
الحرس الوطنى فى لوس أنجلوس... هل يفتعل ترامب أزمة داخلية لصرف الأنظار عن الخارج؟
في تطورات تعكس تشابك القرارات الداخلية الأمريكية مع التحولات الجيوسياسية العالمية، أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر الحرس الوطني في مدينة لوس أنجلوس جدلًا سياسيًا واسعًا داخل الأوساط الأمريكية، تزامنًا مع مؤشرات على تغير جذري في استراتيجية واشنطن تجاه ملفات الشرق الأوسط، وعلى رأسها إيران وروسيا، هذا القرار، الذي وُصفه المحللون بأنه محاولة لإبراز القوة وفرض النظام، يأتي في وقت تزداد فيه حدة التوترات الاجتماعية في الداخل الأمريكي، وتتزامن مع حملة موسعة ضد المهاجرين غير الشرعيين.
ويقول المحللون لشاشة "القاهرة الإخبارية"، إن إدارة ترامب تسعى، وفقًا لتوجهات ما يُعرف بـ"المدرسة الموضوعية الجديدة"، إلى تقليص الانخراط في ملفات الشرق الأوسط والتركيز على آسيا والمحيط الهادئ في مواجهة التمدد الصيني، وبينما تتصاعد الأصوات المعارضة داخليًا لسياسات الرئيس، فإن حسابات الخارج تُظهر إعادة رسم للأولويات الأمريكية للفترة المقبلة.
واشنطن تسعى لطي صفحة إيران وروسيا لتكريس تموضعها في آسيا
وفي هذا الصدد، يقول ماهر نقولا الفرزلي، مدير المركز الأوروبي الآسيوي للدراسات، إن التصريحات الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران، مع دخول روسيا على خط الضمانات، تعبر عن "مسرحية فارسية أمريكية" تأتي في سياق تحولات استراتيجية أوسع تشهدها الساحة الدولية منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه قبل خمسة أشهر.
وأوضح الفرزلي، خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن العالم يعيش مرحلة ولادة جديدة لنظام دولي مختلف، مبينًا أن التوجه الأمريكي الحالي يسير نحو المحيط الهادئ وآسيا، في إطار ما يُعرف داخل الأوساط الفكرية الأمريكية بـ"المدرسة الموضوعية الجديدة"، وهي مدرسة استراتيجية تضع الجغرافيا الاقتصادية في قلب السياسة الدولية.
إدارة ترامب قررت تقليص التركيز على قضايا الشرق الأوسط
وأكد أن إدارة ترامب، ومعها كبار المفكرين الاستراتيجيين في الأجهزة العسكرية والأمنية الأمريكية، قررت تقليص التركيز على قضايا الشرق الأوسط، ومنها الملف النووي الإيراني، وتسعى إلى طي صفحته بسرعة، بالتزامن مع تسوية الحرب الأوكرانية، للتركيز بشكل كامل على التحدي الصيني في آسيا.
وحذر "الفرزلي" من أن هذا التوجه يثير قلقًا بالغًا لدى كل من إسرائيل والسعودية والإمارات، التي ترى في إيران تهديدًا مباشرًا، وخاصة في حال امتلاكها سلاحًا نوويًا، مضيفًا أن ترامب يحاول إرضاء طهران وتل أبيب في الوقت ذاته، عبر القبول بنشاط نووي مدني إيراني مشروط برقابة صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أصدرت مؤخرًا تقريرًا وصفه بـ"القاسي"، يؤكد استمرار تخصيب اليورانيوم في إيران لأغراض قد تكون عسكرية.
