
صور أقمار اصطناعية تظهر قاذفات مدمرة في قاعدة روسية ضربتها كييف
أظهرت صور أقمار اصطناعية قامت وكالة "أسوشيتد برس" بتحليلها، اليوم الأربعاء، سبع قاذفات قنابل مدمرة على المدرج في قاعدة جوية روسية في شرق سيبيريا، وهي أحد الأهداف التي قالت أوكرانيا إنها ضربتها بطائرات مسيرة في واحدة من أكثر العمليات القتالية في الحرب المستمرة منذ 2022.
وأظهرت الصور التي عرضتها مختبرات "بلانيت لابس بي بي سي" حطام الطائرات ومناطق محروقة في قاعدة بيلايا الجوية، وهي منشأة رئيسية لقوة القاذفات الروسية بعيدة المدى. وفي الصور، تعرض ما لا يقل عن ثلاث قاذفات من طراز "تي يو-95" وأربعة من طراز "تي يو-22 ام" للتدمير.
وكانت الطائرات متوقفة في مكان انتظار للطائرات بجانب مدرج محاط بالعشب. وبدت طائرات أخرى في القاعدة سليمة.
العرب والعالم روسيا و أوكرانيا روسيا: لن ننساق وراء "استفزازات" كييف.. وكل الخيارات مطروحة للرد على هجماتها
وقالت أوكرانيا إنها دمرت أو ألحقت أضراراً بـ41 طائرة حربية روسية، من بينها قاذفات استراتيجية وأنواع أخرى من الطائرات المقاتلة، في العملية التي نفذتها يوم الأحد، والتي قال مسؤولون إنه كان يتم التخطيط لها على مدى 18 شهراً.
ووجّه الهجوم ضربة قوية للقوات الجوية الروسية ومكانتها العسكرية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجوم أسفر عن اشتعال النيران في العديد من الطائرات الحربية في القواعد الجوية في منطقة إركوتسك ومنطقة مورمانسك في الشمال، ولكن تم إخماد الحرائق.
وأضافت أيضاً أن أوكرانيا حاولت ضرب قاعدتين جويتين في غرب روسيا، فضلاً عن قاعدة أخرى في منطقة أمور في أقصى شرق روسيا، ولكن تم صد تلك الهجمات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 28 دقائق
- أرقام
بلدان أوروبية تسعى لتعزيز تعاونها في مكافحة أسطول الظل الروسي
اتّفق 14 من بلدان شمال أوروبا الخميس على تعزيز التعاون لمكافحة "أسطول الظل" الروسي الذي تُتّهم موسكو باستخدامه للالتفاف على العقوبات وبيع نفطها، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الدنماركية. وفق بيان أصدرته الخارجية الدنماركية، اجتمع ممثلون لبلجيكا والدنمارك وإستونيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وأيسلندا ولاتفيا وليتوانيا وهولندا والنروج وبولندا والسويد والمملكة المتحدة الخميس لمناقشة المسألة. وجاء في بيان للوزارة "لقد اتفقنا على تعزيز تعاوننا والحرص على اتّباع سلطاتنا الوطنية مقاربة مشتركة ومنسّقة في مواجهة أسطول الظل الروسي". وتعهّدت الدول جمع "توجيهات مشتركة بما يتوافق مع القانون الدولي لتعزيز السلوك المسؤول في البحر، وتعزيز الالتزام بالقانون الدولي، وضمان الشفافية في العمليات البحرية". يقول محلّلون أمنيون إن روسيا تشغّل "أسطول ظل" كبيرا يضم مئات السفن، في محاولة للالتفاف على العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على صادراتها النفطية على خلفية الحرب في أوكرانيا. وتعرّضت كوابل عدة في قاع بحر البلطيق العام الماضي لأضرار، مع تأكيد خبراء كثر أن ذلك يندرج في إطار "حرب هجينة" تشنّها روسيا ضد الدول الغربية. ولفت البيان إلى أنه "في حال عدم رفع السفن علما ذا صلاحية في بحر البلطيق وبحر الشمال، سنتّخذ إجراءات مناسبة ضمن أطر القانون الدولي". وأشار البيان إلى عدم تمتع "السفن العديمة الجنسية، بما فيها تلك التي تدعي زورا رفع علم"، بالحقوق المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. في كانون الثاني/يناير، أعلن حلف شمال الأطلسي نشر سفن وطائرات ومسيّرات في إطار عملية أُطلقت في بحر البلطيق استجابة لتضرر كوابل عدة في قاع البحر، لكن العملية تتطلب موارد بشرية ومادية كبيرة. وفي مواجهة هذه التهديدات، يسعى الحلف إلى تعزيز أسطوله من السفن غير المأهولة في بحر البلطيق.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
كيف تحدد مخزونات الذخيرة مسار الصراع بين إيران وإسرائيل؟
