقة وأوراق بنما وكلّ ما كشفته الصحافة الأمريكية في تلك الفترة. إزاء هذا التصريح، كان لافتًا سكوت المسؤولين البحرينين، وعدم مسارعتهم إلى النفي أو إصدار أيّ تعليق، ولاسيّما أن سلمان بن حمد لم ينبس ببنت شفة، بل ابتسم وضحك وارتضى بما سمع.
حادثة ترامب - سلمان قبل 8 سنوات أظهرت أن قاعدة الابتزاز مترسّخة في التعاطي الأميركي مع البحرين. واشنطن لا تراها سوى أداة، وليس حليفًا تنطبق عليه مواصفات التعاون والنقاش وتبادل النصائح، بل مواصفات التلميذ الذي يُطبّق إملاءات الأستاذ بلا اعتراض.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون ضخم لتمديد خفض الضرائب وخفض الإنفاق الاجتماعي
مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون ضخم لتمديد خفض الضرائب وخفض الإنفاق الاجتماعي

البلاد البحرينية

timeمنذ 40 دقائق

  • البلاد البحرينية

مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون ضخم لتمديد خفض الضرائب وخفض الإنفاق الاجتماعي

وافق مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون اليوم الخميس على مشروع قانون ضخم للسياسة الداخلية بعد مناقشات ماراثونية، في خطوة رئيسية لتمديد خفض الضرائب الذي بدأه الرئيس ترامب في ولايته الأولى. ويشمل القانون المسمى "الكبير والجميل" من قبل ترامب، تمديد التخفيضات الضريبية مع تقليص الإنفاق على برامج حكومية رئيسية مثل التأمين الصحي "ميديك إيد" والمساعدات الغذائية. وسينتقل المشروع الآن إلى مجلس الشيوخ حيث من المتوقع إجراء تعديلات كبيرة عليه. جاء التصويت بعد جلسة تصويت ليلية شهدت جدلاً حاداً بين الجمهوريين والديمقراطيين حول تأثير القانون على العجز الفيدرالي والخدمات الاجتماعية، في وقت تواصل الإدارة الأمريكية سعيها لتنفيذ أجندتها الاقتصادية قبل الانتخابات المقبلة.

برج ترامب في دمشق حقيقة.. "تايغر" تكشف التفاصيل
برج ترامب في دمشق حقيقة.. "تايغر" تكشف التفاصيل

البلاد البحرينية

timeمنذ ساعة واحدة

  • البلاد البحرينية

برج ترامب في دمشق حقيقة.. "تايغر" تكشف التفاصيل

خلال الأيام الماضية انتشرت أنباء بين السوريين عن نية لإنشاء ناطحة سحاب باسم الرئيس الأميركي دونالد "ترامب" في العاصمة السورية دمشق. 45 طابقاً بـ200 مليون دولار فبعد أيام من إعلان ترامب من الرياض، رفع العقوبات عن سوريا استجابة لطلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكدت مجموعة "تايغر" العقارية أنها تعتزم بالفعل إطلاق مشروع برج ترامب في دمشق، وفقاً لصحيفة "الغارديان". وقال رئيس المجموعة وليد الزعبي، بأن البرج سيكون مؤلفا من 45 طابقا بتكلفة محتملة تصل إلى 200 مليون دولار. كما تابع أن شركته ستطلق مشروع برج ترامب دمشق كرمز للسلام ورسالة بأن سوريا تستحق مستقبلا أفضل، وفق كلامه. كذلك أوضح أن الشركة تنظر هذه الفترة بعدة مواقع لبناء البرج، وقد يزيد أو ينقص عدد الطوابق حسب المخطط. وأكد أنها ستتقدم بطلب رسمي لتصاريح البناء هذا الأسبوع، موضحا أنها تحتاج الحصول على موافقة علامة ترامب التجارية قبل اعتماد اسم البرج. ولفت إلى أن عملية البناء قد تستغرق ثلاث سنوات بعد الموافقات القانونية واتفاقية الامتياز. إلى ذلك، أعلن أنه التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في كانون الثاني، وناقشا المشروع. وبين أن كلمة "ترامب" ستكون محفورة بالذهب، لافتا إلى أن برج ترامب في دمشق سيكون النصب التذكاري اللامع الذي يهدف إلى إعادة سوريا التي مزقتها الحرب إلى الساحة الدولية. من الواقع إلى أرض الواقع يذكر أن سوريا كانت خاضعة لعقوبات أميركية منذ عام 1979، وتفاقمت بعد حملة القمع التي شنها الرئيس السوري آنذاك، بشار الأسد، على المتظاهرين السلميين عام 2011. ورغم إطاحة الفصائل العسكرية بالأسد في ديسمبر/كانون الأول، أبقت الولايات المتحدة على العقوبات المفروضة على البلاد. لكن الرئيس الأميركي أعلن من العاصمة الرياض الأسبوع الماضي رفع العقوبات بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ومع رفع العقوبات، يمكن لبرج ترامب أن ينتقل إلى أرض الواقع، حيث من المقرر أن يتوجه الزعبي إلى دمشق هذا الأسبوع لتقديم طلب رسمي للحصول على تراخيص بناء البرج الشاهق.

