
روسيا تستنزف الدفاعات الأوكرانية بتكثيف هجمات «المسيّرات»
في ليلة الثلاثاء من الأسبوع الماضي، أطلقت روسيا 741 طائرة مسيرة من طراز «شاهد»، وطائرات مسيرة مضللة على أوكرانيا، مركزة هجومها على مدينة «لوتسك» الغربية، وفي الليلة التالية جاء دور كييف لتتلقى ما يقرب من 400 طائرة بدون طيار، واحترقت المدينة في أماكن عدة، وعند الساعة الخامسة من صباح الخميس الماضي، بعد إعلان انتهاء الخطر، ملأ الدخان أجزاء من العاصمة الأوكرانية وخيّم الصمت على المدينة، وعادت صافرات الإنذار بعد أقل من ساعة، وفي ليلة الجمعة، شنت روسيا ثالث هجوم واسع لها، الشهر الجاري، والذي شارك فيه أكثر من 500 طائرة بدون طيار، وشملت الأهداف كييف ومدناً في أقصى غرب أوكرانيا.
وأفادت صحيفة «كييف إندبندنت» بأنه على مدار شهر يونيو 2024، أطلقت روسيا ما مجموعه 332 طائرة بدون طيار، وفي الأسبوع الماضي، أطلقت موسكو أكثر من ضعف هذا العدد في ليلة واحدة، ويقدر الخبراء في أوكرانيا أن روسيا تنتج ما بين 100 و170 طائرة بدون طيار يومياً، وتغادر هذه الطائرات خطوط التجميع وتحلق في سماء أوكرانيا كل بضعة أيام، مع تركيز روسيا على مدينة واحدة في كل مرة، وتُرعب هذه الهجمات المدنيين، لكن نطاقها وتركيزها الضيق يجعلان أهدافاً عالية القيمة أكثر عرضة للخطر.
وتُرسل روسيا أعداداً هائلة من الطائرات المسيرة «لاستنزاف الدفاع الجوي»، ثم تُلحقها بالصواريخ، كما يقول خبير القوات الجوية في مركز «ساهايداتشني» للأمن، أوليكساندر هومينيوك. ويضيف: «هذا يُصعب للغاية القيام بعمليات كشف واعتراض فعالة»، وتضطر أوكرانيا أحياناً إلى استخدام طائراتها المقاتلة لاعتراض الطائرات المسيرة، ما يستنزف الموارد ويعرض الطيارين للخطر.
إلى ذلك، يخشى خبراء أوكرانيون أن تصل الضربات الروسية إلى 1000 طائرة مسيرة أو أكثر بحلول نهاية الصيف، ويقول هومينيوك: «هجوم بهذا الحجم قد يُرهق دفاعات أوكرانيا على المستوى الاستراتيجي، وليس التكتيكي فقط، وإذا لم تُواكب تكنولوجيا الطائرات المسيرة الأوكرانية هذا التطور، فقد يعجز الدفاع الجوي عن تدمير أو إيقاف هذا الكم الهائل من التهديدات القادمة».
وتأتي هذه الهجمات الضخمة في الوقت الذي أمضت فيه الولايات المتحدة شهوراً في دفع موسكو وكييف نحو محادثات السلام، ويقول مستشار وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني، يوري ساك: «الروس يكسبون الوقت، ويستخدمون الأسلحة بشكل جيد، ومع ذلك لم يتوقع أحد أن يحسن الروس طائراتهم المسيرة لدرجة أن تصبح إجراءاتنا المضادة غير فعالة».
ولطالما اعتمدت أوكرانيا على وحدات أرضية متنقلة لإسقاط طائرات مسيرة من طراز «شاهد» بعيداً عن أهدافها.
ويضيف ساك: «كان هذا حلاً جيداً حتى بدأت الطائرات الروسية المسيرة أخيراً بالتحليق على ارتفاعات أعلى من مدى المدافع الرشاشة، كما تغير مسار الطائرات المسيرة، ففي السابق كانت تهبط تدريجيا نحو أهدافها، مثل هبوط الطائرات التجارية، لكنها الآن تحلق كصاروخ باليستي تقريباً».
وغالباً ما تحدث عمليات الاعتراض فوق المدن، حيث يمكن أن يلحق الحطام الضرر بالناس والبنية التحتية.
ولإهدار موارد الدفاع الجوي «الشحيحة» في أوكرانيا، تُنتج روسيا طائرات مسيرة وهمية تحمل إشارات راديوية مطابقة لطائرات «شاهد» ودون حمولة، كما أنهم يعملون على طائرات بدون طيار مزودة «بعدد متزايد من المكونات التي تجعلها أكثر قدرة على تحمل الحرب الإلكترونية»، كما يقول يوري إهنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، والنطاق حالياً محدود لكنه سيتوسع.
