logo
اسماعيل الشريف يكتب : طريق الدم

اسماعيل الشريف يكتب : طريق الدم

أخبارنامنذ 10 ساعات

أخبارنا :
إيران هي حجر العثرة الأخير أمام النظام الإقليمي الذي نسعى إليه- جون بولتون، مستشار أمن قومي أمريكي.
في أدبيات السياسة الأمريكية الحديثة، تتمحور استراتيجيتها في الشرق الأوسط حول أربعة مرتكزات رئيسة: النفط، والممرات المائية، والكيان، وإيران، وهي مرتكزات تتشابك وتتقاطع فيما بينها.
كثير من المحللين السياسيين وأنا منهم يتحدثون عن سطوة اللوبيات الصهيونية، وعلى رأسها «أيباك»، التي تشتري ولاء أغلب أعضاء الكونغرس، وتمسك بزمام القرار الأمريكي في الشرق الأوسط. لكن هذا التحليل، رغم شيوعه، يرسم صورة للولايات المتحدة كضحية لنفوذ صهيوني خارجي، فنجد أنفسنا بغير وعي نتعاطف معها وهي تفتك بملايين العرب والمسلمين في المنطقة!
وربما آن الأوان أن نعيد النظر في هذا التصور، وأن نرى الصورة من زاوية أخرى: ما يجري في المنطقة ليس اختطافًا للقرار الأمريكي، بل هو تنفيذ دقيق لخطة أمريكية خالصة، هدفها إشعال الحروب، ونشر الفوضى، وتهجير الشعوب، وتفكيك الدول. أما الكيان الصهيوني، فما هو إلا أداة تنفيذ، يتحمّل اللوم نيابةً عن واضع الخطة، فيما تظل الولايات المتحدة خلف الستار، بمنأى عن الاتهام أو المحاسبة.
في عام 1971، أنهى الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ارتباط الدولار بالذهب، فتحول الدولار إلى عملة بلا غطاء مادي. وبدلًا من الذهب، جرى ربطه بما سُمّي لاحقًا «البترودولار»، حيث فُرض بيع النفط حصرًا بالدولار، ليصبح الذهب الأسود هو الداعم الجديد لقيمة الدولار. ومنذ تلك اللحظة، صار التحكم بتدفق النفط مسألة وجودية بالنسبة للولايات المتحدة، لأن النفط هو ما يُبقي الدولار قويًا، والدولار هو تاج الإمبراطورية الأمريكية.
ومن هنا نفهم استهداف إيران: دولة ترفض الوصاية الأمريكية، تتقارب مع الصين الخصم الاقتصادي الأول لواشنطن وتملك مخزونًا هائلًا من النفط، ونفوذًا إقليميًا متصاعدًا، وتصرّ على التمرد. وهذا وحده كافٍ ليجعلها عدوًا حقيقيًا لهيمنة الدولار. تُستهدف إيران إذًا، لا حبًا في الكيان، بل لأن وجودها يُهدد النظام المالي والسياسي الذي تدور عليه العجلة الأمريكية.
قبيل «طوفان الأقصى»، وفي قمة العشرين بنيودلهي، أُعلن عن مشروع الممر الاقتصادي الذي سيمتد من الهند إلى البحر المتوسط، متجاوزًا إيران، في رد مباشر على مبادرة «الحزام والطريق» الصينية. غير أن هذا الطريق يصطدم بعقبة بشرية كثيفة في غزة، التي تحوّلت فجأة إلى منطقة بالغة الأهمية، بحكم موقعها الاستراتيجي، واحتياطيات الغاز قبالة سواحلها، والمشروع المسمى «قناة بن غوريون»، المفترض أن يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط.
غزة وإيران معًا تشكلان العقبتين الأبرز في وجه هذا المشروع. ولإزالتهما، بدأ المخطط الأمريكي يأخذ طريقه إلى التنفيذ. لكن مثل هذه المخططات الكبرى تحتاج إلى ذريعة ضخمة أشبه بـ»بيرل هاربر» أو 11 سبتمبر لتكون بوابة لحرب شاملة. فجاء «طوفان الأقصى»، وتم توظيفه كذريعة مثالية لتبرير الإبادة الجماعية في غزة.
سُوِّيت غزة بالأرض تحت القنابل، وسط غطاء سياسي أمريكي كامل، وسردية إعلامية غربية موحّدة تُبرر المجزرة: من مزاعم نشر الديمقراطية، إلى الحديث عن الدروع البشرية، وقطع رؤوس الأطفال، ومحاولة اغتيال ترامب، والبرنامج النووي الإيراني، وغيرها من الأكاذيب المفبركة.
ثم بدأت واشنطن، عبر الكيان، في تقليم أجنحة إيران، واستنزاف نفوذها خطوة خطوة، حتى أُضعفت، وأُزيحت من طريق المشروع. وحين عجز الكيان عن حسم المعركة، كان لا بد للولايات المتحدة أن تدخل المشهد بنفسها، وبشكل مباشر.
ولا يمكن فهم المجزرة الجارية في غزة، ورغبة ترامب في تهجير سكانها، والحرب على إيران، من دون النظر إلى ما يُسمى «الطريق التنموي الأمريكي». تمامًا كما يُمهَّد الطريق السريع بهدم الأحياء الواقعة على امتداده، تدمر غزة وتُفرَّغ من سكانها لتُمهَّد الطريق للمشروع، وليُمحى كل ما يُعيق التمدد الأمريكي.
ولا ينبغي أن ننسى قصة القذافي، الذي أعلن في 2011 عن خطته لإطلاق عملة إفريقية موحدة، تهدد الدولار واليورو معًا. بعد عام واحد، دُمّرت ليبيا، وقُتل القذافي، وسط ضحكات هيلاري كلينتون على شاشة التلفاز وهي تقول: «جئنا، رأينا، ومات.» لقد كانت تلك الضحكة رسالة صريحة للعالم: لا تجرؤ على تهديد الدولار.
وبعد قرن على اتفاقية سايكس بيكو، يُعاد تشكيل الشرق الأوسط من جديد. تسعى واشنطن لإقصاء الصين وروسيا من المنطقة، واحتكار نفوذها فيها بالكامل، عبر تحييد آخر خصومها: إيران. أما غزة، فرغم حجم الكارثة التي تعيشها، فهي في نظر واشنطن مجرد عثرة صغيرة على طريق مشروع أكبر.
لا حلفاء دائمين للولايات المتحدة، فالمصالح وحدها هي من تُحدد العلاقات. حين أصبح صدام حسين عبئًا، أُزيح دون تردد. وإن أصبح الكيان عبئًا في يوم ما، فلن تتردد واشنطن في التخلي عنه، دون أن يرف لها جفن. فالأولوية القصوى هي بقاء الدولار قويًا، وخطط أمريكا لا تعرف التراجع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وضعف عوائد السندات الأميركية
الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وضعف عوائد السندات الأميركية

