logo
يا واش يا واش يا مرجيحة..!

يا واش يا واش يا مرجيحة..!

العرب اليوممنذ 3 أيام

خلال متابعتي استعدادات العراق في الأيام الماضية لاستضافة القمة العربية في بغداد – اليوم السبت – تذكرت فيلم 'طيور الظلام'، و'يا واش يا واش'.
أجمل ما في فيلم عادل إمام الشهير 'طيور الظلام'، الذي ينتقد فيه الحركات الإسلاموية، المشهد الذي كان فيه يجلس في بيت عزاء والده وإلى جواره رياض الخولي صديقه في الجامعة القائد في الحركة الإسلامية…'يقول عنه عادل إمام إنه كان شيوعيا متخفيا بين الإسلاميين'، والصديق الآخر أحمد راتب 'اليساري أبو الشعارات الذي لم تبدله الأيام'، وذلك عندما غنّى الثلاثي في بيت العزاء، 'يا واش يا واش يا مرجيحة. متصدهاشي يا مرجيحة. هيلا هيلا هبا هيلا هيلا هبا.'.
وعلى ذمة المهندس سامح فرج، فإن 'يا واش يا واش' معناها 'مهلا مهلا' أو 'رويدا رويدا'. وهو أحد التعبيرات الشعبية المصرية، وهذا التعبير ورد شرحه بالتفصيل، وكذلك كتابته بالحروف التركية في كتاب «معجم فرج للعامية المصرية والتعبيرات الشعبية»، الصادر عن الهيئة المصرية للكتاب عام 2006.
سنسمع اليوم في القمة العربية كلمات الزعماء والقادة، في معظمها نماذج مكررة من خطابات سابقة، قليلة منها من تدرك خطورة المرحلة.
لن يتجرأ زعيم عربي على التوقف لحظة أمام مرحلة لا نعرفها في ثقافتنا السياسية وهي النقد الذاتي، ويعترف أنه اخطأ في سياساته تجاه دولة شقيقة أخرى، نصب لها العداء على سبيل المثال.
وهل يتجرأ أحد ويقول إننا قصرنا في دعم أهلنا في غزة التي تباد صبح مساء، وشعبها يموت من الجوع والعطش إذا لم يمت من قصف طيران الاحتلال.
عدم الاعتراف بالخطأ ثقافة يمارسها الجميع، أفرادا وجماعات، وأحزابا ومنظمات، ووزارات ومؤسسات، لا بل يتجاوز بعضهم إلى التعالي على الأخطاء حتى يصل الأمر أن يقنع المخطئ المعاند الآخرين بأنه دوما على صواب.. وأنهم هم المخطئون دوما.. إلى محاولة تبريره، وإلى تطويع المنطق ليصبح الصواب خطأ والخطأ صوابا.
عودة إلى 'يا واش يا واش' التي دندن فيها الأنتيم محمد داودية من دون مناسبة – الجمعة- ونحن مجموعة من أعضاء جمعية الحوار الديمقراطي الوطني ذاهبون تُجاه الدكتور عدنان عبيدات وعائلته المحترمة – في كفر سوم – حيث غيب الموت قبل سنوات الكاتب ممدوح الليثي سيناريست فيلم 'الكرنك' الشهير، بعد سنوات من الصراع والخلاف مع المخرج المبدع خالد يوسف لتنفيذ فيلم 'المشير والرئيس' الذي يسجل مرحلة مهمة في تأريخ مصر عبر شخصية عبد الحكيم عامر الذي هددت أسرته بمقاضاة صانعي الفيلم إذا تم إنتاجه، خصوصا أن الليثي يدَّعي في مشاهد الفيلم أن عامر مات منتحرا، وهو ما ترفضه أسرة المشير، وتؤكد أنه مات مقتولا في سجنه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عادل إمام أيقونة الكوميديا والسياسة يحتفل بـ85 عامًا و6 عقود من التألق الفني
عادل إمام أيقونة الكوميديا والسياسة يحتفل بـ85 عامًا و6 عقود من التألق الفني

العرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • العرب اليوم

عادل إمام أيقونة الكوميديا والسياسة يحتفل بـ85 عامًا و6 عقود من التألق الفني

يحتفل عشاق الفن والسينما والمسرح والدراما هذا الشهر بحدث مميز، وهو يوم ميلاد الفنان القدير عادل إمام ، الذي يوافق 17 من شهر مايو.وهذا العام يتم الاحتفال بـ85 عامًا من العمر، وأكثر من 60 عامًا من الفن، ومكانة لا ينافسه فيها أحد على الساحة العربية، حيث استحق عادل إمام بجدارة لقب "الزعيم". فنان تجاوز حدود التمثيل، ليصبح ظاهرة ثقافية وإنسانية، وجزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الجمعية للعرب، في السينما والمسرح والتلفزيون. وفي عيد ميلاده الخامس والثمانين، لم يكن الاحتفاء به مجرد مناسبة عابرة، بل لحظة صادقة لاستعادة مسيرة فنية فريدة، ومواقف إنسانية شكّلت الوعي العام لأكثر من جيل. ورغم الغياب عن الأضواء منذ سنوات، يظل عادل إمام حاضرًا في كل بيت، وعلى كل شاشة، وفي وجدان كل من عاش وتربّى على أعماله التي جمعت بين الفن والرسالة. من مسرح الجامعة لزعامة الشاشة وُلد عادل إمام في 17 مايو عام 1940 في قرية شها بمحافظة الدقهلية، وانتقل في شبابه إلى حي السيدة زينب بالقاهرة، حيث بدأت تتشكّل ملامح شخصيته. التحق بكلية الزراعة بـ"جامعة القاهرة"، وهناك كانت نقطة التحول؛ إذ جذبته أضواء المسرح الجامعي، ليبدأ رحلة طويلة مع التمثيل، امتدت لعشرات السنين. ظهر في البداية بأدوار ثانوية في المسرح والتلفزيون، لكنه سرعان ما فرض نفسه نجمًا صاعدًا بفضل موهبته الفريدة وذكائه الفني، إلى أن انفجر حضوره في السبعينيات والثمانينيات، عندما تصدر شباك التذاكر لسنوات متتالية، وظل كذلك حتى التسعينيات. لكن الزعامة لم تأتِ من فراغ. فعادل إمام لم يكن مجرد نجم شباك، بل فنانًا ذا وعي عميق، اختار أدواره بعناية، وقدم عشرات الأعمال التي ناقشت القضايا السياسية والاجتماعية الشائكة، من خلال الكوميديا الراقية والدراما المؤثرة. ومن الصعب حصر أعمال الزعيم، لكنها كلها كانت تعبيرًا عن قضايا عصره. ففي "الإرهاب والكباب"، قدّم صورة المواطن المقهور في مواجهة البيروقراطية. وفي "طيور الظلام"، ناقش بذكاء الصراع بين السلطة والتيارات الدينية. أما في "النوم في العسل"، فدخل عوالم مظلمة من الكبت والاغتراب، وفي "اللعب مع الكبار" و"المشبوه" و"الحريف"، مزج بين البطولة الشعبية والهمّ السياسي. وعلى خشبة المسرح، ظل اسم عادل إمام مقرونًا بعروض شكلت وجدان أجيال، أبرزها "مدرسة المشاغبين"، و"الواد سيد الشغال"، و"شاهد ما شافش حاجة"، و"الزعيم"، حيث تجلّى حضوره وقدرته على قيادة الخشبة بإحساس ساخر وعميق في آن واحد. وفي التلفزيون، عاد في العقدين الأخيرين بقوة عبر مسلسلات مثل "فرقة ناجي عطالله" و"العراف"، و"صاحب السعادة"، و"مأمون وشركاه"، ليؤكد