أعلنت إسرائيل وإيران في أكثر من مناسبة منذ بدء الحرب، الاستعداد لمواصلة القتال لأيام عدة، ولكن الذخائر المستخدمة في هذه المعارك قد يكون لها القرار الحاسم. وتبدو التصريحات الحماسية من البلدين مغايرة بشكل كبير لواقع المعركة على الأرض، خصوصاً في ظل التقارير عن انخفاض مخزون الصواريخ الإيرانية التي يمكنها الوصول لإسرائيل، وتراجع حجم الذخائر الاعتراضية لإسرائيل. ويرى الضابط السابق في القوات الجوية البريطانية والخبير الدفاعي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أندرو فوكس، أنه في بداية الحرب كان هناك ما بين ألف وألفي صاروخ إيراني قادر على الوصول إلى إسرائيل. وقال في تصريحات لـ"الشرق": "تباطأت وتيرة الضربات الإيرانية بشكل ملحوظ، خاصة بعدما أطلقت إيران ما يقارب 468 صاروخاً، وهو ما يُمثل ربع مخزونها القابل للاستخدام تقريباً"، مشيراً إلى تناقص الهجمات اليومية من حوالي 100 صاروخ في اليوم الأول إلى وابل من الصواريخ أحادية الرقم بحلول اليوم الخامس. وبحلول اليوم الرابع من القتال، أفادت التقارير، بأن إسرائيل دمرت أكثر من 120 منصة إطلاق، وهو ما يُمثل حوالي ثلث مخزون منصات الإطلاق الإيرانية. وقد لا تروي الأرقام وحدها القصة كاملة، فترسانة الصواريخ الإيرانية غير متجانسة، ومتعددة الطبقات استراتيجياً، ومقيدة بقيود في اللوجستيات، ومنصات الإطلاق ودورات إعادة التعبئة والقدرة على الصمود في وجه الهجمات المضادة، وذلك وفقاً لخبيرة الشؤون الأمنية الأميركية إيرينا تسوكرمان. وقالت تسوكرمان لـ"الشرق" إن العقيدة الإيرانية لا تتصور هجوماً شاملاً فورياً على إسرائيل، بل تُركز استراتيجيتها على التصعيد التدريجي، المصمم لسحق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية على شكل موجات، مع فترات توقف بين كل دفعة لتقييم الأضرار والتوجيه السياسي. وعملياً، قالت تسوكرمان إن هذا يعني أنه بينما قد تطلق إيران ما بين عشرات ومئات الصواريخ في أول 24-48 ساعة من الحرب مع إسرائيل، فإن الحفاظ على هذه الوتيرة يزداد صعوبة بسبب الضربات الاستباقية الإسرائيلية، واعتراض منصات الإطلاق، ونضوب الذخائر دقيقة التوجيه. وأطلقت إيران بالفعل في أول يومين ما يزيد عن 100 صاروخ على إسرائيل، تراجعت تلك الأرقام إلى أقل من 50 في اليوم الرابع. وأعلن مسؤولون إسرائيليون، الاثنين، تحقيق تفوق جوي فوق طهران قبل الموعد المحدد، ما يعني أنهم قادرون على الحد بشكل أكبر من قدرة القوات الإيرانية على إطلاق الصواريخ. ويبدو أن شدة وابل الصواريخ الإيرانية قد انخفضت بشكل حاد بالفعل، فبعد إطلاق أكثر من 150 صاروخاً في الليلة الأولى من الصراع، الجمعة، أطلقت إيران وابلاً من 10 صواريخ فقط بعد ظهر الثلاثاء. رد إيران جاء أول رد فعل إيراني في ليلة 13 يونيو بضربة شملت حوالي 150 صاروخاً تم إطلاقها على دفعتين، تلاها في الأيام اللاحقة وابل أصغر ضم عشرات الصواريخ، وبلغ إجمالي عدد الصواريخ الباليستية التي تم إطلاقها 370 صاروخاً حتى 16 يونيو. ويشار إلى أن نطاق أي ضربة فردية أو وابل مجمع بإحكام ظل أقل بكثير من 200 صاروخ تم إطلاقها في ليلة واحدة خلال عملية "الوعد الصادق 2" في أكتوبر الماضي. ووفقاً لتقارير، ربما كان النطاق المحدود للهجوم الأولي نتيجة لجهود الاعتراض الإسرائيلية، إذ خططت إيران في الأصل لإطلاق ما يصل إلى ألف صاروخ ولكنها اضطرت إلى تقليص العملية، بحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية IISS. وبالإضافة إلى الضربات الحركية الإسرائيلية على منصات إطلاق الصواريخ والقواعد، من المحتمل أن تؤدي الاغتيالات المستهدفة للقادة الإيرانيين الرئيسيين إلى تعطيل القيادة والسيطرة. وربما تفاقم هذا الاضطراب بسبب العناصر التشغيلية غير المعروفة تماماً بعد، مثل الهجمات الإلكترونية أو الحرب الإلكترونية أو الضربات ضد البنية التحتية للاتصالات، وبعيداً عن البعد الكمي، لا يوجد ما يشير إلى تحسن نوعي في هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية مقارنة بضربة أكتوبر الماضي. وبالإضافة إلى الصواريخ الباليستية، أطلقت إيران أيضاً أكثر من 100 طائرة مسيرة هجومية أحادية الاتجاه، بما في ذلك "شاهد 136"، و"عراش 2"، ونسخة مكبرة من "شاهد 101"، ويبدو أن معظمها قد تم اعتراضها بنجاح. وعلى الرغم من النطاق الأصغر لهجمات الصواريخ الباليستية الحالية مقارنة بتلك التي وقعت في عام 2024، إلا أن الخسائر الإسرائيلية كانت أعلى بكثير، في ظل سقوط ما لا يقل عن 23 شخصاً، وإصابة أكثر من 600 آخرين، ويبدو أن هذه النتيجة لا ترتبط بكمية أو نوعية الصواريخ المستخدمة بقدر ما ترتبط باختيار الأهداف. وفي حين ركزت ضربات عام 2024 بشكل أساسي على منشآت عسكرية نائية مثل قاعدة "نيفاتيم" الجوية، استهدفت الهجمات الأخيرة