logo
سامية العبيدي.. تونسية حائزة «نوبل الخضراء» ترفض جعل الدول النامية «مكبات نفايات»

سامية العبيدي.. تونسية حائزة «نوبل الخضراء» ترفض جعل الدول النامية «مكبات نفايات»

الوسط٠٢-٠٥-٢٠٢٥

وجهت التونسية سامية العبيدي الغربي، التي نالت في الآونة الأخيرة جائزة بيئية دولية مرموقة عن دورها في كشف فضيحة تهريب نفايات بين إيطاليا وبلدها، رسالة واضحة إلى الدول الغنية، ترفض فيها جعل الدول النامية «مكبات نفايات».
وحصلت هذه الناشطة (57 عاماً) إلى جانب عدد من الناشطين الآخرين، على جائزة «غولدمان» العالمية للبيئة. وتُطلق على هذه الجائزة مجازاً تسمية «جائزة نوبل الخضراء»، إذ تكافئ عمل المدافعين عن البيئة في مختلف أنحاء العالم، وفقا لوكالة «فرانس برس».
وساهمت الغربي «في حملة تهدف إلى فضح التهريب غير القانوني للنفايات بين إيطاليا وتونس، ما أدى في فبراير 2022 إلى إعادة ستة آلاف طن من النفايات المنزلية إلى بلد المنشأ إيطاليا، كانت صُدِّرَت بشكل غير قانوني» إلى تونس، على ما أوضح منظمو جائزة «غولدمان».
-
-
-
ويعود هذا الملف إلى العام 2020، عندما نُقِلَت هذه النفايات المنزلية المحظور استيرادها بموجب القانون، إلى تونس في 280 حاوية بواسطة شركة تونسية ادّعت أنها نفايات بلاستيكية مخصصة لإعادة التدوير.
وما إن انتشر خبر «الفضيحة» عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية، نظم المواطنون ومنظمات غير حكومية ناشطة في المجال البيئي تظاهرات وأعربوا عن رفضهم أن يكون بلدهم «مزبلة» لإيطاليا.
الحق في بيئة سليمة
فالبنية التحتية والإمكانات اللوجستية في تونس لا تسمح حتى بمعالجة نفايات التونسيين، ولا تحتمل بطبيعة الحال توريد نفايات من دول أخرى.
وسلطت القضية الضوء أيضاً على التجارة العالمية غير القانونية للنفايات التي تطورت رغم القوانين الصارمة التي تهدف إلى منع الدول الغنية أساساً من نقل نفاياتها الخطرة إلى أراضي الدول الفقيرة.
وعندما علمت سامية العبيدي الغربي، الناشطة منذ 25 عاماً في مجال «القضايا البيئية التي تؤثر على الصحة»، على ما أشارت في حديث لوكالة فرانس برس، اعتبرت أن المسألة «غير مقبولة».
وكافحت آنذاك لمدة عامين، بالتعاون مع آخرين،لإعادة الحاويات إلى إيطاليا. وقالت: «صحيح أننا دول نامية، لكننا لسنا مكبات نفايات». وأضافت: «ما هو سامّ للدول المتقدمة، يكون بالضرورة سامّاً لنا. ولدينا الحق أيضاً في العيش في بيئة سليمة».
وذكّرت بأن لدى البلدان المتقدمة الوسائل «لتدوير نفاياتها الخاصة»، في حين أن لدى البلدان النامية «قدرات محدودة».
وفي نهاية المطاف، أُعيد معظم الحاويات إلى بلد المنشأ.
وفي تونس، جرت مقاضاة 26 شخصاً متهمين في هذه الفضيحة. وأُعفي وزير البيئة التونسي من منصبه، وأُوقِف، وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات.
ودفعت جهود العبيدي الغربي إلى «تحفيز تحوّلات في سياسات الاتحاد الأوروبي، الذي شّدد إجراءاته ولوائحه الخاصة على شحنات النفايات الموجهة إلى الخارج»، بحسب بيان جائزة «غولدمان».
وأكدت الناشطة أنها لم تكن تسعى إلى جعل قضية النفايات رمزاً لمكافحة هذا النوع من التهريب، لكنها رأت أن كونها اكتسبت هذا الطابع أمر مفيد.
الإضاءة على منظمات المجتمع المدني
وتوقعت أن تساهم الجائزة في «الإضاءة أكثر على عمل» منظمات المجتمع المدني.
وأشارت إلى أن الشبكات التي تنتمي إليها في أفريقيا ترى أن هذه الجائزة «هي جائزتها»، وهي «توظفها» لمحاولة «إيصال الرسائل».
وفي تونس، جرت مقاضاة 26 شخصا متهمين في هذه الفضيحة. وأعفي وزير البيئة التونسي من منصبه، وأوقِف، وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات.
ودفعت جهود العبيدي الغربي إلى «تحفيز تحوّلات في سياسات الإتحاد الأوروبي، الذي شّدد إجراءاته ولوائحه الخاصة على شحنات النفايات الموجهة إلى الخارج»، بحسب بيان جائزة «غولدمان».
وأكدت الناشطة أنها لم تكن تسعى إلى جعل قضية النفايات رمزا لمكافحة هذا النوع من التهريب، لكنها رأت أن كونها اكتسبت هذا الطابع أمر مفيد.
وتوقعت أن تساهم الجائزة في «الإضاءة أكثر على عمل» منظمات المجتمع المدني.
وأشارت إلى أن الشبكات التي تنتمي إليها في أفريقيا ترى أن هذه الجائزة «هي جائزتها»، وهي «توظفها» لمحاولة «إيصال الرسائل».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