أنه فنان قادر على التأقلم مع تغيرات الذوق العام، دون أن يفقد هويته أو هيبته الفنية. رفاق مدرسة المشاغبين عادل إمام وأحمد زكي وهادي الجيار ويونس شلبي وفي لفتة تقديرية، أعلنت "الشركة المتحدة" في مصر عن إنتاج فيلم وثائقي بعنوان "الزعيم.. رحلة عادل إمام"، يوثق أبرز محطات حياته ومسيرته الفنية، ويُعرض على قناة "الوثائقية" هذا الشهر، ضمن احتفالات عيد ميلاده. الوثائقي يتضمن شهادات من كبار الفنانين والنقاد، ويُعدّ أول عمل توثيقي شامل عن حياته، كما يعد آخر ظهور لبشير الديك يتحدث فيه عن الزعيم. ورغم ابتعاده عن التمثيل في السنوات الأخيرة، إلا أن جمهور عادل إمام لا يزال وفيًا له، ويتداولون يوميًا مشاهد من أفلامه ومسرحياته وجمله التي تحوّلت إلى تعبيرات دارجة في الشارع المصري والعربي. نجح في تقديم الفن بوصفه جزءًا من الحياة، لا مجرد تسلية. رفع قضايا الحرية، والتطرف، والفساد، وطرح أسئلة المجتمع الحقيقية دون أن يتخلى عن خفة دمه أو صدقه في الأداء. وما ميّز مسيرة عادل إمام أيضًا هو قدرته على التطور، والانفتاح على الأجيال الجديدة من الفنانين، دون أن يفقد هويته الخاصة أو يتنازل عن قيمه الفنية. كانت الكاميرا تعشقه، وكان هو بدوره يفهم نبض الشارع، ويتكلم بلسانه، ويضحك كما يضحك، ويبكي كما يبكي. فعادل إمام لم ينل لقب "الزعيم" من فراغ. بل صنعه بنفسه، بموهبته وموقفه، ووعيه بدور الفن في التغيير. هو ابن الشعب، وابن الطبقة الوسطى، وصوت البسطاء في زمن تعقدت فيه الأصوات. ثمانون عامًا من العطاء، لم تُسقط عنه لقب "الزعيم"، لأنه لم يكن مجرد نجم شباك، بل صانع وعي وممثل شعب، واسمه سيبقى محفورًا في ذاكرة الفن العربي إلى الأبد. ومع حلول عيد ميلاده الـ85، لم يغب عادل إمام عن قلوب زملائه، الذين سارعوا لتقديم التهاني والتعبير عن امتنانهم له عبر "العربية.نت" و"الحدث.نت". فقالت لبلبة، التي شكلت معه ثنائيًا سينمائيًا شهيرًا: "اشتغلنا سوا سنين، وكان دايمًا مثال في الاحترام والجدية. ربنا يديه الصحة، لأنه مش بس فنان، ده جزء من حياتنا واستكملت يا زعيمنا". أما النجمة يسرا، الصديقة القريبة منه فنيا وإنسانيا، فأكدت أنها "تعلمت من عادل إمام الكثير من الأشياء فهو يعد مدرسة في الإنسانية والتمثيل والالتزام والعطاء". بينما قالت الفنانة إلهام شاهين إن "الزعيم فنان استثنائي.. وجوده في حياتنا شرف، وهو السبب في إننا نؤمن إن الفن يغير المجتمع". فيما قال الفنان خالد الصاوي: "كل مرة كنت أقابله كنت أتعلم. هو مش ممثل بس.. هو وجدان شعب كامل، وصوت كان دايما سابق عصره". بينما أعرب الفنان خالد سرحان عن حبه الكبير للزعيم قائلًا: "هو ملهمي الأول في التمثيل. وأنا محظوظ إني اتعلمت من فنه وأسلوبه. عادل إمام حالة إنسانية مش بس فنية". قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

