
المثلث الحدودي بين ليبيا ومصر والسودان.. من فرصة تنموية إلى أزمة أمنية
أصبح المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان يمثل معضلة أمنية للدول الثلاث، فعلى الرغم مما تختزنه هذه المنطقة من ثروات طبيعية هائلة، إلا أنها تحولت لمسرح مفتوح أمام تهريب الذهب والسلاح والبشر، و«ما زاد الطين بلة» الصراع الدائر في السودان بين الجيش وقوات الداعم السريع هناك.
وحذّر رئيس الهيئة الدولية لمكافحة الفساد والجريمة المنظمة، الدكتور عبدالباسط القاضي، من خطورة ما وصفه بـ«التحوّل الخطير» في المثلث الحدودي بين ليبيا ومصر والسودان، الذي قال إنه بات خزانًا لتمويل الفوضى الإقليمية بدلًا من أن يكون رافدًا للتنمية الاقتصادية في الدول الثلاث.
شبكات التهريب تستغل المنطقة الغنية بالثروات
وقال القاضي، في تصريح أمس الأحد إلى برنامج «تغطية خاصة» المُذاع على قناة الوسط «WTV»، إن المنطقة الغنية بالثروات الطبيعية تُستغل حاليًا من قبل شبكات تهريب عابرة للحدود ومجموعات مسلحة لتمويل صراعات داخلية، خصوصًا في السودان وليبيا، مشيرًا إلى أن «الفرصة التنموية الكبرى في هذه الرقعة الجغرافية تضيع بسبب غياب القرار السيادي المشترك بين الدول الثلاث، ونتيجة التداخلات الدولية التي تُغذي الفوضى بدلا من دعم الاستقرار».
وأضاف: «ما نشهده اليوم هو اقتصاد موازٍ يُقدّر بمليارات الدولارات، قائم على تجارة غير مشروعة تشمل الذهب والوقود والسلاح وتهريب البشر، ما يضعف قدرة الدول على تحصيل الضرائب ويزيد من كلفة فرض الأمن».
وأكد أن ليبيا هي المتضرر الأكبر اقتصاديًا من هذا الوضع، حيث تُنهب ثروات الجنوب الليبي وتُهرّب دون أن تمر عبر الخزينة العامة، وسط تآكل متزايد لسيادة الدولة في هذه المنطقة، كما أشار إلى أن مصر بدورها تواجه تحديات أمنية متفاقمة على حدودها الجنوبية، تتراوح بين تسلل العناصر المسلحة وتهريب السلاح والذهب، بما يُشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
شبكات مرتبطة برموز النظام الليبي السابق
ونوّه القاضي بأن بعض شبكات التهريب التي تنشط في المثلث الحدودي هي امتداد لرموز من النظام الليبي السابق، وتتمتع بصلات وثيقة في دارفور السودانية وبعض المناطق داخل مصر، وتدير عمليات تهريب منظمة مقابل عمولات ضخمة.
وفي ما يتعلق بالاستثمار، أوضح أن حالة الفوضى الأمنية تمنع أي شكل من أشكال الاستثمار الشرعي، حتى من قبل شركات صينية أو روسية أبدت اهتمامًا سابقًا بالمنطقة، لكنها فضّلت التريث أو العمل عبر وسطاء مسلحين، في ظل غياب الحد الأدنى من الاستقرار.
وأشار إلى أن هذا الملف يتقاطع مع قضية الهجرة غير النظامية، التي وصفها بأنها «ملف بالغ الخطورة»، مؤكّدًا أنه سيتطرق إلى تفاصيله لاحقًا، في ظل تحذيرات أوروبية وغربية متصاعدة من تداعياته الأمنية والسياسية على الإقليم.
المنطقة الحدودية المهمة تعاني من الأنشطة الإجرامية
بدوره، شدد المحلل السياسي والعسكري المصري العميد حاتم عاطف إن السيطرة على المثلث الحدودي بين ليبيا ومصر والسودان باتت تمثل بعدًا استراتيجيًا بالغ الحساسية، محذرًا من تحوّل هذه المنطقة من نطاق سيادة تقليدي إلى ما وصفه بـ«سيادة شبكية» تخضع للميليشيات والجهات الدولية المتنافسة.