نشر الحرس الوطني قد يؤدي لاحتكاك وتصعيد
ومن جانبه، أكد الدكتور فادي، المحلل السياسي، أن قرار ترامب بنشر الحرس الوطني بلوس أنجلوس، يعكس محاولة لإظهار الحزم في وجه تصاعد المظاهرات، إلا أن الخطوة أثارت جدلًا واسعًا حول قانونيتها وضرورتها، لافتًا أن البعض يرى في هذا القرار استخدامًا مفرطًا للسلطة الفيدرالية، خاصة أن السلطات المحلية لم تطلب تدخلًا من هذا النوع وتؤكد قدرتها على السيطرة على الوضع.
وأوضح، أن وجه الشبه بين ما يحدث الآن وما جرى عام 1992 من احتجاجات واسعة في لوس أنجلوس هو في استخدام الحرس الوطني، لكنه يرى أن الحالة الراهنة أقرب إلى ما جرى عام 1957 حين أمر الرئيس أيزنهاور بتدخل الحرس الوطني في مدينة ليتل روك بولاية أركنساس، ما يشير إلى تدخل فيدرالي رغم معارضة السلطات المحلية.
وأشار، إلى أن الحرس الوطني عادة ما يتبع حكام الولايات، ولا يُستخدم فيدراليًا إلا بتفعيل المادة العاشرة من الدستور الأمريكي، والتي تتيح للرئيس التدخل عند عجز السلطات المحلية عن ضبط الأمن، مشددًا على أن هذا لم يحدث في لوس أنجلوس، حيث أكدت السلطات المحلية سيطرتها على الأوضاع ورفضها للتصعيد، محذرة من أن نشر الحرس الوطني قد يؤدي إلى احتكاك وتصعيد لا ترغب فيه.
وقال إن قرار ترامب يحمل رسالتين واضحتين، الأولى هي التأكيد على تشديد سياسة الهجرة، وتنفيذ وعده بطرد أكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين، والثانية موجهة إلى سلطات كاليفورنيا، المعروفة بتوجهها الديمقراطي ورفضها التعاون مع سياسات الرئيس الفيدرالية، وخاصة مع أجهزة الهجرة والجمارك.
وأوضح أن الحملة الحالية طالت مؤسسات عمل كبرى، منها سلسلة "هوم ديبو"، ضمن المرحلة الثانية من الحملة ضد المهاجرين، بعد أن شملت سابقًا المدارس والكنائس.
واعتبر "فادي" أن خطوة نشر الحرس الوطني، إن تمت، تعكس سعي ترامب لتثبيت صورته كقائد قوي يدير الملفات الداخلية والخارجية بقوة، في وقت تواجه فيه إدارته استعصاءات حقيقية في ملفات أوكرانيا، غزة، والملف النووي الإيراني، فضلًا عن ضغوط اقتصادية داخلية أبرزها مخاوف من تطبيق تعرفات جمركية شاملة وتسريحات واسعة في الجهاز الحكومي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أهل مصر
منذ 14 دقائق
- أهل مصر
قوات الحرس الوطني تصل لوس أنجلوس.. ماذا يحدث في كاليفورنيا؟
بدأت قوات الحرس الوطني في الوصول إلى لوس أنجلوس بناء على أوامر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقمع الاحتجاجات التي اندلعت في الأيام الأخيرة ضد سلطات الهجرة الفيدرالية التي تسعى إلى تنفيذ عمليات ترحيل في المنطقة. وتشهد المدينة منذ أيام موجة من التظاهرات الشعبية الرافضة لعمليات الترحيل التي تنفذها السلطات بحق المهاجرين، وسط توتر متزايد وانتقادات لاذعة من منظمات حقوقية تعتبر أن الإجراءات "قاسية وغير إنسانية". وقد شُوهد أفراد الحرس الوطني في كاليفورنيا وهم يتجمعون في وقت مبكر من صباح الأحد، في المجمع الفيدرالي بوسط مدينة لوس أنجلوس، الذي يضم مركز احتجاز متروبوليتان، حيث وقعت مواجهات خلال اليومين الماضيين. ويأتي نشر الحرس الوطني في إطار تصعيد واضح من جانب الإدارة الأميركية للرد على الاحتجاجات، في وقت تتواصل فيه الدعوات من النشطاء والجمعيات المدنية لحماية حقوق المهاجرين ووقف عمليات الترحيل القسري. ولم