
من الريادة في الخدمات إلى ترسيخ "ثقافة الالتزام" في الحجنجاح استثنائي.. حلول مبتكرة ومستدامة
على مر التاريخ برز دور المملكة في تنظيم موسم الحج وتطوير الخدمات وتهيئة الظروف الملائمة وتسخير كافة الإمكانات لتسهيل أداء الحجاج للركن الأعظم في أجواء إيمانية محفوفة بالسكينة والطمأنينة. وفي كل عام يتم تطوير الخدمات وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة تواكب المرحلة وتعكس ما وصلت إليه المملكة من تطور نوعي في الخدمات التي سخرتها لخدمة الحجاج.
غير أن اللافت في حج هذا العام ارتفاع مستوى الوعي بين الحجاج ففي المساحة الجغرافية التي تشهد أداء الشعائر والتي تحتضن مختلف الأجناس والأعراق والثقافات ظهرت بشكلٍ جلي ثقافة الالتزام "الانضباط" بالتعليمات لدى نسبة كبيرة من الحجاج والتفاعل مع الخدمات الرقمية المتاحة لتيسير إجراءات الحج إضافة إلى الاستجابة للرسائل التوعوية والإرشادية منذ القدوم والتقيد بالأنظمة أثناء أداء المناسك، ما يعكس منهج المملكة وقدراتها على إرساء دعائم الالتزام كمبدأ أساسي وترسيخه كثقافة تكاملت مع منظومة الخدمات المقدمة بانسجام يعزز من فعاليتها بما يكفل لهم أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة.
ومع تزايد التحديات المتمثلة في اختلاف المفاهيم بحكم التنوع في التشكيلات الثقافية بين الحجاج برز دور المملكة من خلال فهم المعيقات الحقيقية والتعامل معها بما تقتضيه المرحلة خاصة أن الحج يختلف عن بقية الشعائر فكل الشعائر لها ميقات زماني عدا الحج ميقاته زمانى ومكاني، ما يتطلب جهود مضاعفة فالمكان ثابت تتجدد فيه وسائل الراحة والمتغيرات في القادمين الذين لم يسبق لهم أداء فريضة الحج وعامل الديمومة مرتبط بالاعداد الجيد والتهيئة في كافة المجالات.
والمملكة كقبلة للمسلمين أخذت على عاتقها مسؤولية خدمة الإسلام وتدرك أهمية الوعي فسعت بكل اقتدار إلى غرس ثقافة الالتزام التي أوجدت أرضية مشتركة ساهمت بشكل كبير في نجاح الحج وتحقيق الأهداف ما يدفعنا للقول إن الدور الذي اضطلعت به تجاه ضيوف الرحمن تجاوز الخدمات النوعية المقدمة إلى توفير أدوات ووسائل الوعي الذي ظهر بشكل جلي في مختلف المواقع فاختصر جهودا كبيرة متعددة الخطوط بحكم اختلاف ثقافة القادمين من كل فج لتصبح أحادية الاتجاه وتسجل المملكة بكل جدارة نجاحاً يضاف الى سلسلة النجاحات بالتكوين المنهجي، فمن إدارة الحشود إلى تطور الخدمات إلى إرساء ثقافة الالتزام وتحصيل أكبر مستوى من الوعي لحج آمن، من هذا المنطلق "الرياض" استطلعت الآراء حول نجاح المملكة في ترسيخ الالتزام كأساس وعامل للنجاح.
في المستهل يقول سراج الحميدان مدير إدارة التطوع الصحي بفرع وزارة الصحة بالطائف، ثقافة الالتزام التي غرستها المملكة العربية السعودية لدى الحجاج تُعدّ نموذجًا رائدًا في إدارة التجمعات البشرية الضخمة، حيث تعكس رؤية المملكة في تحقيق حج آمن ومنظم يتوافق مع تعاليم الإسلام واحتياجات العصر، ويمكن وصف هذه الثقافة وتأثيرها على الحج من خلال عدة جوانب:
الالتزام بالتشريعات والأنظمة.
الالتزام بالإرشادات الصحية والأمنية.
الانضباط في أداء المناسك.
استخدام التكنولوجيا لتعزيز الالتزام.
