logo
"فتاة النابالم"... من التقط الصورة الشهيرة؟

"فتاة النابالم"... من التقط الصورة الشهيرة؟

العربي الجديدمنذ 2 أيام

ستتوقف مسابقة "وورلد برس فوتو" العالمية للتصوير الصحافي عن ذكر اسم صاحب صورة "فتاة النابالم" الشهيرة التي كانت تُنسب إلى المصور الفيتنامي الأميركي في وكالة أسوشييتد برس نيك أوت، بعد شكوك أثارها فيلم وثائقي بشأن صحة نسبها إليه. وأشار القائمون على المسابقة في بيان، أول من أمس الجمعة، إلى أن الفيلم الوثائقي أثار "تأملاً عميقاً داخل مسابقة وورلد برس فوتو" التي أجرت تحقيقاً بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار بشأن نسب الصورة. ولفتوا إلى نشرهم "خلاصات وتقرير يفيد بأن المنظمة أوقفت على الفور نسب صورة فتاة النابالم (The Terror of War) إلى نيك أوت". وأوضحوا أن "تحليلاً أجرته وورلد برس فوتو أشار إلى أنه بناء على الموقع والمسافة والكاميرا المستخدمة في ذلك اليوم، ربما كان المصوران نغوين ثانه نغي أو هوين كونغ فوك في وضع أفضل لالتقاط الصورة مقارنة بنيك أوت". ونقل البيان عن المديرة التنفيذية للمسابقة جومانا الزين خوري قولها إنه "من المهم توضيح أن الصورة في حد ذاتها لا جدال فيها، وتمثل بلا شك لحظة تاريخية حقيقية لا تزال تتردد أصداؤها في فيتنام والولايات المتحدة وحول العالم". وأوضح بيان المسابقة أن الإجراء الأخير لا يمس بتاتاً بواقع منح جائزة "وورلد برس فوتو" للصورة المذكورة، إلا أن حقيقة نسبها تبقى معلقة "حتى يثبت العكس". وأضاف "هذه القضية تبقى مثار جدل، ومن الممكن ألا يتم التأكد بشكل كامل من هوية صاحب الصورة".
استحالت الصورة بالأبيض والأسود التي تظهر هذه الفتاة الفيتنامية مصابة بحروق بالغة وهي تركض عارية على طول الطريق، بعد قصف بالنابالم في ترانغ بانغ جنوبي البلاد سنة 1972، من أشهر الصور عالمياً، وساهمت في تغيير نظرة العالم إلى الحرب. ولا تزال رمزاً لأهوال هذا النزاع بعد أكثر من 50 عاماً على التقاطها. فاز المصور الفيتنامي الأميركي في وكالة "أسوشييتد برس" هوينه كونغ أوت، المعروف باسم نيك أوت، ب
جائزة "بوليتزر"
وجائزة "وورلد برس فوتو" عن هذه الصورة الأيقونية. ولا تزال "فتاة النابالم" كيم فوك فان تي التي حصلت على الجنسية الكندية تدلي بشهادات عن هذه الصورة.
كان أوت في الحادية والعشرين من عمره فقط عندما التُقطت الصورة التاريخية. في روايته السابقة للأحداث، أشار أوت إلى أن هذه الصورة "غيرت حياته"، وقال إنه بعد التقاطها وضع كاميرته جانباً، وقدّم للطفلة المياه، ثم سكب بعضه على حروقها. ووضعها مع آخرين في الفان التابع لـ"
أسوشييتد برس
"، وأقلهم إلى المستشفى. في المستشفى رفض الأطباء الاعتناء بها، واعتبروا أن حروقها بالغة جداً ومن الصعب إنقاذ حياتها، فعرض أوت بطاقته الصحافية غاضباً. وقال لهم إن صورها ستنشر في اليوم التالي في العالم كله، مرفقة بتوضيح حول رفض المستشفى مساعدتها. واعترف أوت، في إحدى المرات لمراسل "أسوشييتد برس"، بأنه "بكى عندما رآها تركض"، وأضاف: "لو لم أستطع مساعدتها، لو حدث أي شيء لها وتوفيت، أعتقد أنني كنت سأقتل نفسي بعدها".
لكن في يناير الماضي، عُرض فيلم وثائقي عنوانه "ذا سترينغر" (The Stringer) في مهرجان صندانس السينمائي الأميركي، وأثار عاصفةً من الجدل، إذ قدّم معطيات تفيد بأن مصوّر اللقطة الشهيرة لم يكن الأميركي نيك أوت، بل هو فيتنامي مغمور اسمه نغوين ثانه نغي، تقاضى 20 دولاراً أميركياً مقابل التخلي عن الصورة.
من جهتها، أطلقت "أسوشييتد برس" تحقيقاً حول ملكية الصورة قبل وقتٍ قصير من عرض الفيلم في يناير، لكن صدور التقرير النهائي تأخّر حتى 6 مايو/أيار الحالي. وعلى امتداد 97 صفحة، لخّص موظفو "أسوشييتد برس" المعلومات والنتائج التي جمعوها طوال العام الماضي حول المزاعم بأن أوت لم يكن مَن التقط الصورة التي عنونت رسمياً باسم "رعب الحرب". وخلصت "أسوشييتد برس" إلى أن نيك أوت يستحق الاحتفاظ بنسب الفضل إليه في التقاط الصورة، في ظلّ عدم وجود أدلة قاطعة تدحض ذلك.
