logo
الشباب العراقي يلجأ إلى "الخيار البديل" والخطة B

الشباب العراقي يلجأ إلى "الخيار البديل" والخطة B

شفق نيوزمنذ 19 ساعات

شفق نيوز – بغداد/ بابل / تحليل خاص
يعاني الشباب العراقي الذي يمثل حوالي 60 بالمئة من مجموع السكان البالغ 47 مليون نسمة، من معدلات بطالة مرتفعة، بسبب نقص التعيينات في القطاع الحكومي، وافتقار السوق العراقية إلى فرص عمل كافية، مما يزيد من صعوبة العثور على وظيفة ويؤثر على مستوى معيشتهم ويحد من فرصهم في بناء مستقبل مهني.
كما ينعكس تأثير البطالة وقلة فرص العمل على الاقتصاد العراقي، حيث يمكن أن تؤدي إلى انخفاض في الإنتاجية وزيادة في الفقر حتى عند شريحة الخريجين، كما هو الحال مع مريم (26 عاماً) من محافظة بابل.
وأشارت مريم خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أنها تخرجت حديثاً من الجامعة بتخصص إدارة واقتصاد، وكانت متحمسة للبدء في حياتها المهنية، ومع ذلك، وجدت نفسها أمام تحد كبير يتمثل في نقص التعيينات في القطاع الحكومي.
ونتيجة لذلك، قررت مريم اللجوء للقطاع الخاص كخيار بديل للبحث عن فرص عمل، وعملت على تطوير مهاراتها وخبراتها لتكون أكثر جاذبية لأصحاب العمل، مما ساعدها على إيجاد وظيفة مناسبة، ومع ذلك، واجهت تحديات جديدة، مثل المنافسة الشديدة والضغوط العملية.
وهذه الظروف التي مرت بها مريم هي مشابه لظروف آلاف الشباب الخريجين، لذلك تدعو الفتاة الحكومة لفتح دورات تدريبية من خلال التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص وتشجيع ريادة الأعمال ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص عمل للشباب في مختلف القطاعات.
وهو ما يساهم، بحسب مريم، في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال توفير عمالة ماهرة ومدربة وتحسين مستوى معيشتهم، لبناء مجتمع مستقر واقتصاد مزدهر.
مبادرة "ريادة"
ولأهمية المبادرات في دعم القطاع الخاص، أطلق رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في آذار/ مارس من عام 2023، مبادرة ريادة، بـ"هدف خلق مجتمع نشط ريادي عبر إتاحة الفرصة للجميع بالحصول على فرصة عمل أو تدريب"، وفق مستشار رئيس الوزراء المدير التنفيذي لمبادرة "ريادة"، حسين فلامرز.
وأوضح فلامرز، خلال حديثه للوكالة، أن "مبادرة ريادة تعتمد على خمس مراحل تبدأ بالتسجيل الإلكتروني والتدريب الحضوري والجدوى الاقتصادية وطلب القرض إلكترونياً والبدء بالمشروع والمتابعة على مدى 10 سنوات".
وأكد أن "هذه المبادرة تساعد الشباب على تحقيق أفكارهم الخاصة وتعطي فرصة للمصارف بإطلاق القروض وهذه تساعد الشاب على أن يخلق فرصته بنفسه، في ظل وجود أكثر من 828 قاعة للتدريب ضمن المبادرة تضم أكثر من ألف مدرب في عموم العراق".
ولفت فلامرز، إلى أن "الحكومة تعمل على أخذ القطاع الخاص المساحة الكافية ليبدأ الفرد العراقي باثبات جدارته من خلال تقديم الخدمة أو المنتوج الذي يحتاجه المجتمع، ومؤخراً تم إجراء دراسة حول إمكانية نقل المبادرة إلى إقليم كوردستان لخلق فرص عمل لجميع الشباب الطموح".
زيادة قدرة الشباب
من جهته، قال الخبير اقتصادي، صفوان قصي، إن "عملية التنمية البشرية هي عنوان لاستثمار الطاقات الشبابية في ظل وجود العديد من الإمكانيات المتاحة لدى الشباب العراقي يمكن إعادة تأهيلها من خلال المراكز التدريبية والتطويرية لاكسابهم مهارات سوق العمل التخصصية، خاصة وأن العراق يتطلع للاندماج مع البيئة الاقتصادية الدولية".
