
فتوى في مرمى الشباك
بعض من رجال الدين، الذين لاشغل لهم، سوى الدوران في الهامش وتناول القضايا المضحكة، والابتعاد عن أس المشاكل الحياتية، اقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب مباراة كرة قدم، ودعوا الى مقاطعة اقامتها بحجة ان موعد المباراة يتزامن مع مناسبة دينية.
على أثر ذلك نشرت بوست على احدى مواقع التواصل الاجتماعي، عبرت فيه عن استغرابي لهذا التدخل الغريب، موضحا ان تدخل رجل الدين في هذه التفاصيل يؤدي الى تسييس الرياضة دينيا، وتحويل المنافسات الرياضية إلى معارك أيديولوجية، مما يفسد متعة الرياضة وروحها التنافسية،
وإثارة الفتن بين الجماهير، فبدلاً من تعزيز الروح الرياضية، قد يستخدم البعض خطابات وشعارات تذكي التعصب بين المشجعين، وتتحول الرياضة من مساحة تجمع الناس وتوحدهم، تتحول إلى ساحة للخلافات بدلًا من كونها مجالًا للتنافس الشريف والمتعة، محاولة خلط الدين بالرياضة مثل محاولة فرض طقوس دينية معينة على الرياضيين أو الجماهير، فهذا الأمر ليس من شأن رجل الدين، الرياضة لها قوانينها الخاصة، وأهل الاختصاص هم من يضعونها وليسوا رجال الدين.
باتت لعبة كرة القدم في البلد الحلم الأخير لنا بعد ان تحولت كل الأحلام الى كوابيس، والفرحة الاخيرة في البلاد بعد ان بطشت بنا الاهات والويلات، يبدوا ان المتأسلمين يريدون افساد اخر حلم واخر فرحة، ليعتبروا الرياضة رجس من عمل الشيطان، والتشجيع ينسف الايمان، والتصفيق يبطل الوضوء، العجيب انهم لم يلتفتوا الى الفساد والظلم الذي ينهش بالعباد، بل تركوا منابرهم وتعلقوا بأستار المرمى وهذا هو قدرنا الأحمق ان يصل الأمر بنا الى رجل دين يحلل ويحرم ويحدد الوقت الملائم للعب كرة القدم.
الأغرب من ذلك كله،وقت نشري للتوضيح و اذا بجمهور كبير يمطرني بسيل من الشتائم والتضليل والتكفير، وكأنهم مخلوقات مسعورة ذات أنياب حادة وألسن تشبه ألسن الأفاعي التي تقطر سما زعافا، وأدمغة محشوة بالحقد والاستعلاء والادعاء، ووهم بأن الله خلقهم ولم يخلق سواهم، معتقدين أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، مما يجعلهم يرون من يخالفهم على أنه مخطئ أو حتى شرير،حتى سألت نفسي هل رجل الدين يمثل هويتهم حتى باتوا يعتقدون انه جزءا أساسيا في حياتهم ومعتقداتهم، بالتالي أي نقد أو معارضة تثير لديهم ردود فعل قوية حد التوحش، ام انهم في بيئة تحفز العدوانية تجاه المخالفين، وتجعلهم يتصرفون بشكل هجومي دون تفكير، ثم داهمني سؤال اخر ماذا قدم رجال الدين (المتأسلمين منهم) وليسوا كلهم فهناك رجال دين يحملون مشعل التنوير، ويحاولون تقديم فهم متوازن للدين، يدعم الحرية والكرامة الإنسانية، أما المتأسلمين أصحاب العقلية القبلية الانتهازية الشهوانية لم يتذوق المجتمع منهم اي زاد يصب في فائدته، غير تثبيت ودعم الحكام الظالمين باسم الدين، وتبرير القمع والاستبداد،
نشر الخرافات التركيز على الشعوذة والتفسيرات الرجعية بدلًا من التشجيع على التفكير النقدي والعقلاني، وتحطيم العزيمة والترويج لفكرة الاستسلام للواقع والرضا بالظلم تحت شعارات مثل «الصبر» و»الابتلاء»، واستغلال العاطفة الدينية في توظيف الدين لتحقيق مكاسب مادية أو سياسية، سواء بجمع التبرعات بغير حق أو التحريض لخدمة أجندات معينة، ومحاربة التحديث والتقدم والوقوف ضد التطور العلمي والاجتماعي بحجة الحفاظ على «الأصالة» الأمر الذي يعيق نهضة المجتمعات، ويزجهم في كهوف الجهل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
عادت البرامج الرياضية الى عادتها القديمة