فيما قال الإعلامي عواض الخديدي عضو "جمعية إعلاميون" إن ثقافة الالتزام التي غرستها المملكة لدى الحجاج يؤكد النجاح الكبير الذي تميزت به المملكة، وهو نتاج عمل منظم وجهد كبير لضمان حج آمن وميسر لحجاج بيت الله الحرام وبما يسهم في تقديم خدمات نوعية ومتميزة، ولا شك أن ثقافة الالتزام بالأنظمة أساس متين لبناء المجتمع وتقدمه، وتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع، وفي كل عام تؤكد المملكة على جميع الحجاج ضرورة التزامهم بالأنظمة والتعليمات التي تضعها الجهات المعنية حفاظًا على أمنهم وسلامتهم وأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، ويأتي شعار "لا حج بلا تصريح" تأكيدًا واضحًا للراغبين في أداء فريضة الحج بأهمية التقيد بالأنظمة وحصولهم على التصاريح اللازمة، ففي مجال إدارة الحشود نرى أهمية الالتزام بالتعليمات لتفويج الحجيج ومنع وقوع التدافع وانسيابيتهم في التنقل بين المشاعر المقدسة بكل سهولة، وكذلك التعليمات الخاصة بالدفاع المدني والالتزام بوسائل السلامة وتحقيق معايير الأمن والسلامة في الحج وضمان عدم وقوع الحوادث، إضافة إلى التعليمات الصحية وغيرها من الأنظمة التي وضعتها الدولة على حجاج الداخل والخارج، وفي هذا العام وكغيره من الأعوام السابقة تحرص الجهات العاملة في الحج على تطبيق الأنظمة والتعليمات بكل دقة وعناية تحقيقًا لتوجيهات القيادة الرشيدة -أعزها الله- والتي وضعت أمن وسلامة ضيوف الرحمن أولوية قصوى.
وقالت المتحدثة عائشة أوزدمير من القسم التركي في إذاعة المملكة العربية السعودية الدولية: في إطار منظومة خدمات متكاملة، أدى حجاج بيت الله الحرام عباداتهم بيسر وسهولة. ومن أهم ما لفت الانتباه هذا العام ازدياد الوعي بالالتزام بالنظام والتعليمات، وردود الفعل الإيجابية على الإرشادات المقدمة لضمان السلامة. هذا الوضع ليس مفاجئًا فالمملكة العربية السعودية سعت منذ زمن طويل إلى تهيئة جميع الظروف اللازمة لأداء فريضة الحج، وتهيئة بيئة آمنة لأداء العبادات بسلام. وسعت إلى ترسيخ هذه الثقافة، وشجعت على الالتزام بالواجبات والمسؤوليات.
فيما يقول صاطي المقاطي، العناية الفائقة من مملكتنا الغالية في الحج يعكس حجم الاهتمام اللامحدود من قيادتنا الحكيمة حفظها الله، ولعل إشراف سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتواجده بالمشاعر لتفقد الخدمات عن قرب بتوجيهات الملك سلمان -حفظهما الله- دليل واضح للعالم أن راحة وسلامة الحجاج على رأس قائمة الأولويات وظهر بشكل واضح في التيسير على الحجاج، وكان من الملاحظ ارتفاع الوعي بين الحجاج والتزامهم واستجابتهم لكافة التعليمات والإرشادات التي ينصب مضمونها لصالح الحجاج وضمان أدائهم للمناسك بسهولة كل ذلك بفضل من الله، ثم بجهود المملكة التي رسخت لهذه الثقافة فلم تأل جهدا في سبيل توعية الحجاج وتزويدهم بكل ما من شأنه التيسير عليهم.
الدكتور سعيد علي الزهراني رئيس مجلس إدارة جمعية الطائف لذوي الاحتياجات الخاصة قال: لا شك أن موسم الحج هذا العام عزز من قدرات المملكة في التنظيم الدقيق والخدمات المتطورة التي تم تسخيرها لضيوف الرحمن ولعل الالتزام بالأنظمة ساهم بشكل كبير في النجاح المبكر للحج حيث لمسنا التوافق والانسجام في الخدمات مع الوعي الذي يمثل علامة بارزة فأصبحت تأدية المناسك أكثر سهولة بتوفيق الله ثم، جهود قيادة سيدي خادم الحرمين وولي عهد الأمين صاحب الرؤية الملهمة الذي وجه وأكد على جميع الجهات الحكومية ببذل كل الجهود من أجل راحة الحجاج فتجلت أروع مظاهر العطاء من أبناء المملكة الذين سارعوا لخدمة الحجاج سواء المسؤولين أو المواطنين مستشعرين تعاظم المسؤولية من أجل حج ناجح واستثنائي رسخت من خلاله بلادنا مكانتها لتكون نموذجاً رائداً وفريداً يحتذى به في إدارة الحشود لتثير إعجاب العالم أجمع.. وكيف لا تثير الإعجاب وتحتل مكانة عالية في قلوب المسلمين وهي السعودية العظمي.