وذكر قصي، لوكالة شفق نيوز: "كما هناك إمكانية لدى المصارف العراقية خاصة مبادرة البنك المركزي البالغة 4 تريليونات دينار في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، خاصة الأفكار التي تحصل على مقبولية من قبل إدارة البنك المركزي وتساهم في تشغيل أكبر عدد ممكن من الشباب وعلى مساحة العراق".
وبين أن "العراق يتطلع إلى زيادة قدرة الشباب العراقي على الطلب على الوظائف في القطاع الخاص بعيداً عن التعيينات الحكومية، لذلك عملت الحكومة على توفير مجموعة من الضمانات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة كأساس بعملية شراء السلع المنتجة من تلك المشاريع من قبل الحكومة أو الشركات الكبيرة لتكون هناك استدامة في الإيرادات ونمو مستدام لهذه المشاريع".
ونبه قصي، إلى أن "الشباب العراقي يمثل 60 بالمئة من المجتمع، وهناك 15 مليون إنسان بعمر قوة العمل، لذلك لابد من فتح شهادات تخصصية بمهارات سريعة يمكن اكتسابها لدى الشباب لكي ينمو الشاب ضمن بيئة العمل بشكل مستقر، ويحول الثقافة والشهادة التي اكتسبها إلى مهارة تخصصية لخدمة سوق العمل، وبالتالي يتم تخفيف تكليف العمل ودعم توظيف الشباب في القطاعات التنموية المستدامة".
فرصة للتطوير
بدوره، أكد الباحث الاقتصادي، أحمد عبد ربه، أن "وجود أكثر من 61 بالمئة من مجموع السكان شباباً، تعد فرصة مهمة في تطوير الواقع الاقتصادي وتحقيق نمو اقتصادي إذا أُحسِن توظيفها".
وقال عبد ربه، خلال حديثه للوكالة، إن "تطوير الواقع الاقتصادي من قبل الشباب يكون من خلال تحويل التحديات إلى فرص للتطوير من خلال إحياء دور العراق كـ(سلة خبز الشرق الأوسط) عبر الاستفادة من الأراضي الخصبة بين دجلة والفرات، ودعم مشاريع مثل الدفيئات الزراعية العاملة بالطاقة الشمسية".
وزاد: "وكذلك استخدام تقنيات الري الحديثة، وتشجيع الشباب على العمل في الزراعة عبر تمويل مشاريعهم، إلى جانب إعادة بناء القطاع الصناعي (الإسمنت، الكيماويات، المنسوجات) عبر استثمارات عامة وخاصة، مع تخصيص الحكومة يوماً لدعم الصناعة كـ(نقطة تحول)".
وبالإضافة إلى ذلك، أشار عبد ربه، إلى أهمية "دعم المشاريع الناشئة في مجالات التكنولوجيا والطبية حيث يستوعب القطاع الخاص 80% من العمالة، مع ضمان رواتب وتقاعد مماثل للقطاع الحكومي"، مردفاً: "وكذلك ربط التعليم باحتياجات السوق وتطوير التعليم المهني (كهندسة الزراعة والتكنولوجيا) لسد الفجوة في المهارات الفنية، وشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص لتصميم مناهج تطبيقية (مثل إدارة الأعمال، التحول الرقمي)".
ودعا إلى "تبسيط إجراءات استخراج التراخيص الصناعية والتجارية وإصدار قانون يضمن معاشات وتأميناً صحياً لعمال القطاع الخاص، وإعفاءات ضريبية لمدة 5 سنوات للمشاريع في المحافظات النائية".
وخلص عبد ربه، في ختام حديثه إلى القول، إن "التمكين الفعّال للشباب يستلزم تكاملاً بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مع مراقبة النتائج وتعديل السياسات بشكل ديناميكي لتحقيق تنمية مستدامة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من إسبانيا.. العراق يعرض إنجازاته ويطلب دعماً دولياً لتجاوز إرث الحروب
من إسبانيا.. العراق يعرض إنجازاته ويطلب دعماً دولياً لتجاوز إرث الحروب

