أوزبكستان 2030 رؤية وطنية للتنمية المستدامة ورفاهية الشعب
حيث يتميز البرنامج الحكومي لعام 2025 بكونه نتاج مناقشات عامة وشاملة شارك فيها ممثلو الأحزاب السياسية، العمال، الشباب، والمجتمعات المحلية في غرفتي البرلمان. لم تقتصر العملية على النخب المحلية، بل امتدت لتشمل المواطنين الأوزبكيين في الخارج والمجتمع الدولي، مما أضفى طابعاً عالمياً على الرؤية. تمت تغطية هذه المناقشات على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام، مما عزز الشفافية وشجع المشاركة الشعبية. نتيجة لذلك، أُدرجت حوالي 100 مقترح مفاهيمي وأكثر من 1000 اقتراح تحريري من الجمهور والخبراء في الوثيقة النهائية، مما يجعل البرنامج انعكاساً حقيقياً لتطلعات الشعب الأوزبكي.
يضع البرنامج تحسين جودة حياة المواطنين في صدارة أولوياته، مع التركيز على الاستدامة البيئية وتطبيق مبادئ الاقتصاد الأخضر. تشمل المبادرات الرئيسية زراعة 32 مليون شجرة مثمرة وزينة في 9452 حياً، و388 مليون زهرة وشجيرة على طول 5.8 مليون منزل و103,778 شارعاً، لإنشاء مساحات خضراء تعزز جودة الحياة. كما يشمل البرنامج تطوير البنية التحتية للنقل من خلال تعزيز مسارات المشاة والدراجات ووسائل النقل العام الصديقة للبيئة. وفي منطقة بحر الآرال، سيتم تطوير 100 ألف هكتار من المساحات الخضراء لاستعادة البيئة، بالإضافة إلى استراتيجيات مبتكرة للحفاظ على المياه مثل حصاد مياه الأمطار وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي.
ويلتزم البرنامج بتوسيع استخدام الطاقة المتجددة للوصول إلى حصة 40% من إجمالي الطاقة بحلول 2025. سيتم تجهيز 74,172 منشأة بألواح شمسية لتوليد 785 ميغاواط إضافية، إلى جانب إنشاء محطات طاقة كهرومائية صغيرة بسعة 225 ميغاواط. كما ستوفر الحكومة إعانات للأسر لتركيب معدات موفرة للطاقة، مما يعزز الكفاءة البيئية ويقلل من تكاليف المعيشة. هذه الخطوات تعكس التزام أوزبكستان بمواجهة التحديات البيئية العالمية وبناء اقتصاد مستدام يحمي الموارد الطبيعية.
كما يهدف البرنامج إلى تحقيق نمو اقتصادي لا يقل عن 6% في 2025، مع نمو صناعي بنسبة 6.1%، خدمات سوقية بنسبة 14.5%، وزراعة بنسبة 4.1%. لتحقيق ذلك، يركز البرنامج على تعزيز الصادرات من خلال نظام دعم "شركة بشركة" لتمكين رجال الأعمال المحليين من دخول الأسواق العالمية. كما يسعى إلى جذب الاستثمار الأجنبي من خلال تحسين مناخ الأعمال ودمج المنتجات المحلية في سلاسل التوريد الدولية. هذه الجهود ستعزز التنافسية الاقتصادية وتوفر فرص عمل جديدة، مما يسهم في الحد من الفقر وزيادة دخل الأسر.
بالاضاف إلى ذلك يولي البرنامج أهمية كبيرة لتطوير التعليم والرعاية الصحية كركائز للتنمية البشرية. في التعليم، يشمل البرنامج توسيع التعليم ما قبل المدرسي، إنشاء مراكز تعليمية متنقلة في المناطق النائية، وتطوير منصات تعليم إلكترونية. كما سيتم تجهيز المدارس بمختبرات حديثة، معدات رياضية، وآلات موسيقية وطنية. لدعم المعلمين، سيحصل مدرسو اللغة والأدب الأوزبكي الحاصلون على شهادات على زيادة رواتب بنسبة 50%، مع توظيف 500 متخصص أجنبي. كما سيتم توفير 3500 منحة دراسية للطلاب من الأسر ذات الدخل المنخفض. في الرعاية الصحية، تشمل الإصلاحات تطوير المرافق الطبية بالمعدات الحديثة، إنشاء مختبرات مركزية، وتنفيذ نظام انتظار رقمي لتحسين كفاءة الخدمات.
