
موجة الحر القاسية: تحدٍّ صحي وإداري واقتصادي… وعمال الوطن في الصفوف الأمامية
إن هذه الموجة ليست مجرد حالة جوية عابرة، بل هي امتحان حقيقي للقدرة على إدارة الوقت والموارد، واتخاذ القرارات التي توازن بين استمرار العمل والحفاظ على صحة الأفراد. فالحرارة الشديدة لا تؤثر فقط على الأداء البدني والنفسي، بل تمتد آثارها إلى الاقتصاد والإنتاجية، حيث قد يتسبب انخفاض الكفاءة وزيادة الإجازات المرضية في إبطاء عجلة العمل.
من الناحية الإدارية، تتحمل المؤسسات مسؤولية مضاعفة في مثل هذه الظروف، إذ يتعين عليها تعديل ساعات العمل، وتوفير أماكن مهيأة للتبريد، وضمان توفير المياه ووسائل الوقاية للعاملين.
أما على الصعيد الفردي، فيجب علينا جميعًا الالتزام بالنصائح الصحية: شرب كميات كافية من الماء، تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة، ارتداء الملابس القطنية الفاتحة، وتناول وجبات خفيفة وصحية تساعد على ترطيب الجسم.
اقتصاديًا، تُعتبر موجات الحر الطويلة مؤشرًا على ضرورة الاستثمار في بيئات عمل أكثر مرونة، واستراتيجيات إدارة أزمات الطقس، لما لذلك من أثر على استدامة العمل وتقليل الخسائر.
ختامًا، في ظل هذه الأجواء، يبقى الاحترام والتقدير لعمال الوطن واجبًا أخلاقيًا، فهم خط الدفاع الأول في الحفاظ على نظافة المدن وصحة المجتمع. ولنُدرك جميعًا أن التعامل الذكي مع موجة الحر هو مسؤولية مشتركة، تضمن سلامة الإنسان واستمرار عجلة الحياة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ 16 دقائق
- خبرني
الصحة الأميركية تحذر 500 شخص من مرض فيروسي قاتل
خبرني - يعمل مسؤولو الصحة على تنبيه مئات الأشخاص في عشرات الولايات الأمريكية وعدة دول قد يكونون تعرضوا لداء الكلب في كبائن مملوءة بالخفافيش في منتزه غراند تيتون الوطني في وايومنغ، مؤخرا. وبحسب التقرير، حتى يوم الجمعة، لم يُظهر أي من الخفافيش الموجودة في بعض من الكبائن الثمانية المرتبطة بمكان الإقامة "Jackson Lake Lodge" (جزء من مرافق الإقامة الرسمية للمنتزه) أي إصابة بداء الكلب. في حين أن عددا قليلا من الخفافيش الميتة التي أُرسلت إلى مختبر ولاية وايومنغ البيطري للفحص، كان على الأرجح عينة صغيرة فقط من العشرات التي استوطنت العلية فوق صف الكبائن، وفقا لما صرحت به مسؤولة الصحة في ولاية وايومنغ، الدكتورة أليكسا هارست. وأضافت أن الخفافيش الأخرى لم تُقتل، بل تم إخراجها من خلال أبواب ونوافذ الكبائن، في حين أن الغالبية العظمى لم تهبط من العلية إلى أماكن المعيشة. وبناء على ذلك، قرر مسؤولو الصحة أن الأفضل هو التنبيه المبكر لكل من أقام في هذه الكبائن مؤخرا بأنه ربما تعرض للدغة أو خدش من خفاش، خصوصا أن لدغة أو خدش الخفاش أثناء النوم قد تمر دون أن يلاحظها الشخص. وقالت هارست: "ما يقلقنا حقا هو الأشخاص الذين رأوا الخفافيش في غرفهم والأشخاص الذين ربما تواصلوا مباشرة مع خفاش". ولم تُشغل الكبائن منذ اكتشاف مشكلة الخفافيش في 27 يوليو من قبل شركة "Grand Teton Lodge"، ولا توجد خطط لإعادة فتحها. هذا وتعتبر