logo
خلود المعلا وإدريس الملياني ينسجان قصائد التأمل والحنين في الرباط

خلود المعلا وإدريس الملياني ينسجان قصائد التأمل والحنين في الرباط

البيان٢٠-٠٤-٢٠٢٥

ضمن برنامج فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، نظمت هيئة الشارقة للكتاب أمسية شعرية بعنوان «تحت سماء واحدة»، جمعت بين الشاعرة الإماراتية خلود المعلا، والشاعر المغربي إدريس الملياني، وأدارتها الشاعرة شيخة المطيري، في احتفاء بالشعر بوصفه جسراً بين المشرق والمغرب.
استهلت الشاعرة خلود المعلا الأمسية بقراءات حملت أجواء تأملية عميقة، تمزج بين البحث عن الذات والتحرر من القيود اليومية، حيث قرأت من قصيدتها «لا جدوى»:
«أغير عاداتي كل ليلة،
أتقمص انعتاقي،
أشرب لون القصائد،
أرسم مسارات الغيم،
أغزل الليل بأطراف الحنين،
وألقي قصائدي في مهب الضوء».
وفي نص آخر، استحضرت هشاشة المظاهر أمام اتساع الحقيقة، قائلة من قصيدة «البيت كما عهدناه»:
«البيت كما عهدناه،
تتكدس فيه الأحلام المؤجلة،
في الشمس تغيب حقيقتنا،
نسير قلقين مدّعين،
نمارس طقوس الرحيل المؤجل».
وفي نصها الذي عبّر عن انفتاح الذات على احتمالات الحياة، قرأت المعلا:
«لن أغلق نوافذي بعد الآن،
سأمضي قدماً بلا تردد،
أفتح أبواب الريح،
وأكتشفني في كل مسار جديد».
واختتمت بقراءة من قصيدتها «المدن القديمة»، حيث قالت:
«أدخل العالم من مدنه القديمة،
ولا ألتفت،
في المدن القديمة
تجلس القصائد على الطرقات،
وبين الحكايا،
تقفز فوق الضلوع
وتفتح أحضانها للتائهين».
وانتقل بعدها الشاعر إدريس الملياني إلى تقديم نصوص تراوحت بين الغنائية والتأمل الوجودي.
افتتح بقراءة من قصيدته «المعرفة»، حيث قال:
«لصغير المغنين هذا الحداء
على عزف ريح و(لا تهلكنّ أُسى...)
حفروا حفراً في طريقي
ولم يسقطوا
نصبوا شركاً لخطايَ
ولم يسقطوا».
وتابع الملياني بقراءة قصيدته «لو سالومي»، التي اتكأ فيها على مزيج لغوي عربي روسي، ليعبر عن الولع الإنساني بالحب:
«حيّوا باسمي
تلك الروسية
لو سالومي
حيوا لي
لو
حيوا لي
سالومي
سرك يحلو
لي
لو تطلب لو
أمنحها رأسي
لو تدخله وتحلله
لما وجدت فيه غير - هيَ - جنوني».
وعكست الأمسية عبر اختيارات الشاعرين تلاقي التجربتين الإماراتية والمغربية في فضاء واحد، حيث تتداخل الهموم الذاتية والإنسانية، تحت «سماء واحدة»، تؤمن بأن الشعر ظل الذاكرة العربية ونافذتها إلى العالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«طلع نضيد» يستلهم روح البادية
«طلع نضيد» يستلهم روح البادية

