logo
أول أردنية تُرشّح لرحلة فضائية.. سلام أبو الهيجاء تلامس النجوم

أول أردنية تُرشّح لرحلة فضائية.. سلام أبو الهيجاء تلامس النجوم

الجزيرةمنذ يوم واحد

عمّان-"بدي أكون رائدة فضاء"، لم تكن هذه الكلمات للفتاة الأردنية سلام أبو الهيجاء مجرد أمنية عابرة خطتها على قصاصة ورق في مرحلة دراستها الابتدائية، بل كانت الشرارة الأولى لحلم استثنائي كبر معها عاما بعد عام، حتى أصبح جزءا من هويتها، ودافعا أساسيا في مسيرتها الأكاديمية والمهنية.
عن هذه المرحلة المبكرة من طفولتها، تقول سلام أبو الهيجاء (26 عاما) للجزيرة نت: "منذ طفولتي كان لديّ الشغف بأن أصبح رائدة فضاء، وهذا الشغف قادني لاحقا إلى دراسة الهندسة الميكانيكية، والتخصص في الأنظمة الداعمة للحياة في بدلات رواد الفضاء".
تصميم أول بدلة فضاء
مع مرور الوقت، واصلت سلام رحلة البحث عن الذات من خلال سعيها الحثيث نحو عالم الفضاء، متحدية كثيرا من العقبات، ومتمسكة بشغف لا يخبو. وبعد حصولها على شهادة الهندسة الميكانيكية بتفوق، بدأ الحلم يقترب شيئا فشيئا، حتى أصبحت أول مصممة بدلات فضاء أردنية.
ونتيجة لأبحاثها المتقدمة في عالم الفضاء، وقع الاختيار مؤخرا على سلام أبو الهيجاء كأول مرشحة أردنية لتصبح رائدة فضاء، للانضمام إلى برنامج تدريبي فضائي متقدّم بالتعاون مع "جبابرة الصناعات الفضائية" في الولايات المتحدة الأميركية.
إعلان
ومن المقرّر أن تباشر أبو الهيجاء تدريباتها خلال الفترة المقبلة ضمن برنامج يمتد 3 سنوات، استعدادا لمهمة فضائية مدارية مرتقبة عام 2029 على متن المركبة الفضائية "تايتنز جينيسِس" Titans Genesis، التي ستنطلق إلى ارتفاع 300 كيلومتر عن سطح الأرض، في مهمة تستمر 5 ساعات، منها 3 في بيئة انعدام الجاذبية.
يتضمن التدريب جوانب متعددة، من بينها إتقان تقنيات الملاحة الفضائية، وإدارة العمليات المدارية، وفهم الأنظمة الهندسية الخاصة بالمركبات، بالإضافة إلى التكيّف مع ظروف العيش في الفضاء، إلى جانب تدريبات تحاكي الحياة اليومية داخل الكبسولة الفضائية.
بدأت قصة أبو الهيجاء مع الفضاء من خلال مشاركتها في العديد من المسابقات العالمية التي تُعنى بمركبات وبدلات الفضاء، لتفوز بتصميمها بدلة خاصة برواد الفضاء. وكان تصميم البدلة مشروع تخرجها من الجامعة، حيث وجدت المهندسة سلام حلا لمشكلة التبريد في الفضاء؛ إذ يستخدم رواد الفضاء الماء للتبريد، في حين أن بدلة أبو الهيجاء المبتكرة استخدمت جهازا آخر.
تشير أبو الهيجاء إلى أن بدلات رواد الفضاء التي قامت بتصميمها تعتبر صالحة أيضا للاستخدام على الأرض، وليس فقط في الفضاء، موضحة: "لم تكن فيها تعقيدات كثيرة، ولكنها تحمي إلى درجة معينة"، منوهة إلى أنها صممت 4 بدلات على مدار سنتين بألوان برتقالية.