ويختم مساعد المالكي "رجل الأعمال" بقوله إن المملكة دائما تتصدر المشهد في تميزها على كافة الأصعدة وخاصة في موسم الحج وتحرص على أن يحضى الحاج بالعناية والاهتمام من منطلق كونه "ضيف الرحمن" وأكد المالكي أن ضيوف الرحمن لحجّ هذا العام 1446هـ، بدا عليهم جلياً الراحة في آداء نسك الحج، لافتاً أن الوعي والإدراك من قبل الحجاج أسهم كثيراً في أداء نسكهم على أكمل وجه، ما يكشف عن التأثير الإيجابي لرسائل التوعية والإرشادات التي كانت تبث من مختلف الوسائل، ما عزز قيمة الالتزام كمنهج تبناه الحجاج وهو نتاج التخطيط السليم لإدارة الحج.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة مكة
منذ 2 ساعات
- صحيفة مكة
الاهتمام بخدمات الحجاج... أثمر نجاح الأعمال
لم يكن غريبا أن تعلن القطاعات الحكومية والأهلية نجاح خطط وأعمال موسم حج هذا العام 1446هـ، فالاهتمام بخدمات الحجاج برز منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله، إذ أصدر أمره عام 1346هـ/1927م، بإصلاح الطرق الوعرة التي يمر بها الحجاج ذهابا وإيابا من جبل عرفه، كما أصدر أمره عام 1350هـ/ 1931م، بتخطيط عرفات بواسطة طرق مستقيمة تقسمها إلى مربعات ينزل فيها الحجاج بحسب بلادهم أو مطوفيهم. ولتوفير المياه عمل الملك عبدالعزيز يرحمه الله على اعتماد ثلاثة أسبلة في جهات محيطة بمكة المكرمة، لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار وجميع العابرين بالدروب المؤدية إلى الكعبة المشرفة، والمدينة المنورة، وظلت الأسبال مصدر توفير الماء العذب، وتأمين المياه من خلال حفر آبار تكون على طرفي الطرق من وإلى مكة لينهل منها كل محتاج، وتتزود القوافل بما تحتاجه من النمير المعين على اجتياز المفاوز وحفظ حياة البشر والدواب. ومن هذه الأسبلة «سبيل الحديبية» الواقع على طريق مكة، جدة القديم وتفصله عن بئر الحديبية مسافة 300م شرقا، وسبيل حداء الملاصق للجدار الغربي للبئر التي بني بجوارها، ويقع على طريق مكة - جدة القديم، وتم تصميمه على شكل حوض مستطيل بفتحات السقيا في الجدار الشمالي والغربي، وسبيل أم الجود على يسار القاصد طريق مكة - جدة. واليوم نرى تطوير وتحسين المناطق المجاورة لجبل الرحمة وتزويدها بالخدمات كافة التي يحتاج إليها مرتادو المنطقة المحيطة بجبل الرحمة، من خلال تنفيذ مشروع تبلغ مساحته 200 ألف متر مربع، ويتضمن حزمة من الخدمات تشمل مواقف عامة للحافلات وأخرى لسيارات الزائرين وتطوير دورات المياه الحالية، وإنشاء دورات مياه جديد، وإنارة الجبل والمنطقة المحيطة به، وتحسين أعمدة تلطيف المناخ ومشارب المياه. كما يوفر مناطق خضراء وجلسات وأماكن مجهزة لرياضة المشي، ومطاعم وكافيهات، ومنظومة إرشادية ومنصات لقنوات التلفزيون، وأبراجا للمراقبة الأمنية، ومواقع مخصصة للجهات الحكومية التي تخدم الحاج والزائر. كما نال مسجد نمرة أكبر توسعة له ، فبلغ طوله من الشرق إلى الغرب 340 مترا وعرضه من الشمال إلى الجنوب 240 مترا، وبلغت مساحته أكثر من 110 آلاف متر مربع، وتوجد خلف المسجد مساحة مظللة تقدر مساحتها بحوالي 8000 متر مربع، ويضم ست مآذن ارتفاع كل منها 60 مترا، وله ثلاث قباب وعشرة مداخل رئيسية تحتوي على 64 بابا، وقادر على