البيان

timeمنذ 4 ساعات

  • البيان

«طلع نضيد» يستلهم روح البادية

واستلهمت قصائدها من البيئة البدوية، وقيم الأصالة، والروح الإنسانية العذبة. وتميزت بإتقانها لبحور الشعر المختلفة وانتقائها للقوافي غير المطروقة، والمفردات الأصيلة لتختار بأن يكون إصدار «طلع نضيد» باكورة أعمالها المنشورة، لتشارك جمهورها نتاج قلمها وتجربتها الشعرية. ويأتي هذا الإصدار امتداداً لرحلة طويلة قضتها الشاعرة في ميادين الشعر النبطي، لتُزهر قوافيها على أرض دولة الإمارات ذات البيئة الخصبة بالأدب والثقافة كما لاقت نصوصها صدى واسعاً في المجالس والمحافل والمهرجانات الثقافية، متأثرةً بالبيئة الإماراتية وتراثها العريق فنتج عن ذلك مزيج متفرد ذو بصمة خاصة بالشاعرة ماجدة الجراح. وأضافت: «أتوجه بعظيم الامتنان للرعاية السخية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لما يقوم به من جهود داعمة للشعر والشعراء من خلال الإصدارات السنوية والمهرجانات العديدة، مترجمة أيضاً بجهود ومبادرات دائرة الثقافة في الشارقة، وتحديداً مجلس الحيرة الأدبي، حيث تم إصدار ديواني، فلهم عظيم الشكر والامتنان». وعن الأغراض الشعرية، تقول ماجدة الجراح: إنها مرتبطة بالحالة العاطفية والنفسية للشاعر، أما مجال كتاباتي يتنقل بين الاجتماعي والعاطفي والوطني، حيث إنني أستمتع عند كتابة قصيدتي في أي من هذه المواضيع كمن ينسج قطعة من حرير ليُعلقها على عنق القمر.

«الثلث الجلي».. الحرف يرتقي بالروح
«الثلث الجلي».. الحرف يرتقي بالروح

صحيفة الخليج

timeمنذ يوم واحد

  • صحيفة الخليج

«الثلث الجلي».. الحرف يرتقي بالروح

الشارقة: عثمان حسن تتواصل إبداعات الخطاط العراقي مثنى العبيدي في الخط الثلث بأنواعه المختلفة، خاصة الثلث الجلي، كما هو في اللوحة التي أمامنا، والتي اختار لها نصاً منسوباً للخليفة عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه: «من كثر شكره كثر خيره». في اللوحة التي أمامنا نقف عند حرفية خاصة في كتابة الثلث الجلي، هذا الخط المعروف بتراكب أو تشابك حروفه وتداخلها من أجل تكوين شكل بصري متوازن مفعم بمزيد من العناصر الجمالية شكلاً ومضموناً. أول ما يلفت الانتباه في هذه اللوحة، هو الكتابة من أسفل إلى أعلى بحسب ترتيب النص (من كثر شكره كثر خيره)، ومن يدقق في اللوحة يلحظ مهارة فائقة عند الخطاط في كثير من التفاصيل، التي تجمعها تلك الحركة الانسيابية للحروف، وكأنها تسير في موجات أو مسارات موجهة، أو كأنها تتراقص في تناغم وتوازن بصري بحيث لا يطغى جانب على آخر، هذا الإيقاع البصري في اللوحة يمكن تتبعه من خلال تلك الحركة الديناميكية التي تتوازن من خلالها الحروف المرتفعة والمنخفضة مع الانحناءات، لتشكل في نهاية المطاف تكويناً جمالياً معززاً بكافة عناصر الإبهار الشكلي أو