أيضاً مواقع في مناطق حضرية أكثر كثافة سكانية، بما في ذلك تل أبيب، وحيفا، وطمرة. ويشير هذا، جزئياً على الأقل، إلى تحول إيران نحو استهداف القيمة المضادة، كوسيلة لزيادة التكاليف المفروضة على ضرباتها الصاروخية. وخلال حملة عام 2024، أظهرت الصواريخ الباليستية الإيرانية متوسطة المدى دقة محدودة، ما حد من قيمتها في أدوار القوة المضادة. وقد يكون إطلاق الصواريخ الباليستية على المراكز السكانية أيضاً نتيجة لإدراك إيران أن الهجمات الإسرائيلية على أهداف في مناطق مكتظة بالسكان تمثل هجمات على مدنها، وسعيها للرد بالمثل. وفي غضون ذلك، ربما اختارت إسرائيل إعطاء أولوية أعلى لحماية المنشآت الأكثر استراتيجية للمساعدة في إدارة مخزون الأسلحة، مما قلل من مستوى الحماية في المدن الإسرائيلية الكبرى. تقييم التهديد الباليستي لا يزال حجم التهديد الصاروخي المتبقي من إيران غير مؤكد، ويعتمد على عدة متغيرات غير معروفة حالياً، من أهمها حجم مخزون إيران من الصواريخ الباليستية. وفي العام 2022، قدرت القيادة المركزية الأميركية الترسانة بحوالي 3 آلاف صاروخ، على الرغم من أن هذا يشمل صواريخ باليستية قصيرة المدى ذات مدى غير كاف للوصول إلى إسرائيل. وتشير التقييمات الإسرائيلية الأحدث لرقم أقرب إلى ألفي صاروخ عامل، وسيسمح هذا لإيران بشن عدد محدود فقط من الهجمات واسعة النطاق التي تهدف إلى سحق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية. وذكر مدير برنامج الحرب في مركز الدراسات الاستراتيجية CSIS، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون، دانيال بايمن، أن إيران تحتاج إلى إطلاق وابل كثيف من الصواريخ بشكل مستمر لتجاوز الدفاعات الإسرائيلية. وأضاف في تصريحات لـ"الشرق"، أن هذا الأمر صعب لأن إسرائيل تدمر الكثير من الصواريخ الإيرانية حتى قبل إطلاقها. وقالت تسوكرمان، إنه لا يمكن لإيران واقعياً أن تواصل شن ضربات صاروخية متقطعة على إسرائيل لمدة تتراوح بين 10 و14 يوماً على الأكثر في سيناريو حرب تقليدي، خاصة إذا نجحت إسرائيل في اعتراض مواقع الإطلاق والإمدادات اللوجستية. وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه قد تُوسع طهران نطاق الضغط النفسي والمضايقة العسكرية من خلال أدوات غير متكافئة، تشمل وابل صواريخ "حزب الله"، وأسراب الطائرات المسيرة من اليمن أو العراق، والهجمات الإلكترونية، وهي أقل تكلفة، وأصعب تتبعاً، ويمكن أن تمتد إلى ما هو أبعد بكثير من التبادل الحركي. وتعتبر خيارات طهران لتجديد ترسانتها الصاروخية محدودة. وقبل الحملة الحالية، قدرت الولايات المتحدة قدرة إيران على إنتاج الصواريخ الباليستية بحوالي 50 صاروخاً شهرياً، وعلى الرغم من أن هذا يمثل معدل إنتاج كبيراً، إلا أنه لا يزال غير كافٍ للحفاظ على معدل إطلاق إيران الحالي. ويبدو أيضاً أن إسرائيل توسع عملياتها لتشمل ضربات مباشرة على البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الإيرانية، ما سيؤدي إلى معايرة إيران استخدامها لترسانة صاروخية محدودة بعناية لمدى وشدة الصراع. ويعتبر المتغير الرئيسي الآخر في تقييم التهديد الذي تشكله ترسانة الصواريخ الإيرانية المتبقية هو حجم مخزونات إسرائيل من صواريخ Arrow 2، وArrow 3 الاعتراضية، بالإضافة إلى معدلات الاعتراض التي أظهرتها هذه الأنظمة ضد الصواريخ الإيرانية، ولا يزال كلا الرقمين غير معروفين. ويتم تعزيز الدفاع الصاروخي الإسرائيلي من خلال الدعم الأميركي المباشر، بما في ذلك نشر بطاريتي دفاع جوي صاروخي عالي الارتفاع THAAD على الأراضي الإسرائيلية، ووجود سفن مجهزة بنظام Aegis ذات قدرات دفاع صاروخي باليستي متقدمة. ويوفر هذا الدعم الأميركي لإسرائيل عمقاً إضافياً للترسانة. مسارات التصعيد المحتملة قد تسعى إيران حالياً إلى خيارات جديدة لفرض تكاليف على إسرائيل أو حليفتها الأميركية، وأحدها هو استهداف البنية التحتية الحيوية الإسرائيلية، التي غالباً ما يكون لها امتداد جغرافي أوسع من الأصول العسكرية، ما يسهل استهدافها بالجيل الحالي من الصواريخ الباليستية الإيرانية. ويبدو أن إيران قد طبقت هذا النهج بالفعل، خاصة في هجومها على مصفاة حيفا في اليوم الثاني من الصراع. ومن الخيارات الأخرى أن تستخدم إيران ترسانتها غير المستغلة إلى حد كبير من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى الأكثر دقة لضرب منشآت