كذلك يستهدف البرنامج الحد من الفقر من خلال إنشاء مراكز تدريب مهني لتزويد الشباب بالمهارات المطلوبة في سوق العمل. ستخلق المشاريع الاستثمارية فرص عمل جديدة، مما يعزز دخل الأسر ويحسن مستوى المعيشة. كما يركز البرنامج على دعم الفئات الضعيفة من خلال برامج تعليمية وعملية تتيح لهم المشاركة الفعالة في الاقتصاد الوطني.
لذلك يُعد البرنامج الحكومي لعام 2025 خطوة أساسية نحو تحقيق رؤية أوزبكستان 2030، التي تهدف إلى بناء مجتمع مزدهر ومستدام. من خلال الجمع بين الإصلاحات الاقتصادية، البيئية، والاجتماعية، يسعى البرنامج إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز مكانة أوزبكستان كدولة رائدة في المنطقة. يعتمد نجاح هذه الرؤية على مشاركة كل مواطن في تنفيذ هذه المبادرات، مما يعكس الروح التعاونية التي تميز أوزبكستان الجديدة.
ويجسد البرنامج الحكومي لعام 2025 طموح أوزبكستان لبناء مستقبل مستدام يضمن الرفاهية لشعبها. من خلال التركيز على الاقتصاد الأخضر، التعليم، الرعاية الصحية، ومكافحة الفقر، يعكس البرنامج التزاماً حقيقياً بتحسين حياة المواطنين. مع مشاركة الشعب والمجتمع الدولي، تقترب أوزبكستان من تحقيق رؤيتها لعام 2030، حيث تكون التنمية المستدامة والازدهار واقعاً ملموساً.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 16 دقائق
- عمون
أماني محمد سليمان خليفات .. مبارك درجة الدكتوراه
عمون - تهنئ عشيرة الخليفات في لواء البترا ابنتها الدكتوره أماني محمد سليمان خليفات، واشقائها، الرائد هيثم و الاساتذه احمد وعلاء ويوسف ووالدتهم بمناسبة حصولها على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال بتقدير امتياز من جامعة العلوم الإسلامية العالمية. متمنين لها دوام التقدم والنجاح الدائم في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني المفدى وولي عهده الأمين. تهانينا والف مبروك ..

عمون
منذ 16 دقائق
- عمون
من اين تبدأ رحلة الكهرباء؟
تكررت في الأيام الماضية التساؤلات حول قدرة الشبكة الكهربائية على مواجهة الأحمال أثناء موجة الحر، ولهذا وجب التوضيح بأسلوب مبسط. رحلة الكهرباء لا تبدأ من لحظة تشغيلها في منزلك، ولا حتى من إصلاح الأعطال، بل تمتد لسنوات من التخطيط والدراسة. تبدأ بدراسات شاملة للتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية، وتحليل السيناريوهات المحتملة، وتقييم قدرة الشبكة على مواجهة أصعب الظروف لضمان استمرارية التزويد. يلي ذلك مرحلة التصميم والتنفيذ وفق معايير هندسية عالمية، ثم تشغيل الشبكة بكفاءة عالية مع متابعة أدائها على مدار الساعة، إلى جانب الصيانة الدورية لضمان جاهزية كل مكون بشكل مستمر. ولهذا، علينا معرفة أن الأعطال جزء طبيعي من أي شبكة كهربائية في العالم، مثل احتراق محول أو تعطل قاطع كهربائي. هذا لا يعكس ضعفاً في البنية التحتية، بل هو واقع فني محتمل. وما يميز الشبكات القوية هو سرعة الاستجابة وكفاءة فرق الصيانة ضمن استراتيجيات إدارة الأعطال، لضمان عودة الخدمة بأسرع وقت ممكن وتقليل أي تأثير على المشتركين. تشهد المملكة حالياً موجة حر شديدة نتيجة كتلة هوائية ساخنة فوق المنطقة لعدة أيام، هذا الارتفاع الكبير في الحرارة ينعكس مباشرة على الشبكة الكهربائية، حيث يزداد استهلاك