
«أبونا زايد».. سيرة عطرة حاضرة في ذاكرة أبناء الوطن
مرفت عبدالحميد ومريم العلي
تشارك دولة الإمارات العالم في 21 يونيو من كل عام الاحتفال بيوم الأب، الذي يعد دعوة إلى التأمل في دور الآباء في تشكيل شخصيات أبنائهم، وغرس القيم، وبناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات الحياة، فاليوم لا نحتفي برجل فقط، بل نحتفي بـ شخصية صنعت تفاصيلنا الصغيرة، ذاك الذي لا يقول «أنا تعبت»، لكنه ينهض كل يوم ليمنحنا المعنى والأمان.
طمأنينة وسلام
في كل بيت قصة، وفي كل طفل ذاكرة تحمل ظل والده، وأب ترك لابنه نصيحة تنير له دربه وطريقه، لكن في دولة الإمارات، الاحتفاء بالأب يأخذ بعداً وطنياً، حيث يتصدر المشهد اسم محفور في ذاكرة الوطن وأبنائه الأوفياء، وهو المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، «أبونا زايد»، الأب الذي بنى أمة، إنجازاته تزدهر بها البلاد ويسعد في ظلها العباد في أجواء من الأمن، والأمان، والطمأنينة، والسلام.
زايد الذي كان أباً لكل مواطن ومواطنة، واحتضن شعبه برعاية أبوية رسمت ملامح الدولة الحديثة، كان يردد، طيب الله ثراه، دوماً: «إن بناء الإنسان أهم من بناء العمران»، في تأكيد على أن الأب الحقيقي هو من ينشئ أجيالاً قادرة على حمل الراية وحفظ الوطن.
وقد استلهمت القيادة الرشيدة من نهج الوالد المؤسس هذه الروح الأبوية، فحرصت على ترسيخ يوم الأب في الأجندة المجتمعية، وفاء لكل من حمل على عاتقه مسؤولية التربية والبناء.
لم يكن الوالد المؤسس دولة فحسب، بل كان أباً حقيقياً لشعبه يفرح بنجاح شباب الدولة، ويطلق المبادرات التي تحتضن المرأة وتمكن الأسرة، لأنه آمن دوماً أن البيت القوي يصنع وطناً أقوى.
قيم إماراتية أصيلة
وفي هذا الإطار ثمن عدد من المواطنين تخصيص يوم للاحتفاء بدور الأب، مشيرين إلى أن الصورة التقليدية للأب، غالباً ما تضعه في الظل، مقارنة بدور الأم الأكثر حضوراً في الخطاب العام، لكن للآباء أيضاً حكايات تستحق أن تروى، مؤكدين أن هذه الخطوة النبيلة تجسد اهتمام القيادة الرشيدة بدور الأب كركيزة أساسية في كيان الأسرة، وصانع للأمن والاستقرار المجتمعي، لافتين إلى أن تخصيص هذا اليوم يعكس منظومة القيم الإماراتية الأصيلة التي تعزز الاحترام والتكافل والتقدير المتبادل بين أفراد العائلة. واستذكروا الوالد المؤسس قائلين: «أبونا زايد»، لم يغادر قلوبنا يوماً وسنظل نحتفي به كرمز للأب».
ويقول راشد هاشم: «إن الاحتفاء بالأب هو احتفاء بالتضحية والحكمة والحنان»، مشيراً إلى أن تخصيص هذا اليوم يعكس منظومة القيم الإماراتية الأصيلة، التي تعزز الاحترام والتكافل والتقدير المتبادل بين أفراد العائلة.
ويرى جاسم الشامسي بأن تخصيص طرق ولو بسيطة للاحتفاء بالأب لكنها تبقى عظيمة القيمة، لأنها تظهر الحب لهذا الرجل عظيم الدور في حياتنا، مثل إرسال رسالة قصيرة تبدأ بكلمة «أحبك يا أبي»، أو منحه هدية رمزية تعبر عن الامتنان.
لحظة صادقة
وتقول نورة فكري: «قد يكون الاحتفاء بهذا اليوم عبر تخصيص لحظة صادقة تجمع الأسرة حول الأب، لنشعره بأنه المحور الذي التفت حوله كل الحياة، كما يمكن مشاركته تفاصيل حياته اليومية، أو حتى دعاء صامت من قلب الابن للترحم على روح والده الراحل».