وفي وقت سابق من الحرب نصحت أوكرانيا المدنيين بالتأكد من وجود جدارين صلبين على الأقل بينهم وبين الشارع أثناء الهجوم، ولم يعد هذا كافياً للحفاظ على سلامتهم، ويقول خبراء أوكرانيون، إن الروس يقومون بتزويد المسيرات أحياناً بذخائر عنقودية ويزيدون حمولتها بشكل كبير، ما يجعلها أكثر فتكاً.
إن كفاح أوكرانيا للرد على تهديد الطائرات بدون طيار المتغير هو فشل في المشتريات والتمويل، وليس في الإبداع، وتقول المؤسِّسة المشارِكة للمركز الدولي للنصر الأوكراني، داريا كالينيوك، وهو مجموعة مؤيدة للجيش: «الخط الأمامي أشبه بوادي السيليكون من حيث الابتكار الدفاعي».
ومع ذلك، في هذه الحرب تصبح التكنولوجيا قديمة الطراز كل ثلاثة أشهر تقريباً، ودورة المشتريات في أوكرانيا أسرع بكثير من دورة حلف شمال الأطلسي، لكن كييف بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لجعل العقود مرنة بما يكفي لترقيات البرمجيات المتطورة وتحسينات الأجهزة.
عن «الغارديان»
. روسيا تنتج بين 100 و170 طائرة بدون طيار يومياً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
مبعوث ترامب في زيارة لموسكو.. ماذا يحمل لبوتين؟
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو خلال الأسبوع الجاري، في محاولة لانتزاع اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. مستبقا انتهاء المهلة التي حددها لروسيا لوقف الحرب مع أوكرانيا.


سكاي نيوز عربية
منذ 3 ساعات
- سكاي نيوز عربية
مصادر: بوتين يتحدى تهديدات ترامب.. ويرفض "الانصياع"
ورجحت المصادر، وفقا للوكالة أن يتمسك بوتين بهدف السيطرة التامة على أربع مناطق في أوكرانيا. وهدد ترامب بفرض عقوبات جديدة على روسيا ، وفرض رسوم جمركية 100 بالمئة على الدول التي تشتري نفطها، وأكبرها الصين والهند، ما لم يوافق الرئيس الروسي على وقف إطلاق النار في حرب روسيا على أوكرانيا. وقالت مصادر مطلعة على مناقشات في الكرملين ، إن تصميم بوتين على الاستمرار نابع من إيمانه بأن روسيا ستنتصر، واعتقاده بأن أي عقوبات جديدة لن يكون لها تأثير كبير بعد موجات متتالية من العقوبات الاقتصادية منذ بدء الحرب، قبل ثلاث سنوات ونصف السنة. وأوضحت المصادر أن بوتين لا يريد إغضاب ترامب، ويدرك أنه قد يهدر فرصة لتحسين العلاقات مع واشنطن والغرب، لكن أهدافه الحربية لها الأولوية. وأشارت إلى أن هدف بوتين هو السيطرة الكاملة على مناطق دونيتسك ولوغانسك، وزابوريجيا، وخيرسون من أوكرانيا، والتي تقول روسيا إنها أراضيها، ثم بعد ذلك مناقشة اتفاقية سلام. وبينت أن "المحادثات الحالية، التي التقى فيها المفاوضون الروس والأوكرانيون ثلاث مرات منذ مايو، كانت محاولة من موسكو لإقناع ترامب بأن بوتين لا يرفض السلام، مضيفا أن المحادثات كانت خالية من أي مضمون حقيقي باستثناء مناقشات عمليات التبادل الإنسانية". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي: "يريد الرئيس ترامب وقف عمليات القتل، ولهذا السبب يبيع أسلحة أميركية الصنع لأعضاء حلف شمال الأطلسي، ويهدد بوتين برسوم جمركية وعقوبات قاسية إذا لم يوافق على وقف إطلاق النار".


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
486 مليون دولار من السويد والنرويج والدنمارك لتسليح أوكرانيا
أعلنت الحكومة النرويجية في بيان، الثلاثاء، أن السويد والنرويج والدنمارك ستسهم معاً بنحو خمسة مليارات كرونة نرويجية (486.16 مليون دولار) في مبادرة يقودها حلف شمال الأطلسي لتزويد أوكرانيا بأسلحة أمريكية. وكانت تقارير غربية قد تحدثت عن عزم حلفاء أوكرانيا إطلاق صندوق جديد يسمح لهم بشراء أسلحة أمريكية بقيمة مليارات الدولارات، في إطار خطة جديدة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتسليح أوكرانيا. يُمثل إنشاء الصندوق الجديد، أول خطوة ملموسة في تنفيذ تعهد ترامب بإلزام الحلفاء في الناتو، بدفع ثمن الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا. وأعلن ترامب والأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، عن الاتفاق الشهر الماضي، لكنهما لم يُقدما تفاصيل بشأنه.