
رونق والسقف العالي
بل كنا نقول إنه بعد الاستقلال ما بقي للجزائريين من فرح يجمعهم سوى انتصارات الكرة، عندما يتمكّن لاعبو المنتخب الوطني من الانتصارات، فتُشدّ لها المواكب ويُطلق لها البارود، وتتحفها النساء بالزغاريد.
هذه التساؤلات والانتقادات، وبعضها في محله، ردّت عليها منطقة سوق أهراس، عندما حوّلت تتويج ابنة المنطقة رونق بالمركز الأول وطنيًّا، في امتحان البكالوريا، وبمعدّل لم يحدث من قبل، وقد لا يُحطّم في السنوات القادمة، بعد أن بلغ 19.70 من عشرين.
أهل المنطقة رفعوا السقف إلى علوّ سيُتعب الولاية التي سيحصل أحدُ مرشحيها على المركز الأول وطنيًّا في النسخة القادمة لدورة جوان 2026، لأن إقامة موكب احتفالي تشارك فيه السلطات وعامة الشعب احتفالا بتفوُّق شابة علميًّا وانتزاعها المرتبة الأولى، هو سابقة، لا اختلاف في رقيّها، وقد تؤسِّس لتقليد جديد، يخرجنا من 'سجن' أفراح اللعب، إلى حرية أفراح الجدّ.
الجميل في حكاية رونق ابنة بلدية 'تاورة' بسوق أهراس، هو أن هذه الاحتفالات كانت في الأساس تلقائية، تجلّت أوَّلا في تزيين صورها ومعدّلها ونقاطها لعشرات الآلاف من الصَّفحات الإلكترونية، مع إبداء الكثير من المواطنين نيَّتهم في تكريمها كل حسب مقدرته، فزحفت الفرحة نحو مقرّات المجتمع المدني ومسؤولي بلديتها وولايتها، ليجري الاتفاق على موكب فرح شعبي، ينحت الذكرى في قلب رونق، وكل سكان ولاية رونق، ويُشعل لهيب المنافسة في السنوات القادمة من أجل انتزاع المرتبة الأولى وطنيا في امتحان البكالوريا وهو أشرف تنافس يمكن أن نراه على وجه الأرض.
كل الجزائريين من دون استثناء ومن كل الأعمار والفئات يعرفون رياض محرز، ويتابعون أخباره، وكلهم الآن يعرفون رونق وسيتابعون أخبارها، وهذا أمرٌ رائع سيمنحنا مزيدا من البهجة في المواسم الدراسية القادمة.
كنا نقول دائما إنَّ اجتماع الناس واحتفالهم بانتصار فريق الكرة وحملهم للعلم وترديدهم لقسمًا، هو أمرٌ جميل، ونراه أجمل الآن حول انتصار علمي تربوي، حققته تلميذة عصرت سنوات تعلمها كدّا وتعبا لنيل معدل استثنائي، فما بالك لو واصلت وتألقت عالميا، وما بالك لو حقق عالمٌ جزائري جائزة نوبل في الآداب أو العلوم.
