logo
البلاستيك يؤثّر على صحّتك.. بطريقة غير متوقّعة!

البلاستيك يؤثّر على صحّتك.. بطريقة غير متوقّعة!

MTVمنذ 6 أيام

كشفت دراسة علمية حديثة أن المواد الكيميائية الموجودة في المنتجات البلاستيكية التي نتعامل معها يوميا قد تعبث بساعتنا البيولوجية بنفس الطريقة التي يفعلها فنجان القهوة الصباحي.
هذه النتائج المقلقة تفتح الباب أمام فهم جديد لكيفية تأثير البلاستيك على صحتنا بطرق لم نكن نتصورّها من قبل.
وقام فريق بحثي من النروج بتحليل مواد كيميائية مستخلصة من أنابيب طبية وحقائب ترطيب رياضية مصنوعة من بولي كلوريد الفاينيل أو كما يعرف أيضا بكلوريد متعدد الفينيل (PVC) والبولي يوريثان (PUR)، وهي مواد تدخل في صناعة عدد لا يحصى من المنتجات التي تحيط بنا يوميا، بدءا من لعب الأطفال ووصولا إلى أثاث المنزل وعبوات الطعام. وما اكتشفوه كان مثيرا للقلق حقا: هذه المواد الكيميائية قادرة على تعطيل الإشارات الخلوية المسؤولة عن تنظيم ساعتنا الداخلية بما يصل إلى 17 دقيقة.
ويقول البروفيسور مارتن فاغنر، الباحث المشارك في الدراسة من المعهد النرويجي للعلوم والتكنولوجيا: "الساعة البيولوجية هي نظام دقيق للغاية يحكم كل شيء في أجسامنا، من وقت النوم إلى عمليات التمثيل الغذائي. أي خلل فيها قد يفتح الباب أمام مشاكل صحية خطيرة". وأضاف أن هذه النتائج تضيف قطعة جديدة إلى أحجية الآثار الصحية الواسعة للمواد البلاستيكية التي بدأنا نكتشفها فقط في السنوات الأخيرة.
وسلّطت الدراسة التي نشرتها مجلة Environmental International المتخصصة، الضوء على آلية جديدة تماما لتأثير البلاستيك على صحتنا. فبينما ركزت الأبحاث السابقة على تأثير المواد البلاستيكية على النظام الهرموني، كشفت هذه الدراسة عن طريق بيولوجي مختلف تماما: مستقبلات الأدينوزين في الخلايا، وهي المحطة الرئيسية التي تنظم إيقاع الساعة البيولوجية في الجسم.
تكمن المفارقة في التشابه الغريب بين تأثير الكافيين وتأثير المواد البلاستيكية، رغم اختلاف آلية العمل. فبينما يعمل الكافيين على تعطيل مستقبلات الأدينوزين لإبقائنا مستيقظين، تعمل المواد الكيميائية البلاستيكية على تنشيط هذه المستقبلات بطريقة خاطئة تؤدي إلى نفس النتيجة: تعطيل الساعة البيولوجية وإرباك النظام اليومي للجسم.
لكن الأسوأ من ذلك، كما يوضح فاغنر، هو أن تأثير هذه المواد الكيميائية يظهر بسرعة أكبر بكثير من تأثيرها على الهرمونات، ما يعني أن الضرر قد يبدأ في وقت أقرب مما كنا نعتقد. ورغم أن التغيير في توقيت الساعة البيولوجية قد يبدو بسيطا (15-17 دقيقة)، إلا أن العلماء يؤكدون أن هذا الانزياح الزمني الصغير قد يكون كافيا لإرباك النظام الدقيق الذي يحكم صحتنا.
والتحدي الأكبر الذي يواجه الباحثين هو التعقيد الشديد لتركيبة البلاستيك. فمادة الكلوريد متعدد الفينيل (PVC) وحدها قد تحتوي على أي من 8000 مادة كيميائية مختلفة، بعضها غير مضاف عمدا، وإنما هو نتاج ثانوي لعمليات التصنيع. وهذا التعقيد يجعل من الصعب تحديد المواد المسؤولة بالضبط عن هذا التأثير، وهي مهمة تحتاج إلى مزيد من الأبحاث.
وتتمثل الخطوة التالية للفريق البحثي في دراسة التأثير على أسماك الزرد، التي تشترك مع البشر في عدد من العمليات الفسيولوجية، لتوفير الأدلة العلمية الكافية لدفع صناع القرار إلى فرض قوانين أكثر صرامة، وإقناع الشركات المصنعة بإعادة تصميم منتجاتها البلاستيكية لتكون أكثر أمانا.
هذه الدراسة ليست مجرد تحذير آخر من أخطار البلاستيك، بل هي دليل جديد على أننا ما زلنا في بداية الطريق لفهم المدى الكامل لتأثير هذه المواد على صحتنا. كما تذكرنا بأن الحل الجذري لا يكمن في تجنب البلاستيك - وهو أمر شبه مستحيل في عالمنا الحديث - بل في إعادة اختراعه بشكل أساسي ليكون آمنا للاستخدام البشري.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