الفني. في اللوحة يمكن الوقوف عند حرف الكاف الذي يرد ثلاث مرات في النص في الكلمات (كثر) و(شكره) و(خيره).. وهنا، كان حرف الكاف في أحواله الثلاثة متناسقاً، خاصة في انحناءات وميل نهايته كما هو واضح في الشكل، نجد هذا التناسق الجمالي بارزاً كذلك في حرف الهاء في كلمتي (شكره) و(خيره). أما حرف الشين في كلمة (شكره) فكان متميزاً، ليعبر عن المعنى الروحي الذي يفيده النص، فقدمه مثنى العبيدي كبير الحجم، وبدا خارجاً من عرض اللوحة في دلالة واضحة على قيمة الشكر التي تؤول في نهاية المطاف إلى كثرة الخير، هذا الخروج الظاهر لحرف الشين شكل دعامة أساسية في بنية تكوين اللوحة، وكأن الشين هنا، شكلت دعامة أساسية لبنية التركيب أو التكوين الخطي، صعوداً إلى نهايات تشكل الحروف وتشابكها من خلال وعي فني مدروس ومبهر. هذا التكوين الجمالي الظاهر في اللوحة، نجده في أكثر من جانب، ومن ذلك انسيابية الحروف التي تبدو مطواعة حال تشكيلها في فضاء النص، وأيضاً في قدرة الخطاط على تكوين اللوحة بمراعاة توازن الكتل السوداء مع الفراغات، وكذلك في تلك الحروف السميكة والواضحة التي منحت الكتلة الخطية، إن جاز التعبير، شكلاً انسيابياً واضحاً. تحققت في اللوحة التي أمامنا جماليات الثلث الجلي، وتجلى ذلك في الكثير من تداخلات الحروف وتراكبها، وأيضاً في تلك الزخارف التكميلية التي أثرت جمال الشكل البصري، واستخدام الخطاط العبيدي لتقنية تراكب أو تشابك الحروف كان متقناً، وكأننا أمام وحدة شكلية أو زخرفية، لكنها مصممة بأسلوب جمالي بسيط، سهّل على القراء والمشاهدين متابعة قراءة النص بكل سهولة ويسر. حرص العبيدي على كتابة هذا النص باللون الأسود، والأسود هنا، يزيد من قوة ودلالة الحرف المخطوط، كما حرص على أن يكون هذا النص في داخل أرضية من اللون البني، هذا اللون الذي يحمل الكثير من الرمزية، فهو لون أرضي يرمز إلى الأرض والخلق، وهو يفيد معاني التواضع والثبات، كما يتم اختياره من قبل جمهور الخطاطين بسبب تماشيه مع القيم الإسلامية التي تفيد معاني الراحة والهدوء، حيث الأمن هو ملجأ الناس من فوضى العالم الخارجي، نحو مزيد من الشعور بالاستقرار والسكينة. مثنى العبيدي، خطاط عراقي ولد في الرمادي سنة 1972، حاصل على بكالوريوس في علوم الكيمياء، جامعة بغداد 1995، درس الخط العربي والزخرفة الإسلامية في بغداد، وكان عضواً في الهيئة الإدارية لجمعية الخطاطين العراقيين، وعضو شرف في جمعية القرّاء والمجودين العراقيين، وعضو لجنة التحكيم في ملتقى الفن الإسلامي في مسقط لعام 2011، قام بزخرفة المصحف الخاص بدولة العراق سنة (1998-2000)، وقام بتنفيذ رسم وكتابة المخطوطات العربية من الحجم الكبير على جدران مجلس الوزراء العراقي (2001-2003). حائز على كثير من الجوائز والتكريمات في كثير من ملتقيات الخط العربية والدولية.