يبدو أن البعض لا يريد ان يفهم ان المرحلة الحالية في أصعب فترة تمر بها الكرة العراقية منذ عشرات السنين ولغاية اليوم ويريد ان يبقى على نفس النهج ونفس الاطباع التي اوصلت اسود الرافدين الى هذا الحال ! ان عمل كل اتحاد كرة في العالم ومهما قدم من تطوير وتقدم في عالم الساحرة فإن المقياس الحقيقي للعمل هو الوضع العام للمنتخب الوطني وفي أي دولة من دول العالم , لذا فإن اتحاد الكرة الحالي وما مر به قبل فترة من مشاكل عاصفة لم تنتهي بشكل نهائي لحد الان عليه ان يكون حذر جدا في الفترة القادمة خاصة فيما يتعلق بموضوع المنتخب الوطني والقائمة التي سيتم استدعاؤها إلى المباراتين المقبلتين , لأن الاتحاد الحالي عاش الفترة الماضية بحالة عجيبة وغريبة من ناحية تسريب القرارات والخطط وحتى النوايا حيث كانت البرامج الرياضية تعرف ماذا يريد ان يعمل الاتحاد قبل ان يقرر وهذه كارثة بحق كرة القدم ! فوضى التسريبات الإعلامية يجب أن يوضع لها حد , المتابع الكريم لا يرى هذه التسريبات في دول العالم وربما حتى في الدول المجاورة والمنطقة الا في العراق فإن الغسيل لا يحتاج الى نشر لأنه منشور في صفحات السادة مقدمي البرامج الرياضية وبعض المراسلين والمدونين قبل ان يخرج من ماكنة الغسل !!! ظهر أحدهم قبل أيام يتحدث عن بعض أسماء اللاعبين الذين سيتم استدعائهم الى المنتخب الوطني في مبارياته امام كوريا الجنوبية والأردن الشهر القادم ! ظهر وكأنه بطل لديه المعلومة قبل ان تصل الى زملائه وهذه كارثة ! الفطحل يبحث عن الطشة على حساب المنتخب الوطني فهو لا يدرك تبعات هذا الموضوع , إن كانت معلوماته دقيقة فهذا الامر يعد كارثة لأن المدرب الجديد لم يوقع عقده الا قبل ايام قلائل فمن أين جاء بأسماء اللاعبين , حتى أعضاء الاتحاد لم يتعرفوا لغاية الآن على المدرب فمن سرب له أسماء اللاعبين ؟ المشكلة الكبرى لهذا الموضوع وغيره من الامور المشابهة في العراق هو غياب الجهات الاعلامية المعنية ! غياب المؤسسة الاعلامية المعنية وضعف دورها في مراقبة البرامج الرياضية أثر على جميع المنتخبات الوطنية والاندية معاً والجمهور معاً , واصبح الجمهور الرياضي لا يثق بالصحافة والاعلام الرياضي وهذا الامر تتحمله الجهات ذات العلاقة , كذلك للبعض مما يريد ان يشتهر على حساب المنتخب الوطني عليه ان يخجل ويتم ترك الامور الفنية للمدرب لأن السيل قد بل الزبى ! وان البرامج المتلفزة يجب ان تترك جميع الانتقادات وأن يتم التركيز على الدعم للمدرب ومساعديه فقط دون التدخل بالأمور الفنية … والختام سلام .


الأنباء العراقية
منذ 3 أيام
- الأنباء العراقية
اتحاد الكرة ينعى اللاعب الدولي الأسبق كوركيس اسماعيل
نعى الاتحاد العراقي لكرة القدم، اللاعب الدولي الأسبق كوركيس اسماعيل. ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام وذكر بيان لاتحاد الكرة تلقته وكالة الانباء العراقية (واع)، أن "رئيسُ الاتحادِ العراقيّ لكرةِ القدم عدنان درجال، يتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة لعائلةِ لاعب منتخبنا الوطنيّ الأسبق والإداري المعروف (كـوركـيـس إسـمـاعـيـل) الذي رحلَ إلى جوارِ ربه بعد معاناته من المرض، إذ قدّم الراحلُ خدماتٍ جليلةً للكرة العراقية للفترة من 1962 - 1969 لاعباً وإدارياً منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي ومطلع تسعينياته، أسكنه الله فسيحَ جناته، وألهم أهله وعائلته الصبرَ والسلوان". وأضاف، أنه "سيقام مجلسُ العزاء في مقر الاتحادِ العراقيّ لكرة القدم يوم الثلاثاء المقبل من الساعة (2:00) وحتى الساعة (4:00) ظهراً."