الخفافيش ناقلا شائعًا لفيروس داء الكلب، وبمجرد ظهور الأعراض - مثل آلام العضلات، القيء، الحكة، وغيرها- فإن داء الكلب يكون غالبا قاتلا لدى البشر. وأشارت هارست إلى أن الخبر الجيد هو أن البروتوكول الوقائي المكون من خمس جرعات على مدى أسبوعين بعد التعرض فعالٌ للغاية في الوقاية من المرض. يشار إلى أن الكبائن فتحت أبوابها لموسم الصيف في مايو بعد أن كانت شاغرة طوال فصل الشتاء، وبناءً على حوالي 250 حجزًا حتى أواخر يوليو، قدّر مسؤولو الصحة أن ما يصل إلى 500 شخص أقاموا في الكبائن. وكانوا يحاولون التواصل مع الأشخاص في 38 ولاية وسبع دول عبر وكالات الصحة في تلك الولايات، وفي حالة الزوار الأجانب، عبر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وكان مسؤولو الصحة يوصون باللقاحات الوقائية للأشخاص الذين تنطبق عليهم معايير معينة، مثل الذين ينامون بعمق ووجدوا خفاشا في غرفهم، والأطفال الصغار الذين لا يستطيعون الإبلاغ عن رؤيتهم للخفاّش. وأكدت إدارة الصحة في وايومنغ أنه لا يوجد قلق مستمر بشأن سلامة الزوار في منطقة "Jackson Lake Lodge"، بما في ذلك ندوة السياسات الاقتصادية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي المزمع إقامتها في 21-23 أغسطس كل صيف.


رؤيا
منذ ساعة واحدة
- رؤيا
مراسل "رؤيا": استشهاد الشاب حمدان أبو عليا برصاص الاحتلال شمال رام الله
مراسل "رؤيا": نقل جثمان الشهيد حمدان أبو عليا إلى مجمع سلواد الطبي أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب حمدان موسى محمد أبو عليا، البالغ من العمر 18 عامًا، برصاص قوات الاحتلال في بلدة المغير شمال رام الله. وأفاد مراسل "رؤيا" بنقل الشهيد إلى مجمع طبي سلواد، وأن أن يُشيّع غدًا الأحد في مسقط رأسه. وفي السياق، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة سيدة حامل تبلغ من العمر 24 عامًا، جراء استنشاقها الغاز المسيل للدموع وسقوطها من مرتفع أثناء اقتحام قوات الاحتلال لقرية كفر قليل جنوب نابلس.


أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
م. هاشم نايل المجالي : رعاية المسنِّين مسؤولية جماعية
أخبارنا : هناك أسباب عديدة تؤدّي إلى كُره الأبناء لوالديهم، منها عندما يكون الأب قاسيًا على أبنائه، حيث يولِّد مشاعر الكره والبغض عند الأبناء، خاصةً إذا صاحبها إساءات جسدية ولفظية وغيرها، والتي تتراكم لتخلق لدى الأبناء شعورًا بالكره والحقد والرغبة بالانتقام في يومٍ ما. كذلك من الأسباب المؤدِّية إلى كره الأبناء لوالديهم الإهمال العاطفي وانشغال الآباء كثيرًا عن أبنائهم لسببٍ أو لآخر، خاصةً عندما يُعطي الوقت الكثير لمهنته ويكون بمثابة الحاضر الغائب، ممّا يؤثّر على مشاعرهم الداخلية وعدم الرضا عن ذلك. وهناك من الآباء من يتخلَّون عن مسؤوليتهم تجاه أبنائهم سواء بالمصروف أو التعليم أو غيره، وهناك من يرحل عنهم لسببٍ ما. كذلك هناك آباء يسخرون دوماً من بعض أبنائهم لأتفه الأسباب، ممّا يخلق لديهم شعورًا ذاتيًّا سلبيًّا تجاه الأب، خاصةً عندما يُهين الأب زوجته أمام