وتضيف أنها استطاعت العمل على بدلات للجيش ورجال إطفاء الحرائق والغواصين والطيارين الحربيين، فهم يحتاجون إلى أنواع بدلات للبيئات الصعبة: الحارة والباردة والخطرة، كالتسلق والغوص. وتؤكد أنها تهدف إلى توفير بدلات تساعد الإنسان على التأقلم مع البيئات الخطرة والصعبة، وليس فقط في الفضاء.
وتتميّز بدلة الفضاء التي صممتها أبو الهيجاء باحتوائها على أنظمة تدعم البقاء على قيد الحياة لرواد الفضاء، مُعالِجة من خلال تصميمها العديد من الثغرات والمشكلات التي لطالما واجهها رواد الفضاء أثناء مهماتهم أو إقامتهم في الفضاء.
قصة بدلة الفضاء المبتكرة كانت الخطوة الأولى نحو رحلة الألف ميل، والاقتراب من تحقيق الحلم الأكبر، حيث اختيرت بعدها كصانعة محتوى بشركة أميركية لتمثل من خلالها العالم العربي، عن ذلك تقول أبو الهيجاء أنه خلال هذه المدة تلقت الكثير من المنح وأصبحت سفيرة للاحتفال العالمي بالولايات المتحدة لأكثر من احتفال بفلوريدا وكاليفورنيا ومن بعدها شاركت كمتحدثة في مؤتمرين مهمين في الولايات المتحدة، وتلقت منحة دراسية للتدريب كرائدة فضاء حقيقية ومن بعدها حصلت على منحة أخرى لتكون رائدة فضاء تناظرية.
ملهمة جيل من الشباب
وإيمانا منها بأهمية تمكين الشباب الأردني، أسست سلام شركة غير ربحية باسم "مينا" تهدف إلى تعليم وتدريب الشباب ليصبحوا رواد فضاء ومبتكرين وباحثين صاعدين في مجال الأبحاث الفضائية، وتسعى أيضا لإنشاء مركز لمحاكاة بيئة المريخ في منطقة وادي رم (جنوب الأردن)، لجذب الباحثين والسياح وتقديم برامج تدريبية متخصصة للشباب الأردني.
تؤكد سلام أبو الهيجاء أن ما حققته على صعيد رواد الفضاء كان نتيجة سنوات من العمل والتخطيط والمثابرة، رغم كل التحديات المجتمعية واللوجستية.
وتضيف: "كنت أؤمن أن الفرص لا تأتي مصادفة، بل تُصنع بالإصرار، والاجتهاد، والجرأة على الحلم خارج الإطار التقليدي، ورغم صعوبة الطريق، كنت دائما أضع نصب عيني هدفا واحدا أن أكون جزءا من صناعة الفضاء في منطقتنا، وأن أمهد الطريق لغيري من الشباب والفتيات.
أبو الهيجاء تسعى لأن تلهم الآخرين، بتغيير بعض الأفكار الموجودة، مبينة أن المواهب البشرية العربية لا تعد ولا تحصى، لكن يبقى الأهم إيمان الشخص بذاته وقدراته وإكمال الطريق حتى يتحقق حلمه، وعدم التوقف عند مواجهة أي صعوبات، وتقول: "أسعى حاليا لترسيخ ثقافة الفضاء والعلوم المتقدمة في الأردن والمنطقة العربية من خلال تأسيس برامج تعليمية وتدريبية، وإنشاء مختبرات محاكاة بيئات الفضاء، وتحفيز الفتيات والشباب على دخول هذا القطاع الحيوي".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف وصلت صواريخ إيران لمعهد وايزمان الذي تحجبه خرائط غوغل؟
كيف وصلت صواريخ إيران لمعهد وايزمان الذي تحجبه خرائط غوغل؟