الطاقة للتبريد بشكل ملحوظ، خصوصاً في ساعات الذروة، وهي الفترة التي تسجل فيها الأحمال أعلى مستوياتها سنوياً، مما يشكل تحدياً حقيقياً لاستقرار النظام الكهربائي. وهنا يأتي دور إدارة الأحمال يدوياً لتقليل الضغط على الشبكة خلال الفترات الحرجة من خلال ترشيد الاستهلاك المنزلي والصناعي، وتأجيل تشغيل الأجهزة غير الحرجة مثل الغسالات والأفران الكهربائية. الترشيد في هذه الحالة لا يعني نقص الكهرباء، بل يضمن استمرارية التزويد لجميع المشتركين بما يشمل المستشفيات والخدمات الحيوية، ويحقق أفضل استخدام للموارد الكهربائية المتاحة خلال موجات الحرارة القصوى. قد يتساءالبعض: لماذا نسمع في الأردن دعوات متكررة لترشيد الاستهلاك خلال موجة الحر هذا الأسبوع، أكثر مما نسمعها في دول الخليج؟. السبب أن دول الخليج تشهد صيفاً طويلاً وحاراً جداً، ما يجعل استهلاك أجهزة التبريد مرتفعاً ومستقراً نسبياً لفترات طويلة، وبالتالي تبقى الأحمال شبه ثابتة. أما في الأردن، فدرجات الحرارة المعتدلة معظم أيام السنة تجعل الطلب على التبريد منخفضاً، لكن عند قدوم موجة حر شديدة لفترة محدودة، ترتفع الأحمال بشكل مفاجئ وكبير كما حدث في الأمس بتجاوز 4700 ميجاواط، مما يشكل ضغطاً غير متدرج على الشبكة الكهربائية. في الخاتمة، الشبكة الكهربائية هي نتاج تخطيط دقيق وجهود مستمرة، تهدف إلى ضمان استمرارية الخدمة لكل بيت ومرفق حيوي في المملكة. استقرار الشبكة يعتمد على تكامل العمل الفني الاحترافي مع وعي وتعاون المواطنين. فمع كل مصباح يضيء وكل مروحة تدور، نعيش ثمار هذا التخطيط الدقيق، الذي يجعل وطننا مضيئاً آمناً مستقراَ. حمى الله الأردن أرضاً وشعباً وقيادةً. *م. سعاد المطر العجارمة/ رئيس لجنة المهندسين العاملين في قطاع الكهرباء.


أخبارنا
منذ 37 دقائق
- أخبارنا
رئيس هيئة الاعتماد يشارك باجتماع برنامج "School 42"
أخبارنا : شارك رئيس هيئة الاعتماد وضمان الجودة، الدكتور ظافر الصرايرة، باجتماع عقد أمس الثلاثاء، في مقر برنامج (School 42) في عمان، التابع لمؤسسة ولي العهد، والمختص بتطوير مهارات الشباب في علوم الحاسوب والبرمجة من خلال منهجية تعليمية مبتكرة تعتمد على التعلم الذاتي والعمل على المشاريع التطبيقية. وأشاد الصرايرة، خلال الاجتماع الذي حضره عدد من رؤساء الجامعات وعمداء كليات تكنولوجيا المعلومات، بالمستوى المتقدم للبرنامج ودوره في إعداد وتأهيل جيل قادر على مواكبة التطورات المتسارعة في قطاع التكنولوجيا. وأكد أهمية تبني مثل هذه المبادرات في المنظومة التعليمية الأردنية، لما تسهم به في مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، وتعزيز تنافسية الخريجين. من جهتها، قدمت مديرة البرنامج، تينا صويص، عرضا شاملا تناول نشأة البرنامج، وفلسفة التعليم المطبقة فيه، وآليات اختيار الطلبة، وأهمية التركيز على المهارات التقنية والعملية التي تواكب احتياجات سوق العمل، مع الإشارة إلى انتشار مراكز البرنامج في مختلف دول العالم ونجاحه في تخريج كوادر متميزة قادرة على المنافسة محليا ودوليا. واطلع الصرايرة، والوفد المرافق له، خلال جولة ميدانية في أروقة البرنامج، على بيئة التعلم التفاعلية، وتحدثوا مع الطلبة المشاركين حول تجاربهم وأثر البرنامج في صقل مهاراتهم وتطوير قدراتهم.