صوت لا يموت
وتقول مريم البلوشي: «ربما غاب بعض الآباء، وربما رحل البعض الآخر، لكن صوت الأب لا يموت، نسمعه دوماً يحثنا على تجاوز التحديات كما كان يفعل باستمرار، وحين ننجح، نلمح فرحته دون أن يطلب شيئاً بالمقابل».
وأكد يوسف الحمادي أن الاحتفاء بالأب ليس تقليداً غربياً نحاكيه، بل هو قيمة جذرها في ديننا وثقافتنا وتاريخنا، وهو فرصة لنقول لمن صنع ملامحنا: «شكراً من القلب».
ويرى علي أحمد أن هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل رسالة للأبناء ليعرفوا قيمة الأب في حياتهم، مشيرة إلى أهمية هذه المبادرات في ترسيخ مشاعر الامتنان وتعليم الأجيال كيف يردون الجميل.
تحول كبير
وفي حديثه عن تجربته مع الأبوة، وصف سالم خميس هذه المرحلة بأنها تحول كبير في حياته، لافتاً إلى أن وجود طفل في المنزل غيّر نظرته لكثير من الأمور، وجعله أكثر وعياً بتصرفاته وقراراته، وأشار إلى أنه أصبح حريصاً على أن يكون قدوة حقيقية في سلوكه وكلامه، لأن الطفل يتعلّم من كل ما يراه ويسمعه، ويرى أن العائلة بالنسبة له علاقة تتعزز بالحب والرعاية، وتقوم على التزام مشترك ومسؤولية متبادلة.
صبر وتوازن
ومن جانبه، أوضح فيصل كابتن، أب لطفلة لم تتجاوز عامها الأول، أن الأبوة علّمته الصبر، لافتاً إلى أنه أدرك منذ اللحظة الأولى أن الوجود الحقيقي في حياة الطفل يعني التفاعل بمشاعر صادقة وحضور ذهني دائم، كما أشار إلى أن تحقيق التوازن في حياته المهنية والأسرية أصبح أولوية، مؤكداً أن وجوده قرب ابنته في مراحلها الأولى لا يُقدّر بثمن.
شجاعة وتماسك
وعن معنى الأبوة في المواقف الصعبة، تحدّث محمد المطروشي عن تجربة مؤلمة مرّ بها حين تعرّض ابنه لحادث دهس قبل خمس سنوات، مشيراً إلى أن سنوات العلاج والعمليات لم تكن سهلة على العائلة، «لكنها علّمتني أن الأبوة تظهر في أصعب اللحظات، حين تتماسك لأجل أبنائك، وتكون حاضراً رغم الألم، وتستمد منهم قوتك كما يستمدونها منك»، وأضاف، «كل خطوة يخطوها في تعافيه اليوم هي بمثابة معجزة ونعمة أحمد الله عليها كل يوم».
دعم أسري
وذكرت زوجته لطيفة المطروشي أن زوجها كان بمثابة عمود البيت في تلك المرحلة العصيبة، مضيفة «لولا وجوده وثباته، لانهارت الأسرة، كنا نستمد الصبر من صلابته، رغم ما كان يخفيه من ألم وحزن، وجود أب قوي ومتماسك هو ما أنقذنا من الانهيار النفسي».
