logo
حقاً هل نعرفهم؟

حقاً هل نعرفهم؟

النهارمنذ 2 أيام
في ندوة مشتركة مع زملاء تمت الأسبوع الماضي شارك فيها كاتب هذه السطور، وكان موضوع النقاش هو الحرب الإيرانية - الإسرائيلية وتداعياتها على منطقة الخليج، استمعت إلى المداخلات التي كانت فيها وجهات نظر متعددة، إلا أن الملاحظة التي خرجت بها من اللقاء، أننا لا نزال بعيدين عن النظر إلى هذا الموضوع الهام، وهو الموضوع "الإسرائيلي - العربي" بشكل جدي وعقلاني وعلمي.
تمتلئ مفرداتنا بنظرية المؤامرة، وهي أن هناك سايكس بيكو جديدة، وأن هناك قوة أميركية تريد الهيمنة على هذه المنطقة وتستعبد شعوبها. بدا لي أن ذلك الخط من التفكير أمر يحتاج إلى نقاش. وما زاد الأمر بلة أن قال أحدهم، وهو متأكد مما قال، إن هناك شعاراً لإسرائيل أنها تريد الهيمنة على المنطقة الممتدة من الفرات إلى النيل. حاولت أن أنظر في هذا الموضوع بشكل عقلاني، ولكني قبل أن أجيب عن الأسئلة المعلقة، أريد أن أنظر ولو قليلاً إلى الماضي القريب.
لقد ابتليت هذه المنطقة في مراحل متعددة من مسيرة الصراع العربي - الإسرائيلي بقيادات عربية أقرب إلى التفاهة منها إلى العقلانية. مثال في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة أيار/ مايو 1967 (قبل أسبوعين من حرب حزيران/ يونيو من ذلك العام)، وكان رئيس الجمهورية السورية وقتها أمين الحافظ، قال للمجتمعين، ونشر قوله في الصحف في اليوم التالي، إنكم لو أعطيتموني أسبوعين فقط لقمت برمي إسرائيل في البحر . فقضية من النهر إلى البحر تتردد حتى وقتنا الحالي، دون فهم للمعطيات الحقيقية التي تحيط بنا!
أعود إلى نظرية المؤامرة، وأؤكد بأنه حسب البحث العلمي، لا يوجد هناك شعار رسمي لإسرائيل يقول من الفرات إلى النيل! تلك مقولة رتبها العقل العربي في إطار المزايدة الكبرى التي روج لها، ولا نزال نخوض بعضها.
ربما قليل منا يعرف أن هناك عدداً من مراكز البحث الإسرائيلية المتخصصة في الدراسات العربية والإسلامية سواء كانت هذه المراكز بحثية مستقلة، أو مرتبطة بجامعات، وعددها سبع مراكز كبرى، غير المراكز التابعة للجامعات الأصغر ، وعدداً من الجامعات تدرس الإسلام والعربية، كجزء من دراساتها الأكاديمية.
وفي حين أن القليل من العرب متخصص في الدراسات العبرية، فإن اللغة العربية تدرس بشكل رسمي وواسع في إسرائيل، وأما من يعرف العبرية من العرب فهم فقط عرب الداخل، حاملو الجنسية الإسرائيلية، ونحو 40 إلى 50 من أبناء الضفة الغربية، وفقط 10% من أبناء غزة، أما العرب خارج إسرائيل فإن تخصصهم نادر في الدراسات العبرية.
الفكرة الرئيسية هنا أن اعتماد العلم هو أساس فهم الآخر، وهو أساس بناء أدوات الصراع مع الآخر، أما اعتماد العاطفة والشعبوية والشعوذة، فهذا أمر لن يقودنا إلا إلى الإفلاس والهزيمة.
منذ فترة ليست بالقصيرة بدأت كتابات عربية تتحدث عن أهمية العلم، ومنها أقلام فلسطينية جادة كمثل صقر أبو فخر ورشيد الخالدي وغيرهما. الآن ذلك مفقود في عقل القيادات الشعبوية والأبوية، لأن العلم وتطوره والاستفادة منه، يحتاج إلى مجتمع فيه سقف حريات، لأن العلم هنا هو الرأي والرأي الآخر، والبحث والتقصي الحر في الممكن، والاعتماد على الأرقام، وعلى الحقائق الثابتة والصلبة، وليس على التمنيات أو الرغبات أو حتى المشعوذات.
الكثير مما اعتمدناه شعبياً حول صورة الإسرائيلي، هو صورة مشوهة، وغير حقيقية، نحن في حقيقة الأمر بشكل عام حتى في الدوائر الرسمية العربية نحط من قوة الآخر لفظاً، ونحسبه انتصاراً، ولا نعرف هذا الآخر حق المعرفة، كما لا نعرف الأركان الرئيسية التي تقوم عليها دولة إسرائيل، من حيث فصل السلطات والمساءلة وتحمل أخطاء الأفعال، ومن يهزأ بقوة عدوه يُهزم!!
بعد حرب 1973 ظهرت دراسة موسعة قامت بها مجموعة مستقلة إسرائيلية (تقرير اغرانات) حول الأخطاء التي ارتكبتها إسرائيل في تقدير الحرب. على إثر ذاك قدمت غولدا مائير استقالتها!
بعد الحرب التي قامت بين إسرائيل و"حزب الله" عام 2006، قال شيمون بيريز في مقالة له في "نيويورك تايمز"، لقد أخذنا كل الأخطاء التي ارتكبناها إلى أولادنا في الحجرات الخلفية من أجل الدراسة والاستعداد للمستقبل.
إذن ثنائية العلم والحرية، هي التي تقدم لنا الأدوات الحقيقية والصالحة في معالجة كل المشكلات التي تواجهنا، وهي الطريق والمنهج الصحيح، ليس فقط في مواجهات الأعداء، ولكن حتى في فهم الأصدقاء. الآن هذه الأدوات قليلاً ما يعترف بها في فضائنا العربي. ونعود من جديد إلى ترديد تلك الشعارات سايكس بيكو جديد وتقسيم للعرب، وتأكيد أن كل هذا الفضاء العالمي، هو معادٍ للعرب ولا يفهم طموحاتهم!!
هذا ما حدث في العراق تحت حكم صدام حسين والبعث، وكذلك ما حدث لسوريا تحت حكم البعث لنصف قرن تقريباً، كما حدث أيضاً في ليبيا حيث قرر السيد القذافي أن يكون ملك ملوك أفريقيا! وحارب حتى طواحين الهواء، هذا ما يفعله الحوثي اليوم في اليمن. ويعتقد الحوثي بأنه يساهم في تحرير فلسطين، في حين أن الشعب اليمني تحت سلطة هذا الحوثي فقير معدم، لا يجد حتى الدواء الذي يتداوى به أطفاله.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حمادة: لبنان ينتقل من لغم إلى آخر والألغام أمامه ليست قليلة
حمادة: لبنان ينتقل من لغم إلى آخر والألغام أمامه ليست قليلة