تصدر بعد أي تقارير عن وقوع اشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، لكن السلطات المحلية حثّت السكان على الالتزام بالسلمية وتجنّب مناطق التوتر. وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال": "إذا لم يتمكن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم ورئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس من أداء واجبيهما، وهو أمر يعلم الجميع عجزهما عنه، فإن الحكومة الفيدرالية سوف تتدخل لحل مشكلة أعمال الشغب والنهب بالطريقة التي يجب أن تحل بها". وتستمر منذ، يوم الجمعة، الاحتجاجات في لوس أنجلوس، التي ندد بها نائب كبير موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر، ووصفها بأنها "تمرد" ضد الولايات المتحدة


الصباح العربي
منذ 39 دقائق
- الصباح العربي
ترامب يُعلن عن قائمة الدول المحظورة من الهجرة لأمريكا .. من بينهم دول عربية
أعلن ترامب من خلال صفحته الشخصية على منصة إكس، أنه لا يريد دخول جنسيات تتسبب في الأذى لبلاده، وأكد على وجود قائمة لمنع المهاجرين إلى أمريكا، وأوضح أنه متاح إضافة أي دولة في القائمة. يأتي هذا في ظل منع استقبال الأجانب من أجل الدراسة في الجامعات الأمريكية، كما أنه تم ترحيل المئات من الفنزويليين المشتبه بكونهم ينتموا لعصابة السلفادور. يتم تنفيذ هذا القرار بداية من الغد الاثنين ٩ يونيو، في تمام الساعة ١٢ صباح هذا اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية، أما بالنسبة للدول التي انضمت للقائمة فهي: ليبيا، السودان، اليمن، إيران، الصومال، تشاد، هايتي، غينيا الاستوائية، إريتريا، كونغو، تشاد، أفغانستان، ميانمار. جدير بالذكر أنه سيتم تقييد هذه الدول بشكل جزئي، وهم: بوروندي، وكوبا، ولاوس، وسيراليون، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا.


الصباح العربي
منذ 39 دقائق
- الصباح العربي
توتر متصاعد بين ترامب وماسك.. والرئيس يلوح بعوقبات صارمة!
دخلت العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك مرحلة جديدة من التوتر، بعدما أعلن ترامب أن التواصل بينه وبين ماسك قد انتهى، على خلفية خلافات سياسية متصاعدة. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ترامب مساء السبت، حيث أبدى انزعاجه من احتمال دعم ماسك لمرشحي الحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة، ملوحًا بأن لهذا التوجه "عواقب وخيمة". ورغم حدة تصريحاته، لم يحدد ترامب طبيعة الإجراءات التي قد يتخذها ضد ماسك، مكتفيًا بالإشارة إلى أنه يملك صلاحية إلغاء العقود الفيدرالية التي تستفيد منها شركات ماسك، مثل "سبيس إكس" المختصة في إطلاق الصواريخ، و"ستارلينك" المزودة بخدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، لكنه لم يتخذ أي قرار في هذا الاتجاه حتى الآن. وعند سؤاله عما إذا كان مستعدًا لإعادة بناء العلاقة مع ماسك، قال ترامب صراحة إنه لا ينوي التحدث إليه، واصفًا إياه بالشخص الذي لا يحترم منصب الرئاسة، في إشارة واضحة إلى عمق الخلاف الشخصي والسياسي بين الطرفين. وتأتي هذه التصريحات وسط أجواء سياسية مشحونة في الولايات المتحدة، مع اقتراب موسم الانتخابات، ووسط تزايد الاهتمام بمواقف المليارديرات المؤثرين مثل ماسك، ودورهم في تمويل الحملات الانتخابية ودعم الأطراف السياسية المختلفة.