وقالت المتحدثة باسم الوكالة، لورين إيستون، في بيان حينها: "يُظهر التحليل البصري الشامل الذي أجرته وكالة أسوشييتد برس، والمقابلات مع الشهود، وفحص جميع الصور المتاحة الملتقطة في 8 يونيو/ حزيران 1972، أنه من الممكن أن يكون أوت هو من التقط هذه الصورة. لا يُثبت أيٌّ من هذه المواد أن أي شخص آخر هو من فعل ذلك". أضافت: "لقد أثار تحقيقنا أسئلةً جوهرية، مُبينة في التقرير، وقد لا نتمكن أبداً من الإجابة عنها. لقد مرّ خمسون عاماً، ولقي العديد من الأشخاص المعنيين حتفهم، والتكنولوجيا محدودة". من جهته، أعرب نيك أوت عن "رضاه" بالنتيجة التي خلص إليها تقرير "أسوشييتد برس"، وقال في بيانٍ: "كان هذا الأمر برمته صعباً للغاية بالنسبة لي، وسبّب لي ألماً بالغاً. أنا سعيدٌ بتصحيح الأمور".
وبنى فيلم "ذا سترينغر" الذي أخرجه باو نغوين على تحقيق بدأه مصور الحرب غاري نايت حول شائعة واسعة الانتشار في أوساط المصورين الصحافيين، تفيد بأن نيك أوت لم يكن من التقط الصورة الشهيرة. وهي شكوك عزّزها محرر الصور في مكتب "أسوشييتد برس" في فيتنام آنذاك كارل روبنسون الذي اعترف له بأنه نسب الصورة إلى أوت، امتثالاً لأوامر رئيس قسم التصوير، هورست فاس. واستعان معدّو الوثائقي بصحافية فيتنامية أطلقت عبر "فيسبوك" نداء للبحث، ونجحت في الوصول إلى المصور الفيتنامي نغوين ثانه نغي الذي قال إنه المصور الحقيقي للقطة الشهيرة. كذلك، اعتمد صانعو العمل على تحليل جنائي للتسلسل الزمني للصور الفوتوغرافية أجرته وكالة التحقيق الفرنسية غير الربحية "إندكس". وخلصت إلى أنه بينما كان أوت في موقع الحادث ويلتقط الصور في ذلك اليوم، لم يكن من الممكن أن يكون في الموقع الصحيح لالتقاط تلك الصورة تحديداً.
واعتبرت جاني نغوين، ابنة المصور، في بيانٍ أنّ "قصة ذا سترينغر ليست حول وكالة أسوشييتد برس. هذه القصة تدور حول والدي، نغوين ثان نغي. نريد أن يعرف الجميع اسمه في فيتنام". مع ذلك، أكدت الوكالة الأميركية في تقريرها أن "التحليل المفصل الذي أجراه محققو وكالة أسوشييتد برس، والمقابلات مع الشهود المتبقين، والروايات التاريخية المكتوبة للشهود الرئيسيين الذين لقوا حتفهم، تُلزم الوكالة باستنتاج أنه لا يوجد أساس يُزعزع ثقة نيك أوت في الصورة الشهيرة".
إعلام وحريات
التحديثات الحية
لقطات فاطمة حسونة في مخيم برج البراجنة: الحكاية بالصورة والدم
تفرّغ فريق من صحافيي "أسوشييتد برس"، منذ يناير الماضي، لتحليل لقطات وصور إضافية من هجوم النابالم، بما في ذلك مواد غير منشورة في السابق، وأجروا مقابلات مع أوت وصحافيين أميركيين آخرين، إضافةً إلى أحد أقارب كيم فوك الذين فروا خلال الهجوم. كذلك، فحص الفريق أكثر من 12 كاميرا استعملت في توثيق حرب فيتنام، وراجع جميع الصور التي التقطها مصورو "أسوشييتد برس" في اليوم نفسه الذي التقطت فيه صورة "فتاة النابالم". كما لفتت الوكالة إلى أنها حاولت مقابلة نايت وروبنسون، لكنهما رفضا المشاركة.
وعلّق منتجو فيلم "ذا سترينغر" في بيانٍ صادر على نتائج تحقيق الوكالة الإخبارية الأميركية بالقول: "يسرّنا أن تُقرّ وكالة أسوشييتد برس بأنّ الأسئلة التي أثارها الفيلم الوثائقي حول مصدر الصورة الشهيرة، التي تُعرف غالباً باسم فتاة النابالم أو رعب الحرب، مشروعةٌ وجديرةٌ بالبحث، ونُشيد بالجدية التي تعاملوا بها مع تحقيقهم". أضافوا: "نفخر بكوننا أول من بحث في هذه القضية باستخدام تقنيات استخبارات مفتوحة المصدر وتقنيات التحقيق الجنائي، ونتطلع إلى أن تتاح للجميع فرصة الاطلاع على عملنا في ذا سترينغر".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سندريلا الصين
سندريلا الصين