معدلات الخرف تسجّل ارتفاعًا ملحوظًا... والعلماء يشرحون الأسباب
معدلات الخرف تسجّل ارتفاعًا ملحوظًا... والعلماء يشرحون الأسباب

LBCI

timeمنذ يوم واحد

  • LBCI

معدلات الخرف تسجّل ارتفاعًا ملحوظًا... والعلماء يشرحون الأسباب

أجرى العلماء دراسةً مذهلةً على الدماغ البشري للاطلاع على الأسباب المؤدية إلى تفاقم مرض الخرف في الولايات المتحدة الأميركية، وفق ما نقل موقع " ديلي ميل" البريطاني. وفي التفاصيل، حلل العلماء أنسجة دماغية واكتشفوا أن كل عينة تحتوي على جسيمات بلاستيكية دقيقة، تعادل كتلتها ملعقة بلاستيكية كاملة. وشملت الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قطع بلاستيكية صغيرة وملوثة، غير قابلة للذوبان في الماء ويمكن أن تتراكم في الجسم. ووجد الباحثون أن الأفراد الذين شُخِّصوا بالخرف أظهروا ما يصل إلى عشرة أضعاف من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في أنسجة دماغهم مقارنةً بمن لا يعانون من هذه الحالة. وعلى الرغم من أن الدراسة لا تربط بينهما بشكل مباشر، إلا أنها كشفت عن علاقة بين تراكم الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والاضطرابات العصبية. وأكد البروفيسور ماثيو كامبن على ضرورة فهم كيفية اختراق هذه الجسيمات للحواجز الواقية للدماغ، وما قد تسببه من ضرر مع مرور الوقت. وأضاف البروفيسور كامبن أن مستويات البلاستيك الدقيق في الدماغ البشري قد زادت بنسبة 50% خلال السنوات الثماني الماضية، ما يعكس الارتفاع العالمي في تلوث البلاستيك. وبينما لا يزال العلماء يبحثون في التأثير المباشر للبلاستيك الدقيق على صحة الإنسان، أظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أنه يؤدي إلى تغيرات سلوكية، ضعف الذاكرة وانخفاض التنسيق الحركي. وكانت أكثر أنواع البلاستيك شيوعًا التي تم تحديدها في عينات الدماغ البولي إيثيلين والبولي بروبيلين، ومن المرجح أن تخترق الجسيمات الدماغ عبر الأطعمة والمشروبات الملوثة.

تلوث المحيطات بالبلاستيك.. التكلفة الحقيقية
تلوث المحيطات بالبلاستيك.. التكلفة الحقيقية

