
"كابوس لا ينتهى".. أهالى الضفة يستغيثون: الاحتلال يهجّرنا من بيوتنا ويحرق كل شىء
«نرى الجحيم بأعيننا.. ما يحدث غير مسبوق». يعيش أهالى الضفة شمال الضفة الغربية، حالة من الصدمة والحزن، بعد إجبارهم على ترك منازلهم وتعرضهم لإرهاب المستوطنين والحصار والاعتقال وضرب النار العشوائى والقصف، وقالوا: «ما يحدث كابوس.. كان الجميع يركزون على غزة، دون أن يدرى أحد أن يكون المخطط الحقيقى هو تهجير أهالى الضفة الغربية».
وذكر وزير الدفاع الإسرائيلى، فى وقت سابق من الشهر الحالى، أنه جرى تهجير أكثر من ٣٠ ألف فلسطينى من منازلهم من شمال الضفة الغريبة، معظمهم من مخيمات جنين، ولن يسمح لهم بالعودة مرة أخرى.
وقال مواطن فلسطينى، يُدعى «باسل»: «ما يحدث تطهير عرقى للفلسطينيين.. أجبرونا على ترك منازلنا. على العالم أن يتدخل بجدية لإيقاف ما يحدث فى الضفة الغربية، واتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء الهدم والتطهير العرقى».
وأضاف مواطن آخر يُدعى محمد المصرى: «ما يحدث فى جنين تكرار لما حدث فى غزة، إذ يقتحم جنود الاحتلال بلدات لا يوجد بها أى مسلحين كما يدّعون، وإنما هى محاولات لتخريب البنية التحتية وتسوية المنازل بالأرض واعتقالات بالجملة لإجبار السكان على الرحيل».
وتابع: «يحاولون جعل مخيم جنين غير قابل للحياة، كما فعلوا فى شمال غزة، ويقولون لنا لن تعودوا مرة أخرى».
فيما قالت أم هربت من جنين: «لنا الله، لا أحد ينجدنا، الجميع يهرب من جحيم جنين، ومن يتمسك بمنزله تتم محاصرته، بدون ماء أو طعام أو كهرباء، وأصوات قصف لا تنتهى». وأضافت: «لم يكن أمامنا حل سوى حزم أغراضنا الهامة والرحيل فى أقرب وقت».
وأكد صاحب متجر فى جنين: «ما يحدث الآن حرب إبادة وتطهير عرقى مسكوت عنها، لا أحد يعلم ما يحدث بالضبط داخل مخيمات جنين فى الضفة الغربية، لا أحد يتحدث عنها».
وأضاف شاب يُدعى «محمود»: «الجميع رفض تهجير الغزيين، واليوم يتم تهجير سكان الضفة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، ما يحدث فى جنين وطولكرم لا يمكن وصفه، فى أقل من شهرين نزح أكثر من ٤٠ ألف شخص».
وأوضح: «منذ ٢٠٠٢، أى الانتفاضة الثانية، لم نشهد الدبابات داخل مخيمات جنين، نشهد نكبة جديدة فى الضفة الغربية».
فيما قالت سيدة من الضفة، رفضت نشر اسمها: «لا أعلم ماذا سيحدث لنا أو كيف سنحيا، لم نهاجم الإسرائيليين، كما حدث فى غزة، وبالرغم من هذا نشهد حرب إبادة، من لا يرحل يواجه الاعتقال أو القتل أو الحصار».
وتابعت: «هربت بأطفالى الستة وزوجى، بعد أن هددونا باعتقال زوجى وكبار أبنائى، لا نعلم إلى أين سنذهب؟ الضفة الغربية بالكامل لا يوجد بها مكان آمن». وأضافت: «لا نجد قوت يومنا، ونقيم عند بعض الأصدقاء والأقارب فى رام الله، ولكن الوضع أصبح كارثيًا»، مشيرة إلى أن الدبابات تقصف بعنف فى جنين، لا نعرف ماذا حل بمنزلنا الآن أو عائلتنا؟».