برنامج تأشيرة ترامب الذهبية سينطلق عبر الإنترنت خلال أسابيع
برنامج تأشيرة ترامب الذهبية سينطلق عبر الإنترنت خلال أسابيع

الوطن

timeمنذ 3 ساعات

  • الوطن

برنامج تأشيرة ترامب الذهبية سينطلق عبر الإنترنت خلال أسابيع

صرح وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، أمس (الأربعاء) بأن بطاقة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذهبية، التي تُمكّن أي أجنبي من شراء تأشيرة بقيمة 5 ملايين دولار، ستكون متاحة عبر الإنترنت خلال أسابيع، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز». حلّ لوتنيك ضيفاً في فعالية «بناء المستقبل» التي نظمتها «أكسيوس» وتناول عدة مواضيع بما في ذلك عرض الرئيس دونالد ترمب للبطاقة الذهبية. في مارس (آذار)، صرّح ترمب بأن البطاقة الذهبية ستُطرح للبيع «قريباً جداً»، موضحاً أنها ستكون مثل البطاقة الخضراء، «ولكنها أفضل وأكثر تطوراً». وقال إن أحدث مسار للحصول على الجنسية الأميركية سيسمح «لأكثر الأشخاص نجاحاً في خلق فرص العمل من جميع أنحاء العالم بشراء مسار للحصول على الجنسية». وسُئل لوتنيك عن الموعد الذي ستصبح فيه البطاقة الذهبية بقيمة 5 ملايين دولار متاحة، وأجاب بأنه يتوقع أن يكون موقع على الإنترنت يسمى جاهزاً للعمل في غضون أسبوع تقريباً. وشرح الوزير: «ستُعلن تفاصيل ذلك قريباً، ولكن يُمكن للناس البدء بالتسجيل. وسيُعلن عن كل ذلك خلال الأسابيع المقبلة - وليس شهراً، بل أسابيع». أقرّ لوتنيك بأنه لن يكون بمقدور الجميع تحمل تكلفة البطاقة الذهبية، لكنها ستكون متاحة لمن يستطيع مساعدة أميركا على سداد ديونها. وأشار إلى أنه سيتم فحص جميع الأشخاص للحصول على البطاقة، مضيفاً أن من يأتون بخمسة ملايين دولار للحصول على تأشيرة سيكونون «أشخاصاً رائعين سيجلبون الأعمال والفرص إلى أميركا. وسيدفعون 5 ملايين دولار». وطرح لوتنيك سيناريو افتراضياً آخر، قائلاً إنه إذا اشترى 200 ألف شخص البطاقة الذهبية مقابل 5 ملايين دولار، فسيكون ذلك تريليون دولار. وقال: «تذكروا، نحصل الآن على 280 ألف تأشيرة سنوياً مجاناً، هذا دون احتساب العشرين مليون شخص الذين اقتحموا البلاد دون وجه حق في عهد بايدن... لذا، أريدكم أن تفكروا في الأمر... نحن نمنحها مجاناً ونقول إن دونالد ترمب سيجني تريليون دولار لأي غرض؟ لتحسين أميركا. وهذا منطقي تماماً بالنسبة لي». وسبق لترمب أن روّج لخطته لجذب أثرياء العالم ليصبحوا مواطنين أميركيين، إلا أن ذلك يأتي في وقتٍ يُضيّق فيه الخناق على الهجرة غير الشرعية، وفي ظلّ تزايد تسليط الضوء على الجامعات وسط ارتفاع تكاليف الدراسة وقروض الطلاب المُرهِقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store