البتروكيماويات أو القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة. ولا تزال إيران تمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ المضادة للسفن التي يمكن استخدامها لمهاجمة الشحن التجاري في الخليج، وخليج عمان، وبدرجة أقل، في بحر العرب. حدود استراتيجية الردع الإيرانية وبينما تواجه إيران تحديات آنية كبيرة في استخدام قوتها الصاروخية، فإن استخدامها يُشير بالفعل إلى فشل أوسع لاستراتيجيتها العسكرية، وذلك وفقاً لـIISS. وبالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها في السنوات الأخيرة لتعزيز دفاعاتها الجوية، اعتمدت إيران دائماً بشكل أساسي على الردع بالعقاب من خلال التهديد الموثوق برد قوي. وفي غياب سلاح جوي فعال، شكلت الصواريخ الأداة الرئيسية لتنفيذ هذه الهجمات الانتقامية. وأدى ضعف "حزب الله" اللبناني نتيجة الهجمات الإسرائيلية في العام الماضي، إلى إضعاف عنصر أساسي من تلك الاستراتيجية، إذ لم تعد ترسانة الجماعة الصاروخية الكبيرة، التي أتاحها قرب لبنان من إسرائيل، عاملاً مهماً. وبينما نجح الحوثيون باليمن في إحداث اضطرابات شديدة في حركة الملاحة في البحر الأحمر، واستهداف إسرائيل بالصواريخ الباليستية، فإن بُعدهم الجغرافي عن إسرائيل وترسانتهم الصغيرة نسبياً يمنعهم من أن يكونوا رادعاً استراتيجياً يُضاهي "حزب الله". والفعالية المحدودة لوابل الصواريخ الإيرانية في ضربات أبريل وأكتوبر العام الماضي، والتي لم تُسبب أضراراً أو إصابات كبيرة، زادت من تآكل موقفها الرادع. وأدت الضربات المضادة الإسرائيلية في أواخر أكتوبر إلى تعطيل نظام S-300 الذي قدمته روسيا، وهو أكثر قدرات الدفاع الجوي الإيرانية تقدماً، وأضعفت قدرة إيران الهشة بالفعل على الردع بالإنكار. وساعدت هذه التطورات في تمهيد الطريق للحملة الإسرائيلية الحالية واسعة النطاق. ولم تعتمد استراتيجية الردع الإيرانية على نطاق وتطور ترسانتها الصاروخية، ولكن أيضاً على قدرتها على قياس مدى تحمل المخاطر وعتبات الألم لدى خصومها بدقة. واليوم، ومع تدهور القدرات الإيرانية، وانكشاف قصورها خلال العام الماضي، ومع قبول القيادة الإسرائيلية، في الوقت الراهن على الأقل، بمخاطر ضربات الصواريخ الباليستية على مراكزها السكانية، فإن توازن الردع بين إسرائيل وإيران ينهار بوتيرة أسرع. القدرات الإيرانية ويرى معهد دراسة الحرب ISW، أن الغارات الجوية الإسرائيلية في غرب إيران أدت إلى تدهور قدرة إيران على شن هجمات ضد إسرائيل من تلك المنطقة، وأجبرت إيران على نقل قواتها إلى وسط البلاد. وأشار الجيش الإسرائيلي، إلى أن الضربات الإسرائيلية في غرب إيران أجبرت القوات الإيرانية على الانسحاب من الغرب إلى الوسط، وأضاف أن طهران حاولت إطلاق صواريخ تستهدف إسرائيل من أصفهان، وسط البلاد، بعد سحب القوات من الغرب. وسيؤدي إطلاق الصواريخ الباليستية من أصفهان إلى منع إيران من القدرة على استخدام 3 صواريخ باليستية متوسطة المدى استخدمتها سابقاً لمهاجمة إسرائيل. وتقع أصفهان على بعد حوالي 1600 كيلومتر من الأراضي الإسرائيلية، ولا يمكن للصواريخ الباليستية "حاج قاسم" بمدى 1400 كيلومتر، و"فتاح" بمدى 1400 كيلومتر، و"خيبر شكان" بمدى 1450 كيلومتراً الوصول إلى إسرائيل من أصفهان بسبب مداها الأقصر. وادعت إيران، أنها استخدمت هذه الصواريخ الثلاثة في هجماتها الانتقامية الأخيرة ضد إسرائيل، فيما تشمل الصواريخ الباليستية الإيرانية القادرة على الوصول إلى إسرائيل من أصفهان "عماد" بمدى 1700 كيلومتر، و"قدر" بمدى 1950 كيلومتراً، و"سجيل-1" بمدى ألفي كيلومتر. وتستخدم صواريخ "عماد" و"قدر" الوقود السائل، وهو متقلب للغاية ويصعب نقله، واستخدمت إيران الصاروخين في هجماتها على إسرائيل في أبريل وأكتوبر من العام الماضي، كما استخدمتهما في هجماتها الانتقامية ضد إسرائيل في الأيام الأخيرة. وأفادت التقارير بأن إيران استخدمت صاروخ "سجيل-1" لمهاجمة إسرائيل لأول مرة في 18 يونيو، وقد يعكس استخدام إيران له لأول مرة، حاجة طهران لإطلاق صواريخ بعيدة المدى من عمق الأراضي الإيرانية. وقدّر الجيش الإسرائيلي، أن إيران استخدمت مؤخراً عدداً أقل من الصواريخ لمهاجمة إسرائيل لأنها تواجه صعوبة في تنسيق الهجمات الكبيرة، وليس لأن إيران تحافظ على مخزونها المتبقي من الصواريخ الباليستية. وأدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى تدهور كبير في قدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية. وانخفض حجم وابل الصواريخ الإيرانية منذ بداية الصراع الإسرائيلي الإيراني في 12 يونيو من حوالي 40 صاروخاً في كل رشقة إلى عدد قليل من الصواريخ في كل جولة. ويتوافق تقييم الجيش الإسرائيلي مع بيانه الأخير، بأنه دمر حوالي نصف منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، مرجحاً أن يختار القادة الإيرانيون إنفاق مخزونهم المتبقي من الصواريخ فقط إذا اعتبروا الصراع الحالي مع إسرائيل تهديداً وجودياً. كما استهدف الجيش الإسرائيلي، مواقع إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية لمنع إيران من القدرة على تجديد مخزونها المتناقص، وكان آخرها الإعلان عن استهداف منشأة لتصنيع صواريخ "عماد". أبرز المنشآت الدفاعية الإيرانية تعمل في إيران عدداً لا بأس به من الشركات الدفاعية، التي نجحت على مدى عقود بتطوير ترسانة طهران الصاروخية الضخمة. وتأتي في مقدمتها، منظمة الصناعات الجوية الإيرانية، والتي تعتبر الذراع المركزي لتطوير الصواريخ الباليستية والاستراتيجية في إيران، وتتبع لوزارة الدفاع الإيرانية، وتعمل على تطوير وتصنيع صواريخ "شهاب"، و"عماد"، و"سجيل". وخضعت المنظمة لعقوبات أميركية وأوروبية منذ أوائل 2000، بسبب دورها في تطوير الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى. وتوجد كيانات تابعة لها تشمل مجموعة الصناعات الباليستية الصلبة SBIG، ومجموعة الصناعات الباليستية السائلة SHIG. مجموعة الصناعات الباليستية الصلبة وتعمل على تطوير وإنتاج صواريخ الوقود الصلب، وتنتج صواريخ مثل "فاتح-110"، و"ذو الفقار"، و"شيخان"، و"خيبر"، وهي أنظمة متنقلة وصواريخ موجهة عالية الدقة قصيرة إلى متوسطة المدى. وتعمل هذه الصواريخ بالوقود الصلب ما يمنحها سرعة نشر وقدرة تحرك أعلى، ما يجعل صواريخ SBIG خطرة على الأهداف في إسرائيل. مجموعة الصناعات الباليستية السائلة وتعمل على تطوير وإنتاج صواريخ الوقود السائل بعيدة المدى، وتنتج صواريخ مثل "شهاب-3"، و"قادر-110"، و"عماد"، و"سجيل". ولعبت دوراً رئيسياً في برنامج الصواريخ بعيدة المدى، وتعاونت مع كوريا الشمالية في تطوير برنامج "شهاب"، وصواريخ NoDong. وتعتبر أكثر الكيانات الإيرانية تعرضاً للعقوبات، وتُصنف ضمن برنامج الصواريخ النووية. ورغم أنها تتبع رسمياً وزارة الدفاع، إلا أن العمليات التشغيلية، خاصة في برامج الصواريخ الباليستية الاستراتيجية، تُنفذ لصالح القوة الجو-فضائية التابعة للحرس الثوري. استهداف المنشآت الإيرانية واصل الجيش الإسرائيلي استهداف البنية التحتية العسكرية الإيرانية في جميع أنحاء البلاد، وأفادت التقارير بأن سلاح الجو الإسرائيلي ضرب حامية "الشهيد سلطاني" بالقرب من إشتهارد بمحافظة البرز. وتعتبر هذه الحامية موقع لتخزين وإنتاج الصواريخ تابع للحرس الثوري، والذي ورد أنه يضم صواريخ "شهاب 3"، و"قيام"، و"فاتح"، و"فتاح". كما ضرب سلاح الجو الإسرائيلي فرقة "العمليات 29" التابعة للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني في محافظة كرمانشاه، ومجمع بارشين العسكري في شرق طهران، واستهدف الجيش الإسرائيلي سابقاً مجمع بارشين العسكري في 12، و15، و16 يونيو. واستخدمت إيران الموقع لتطوير وتصنيع المواد المتفجرة والذخائر المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، كما استهدف سلاح الجو الإسرائيلي مركز أبحاث الموارد الفارسية في مدينة زنجان بمحافظة زنجان في 18 يونيو. وينتج مركز أبحاث الموارد الفارسية مساحيق معدنية ونانوية، بما في ذلك الألومنيوم، والمغنيسيوم، والزنك، والكربون الأسود، ويمكن استخدام الألومنيوم لإنتاج دوارات أجهزة الطرد المركزي، وهي ضرورية لتخصيب اليورانيوم. ويمكن أيضاً استخدام العديد من هذه المعادن، مثل المغنيسيوم، لتصنيع أنواع مختلفة من المعدات العسكرية، بما في ذلك محركات الطائرات، ومعدات الحماية، وأنظمة الاتصالات. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان لهذا المركز البحثي أي روابط مباشرة بالجيش الإيراني أو البرنامج النووي. مخزون خفي قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إنه من المحتمل أن أكثر من نصف ترسانة إيران الصاروخية لا تزال سليمة، وأن كمية غير معروفة من الصواريخ قد تكون مخبأة في مستودعات تحت الأرض. ورغم أن إسرائيل قد خفّضت بشكل كبير من قدرات إيران الهجومية، إلا أن بناء دفاع صاروخي كان مكلفاً بالنسبة لها. وأفادت صحيفة Marker، وهي صحيفة مالية إسرائيلية رائدة، أن تكلفة الدفاع الصاروخي على إسرائيل تصل إلى مليار شيكل، أو ما يعادل حوالي 285 مليون دولار، لليلة الواحدة. ونتيجة لذلك، يقول المراقبون، إن حرب استنزاف طويلة بين إسرائيل وإيران قد لا تكون ممكنة، على الأقل في ظل شدتها الحالية. نقص استراتيجي إسرائيلي قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن إسرائيل تعاني نقصاً في صواريخ Arrow الاعتراضية الدفاعية، ما يثير مخاوف بشأن قدرتها على مواجهة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي تطلقها إيران، لافتةً إلى أن الولايات المتحدة كانت على علم بهذا النقص منذ عدة أشهر. وقالت الصحيفة، نقلاً عن مسؤول أميركي، إن إسرائيل تعاني من نقص في صواريخ Arrow الاعتراضية الدفاعية ما يثير مخاوف بشأن قدرة البلاد على مواجهة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي تطلقها إيران، إذا لم يتم حل الصراع قريباً. وأضاف المسؤول، أن الولايات المتحدة كانت على علم بمشاكل في أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية منذ أشهر، وتعمل على تعزيز دفاعات إسرائيل بأنظمة برية وبحرية وجوية. ولفت إلى أنه منذ تصاعد الصراع في يونيو الجاري، أرسلت وزارة الدفاع الأميركية مزيداً من أصول الدفاع الصاروخي للمنطقة، لكن هناك قلق من أن الولايات المتحدة قد تستنزف صواريخها الاعتراضية أيضاً. وبحسب الصحيفة، لم تستجب شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، المصنعة لصواريخ Arrow الاعتراضية، لطلب للتعليق، فيما ذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه "مستعد وجاهز للتعامل مع أي سيناريو.. ولا يمكن التعليق على المسائل المتعلقة بالذخائر". وبدون إعادة إمدادات من الولايات المتحدة أو مشاركة أكبر من القوات الأميركية، تشير بعض التقييمات إلى أن إسرائيل يمكنها الحفاظ على دفاعها الصاروخي لمدة 10 أو 12 يوماً إضافياً إذا حافظت إيران على وتيرة ثابتة من الهجمات، وفقاً لما ذكره شخص مطلع على تقييمات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية. وأضاف أنه في وقت لاحق من هذا الأسبوع، قد لا تتمكن أنظمة إسرائيل إلا من اعتراض نسبة أصغر من الصواريخ بسبب الحاجة إلى ترشيد الذخائر الدفاعية. وقال المصدر المطلع الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسألة حساسة، إن إسرائيل ستحتاج إلى اختيار ما تريد اعتراضه. وأشار تال إنبار، خبير الصواريخ الإسرائيلي التابع لتحالف مناصرة الدفاع الصاروخي في فرجينيا، إلى أنه في عام 2014 سعت إسرائيل إلى وقف إطلاق النار مع حركة "حماس" قبل أيام من نفاد صواريخ الاعتراض للدفاع الجوي. وذكر إنبار، أن مستوى مخزونات الصواريخ الاعتراضية موضوع "حساس للغاية" في إسرائيل، لكنه "قد يكون عاملاً في وقف إطلاق النار" هذه المرة أيضاً. وتستخدم إسرائيل نظام دفاع جوي متعدد الطبقات، يتكون من "القبة الحديدية"، التي تعترض الصواريخ منخفضة الارتفاع، ومنظومتي "مقلاع داود"، و"السهم"، ومنظومتي الدفاع الصاروخي Patriot، وTHAAD اللتين يتم تسليمهما من الولايات المتحدة. وقال إنبار، إن إحدى المشكلات التي تواجه إسرائيل هي اعتمادها بشكل كبير على نظام باهظ الثمن نسبياً، والذي يطلق صواريخ تبلغ تكلفة الصاروخ الواحد 3 ملايين دولار، لمواجهة الهجمات من إيران. وأضاف أنه في حين أن صواريخ "القبة الحديدية" الاعتراضية غير المكلفة والمنتجة بكميات كبيرة مفيدة ضد الصواريخ البدائية التي تطلقها "حماس"، فإن "القبة الحديدية" غير فعالة ضد صواريخ إيران، لافتاً إلى أن الأمر أشبه بإطلاق مسدس عيار 9 ملم على الصواريخ الإيرانية الثقيلة التي تنطلق عبر الغلاف الجوي الخارجي بسرعة تفوق سرعة الصوت بعدة مرات. وأوضح تسوكرمان، أنه لا تقتصر قدرة إسرائيل على تحمل حرب صاروخية مطولة على عدد صواريخ الاعتراض من طراز "القبة الحديدية"، أو "مقلاع داود"، أو Arrow المخزنة لديها فحسب، بل هي تفاعل ديناميكي بين الإنتاج المحلي، والابتكار الفوري، وإعادة الإمداد من الخارج. وبنت شركات إسرائيلية مثل Rafael، وIMI Systems قاعدة صناعية دفاعية متكاملة للغاية مع سلاسل توريد معيارية، ما يسمح بالتكيف السريع خلال أوقات الحرب العصيبة، وذلك وفقاً