وصفها مراقبون بأنها "كارثة إنسانية مكتملة الأركان".. مجاعة في قطاع غزة
كما أسفر قصف آخر استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس عن مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين، لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ فجر اليوم إلى 45 شخصاً، وفق مصادر طبية محلية، في ظل استمرار الغارات على مناطق متفرقة شمالاً وجنوباً ، لاسيما جباليا وخان يونس.
تأتي هذه الهجمات في وقت حذّرت فيه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن نموذج توزيع المساعدات المعتمد حالياً في القطاع المحاصر "غير فعال" ويعرض المدنيين للخطر. وقالت المتحدثة باسم الوكالة، جولييت توما، إن النموذج القائم "دعوة للناس إلى موتهم"، مشددة على أن توزيع المساعدات لا يجب أن يتم إلا تحت إشراف الأمم المتحدة.
وتابعت توما أن الوكالة أثبتت خلال فترات وقف إطلاق النار السابقة قدرتها على إيصال المساعدات بشكل آمن وفعّال، لكن استمرار العمليات العسكرية يعوق العمل الإنساني ويهدد أرواح العاملين والنازحين.
بالتزامن، أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة ، عن إغلاق جميع مراكز توزيع المساعدات التابعة لها في القطاع مؤقتاً، معلّلة ذلك ب"دواعٍ أمنية"، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني خاصة مع اقتراب عيد الأضحى.
وكانت المؤسسة قد بدأت عملياتها في 26 مايو، لكنها سرعان ما واجهت فوضى في مواقع التوزيع، تخللتها حوادث إطلاق نار سقط خلالها عشرات القتلى من المدنيين. وتعرضت المؤسسة لانتقادات شديدة من منظمات إنسانية دولية، بعد أن تبين أن توزيع المساعدات يتم بإشراف الجيش الإسرائيلي وضمن مناطق محدودة في جنوب غزة.
في تطور ميداني آخر، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات وصفت بأنها "الأعنف" منذ استئناف العمليات في مايو الماضي، مستهدفاً منازل وبنايات سكنية في خان يونس، بالتزامن مع إعلان حركة حماس عن تنفيذ كمين شرق المدينة أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وجرح آخرين.
وفي شمال غزة ، واصلت القوات الإسرائيلية قصف منازل تؤوي نازحين في جباليا البلد، ما أوقع أكثر من 20 قتيلاً، ضمن حملة عسكرية برية موسعة أعلن الجيش الإسرائيلي استمرارها مساء الجمعة.
إلى ذلك، أثار اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعم جماعة مسلحة مناهضة لحماس تعمل في غزة ، جدلاً واسعاً. وأكدت تقارير إسرائيلية وفلسطينية أن الجماعة، بقيادة ياسر أبو شباب المنتمي لقبيلة الترابين، تلقت دعماً عسكرياً ولوجستياً من الحكومة الإسرائيلية. وقد وصف "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" هذه الجماعة بأنها "عصابة إجرامية" متورطة في نهب شاحنات المساعدات.
تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت حصار مشدد منذ مارس الماضي، إثر انهيار الهدنة مع حماس. ومنذ مايو، توغلت القوات الإسرائيلية في مناطق جديدة، معلنة نيتها البقاء في المواقع التي سيطرت عليها، في وقت تتعثر فيه جهود الأمم المتحدة لإيجاد ممرات إنسانية آمنة ومستقرة.
