
قداديس في عيد مار الياس عودة: نرفض إذلال الإنسان وظلمه وتجويعه وقتله كما يحصل في عالمنا إبراهيم: نحتاج إلى شهود يحملون سيف المحبة ويدافعون عن المظلوم
احتفلت أمس الكنائس بعيد مار الياس، حيث أكدت العظات على "احترام المقدسات وإنسانية الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله".
في بيروت
وفي السياق، أشار متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة، خلال قداس عيد النبي إيلياس الغيور في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، الى انه "نعيد للنبي إيليا التسبيتي الغيور، الذي يحتفل بتذكاره جميع المسيحيين بحرارة. هذا النبي الذي عاش قبل المسيح بحوالى تسعمئة سنة، كان أول النساك سكان البرية، كما كان مثالا اقتدى به النساك بعده كالقديس يوحنا المعمدان السابق والصابغ الرب".
ولفت عودة الى ان "النبي إيليا لم يترك أي كتابات، إلا أننا نعرف عنه أكثر مما نعرف عن معظم الأنبياء، بسبب ما كتب عنه في سفري الملوك، اللذين هما من الأسفار التاريخية المهمة في العهد القديم، وعلى من لم يقرأهما، أو قرأهما منذ زمن بعيد، أن يعود إليهما مجددا للاستفادة من مضمونهما، ليس فقط في ما يتعلق بالنبي إيليا، بل بأمور أخرى أيضا".
وشدد على أن "حياة إيليا كانت مليئة بالعجائب، لكن الأعظم والأكثر فائدة لنا هو فضائله. هذا النبي عرف بتقشفه إذ لم يأكل سوى الطحين والزيت مدة ثلاث سنين ونصف، كما عرف بتواضعه إذ عندما حان وقت انطلاقه إلى السماء لم يرغب أن يعاين أحد الحدث، حتى تلميذه أليشع. كذلك، عرف بغيرته لمجد الله، تلك الفضيلة العظمى التي لازمت إسمه مدى الأجيال، مع أنها الفضيلة التي نتناساها نحن أبناء الكنيسة. فإذا توجه إلينا أحد بكلام أو أفعال تحط من قدرنا وكرامتنا ومجدنا الشخصي، نكون مستعدين للانقضاض عليه فورا بألسنة أمضى من حد السيف وبأفعال انتقام لا علاقة لها بالإنسانية، أما إذا أهان أحد مجد الرب، فإننا نتنصل ونهرب بحجة صون حرية الرأي والتعبير، عوض أن نماثل غيرة إيليا، طبعا ليس بالعنف وبطلب نزول غضب الرب، بل بالحوار والقدوة والصلاة إلى الله كي ينير عقل المجدف لكي يرى مجد الله الخالق".
واعتبر عودة أن "دعوتنا اليوم أن نظهر للآخرين، عبر تصرفنا، مثالا عميقا في احترام المقدسات، وإنسانية الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله، فنرفض التجديف على الله وقديسيه، ونرفض أيضا إذلال الإنسان وظلمه وتجويعه وقتله كما يحصل في عالمنا. وعندما يساء إلينا، نبلسم الجرح بالكلام اللطيف، ونعلم بالقدوة المحبة والتسامح والغفران. كذلك، عندما يتفوه البشر بالتجديف، لا نضحكن أو نقبلن ذلك، وإن كنا لا نستطيع توجيههم نحو الرب، فلنهرب من معاشرتهم، محافظين على الغيرة للرب في قلوبنا كل حين".
في زحلة
احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، المطران إبراهيم مخايل إبراهيم بعيد النبي إيليا (مار الياس الحي)، بقداس إلهي ترأسه في كنيسة دير مار الياس الطوق في زحلة بمشاركة كاهن الرعية الأرشمندريت برنار توما.
وشدّد المطران إبراهيم في عظته على "المعاني الروحية العميقة التي يجسّدها مار الياس، نبي النار والغيرة الإلهية، الذي لم يساوم على الحقيقة بل وقف مدافعًا عن الإيمان بالله الحيّ في وجه الانحراف والضلال".