شبكة النبأ

timeمنذ 4 أيام

  • شبكة النبأ

تلوث المحيطات بالبلاستيك.. التكلفة الحقيقية

اقتصاداتنا على أعتاب انقلاب عظيم في وقت حيث أصبحت الحاجة إلى كوكب صالح للسكنى وموفور الصحة أمرا لا مفر منه. إن تجاهل أو حتى إنكار الواقع الاقتصادي الذي تفرضه حالة الطوارئ البيئية الحالية سيكون أشبه بالتعامي عن اعتماد الأنشطة البشرية الوثيق على بيئة مستقرة ومواتية. العمل مع الطبيعة... باريس ــ في سبعينيات القرن العشرين، أصبحت مشكلة التلوث البحري بالمخلفات البلاستيكية ظاهرة بوضوح لأول مرة. وخلال نصف القرن الذي مضى منذ ذلك الحين، أصبحت المشكلة متزايدة الانتشار، كما أثبتت البعثات العلمية التي أدارتها مؤسسة تارا للمحيطات " Tara Ocean Foundation" (التي أشغل منصب مديرها التنفيذي). تتمثل الأعراض الأشد وضوحا في قطع الحطام الضخمة، مثل شباك الصيد، وآثارها الكارثية على الحياة البحرية. تشير التقديرات إلى أن هذه النفايات تقتل أكثر من مليون طائر بحري وأكثر من 100 ألف من الثدييات البحرية سنويا، غالبا بسبب التشابك أو الاختناق، كما أنها تعزز نقل الأنواع الغازية، على نحو يؤدي إلى إشعال شرارة تأثير متتال يهدد النظم البيئية التي تضطلع فيها بدور محوري. قد تكون المواد البلاستيكية الدقيقة أقل وضوحا، لكنها أكثر انتشارا، حيث يُـعثَـر عليها في أعمق أخاديد المحيطات وأنواع الحياة البحرية كافة. من الممكن أن تعمل المواد البلاستيكية الدقيقة، بين أمور أخرى، على تعديل المجتمعات البكتيرية والفيروسية ونشر سموم كيميائية في السلاسل الغذائية (غالبا بعد أن تبتلعها الكائنات البحرية). بعض هذه السموم، مثل الفثالات، ترتبط بكيمياء المواد البلاستيكية، في حين يمتص البلاستيك بعضها الآخر، مثل المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة، قبل أن تصل إلى المحيط وتدخل السلسلة الغذائية. خضعت الكيفية التي تتفاعل بها هذه المواد السامة مع البلاستيك لكثير من الدراسات. يتألف البلاستيك من مونومرات (أحاديات القسيمة) جرى ربطها كيميائيا لتكوين سلاسل طويلة من البوليمرات ــ الإيثيلين، والستايرين، والبروبيلين لتصبح بولي إيثيلين، وبولي ستيرين، وبولي بروبيلين. لكن عملية البلمرة تكون غير كاملة غالبا، وتشكل بعض المونومرات غير المتبلمرة التي تبقى في البلاستيك، مثل الأنواع المختلفة من الستايرين وثنائي الفينول، مخاطر بيئية وصحية كبرى. علاوة على ذلك، تُـدمَج إضافات كيميائية أخرى، بما في ذلك الملدنات، والمواد المالئة، والملونات، ومثبطات اللهب، ومضادات الأكسدة، في تركيبات البوليمر لتعديل خواصها. وترتبط مواد مضافة على نحو غير مقصود (NIAS) ــ شوائب، ومواد خام مستخدمة في التصنيع، والمنتجات الثانوية، ونواتج التحلل ــ بالبلاستيك النهائي. في معظم الحالات، ولأن المونومرات الحرة، والمواد المضافة، والمواد المضافة على نحو غير مقصود، تكون عالقة ببساطة داخل سلاسل البوليمر المتشابكة، بدلا من أن ترتبط بها كيميائيا، فمن المرجح أن تتسرب أثناء إنتاج البلاستيك واستخدامه والتخلص منه، فتنتقل إلى السوائل، والغازات، والمواد الصلبة. حتى وقتنا هذا، جرى تحديد 16 ألفا من هذه الجزيئات، لكن التأثيرات التي تخلفها لا تزال غير معروفة بالكامل، وكذا سميتها، والتي قد تتغير اعتمادا على كيفية دمجها. ما نعرفه هو أن ربع الجزيئات المعروفة تشكل خطرا على صحة الإنسان أو البيئة من خلال تعطيل العمليات الكيميائية الحيوية في الكائنات الحية. إن وقف تدفق الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والملوثات