استيعاب نحو 400 ألف مصل، ليكون ثاني أكبر مسجد مساحة بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام. وفي موسم حج هذا العام تم تنفيذ مشروع تظليل وتبريد الساحات المحيطة بمسجد نمرة لتلطيف المناخ في الساحة الشرقية، من خلال زراعة أكثر من 2,000 شجرة، وإنشاء 320 مظلة وتركيب 350 مروحة، إضافة لترجمة فورية لخطبة عرفات، حيث تمت ترجمتها لنحو 34 لغة. أما المياه فبعد أن كانت شحيحة وتأتي من آبار وأسبلة أصبحت اليوم تصل لضيوف الرحمن بمساكنهم في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة دون أي عناء، فتم توزيع أكثر من 45 مليون متر مكعب من المياه لضيوف الرحمن في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام 1446هـ. وإن غابت الشقادف كوسيلة مريحة في نقل الحجاج على ظهور الجمال قديما، مع غياب المُخرج والمُقوم والجمال، فإن دخول السيارات جاء ليكون وسيلة نقل آمنة وسريعة لضمان سلامة الحجاج وإيصالهم لوجهتهم من خلال أكثر من 25 ألف حافلة و9 آلاف سيارة أجرة، إضافة لتوفير أكثر من مليوني مقعد عبر قطار الحرمين بأكثر من 4,700 رحلة، وتشغيل قطار المشاعر بـ2,500 رحلة لتسهيل تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة. ودخلت الحلول الذكية بتجمع مكة الصحي عبر عدة مبادرات تمثلت في إطلاق منصة «حجِّي» التفاعلية عبر واتساب، التي تقدم استشارات صحية ووقائية بأكثر من 200 لغة، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفر استشارات صحية وتوعوية بأكثر من 200 لغة، مقدّمة محتوى وقائيا موثوقا في متناول كل حاج، وفي أي وقت، ومن أي مكان. وعربة السكتات الدماغية المتنقلة والتي تتميّز بتقنيات متقدمة تشمل أشعة مقطعية فورية، وكاميرا 360 درجة، واتصال افتراضي مباشر مع استشاريين متخصصين، وتُعد أحدث منتجات الطب التخصصي الميداني في المشاعر المقدسة لإنقاذ حياة الحجاج بأسرع زمن استجابة. والساعة الذكية المتصلة بمستشفى صحة الافتراضي لمتابعة الحالات المزمنة عن بُعد، مع تنبيهات ودعم طبي مستمر، وتتم متابعتها من قبل مدينة الملك عبدالله الطبية للحالات الصحية للحجاج الذين يعانون أمراضا مزمنة، فمن خلال الساعة الذكية يمكن للفرق الطبية متابعة حالة الحجاج بعد خروجهم من المستشفى. إضافة لتطبيق «فارميني» كمساعد صيدلي رقمي يشرح الأدوية والتفاعلات والجرعات بـ11 لغة شرحا دقيقا لاستخدامات الأدوية، التفاعلات، الجرعات، وترجمة الوصفات الطبية، مع خاصية الدردشة المباشرة مع صيادلة متخصصين، مع دردشة تفاعلية لرفع مستوى السلامة الدوائية. وتفعيل تطبيق «المساعد الصحي الذكي» ليزوّد الحاج بمحتوى توعوي وقائي، ويوجهه إلى أقرب مرفق صحي عند الحاجة، كذلك تجربة «آي سيلفي» بالمستشفيات من خلال تسخير الذكاء الاصطناعي لمقدمي الخدمة في أخذ العلامات الحيوية، حيث يحلل الذكاء الاصطناعي المؤشرات الحيوية للحاج من خلال صورة الوجه فقط، لتسرع إجراءات التشخيص وتعزز كفاءة الرعاية. ولم تكن شركة كدانة للتنمية والتطوير، كشركة مملوكة للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، تمثل ذراعها التنفيذي المعني بتطوير المشاعر المقدسة بعيدة عن مواكبة التطورات المتسارعة، إذ عملت على تنفيذ المشاريع، وفتح المجال أمام القطاع الخاص للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، فجاء مشروع خيام الطابقين بمشعر منى الذي أطلقته «كدانة»، ودخلت شركة إثراء الضيافة كشريك استثماري، ليكون مشروعا نوعيا ومتميزا، يعمل على رفع مستوى الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام محدثا نقلة نوعية في تجربة إسكان الحجاج بمشعر منى، تعمل على رفع كفاءة إسكان الحجاج وتوسيع الطاقة الاستيعابية لمشعر منى. وقبل الختام أتوجه بالشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - على ما وفراه من إمكانيات لتمكين العاملين بالحج من أداء مهامهم. والشكر لمنسوبي القطاعات الأمنية والصحية والخدمية والمتطوعين والمتطوعات الذين عملوا بجد واجتهاد لإنجاح خطط وبرامج الحج، وحجاج بيت الله الحرام شركاء النجاح على التزامهم بالتعليمات.

سعورس
منذ 11 ساعات
- سعورس
المملكة تصنع الفارق
منذ لحظة وصول الحجاج إلى أرض الحرمين، لمسوا حُسن الاستقبال، ودقة الترتيب، ووفرة الخدمات، فبدت رحلتهم الإيمانية أكثر راحةً وأمانًا من أي وقت مضى. ولله الحمد لم تُسجَّل أي مشاكل تُذكر، وسارت الجموع المليونية بانسيابية مدهشة، بفضل الله ثم بفضل التخطيط المتقن، والبنية التحتية المتطورة، والتقنيات الحديثة التي سخرتها المملكة لهذا الحدث العظيم. لقد انبهر الحجاج بهذا المستوى من العناية والتنظيم منذ وصولهم وعبّروا عن سعادتهم العارمة، مؤكدين أن ما وجدوه فاق كل توقعاتهم، وأنهم أدّوا مناسكهم في أجواء من السكينة والطمأنينة. إن ما قدّمته المملكة في حج هذا العام ليس مجرد إدارة موسم، بل هو رسالة حضارية وروحية تعكس التزامها العميق بخدمة الإسلام والمسلمين، وتُشعرنا نحن أبناء هذا الوطن بالفخر والاعتزاز، سائلين الله أن يحفظ بلادنا وقادتنا، ويجزيهم خير الجزاء على هذا العطاء المبارك.


الرياض
منذ 12 ساعات
- الرياض
من الريادة في الخدمات إلى ترسيخ "ثقافة الالتزام" في الحجنجاح استثنائي.. حلول مبتكرة ومستدامة
على مر التاريخ برز دور المملكة في تنظيم موسم الحج وتطوير الخدمات وتهيئة الظروف الملائمة وتسخير كافة الإمكانات لتسهيل أداء الحجاج للركن الأعظم في أجواء إيمانية محفوفة بالسكينة والطمأنينة. وفي كل عام يتم تطوير الخدمات وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة تواكب المرحلة وتعكس ما وصلت إليه المملكة من تطور نوعي في الخدمات التي سخرتها لخدمة الحجاج. غير أن اللافت في حج هذا العام ارتفاع مستوى الوعي بين الحجاج ففي المساحة الجغرافية التي تشهد أداء الشعائر والتي تحتضن مختلف الأجناس والأعراق والثقافات ظهرت بشكلٍ جلي ثقافة الالتزام "الانضباط" بالتعليمات لدى نسبة كبيرة من الحجاج والتفاعل مع الخدمات الرقمية المتاحة لتيسير إجراءات الحج إضافة إلى الاستجابة للرسائل التوعوية والإرشادية منذ القدوم والتقيد بالأنظمة أثناء أداء المناسك، ما يعكس منهج المملكة وقدراتها على إرساء دعائم الالتزام كمبدأ أساسي وترسيخه كثقافة تكاملت مع منظومة الخدمات المقدمة بانسجام يعزز من فعاليتها بما يكفل لهم أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة. ومع تزايد التحديات المتمثلة في اختلاف