وعي وحكمة
ومن فئة كبار المواطنين، أشار جاسم النيادي إلى أن تجربة الأبوة تزداد عمقاً مع مرور السنوات، موضحاً أن الأب يصبح أكثر وعياً وحكمة، ويُدرك أهمية الصبر وبُعد النظر في تربية الأبناء، ولفت إلى أن دوره لا يتوقف مع التقدّم في العمر، بل يتجدد حين يصبح جدّاً، فيكون أباً من نوع آخر لأحفاده ومرجعاً للعائلة بأكملها، مؤكداً أن هذا النهج تعلّمه من والده، وهو ما أهّله اليوم ليكون أباً لأبنائه وأحفاده.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
الناشرون الإماراتيون ينقلون صوت الإبداع الإماراتي إلى قلب بكين
الشارقة/ وام تشارك جمعية الناشرين الإماراتيين، ممثَّلةً بنخبة من دور النشر الإماراتية الراسخة والناشئة، في معرض بكين الدولي للكتاب 2025، مسلّطة الضوء على تجربة دولة الإمارات في تطوير صناعة النشر خاصة في مجال كتب الأطفال والمحتوى التربوي المبتكر. وتأتي المشاركة في هذا المعرض الذي يُعَدُّ أكبر منصة لتبادل حقوق النشر في آسيا وثاني أكبر معرض للكتاب على مستوى العالم في إطار التزام الجمعية بتمكين صُناع النشر الإماراتيين وتوسيع آفاق التعاون الدولي وتعزيز الحضور الإماراتي على ساحة النشر العالمية. واجهة نابضة وتمثّل منصة الجمعية في المعرض واجهةً نابضةً لمشهد النشر المحلي إذ تجمع بين خبرات راسخة وأصوات شابّة في مجال أدب الطفل والنشر التربوي منها ناشرون من خريجي برنامج «انشر» الذي تم إطلاقه لدعم الجيل الجديد من رواد صناعة النشر في الدولة وتوفير الدعم المهني والتقني لهم. ومن بين الناشرين المشاركين: حمـدة البلوشي مؤسّسة دار «عالمكم للنشر والتوزيع» وأمين صندوق وعضو مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين وسليم عبدالرحمن المدير العام لدار «الراوية للنشر» وغسان ربيع ممثّل دار «ربيع للنشر». أما من خرّيجي «انشر» فتشهد منصة الجمعية مشاركة أسماء عمارة مؤسّسة دار «دال للنشر» التي تركّز على تعليم اللغة العربية بأساليب مبتكرة، وفاطمة الحمادي مؤسسة دار «سُحب للنشر والتوزيع» المتخصصة في تقديم محتوى تعليمي موجّه لأصحاب الهمم وطلبة التوحد. ابتكار متكامل وعلى مدار فترة المعرض التي تمتد من 18 حتى 22 يونيو الجاري، يتضمن برنامج الجمعية مجموعة من الفعاليات النوعية التي تجمع صُنّاع المحتوى والنشر من الإمارات والصين، أبرزها منتدى كتب الأطفال العالمي 2025 الذي يركز على موضوع «الابتكار المتكامل في كتب الأطفال في ظل الظروف الجديدة» حيث تشارك الجمعية تجربة الإمارات في دعم صناعة الكتب لاسيما كتب الأطفال وتنمية العقول الناشئة. كما تشهد جلسة حوارية بعنوان «رعاية العقول الناشئة.. أولويات نشر كتب الأطفال في الإمارات والصين» بمشاركة الناشرة حمـدة البلوشي والناشر غسان ربيع إلى جانب نخبة من الناشرين الصينيين المتخصصين في أدب الطفل. توسيع علاقات مهنية وأكد راشد الكوس المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين أن الحضور في مثل هذه المعارض الدولية الكبرى يمثّل فرصة استراتيجية لتبادل الحقوق وتوسيع العلاقات المهنية واستكشاف أسواق جديدة للمحتوى الإماراتي والعربي. وقال: ركزنا هذا العام على التجربة الإماراتية في كتب الأطفال التي تحمل رسائل عالمية بروح محلية ويقودها ناشرون شباب يتمتعون برؤية واضحة وشغف حقيقي، ومن خلال تمكينهم نؤسس لجيل جديد يعكس روح الابتكار والأصالة. وأوضح أن المشاركة في معرض بكين تمثل امتداداً لرؤية دولة الإمارات في دعم الصناعات الإبداعية خاصة النشر كأداة حيوية لنقل المعرفة وتعزيز الحوار الثقافي، وقال: كل مشاركة دولية هي فرصة لنُصدّر صوتنا الثقافي إلى العالم ونعكس ما تختزنه الإمارات من طاقات إبداعية حقيقية، لافتاً إلى أن وجود خريجي «انشر» في معرض عالمي بحجم معرض بكين هو رسالة واضحة بأن جيل الشباب حاضر وبقوة في مستقبل النشر الإماراتي. ووصفت الناشرة حمـدة البلوشي مشاركتها في المعرض بالمحطة المهمة في مسيرتها المهنية، مشيرة إلى أنها أتاحت أمامها المجال للتفاعل وتبادل الرؤى والأفكار مع ناشرين من مختلف أنحاء العالم وعززّت فرص الدار في التعاون وتبادل الحقوق خاصة مع السوق الآسيوية.