السامة إلى المسطحات المائية في العالم مهمة شاقة. ومع ذلك، يحاول العلماء القضاء على هذه المشكلة. على سبيل المثال، أمضت بعثة تارا يوروبا (Tara Europa)، بالتنسيق مع مختبر البيولوجيا الجزيئية الأوروبي وأكثر من سبعين مؤسسة علمية في القارة، العامين الماضيين في التحقيق في الكيفية التي تشق بها هذه المواد الخطرة طريقها إلى البحار والمحيطات المتاخمة لأوروبا. وتعتزم البعثة مشاركة النتائج التي توصلت إليها قريبا. لكن توليد النفايات السامة والحطام ليس الطريقة الوحيدة التي قد يلحق بها البلاستيك الضرر بصحة المحيطات. كانت صناعة البلاستيك محركا رئيسيا لتغير المناخ، حيث تمثل ما يقدر بنحو 3.4% من غازات الانحباس الحراري على مستوى العالم. وقد أصبح إنتاج البلاستيك على المسار إلى المساهمة في 15% من الانبعاثات من غازات الانحباس الحراري بحلول عام 2050، لتتفاقم ظاهرة الانحباس الحراري الكوكبي وبالتالي تتزايد المخاطر التي تهدد الحياة البحرية، الحساسة لارتفاع درجات حرارة المياه. لأن البلاستيك يتسبب في تدهور المحيط الحيوي بأكمله، وليس المحيط البحري فحسب، فإن المشكلة ليست مشكلة نفايات يمكن حلها من خلال جهود إعادة التدوير التي يبذلها عدد قليل من المواطنين المهتمين بالاستدامة. إنها أزمة جهازية تتطلب حلا على مستوى الاقتصاد بالكامل. وهنا يتمثل نهج أفضل في فهم البلاستيك على أنه أحد "الكيانات الجديدة" التي يجوز لها أن تتسرب إلى البيئة، وهي وجهة النظر التي صيغت في مستهل الأمر في مركز ستوكهولم للمرونة (Stockholm Resilience Centre) في عمله حول الحدود الكوكبية، ثم أقرتها الأمم المتحدة في وقت لاحق. ومع التسليم باستحالة تحديد عتبة دقيقة للضرر، فإن هذا النهج يسلط الضوء على الحاجة إلى الحد بشكل كبير من استخدام البلاستيك. تشير الأبحاث إلى أن خفض الإنتاج العالمي من البلاستيك إلى النصف، بتكلفة يكاد يكون من المؤكد أنها أقل من تكلفة التقاعس عن العمل، سيكون مجديا على المستوى الاقتصادي. ولكن، وفقا لدراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، لن يكون حتى هذا الخفض كافيا للحد من الانحباس الحراري الكوكبي بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الهدف الذي حددته اتفاقية باريس للمناخ. بدلا من ذلك، وجدوا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تخفيض إنتاج البلاستيك بنسبة 75% مقارنة بعام 2015، عندما أُقِـرَّت الاتفاقية. تتطلب معالجة هذه الأزمة العالمية بالسرعة اللازمة حشد الاستثمارات والدعم للحد من إنتاج المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وزيادة عمر الأشياء البلاستيكية من خلال التنظيم، وتشجيع إعادة الاستخدام والقابلية للإصلاح. في حين قد يكون من المغري الارتكان إلى حلول قصيرة الأجل، مثل الاستعاضة عن العبوات البلاستيكية بمواد أخرى يمكن التخلص منها مثل الورق، والكرتون، والألمنيوم، والصلب، والزجاج، فإن الهدف لا يجب أن يكون مجرد تخفيف أعراض المرض الأساسي. إن اقتصاداتنا على أعتاب انقلاب عظيم في وقت حيث أصبحت الحاجة إلى كوكب صالح للسكنى وموفور الصحة أمرا لا مفر منه. إن تجاهل أو حتى إنكار الواقع الاقتصادي الذي تفرضه حالة الطوارئ البيئية الحالية سيكون أشبه بالتعامي عن اعتماد الأنشطة البشرية الوثيق على بيئة مستقرة ومواتية. الواقع أن العمل مع الطبيعة وليس ضدها يتطلب نقلة نوعية، وهذه النقلة تبدأ بالمواد البلاستيكية. * رومان تروبلي، المدير التنفيذي لمؤسسة تارا أوشن.