المفاهيم بحكم التنوع في التشكيلات الثقافية بين الحجاج برز دور المملكة من خلال فهم المعيقات الحقيقية والتعامل معها بما تقتضيه المرحلة خاصة أن الحج يختلف عن بقية الشعائر فكل الشعائر لها ميقات زماني عدا الحج ميقاته زمانى ومكاني، ما يتطلب جهود مضاعفة فالمكان ثابت تتجدد فيه وسائل الراحة والمتغيرات في القادمين الذين لم يسبق لهم أداء فريضة الحج وعامل الديمومة مرتبط بالاعداد الجيد والتهيئة في كافة المجالات. والمملكة كقبلة للمسلمين أخذت على عاتقها مسؤولية خدمة الإسلام وتدرك أهمية الوعي فسعت بكل اقتدار إلى غرس ثقافة الالتزام التي أوجدت أرضية مشتركة ساهمت بشكل كبير في نجاح الحج وتحقيق الأهداف ما يدفعنا للقول إن الدور الذي اضطلعت به تجاه ضيوف الرحمن تجاوز الخدمات النوعية المقدمة إلى توفير أدوات ووسائل الوعي الذي ظهر بشكل جلي في مختلف المواقع فاختصر جهودا كبيرة متعددة الخطوط بحكم اختلاف ثقافة القادمين من كل فج لتصبح أحادية الاتجاه وتسجل المملكة بكل جدارة نجاحاً يضاف الى سلسلة النجاحات بالتكوين المنهجي، فمن إدارة الحشود إلى تطور الخدمات إلى إرساء ثقافة الالتزام وتحصيل أكبر مستوى من الوعي لحج آمن، من هذا المنطلق "الرياض" استطلعت الآراء حول نجاح المملكة في ترسيخ الالتزام كأساس وعامل للنجاح. في المستهل يقول سراج الحميدان مدير إدارة التطوع الصحي بفرع وزارة الصحة بالطائف، ثقافة الالتزام التي غرستها المملكة العربية السعودية لدى الحجاج تُعدّ نموذجًا رائدًا في إدارة التجمعات البشرية الضخمة، حيث تعكس رؤية المملكة في تحقيق حج آمن ومنظم يتوافق مع تعاليم الإسلام واحتياجات العصر، ويمكن وصف هذه الثقافة وتأثيرها على الحج من خلال عدة جوانب: الالتزام بالتشريعات والأنظمة. الالتزام بالإرشادات الصحية والأمنية. الانضباط في أداء المناسك. استخدام التكنولوجيا لتعزيز الالتزام. فيما قال الإعلامي عواض الخديدي عضو "جمعية إعلاميون" إن ثقافة الالتزام التي غرستها المملكة لدى الحجاج يؤكد النجاح الكبير الذي تميزت به المملكة، وهو نتاج عمل منظم وجهد كبير لضمان حج آمن وميسر لحجاج بيت الله الحرام وبما يسهم في تقديم خدمات نوعية ومتميزة، ولا شك أن ثقافة الالتزام بالأنظمة أساس متين لبناء المجتمع وتقدمه، وتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع، وفي كل عام تؤكد المملكة على جميع الحجاج ضرورة التزامهم بالأنظمة والتعليمات التي تضعها الجهات المعنية حفاظًا على أمنهم وسلامتهم وأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، ويأتي شعار "لا حج بلا تصريح" تأكيدًا واضحًا للراغبين في أداء فريضة الحج بأهمية التقيد بالأنظمة وحصولهم على التصاريح اللازمة، ففي مجال إدارة الحشود نرى أهمية الالتزام بالتعليمات لتفويج الحجيج ومنع وقوع التدافع وانسيابيتهم في التنقل بين المشاعر المقدسة بكل سهولة، وكذلك التعليمات الخاصة بالدفاع المدني والالتزام بوسائل السلامة وتحقيق معايير الأمن والسلامة في الحج وضمان عدم وقوع الحوادث، إضافة إلى التعليمات الصحية وغيرها من الأنظمة التي وضعتها الدولة على حجاج الداخل والخارج، وفي هذا العام وكغيره من الأعوام السابقة تحرص الجهات العاملة في الحج