الجزيرة

timeمنذ 19 ساعات

  • الجزيرة

كيف وصلت صواريخ إيران لمعهد وايزمان الذي تحجبه خرائط غوغل؟

في تطور مفاجئ يكشف عن دقة الاستهداف الإيراني والمعرفة العميقة بالمواقع الإستراتيجية الإسرائيلية، تعرّض معهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب لضربة مباشرة خلال الهجوم الإيراني، رغم أن إسرائيل تحجبه نهائيا عن خرائط غوغل. وقد أثار وصول الصواريخ الإيرانية لهذا المعهد وإشعال النيران فيه تساؤلات كثيرة حول مستوى التسلل الاستخباراتي الإيراني للمنظومة الأمنية الإسرائيلية. وأظهرت خارطة تفاعلية على شاشة الجزيرة مدة أهمية وحساسية هذا الاستهداف، حيث إن المعهد ذو طبيعة استثنائية وفاعلة في مجالات الأبحاث والعلوم، ويقع في مدينة رحوفوت التي تحجبها إسرائيل بكامل شوارعها عن خرائط غوغل. وتأسس المعهد في ثلاثينيات القرن الماضي، ليس بوصفه مجرد مؤسسة أكاديمية عادية، بل يمثل بتعبير أدق "العقل الأمني لإسرائيل أو المخ الأمني"، كما وصفه محللون أمنيون. وتكمن أهمية المعهد في كونه المركز الذي تصنع فيه إسرائيل كل الأفكار الأمنية وتطور فيه قدرات أمنية بالغة الحساسية، وهذا ما يجعله أحد أهم الأهداف الإستراتيجية والمنشآت الإسرائيلية الحساسة، وفقا للتقارير الغربية المتخصصة. ويتخصص معهد وايزمان في 5 مجالات بالغة الحساسية تفسر سبب استهدافه من قِبل الصواريخ الإيرانية: إعلان إجراء أبحاث بيولوجية وكيميائية ونووية تشكّل العمود الفقري للقدرات العلمية الإسرائيلية المتقدمة. تطوير تقنيات للحرب السيبرانية والاستخبارات، مما يجعله مركزا لتطوير أدوات الحرب الحديثة في العصر الرقمي. تطوير الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك أنظمة ذكاء صناعي للعمليات القتالية وأنظمة ذكاء صناعي خاصة للجيش. تطوير تقنيات المسيرات والأنظمة الذاتية، وهي التقنيات التي تمثل مستقبل العمليات العسكرية الحديثة. تطوير أنظمة ملاحة بديلة عن نظام الـGPS، وهو أمر بالغ الأهمية للأمن القومي الإسرائيلي في حالة تعطيل أنظمة الملاحة التقليدية خلال النزاعات. كما يضفي مستوى السرية الفائقة التي تحيط بمعهد وايزمان طابعا استثنائيا، فعلى عكس المواقع الأمنية الأخرى في إسرائيل، لا يظهر موقع المعهد في روحوفت على الخرائط المتوفرة على الإنترنت، ولا عبر خرائط الأقمار الصناعية. ويتجاوز هذا المستوى من السرية مواقع مؤسسات إستراتيجية مثل وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب أو مصافي النفط في حيفا ، ويحصل معهد وايزمان على تمويله بشكل كبير من الجاليات اليهودية في الخارج، مما يعكس الطبيعة العالمية لشبكة الدعم التي يتمتع بها. كما أن له مشاركات مع معاهد أميركية وأوروبية، مما يجعله جزءا من شبكة دولية معقدة من التعاون العلمي والأمني. وحول دلالات الاستهداف الإيراني فإن استهداف معهد وايزمان تحديدا يحمل دلالات عميقة حول مستوى المعرفة الاستخباراتية الإيرانية بالمنظومة الأمنية الإسرائيلية. ويعني هذا الاستهداف -كما أشار محللون- أن الإيرانيين يعرفون بالضبط ماذا يريدون استهدافه في إسرائيل، وأن هذا المستوى من الدقة في الاستهداف يكشف عن عمليات استخباراتية متقدمة ومعرفة تفصيلية بالمواقع الإستراتيجية الإسرائيلية.