12 مصابًا في هجوم بمحطة قطارات ألمانية
12 مصابًا في هجوم بمحطة قطارات ألمانية

الوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الوسط

12 مصابًا في هجوم بمحطة قطارات ألمانية

أصيب 12 شخصا في هجوم بسكين في محطة القطارات الرئيسية بمدينة هامبورغ في شمال ألمانيا اليوم الجمعة، بحسب جهاز الإطفاء والشرطة المحلية التي أعلنت توقيف مشتبه به. وجاء في منشور لشرطة هامبورغ على منصة إكس إنه وفق المعلومات الأولية، جرح شخص عددا من الأشخاص بسكين في محطة القطارات الرئيسية، في حين أفاد ناطق باسم جهاز الإطفاء وكالة «فرانس برس» بإصابة 12 شخصا، حياة بعضهم بخطر.

انتهاء الجولة الخامسة من مفاوضات «النووي الإيراني» مع واشنطن.. وطهران: معقدة جدا
انتهاء الجولة الخامسة من مفاوضات «النووي الإيراني» مع واشنطن.. وطهران: معقدة جدا

الوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الوسط

انتهاء الجولة الخامسة من مفاوضات «النووي الإيراني» مع واشنطن.. وطهران: معقدة جدا

أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي انتهاء الجولة الخامسة من المباحثات حول البرنامج النووي بين الوفدين الإيراني والأميركي والتي عقدت في روما الجمعة. وقال البوسعيدي عبر منصة إكس اليوم الجمعة إن الجولة انتهت «مع تحقيق بعض التقدم من دون أن يكون حاسما»، مبديا أمله أن يتم توضيح القضايا العالقة في الأيام المقبلة، حسبما نقلت وكالة «فرانس برس». من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي أن «المفاوضات معقدة جدا الى درجة لا يمكن إنجازها في اجتماعين او ثلاثة، واصفا التواصل مع واشنطن بأنه مهني جدا.

وسائل إعلام: قائد السفينة الجانحة قرب حديقة في النروج كان نائما على الأرجح
وسائل إعلام: قائد السفينة الجانحة قرب حديقة في النروج كان نائما على الأرجح

الوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الوسط

وسائل إعلام: قائد السفينة الجانحة قرب حديقة في النروج كان نائما على الأرجح

ذكرت تقارير إعلامية الجمعة أن البحّار المسؤول عن قيادة سفينة حاويات يبلغ طولها 135 متراً، جنحت على مقربة من منزل أحد السكان في مضيق بحري وسط النرويج، كان نائماً على الأرجح عند وقوع الحادث. وأفادت وكالة «إن تي بي» النرويجية أن «شخصاً واحداً فقط كان على سطح السفينة في ذلك الوقت. كان يقود السفينة، لكنه لم يغيّر مساره عند دخوله مضيق تروندهايم (وسط النرويج)، كما كان ينبغي»، بحسب «فرانس برس». وأكد الشرطي كيتيل برولاند سورينسن للوكالة أن «الشرطة تلقت معلومات من أشخاص آخرين كانوا على السفينة تفيد بأنه كان نائماً». وفي ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس، انتهى المطاف بسفينة «إن سي إل سالتن» NCL Salten في حديقة النرويجي يوهان هيلبرغ، على بعد أمتار قليلة من منزله المطل على المضيق. - - لكن ذلك لم يكن كافياً لإيقاظ هيلبرغ، الذي لم يصحُ من نومه إلا على صوت قرع الجرس والاتصالات المتكررة من جاره المذعور. وقال هيلبرغ لقناة «تي في 2» النرويجية: «رنّ جرس الباب في وقت من اليوم لا أحب فيه فتح الباب». أما الجار يوستين يورغنسن، فقال إنه استيقظ قرابة الساعة الخامسة صباحاً على صوت قارب يتجه «بأقصى سرعة نحو اليابسة»، فهرع فوراً إلى منزل هيلبرغ لإبلاغه. ولم يُصب أي من أفراد الطاقم البالغ عددهم 16 شخصاً بأذى في الحادثة التي فتحت الشرطة النرويجية تحقيقاً بشأن ملابساتها. محاولات تعويم السفينة متعثرة وفي بيان صدر الجمعة، قالت شركة «نورث سي كونتينر لاين»: «تلقينا تقارير من الشرطة تفيد بوجود مشتبه به، ونحن نواصل التعاون الكامل مع السلطات في التحقيق الجاري». وأضافت: «نجري أيضاً تحقيقاتنا الداخلية الخاصة، لكننا نفضّل عدم التكهن بمزيد من التفاصيل». ولا تزال محاولات إعادة تعويم السفينة الجانحة متعثرة حتى الآن، إذ ما زالت راسية بالقرب من المنزل الخشبي، في مشهد يجمع بين الغرابة والنجاة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store