على تطبيق الأنظمة والتعليمات بكل دقة وعناية تحقيقًا لتوجيهات القيادة الرشيدة -أعزها الله- والتي وضعت أمن وسلامة ضيوف الرحمن أولوية قصوى. وقالت المتحدثة عائشة أوزدمير من القسم التركي في إذاعة المملكة العربية السعودية الدولية: في إطار منظومة خدمات متكاملة، أدى حجاج بيت الله الحرام عباداتهم بيسر وسهولة. ومن أهم ما لفت الانتباه هذا العام ازدياد الوعي بالالتزام بالنظام والتعليمات، وردود الفعل الإيجابية على الإرشادات المقدمة لضمان السلامة. هذا الوضع ليس مفاجئًا فالمملكة العربية السعودية سعت منذ زمن طويل إلى تهيئة جميع الظروف اللازمة لأداء فريضة الحج، وتهيئة بيئة آمنة لأداء العبادات بسلام. وسعت إلى ترسيخ هذه الثقافة، وشجعت على الالتزام بالواجبات والمسؤوليات. فيما يقول صاطي المقاطي، العناية الفائقة من مملكتنا الغالية في الحج يعكس حجم الاهتمام اللامحدود من قيادتنا الحكيمة حفظها الله، ولعل إشراف سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتواجده بالمشاعر لتفقد الخدمات عن قرب بتوجيهات الملك سلمان -حفظهما الله- دليل واضح للعالم أن راحة وسلامة الحجاج على رأس قائمة الأولويات وظهر بشكل واضح في التيسير على الحجاج، وكان من الملاحظ ارتفاع الوعي بين الحجاج والتزامهم واستجابتهم لكافة التعليمات والإرشادات التي ينصب مضمونها لصالح الحجاج وضمان أدائهم للمناسك بسهولة كل ذلك بفضل من الله، ثم بجهود المملكة التي رسخت لهذه الثقافة فلم تأل جهدا في سبيل توعية الحجاج وتزويدهم بكل ما من شأنه التيسير عليهم. الدكتور سعيد علي الزهراني رئيس مجلس إدارة جمعية الطائف لذوي الاحتياجات الخاصة قال: لا شك أن موسم الحج هذا العام عزز من قدرات المملكة في التنظيم الدقيق والخدمات المتطورة التي تم تسخيرها لضيوف الرحمن ولعل الالتزام بالأنظمة ساهم بشكل كبير في النجاح المبكر للحج حيث لمسنا التوافق والانسجام في الخدمات مع الوعي الذي يمثل علامة بارزة فأصبحت تأدية المناسك أكثر سهولة بتوفيق الله ثم، جهود قيادة سيدي خادم الحرمين وولي عهد الأمين صاحب الرؤية الملهمة الذي وجه وأكد على جميع الجهات الحكومية ببذل كل الجهود من أجل راحة الحجاج فتجلت أروع مظاهر العطاء من أبناء المملكة الذين سارعوا لخدمة الحجاج سواء المسؤولين أو المواطنين مستشعرين تعاظم المسؤولية من أجل حج ناجح واستثنائي رسخت من خلاله بلادنا مكانتها لتكون نموذجاً رائداً وفريداً يحتذى به في إدارة الحشود لتثير إعجاب العالم أجمع.. وكيف لا تثير الإعجاب وتحتل مكانة عالية في قلوب المسلمين وهي السعودية العظمي. ويختم مساعد المالكي "رجل الأعمال" بقوله إن المملكة دائما تتصدر المشهد في تميزها على كافة الأصعدة وخاصة في موسم الحج وتحرص على أن يحضى الحاج بالعناية والاهتمام من منطلق كونه "ضيف الرحمن" وأكد المالكي أن ضيوف الرحمن لحجّ هذا العام 1446هـ، بدا عليهم جلياً الراحة في آداء نسك الحج، لافتاً أن الوعي والإدراك من قبل الحجاج أسهم كثيراً في أداء نسكهم على أكمل وجه، ما يكشف عن التأثير الإيجابي لرسائل التوعية والإرشادات التي كانت تبث من مختلف الوسائل، ما عزز قيمة الالتزام كمنهج تبناه الحجاج وهو نتاج التخطيط السليم لإدارة الحج.