أول أردنية تُرشّح لرحلة فضائية.. سلام أبو الهيجاء تلامس النجوم
أول أردنية تُرشّح لرحلة فضائية.. سلام أبو الهيجاء تلامس النجوم

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

أول أردنية تُرشّح لرحلة فضائية.. سلام أبو الهيجاء تلامس النجوم

عمّان-"بدي أكون رائدة فضاء"، لم تكن هذه الكلمات للفتاة الأردنية سلام أبو الهيجاء مجرد أمنية عابرة خطتها على قصاصة ورق في مرحلة دراستها الابتدائية، بل كانت الشرارة الأولى لحلم استثنائي كبر معها عاما بعد عام، حتى أصبح جزءا من هويتها، ودافعا أساسيا في مسيرتها الأكاديمية والمهنية. عن هذه المرحلة المبكرة من طفولتها، تقول سلام أبو الهيجاء (26 عاما) للجزيرة نت: "منذ طفولتي كان لديّ الشغف بأن أصبح رائدة فضاء، وهذا الشغف قادني لاحقا إلى دراسة الهندسة الميكانيكية، والتخصص في الأنظمة الداعمة للحياة في بدلات رواد الفضاء". تصميم أول بدلة فضاء مع مرور الوقت، واصلت سلام رحلة البحث عن الذات من خلال سعيها الحثيث نحو عالم الفضاء، متحدية كثيرا من العقبات، ومتمسكة بشغف لا يخبو. وبعد حصولها على شهادة الهندسة الميكانيكية بتفوق، بدأ الحلم يقترب شيئا فشيئا، حتى أصبحت أول مصممة بدلات فضاء أردنية. ونتيجة لأبحاثها المتقدمة في عالم الفضاء، وقع الاختيار مؤخرا على سلام أبو الهيجاء كأول مرشحة أردنية لتصبح رائدة فضاء، للانضمام إلى برنامج تدريبي فضائي متقدّم بالتعاون مع "جبابرة الصناعات الفضائية" في الولايات المتحدة الأميركية. إعلان ومن المقرّر أن تباشر أبو الهيجاء تدريباتها خلال الفترة المقبلة ضمن برنامج يمتد 3 سنوات، استعدادا لمهمة فضائية مدارية مرتقبة عام 2029 على متن المركبة الفضائية "تايتنز جينيسِس" Titans Genesis، التي ستنطلق إلى ارتفاع 300 كيلومتر عن سطح الأرض، في مهمة تستمر 5 ساعات، منها 3 في بيئة انعدام الجاذبية. يتضمن التدريب جوانب متعددة، من بينها إتقان تقنيات الملاحة الفضائية، وإدارة العمليات المدارية، وفهم الأنظمة الهندسية الخاصة بالمركبات، بالإضافة إلى التكيّف مع ظروف العيش في الفضاء، إلى جانب تدريبات تحاكي الحياة اليومية داخل الكبسولة الفضائية. بدأت قصة أبو الهيجاء مع الفضاء من خلال مشاركتها في العديد من المسابقات العالمية التي تُعنى بمركبات وبدلات الفضاء، لتفوز بتصميمها بدلة خاصة برواد الفضاء. وكان تصميم البدلة مشروع تخرجها من الجامعة، حيث وجدت المهندسة سلام حلا لمشكلة التبريد في الفضاء؛ إذ يستخدم رواد الفضاء الماء للتبريد، في حين أن بدلة أبو الهيجاء المبتكرة استخدمت جهازا آخر. تشير أبو الهيجاء إلى أن بدلات رواد الفضاء التي قامت بتصميمها تعتبر صالحة أيضا للاستخدام على الأرض، وليس فقط في الفضاء، موضحة: "لم تكن فيها تعقيدات كثيرة، ولكنها تحمي إلى درجة معينة"، منوهة إلى أنها صممت 4 بدلات على مدار سنتين بألوان برتقالية. وتضيف أنها استطاعت العمل على بدلات للجيش ورجال إطفاء الحرائق والغواصين والطيارين الحربيين، فهم يحتاجون إلى أنواع بدلات للبيئات الصعبة: الحارة والباردة والخطرة، كالتسلق والغوص. وتؤكد أنها تهدف إلى توفير بدلات تساعد الإنسان على التأقلم مع البيئات الخطرة والصعبة، وليس فقط في الفضاء. وتتميّز بدلة الفضاء التي صممتها أبو الهيجاء باحتوائها على أنظمة تدعم البقاء على قيد الحياة لرواد الفضاء، مُعالِجة من خلال تصميمها العديد من الثغرات والمشكلات التي لطالما واجهها رواد الفضاء أثناء مهماتهم أو إقامتهم في الفضاء. قصة بدلة الفضاء المبتكرة كانت الخطوة الأولى نحو رحلة الألف ميل، والاقتراب من تحقيق الحلم الأكبر، حيث اختيرت بعدها كصانعة محتوى بشركة أميركية لتمثل من خلالها العالم العربي، عن ذلك تقول أبو الهيجاء أنه خلال هذه المدة تلقت الكثير من المنح وأصبحت سفيرة للاحتفال العالمي بالولايات المتحدة لأكثر من احتفال بفلوريدا وكاليفورنيا ومن بعدها شاركت كمتحدثة في مؤتمرين مهمين في الولايات المتحدة، وتلقت منحة دراسية للتدريب كرائدة فضاء حقيقية ومن بعدها حصلت على منحة أخرى لتكون رائدة فضاء تناظرية. ملهمة جيل من الشباب وإيمانا منها بأهمية تمكين الشباب الأردني، أسست سلام شركة غير ربحية باسم "مينا" تهدف إلى تعليم وتدريب الشباب ليصبحوا رواد فضاء ومبتكرين وباحثين صاعدين في مجال الأبحاث الفضائية، وتسعى أيضا لإنشاء مركز لمحاكاة بيئة المريخ في منطقة وادي رم (جنوب الأردن)، لجذب الباحثين والسياح وتقديم برامج تدريبية متخصصة للشباب الأردني. تؤكد سلام أبو الهيجاء أن ما حققته على صعيد رواد الفضاء كان نتيجة سنوات من العمل والتخطيط والمثابرة، رغم كل التحديات المجتمعية واللوجستية. وتضيف: "كنت أؤمن أن الفرص لا تأتي مصادفة، بل تُصنع بالإصرار، والاجتهاد، والجرأة على الحلم خارج الإطار التقليدي، ورغم صعوبة الطريق، كنت دائما أضع نصب عيني هدفا واحدا أن أكون جزءا من صناعة الفضاء في منطقتنا، وأن أمهد الطريق لغيري من الشباب والفتيات. أبو الهيجاء تسعى لأن تلهم الآخرين، بتغيير بعض الأفكار الموجودة، مبينة أن المواهب البشرية العربية لا تعد ولا تحصى، لكن يبقى الأهم إيمان الشخص بذاته وقدراته وإكمال الطريق حتى يتحقق حلمه، وعدم التوقف عند مواجهة أي صعوبات، وتقول: "أسعى حاليا لترسيخ ثقافة الفضاء والعلوم المتقدمة في الأردن والمنطقة العربية من خلال تأسيس برامج تعليمية وتدريبية، وإنشاء مختبرات محاكاة بيئات الفضاء، وتحفيز الفتيات والشباب على دخول هذا القطاع الحيوي".