ومع انهيار البنية التحتية ونقص الغذاء والماء والدواء، بات سكان غزة يواجهون ظروفاً وصفها مراقبون بأنها "كارثة إنسانية مكتملة الأركان"، في ظل صمت دولي وتباطؤ في تحرك المجتمع الدولي لفرض هدنة إنسانية حقيقية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 33 دقائق
- سعورس
تكامل حكومي ومبادرات تنموية ضمن نجاح موسم الحج
وثمّن معاليه خلال اللقاء مستوى الجاهزية الميدانية والتنظيم المتكامل الذي شهده الموسم، مؤكدًا أن الوزارة، وضمن منظومة العمل الحكومي، أسهمت من خلال كوادرها ومبادراتها في تعزيز جودة الخدمات، وتهيئة بيئة آمنة ومنظمة لضيوف الرحمن. من جانب آخر، واصل معاليه إجراء جولاته الميدانية، وقد زار خلالها عددًا من المقار التابعة للوزارة في المشاعر المقدسة، من بينها مقر حملة الحج الخاصة بمستفيدي الوزارة من الأيتام والمشمولين بالضمان الاجتماعي، حيث تبادل التهاني معهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك، واستمع إلى انطباعاتهم ومشاعرهم بهذه المناسبة السعيدة. كما شارك معاليه في حفل المعايدة الذي أُقيم بمجمع الدوائر الحكومية، والتقى بمنسوبي الوزارة والمتطوعين المشاركين في أعمال موسم الحج، مهنئًا إياهم بعيد الأضحى المبارك ونجاح الموسم، ومثمنًا جهودهم وتفانيهم في أداء المهام الميدانية. وتأتي هذه الجولة ضمن جهود وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتعزيز جودة خدماتها في موسم الحج، من خلال التطوير المستمر، وتمكين الكوادر الوطنية والمتطوعين، ورفع كفاءة الخدمات التنظيمية والاجتماعية، بما يعكس التزام الوزارة بتوجيهات القيادة الرشيدة – أيدها الله – في خدمة الحجاج وتهيئة سبل الراحة كافة لهم. يُذكر أن معالي مساعد الوزير كان قد أجرى خلال الأيام الماضية عددًا من الجولات التفقدية على مواقع الوزارة في المشاعر المقدسة، والتقى خلالها بمنسوبي الوزارة المشاركين في مركز العمليات الأمنية الموحدة (911) بمنطقة مكة المكرمة ، وخطة الطوارئ في غرفة العمليات بالدفاع المدني ولجنة السقاية والرفادة، حيث اطلع على أدوارهم وقدم لهم الشكر على ما بذلوه من جهود أسهمت في إنجاح موسم الحج. كما زار معاليه أحد مراكز ضيافة الأطفال التي تُشرف عليها الوزارة، واطلع على برامج الرعاية والخدمات المقدمة لأطفال الحجاج، إلى جانب زيارته لمقر مبادرة "أنورت" التي تنفذها الوزارة بهدف تعزيز ثقافة العمل التطوعي، حيث التقى بعدد من المتطوعين المشاركين فيها. وتعكس هذه الجهود تكامل أدوار الوزارة ضمن منظومة الحج، وحرصها المستمر على تقديم خدمات نوعية تسهم في الارتقاء بتجربة ضيوف الرحمن، ضمن توجيهات القيادة الرشيدة – أيدها الله – وتحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير منظومة العمل، والتمكين التنموي والاجتماعي.


Independent عربية
منذ 42 دقائق
- Independent عربية
المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض تكشف أسرار إطاحة بايدن
تستعد المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، لكشف كثير من الأسرار والكواليس التي كثيراً ما بحث عنها الأميركيون والعالم، في شأن ما دار داخل الجناح الغربي في البيت الأبيض الصيف الماضي، عندما تم إعلان خوض نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن آنذاك، كامالا هاريس، سباق الانتخابات الرئاسية بدلاً منه. ووفق دار نشر "ليجاسي ليت"، فإن جان بيير ستنشر كتاباً بعنوان "مستقلة: نظرة من داخل بيت أبيض محطم، خارج الخطوط الحزبية"، في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لتأخذ القراء "في رحلة عبر الأسابيع الثلاثة التي سبقت إعلان بايدن تراجعه عن الترشح لولاية ثانية، والخيانة