عادل إمام 85... و«كان» 78
عادل إمام 85... و«كان» 78

العرب اليوم

timeمنذ 2 أيام

  • العرب اليوم

عادل إمام 85... و«كان» 78

مرات قليلة شاهدت فيها عادل إمام داخل أروقة مهرجان «كان»، موعده يتوافق مع احتفال الصحافة والإعلام العربي بعيد ميلاده، قبل يومين أطفأنا له 85 شمعة، لم يكن هناك احتفال إلا في نطاق أسري محدود، «الميديا» احتفلت و«قامت بالواجب وزيادة»، تلقيت عشرات من المكالمات وأنا في «كان»، لا تسألني عن أخبار المهرجان المليء بالأحداث المهمة، ولدينا نشاط سينمائي عربي مكثف، ووجدنا في كل التظاهرات، إلا أن عادل حتى في صمته، لا يزال يمتلك كل الضوء. عادل كان كثيراً ما يسخر من أفلام المهرجانات، ويرى أن الجائزة الحقيقية التي تحسب للفنان هي الإيرادات التي تحققها أفلامه في شباك التذاكر. عرض لعادل في مهرجان «كان» فيلمان الأول عام 2005 «عمارة يعقوبيان» إخراج مروان حامد، وبعدها بثلاثة أعوام «حسن ومرقص» إخراج رامي إمام، الفيلمان رسمياً لم يشاركا في الفعاليات، ولكنهما عرضا داخل السوق، وأقام منتج الفيلمين الإعلامي والكاتب الكبير عماد أديب، عرضاً موازياً داخل «كان» في سينما «ستار»، قبل عرض الفيلم بساعات قلائل، شاهد الجمهور عادل إمام وهو يستقل سيارة «رولزرايس» وقفت أمام السجادة الحمراء الرئيسية في المهرجان، وصعد عادل ومعه فريق العمل على سلم قاعة «لوميير»، وتكرر المشهد ذاته في «حسن ومرقص»، كانت الكاميرات تتابعهم وكأنهم بالفعل يعرضون الفيلم رسمياً، وحصلت إدارة «كان» على مقابل مالي ضخم للموافقة على تأجير السلم. قطعاً عادل إمام هو النجم الجماهيري الأول، بعدد العقود الزمنية التي احتل فيها القمة الرقمية في مصر والعالم العربي، ولا تستهويه تلك الأفلام التي يراهن صانعوها، على تقديم رؤية سينمائية جريئة، غير أنها تخاصم وجدان الناس. من أكثر المخرجين الذين نجحوا في الجمع بين الحسنيين شريف عرفة، وتعاون مع عادل إمام في أفلام بدأت بفيلم «اللعب مع الكبار» وأهمها «الإرهاب والكباب» وكان من المفترض أن تكتمل السداسية مع «اضحك الصورة تطلع حلوة»، إلا أن عادل كان يخشى من ضآلة الإيرادات، فاعتذر عن البطولة، ولعب أحمد زكي الدور، ولم يحقق الفيلم أرقاماً ضخمة وقت عرضه، إلا أنه مع الزمن صار واحداً من أكثر الأفلام تداولاً عبر المنصات والفضائيات. عادل النجم الجماهيري الأول في عالمنا العربي، بلا منافسة، منحته هيئة الترفيه العام الماضي، جائزة استثنائية لن ينالها أحد بعده، وبمسمى لا ينطبق سوى على عادل إمام أطلقه المستشار تركي آل الشيخ «زعيم الفن العربي»، الزعامة تحمل بداخلها أيضاً الجماهيرية والحضور الطاغي «الكاريزمي». هل حقاً تتناقض الأفلام في بنائها بين الفني والجماهيري؟ من خلال متابعتي لمهرجان «كان» على مدى يصل إلى 33 دورة، أقول بضمير مستريح إن المسافة تقلصت تماماً، وهناك أفلام تحصل على الجوائز الكبرى في المهرجانات، وأيضاً في مسابقات موازية مثل «الأوسكار» الأميركي و«سيزار» الفرنسي، إلا أنها تنجح جماهيرياً ويزداد مع الزمن حضورها، ربما لم يجد عادل في مشواره العظيم العديد من تلك الأفلام إلا أنه في النهاية حقق نجوميته، وحافظ على شغف الجمهور به طوال تلك العقود الزمنية، وبينما هو والعائلة فضلوا إقامة احتفالية محدودة في عيد ميلاده، أقامت له «الميديا» احتفالاً جماهيرياً استثنائياً، واستطاع كالعادة وببساطة في عيد ميلاده «85» أن يسرق «الكاميرا» من مهرجان «كان» في عيد ميلاده «78»