وأوضح عاطف في حديثه إلى «تغطية خاصة» أن المثلث الحدودي، الذي يشهد نشاطًا مكثفًا لتهريب الذهب والوقود والبشر، وكذلك مواد حساسة مثل اليورانيوم، يمثل نقطة ارتكاز حيوية لمن يسيطر عليه، لافتا إلى أن إعلان الجيش السوداني أخيرًا سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث يُعد تطورًا نوعيًا وخطيرًا، يكشف تحولات استراتيجية في عمق الإقليم.
وأضاف: «ربما تسعى قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلى انتزاع نصر ميداني بعد سلسلة من الهزائم، أو إلى تدويل الصراع السوداني عبر توسيع ساحته إلى المحيط الإقليمي».
الجيش المصري يسيطر على الجهة الخاصة به
وأكد عاطف سيطرة الجيش المصري «المُحكمة» على الجهة الخاصة به في هذه المنطقة، نظرًا لحساسيتها الأمنية والاقتصادية، ومخاطر تسلل الفوضى وتهريب السلاح والذهب إلى الداخل المصري، منوها برفض القيادة المصرية أي محاولة لزعزعة التوازن في هذا المحور الاستراتيجي.
وفي سياق متصل، أشار العميد عاطف إلى تصاعد التوترات الإقليمية، متحدثًا عن حرب غير معلنة تدور بين أطراف دولية فاعلة في الملف السوداني، من بينها إسرائيل وإيران وتركيا والإمارات، ولفت إلى أن إسرائيل تتهم إيران بدعم الجيش السوداني بالطائرات المسيّرة والأسلحة الثقيلة، ما قد يدفعها – بحسب تقديره – إلى توجيه ضربات مباشرة للمصالح الإيرانية داخل السودان.
-
-
-
وقال: «إذا حدث ذلك، فإن الحرب ستتجاوز كونها نزاعًا سودانيًا داخليًا، لتصبح حربًا بالوكالة بين قوى إقليمية ودولية، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي لكل من مصر وليبيا والسودان».
وأكد العميد عاطف أن مصر تربطها علاقات متينة مع «القيادة العامة» بقيادة المشير خليفة حفتر، والقوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، موضحًا أن «الجيش المصري لا يدعم الميليشيات، بل يقف إلى جانب الدول والجيوش النظامية»، وأردف: «المؤسسة العسكرية المصرية جاهزة لكافة السيناريوهات، بما فيها السيناريوهات غير المتوقعة، في حال خروج الأوضاع في المثلث الحدودي عن السيطرة أو تدخل أطراف خارجية بشكل مباشر».
هشاشة أمنية مزمنة
من جانبه، قال الباحث في المركز الليبي لبناء المؤشرات، إبراهيم الاصيفر، إن المثلث الحدودي بين ليبيا ومصر والسودان يعاني من حالة «هشاشة أمنية مزمنة»، تُغذيها الخلافات السياسية بين الفاعلين المحليين، وغياب رؤية موحدة بين القوى المسيطرة في الدول الثلاث.
وأوضح الاصيفر، في مداخلة مع «تغطية خاصة»، أن المنطقة تشهد تهميشًا ممنهجًا منذ عقود لم يتغير حتى بعد تحولات ما بعد العام 2011، مشدّدا على أن «الهشاشة الأمنية في المثلث تُعد البيئة المثلى لصعود الجماعات المسلحة، التي تستغل هذا الفراغ في السيطرة لتحقيق أرباح طائلة من تجارة الذهب والوقود وتهريب البشر».
واستطرد أن ضبط هذه المنطقة لا يمكن أن يتم من خلال مقاربة أحادية أو جهود محلية فقط، بل يتطلب «توافقًا سياسيًا وأمنيًا بين الدول الثلاث، وتوحدًا في الموقف داخل كل دولة، إضافة إلى دعم لوجستي وتقني من المجتمع الدولي».
وأشار إلى أن «السيطرة المصرية على جانبها من المثلث تُعد الاستثناء الوحيد»، بينما يظل الضلعان الآخران (الليبي والسوداني) في حالة انهيار شبه كامل، ما يجعل ضبط الحدود في هذه المساحة المعقدة جغرافيًا أمرًا بالغ الصعوبة.