كرات وسحب غريبة.. خبراء يشرحون كيف وصلت آثار الصواريخ الإيرانية لمصر
كرات وسحب غريبة.. خبراء يشرحون كيف وصلت آثار الصواريخ الإيرانية لمصر

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

كرات وسحب غريبة.. خبراء يشرحون كيف وصلت آثار الصواريخ الإيرانية لمصر

في مشهد نادر ومثير للدهشة، استرعى انتباه المصريين خلال اليومين الماضيين ظهور كرات ضوئية ملونة وسحب متعرجة تتحرك في السماء بشكل غير مألوف، وذلك بالتزامن مع التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل. هذا التزامن أثار مخاوف البعض من احتمال دخول صواريخ إلى الأجواء المصرية أثناء الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي، وهو ما نفاه خبراء في مجالات البيئة والطاقة النووية والتكنولوجيا العسكرية في تصريحات لـ"الجزيرة نت". وأوضح الخبراء أن هذه الظواهر الجوية، التي رُصدت في سماء مصر، ناتجة عن انفجارات عالية الطاقة وقعت في طبقات الجو العليا، بعيدا عن الحدود المصرية، وأكدوا أن تكنولوجيا الحرب الحديثة قادرة على ترك بصماتها الجوية حتى على بُعد آلاف الكيلومترات. سحابة "الفطر".. نقطة الانطلاق البداية كانت مع الدكتور ثيودور بوستول، أستاذ الهندسة والتكنولوجيا وسياسة الأمن القومي في برنامج العلوم والتكنولوجيا والمجتمع في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والذي طلب تزويده بصور ومقاطع فيديو لتلك الظواهر حتى يتمكن من تقديم تحليل دقيق. وبعد نحو ساعتين من الدراسة، أرسل عبر البريد الإلكتروني شرحا علميا استهله بالإشارة إلى ظهور "سحابة على شكل فطر" في بعض الصور. إعلان وقال بوستول إن هذه السحابة ناتجة عن تحرر سريع وكبير للطاقة في الجو، مشابه لما يحدث في انفجار وقود-هواء، أي أنه ليس انفجارا تقليديا بسيطا، بل عملية احتراق سريعة لجزيئات عالقة في الهواء أدت إلى تسخين حجم كبير من الهواء. وأوضح: "عندما يسخن حجم كبير من الهواء بسرعة، يرتفع هذا الهواء الساخن لأعلى، كما يحدث في البالونات الهوائية، وخلال صعوده، يتشكل ما يشبه "سحابة الفطر" بفعل قوى السحب الهوائي على الأطراف، وهذه ظاهرة معروفة، حتى في الانفجارات النووية". وأضاف: "الصعود لا يتطلب بالضرورة انفجارا نوويا، بل فقط مصدرا يطلق طاقة كبيرة بسرعة، كاحتراق صاروخ أو انفجار في الغلاف الجوي". سحب متعرجة وألوان براقة ما يميز هذا النوع من الانفجارات -كما يوضح بوستول- أن الطاقة المنبعثة لا تسخن نقطة واحدة فقط كما في الانفجارات التقليدية، بل تسخن حجما واسعا من الهواء، وهو أمر غير مألوف. ويضيف أن الجسيمات التي لم تحترق بالكامل تسهم في تكوين سحابة دقيقة، تنعكس عليها أشعة الشمس المنخفضة (عند الشروق أو الغروب) فتظهر بألوان لامعة ومتعددة، كما أن السحب تظهر متعرجة بسبب اختلاف سرعات الرياح في طبقات الجو المختلفة. ويخلص بوستول إلى أن ما رُصد في سماء مصر وربما بعض دول الجوار، قد يكون نتيجة انفجار جوي ناتج عن صواريخ باليستية أطلقتها إيران أو اعتراضها من قِبل أنظمة الدفاع الجوي، وهو ما أدى إلى تسخين طبقات من الهواء العلوي