بينما قال مواطن يُدعى «علاء»: «ما يزيد الوضع خطورة فى الضفة الغربية أنه لا يوجد أى هدف أمنى أو عسكرى فى الضفة الغربية، هم يعملون على تدمير جنين وطولكرم ليس أكثر».
وتابع: «الهدف واضح وهو تسوية المنازل والمبانى بالكامل بالأرض، وتدمير كل ما هو فلسطينى، مع عدم السماح لأى شخص بالعودة».
وأضاف مواطن آخر: «التدمير وصل إلى بلدة قباطية، حيث جرى فرض حظر التجوال على البلدة، فى أعنف عدوان إسرائيلى فى التاريخ، كما جرى تدمير كل مداخل البلدة والمنشآت الخدمية فيها، وأصبحت الحياة فيها شبه مستحيلة».
وتابع: «لا يمكن لأى شخص مواجهة هذا العدوان الغاشم غير المسبوق، لليوم الـ٣٧ ونحن نشهد نكبة جديدة، ويحرق الاحتلال المنازل ويدمر البنية التحتية بالكامل».
فيما قال «أبومحمد»: «هجّرونا من منازلنا بالقوة، ومن رفض الرحيل يعيش الآن تحت الحصار لا يوجد ماء أو طعام أو كهرباء، فضلًا عن الخطر الشديد، فلا أحد يعلم ماذا سيحدث فى الساعة المقبلة.. رائحة الموت فى كل مكان».
وأضاف «أبومحمد»: «الضفة تمتلئ بالشهداء والمصابين، فضلًا عن اعتقال المئات الذين يقبعون الآن فى معتقلات التعذيب الإسرائيلية».
بينما قالت «سحر»: «مَن يرفض الرحيل يتعرض لاعتداءات وإرهاب المستوطنين الذين يساعدون جيش الاحتلال فى إخلاء الضفة الغربية من سكانها».
من جانبه، أكد رئيس لجنة الخدمات الشعبية بطولكرم، فيصل سلامة، أن الاحتلال الإسرائيلى يواصل حالة التدمير الهائل ويمارس سلوكياته العنصرية بمخيمى طولكرم ونور شمس شمال الضفة الغربية، من هدم للمنازل والمحلات التجارية وتدمير البنية التحتية.
وقال إن الاحتلال يحاكى المشهد فى قطاع غزة ويطبقه بشمال الضفة الغربية، فيهدم البيوت السكنية لتوسعة الشوارع ويدمر البنية التحتية والطرقات وشبكات الصرف الصحى والمياه والاتصالات والكهرباء، ويدمر كل الخدمات التى تُقدم للسكان.
وأضاف أن حالة النزوح الإجبارى لا تزال مستمرة، فقوات الاحتلال تجبر اللاجئين على الخروج من بيوتهم والنزوح تحت تهديد السلاح، ووفقًا للإحصاءات فهناك نحو ٢٠ ألف نازح من مخيمى طولكرم ونور شمس موزعون على مراكز الإيواء والضواحى القريبة، وتلك الحالة تفوق الإمكانات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، إلا أنه بتكاتف الجهود الرسمية والشعبية يتم توفير جزء من المساعدات الإنسانية.