تغليب حسن النوايا لتأمين المنطقة الحدودية
دعا الصحفي السوداني ورئيس قسم الأخبار في قناة النيل الأزرق، أنور البدوي، إلى ضرورة تغليب حسن النوايا، والالتزام بالقانون الدولي، والتنسيق المشترك بين السودان ومصر وليبيا لإدارة منطقة المثلث الحدودي الحساسة، محذرًا من أن التدخلات الإقليمية والدولية قد تفجّر الأوضاع أكثر وتُحوّل هذه المنطقة إلى ساحة لتصفية الحسابات.
وقال البدوي، في تصريحات إلى «تغطية خاصة» إن الطبيعة الجغرافية الوعرة للمثلث، من أودية ضيقة وصخور نارية وتضاريس صعبة، تجعل المراقبة الأمنية والتقنية أمرًا شديد التعقيد، حتى باستخدام الأقمار الصناعية، وهو ما يستدعي - بحسب قوله - «أعلى درجات الشفافية والتنسيق الإقليمي النزيه»، بدلًا من التنافس والصدام.
وأكمل رئيس قسم الأخبار بقناة النيل الأزرق أن «التجربة السابقة للقوات المشتركة الليبية - السودانية أثبتت قدرة هذه الدول على التنسيق العابر للحدود في عمليات الاستطلاع والإنقاذ، بل وحتى في مكافحة التهريب، لكنها تجارب توقفت بفعل الفوضى السياسية والتدخلات الخارجية».
واختتم أن «المفتاح الحقيقي هو الإرادة السياسية النزيهة، التي ترى في الجار عمقًا استراتيجيًا وليس ساحة نفوذ»، مؤكدًا أن أي خلل في هذا التوازن سيبقي المثلث الحدودي رهينة للفوضى، والأطراف الأجنبية الطامعة.
تردد قناتي «الوسط» (Wtv) على النايل سات
■ تردد الوسط (Wtv 1): HD 11096 | أفقي | 27500 | 5/6
■ تردد الوسط (Wtv 2): SD 10815 | أفقي | 27500 | 8/7

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 19 دقائق
- الوسط
«وسط الخبر» يناقش: وساطة بلا مخالب.. هل تنشط «تيتيه» الدور الدولي أم تنعيه؟
يسلط برنامج «وسط الخبر» على قناة «الوسط» (Wtv)، في التاسعة مساء اليوم الإثنين بتوقيت ليبيا، الضوء على الحوار الشامل الذي أجرته «بوابة الوسط» مع المبعوثة الأممية إلى ليبيا هانا تيتيه حول مسارات الأزمة الليبية والرد على الانتقادات الموجهة من عديد الأطراف الليبية لأداء البعثة. ويتوقف البرنامج بالعرض والتحليل عند حديث حول خارطة الطريق وأسباب تأخر الإعلان عنها حتى أغسطس المقبل، وتصريحاتها بشأن كيفية معالجة الانقسامات الهيكلية وغياب الإرادة السياسية الليبية على مدى أكثر من 10 سنوات. ويتطرق النقاش إلى إعلان تيتيه اعتزامها تقديم في الإحاطة المقبلة «خارطة طريق» بمدد زمنية محددة، وذلك لإعادة إطلاق العملية السياسية المتعثرة. ويثير البرنامج جملة من الأسئلة تساور المتابعين بشأن أداء البعثة وكيفية تحقيق مستهدافتها للعملية السياسية في ليبيا، ومدى قبول الأطراف للمقترحات والأفكار التي تتداولها. تردد قناتي «الوسط» (Wtv) على النايل سات ■ تردد الوسط (Wtv 1): HD 11096 | أفقي | 27500 | 5/6 ■ تردد الوسط (Wtv 2): SD 10815 | أفقي | 27500 | 8/7


الوسط
منذ 6 ساعات
- الوسط
ترامب: «لا أعرض شيئا» على إيران ولا «أتحاور» معها
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الإثنين إنه «لا يعرض شيئا» على إيران، وهو «لا يتحاور معها»، وذلك بعد أيام من تحذيره من أنه لن يتردد في قصف البلاد مجددا إذا سعت إلى الحصول على السلاح النووي. كتب الرئيس الأميركي على موقعه «تروث سوشال»، «لا أعرض شيئا على إيران، على عكس (الرئيس السابق باراك) أوباما الذي منحها مليارات الدولارات» مقابل اتفاق عام 2015 المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. وأضاف «لا أتحدث معهم حتى، بما اننا دمرنا منشآتهم النووية بالكامل»، بحسب «فرانس برس». قصف ثلاثة مواقع نووية وانضمت الولايات المتحدة إلى