ولفت الى ان "مار الياس على عكس ما يخبر عنه الناس لأنه حامل سيف، اي انه رجل حرب، لكن مار الياس هو رجل سلام، سلام يشعل القلوب بنار المحبة وليس بنار البغضاء، بنار السماء وليس بنار الإرادة الإنسانية المريضة. كم نحن بحاجة اليوم الى شهود على مثال مار الياس، يحملون سيف المحبة ويقضوا بالحق ويدافعوا عن المظلوم في بلد انقلبت فيه المقاييس واصبح اصحاب السلطة هم الفاسدون، ولا احد يستطيع مواجهتهم، اصبحوا يصرخون ضد الفساد اكثر من الناس. غيّروا مقاييس اللعبة وظهروا للناس وكأنهم ابرياء، والناس تصفق لهم وتتبعهم، ما الحل؟ الحل هو سيف المحبة، سيف مار الياس المدافع عن الحق".
احتفل القيم العام في أبرشية صيدا المارونية، الخوري مدلج تامر، بالذبيحة الإلهية لمناسبة عيد مار الياس، وذلك في مقام النبي إيليّا الأثري في حارة صيدا.
وفي عظته، تطرق الخوري تامر إلى سيرة النبي إيليّا، الذي واجه الباطل والسلطة الجائرة المتمثلة بالملك آحاب وزوجته إيزابيل، اللذين عمّما عبادة البعل في زمنه. وأشار إلى أن إيليّا بقي أمينًا لصوت الله، وتحدى السلطة الفاسدة، مؤكّدًا "أن الإله الحق يصغي ويستجيب، بخلاف الآلهة المزيّفة التي لا حياة فيها".
ورأى تامر أن "البعل لا يزال حاضرًا في أيامنا، بصورة عبادة الأشخاص النافذين أو الاغترار بمغريات هذا العالم"، داعيًا المؤمنين إلى التمسك بالإيمان والحق كما فعل إيليّا في زمانه".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
يسري جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة وإثبات حقها
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن طلب النبي صلى الله عليه وسلم للسقاية يوم عرفة يُظهر العديد من الدلالات التربوية والاجتماعية الراقية، منها ما يتعلق بمكانة المرأة في البيت والمجتمع. وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب السقاية من سيدنا العباس رضي الله عنه، وكان العباس مرافقًا له، فوجه العباس ابنه الفضل رضي الله عنه قائلًا: "اذهب إلى أمك"، ليأتي للنبي صلى الله عليه وسلم بشَراب من عندها. وأشار الدكتور يسري جبر إلى أن هذا الموقف يُفند ظنَّ البعض بأن ذكر المرأة باسمها أمام الناس يخدش الحياء، مؤكدًا أن سيدنا العباس ذكر زوجته صراحة أمام جموع الناس ولم يرَ في ذلك عيبًا، بل هو من الفطرة السليمة والسنة النبوية في التعامل الراقي. يسري جبر: الأصل في المرأة أنها شريكة في إدارة شئون البيت وأضاف الدكتور يسري جبر أن قول سيدنا العباس لابنه "اذهب إلى أمك" يُثبت كذلك أن للمرأة حرية التصرف في بيتها، فهي التي أحضرت الماء وأعدته، وكان من الطبيعي أن تُؤتمن على بيتها ومحتوياته، مما يدل على أن الأصل في المرأة أنها شريكة في إدارة شئون البيت. وأكد الدكتور يسري جبر أن هذه المعاني تُستنبط من قراءة دقيقة للحديث، مشددًا على أن الشريعة كرّمت المرأة وأعطتها مكانتها، سواء في الحياء السليم غير المتكلف، أو في إدارة شؤون بيتها بثقة وتقدير. وأشار الدكتور يسري جبر إلى أهمية فهم السنة فهمًا سليمًا، لا تشوبه العادات أو التقاليد المغايرة لهدي النبوة، معتبرًا أن هذه المواقف النبوية مليئة بالحكمة والرحمة، وتُعلِّم الناس كيف يتعاملون بوعي ورقي واحترام مع المرأة في كل المواقف.