عيد ميلاد «عادل إمام».. الخالد فى ضمائرنا
عيد ميلاد «عادل إمام».. الخالد فى ضمائرنا

العرب اليوم

timeمنذ 2 أيام

  • العرب اليوم

عيد ميلاد «عادل إمام».. الخالد فى ضمائرنا

حين لا تعرفُ بلدًا ما: لم تزره ولم تقرأ عنه، فإن هذا البلد بكامله يدخلك، أو تدخله، عبر بوابة «الفن»، من خلال رواية، أو لوحة، أو فيلم. فحين تسمعُ كلمة «روسيا»، فورًا تتذكّر «تشيخوف»، «ديستويفسكى»، و«تشايكوفسكى»، وحين تسمع «هولندا»، ستفكّر تلقائيًّا فى «ڤان جوخ»، وترتسمُ على صفحة عقلك طواحيُن الهواء وحقول القمح. وإذا سمعت: «النمسا»، فورًا سيعزفُ أوركسترا عقلك افتتاحيةَ السيمفونية الأربعين للعبقرى «موتسارت»، تلك التى استلهمها «الرحابنةُ» لتشدو «فيروز»: «يا أنا يا أنا أنا وياك/ صِرنا القصص الغريبة/ واتسرقت مكاتيبى/ وعرفوا إنك حبيبى» وإذا سمعتَ اسمَ «مصرَ»، ولم يسعدك الحظُّ بزيارتها، أو قراءة تاريخها العريق الذى صاغ أرقى حضارات الأرض وأجملها، فسوف ترتسمُ على شاشة عقلك صورة «أم كلثوم» تقفُ شامخةً كملكة، عاقصةً شعرَها لأعلى، وإيشاربٌ حريرى يتدلّى من خنصرها، لتشدو: «ظالمُ الحُسن شهىُ الكبرياء» كما كتب كلماتها وموسيقاها العبقريان: «إبراهيم ناجى»، «رياض السنباطى». أو يجلجلُ فى خاطرك صوتُ «يوسف وهبى» يقول: «ما الدنيا إلا مسرحٌ كبير»، أو «فؤاد المهندس» يغنّى: «أنا واد خطير»، كلمات «حسين السيد»، وموسيقى الأسطورة «محمد عبد الوهاب»، الذى يدهشنا فى موسيقى الأغانى الكوميدية الخفيفة، مثلما أدهشنا فى تلحين أعقد القصائد وأعلاها كعبًا!. ودون شك سوف يصافحُك وجهُ «عادل إمام» وهو يقول: «بلد بتاعت شهادات صحيح!»، أو حتى ملامحه صامتًا متعجّبًا من قول إلى الإرهابى: «أنت مكانك مش هنا، مكانك فوووق»، وعشرات التعبيرات الشهيرة التى غرسها «عادل إمام» فى ذاكرة الوعى المصرى خلال ستين عامًا من السينما والمسرح والدراما كسرت حاجز المائة وسبعين عملا. كنتُ فى المملكة العربية السعودية، وبعد كلمة نطقتُها، توقف رجلٌ من الشرق الأقصى، كان يسير مع أسرته، ثم أسرع نحوى، ودون مقدمات قال لى بعربية متعثّرة: «أنتِ مصرى؟»، فقلتُ له: «نعم أنا مصرية». فابتسم بسعادة وقال: (تعرفى «عادل إمام»؟ سلم عليه!) فابتسمتُ ووعدته بأن أفعل. وبعد سنوات أوفيتُ وعدى فى الطائرة التى جمعتنى بالفنان الكبير فى طريقنا إلى «مهرجان جرش» بالأردن. نقلتُ له تحية الرجل الآسيوى، فشكرنى ثم ابتسم ابتسامته الشهيرة وقال: «طب هو مبيجيش ليه؟ مش يبقى ييجى؟!»