التي تعرض لها من الحزب الديمقراطي، التي كانت حاسمة في قراره"، ووفق إعلان الدار فإن "جان بيير تقدم حججاً واضحة وأدلة مثيرة للجدل من موقعها كمن كانت في قلب الحدث، حول أهمية تفكيك سيل التضليل والمعلومات المغلوطة التي اجتاحت الانتخابات الأخيرة، وتمنح القراء رؤى عميقة ومتحمسة حول كيفية المضي قدماً". يأتي إعلان جان بيير عقب جدل أثاره كتاب "الخطيئة الأصلية" الذي ألفه الصحافيان الأميركيان جيك تابر وأليكس تومسون، والذي يؤكد فيه المؤلفان أن بايدن كان يُظهر علامات على تدهور بدني وذهني أثناء وجوده في المنصب، وأن فريقه حاول إخفاء هذه المؤشرات عن الرأي العام. التحرر من القوالب الحزبية وتعلن جان بيير، وهي أول امرأة سوداء ومثلية علناً تشغل منصب المتحدثة باسم البيت الأبيض، عن تغيير انتمائها السياسي إلى "مستقلة" بعدما عملت في إدارتين ديمقراطيتين، فيما تدعو إلى التفكير خارج إطار النظام الحزبي الثنائي في الولايات المتحدة. وذكرت في بيان أنه "حتى الـ20 من يناير (كانون الثاني) الماضي، كنت مسؤولة عن التحدث باسم رئيس الولايات المتحدة، وعند الظهر من ذلك اليوم، أصبحت مواطنة خاصة، وعليّ مثل جميع الأميركيين وكثير من حلفائنا في العالم، أن أواجه ما سيأتي بعد ذلك لبلادنا. وقد توصلت إلى أن الخطر الذي نواجهه كدولة يتطلب أن نتحرر من القوالب الحزبية. نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التفكير بإبداع والتخطيط بصورة إستراتيجية. يجب أن ننظر للأمور بوضوح ونطرح الأسئلة، بدلاً من أن نكون طيعين وموالين بصورة عمياء كما كنا في الماضي." وتقول وكالة الأسوشيتدبرس الأميركية إن كتاب جان بيير قد يصبح واحداً من القلائل بين كتب المتحدثين السابقين باسم البيت الأبيض الذين تصدروا العناوين. فعلى سبيل المثال، أثار المتحدث باسم الرئيس جورج بوش الابن من عام 2003 إلى 2006، سكوت ماكليلان، جدلاً واسعاً عندما انتقد الرئيس وإدارته في كتابه الذي تصدر المبيعات عام 2008 بعنوان "ما الذي حدث". فرقة إعدام سياسية جان بيير التي تبلغ 50 سنة، عملت مستشارة كبيرة في حملة بايدن الانتخابية الناجحة عام 2020، وخلال الولاية الأولى للرئيس باراك أوباما، كانت تشغل منصب مديرة سياسية إقليمية، وقد تعرضت في بعض الأحيان لانتقادات بسبب ما اعتبره بعض الأميركيين تهرباً من توضيح حال الرئيس بايدن الصحية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي حديث لها خلال فعالية في معهد السياسة بجامعة هارفارد في فبراير (شباط) الماضي، وصفت جان بيير الأسابيع الثلاثة بين أداء بايدن الضعيف في المناظرة وانسحابه من السباق بأنها كانت الأصعب، قائلة، "لم أشهد من قبل حزباً يتصرف بهذه الطريقة، لقد كان مشهداً مؤلماً ومحزناً... فرقة إعدام سياسية تحيط بشخص كنت أعتبره وطنياً حقيقياً." كذلك أوضحت خلال الحديث أنها لا تفتقد عملها كمتحدثة باسم البيت الأبيض، لكنها شددت على إيمانها بالعمل الذي كانت الإدارة تحاول إنجازه، "لا أعتقد أنني كنت سأعود إلى الإدارة من أجل أي شخص آخر غير بايدن." وفي وقت يناقش فيه الديمقراطيون كيفية إصلاح صورتهم بعد انتخابات 2024، أظهر استطلاع أجرته شبكة "سي أن أن" أن فقط 16 في المئة من الأميركيين يعتبرون أن الديمقراطيين هم الحزب الذي يملك قيادات قوية، مقارنة بـ40 في المئة قالوا الشيء نفسه عن الجمهوريين. ووفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أثارت أخبار كتاب جان بيير ردود فعل متباينة من زملائها السابقين في البيت الأبيض. فقد اكتفى المتحدث السابق باسم البيت الأبيض في عهد بايدن، جيريمي إدواردز، بالتعليق على الخبر عبر منصة "إكس"، بكلمة "LoL" التي تعني "قهقهة" أو "أضحك بصوت عالٍ".