هجوم حليفتها الإسرائيلي بقصف ثلاثة مواقع نووية ليل 21 الى 22 يونيو. وبعد 12 يوما من القصف المتبادل، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 24 من الجاري والذي فرضه ترامب. والجمعة حذّر الرئيس الأميركي من أن الولايات المتحدة ستشنّ «بلا شك» ضربات جديدة على إيران إذا قامت بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات تسمح لها حيازة السلاح النووي. صرح نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، لبي بي سي أنه لا يمكن استئناف المحادثات الدبلوماسية مع واشنطن إلا إذا استبعدت الولايات المتحدة شنّ ضربات جديدة على إيران. مسؤول إيراني: «نسمع أن واشنطن تريد التحدث معنا» قال المسؤول الإيراني في مقابلة بثتها «بي بي سي» مساء الأحد «نسمع أن واشنطن تريد التحدث معنا»، مضيفا «لم نتفق على تاريخ محدد. ولم نتفق على الآليات». وقال «نسعى للحصول على إجابة على هذا السؤال: هل سنشهد تكرارا لعمل عدواني ونحن منخرطون في حوار؟»، مشيرا إلى أنّ الولايات المتحدة «لم توضح موقفها بعد».


عين ليبيا
منذ 6 ساعات
- عين ليبيا
تم إيقافه لسنوات.. الاستخبارات الأمريكية تكشف تفاصيل الضربات ضدّ برنامج إيران النووي
جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفيه إجراء أي محادثات مع إيران، مؤكداً أن بلاده 'دمرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل'، في تصريح جديد يعكس تصعيداً في لهجة الخطاب تجاه طهران. وقال ترامب في منشور عبر منصته 'تروث سوشيال': 'أخبروا السيناتور الديمقراطي كريس كونز أنني لا أقدم لإيران أي شيء، على عكس باراك أوباما الذي دفع لهم مليارات الدولارات بموجب اتفاق الطريق الغبي نحو السلاح النووي (JCPOA)، والذي كان سينتهي الآن على أي حال!'. وأضاف: 'كما أنني لا أتحدث معهم حتى، منذ أن دمرنا بالكامل منشآتهم النووية'. في السياق، أطلع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، جون راتكليف، أعضاء الكونغرس على تفاصيل سرية تتعلق بنتائج الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، مؤكداً أن الهجمات ألحقت أضراراً 'جسيمة وطويلة الأمد' بقدرات طهران النووية. وبحسب ما نقلته وسائل إعلام أميركية، كشف راتكليف خلال الإحاطة أن الضربات دمرت منشأة تحويل المعادن الوحيدة في إيران، والتي تُعد عنصراً حاسماً في عملية تصنيع نواة السلاح النووي. وأشار إلى أن تجاوز هذا الضرر سيستغرق سنوات، مؤكداً أن الضربة شكّلت 'انتكاسة استراتيجية' للبرنامج النووي الإيراني. وأوضح أن التقييم الاستخباراتي اعتمد على 'معلومات موثوقة'، من بينها مصادر بشرية وصور أقمار صناعية، وأكد أن منشآت نووية رئيسية، بينها مواقع في أصفهان وفوردو، تعرضت لأضرار بالغة، وأن الجزء الأكبر من اليورانيوم المخصب الإيراني لا يزال مدفوناً تحت أنقاض هذه المنشآت. في السياق، أثار تصريح جديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من التكهنات، حيث كشف عن وجود أربعة مواقع نووية في إيران، مشيرًا إلى أن ثلاثة منها هي المواقع الرئيسية التي استهدفتها الولايات المتحدة مؤخرًا، في حين وصف الموقع الرابع بأنه أقل أهمية. وخلال مقابلة مع قناة 'فوكس نيوز'، قال ترامب: 'كنا نعلم أن لديهم العديد من المواقع، ربما ثلاثة بالإضافة إلى واحد آخر، لكنها المواقع الثلاثة الرئيسية، وكنا نعلم أنه سيتعين عليهم التخلي عنها'، ولم يوضح ترامب تفاصيل عن الموقع الرابع، مما أثار تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية. يأتي ذلك في ظل نقاش داخلي في واشنطن بشأن مدى فاعلية الضربات، وسط