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

سندريلا الصين

أكثر ما يشدّ الناس في الحكايات حكاية قديمة قدم البشرية، وأشهر صيغها تلك التي عرفناها باسم حكاية "سندريلا". لا أعرف إن كانت شعبيتها أتت من الأمل الذي تبثّه في قلوب الفقراء والمظلومين في أن تواتيهم رياح الحظ مثلها فتغيّر أقدارهم، أو من الفرح بانتصار العدالة "المحتوم" في النهاية على الأشرار كما في نصر سندريلا على زوجة أبيها وأختيها. لكن الثابت أنّ جوهر هذه الحكاية يسلب لبّ الناس في كلّ مكان وزمان، فترسخ عميقاً في النفوس تلك الأمثولة التي تنتهي بنصر للجميلة الفقيرة، يهبط عليها عن طريق المصادفة فينقلها إلى الغنى الذي تستحقه من خلال الزواج بالأمير الذي التقته مصادفة. حكاية سندريلا عابرة للبلدان والشعوب. ولكلّ بلد وزمن حكاية سندريلا خاصة به. مثلًا في مصر السبعينيات، كتب سمير عبد العظيم وأخرج هنري بركات الصيغة المصرية للحكاية في فيلم "أفواه وأرانب" بطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين. طبعاً كانت هناك قضايا ثانوية مطروحة في الفيلم كما في موضوع تحديد النسل، لكن الطاغي كان قصة "نعمت" الفقيرة التي استطاعت في النهاية بطيبتها، وإخلاصها لربّ عملها وعملها، الزواج بهذا الأخير، أي "الأمير" محمود ياسين. وعلى الرفّ نفسه، أُغرم المشاهدون بسعاد حسني وحسين فهمي في فيلم "خللي بالك من زوزو"، فأطلقوا، بعدها، على الممثلة التي قامت بدور ابنة راقصة وطالبة جامعية تحاول الخروج من ظروفها الاجتماعية بجهدها، وبمساعدة الحب الذي ألقى "الأمير" حسين فهمي في طريقها، لقب ... "سندريلا". الفيلم كان لا يزال يحمل، كما سابقه، بعض أحلام المرحلة الناصرية في المساواة الطبقية والعدالة الاجتماعية، لكنه في النهاية كان يروّج خلاصاً فردياً، وحكايةً استثنائية يحلم كلّ إنسان أن تَحدث له. حكاية سندريلا عابرة للبلدان والشعوب. ولكلّ بلد وزمن، حكاية سندريلا خاصة به والخلاص الفردي، كما في الحلم الأميركي، هو حكاية الرأسمالية بامتياز. خلاص لفرد بتوسّل قدراته الشخصية، مستعيناً كما في حكاية سندريلا بقدر من الحظ والمثابرة. لكن الثابت في جميع الصيغ التي قرأتها أو شاهدتها لهذه الحكاية، الإلحاح على فكرة الصبر والتحمّل والتجمّل بالأخلاق العالية والسعي الفردي. لا تحارب سندريلا ظلم زوجة أبيها ولا تنمّر أختيها عليها، ولا تخطّط لتحسين حياتها. كلّ ما تفعله هو الابتسام والطاعة والتحمّل بانتظار الفرج، وهو قد أتى في النهاية على فرس أبيض وحملها معه على أجنحة الحبّ إلى القصر من مرقدها فوق رماد المدفأة. يا لتفاهة الأمثولة. أو بالأحرى يا لخطورتها. راودتني تلك الأفكار وأنا أراجع كتاباً بدا لي بدايةً أنه لا يمتّ بصلة إلى ما كنت أتحدّث عنه هنا. كتاب، سيصدر قريباً، يروي في أحد فصوله قصة تشبه الحكايات، عن انتصار بلاد ضخمة، هي الصين، تكاد تكون قارة وحدها، على الفقر المدقع بعد نضال لما يقارب القرن من الزمن. لم يكن موضوع الكتاب عن ذلك، لكنه أتى على ذكر