لقد حاربت الجزائر فرنسا فكريًّا، بجمعية العلماء المسلمين، وهي تحارب حاليا التبعية الغذائية والمائية والعلمية، بعلم الزراعة وعلم تحلية مياه البحر، والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الطاقات المتجددة، وطبعا برونق وأخواتها… وإخوتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


إيطاليا تلغراف
منذ 17 ساعات
- إيطاليا تلغراف
الطريق إلى المرمى: حين تعبر كرة القدم بوابة الأدب
إيطاليا تلغراف أسيد الحوتري روائي وناقد أردني تُعد كرة القدم أكثر من مجرد رياضة في عالمنا المعاصر؛ إنها طقس عالمي يحتفل به الفقراء والأغنياء على حدٍ سواء، وتُحاكي نبض الشعوب وتاريخها وآمالها المعلّقة على شباك ذلك المستطيل الأخضر. لا عجب أن تُلقّب بـ»الساحرة المستديرة»، فهي تملك قدرة خارقة على توحيد الجماهير، وإثارة الدموع والضحكات، وتقليب المزاجات الجماعية بلحظة هدف أو صافرة حكم. ومع ذلك، بقيت هذه اللعبة الشعبية التي يتابعها حسب الإحصاءات أكثر من 4 مليار إنسان في العالم مهمشة في الحقل الأدبي، إلا ما ندر، وكأن النُخَب قررت أن تضع بين الرياضة والأدب فيافي وقفار من الصمت أو التعالي. من هذا الصمت يخرج صوت مختلف. الكاتب الأردني هارون عبد اللطيف الصبيحي، وهو لاعب سابق في فريق نادي السلط الأردني، يتقدّم إلى منطقة سردية غير مطروقة، ويضع بين أيدينا مجموعة قصصية غير اعتيادية، عنوانها: «الطريق إلى المرمى». مجموعة لا تُحاول أن تسرد قصصاً عن كرة القدم فحسب، بل تجعل من الكرة وسيلة لكشف أغوار الحياة، وتجعل من الملعب استعارة للوجود، ومن المباراة صراعاً وجودياً يُشبه ما نخوضه جميعاً في طرقنا اليومية نحو «مرامينا» المختلفة. تتألّف المجموعة من ثمانٍ وعشرين قصة قصيرة، تتوزع موضوعاتها بين الحلم الشخصي، والحنين، والانتماء، والخذلان، والحظ والانتصار، وحمى البطولة. تدور جميعها في فلك كرة القدم، لكنها لا تقع في فخ التقريرية أو التوثيق الرياضي؛ بل تبني عالماً أدبياً متخيلاً، تقوده العاطفة، وتتخلله شحنات درامية عميقة وفلسفية، تنتمي إلى الأدب أكثر من الرياضة، وتؤنسن اللعبة في أبهى صورها. في قصة «ركض مزدوج»، على سبيل المثال، لا يركض البطل نحو الكرة فحسب، بل يركض نحو خلاصه الداخلي، ونحو أمه التي كانت «تضع الغطاء خلسة على جسد أخيه المتجمد في الشتاء» في الملعب وفي لحظة حاسمة يتخيلها تناديه: «اركض يا فيكتور، تعال يا بُني أعانقك، يشعر أنها ستكون سعيدة في قبرها إذا نجح بتسجيل الهدف» (١١) ويحدث ذلك مع المدافع كيفين الذي كان يسابق فيكتور ليصل إلى الكرة ويبعدها عن المرمى، «ستصبح يا كيفين بطلا وطنياً، «الوطن أكثر أهمية بكثير من مليارات والدك» هذا المزج بين الرياضي والإنساني، بين المهارة والذاكرة، هو ما يجعل القصص تخرج عن سطح الملعب وتدخل عمق الإنسان. ولا تكتفي القصص بسرد التجارب، بل تقدم رؤى حقيقية عن الفوز، وأسراره. ففي قصة «القرار»، يكشف السارد، وهو لاعب وسط، عن فلسفة كاملة في اللعبة: «كرة القدم تلعب بالعقل وليس بالقدم» «وإذا كانت قرارات اللاعب سليمة داخل الملعب، سترتفع قيمته السوقية وشعبيته» (٢٥). ثم يعود ويضع يده على لبّ المسألة: «القرار يجب أن يتخذ بلحظة، التمرير، التسديد، المراوغة، كل ذلك يعتمد على الزمان والمكان» (٢٥). فالنجاح، إذا، ليس موهبة فقط، بل توقيتٌ، وانضباطٌ، ووعيٌ. في قصة أخرى، هي «مدرب المنتخب»، تتجلى أبعاد جديدة للفوز. يخاطب المدرب لاعبيه قائلاً: «سنقاتل بشجاعة… قتالنا