الإمارات اليوم
منذ 4 ساعات
- الإمارات اليوم
الناشرون الإماراتيون ينقلون الإبداع الإماراتي إلى قلب العاصمة الصينية
ممثلة بنخبة من دور النشر الإماراتية الراسخة والناشئة، تشارك جمعية الناشرين الإماراتيين في معرض بكين الدولي للكتاب 2025، مسلطة الضوء على تجربة دولة الإمارات في تطوير صناعة النشر، خصوصاً في مجال كتب الأطفال والمحتوى التربوي المبتكر. وتأتي المشاركة في هذا المعرض الذي يعد أكبر منصة لتبادل حقوق النشر في آسيا، وثاني أكبر معرض للكتاب على مستوى العالم، في إطار التزام الجمعية بتمكين صناع النشر الإماراتيين، وتوسيع آفاق التعاون الدولي، وتعزيز الحضور الإماراتي على ساحة النشر العالمية. وتُمثّل منصة الجمعية في المعرض واجهة نابضة لمشهد النشر المحلي، إذ تجمع بين خبرات راسخة وأصوات شابة. ومن بين الناشرين المشاركين: حمدة البلوشي، مؤسسة دار «عالمكم للنشر والتوزيع»، وأمين صندوق وعضو مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين، سليم عبدالرحمن، المدير العام لدار «الراوية للنشر»، وغسان ربيع، ممثل دار «ربيع للنشر». ومن خريجي برنامج «انشر»، تشهد منصة الجمعية مشاركة أسماء عمارة، مؤسسة دار «دال للنشر»، وفاطمة الحمادي، مؤسسة دار «سحب للنشر والتوزيع».


الإمارات اليوم
منذ 4 ساعات
- الإمارات اليوم
رئيس الدولة ونائباه في يوم الأب: تعلمنا من زايد وراشد حب الخير والعطاء
أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كان نعم الأب لأبنائه وأبناء الإمارات. وقال سموّه في تدوينة على منصة «إكس»، أمس، بمناسبة يوم الأب: «أبونا زايد.. كان نعم الأب لأبنائه وأبناء الإمارات، ومثلما كان قائداً استثنائياً يضع أبناء وطنه في قلبه وفكره، فقد كان المربي وراعي الأسرة والقدوة التي تعلمنا منها، ولا نزال، كل ما هو خير وإنساني ونبيل». وأضاف سموّه: «في (يوم الأب) أدعو الله له بالرحمة، جزاء ما قدم للإمارات وشعبها، وأهنئ الآباء في كل مكان، وأثني على دورهم المحوري في بناء الأسرة الصالحة والمجتمع القوي». كما أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، كان رصيناً حازماً.. لا تستهويه المدائح.. ولا التهليل، وكان سمحاً صادقاً يحب عمل الخير، مستقيماً في حياته، لم يزدرِ إنساناً أو يستعلِ على أحد.. كما خصص سموه الفصل التاسع من كتابه الجديد «علمتني الحياة» الذي سيصدر خلال الأشهر القادمة، للحديث عن والده. وقال سموّه في تدوينة على منصة «إكس»، أمس، بمناسبة يوم الأب: «(رحم الله أبي).. الفصل التاسع من كتابي الجديد (علمتني الحياة) الذي سيصدر خلال الأشهر القادمة». وأضاف سموّه: «رحم الله أبي، كلما تفكرت في حنكة أبي وحكمته، وحياته وسيرته، أدركت كم تعلمت منه، وكيف تأثرت بشخصيته.. تعلمت من أبي بساطة العيش، وضبط النفس، وألا أنشغل بالتفاهات، ولا أصدق ضعاف العقول والتافهين.. تعلمت منه الإصغاء، ومتى أشتد، ومتى ألين، تعلمت منه الوقار من غير تكلف، والتسامح تجاه الجهال من الناس، والتلطف مع الجميع». وتابع سموه: «كان مجرد حضوره يفرض الإجلال على الجميع، كان أبي قليل الغضب والانفعال، كان حسن النية والطوية، ولا يحب الخداع، ولا