الموضوع مستعيناً بالأرقام. كنت أقرأ وشيء من الحذر والتشكيك يساورني حول الوقائع التي كان يسردها. فما رسخ في أذهاننا خصوصًا عن الصين أو الاتحاد السوفييتي أو أي صيغة غير رأسمالية للتحرّر كان نتيجة رواج بروباغندا مضادة من أعدائها الطبيعيين ومبالغة من أصحاب القصة في آن. لكن تعمّقي في الأرقام والوقائع التاريخية جعلني شيئاً فشيئاً أغادر التشكيك من دون أن أغادر الحذر. تقول الأرقام إنّ نصيب الفرد من الناتج المحلي الصيني في العام 2023 وصل إلى 12614 دولاراً أميركياً سنوياً بعد أن كان 82 دولاراً أميركياً فقط العام 1978. قرن فقط، استغرقته الصين لنهوض أمّة المليار والنصف، من البحث عن فتات القوت تحت خط الفقر المدقع، إلى السباحة في الفضاء والتفوق التكنولوجي والاكتفاء الذاتي والسيادة الحقيقية "أما مؤشر الفقر (يضيف الكاتب أدهم السيد) فما يجب أن نعرفه أولاً، أنه سنة 1978 كانت أكثرية الشعب الصيني تعيش في فقر مدقع، نتيجة لما يصفه الصينيون بـ"قرن الإذلال" الذي تعرّضت له البلاد بعد حرب الأفيون" التي شنتها بريطانيا والقوى العظمى منذ نهاية القرن التاسع عشر على الصين، وتعاظم نهب الامبراطوريات التي كانت مسيطرة على مقدرات البلاد ومواردها وابتلاء الصينيين بآفة الأفيون". يتابع الباحث أدهم السيد في كتابه "أفيون وحرير": "ففي تلك السنة (1978) كانت ما نسبته 88% من الصينيين تعيش في فقر مدقع، أي حوالي 721 مليون مواطن صيني، أما في العام 2021 فأُعلِنَ تحقيق هدف المئوية الأولى للحكومة الصينية، أي القضاء على الفقر المدقع في الصين". ويضيف الكاتب أن "الأمم المتحدة وصفت هذا الإنجاز بأنه "غير مسبوق في تاريخ البشرية". وقال الأمين العام السابق بان كي مون، إنّ ما حققته الصين في هذا المجال هو "أكبر مساهمة عالمية في مجال القضاء على الفقر المدقع". علينا فقط تخيّل الرقم: أكثر من 800 مليون إنسان تمّ تخليصهم من الفقر المدقع. هذا فعلاً إنجازٌ للبشرية. قد تكون هناك الكثير من الآثار الجانبية لهذه الحكاية كما سيقول من لا يحبون الصين ولا يرمقون صعودها بعين الرضى أو نحن أيضاً، وقد يسوق آخرون انتقادات كثيرة، قد تكون محقّة، لهذه التجربة، كما أنّه قد تكون هناك الكثير من المبالغات في تجميل القصة، ولو أني أعتقد أنّ الحقائق أكثر في هذه الحكاية. حكاية أجمل من زميلتها الغربية، لأنها ليست قصة نجاة فردية، بل جماعية، ليس عن طريق المصادفة، بل بطرق ووصفات واضحة وتجارب شاقة لها إيجابياتها كما لها سلبياتها، لكن نتائجها جلية. الصين اليوم تبدو بعيدة لمسافات ضوئية عن الصين التي كانت بداية القرن الماضي، أو نهاية القرن الذي قبله. تلك البلاد التي كانت أسيرة الأفيون والتشرذم والفقر الذي يفوق الوصف. قرن فقط استغرقته الصين لنهوض أمّة المليار والنصف، من البحث عن فتات القوت تحت خط الفقر المدقع، إلى السباحة في الفضاء والتفوّق التكنولوجي والاكتفاء الذاتي والسيادة الحقيقية. في هذه الحكاية المذهلة ما هو مفرح حقاً أنّ الصين بأسرها هي السندريلا.