رياضي لكنه لا يقلّ قيمة عن قتال الأبطال في ميدان المعركة» (٣٤). وهنا تتحول المباراة إلى ساحة معركة وكرامة، ويصبح الانتصار إنجازاً يتعدى النقاط والترتيب. لاحقا، يُعبّر النص عن أهمية الدعم النفسي والعاطفي حين يشحن المدرب لاعبيه بأغنيات وطنية، وبنداءات حماسية تُحاكي المارشات العسكرية، ليصير الفريق «قلب رجل واحد جاهز بدنيا وذهنيا» (٣٤). ومع كل قصة، تنفتح لنا نافذة على ملعب آخر. «تسلل» ليست فقط عن مصيدة التسلل الكروية، بل وعن تسلل الأعداء لبث الفتن بين الجماهير «نصيب» ليست فقط عن لاعب يسجّل هدفًا قاتلًا، بل عن مشجع فقير يربح جائزة يانصيب في اللحظة ذاتها التي يخسر فيها فريقه البطولة بهدف يسجله لاعب اسمه عامر نصيب «اعتراف» هي مرافعة لاعب شهير يعترف بأنه «لم يكن عبقريا بل محظوظا»، وأن «الهدف الذي صنع له المجد ارتطم بساقه دون أن يقصد» (٤٥). تضم المجموعة قصة تستشرف مستقبل كرة القدم «كرة الغضب» وقصة تتحدث عن استخدام الذكاء الاصطناعي في المباريات! وتقدم قصة «كرة في القلب» تفصيلات تتناول هذا اللعبة الشعبية من مختلف الزوايا، بينما تطرح القصة الأخيرة في المجموعة «البديل» سؤالا صعباً جداً ومهماً : ماذا لو كانت كرة القدم غير موجودة أبداً وبكل العالم؟ يتميز أسلوب هارون الصبيحي بلغة انسيابية، مشحونة بالعاطفة، ذات إيقاع سردي مشوّق، يجمع بين البساطة والرمزية والفلسفة. مفرداته قريبة من وجدان القارئ، لكنها مشحونة بشفرات تأويلية عميقة، خاصة حين يستخدم الصور الحسية والمجازات التي تستعير من قلب اللعبة لتقول شيئاً أكبر من اللعبة ذاتها. ختاماً، يمكن القول إن «الطريق إلى المرمى» ليست مجموعة عن كرة القدم فحسب، بل عن الحياة كما نعيشها على شكل مباراة في ملعب كبير: نخسر، نركض، نحتج، نفرح، نُصاب، ثم نعود للركض من جديد. وما كتبه هارون الصبيحي ليس مجرد مجموعة قصصية، بل هو مغامرة أدبية جريئة تُعيد لكرة القدم مكانتها الثقافية، وتثبت أن الأدب لا يجب أن يبقى حبيس البرج العاجي، بل عليه أن ينزل إلى المدرجات، ويسمع هتاف الجماهير.


الشروق
منذ 2 أيام
- الشروق
'الجزائر بلد كبير والتلاعب بمشاعر الشعب غير مقبول'
انضم الدولي الجزائري ونجم الأهلي السعودي رياض محرز، لقائمة المتهجمين على مزدوجي الجنسية الذين يترددون في حمل قميص المنتخب الوطني الجزائري، مشددا على ضرورة الحسم مسبقا في الاختيار وعدم التلاعب بمشاعر الملايين مم المتتبعين. وتحدث محرز في حوار خص به أحد المنصات على 'اليوتوب'، عن ابرز المواهب الجزائرية الشابة، فأشار إلى ريان وهو ما جعل الصحفي يخصص الاسم لشرقي المنظم حديثا إلى مانشستر سيتي، قبل أن يقاطعه رياض محرز، بالإشارة على ريان ايت نوري، متجاهلا ريان شرقي من المواهب الشابة، وهو ما وضح بطريقة غير مباشرة مدى غضب محرز من اختيار ريان شرقي الدولي، وتفضيله المنتخب الفرنسي على المنتخب الجزائري. وفتح نجم الأهلي السعودي موضوع الاختيار الدولي، بالتشديد على الحسم في المنتخب الذي يمثله مسبقا، وعدم التلاعب بمشاعر الملايين من عشاق الجزائر، معتبرا التردد بمثابة أمر غير مقبول تماما، ولا يليق بقيمة بلد بحجم الجزائر، الذي يعتبر أكبر من أن يتعرض للمساومة، أو اللعب على أوتار المناصرين، الذين يتنفسون كرة القدم في الجزائر، مؤكدا على ضرورة اتخاذ القرار في صمت، وجعل الجزائر في المرتبة الثانية. انفعال محرز من هذا الموضوع، لم يمنعه من الإشادة بأسماء وطنية في صورة ريان ايت نوري، الذي اعتبره أحد