Independent عربية
منذ 42 دقائق
- Independent عربية
معارك ضارية بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" بجنوب كردفان
شهد محورا جنوب كردفان وصحراء دارفور في الحرب السودانية تصعيداً ميدانياً وتطورات متلاحقة، حيث دارت معارك شرسة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" وحليفتها الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو في منطقة أم دحيليب بجنوب كردفان استخدمت فيها الطائرات المسيرة بكثافة من جانب الأخيرة، فيما شهدت مناطق التماس على الحدود السودانية الليبية اشتباكات بين القوات المشتركة وإحدى الكتائب العسكرية من الجيش الليبي. تأكيد وتشكيك وبينما تؤكد قوات "الدعم السريع" سيطرتها على أم دحيليب بعد انسحاب الجيش منها، شككت مصادر ميدانية، في أن تكون المنطقة لا تزال تحت سيطرة الميليشيا، مبينة أن قوات الجيش تمكنت من استعادتها في غضون ساعات بعد دخول الميليشيا إليها وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. أوضحت المصادر أن هجوم الميليشيا على المنطقة كان مباغتاً وعنيفاً وهدف إلى اختراق خطوط الجيش بالمنطقة لكن القوات تمكنت من دحر الهجوم وكبدت المهاجمين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. سيطرة وتحكم وتكتسب منطقة أم دحيليب أهميتها كمركز لرئاسة محلية قدير، وتقع على الطريق الرئيس الذي يربط المناطق الشمالية لولاية جنوب كردفان بحقول النفط في منطقة هجيليج، كذلك تمثل نقطة انطلاق حيوية تفتح الطريق نحو مدينة كلوقي، مما يعني أن من يسيطر عليها سيتحكم في قطع خطوط التموين والإمدادات الحيوية في ذلك المحور، كما تضم المحلية مجموعة كبيرة من مناجم ثروة الذهب. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت المصادر نفسها إن مسيرات الجيش سددت أمس ضربات قوية على نقاط ومتحركات "الدعم السريع" في محيط مدينتي الفاشر ومليط بشمال دارفور أسفرت عن خسائر كبيرة في العتاد وقضت على مجموعات من عناصر الميليشيا. هجمات وانتهاكات في محور غرب كردفان كشفت غرفة طوارئ دار حمر، أن قوات "الدعم السريع" هاجمت أمس قرى ريفي محلية الخوي واعتدت على قريتي أم دروتة فاعوم وبني بدر غرب النهود، واعتدت على المواطنين ونهبت الأسواق ومحطات المياه، مما فاقم أوضاع النازحين الذين يفوق عددهم 10 آلاف شخص بالحرمان من المياه نتيجة إغلاق محطات المياه في الخوي. ولفتت الغرفة إلى أن عدم تأمين الطريق أدى إلى تهديد حياة الآلاف من المواطنين بالعطش ونفوق الماشية. وأوضحت الغرفة في بيان أن المواطنين في مدينة الخوي يواجهون خطر الجوع والعطش بعد تعرض الأسواق والمنازل للنهب وتخريب محطات المياه على يد ميليشيا "الدعم السريع"، مطالبة الميليشيا بعدم التمادي في حرمان السكان من حقهم الطبيعي في المياه وإعادة تشغيل محطات ضخ المياه وتأمين الطرق والمسارات. أضاف البيان أن النازحين المنتشرين في العراء حول مدينة النهود منذ سقوطها يعانون بشدة من دون أن تصل إليهم أي مساعدات إنسانية حتى الآن، بينما ظلت الأسواق والأفران والمطاحن ومحطات المياه بالمنطقة مغلقة منذ عدة أيام. أشارت الغرفة إلى أن قوات "الدعم السريع" ما زالت تواصل التصفيات الجسدية داخل المنازل بالمدينة، وتمنع في الوقت نفسه ذوي الضحايا من دفن أقاربهم، مما أدى إلى تحولها إلى مدينة أشباح تفوح منها رائحة الموت بسبب جثث وأشلاء القتلى التي تملأ الطرقات. بابنوسة مجدداً في هذا المحور أيضاً جددت قوات "الدعم السريع" هجماتها على مدينة بابنوسة، مستهدفة إسقاط الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش بالمدينة، وأكدت مصادر ولائية أن قوات الجيش صدت