، وانفجر الحضور بالضحك. «عادل إمام» ظاهرةٌ فنية مصرية لها أثرُها البالغ، وبصمتُها القوية فى تاريخ الدراما المصرية. خلال أفلامه طرح وناقش همومَ المجتمع، ورفع إصبعَ الاتهام عنيفًا فى وجه أخطر أدران المجتمع. فُصامية التطرف والإرهاب: «الإرهابى»، العشوائيات وأزمة الإسكان: «كراكون فى الشارع»، تآكُل السلام المجتمعى: «حسن ومرقص»، الرفض الشعبى للتطبيع مع إسرائيل: «السفارة فى العمارة»، الانشطار المجتمعى: «عمارة يعقوبيان»، الفساد والاتّجار الدينى: «طيور الظلام»، الوطنية فى مواجهة الفساد الإدارى: «اللعب مع الكبار»، الاسترقاق والانسحاق الطبقى: «المنسى»، استغلال الجهل والعَوز: «رجب فوق صفيح ساخن»، و«عنتر شايل سيفه»، البيروقراطية ومتلازمة ستوكهولم: «الإرهاب والكباب»، فساد الأخلاق وإفساد القيم المهنية: «الأفوكاتو»، وغيرها العديد من المشاكل المجتمعية التى تُعثِّر المجتمعات وتعوِّق نهوضَه. يأتى «الفنُّ» ويُسلَِّط الضوء عليها، لكى يرى سوءتَها المُشاهِدُ، فيختصمها وجدانُه ويرفضها، ومن ثم يبدأ المجتمع فى علاجها. الأعمال الفنية حاملةُ الرسالة، تعقِد مقارنةً كاشفة بين الخطايا، فى مقابل القيم العليا التى تتسرّب إلينا خلال أبطال العمل، فيستقر فى ضميره أن الخلود والبقاء لقيم: الحق- الخير- الجمال. وهنا لابد من تقديم التحية للعبقرى المصرى «وحيد حامد»، وكذلك «يوسف معاطى»، اللذين صاغا بقلميهما تلك التحف الفنية. نجح «عادل إمام» فى استصراخ «المسكوت عنه» من أدران الواقع المصرى التى نالت منه خلال خمسة عقود، وتسليط الضوء على هموم المواطن البسيط وأحلامه وصراعه من أجل العيش الكريم والتحقق. وتلك واحدة من أهم رسائل الفن وأخطرها. وتتجلى عبقرية «عادل إمام» فى تقديم الكارثة عبر الكوميديا، فيجعلك تبتسمُ وأنت تتجرّع كأسَ المرّ. تتأمل أحداثَ الدراما وتبحث عن نفسك بين أبطاله، الطيبين والأشرار. ولا شك أنك واجدٌ نفسك هنا أو هناك، فى عمل ما من أعمال «عادل إمام». القوى الناعمة، هى السفيرُ الأغزرُ سَفرًا، والأسرعُ وصولا، والأعمقُ أثرًا، والأبرعُ تمثيلا لبلاده فى عيون الغرباء. القوى الناعمة، المتمثلة فى الفنون الستة: «المسرح، الموسيقى، الشعر- العمارة، النحت، التشكيل»، ثم تأتى السينما، الفن السابع، فترتسم فى رأسك «الصورةُ الأولى» عن بلد لم تزره. لأن بلدًا لم تطأه قدمُك، سيبادرُ هو بزيارتك فى بيتك، عبر الفنون السبعة. والسينما هى الأسرعُ وصولا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store