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
أزهري يوجه رسالة لـ سوزي الأردنية بعد النجاح في الثانوية العامة
حذر الشيخ عطية محمد عطية، من علماء الأزهر الشريف، من الاستخدام غير السليم لـ السوشيال ميديا، موضحًا أن هناك سلبيات كثيرة ظهرت في المجتمع بسبب ما يتم عرضه عبر منصات السوشيال ميديا. وأضاف العالم الأزهري، خلال حواره ببرنامج " علامة استفهام" تقديم الإعلامي مصعب العباسي، أن الشخص عندما كان يسأل شاب بالثانوية العامة، عن طموحة بالمستقبل، كان يقول الانضمام لكلية الطب أو الهندسة، ولكن الآن الشباب أصبحت تقول" نفسي أطلع يوتيوبر ومسؤول محتوى على السوشيال". ولفت إلى أن هناك أمر كارثي وهو فتنة المال و الشهرة، فالشباب يبني الشهرة خلال دقائق من خلال الظهور على الأنترنت من البيت، ولكن طالب الطب أو الهندسة يدرس لسنوات طويلة من أجل الوصول للشهرة. أزهري يوجه رسالة لـ سوزي الأردنية وأشار إلى أننا ندعوا الله أن يحمي أولادنا من فتنة الشهرة، ووجه رسالة لـ سوزي الأردنية، التي نجحت في الثانوية العامة بمجموع 50%، والتي قامت بتجميع 900 ألف جنيه من السوشيال ميديا في نصف ساعة بعد الظهور وحديثها عن رغبتها في دخول كلية من كليات القمة بالأموال، قائلا:" علينا أن نقيم حملة على مثل هذه الشخصيات التي تروج للأشياء الحرام، ونمنعها". ولفت إلى أن هذه الشخصية تقوم بأشياء غير هادفة، تسبب مشكلات في المجتمع، وعلينا التصدي لمثل هذه الشخصيات التي تؤثر على المجتمع، وإذا أردنا أن نعرف مستقبل الأمة، ننظر لـ شبابها.


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
خطوات الحفاظ عليها.. الإفتاء: صلاة الفجر لا يؤديها إلا أصحاب النفوس المطمئنة
قال الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن المحافظة على صلاة الفجر من أعظم الأعمال التي تميز أهل الإيمان، وهي عبادة مشهودة من الله والملائكة، وقد أقسم الله بها في القرآن، وسمّى سورة كاملة باسمها، قال تعالى: "والفجر وليالٍ عشر". وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن ختام سورة الفجر بقوله تعالى: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"، فيه إشارة إلى أن المحافظة على صلاة الفجر من صفات أصحاب النفس المطمئنة التي بشّرها الله بالجنة. فضل المحافظة على صلاة الفجر وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بشّر من يصلون الفجر بأنهم من أهل الجنة، ومن أهل النور في الدنيا والآخرة، مستشهدًا بالحديث الشريف: "بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة"، موضحًا أن "الظلم" المقصود بها وقت صلاة الفجر والعشاء، حين يخرج المؤمن في الظلام إلى المسجد. وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن صلاة الفجر إلى جانب صلاة العصر، تُعد من "البردين" اللذين من واظب عليهما في جماعة دخل الجنة، كما في الحديث النبوي الشريف. وشدد أمين الفتوى في دار الإفتاء على أن المحافظة على صلاة الفجر تحتاج إلى مجاهدة صادقة، وعزيمة داخلية، تبدأ من صدق النية والدعاء، مؤكدًا أن "من صدق مع الله ودعاه بإخلاص أن يوقظه للفجر، أيقظه الله ولو بدعوة واحدة". ووجه أمين الفتوى في دار الإفتاء بنصائح عملية للمداومة على صلاة الفجر، مثل: النوم مبكرًا، وضبط المنبه، وطلب المساعدة من صديق، والمحافظة على الوضوء قبل النوم، بل والأفضل من ذلك: قيام الليل بركعتين والدعاء فيهما بأن يوفقه الله لصلاة الفجر.