ليبانون 24

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون 24

حمادة: لبنان ينتقل من لغم إلى آخر والألغام أمامه ليست قليلة

أكد النائب مروان حمادة أن كل شيء بالنسبة لما يجري في سوريا يقلق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ، من وضع الدروز إلى وضع السلطة ككلّ ولاسيما استغلال إسرائيل لما يجري لضرب الاستقرار السوري وفتح ثغرة قد تؤدّي إلى تقسيمات وخريطة جديدة في المنطقة وتنعكس لاحقاً على لبنان ، وصولاً إلى تشويه صورة الدروز في العالم العربي وإظهارهم كأنهم عملاء لإسرائيل فيما هم ليسوا كذلك أبداً. واعتبر حمادة ، في حديث إلى "صوت كل لبنان"، أن الجميع وقعوا في فخ لعبة الأمم، غير أنّ خطوط اتفاقية سايكس بيكو لا تزال وستبقى قائمة ولو تراجعت مركزيّتها. وعن الخشية من مساعدة أميركية للمخطط الاسرائيلي الهادف إلى خلق كيانات مذهبية بعيداً من السلطات المركزية، قال حمادة: "نخشى ذلك نظراً لتقلّبات السياسة الأميركية، والجميع متخوّفون ويشعرون بعدم الاستقرار، لافتاً إلى أن المنطقة شهدت تجارب الأكراد والأرمن ولا يجوز أن تتكرّر هذه التجارب". وفي السياق، أشار حمادة إلى أنه "شعر أمس في البرلمان بأنه موجود في مجلس مركزي للجمهورية اللبنانية لكنه مفتت في الآراء، مؤكداً "أن لبنان ينتقل من لغم إلى آخر والألغام أمامه ليست قليلة، فاليوم هناك موضوع حصر سلاح حزب الله الذي يجب إقناعه بتسليم سلاحه فتتمكّن بالتالي الدولة اللبنانية ، المنوط بها توفير الأمان للجميع، من أن تستفيد من هذا السلاح، وإلّا ما الذي يمنع أن يحصل في لبنان ما جرى في سوريا والعراق؟"