هجوم الميليشيا الجديد ومنعتها من الوصول إلى الفرقة، وتواصل عمليات التمشيط في محيط المدينة. في جنوب كردفان يعيش مواطنو مدينة الدبيبات وأريافها واحدة من أقسى مآسي النزوح خلال هذه الحرب، إذ اضطر الآلاف إلى قطع مسافات تفوق 100 كيلومتر سيراً على الأقدام، في رحلة شاقة ومضنية نحو مدينة الأبيض. وقال بيان إنساني لـمنصة "آفاق وطن" التابعة لتجمع شباب المنطقة، إن الفارين الذين وصلوا إلى وجهتهم على الطرقات وفي الأسواق بمدينة الأبيض يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، من دون مأوى أو غذاء وتردٍّ صحي حول حياتهم إلى تشرد مأسوي دائم. انفجارات غامضة في شمال دارفور قطعت انفجارات غامضة ومجهولة هزت شمال غرب مدينة الفاشر مساء أمس حالة الهدوء النسبي الحذر الذي ساد المدينة صباح ثاني أيام العيد الأضحى. وأعلنت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر، عن رصد أضواء غريبة في سماء المدينة مساء أمس، أعقبها دوي انفجارات أثارت الهلع وسط السكان. وأوضحت التنسيقية، أن مصدر الانفجارات لا يزال مجهولاً حتى اللحظة، من دون أن تصدر أي جهة رسمية توضيحاً بشأن طبيعة الحادث أو حجم الأضرار. وأعربت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر عن قلقها من أن "إصرار الميليشيا على قتل المدنيين من دون أن تحقق أي انتصار، مؤكدة صمود أهل الفاشر على رغم التجاهل والصمت الدولي والإعلامي وكل من يُفترض أنهم من حلفاء الحق". ويعيش سكان الفاشر ظروفاً إنسانية قاسية وبالغة التعقيد في ظل شح واسع في السلع الأساسية بسبب مواصلة قوات "الدعم السريع" لحصارها على المدينة أكثر من عام، علاوة على القصف المدفعي المستمر الذي يستهدف معسكرات النازحين والأحياء السكنية. ويشهد معسكر أبو شوك للنازحين الذي يضم مئات الآلاف من النازحين شمال مدينة الفاشر، أزمة حادة في مياه الشرب، نتيجة توقف جميع محطات المياه بسبب عدم توفر الوقود للمضخات التي تعتمد على الديزل في تشغيلها. ووصل سعر برميل الجازولين بحسب الناطق باسم المعسكر، محمد آدم، إلى 16 مليوناً و800 ألف جنيه سوداني، أي ما يعادل نحو 10 آلاف دولار أميركي بالسوق الموازية، ولا تستطيع غرفة الطوارئ والنازحين توفير هذه المبالغ، الأمر الذي يهدد حياة آلاف المدنيين، ويفتك الجوع والعطش بالأطفال والشيوخ والنساء بالمعسكر. فك الحصار إلى ذلك أعلن قائد القوات المشتركة لحركات دارفور، الفريق جمعة محمد حقار، عن قرب فك الحصار عن مدينة الفاشر، في ظل التقدم العسكري المتواصل والإنجازات الاستراتيجية التي حققها الجيش والقوات المتحالفة معه، مقابل التراجع المستمر للميليشيا في مختلف الجبهات. أشاد حقار في تصريحات صحافية بالدور المحوري الذي تقوم به قوات الجيش والمقاومة الشعبية، في محور كردفان الذي يمثل نقطة مفصلية في تعزيز الموقف العسكري واستعادة كامل السيادة الوطنية. استنفار واستعداد في شأن عمليات التحشيد والاستنفار التي تقوم بها قوات "الدعم السريع" في محلية رهيد البردي واحتمالات مهاجمة الفاشر، أوضح المتحدث باسم القوات المشتركة، العقيد أحمد حسين، أن قوات الجيش والمشتركة جاهزة ومستعدة للتعامل مع أي تحركات أو هجمات تقوم بها ميليشيات "الدعم السريع" ومرتزقتهم. وقال حسين إن "ما تقوم به ميليشيات 'الدعم السريع' حالياً من استنفار وتجنيد قسري هو عبارة عن فرفرة مذبوح وحيلة العاجز الذي فقد البوصلة، بعدما تجرعت الهزيمة على أسوار الفاشر لـ(212) مرة وهي في ذروة جبروتها وقوتها الصلبة آنذاك، فلن تتمكن وهي الآن في أضعف حالاتها بمقاتلين مجندين قسرياً من تهديد المدينة". اشتباكات حدودية وفي محور صحراء دارفور وقعت أمس على