أبرز المواهب الشابة في الجزائر، مؤكدا على أن انتقاله إلى مانشستر سيتي سيكون نقلة كبيرة في مشواره الكروي، وقيادة الجيل الجديد للخضر، متجاهلا ريان شرقي من قائمة أبرز المواهب التي تألقت في الفترة الأخيرة. وعاد رياض لأبرز الأسماء المهارية على المستوى العالمي، أين اعتبر نايمار أفضل مهاري ومراوغ في العالم، مشيدا بكل مايفعله، ومبديا إعجابه بالطريقة التي يراوغ بها والسرعة التي يتميز بها مقارنة بلاعبين آخرين، كما ذكر النجم الفرانكو-تونسي حاتم بن عرفة، مشيدا بإمكانياته الكبيرة، وواضعا إياه من بين الأمهر مباشرة خلف النجم البرازيلي نايمار، مع اختزال المقارنة بينه وبين الثنائي، معتبرا أن سر تفوقهم عليه هي السرعة التي تزيد من الجودة والبراعة في التنفيذ. و في الأخير، لم ينس رياض محرز زميله السابق في المنتخب الوطني الجزائري ياسين براهيمي من قائمة المهاريين، حيث استعاد الأيام الأولى له مع المنتخب الوطني وانبهاره بما شاهده من ياسين براهيمي، في تدريبات الفريق، من مهارة وقدرة على التحكم في الكرة، ما أغلق الأبواب أمام الأشخاص الذين أرادوا الاصطياد في المياه العكرة، والحديث عن وجود خلافات بين الثنائي داخل المنتخب الوطني الجزائري.


الشروق
منذ 3 أيام
- الشروق
كرة القدم المحترفة الجزائرية تنضم إلى الجمعية العالمية للرابطات
أصبحت رابطة كرة القدم المحترفة الجزائرية عضوا رسميا في الجمعية العالمية للرابطات (WLA)، ما يشكل مرحلة جديدة في جهودها لتطوير واحتراف كرة القدم في الجزائر، بحسب ما أعلنته الرابطة على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت. وقد تم توقيع اتفاقية الانضمام يوم الخميس 24 جويلية 2025 في لندن، بمقر الدوري الإنجليزي الممتاز، من قبل محمد الأمين مسلوق، رئيس رابطة كرة القدم المحترفة، وريتشارد ماسترز، رئيس الجمعية العالمية للرابطات. وأوضح نفس المصدر أن الجمعية العالمية للرابطات تعد الهيئة العالمية للرابطات الوطنية لكرة القدم المحترفة. وقد تأسست سنة 2017، وتضم 45 عضوا. وتتمثل مهمتها في تعزيز التعاون بين الرابطات الوطنية، كما تمثل مصالح أعضائها أمام الهيئات الدولية السياسية والرياضية. ومن خلال انضمامها إلى الجمعية، ستتمكن الرابطة من الانخراط في شبكة دولية تضم 45 رابطة محترفة، ما يتيح لها تبادل الخبرات مع باقي الرابطات ومشاركة أفضل الممارسات، والاستفادة من الخبرات والمعارف التي توفرها الجمعية العالمية للرابطات، يضيف بيان رابطة كرة القدم المحترفة. كما شكلت مراسم التوقيع، حسب نفس المصدر، فرصة للرابطة لعرض أحدث إنجازاتها في مجال احتراف كرة القدم الجزائرية، حيث نظمت جلسة عمل خاصة مع جيروم بيرلموتر، الأمين العام للجمعية، لتقييم نقاط القوة الحالية للرابطة وتحديد مجالات التعاون والعمل المستقبلية. وقال محمد الأمين مسلوق، رئيس الرابطة بهذه المناسبة: 'يشرفنا ويسعدنا انضمام رابطة كرة القدم المحترفة إلى الجمعية العالمية للرابطات. ونتطلع إلى التعاون الوثيق مع الجمعية وأعضائها من أجل تعزيز كرة القدم المحترفة في الجزائر والمساهمة في تطويرها على الصعيدين الوطني والدولي '. ومن جهته، صرح ريتشارد ماسترز، رئيس الجمعية خلال حفل التوقيع: 'يسرنا أن نرحب بانضمام رابطة كرة القدم المحترفة الجزائرية إلى الجمعية العالمية للرابطات. نهنئ الرابطة ومسؤوليها على التقدم الملحوظ الذي أحرزوه في سبيل احتراف كرة القدم الجزائرية، ونحن على استعداد لدعمها في مشاريعها المستقبلية'.