«خط الثلث».. العين في لحظة إشراق
«خط الثلث».. العين في لحظة إشراق

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 أيام

  • صحيفة الخليج

«خط الثلث».. العين في لحظة إشراق

الشارقة: عثمان حسن لا يزال الخط العربي، بوصفه من أبرز الفنون الإسلامية، ورغم مرور قرون على ظهوره، حاضراً بقوة عند الخطاطين المعاصرين، وها هو يستمر مع تجاربهم، محفزاً إياهم لتقديم ابتكارات غاية في الجمال والإبهار البصري الذي يبرز طاقة الحرف وقوته، متناغماً ومنسجماً مع تلك الطاقة النورانية والروحية التي هي أحد العناصر الأساسية لهذا الفن. تحضر الإبداعات الخطية عند كثير من الفنانين، ومنهم التركي داوود بكتاش الذي يوصف بأنه أحد عمالقة الخط في العصر الحديث لا سيما في خط الثلث. أمامنا واحدة من إبداعات داوود بكتاش الآسرة بتكويناتها الفنية والروحية، وهي منجزة بالخط الثلث، واستخدم فيها جزءاً من الحديث الشريف «إن اللهَ إذا أنعم على عبدٍ نعمةً أحبَّ أن يرى أثرَ نعمتِه عليه»، وهذا الحديث بحسب مناسبته، يعني وجوب لبس الثياب النظيفة التي تدل على النعم التي أنعم الله بها على عبده، وقد قال سبحانه وتعالى «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد»، والنعمة بوصفها أحد مظاهر الجمال، في هذا الحديث الشريف لها علاقة بالجمال الظاهر على العبد، وهو الذي يحبه الله جل وعلا، ليتبع ذلك جمال باطن يتجسد بشكر العبد على هذه النعم. لقد أبدع داوود بكتاش في إظهار أسرار خط الثلث بتكويناته الفنية والتشكيلية، ومن حيث القواعد والموازين، وطواعية الحروف، وأيضاً من خلال تلك التوزيعات والتكوينات بين الحروف التي تظهر طاقة روحية، في لوحة تميزت بالانسجام والإشراق برزت ككتلة أو قطعة أدبية خطية، متناغمة التجويد والبراعة بين كافة عناصرها. تكوين حرص بكتاش على إبراز جماليات التكوين في لوحاته التي يخطها بالثلث، خاصة وأن هذا النوع من الخطوط يمتاز بتكوينات غاية في الجمال والسحر البصري نتيجة لما يمتاز به من خصائص تتيح للخطاط العديد من الابتكارات والصياغات الفنية ذات الطابع التشكيلي، وهو ما يبرز بشكل جلي في اللوحة التي أمامنا والتي راعى من خلالها بكتاش أن يخط ابتكاراته الخاصة فيها، من حيث ليونة الحرف، ليقدم تحفة فنية تحتاج إلى مزيد من القراءة والتأمل. أول ما يمكن الالتفات إليه في هذه اللوحة، هو تصدر لفظ الجلالة «الله» رأس اللوحة، تقديراً وإجلالاً للخالق عز وجل. وقد كان تناسق الحروف حاضراً في اللوحة، أولاً من خلال حرف العين في أربع مرات، وبحسب ورود هذا الحرف في حرف الجر (على) وفي الكلمات (أنعم) و(عبد) و(نعمة). هذه العين التي وردت متتابعة أو متناظرة قدمت مشهداً جمالياً لحرف العين في الثلث الأول من مساحة اللوحة. كانت ليونة حرف الثلث ظاهرة في هذا العمل المبدع، من خلال ما نشاهده في حرف (على) الذي جاء آخره ممدوداً على مساحة قدرها بكتاش لتناسب تناسق الحروف على سطح اللوحة، كما برزت هذه الليونة في امتداد (الياء المقصورة) في كلمة «يرى» وهنا، جاء الامتداد ليغطي كامل عرض اللوحة. ومن جهة ثانية، فقد برع بكتاش في استخدام سماكة قلم الثلث في كافة حروف هذا الحديث الشريف، مظهراً الكثير من علامات التشكيل بين هذه الحروف، ومستفيداً من الزخرفة الإسلامية النباتية، وإذا أضفنا لهذا كله، متانة اللون الأسود الذي خط به بكتاش حروف الحديث، الذي احتضنته خلفية صفراء مبهجة، فسوف نكون أمام لوحة مزينه بعناصر جمالية موظفة ومدروسة جيداً، بحيث ظهرت هذه اللوحة وهي تسبح في فضاء روحي وجمالي مبهر. ورغم صعوبة تشكيل حرف خط الثلث، فقد قدم بكتاش في هذه اللوحة عملاً يتيح للناظر أن يقرأ النص بكل سهولة ووضوح، وهذه ميزة خاصة بالخطاط بكتاش في معظم أعماله الفنية. نجح بكتاش في هذه اللوحة، وكما يصفه النقاد دائماً، في تحويل الحروف العربية إلى لوحات نابضة بالحياة، من خلال لوحة مزجت بين التقاليد الخطية المعروفة والتجديد الإبداعي، وهو الذي عكس أسلوبه الفني ورؤيته الخاصة والعميقة لجماليات الخط الكلاسيكي، الذي قدمه بطريقة حديثة ومتجددة للتعبير الفني. إضاءة داوود بكتاش، خطاط تركي يوصف بأنه أحد عمالقة الخط، وفي أعماله الفنية نلمس تلك القوة والمتانة والرشاقة التي تعدّ ميزة من ميزات الخطاطين الكبار. ولد بكتاش في 1963م في قرية محمد الفاتح في إسطنبول، ومن بين طلاّبه المشهورين الخَطّاطة نُورية قارسيا التي أخذت عنه الإجازة في الثلث والنسخ سنة 2007م. ومن طلاّبه أيضاً الإماراتية فاطمة سعيد البقالي، شارك بكتاش في الكثير من ملتقيات ومهرجات الخط العربية والدولية، وقد حاز العديد من الجوائز والتكريمات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store