يجزع أو يهلع من أي أمر، بل هو ثابت واثق رصين، وإذا عبّر عن استحسانه عبّر بقدر، ومن دون محاباة». وأوضح سموه: «تعلمت من أبي أن أحب أهلي وأقربائي وإخواني، وأن أكون قريباً من أخواتي، ومازلت، وتعلمت منه أن أحب الصدق، وأحب العدل». وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «وتعلمت منه تقبل النقد والثقة بالنفس، والتوازن بين اللطف مع الناس، والوقار والحزم الذي يتطلبه موقعي.. تعلمت من أبي ألا أتسقط الأخطاء، وألا أبحث عن زلات الناس، وأن أتغافل أحياناً، وألفت النظر بلطف أحياناً أخرى، وخاصة مع من تأكدت من إخلاصهم وحبهم وتفانيهم في أعمالهم». وأضاف سموه: «كان أبي رصيناً حازماً، لا تستهويه المدائح، ولا التهليل، ولا ينطلي عليه التملق.. ولا ينخدع بالمسميات الإعلامية أو التضخيمات غير المنطقية.. كان لا يأخذ بالانطباع الأول حول أي موضوع، بل يتدبر فيه ويتفكر، ويستشير ويسأل، وتعلمت منه الإصغاء لكل من لديه رأي سديد أو عقل رشيد». وتابع سموه: «كان أبي يحب العلماء، لكنه يستطيع بسهولة كشف مدّعي العلم.. كان يحب مجالسة التجار وأهل السوق، وكان يوقر أصحاب الدين، ويحب عمل الخير، وكان سمحاً صادقاً، مستقيماً في حياته، لم يزدرِ إنساناً أو يستعلِ على أحد». واستطرد سموه: «كان يتفرس في الناس والشباب.. يدعم أصحاب المواهب التجارية، ويستعين بمن يرى عنده قدرات إدارية. كان بعيد النظر، دقيق البحث في كل الأمور، لا يحب العجلة، ولكنه إذا عزم على أمر لم يتردد ولم يشك، ولم يرتبك عند اتخاذ القرار». وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «كان حريصاً على أصدقائه.. مرحاً معهم.. منبسطاً في الحديث معهم، إلا أنه لا يخلط الخاص بالعام، لا يحابي أصدقاءه بتكليفهم المسؤوليات الحكومية، ولا يصادق من يعملون معه من المسؤولين، بل يجعل بينهم وبينه مساحة، يسودها الثقة والاحترام والمحاسبة». وأضاف سموه: «لم يكن أبي غليظاً أو عنيفاً.. بل ودوداً متسامحاً كريماً، يعطي كل شخص حقه، ويخصص لكل أحد جزءاً من وقته.. لم يكن أبي يهوى كثرة الطعام.. أو كثرة الكلام.. أو كثرة المباني والقصور.. بل يميل للبساطة.. والتخفف والتحكم في نفسه.. رحم الله أبي». كما أكد سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، أن المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، جسّد أعظم معاني الأبوة في قيادته لشعبه وأسرته. وقال سموّه في تدوينة على منصة «إكس»، أمس، بمناسبة يوم الأب: «في يوم الأب، نستحضر سيرة الوالد المؤسس زايد، طيّب الله ثراه، الذي جسّد أعظم معاني الأبوة في قيادته لشعبه وأسرته، وكان قدوة في الحكمة والعطاء». وأضاف سموه: «كل التحية والتقدير لكل أب يسير على نهج زايد في بناء الأسرة وصناعة المستقبل». محمد بن زايد: • أبونا زايد كان نعم الأب لأبنائه وأبناء الإمارات، وكان قائداً استثنائياً يضع أبناء وطنه في قلبه وفكره. محمد بن راشد: • أبي كان رصيناً حازماً، لا تستهويه المدائح، وكان سمحاً صادقاً، لم يزدرِ إنساناً أو يستعلِ على أحد. منصور بن زايد: • الوالد المؤسس جسّد أعظم معاني الأبوة في قيادته لشعبه وأسرته، تحية لكل أب يسير على نهجه.