"فتاة النابالم"... من التقط الصورة الشهيرة؟
"فتاة النابالم"... من التقط الصورة الشهيرة؟

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • العربي الجديد

"فتاة النابالم"... من التقط الصورة الشهيرة؟

ستتوقف مسابقة "وورلد برس فوتو" العالمية للتصوير الصحافي عن ذكر اسم صاحب صورة "فتاة النابالم" الشهيرة التي كانت تُنسب إلى المصور الفيتنامي الأميركي في وكالة أسوشييتد برس نيك أوت، بعد شكوك أثارها فيلم وثائقي بشأن صحة نسبها إليه. وأشار القائمون على المسابقة في بيان، أول من أمس الجمعة، إلى أن الفيلم الوثائقي أثار "تأملاً عميقاً داخل مسابقة وورلد برس فوتو" التي أجرت تحقيقاً بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار بشأن نسب الصورة. ولفتوا إلى نشرهم "خلاصات وتقرير يفيد بأن المنظمة أوقفت على الفور نسب صورة فتاة النابالم (The Terror of War) إلى نيك أوت". وأوضحوا أن "تحليلاً أجرته وورلد برس فوتو أشار إلى أنه بناء على الموقع والمسافة والكاميرا المستخدمة في ذلك اليوم، ربما كان المصوران نغوين ثانه نغي أو هوين كونغ فوك في وضع أفضل لالتقاط الصورة مقارنة بنيك أوت". ونقل البيان عن المديرة التنفيذية للمسابقة جومانا الزين خوري قولها إنه "من المهم توضيح أن الصورة في حد ذاتها لا جدال فيها، وتمثل بلا شك لحظة تاريخية حقيقية لا تزال تتردد أصداؤها في فيتنام والولايات المتحدة وحول العالم". وأوضح بيان المسابقة أن الإجراء الأخير لا يمس بتاتاً بواقع منح جائزة "وورلد برس فوتو" للصورة المذكورة، إلا أن حقيقة نسبها تبقى معلقة "حتى يثبت العكس". وأضاف "هذه القضية تبقى مثار جدل، ومن الممكن ألا يتم التأكد بشكل كامل من هوية صاحب الصورة". استحالت الصورة بالأبيض والأسود التي تظهر هذه الفتاة الفيتنامية مصابة بحروق بالغة وهي تركض عارية على طول الطريق، بعد قصف بالنابالم في ترانغ بانغ جنوبي البلاد سنة 1972، من أشهر الصور عالمياً، وساهمت في تغيير نظرة العالم إلى الحرب. ولا تزال رمزاً لأهوال هذا النزاع بعد أكثر من 50 عاماً على التقاطها. فاز المصور الفيتنامي الأميركي في وكالة "أسوشييتد برس" هوينه كونغ أوت، المعروف باسم نيك أوت، ب جائزة "بوليتزر" وجائزة "وورلد برس فوتو" عن هذه الصورة الأيقونية. ولا تزال "فتاة النابالم" كيم فوك فان تي التي حصلت على الجنسية الكندية تدلي بشهادات عن هذه الصورة. كان أوت في الحادية والعشرين من عمره فقط عندما التُقطت الصورة التاريخية. في روايته السابقة للأحداث، أشار أوت إلى أن هذه الصورة "غيرت حياته"، وقال إنه بعد التقاطها وضع كاميرته جانباً، وقدّم للطفلة المياه، ثم سكب بعضه على حروقها. ووضعها مع آخرين في الفان التابع لـ" أسوشييتد برس "، وأقلهم إلى المستشفى. في المستشفى رفض الأطباء الاعتناء بها، واعتبروا أن حروقها بالغة جداً ومن الصعب إنقاذ حياتها، فعرض أوت بطاقته الصحافية غاضباً. وقال لهم إن صورها ستنشر في اليوم التالي في العالم كله، مرفقة بتوضيح حول رفض المستشفى مساعدتها. واعترف أوت، في إحدى المرات لمراسل "أسوشييتد برس"، بأنه "بكى عندما رآها تركض"، وأضاف: "لو لم أستطع مساعدتها، لو حدث أي شيء لها وتوفيت، أعتقد أنني كنت سأقتل نفسي بعدها". لكن في يناير الماضي، عُرض فيلم وثائقي عنوانه "ذا سترينغر" (The Stringer) في مهرجان صندانس السينمائي الأميركي، وأثار عاصفةً من الجدل، إذ قدّم معطيات تفيد بأن مصوّر اللقطة الشهيرة لم يكن الأميركي نيك أوت، بل هو فيتنامي مغمور اسمه نغوين ثانه نغي، تقاضى 20 دولاراً أميركياً مقابل التخلي عن الصورة. من جهتها، أطلقت "أسوشييتد برس" تحقيقاً حول ملكية الصورة قبل وقتٍ قصير من عرض الفيلم في يناير، لكن صدور التقرير النهائي تأخّر حتى 6 مايو/أيار الحالي. وعلى امتداد 97 صفحة، لخّص موظفو "أسوشييتد برس" المعلومات والنتائج