الحدود السودانية - الليبية اشتباكات عنيفة بين القوات المشتركة لحركات دارفور وكتيبة سبل السلام التابعة للجيش الليبي، أسفرت عن جرحى وأسرى من الجانبين. وعزا آمر الكتيبة الليبية الحادثة إلى "سوء في التفاهم" وتم احتواؤه بصورة سريعة بتواصل الطرفين مع بعضهما بعضاً ومعالجة الوضع وتبادل الأسرى، وفق موقع "قلب أفريقيا" الإخباري. هواجس الأبيض في شمال كردفان تسببت هجمات الطائرات المسيرة والتهديدات المتكررة لقوات "الدعم السريع" بقرب الهجوم على المدينة، في حال من الخوف والقلق وسط المواطنين بمدينة الأبيض عاصمة الولاية، ما حدا بوالي الولاية المكلف، الخالق عبداللطيف، إلى طمأنة المواطنين وعدم الاستماع لما وصفه بالإشاعات التي تروج لها الميليشيا بالاقتراب من اجتياح المدينة. أكد الوالي المكلف، خلال زيارته إلى المؤسسات العسكرية بالمدينة جاهزية جميع الأجهزة الرسمية للتصدي لأي تهديد محتمل يمس أمن المدينة وسكانها. وكانت منابر إعلام ومنصات قوات "الدعم السريع" قد تداولت على صفحاتها أخباراً تزعم بدخول عناصرها إلى المدينة في أول أيام عيد الأضحى. وشدد عبداللطيف، بعدم السماح للميليشيا بدخول مدينة الأبيض، مؤكداً أن قوات الجيش الموجودة في هذه الولاية "تسد عين الشمس". في هذه الأجواء تشهد المدينة تفلتات أمنية منذ وصول قوات متحرك الصياد بعد تراجعها من جنوب وغرب كردفان. وينسب شهود ومصادر محلية الفوضى الأمنية بالمدينة إلى قوات عسكرية متعددة، بينها القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة ويتهمونها بممارسة انتهاكات وعمليات نهب تحت تهديد السلاح ضد سكان المدينة. وأوضح مواطنون، تحدثوا إلى "اندبندنت عربية" أن الوجود الكثيف للقوات العسكرية داخل الأحياء والأسواق بالمدينة، يقف وراء التفلتات، محذرين من تحول المدينة إلى ميدان للرعب بسبب انتشار حوادث النهب تحت تهديد السلاح والاستخدام العشوائي للسلاح. استقرار صحي صحياً أعلنت الطوارئ الصحية بالخرطوم عن استقرار الوضع الصحي العام بعد السيطرة على التفشي الذي شهدته بعض المناطق في الأسابيع الماضية. أكدت الطوارئ أنه وعلى رغم الانحسار الملحوظ لحالات الإصابة بالكوليرا في معظم المحليات، وارتفاع نسبة التعافي وسط المرضى، تستمر فرق الاستجابة في متابعة الوضع في عدد من النقاط الحرجة، ومواصلة عمليات التطهير وتعقيم مصادر المياه، فضلاً عن تقديم الرعاية الصحية المجانية للحالات المشتبه فيها. اعتقالات وتصفيات في شرق دارفور شنت قوات "الدعم السريع" حملة اعتقالات واسعة في حق عشرات المواطنين بمدينة الضعين عاصمة الولاية. ودان بيان لاتحاد نقابات عمال ولاية جنوب دارفور، أمس، الاعتقالات التي طاولت منسوبيه من العمال بالمدينة، متهماً قوات "الدعم السريع" بالسعي المستمر إلى تكميم الأفواه، وإذلال المواطنين لإجبارهم على الولاء لها. طالب البيان بالإفراج الفوري وغير المشروط عن العمال المعتقلين، مشيراً إلى أن الاعتقالات جاءت على خلفية اتهامات بالولاء للجيش والأحزاب السياسية. ومنذ أكثر من عام تسيطر "الدعم السريع" على ولاية شرق دارفور ضمن ثلاث ولايات أخرى في هي (غرب، وسط، وجنوب دارفور) بينما تسعى جاهدة إلى استكمال السيطرة عليه بإسقاط الفاشر عاصمة شمال دارفور. نهايات الحرب إلى ذلك قال رئيس الوزراء الانتقالي، كامل إدريس، أمس، إن الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" المتمردة تقترب من نهايتها، وأن الجيش يمضي بثبات لتحقيق النصر. دعا إدريس، خلال تفقده أمس قيادة منطقة البحر الأحمر العسكرية بمدينة بورتسودان، إلى حشد الجهود والطاقات الوطنية الرسمية والشعبية، لدعم الجيش بوصفه صمام أمان البلاد.