وشدد على أن الوضع بحاجة إلى موقف سياسى ودعم لتعزيز صمود الشعب الفلسطينى على أرضه لتوفير المأكل والمشرب والتدفئة والدواء، ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» لتقديم خدماتها الصحية والإنسانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
ما حكم بيع واستعمال سجاد الصلاة المكتوب عليه لفظ الجلالة؟.. الإفتاء توضح
ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء تشتمل أحيانًا على لفظ الجلالة؟.. سؤال تلقته دار الإفتاء المصرية، أجابت عنه لجنة الفتوى الرئيسة بالدار، موضحة الرأي الشرعي في تلك المسألة. في بيان فتواها، أكدت لجنة الفتوى أن تعظيم ما عَظَّمَه اللهُ تعالى وشَرَّفَه مِن الكلمات القرآنيَّة والأسماء الربانيَّة وما يتبع ذلك في الشرف والقدسيَّة الدِّينيَّة أمرٌ محتَّمُ الوجوب في الشريعة الإسلاميَّة. وأضافت اللجنة: واشتمالُ ما يُفرش على الأرض -كالسجاد وغيره- على شيءٍ مِمّا عظَّمه الله وشرفه متنافٍ مع هذا التعظيم الواجب، والتوقير اللازم. وأكدت لجنة الفتوى أنه من هذا المنطلق فإن بيع التاجر للسَّجاد المشتمل على كلماتٍ جليلةٍ مُعظَّمة في الشرع الشريف من نحو أسماء الله تعالى وآيات القرآن الكريم، لمَن يعلم أنه يستعمله بالبسط على الأرض ووطئه بالقدم في الصلاة أو غيرها -محرَّمٌ شرعًا باعتباره مُعِينًا له حينئذٍ على ارتكاب ما نهى عنه الشرعُ وحَرَّمه.

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
وزير الأوقاف يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه
قدّم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، خالص العزاء إلى المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق، في وفاة شقيقه عادل منصور. وأعرب الوزير عن خالص مواساته لأسرة الفقيد ومحبيه، داعيًا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويرزقه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.كما دعا الوزير أن يربط الله على قلوب أهله ومحبيه، وأن يجعل هذه الأيام بردًا وسلامًا عليهم، وأن يُلهمهم الصبر والاحتساب، وأن يُخلفهم في مصيبتهم خيرًا.


الأسبوع
منذ 3 ساعات
- الأسبوع
«الجبهة الوطنية» تُعيّن عمر وهبة أمينًا للشباب بمحافظة الغربية
عمر وهبة أمين شباب «الجبهة الوطنية» بالغربية أعلن حزب الجبهة الوطنية تعيين عمر وهبة، المدير التنفيذي لنادي «سبورتنج كاسل»، أمينًا للشباب بمحافظة الغربية، وذلك في إطار خطة الحزب لتعزيز دور الشباب وتمكينهم من المساهمة الفعالة في الحياة السياسية، دعمًا لبناء الجمهورية الجديدة، وتحقيق أهداف الحزب في خدمة الوطن والمواطن. ويأتي هذا في إطار رؤية الحزب لتفعيل دور الكوادر الشابة والاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم في قيادة العمل الحزبي والمجتمعي على نحو يعزز من حضور الحزب في الشارع المصري. وأعرب عمر وهبة عن اعتزازه بهذا التكليف، مؤكدًا أن نيل ثقة قيادة الحزب مسؤولية كبيرة، وقال: «تشرفت بتعييني أمينًا للشباب بالغربية في حزب الجبهة الوطنية، وأسأل الله التوفيق والسداد وأن أكون عند حسن الظن». وأضاف وهبة: «أتوجه بالشكر والتقدير لمعالي الأمين أحمد الشرقاوي، الأمين العام للحزب بالغربية، على هذه الثقة الغالية»، مؤكدًا أن المنصب يمثل حافزًا قويًا لبذل مزيد من الجهد لخدمة شباب الغربية، والعمل على ترجمة رؤية الحزب إلى مبادرات ملموسة. وأشار إلى أن أمانة الشباب ستكون حلقة وصل فعالة بين المواطنين والجهات التنفيذية، متعهدًا بتسخير خبراته لخدمة قضايا الشباب، والعمل على فتح آفاق جديدة أمامهم خلال الفترة المقبلة. وأعلن الحزب مؤخرًا، اعتماد تشكيل أمانة الغربية برئاسة أحمد الشرقاوي، ضمن خطة الحزب لتفعيل هياكله التنظيمية وتعزيز وجوده الجماهيري في مختلف محافظات الجمهورية.