لخبيرة الشؤون الأمنية الأميركية. وأضافت أنه مع ذلك، فإن الصراعات شديدة الحدة، مثل حرب صاروخية شاملة مع إيران، قد تستنزف مخزونات الصواريخ الاعتراضية الحالية في غضون 7-10 أيام عند ذروة الاستخدام، خاصة إذا تزامنت ضربات إيران من جبهات متعددة، بما في ذلك لبنان، وسوريا، والعراق. الدعم الأميركي قال الجيش الإسرائيلي، إن وزارة الأمن تواصل تنفيذ جسريها الجوي والبحري لنقل المعدات العسكرية والذخائر إلى إسرائيل. وهبطت ظهر الخميس، طائرات شحن عسكرية في إسرائيل، محملة بمعدات لصالح منظومة الأمن، وذلك في إطار تعزيز الاستمرارية التشغيلية، وتلبية جميع احتياجات الجيش الإسرائيلي، سواء لتحقيق أهداف الحرب أو لتعزيز الجاهزية واستكمال المخزونات. ومنذ بدء الحرب على إيران، وصلت إلى إسرائيل 14 طائرة شحن عسكرية جديدة، لتنضم إلى أكثر من 800 طائرة هبطت في البلاد ضمن الجسر الجوي الذي تديره وزارة الأمن منذ اندلاع حربها على قطاع غزة في7 أكتوبر 2023. وتُعد عملية النقل الواسعة النطاق ثمرة تعاون مشترك بين مديرية المشتريات الدفاعية (مانهار)، من خلال وحدة التنسيق للنقل الأمني الدولي، وبعثات المشتريات في الولايات المتحدة وألمانيا، إلى جانب شعبة التخطيط وبناء القوة في الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو. وفي هذا الصدد، أكدت تسوكرمان، أن إسرائيل لا تخوض الحروب بمعزل عن غيرها، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تحتفظ بمخزون ذخيرة احتياطي حربي داخل إسرائيل، والذي يشمل ذخائر دقيقة التوجيه، وقذائف مدفعية، ومكونات دفاع صاروخي محتملة. وبالإضافة إلى ذلك، وافق الكونجرس الأميركي على عمليات تجديد طارئة في غضون أيام من اندلاع الحرب، كما حدث خلال النزاعات السابقة مع غزة ولبنان. وفي حرب كبرى مع إيران، يمكن أن يتوقع بشكل معقول أن تبدأ عمليات النقل الجوي اللوجستي الأميركي في غضون 48-72 ساعة، ما لم تكن هناك عوائق سياسية، وذلك وفقاً لتسوكرمان. وأضافت أنه من المرجح أن تُسرع الإدارة الأميركية، وتُقدم دعماً استخباراتياً إضافياً، بما في ذلك تتبّع منصات الإطلاق المتحركة عبر الأقمار الصناعية. وأشارت الخبيرة الأمنية الأميركية إلى أن الجاهزية المستدامة غير مضمونة، مؤكدة أن قدرة إسرائيل على التحمّل طويل الأمد في مثل هذا الصراع لا تعتمد فقط على العتاد، بل أيضاً على المرونة البشرية، والقيادة والسيطرة تحت الضغط، والقدرة على توسيع الإنتاج دون تعريض المواقع الصناعية لضربات إيرانية أو "حزب الله". وأكدت أنه لا تأتي نقطة "الانهيار الفعلية" إلا إذا امتدت الحرب لأكثر من 21 يوماً، مع هجمات متزامنة على منشآت الإنتاج أو المراكز اللوجستية، خاصة إذا تمكن "حزب الله" من ضرب المصانع أو شرايين النقل داخل إسرائيل. فيما أشار الضابط السابق في القوات الجوية البريطانية أندرو فوكس، إلى أن إسرائيل من المفترض أن تتمكن من الاعتماد على إعادة الإمداد الأميركية للصواريخ الاعتراضية والذخائر الهجومية. وذكرت التقديرات الأولية، أن إسرائيل لديها ما يكفي من الصواريخ الاعتراضية لمدة 10-14 يوماً، لكن هذا التقدير سيطول مع انخفاض الهجمات الإيرانية، وفقاً للضابط السابق في القوات الجوية البريطانية "فوكس". ولفت الخبير البريطاني، إلى أن معدل إنتاج الصواريخ الإيراني الشهري حوالي 50 صاروخاً، وفي ظل كثافة الحرب، يُعد هذا الرقم "مثيراً للسخرية"، مضيفاً أن الدعم الأميركي يمنح إسرائيل ميزة لوجستية لا تُضاهى. فيما أوضح "بايمن" أن المخزون الإسرائيلي يعتمد على معدل إطلاق النار من إيران، ولكن من المرجح أن تحتاج إسرائيل إلى المزيد من الصواريخ الاعتراضية. من جهته، يرى مدير "بورنهام جلوبال"، وهي شركة توفر حلولاً أمنية، ومدير شركة "فاليندابا فينتشرز" الاستشارية، جون سيكو، أن إسرائيل من غير المرجح أن تعاني بشكل كبير من نقص المخزونات، ربما باستثناء بعض الذخائر المتخصصة. وقال في تصريحات لـ"الشرق" إن إسرائيل في وضع أفضل بكثير من إيران، لافتاً إلى أن استمرار الحرب لأمد طويل يعتمد على قرار الولايات المتحدة بالتدخل في الحرب، واستخدام قنابل خارقة للتحصينات على المنشآت النووية. وأضاف أنه إذا لم تتدخل الولايات المتحدة بالحرب، فلن تُظهر إسرائيل أي علامات على التهدئة حتى يتم "تنصيب نظام صديق لها" في طهران، وأشار إلى أنه بسبب سيطرة إسرائيل على الأجواء، تستطيع الاستمرار في قصف إيران طالما أرادت. عاملان يصنعان الفارق بعيداً عن التدخل الأميركي الذي قد يغير قواعد اللعبة، ويشكل مصير البرنامج النووي الإيراني، فإن عاملين سيساعدان في تحديد طول الحرب بين إسرائيل وإيران: احتياطي إسرائيل من الصواريخ الاعتراضية، ومخزون إيران من الصواريخ متوسطة المدى. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه منذ بدأت إيران بالرد على النيران الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، اعترض نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الرائد في العالم معظم الصواريخ الباليستية الإيرانية القادمة، ما أعطى القوات الجوية الإسرائيلية المزيد من الوقت لضرب إيران دون تكبد خسائر كبيرة في الداخل. الآن، ومع استمرار الحرب، تُطلق إسرائيل صواريخ اعتراضية أسرع من قدرتها على إنتاجها، وأثار ذلك تساؤلات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن ما إذا كانت صواريخ الدفاع الجوي في البلاد ستُستنفد قبل أن تستنفد إيران ترسانتها الباليستية، وفقاً لـ8 مسؤولين حاليين، وسابقين. وفقاً للمسؤولين، اضطر الجيش الإسرائيلي بالفعل إلى ترشيد استخدامه للصواريخ الاعتراضية، ويعطي أولوية أكبر للدفاع عن المناطق المكتظة بالسكان والبنية التحتية الاستراتيجية، وتحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم ليتمكنوا من التحدث بحرية أكبر. وقال العميد ران كوخاف، الذي قاد منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية حتى عام 2021 ولا يزال يخدم في الاحتياط العسكري، إن الصواريخ الاعتراضية "عددها محدود"، مضيفاً أنه إذا كان من المفترض أن يصيب صاروخ مصافي التكرير في حيفا، فمن الواضح أن اعتراضه أهم من اعتراض صاروخٍ سيصيب صحراء النقب، وذكر أن الحفاظ على أنظمة الاعتراض الإسرائيلية "يُمثل تحدياً". وتعترض منظومة Arrow الصواريخ بعيدة المدى على ارتفاعات أعلى، وتعترض منظومة "مقلاع داود" الصواريخ على ارتفاعات أقل، في حين تعترض منظومة "القبة الحديدية" الصواريخ قصيرة المدى، التي تطلق عادة من غزة، أو شظايا الصواريخ التي اعترضتها بالفعل أنظمة دفاع أخرى. ويرى بعض الإسرائيليين، أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب قبل أن تُختبر دفاعات إسرائيل بشدة، ويثق آخرون بقدرة إسرائيل على حل المشكلة بتدمير معظم منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، ومنع الجيش الإيراني من استخدام المخزونات التي لا تزال لديه. وقال آساف كوهين، القائد الإسرائيلي السابق الذي قاد قسم إيران في مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إن القضية الحقيقية تكمن في عدد منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، وليس في عدد الصواريخ. وأضاف كوهين، أنه كلما زاد عدد الصواريخ المُصابة، زادت صعوبة إطلاقها للوابل، وإذا أدركت إيران أن لديها مشكلة في قدرة الإطلاق، فستلجأ إلى إطلاق صاروخ أو صاروخين بين الحين والآخر، مُوجهين إلى منطقتين مختلفتين في آن واحد.


أرقام
منذ 2 ساعات
- أرقام
زيلينسكي: دفاع روسيا عن إيران يظهر ضرورة تشديد العقوبات
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن دفاع روسيا عن السلطات الإيرانية يؤكد ضرورة تشديد العقوبات ضد موسكو. وأضاف زيلينسكي أن نشر روسيا لطائرات مسيرة من طراز شاهد التي صممتها إيران وذخائر من كوريا الشمالية دليل على أن حلفاء كييف لا يمارسون ضغوطا كافية على موسكو. وتابع قائلا "والآن تحاول روسيا إنقاذ البرنامج النووي الإيراني... عندما يفقد أحد المتواطئين معهم القدرة على تصدير أدوات الحرب، تضعف روسيا وتحاول التدخل. هذا يثبت مجددا أنه لا يمكن السماح للأنظمة العدوانية بالاتحاد وإقامة شراكة". وقال إنه عندما تستخدم روسيا أسلحة من طهران وبيونجيانج "فهذه علامة واضحة على أن التضامن العالمي والضغط العالمي ليسا قويين بما فيه الكفاية". ووقعت روسيا شراكة استراتيجية مع إيران هذا العام. ونددت موسكو بالضربات الإسرائيلية ضد إيران وعرضت الوساطة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو تحث واشنطن على الامتناع عن التدخل المباشر. وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إن الصراع بين إسرائيل وإيران كشف النفاق الروسي إذ تدافع موسكو عن برنامج إيران النووي وتندد بالضربات على طهران بينما تهاجم أوكرانيا "بلا رحمة".