موقع كتابات
منذ 4 أيام
- موقع كتابات
فتوى في مرمى الشباك
بعض من رجال الدين، الذين لاشغل لهم، سوى الدوران في الهامش وتناول القضايا المضحكة، والابتعاد عن أس المشاكل الحياتية، اقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب مباراة كرة قدم، ودعوا الى مقاطعة اقامتها بحجة ان موعد المباراة يتزامن مع مناسبة دينية. على أثر ذلك نشرت بوست على احدى مواقع التواصل الاجتماعي، عبرت فيه عن استغرابي لهذا التدخل الغريب، موضحا ان تدخل رجل الدين في هذه التفاصيل يؤدي الى تسييس الرياضة دينيا، وتحويل المنافسات الرياضية إلى معارك أيديولوجية، مما يفسد متعة الرياضة وروحها التنافسية، وإثارة الفتن بين الجماهير، فبدلاً من تعزيز الروح الرياضية، قد يستخدم البعض خطابات وشعارات تذكي التعصب بين المشجعين، وتتحول الرياضة من مساحة تجمع الناس وتوحدهم، تتحول إلى ساحة للخلافات بدلًا من كونها مجالًا للتنافس الشريف والمتعة، محاولة خلط الدين بالرياضة مثل محاولة فرض طقوس دينية معينة على الرياضيين أو الجماهير، فهذا الأمر ليس من شأن رجل الدين، الرياضة لها قوانينها الخاصة، وأهل الاختصاص هم من يضعونها وليسوا رجال الدين. باتت لعبة كرة القدم في البلد الحلم الأخير لنا بعد ان تحولت كل الأحلام الى كوابيس، والفرحة الاخيرة في البلاد بعد ان بطشت بنا الاهات والويلات، يبدوا ان المتأسلمين يريدون افساد اخر حلم واخر فرحة، ليعتبروا الرياضة رجس من عمل الشيطان، والتشجيع ينسف الايمان، والتصفيق يبطل الوضوء، العجيب انهم لم يلتفتوا الى الفساد والظلم الذي ينهش بالعباد، بل تركوا منابرهم وتعلقوا بأستار المرمى وهذا هو قدرنا الأحمق ان يصل الأمر بنا الى رجل دين يحلل ويحرم ويحدد الوقت الملائم للعب كرة القدم. الأغرب من ذلك كله،وقت نشري للتوضيح و اذا بجمهور كبير يمطرني بسيل من الشتائم والتضليل والتكفير، وكأنهم مخلوقات مسعورة ذات أنياب حادة وألسن تشبه ألسن الأفاعي التي تقطر سما زعافا، وأدمغة محشوة بالحقد والاستعلاء والادعاء، ووهم بأن الله خلقهم ولم يخلق سواهم، معتقدين أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، مما يجعلهم يرون من يخالفهم على أنه مخطئ أو حتى شرير،حتى سألت نفسي هل رجل الدين يمثل هويتهم حتى باتوا يعتقدون انه جزءا أساسيا في حياتهم ومعتقداتهم، بالتالي أي نقد أو معارضة تثير لديهم ردود فعل قوية حد التوحش، ام انهم في بيئة تحفز العدوانية تجاه المخالفين، وتجعلهم يتصرفون بشكل هجومي دون تفكير، ثم داهمني سؤال اخر ماذا قدم رجال الدين (المتأسلمين منهم) وليسوا كلهم فهناك رجال دين يحملون مشعل التنوير، ويحاولون تقديم فهم متوازن للدين، يدعم الحرية والكرامة الإنسانية، أما المتأسلمين أصحاب العقلية القبلية الانتهازية الشهوانية لم يتذوق المجتمع منهم اي زاد يصب في فائدته، غير تثبيت ودعم الحكام الظالمين باسم الدين، وتبرير القمع والاستبداد، نشر الخرافات التركيز على الشعوذة والتفسيرات الرجعية بدلًا من التشجيع على التفكير النقدي والعقلاني، وتحطيم العزيمة والترويج لفكرة الاستسلام للواقع والرضا بالظلم تحت شعارات مثل «الصبر» و»الابتلاء»، واستغلال العاطفة الدينية في توظيف الدين لتحقيق مكاسب مادية أو سياسية، سواء بجمع التبرعات بغير حق أو التحريض لخدمة أجندات معينة، ومحاربة التحديث والتقدم والوقوف ضد التطور العلمي والاجتماعي بحجة الحفاظ على «الأصالة» الأمر الذي يعيق نهضة المجتمعات، ويزجهم في كهوف الجهل.