تباين بين التقييمات الأولية وبعض التقارير الاستخباراتية. غير أن تصريحات راتكليف جاءت ضمن جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لتأكيد أن الهجمات حققت أهدافها الاستراتيجية. وأكدت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ما جاء في إحاطة راتكليف، معتبرين أن الضربات وجهت ضربة قاصمة للقدرات النووية الإيرانية. وقال ترامب، في مقابلة على قناة 'فوكس نيوز'، إن 'البرنامج النووي الإيراني تم محوه بشكل غير مسبوق'، مضيفاً أن ما جرى 'يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل لفترة من الزمن'. تأتي هذه التطورات في وقت حذر فيه خبراء إيرانيون من أن واشنطن وتل أبيب قد تستأنفان عملياتهما العسكرية ضد إيران خلال الأيام المقبلة، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية. خامنئي يرد على ترامب: تصريحات ترامب مبالغ فيها لإخفاء عجزه ردّ المرشد الإيراني علي خامنئي على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفاً مبالغات الأخير بأنها محاولة لإخفاء العجز وعدم القدرة على مواجهة إيران. وقال خامنئي في تدوينة على منصة 'إكس': 'استخدم الرئيس الأمريكي مبالغة غير تقليدية في وصف ما حدث… لم يكن بوسعهم فعل شيء، فبالغوا في الكلام لإخفاء الحقيقة وإبقائها طي الكتمان'. جاء ذلك بعد تصريحات ترامب التي هدد فيها بوقف أي تخفيف للعقوبات على إيران، وشن ضربات جديدة إذا واصلت طهران برنامجها النووي، مؤكداً تدمير ثلاثة مواقع نووية إيرانية، وادعاء أنه أنقذ المرشد من 'موت مهين'. بدوره، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ترامب إلى التخلي عن 'نبرته غير المحترمة' تجاه المرشد الإيراني. إيران تحدد شروط العودة إلى طاولة المفاوضات وتكشف رسائل أمريكية بشأن خامنئي حددت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، جملة من الشروط التي ترى ضرورة توفرها لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكدة في الوقت ذاته تلقيها رسائل غير مباشرة تفيد بأن واشنطن لا تعتزم استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي في إطار أي تحركات لتغيير النظام. ونقلت وكالة 'إيسنا' الإيرانية عن مساعد وزير الخارجية مجيد تخت روانتشي، أن على واشنطن 'استبعاد أي هجوم آخر على إيران بالكامل' كشرط أساسي للعودة إلى طاولة التفاوض، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّرت عن رغبتها في الحوار، لكنها لم تقدم حتى الآن ضمانات واضحة بشأن وقف التصعيد العسكري خلال فترة المباحثات. وأوضح روانتشي أن طهران تلقت عبر وسطاء رسائل تفيد بأن الولايات المتحدة 'لا تنوي استهداف القيادة الإيرانية بغرض تغيير النظام'، لكنه شدد على أن بلاده تراقب الموقف عن كثب، ولا تزال في حالة تأهب تحسباً لأي مفاجآت، قائلاً: 'لا نريد الحرب، بل نرغب في الحوار والدبلوماسية، لكن يجب أن نبقى حذرين'. وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، أكد المسؤول الإيراني أن حجم الأضرار التي لحقت به جراء الضربات الأمريكية لا يزال قيد التقييم، في إشارة إلى الهجمات التي شُنت مؤخراً على منشآت نووية إيرانية، وألحقت خسائر كبيرة في البنية التحتية العلمية والعسكرية. سفير إيران لدى الأمم المتحدة يؤكد تعذر استئناف المفاوضات مع واشنطن وينفي تهديدات ضد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إن الظروف الحالية غير ملائمة لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مشدداً على أن أي محاولات أميركية لفرض شروط على طهران تجعل الحوار مستحيلاً. وخلال