أبنائه. كذلك عندما يكون الأب من مدمني المشروب والكحول والمخدرات ولعب القمار، ممّا ينعكس سلبًا على نفسية أطفاله، وكذلك غياب العدل بين الأبناء ممّا يخلق شعورًا سلبيًّا. كل ذلك ينعكس على شخصية الأبناء ومستقبلهم، وسلبًا على تطوّر شخصيتهم، فبدل أن يكتسب الأبناء المثل الأعلى من الأب، ينعكس ذلك سلبًا. وعندما يكبر الآباء مع مرور السنين ويصبحون من المسنِّين ويحتاجون إلى الرعاية الصحية والاجتماعية، نجد أن تلك الممارسات السلبية للآباء قد خلقت شعورًا سلبيًّا عند الأبناء للتخلّص من آبائهم وإرسالهم إلى دور المسنِّين للرعاية، بسبب عدم تفرّغهم لرعايتهم بالقدر الكافي. وهنا يأتي دور رعاية المسنِّين، حيث يمكنهم قضاء بقية حياتهم في بيئة محمية وآمنة بعد فقدان قدراتهم البدنية والذهنية، ممّا يستوجب على الجميع دعم هذه الدور الخاصة بالمسنِّين، حيث إن الخدمة الاجتماعية التي تُقدَّم لهم هي مهنة إنسانية متخصّصة لإسعادهم وتحقيق رفاهيتهم، وتوفير العلاج اللازم لهم لإشباع رغباتهم التي فقدوها بمنزلهم، واحترامهم وتقديرهم. فدور المسنِّين تحوي الكثير من كل فئات المجتمع، ومنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. جميعهم قد فقدوا العمل وفقدوا من يرعاهم صحيًا واجتماعيًا، وأصبحوا بحاجة إلى مجتمع خاصٍّ بهم، مدركٍ لآلية التعامل معهم على أسس سليمة، ويوفِّر لهم كل الإمكانيات للرفاه الاجتماعي، والأخصائيين لرعايتهم من كافة الجوانب. فهناك برامج صحية ونفسية وثقافية واجتماعية، وممارسة الأنشطة المختلفة، وتحويل شعورهم بالوحدة إلى جوٍّ من الحياة الأسرية الطبيعية، لينالوا حياة كريمة. ومنهم من قدّم الكثير لوطنه ومجتمعه، فعلينا أن نهتم بهم، والاعتراف بجميلهم، ونردّ لهم حياة بسيطة هادئة محترمة، ونعتبرهم جزءًا أساسيًا من المجتمع، لا أن نجعلهم مهمَّشين ومنعزلين، فلهم علينا حقوق وواجبات. ولقد حثَّ الإسلام على الاهتمام بكبار السن ورعايتهم وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي الذي يدعو إليه الله سبحانه وتعالى في قوله (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا). فدور رعاية المسنِّين لديهم أخصائيون يفهمون احتياجاتهم ومشاعرهم واتجاهاتهم، ويعمل الأخصائي على تفهُّم شخصية المسن وتقدير المواقف التي يحتاج إليها للتدخُّل وفق استراتيجية عملية، حيث يحدِّد المشكلة ويرسم خطة الحل، وحمايته من الأمراض. فتعاليم الدين الإسلامي الحنيف تحض على ذلك، والقيم الأخلاقية التي تنادي بها يجب أن تُترجَم إلى دعمٍ لدور المسنِّين ماديٍّ أو عينيٍّ، حيث تحتاج دور الرعاية للمسنين إلى كثير من المتطلبات الصحية والغذائية، وأطباء وخبراء نفس وغيرهم، كذلك مستلزمات عديدة للإيواء والأجهزة والمعدات وغيرها. وعلى المواطن أن يقدِّم ما يستطيع تقديمه من دعمٍ لهذه الدور، كما هو واجب على المنظمات والجمعيات المتخصّصة لذلك، بالإضافة إلى دور الدولة الكبير في ذلك. وتبقى رعاية المسنِّين أحد التحديات الكبرى التي تواجه المجتمعات، ويجب التكافل بين القطاع العام والخاص لخدمتهم.