وظهور سحب فطرية ومتعرجة بألوان مبهرة. أما عن سبب إمكانية رؤيتها في مصر رغم بعد المسافة، فيشير بوستول إلى أن الصواريخ الباليستية تعمل على ارتفاعات شاهقة، وهو ما يسمح بملاحظة آثارها من مناطق بعيدة. ويختم بأن ما شوهد في السماء المصرية، ربما يعود أيضا إلى تفعيل نظام دفاعي مصري بشكل خاطئ (إنذار كاذب)، مما أدى إلى إطلاق صواريخ دفاعية، وقال: "هذا مجرد احتمال، لكنه غير مستبعد". لا خطر إشعاعيا من جانبه، وصف الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا، تلك المشاهد بأنها "طبيعية" ضمن سياق الصراع المشتعل في المنطقة، مؤكدا أنه "لا توجد أي مؤشرات على حدوث تسرب إشعاعي". إعلان وقال أبو شادي: "أطمئن المصريين وسكان المنطقة أن منشأة نطنز التي استُهدفت تحتوي على يورانيوم طبيعي وآخر مخصب بنسبة محدودة، يمكن التعامل معه بأمان، وأنا شخصيا تعاملت معه دون أي إجراءات أمن مشددة". وأوضح أن الخطر الحقيقي كان سيظهر لو تم استهداف مفاعل بوشهر النووي القريب من الخليج، لأنه في تلك الحالة كان يمكن ربط الظواهر الجوية بتسرب إشعاعي فعلي. لكنه استبعد حدوث ذلك بسبب تداعياته الإقليمية الواسعة، مؤكدا أن الظواهر التي رُصدت مرتبطة على الأرجح بنشاط الصواريخ الباليستية أو اعتراضها. كرات ضوئية وسحب تكاثف صاروخية أما عن الكرات الضوئية الملونة، فيقول مجدي علام، مستشار مرفق البيئة العالمي والأمين العام لاتحاد خبراء البيئة العرب، إنها ناتجة عن تفاعلات حرارية في طبقات الجو الباردة، وتتشابه ظاهريا مع السحب الناتجة عن الطائرات النفاثة، لكن ما يميز تلك الناتجة عن الصواريخ هو طبيعة البلورات ومكان تكونها. ويشرح علام: "عند احتراق الوقود في محرك الصاروخ، تنبعث غازات ساخنة محملة ببخار الماء، وعندما تخرج هذه الغازات إلى طبقات الجو العليا الباردة (على ارتفاع بين 20 و80 كيلومترا)، يبرد البخار سريعا ويتكاثف على شكل بلورات ثلجية دقيقة، وتعمل الجزيئات غير المحترقة كمراكز تكاثف تساعد على تشكل هذه السحب". ويضيف أن هذه الظواهر تشبه إلى حد ما آثار الطائرات النفاثة، لكن الأخيرة تحدث في ارتفاعات أقل (10–12 كيلومترا)، وتكون بلورات أكبر حجما وأكثر كثافة. كما أن آثار الصواريخ قد تُرى من مسافات بعيدة بسبب ارتفاعها الشاهق في طبقة الستراتوسفير أو حتى الميزوسفير، خاصة إذا صادف الحدث توقيت الشروق أو الغروب، حين تكون أشعة الشمس منخفضة وتضيء طبقات الجو العليا فقط، فتظهر السحب بألوان زاهية في سماء البلدان المجاورة. ورغم رسائل الطمأنة التي استبعدت وجود مخاطر نووية، شدد علام على ضرورة عدم تجاهل الأثر البيئي الناتج عن هذه الظواهر. وقال: "قد تترك آثار تكاثف الصواريخ واعتراضها في طبقات الجو العليا بصمة بيئية، من خلال إطلاق جسيمات دقيقة غير محترقة تؤثر على نقاء الغلاف الجوي، وقد تسهم بعض المواد الكيميائية في الوقود الصاروخي في استنزاف طبقة الأوزون، كما قد تُحدث هذه السحب تعديلا مؤقتا في الإشعاع الأرضي، مما يُشبه تأثير السحب الرقيقة على المناخ المحلي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store