التي جمعوها طوال العام الماضي حول المزاعم بأن أوت لم يكن مَن التقط الصورة التي عنونت رسمياً باسم "رعب الحرب". وخلصت "أسوشييتد برس" إلى أن نيك أوت يستحق الاحتفاظ بنسب الفضل إليه في التقاط الصورة، في ظلّ عدم وجود أدلة قاطعة تدحض ذلك. وقالت المتحدثة باسم الوكالة، لورين إيستون، في بيان حينها: "يُظهر التحليل البصري الشامل الذي أجرته وكالة أسوشييتد برس، والمقابلات مع الشهود، وفحص جميع الصور المتاحة الملتقطة في 8 يونيو/ حزيران 1972، أنه من الممكن أن يكون أوت هو من التقط هذه الصورة. لا يُثبت أيٌّ من هذه المواد أن أي شخص آخر هو من فعل ذلك". أضافت: "لقد أثار تحقيقنا أسئلةً جوهرية، مُبينة في التقرير، وقد لا نتمكن أبداً من الإجابة عنها. لقد مرّ خمسون عاماً، ولقي العديد من الأشخاص المعنيين حتفهم، والتكنولوجيا محدودة". من جهته، أعرب نيك أوت عن "رضاه" بالنتيجة التي خلص إليها تقرير "أسوشييتد برس"، وقال في بيانٍ: "كان هذا الأمر برمته صعباً للغاية بالنسبة لي، وسبّب لي ألماً بالغاً. أنا سعيدٌ بتصحيح الأمور". وبنى فيلم "ذا سترينغر" الذي أخرجه باو نغوين على تحقيق بدأه مصور الحرب غاري نايت حول شائعة واسعة الانتشار في أوساط المصورين الصحافيين، تفيد بأن نيك أوت لم يكن من التقط الصورة الشهيرة. وهي شكوك عزّزها محرر الصور في مكتب "أسوشييتد برس" في فيتنام آنذاك كارل روبنسون الذي اعترف له بأنه نسب الصورة إلى أوت، امتثالاً لأوامر رئيس قسم التصوير، هورست فاس. واستعان معدّو الوثائقي بصحافية فيتنامية أطلقت عبر "فيسبوك" نداء للبحث، ونجحت في الوصول إلى المصور الفيتنامي نغوين ثانه نغي الذي قال إنه المصور الحقيقي للقطة الشهيرة. كذلك، اعتمد صانعو العمل على تحليل جنائي للتسلسل الزمني للصور الفوتوغرافية أجرته وكالة التحقيق الفرنسية غير الربحية "إندكس". وخلصت إلى أنه بينما كان أوت في موقع الحادث ويلتقط الصور في ذلك اليوم، لم يكن من الممكن أن يكون في الموقع الصحيح لالتقاط تلك الصورة تحديداً. واعتبرت جاني نغوين، ابنة المصور، في بيانٍ أنّ "قصة ذا سترينغر ليست حول وكالة أسوشييتد برس. هذه القصة تدور حول والدي، نغوين ثان نغي. نريد أن يعرف الجميع اسمه في فيتنام". مع ذلك، أكدت الوكالة الأميركية في تقريرها أن "التحليل المفصل الذي أجراه محققو وكالة أسوشييتد برس، والمقابلات مع الشهود المتبقين، والروايات التاريخية المكتوبة للشهود الرئيسيين الذين لقوا حتفهم، تُلزم الوكالة باستنتاج أنه لا يوجد أساس يُزعزع ثقة نيك أوت في الصورة الشهيرة". إعلام وحريات التحديثات الحية لقطات فاطمة حسونة في مخيم برج البراجنة: الحكاية بالصورة والدم تفرّغ فريق من صحافيي "أسوشييتد برس"، منذ يناير الماضي، لتحليل لقطات وصور إضافية من هجوم النابالم، بما في ذلك مواد غير منشورة في السابق، وأجروا مقابلات مع أوت وصحافيين أميركيين آخرين، إضافةً إلى أحد أقارب كيم فوك الذين فروا خلال الهجوم. كذلك، فحص الفريق أكثر من 12 كاميرا استعملت في توثيق حرب فيتنام، وراجع جميع الصور التي التقطها مصورو "أسوشييتد برس" في اليوم نفسه الذي التقطت فيه صورة "فتاة النابالم". كما لفتت الوكالة إلى أنها حاولت مقابلة نايت وروبنسون، لكنهما رفضا المشاركة. وعلّق منتجو فيلم "ذا سترينغر" في بيانٍ صادر على نتائج تحقيق الوكالة الإخبارية الأميركية بالقول: "يسرّنا أن تُقرّ وكالة أسوشييتد برس بأنّ الأسئلة التي أثارها الفيلم الوثائقي حول مصدر الصورة الشهيرة، التي تُعرف غالباً باسم فتاة النابالم أو رعب الحرب، مشروعةٌ وجديرةٌ بالبحث، ونُشيد بالجدية التي تعاملوا بها مع تحقيقهم". أضافوا: "نفخر بكوننا أول من بحث في هذه القضية باستخدام تقنيات استخبارات مفتوحة المصدر وتقنيات التحقيق الجنائي، ونتطلع إلى أن تتاح للجميع فرصة الاطلاع على عملنا في ذا سترينغر".