حمادة: لبنان ينتقل من لغم إلى آخر والألغام أمامه كثيرة
حمادة: لبنان ينتقل من لغم إلى آخر والألغام أمامه كثيرة

المركزية

timeمنذ 3 ساعات

  • المركزية

حمادة: لبنان ينتقل من لغم إلى آخر والألغام أمامه كثيرة

المركزية - أكد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة أن "كل شيء بالنسبة الى ما يحدث في سوريا يقلق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من وضع الدروز إلى وضع السلطة ككلّ، ولا سيما استغلال إسرائيل لما يحصل لضرب الاستقرار السوري وفتح ثغرة قد تؤدّي إلى تقسيمات وخريطة جديدة في المنطقة وتنعكس لاحقاً على لبنان، وصولاً إلى تشويه صورة الدروز في العالم العربي وإظهارهم كأنهم عملاء لإسرائيل، فيما هم ليسوا كذلك أبدًا". واعتبر في حديث إلى إذاعة "صوت كل لبنان"، أن "الجميع وقعوا في فخ لعبة الأمم، غير أنّ خطوط اتفاقية سايكس بيكو لا تزال قائمة وستبقى قائمة ولو تراجعت مركزيّتها". وعن الخشية من مساعدة أميركية للمخطط الاسرائيلي الهادف إلى خلق كيانات مذهبية بعيداً من السلطات المركزية، قال: "نخشى ذلك، نظراً لتقلّبات السياسة الأميركية، والجميع متخوّفون ويشعرون بعدم الاستقرار"، لافتاً إلى أن "المنطقة شهدت تجارب الأكراد والأرمن ولا يجوز أن تتكرّر هذه التجارب". وأشار إلى أنه "شعر أمس في البرلمان بأنه موجود في مجلس مركزي للجمهورية اللبنانية لكنه مفتت في الآراء"، مؤكداً أن "لبنان ينتقل من لغم إلى آخر والألغام أمامه ليست قليلة، فاليوم هناك موضوع حصر سلاح حزب الله الذي يجب إقناعه بتسليم سلاحه، فتتمكّن بالتالي الدولة اللبنانية، المنوط بها توفير الأمان للجميع، من أن تستفيد من هذا السلاح، وإلّا ما الذي يمنع أن يحصل في لبنان ما حصل في سوريا والعراق؟".

باحث: إسرائيل تريد عمل ممر آمن من الجولان المحتلة حتى القواعد الأمريكية
باحث: إسرائيل تريد عمل ممر آمن من الجولان المحتلة حتى القواعد الأمريكية

صدى البلد

timeمنذ 6 ساعات

  • صدى البلد

باحث: إسرائيل تريد عمل ممر آمن من الجولان المحتلة حتى القواعد الأمريكية

كشف الدكتور وائل الشهاوي الباحث في شئون الشرق الاوسط، آخر تطورات الأوضاع في سوريا، مشيرا إلى أن ما يحدث في سوريا الان هو إعادة احياء لاتفاقية "سايكس بيكو" وإعادة تقسيم سوريا مرة أخرى. وتابع الدكتور وائل الشهاوي الباحث في شئون الشرق الاوسط، خلال لقاء ببرنامج "مساء دي إم سي"، مع الاعلامي اسامة كمال، المذاع على قناة دي إم سي، أنه إسرائيل تريد عمل ممر آمن من الجولان المحتلة حتى القواعد الامريكية الموجودة في المنطقة. وأضاف الدكتور وائل الشهاوي الباحث في شئون الشرق الاوسط، أن المخطط الاسرائيلي ظهر خلال الحرب على إيران، قائلا: "على الارض في طريق سهل أصبح موجود النهاردة يبدأ من الحدود الاسرائيلية والجولان المحتل وصولا إلى الحدود الشرقية لكردستان العراق، والممر اللي حاصل على الارض حصل مسبقا في الجو". وأشار وائل الشهاوي، إلى أن هذه المنطقة الممتدة من الجولان المحتل حتى كردستان العراق أصبحت امتداد نفوذ لدولة الاحتلال وهذا ظهر خلال القصف الاسرائيلي الجوي في أعماق إيران دون أي تعرض في الطريق، مؤكدا أن الحرب الايرانية الاسرائيلية أكدت سيطرة اسرائيل على المناطق من الأراضي المحتلة وحتى الفرات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store