شفق نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • شفق نيوز

من إسبانيا.. العراق يعرض إنجازاته ويطلب دعماً دولياً لتجاوز إرث الحروب

شفق نيوز - إشبيلية استعرض رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، يوم الاثنين، إنجازات العراق التنموية خلال السنوات القليلة الماضية، فيما طالب بدعم دولي لتجاوز إرث الحروب في البلاد. وقال رشيد، خلال كلمة له في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية المنعقد بمدينة إشبيلية في إسبانيا، إن "هذا المؤتمر يعقد في ظل ظروف دولية وإقليمية معقدة، حيث تشهد مناطق عديدة في العالم حروباً وصراعات وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، وانعكاسات هذه الأزمات على مسار التنمية، ما يستدعي تكثيف الجهود الدولية من أجل إنهاء الصراعات والحروب القائمة". وأضاف أن "العراق واجه نتيجة للسياسات التي مارستها النظم الدكتاتورية المتعاقبة، وعلى مدى أكثر من نصف قرن من الزمان تحديات كبيرة تمثلت بحروب داخلية ودولية، وحصار اقتصادي، وسياسات اقتصادية ارتجالية غير مخطط لها، أدت إلى تخلف الواقع الاقتصادي وتراجع عملية التنمية"، مبيناً أن "العراق اليوم يشهد استقراراً أمنياً وتقدماً اقتصادياً واضحاً على مختلف الصعد، وهو بحاجة إلى التعاون مع المجتمع الدولي للمضي في خطط الإعمار وتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية للعراقيين". وأشار رشيد، إلى أن "الحكومة العراقية أطلقت خطة التنمية الخمسية 2024-2028 وتم ربطها مع أهداف التنمية المستدامة (SDGs / Sustainable Development Goals) بشكل مباشر، ونجحنا للمرة الأولى منذ 37 عاماً في إجراء التعداد العام للسكان والمساكن في العام الماضي، والذي يمثل خطوة مركزية لتوفير بيانات دقيقة وشاملة تستخدم في التخطيط للتنمية وتقديم الخدمات ونوعيتها بشكل فعال وتوزيع الواردات بعدالة". وأوضح أن "الحكومة باشرت في تحسين البنية التحتية والخدمات العامة، ونفذت مشاريع حيوية في قطاعات الصحة والتعليم والمياه والطاقة المستدامة والنقل والاتصالات والزراعة والصناعة والسياحة، كما أولى العراق موضوع البيئة والمناخ أهمية كبيرة، من خلال اعتماد سياسات لمواجهة آثار التغير المناخي، أبرزها إدخال الطاقة المتجددة ضمن مشاريع البنية التحتية وتشجيع الزراعة الذكية وإطلاق مبادرات التشجير ومكافحة التصحر والجفاف، ولا يزال أمامنا الكثير من العمل في هذا الملف الحيوي". وتابع رئيس الجمهورية، قائلاً إن "العراق يواصل إبرام المزيد من الشراكات مع المنظمات الدولية والتعاون الواسع مع وكالات الأمم المتحدة لمختلف اختصاصاتها، وترأس العراق مؤخرا مجموعة الـ 77 والصين في العام 2024، ليؤكد عودته الى قيامه بدوره الدولي والإقليمي البارز في التنسيق حول قضايا التنمية"، مضيفاً أن "الحكومة أطلقت أيضاً مجموعة من الإصلاحات لتعزيز فرص النجاح في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تلتزم الحكومة بأجندة التنمية 2030 وتضمينها في الخطط التنموية الوطنية كالخطة الخمسية 2024 – 2028 واستحداث وحدات واقسام مختصة بمتابعة اهداف التنمية المستدامة داخل الوزارات والهيئات".

الإنفاق العسكري للعراق يتجاوز حاجز 6 مليارات دولار خلال 2025
الإنفاق العسكري للعراق يتجاوز حاجز 6 مليارات دولار خلال 2025

شفق نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • شفق نيوز

الإنفاق العسكري للعراق يتجاوز حاجز 6 مليارات دولار خلال 2025

شفق نيوز – بغداد - واشنطن بلغ الانفاق العسكري للعراق خلال العام 2025، أكثر من 6 مليارات دولار، بحسب مجلة ceoworld الأمريكية. وذكرت المجلة الأمريكية، في احصائية لها اطلعت عليها وكالة شفق نيوز، أن "الميزانية العسكرية للولايات المتحدة تبلغ 997 مليار دولار، خلال عام 2025 التي احتلت المرتبة الأولى من حيث الانفاق، تليها الصين، التي تبلغ حوالي 314 مليار دولار، ومن ثم روسيا ثالثاً 149 مليار دولار، وجاءت ألمانيا رابعاً 88 مليار دولار، والهند خامسا 86 مليار دولار".

بأكثر من مليار دولار.. العراق خامس أكبر مستورد من تركيا خلال شهر
بأكثر من مليار دولار.. العراق خامس أكبر مستورد من تركيا خلال شهر

شفق نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • شفق نيوز

بأكثر من مليار دولار.. العراق خامس أكبر مستورد من تركيا خلال شهر

شفق نيوز – بغداد/ أنقرة احتل العراق المرتبة الخامسة بين الدول الأكثر استيرادا من تركيا بأكثر من مليار دولار، في شهر مايو/أيار الماضي، بحسب ما أفادت به هيئة الإحصاء التركية. وذكرت الهيئة، في تقرير لها اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، أن "الصادرات التركية لشهر أيار الماضي، بلغت 24 ملياراً و817 مليون دولار، بزيادة قدرها 2.6٪، وبلغت الواردات 31 ملياراً و462 مليون دولار، بزيادة قدرها 2.7٪ مقارنة بالشهر نفسه من العام 2024". وأضافت أن "المانيا الدولة الشريكة الرئيسية للصادرات بقيمة مليارين و96 مليون دولار، تليها المملكة المتحدة بمليار و523 مليون دولار، والولايات المتحدة بمليار و511 مليون دولار". وتابعت الهيئة، أن "إيطاليا جاءت رابعا بمليار و221 مليون دولار، وجاء العراق خامسا بمليار و119 مليون دولار، وبلغت نسبة الدول الخمس الأولى في إجمالي الصادرات 30.1٪ في مايو/أيار 2025.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store