"أسوشييتد برس" تحسم الجدل حول هوية مصوّر "فتاة النابالم"
"أسوشييتد برس" تحسم الجدل حول هوية مصوّر "فتاة النابالم"

العربي الجديد

timeمنذ 4 أيام

  • العربي الجديد

"أسوشييتد برس" تحسم الجدل حول هوية مصوّر "فتاة النابالم"

بعد أن شكّك فيلم وثائقي عرض في يناير/كانون الثاني الماضي في هوية صاحب صورة "فتاة النابالم" الشهيرة، خلال حرب فيتنام، أعلنت وكالة أسوشييتد برس نتائج تحقيقها في القضية، الثلاثاء، مؤكدةً وقوفها بجانب مصورها نيك أوت، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية. وأثار فيلم "ذا سترينغر" الوثائقي عاصفةً بعد عرضه الأوّل، إذ قدّم معطيات تقول إن مصوّر اللقطة الشهيرة لم يكن الأميركي نيك أوت، بل كان فيتنامياً مغموراً اسمه نغويان تان نغي، تقاضى 20 دولاراً أميركياً مقابل التخلي عن الصورة. من جهتها، أطلقت "أسوشييتد برس" تحقيقاً حول ملكية الصورة قبل وقتٍ قصير من عرض الفيلم في يناير، لكن صدور التقرير النهائي تأخّر حتى أمس الثلاثاء. وعلى امتداد 97 صفحة، لخّص موظفو الوكالة المعلومات والنتائج التي جمعوها طوال العام الماضي حول المزاعم بأن أوت لم يكن مسؤولاً عن الصورة التي عنونت رسمياً باسم "رعب الحرب"، ونال عنها أوت جائزة بوليتزر عام 1973. وخلصت "أسوشييتد برس" إلى أن نيك أوت يستحق الاحتفاظ بنسب الفضل إليه في التقاط الصورة ، في ظلّ عدم وجود أدلة قاطعة تدحض ذلك. وقالت المتحدثة باسم الوكالة، لورين إيستون، في بيان: "يُظهر التحليل البصري الشامل الذي أجرته وكالة أسوشييتد برس، والمقابلات مع الشهود، وفحص جميع الصور المتاحة الملتقطة في 8 يونيو/ حزيران 1972، أنه من الممكن أن يكون أوت هو من التقط هذه الصورة. لا يُثبت أيٌّ من هذه المواد أن أي شخص آخر هو من فعل ذلك". أضافت: "لقد أثار تحقيقنا أسئلةً جوهرية، مُبينة في التقرير، وقد لا نتمكن أبداً من الإجابة عنها. لقد مرّ خمسون عاماً، ولقي العديد من الأشخاص المعنيين حتفهم، والتكنولوجيا محدودة". من جهته، أعرب المصور نيك أوت عن "رضاه" بالنتيجة التي خلص إليها التقرير، وقال في بيانٍ صادر الثلاثاء: "كان هذا الأمر برمته صعبًا للغاية بالنسبة لي، وسبّب لي ألماً بالغاً. أنا سعيدٌ بتصحيح الأمور". ومنذ نشرها أوّل مرّة، تحوّلت صورة "فتاة النابالم" سريعاً إلى أحد أشهر صور القرن العشرين، وصارت الصورة الأكثر تعبيراً عن المأساة التي خلفتها الحرب الأميركية على فيتنام. ظهر في الصورة مجموعة من الأطفال الهاربين بعد هجوم أميركي بقنابل النابالم عام 1972، ومن بينهم ابنة التسع سنوات، كيم فوك، التي خلعت ملابسها المحروقة وهربت عارية. إعلام وحريات التحديثات الحية الإعلام اللبناني والمصارف: علاقة لا يهزها