صراحة نيوز

timeمنذ 38 دقائق

  • صراحة نيوز

الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وضعف عوائد السندات الأميركية

صراحة نيوز -سجّلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا، اليوم الأربعاء، مدفوعة بتراجع الدولار الأميركي وانخفاض عوائد سندات الخزانة، في ظل مراقبة الأسواق لوقف إطلاق النار الهش بين إيران وإسرائيل. وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 3328.18 دولارًا للأوقية، بحلول الساعة 04:25 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجّل أدنى مستوى له منذ أكثر من أسبوعين في جلسة الثلاثاء. كما صعدت العقود الآجلة الأميركية للذهب بنسبة 0.3% إلى 3342.30 دولارًا. وجاء هذا الارتفاع مع تراجع مؤشر الدولار إلى قرب أدنى مستوياته في أسبوع، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى. كذلك، بقيت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات قرب أدنى مستوياتها خلال أكثر من شهر. وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في 'أواندا'، إن أسعار الذهب استفادت من 'عمليات بيع فنية للدولار'، إلى جانب استمرار تراجع عوائد السندات الأميركية، مضيفًا أن التركيز المتجدد على العجز المالي الأميركي والسياسات الجمركية، مع انحسار التوتر الإيراني الإسرائيلي، يعزز أيضًا الطلب على الذهب. وفي تطور إيجابي للأسواق، بدا أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا يزال صامدًا حتى صباح اليوم، بعد إعلان الجانبين أن المواجهة الجوية بينهما قد انتهت 'مؤقتًا على الأقل'. في السياق الاقتصادي، انخفضت ثقة المستهلك الأميركي بشكل غير متوقع في يونيو، وسط مخاوف بشأن الوظائف وتزايد حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب. وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن ارتفاع الرسوم الجمركية قد يرفع معدلات التضخم هذا الصيف، وهو ما سيؤثر على قرار المجلس بشأن خفض أسعار الفائدة. ويتوقّع المتداولون حاليًا خفض الفائدة بـ60 نقطة أساس خلال عام 2025، مع ترجيح بدء الخفض في سبتمبر المقبل. وفي المعادن النفيسة الأخرى:

الذهب يرتفع عالميا مع تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية
الذهب يرتفع عالميا مع تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

الذهب يرتفع عالميا مع تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية

الدستور- سجلت أسعار الذهب عالميا ارتفاعا طفيفا الأربعاء بدعم من تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية بينما تراقب الأسواق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وإيران. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1%إلى 3328.18 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0425 بتوقيت غرينتش بعد أن سجل أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين الثلاثاء. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 % إلى 3342.30دولار. وحوم مؤشر الدولار قرب أدنى مستوياته في أسبوع، مما يجعل الذهب المقوم بالدولار أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى. وظلت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات قرب أدنى مستوياتها في أكثر من شهر. قال كيلفن وونج كبير محللي السوق لدى أواندا "استفادت أسعار الذهب من عمليات البيع الفنية للدولار وتراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية". وأضاف وونج أن من العوامل المحتملة لارتفاع الذهب استمرار تراجع الدولار وتجدد التركيز على العجز المالي الأمريكي وسياسة الرسوم الجمركية لا سيما مع انحسار التوترات بين إيران وإسرائيل. وبدا أن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين إيران وإسرائيل صامدا اليوم غداة إشارة الجانبين إلى أن صراعهما الجوي قد انتهى في الوقت الراهن على الأقل. وتراجعت ثقة المستهلك الأميركي بشكل غير متوقع في يونيو حزيران مع تزايد قلق الأسر بشأن توافر الوظائف ووسط تزايد الضبابية الاقتصادية بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب. وقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول لأعضاء الكونجرس الثلاثاء إن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تبدأ في رفع التضخم هذا الصيف، وهي الفترة التي ستكون أساسية عند دراسة خفض محتمل لأسعار الفائدة. ويتوقع المتداولون حاليا خفض المركزي الأميركي لأسعار الفائدة 60 نقطة أساس خلال عام 2025 وأن يكون أول تحرك في سبتمبر أيلول. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 % إلى 35.95 دولار للأوقية وانخفض البلاتين 0.2 % إلى 1314.75 دولار ونزل البلاديوم 0.4 % إلى 1062.24دولار. رويترز

ارتفاع أسعار الذهب عالمياً الأربعاء
ارتفاع أسعار الذهب عالمياً الأربعاء

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

ارتفاع أسعار الذهب عالمياً الأربعاء

السوسنةارتفعت أسعار الذهب عالميا بنسبة طفيفة الأربعاء بدعم من تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1%إلى 3328.18 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0425 بتوقيت غرينتش بعد أن سجل أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين الثلاثاء. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 % إلى 3342.30دولار. وحوم مؤشر الدولار قرب أدنى مستوياته في أسبوع، مما يجعل الذهب المقوم بالدولار أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى. وظلت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات قرب أدنى مستوياتها في أكثر من شهر.قال كيلفن وونج كبير محللي السوق لدى أواندا "استفادت أسعار الذهب من عمليات البيع الفنية للدولار وتراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية".وأضاف وونج أن من العوامل المحتملة لارتفاع الذهب استمرار تراجع الدولار وتجدد التركيز على العجز المالي الأمريكي وسياسة الرسوم الجمركية لا سيما مع انحسار التوترات بين إيران وإسرائيل.وبدا أن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين إيران وإسرائيل صامدا اليوم غداة إشارة الجانبين إلى أن صراعهما الجوي قد انتهى في الوقت الراهن على الأقل.وتراجعت ثقة المستهلك الأميركي بشكل غير متوقع في يونيو حزيران مع تزايد قلق الأسر بشأن توافر الوظائف ووسط تزايد الضبابية الاقتصادية بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب.وقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول لأعضاء الكونجرس الثلاثاء إن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تبدأ في رفع التضخم هذا الصيف، وهي الفترة التي ستكون أساسية عند دراسة خفض محتمل لأسعار الفائدة.ويتوقع المتداولون حاليا خفض المركزي الأميركي لأسعار الفائدة 60 نقطة أساس خلال عام 2025 وأن يكون أول تحرك في سبتمبر أيلول.وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 % إلى 35.95 دولار للأوقية وانخفض البلاتين 0.2 % إلى 1314.75 دولار ونزل البلاديوم 0.4 % إلى 1062.24دولار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store