البلاستيك يؤثّر على صحّتك.. بطريقة غير متوقّعة!
البلاستيك يؤثّر على صحّتك.. بطريقة غير متوقّعة!

MTV

timeمنذ 6 أيام

  • MTV

البلاستيك يؤثّر على صحّتك.. بطريقة غير متوقّعة!

كشفت دراسة علمية حديثة أن المواد الكيميائية الموجودة في المنتجات البلاستيكية التي نتعامل معها يوميا قد تعبث بساعتنا البيولوجية بنفس الطريقة التي يفعلها فنجان القهوة الصباحي. هذه النتائج المقلقة تفتح الباب أمام فهم جديد لكيفية تأثير البلاستيك على صحتنا بطرق لم نكن نتصورّها من قبل. وقام فريق بحثي من النروج بتحليل مواد كيميائية مستخلصة من أنابيب طبية وحقائب ترطيب رياضية مصنوعة من بولي كلوريد الفاينيل أو كما يعرف أيضا بكلوريد متعدد الفينيل (PVC) والبولي يوريثان (PUR)، وهي مواد تدخل في صناعة عدد لا يحصى من المنتجات التي تحيط بنا يوميا، بدءا من لعب الأطفال ووصولا إلى أثاث المنزل وعبوات الطعام. وما اكتشفوه كان مثيرا للقلق حقا: هذه المواد الكيميائية قادرة على تعطيل الإشارات الخلوية المسؤولة عن تنظيم ساعتنا الداخلية بما يصل إلى 17 دقيقة. ويقول البروفيسور مارتن فاغنر، الباحث المشارك في الدراسة من المعهد النرويجي للعلوم والتكنولوجيا: "الساعة البيولوجية هي نظام دقيق للغاية يحكم كل شيء في أجسامنا، من وقت النوم إلى عمليات التمثيل الغذائي. أي خلل فيها قد يفتح الباب أمام مشاكل صحية خطيرة". وأضاف أن هذه النتائج تضيف قطعة جديدة إلى أحجية الآثار الصحية الواسعة للمواد البلاستيكية التي بدأنا نكتشفها فقط في السنوات الأخيرة. وسلّطت الدراسة التي نشرتها مجلة Environmental International المتخصصة، الضوء على آلية جديدة تماما لتأثير البلاستيك على صحتنا. فبينما ركزت الأبحاث السابقة على تأثير المواد البلاستيكية على النظام الهرموني، كشفت هذه الدراسة عن طريق بيولوجي مختلف تماما: مستقبلات الأدينوزين في الخلايا، وهي المحطة الرئيسية التي تنظم إيقاع الساعة البيولوجية في الجسم. تكمن المفارقة في التشابه الغريب بين تأثير الكافيين وتأثير المواد البلاستيكية، رغم اختلاف آلية العمل. فبينما يعمل الكافيين على تعطيل مستقبلات الأدينوزين لإبقائنا مستيقظين، تعمل المواد الكيميائية البلاستيكية على تنشيط هذه المستقبلات بطريقة خاطئة تؤدي إلى نفس النتيجة: تعطيل الساعة البيولوجية وإرباك النظام اليومي للجسم. لكن الأسوأ من ذلك، كما يوضح فاغنر، هو أن تأثير هذه المواد الكيميائية يظهر بسرعة أكبر بكثير من تأثيرها على الهرمونات، ما يعني أن الضرر قد يبدأ في وقت أقرب مما كنا نعتقد. ورغم أن التغيير في توقيت الساعة البيولوجية قد يبدو بسيطا (15-17 دقيقة)، إلا أن العلماء يؤكدون أن هذا الانزياح الزمني الصغير قد يكون كافيا لإرباك النظام الدقيق الذي يحكم صحتنا. والتحدي الأكبر الذي يواجه الباحثين هو التعقيد الشديد لتركيبة البلاستيك. فمادة الكلوريد متعدد الفينيل (PVC) وحدها قد تحتوي على أي من 8000 مادة كيميائية مختلفة، بعضها غير مضاف عمدا، وإنما هو نتاج ثانوي لعمليات التصنيع. وهذا التعقيد يجعل من الصعب تحديد المواد المسؤولة بالضبط عن هذا التأثير، وهي مهمة تحتاج إلى مزيد من الأبحاث. وتتمثل الخطوة التالية للفريق البحثي في دراسة التأثير على أسماك الزرد، التي تشترك مع البشر في عدد من العمليات الفسيولوجية، لتوفير الأدلة العلمية الكافية لدفع صناع القرار إلى فرض قوانين أكثر صرامة، وإقناع الشركات المصنعة بإعادة تصميم منتجاتها البلاستيكية لتكون أكثر أمانا. هذه الدراسة ليست مجرد تحذير آخر من أخطار البلاستيك، بل هي دليل جديد على أننا ما زلنا في بداية الطريق لفهم المدى الكامل لتأثير هذه المواد على صحتنا. كما تذكرنا بأن الحل الجذري لا يكمن في تجنب البلاستيك - وهو أمر شبه مستحيل في عالمنا الحديث - بل في إعادة اختراعه بشكل أساسي ليكون آمنا للاستخدام البشري.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store