الانهيار وبنى فيلم "ذا سترينغر" الذي أخرجه باو نغوين، على تحقيق بدأه مصور الحرب غاري نايت حول شائعة واسعة الانتشار في أوساط المصورين الصحافيين، تفيد بأن نيك أوت لم يكن من التقط الصورة الشهيرة. وهي شكوك عزّزها محرر الصور في مكتب "أسوشييتد برس" في فيتنام آنذاك، كارل روبنسون، الذي اعترف له بأنه نسب الصورة إلى أوت، امتثالاً لأوامر رئيس قسم التصوير، هورست فاس. واستعان معدّو الوثائقي بصحافية فيتنامية أطلقت عبر "فيسبوك" نداء للبحث، ونجحت في الوصول إلى المصور الفيتنامي نغويان تان نغي الذي قال إنه المصور الحقيقي للقطة الشهيرة. كذلك، اعتمد صانعو العمل أيضًا على تحليل جنائي للتسلسل الزمني للصور الفوتوغرافية أجرته وكالة التحقيق الفرنسية غير الربحية "إندكس". وخلصت إلى أنه بينما كان أوت في موقع الحادث ويلتقط الصور في ذلك اليوم، لم يكن من الممكن أن يكون في الموقع الصحيح لالتقاط تلك الصورة تحديداً. واعتبرت جاني نغوين، ابنة المصور، في بيانٍ أنّ "قصة ذا سترينغر ليست حول وكالة أسوشييتد برس. هذه القصة تدور حول والدي، نغوين ثان نغي. نريد أن يعرف الجميع اسمه في فيتنام". مع ذلك، أكدت الوكالة الأميركية في تقريرها أن "التحليل المفصل الذي أجراه محققو وكالة أسوشييتد برس، والمقابلات مع الشهود المتبقين، والروايات التاريخية المكتوبة للشهود الرئيسيين الذين لقوا حتفهم، تُلزم الوكالة باستنتاج أنه لا يوجد أساس يُزعزع ثقة نيك أوت في الصورة الشهيرة". بحسب "واشنطن بوست"، تفرّغ فريق من صحافيي "أسوشييتد برس"، منذ يناير الماضي، لتحليل لقطات وصور إضافية من هجوم النابالم، بما في ذلك مواد غير منشورة في السابق، وأجروا مقابلات مع أوت وصحافيين أميركيين آخرين، إضافةً إلى أحد أقارب كيم فوك الذين فروا خلال الهجوم. كذلك، فحص الفريق أكثر من 12 كاميرا استعملت في توثيق حرب فيتنام، وراجع جميع الصور التي التقطها مصورو "أسوشييتد برس" في اليوم نفسه الذي التقطت فيه صورة "فتاة النابالم". كما لفتت الوكالة إلى أنها حاولت مقابلة نايت وروبنسون، لكنهما رفضا المشاركة. وعلّق منتجو فيلم "ذا سترينغر" في بيانٍ صادر الثلاثاء على نتائج التحقيق بالقول: "يسرّنا أن تُقرّ وكالة أسوشييتد برس بأنّ الأسئلة التي أثارها الفيلم الوثائقي حول مصدر الصورة الشهيرة، التي تُعرف غالباً باسم فتاة النابالم أو رعب الحرب، مشروعةٌ وجديرةٌ بالبحث، ونُشيد بالجدية التي تعاملوا بها مع تحقيقهم". أضافوا: "نفخر بكوننا أول من بحث في هذه القضية باستخدام تقنيات استخبارات مفتوحة المصدر وتقنيات التحقيق الجنائي، ونتطلع إلى أن تتاح للجميع فرصة الاطلاع على عملنا في ذا سترينغر".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store