مقابلة مع شبكة 'سي بي إس' الأميركية، أوضح إيرواني أن 'المفاوضات مع الأميركيين مستحيلة إذا أرادوا فرض شروطهم'، معبراً عن موقف بلاده الرافض لأي ضغوط خارجية على برنامجها النووي. ونفى السفير الإيراني بشكل قاطع وجود أي تهديدات من طهران تجاه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، وذلك بعد أن نشرت صحيفة محلية دعوات لإعدامه واتهامه بالتجسس. وقال إيرواني: 'لا يوجد أي تهديد ضد غروسي من جانب إيران'، لكنه أكد في الوقت ذاته أن مفتشي الوكالة 'لا يمكنهم حالياً دخول المنشآت النووية الإيرانية'. وفي سياق متصل، أكد السفير الإيراني أن بلاده 'لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية'، رافضاً أي محاولات للضغط على برنامجها النووي المدني. خبير إيراني: إسرائيل وواشنطن ستستأنفان العمليات العسكرية ضد طهران خلال أسبوع على أقصى تقدير حذر الدكتور إبراهيم متقي، الخبير الإيراني في الشؤون الأميركية، من أن وقف إطلاق النار الراهن قد لا يستمر طويلاً، مرجحاً أن تستأنف إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، عملياتها العسكرية ضد إيران خلال أسبوع على أقصى تقدير. وفي مقابلة بثها التلفزيون والإذاعة الرسميان في إيران يوم الأحد، قال متقي إن 'مفهوم وقف إطلاق النار يختلف من دولة لأخرى؛ فبينما تعتبره إيران فرصة لتحقيق الاستقرار، تنظر إليه إسرائيل وواشنطن كوسيلة لإعادة التمركز وتعزيز القدرات القتالية'. وأضاف أن الأدلة المتوفرة تشير بوضوح إلى أن 'الموجة الثانية من الهجمات قيد التحضير، وقد تشمل استهداف مسؤولين إيرانيين ومنشآت استراتيجية'، محذرًا من أن المؤسسات المدنية والعسكرية لا ينبغي أن تتعامل مع الهدنة الحالية بثقة مفرطة. ودعا متقي إلى تعزيز البنية الدفاعية الإيرانية، خصوصاً في مجالات الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، والميكروترونيك، مع التركيز على 'تشتيت الأهداف' تحسباً لأي هجمات مفاجئة، كما شدد على ضرورة تجاوز 'التفاؤل الساذج'، داعياً إلى فهم أعمق لطبيعة الصراع والعدو. وفي السياق ذاته، اعتبر الخبير السياسي مجيد عباسي أن وقف إطلاق النار الحالي لا يجب أن يُستغل من قبل 'العدو' لترميم قدراته، مطالبًا بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتشديد السيطرة على الفضاء الإلكتروني والإنترنت المحلي، استعدادًا لما وصفه بـ'الحرب الهجينة المقبلة'. تصريحات متقي وعباسي تأتي في وقت يتواصل فيه الجدل في طهران بشأن أهداف الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة، وتداعياتها المحتملة على الأمن القومي الإيراني. الإعلام الإيراني يكشف هوية 'رفيق سليماني' بعد مقتله بغارة إسرائيلية ويصفه بـ'أسطورة المواجهة' كشفت وسائل إعلام إيرانية للمرة الأولى عن هوية القيادي العسكري حسن أبو الفضل النيقويئي، المعروف بلقب 'الحاج يونس'، وأكدت مقتله في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مواقع داخل إيران خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً. ووصفت وكالة 'تسنيم' الحاج يونس بأنه من المقربين جداً لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أميركية قرب مطار بغداد عام 2020، مشيرة إلى أن العلاقة بين الرجلين كانت عسكرية ومعنوية وشخصية. الوكالة الإيرانية نعت الحاج يونس بوصفه 'أحد أساطير مواجهة الإرهابيين في المنطقة'، وقالت إنه قضى 'حياة حافلة بالنضال ضد أعداء إيران والإسلام والمنطقة'، مضيفة أنه كان له دور محوري في قيادة عمليات فيلق القدس داخل سوريا، وأن وجوده على الأرض كان 'مركزياً ومؤثراً'.