
السوق العقاري.. فهم التقلبات والصعود
في ظل كافة الأزمات والاضطرابات الاقتصادية التي تشهدها أسواق العالم خلال الشهور الماضية، يبقى سوق العقار حالة استثنائية.
ورغم أنه كباقي الأسواق والأنشطة الاقتصادية يتأثر، ويتقلب، ويضعف أحيانًا، لكنه أبدًا لا ينهار كليًا، وهو ما جعل الخبراء في هذا المجال يصفونه بمقولة أن "العقار يمرض ولا يموت"، وهو ما يُجسِّد صلابة هذا القطاع الحيوي رغم كل العواصف التي قد تعصف به.
والحقيقة أن للسوق العقاري دورة حياة طبيعية مثل دورات حياة البشر؛ فهو ينتعش وترتفع أسعاره نتيجة ارتفاع الطلب.. ويصل ذروته حين تصل أسعاره لأقصى مستوياتها في حالات التضخم.. وقد يمرض ويصاب بالركود حين يقل الطلب وتجمد أو تنخفض الأسعار.. وما يلبس أن يتعافى ويعود تدريجيًا للنشاط مع تحسن المؤشرات الاقتصادية.
وقد تطول تلك الدورة أو تقصر متأثرة بعوامل عديدة، منها السياسات المالية، ونسب الفائدة البنكية، والعرض والطلب، وحتى المزاج العام للمستثمرين، إلا أن تلك التقلبات تبقى مجرد أزمات تضعف السوق، لكنها لا تميته، حيث يبقى العقار من أكثر الأصول الآمنة، نظرا للحاجة المستمرة إليه.
وفي المملكة يشهد سوق العقار تحولات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة برؤية المملكة 2030، والتي تستهدف تنويع الاقتصاد وتحسين جودة الحياة، وما استتبع ذلك من مشاريع وطنية ضخمة، تشكل مستقبلًا جديدًا للعقار السكني والتجاري والسياحي، وطلب متزايد على التملك، بدعم من برامج مثل "سكني" و"التمويل المدعوم"، وتحول في الأنماط العمرانية، من النمط التقليدي في البناء إلى التركيز على المجتمعات السكنية المتكاملة والمستدامة، وهو ما جعل السوق العقاري السعودي من أكثر الأسواق جذبًا في المنطقة.
وعلى الرغم من التحديات التي يشهدها هذا السوق العقاري في المملكة من ارتفاع أسعار الأراضي في بعض المدن الكبرى، وارتفاع تكاليف البناء وغيرها، يتوقع الخبراء أن يواصل السوق السعودي نموه، خاصة مع استمرار المشاريع التنموية الكبرى، وزيادة جاذبية الاستثمار الأجنبي، واهتمام الشباب بالتملك. فالعقار في السعودية، كما في المقولة المذكورة، قد يمر بفترات ركود، لكنه لا يموت، بل يعاود الصعود مع كل دورة جديدة بثقة وصلابة، خاصة إذا عرفنا أن حجم سوق العقارات السعودي في العام الماضي 2024 بلغ حوالي 270 مليار ريال سعودي، مع توقعات بأن يصل إلى 380 مليار في عام 2029.
ولا شك أن قوة السوق العقاري السعودي لا تأتي من فراغ، بل تُبنى على عدة عناصر استراتيجية واقتصادية واجتماعية تجعل منه واحدًا من أقوى الأسواق العقارية في المنطقة، بل وفي العالم العربي بشكل عام، حيث يستمد قوته من رؤية استراتيجية شاملة، وشعب شاب وطموح، واستقرار اقتصادي كبير، يدفع بالاتجاه العام للسوق نحو صعود مستمر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 34 دقائق
- عكاظ
السعودية الأولى عالمياً في نمو منظومة الابتكار وريادة الأعمال والشركات التقنية
تابعوا عكاظ على كشف تقرير StartupBlink العالمي عن تحقيق المملكة العربية السعودية إنجازاً جديداً بتصدرها المرتبة الأولى عالميّاً في نمو منظومة الابتكار وريادة الأعمال، واختيارها «دولة العام 2025» وفق نتائج التقرير الذي أعلن اليوم. ويجسد هذا الإنجاز المكانة الريادية المتقدمة التي تحتلها المملكة على خريطة الابتكار والاقتصاد الرقمي عالميّاً، إلى جانب الجهود المتكاملة التي يقودها البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات والجهات الحكومية والخاصة ومنظومة ريادة الأعمال في المملكة. وعلى مستوى المدن العالمية، سجلت مدينة الرياض أعلى معدل نمو عالمي ضمن أفضل 100 مدينة في منظومة الابتكار وريادة الأعمال، إذ تصدرت عالميّاً في تقنيات النانو وتقنيات النقل، وحلّت ثانياً في تقنيات التمويل. أخبار ذات صلة وأبرز التقرير القدرات التقنية للمملكة، إذ حققت مراكز عالمية في المؤشرات الفرعية، محققة المركز الأول عالميّاً في تقنيات الرعاية الصحية المعيشية، والمركز الثاني عالميّاً في تقنيات التأمين والاستثمار، وتطبيقات التوصيل والخدمات اللوجستية، والثالث عالميّاً في المدفوعات الرقمية، والخامس عالميّاً في الألعاب الإلكترونية، والسابع في تقنيات التعليم. ويعكس هذا التقدم النوعي عمق المنظومة السعودية وتنوعها وثقة المستثمرين المتزايدة في الاقتصاد الوطني؛ مما يُشكّل حافزاً إضافيّاً لتوسيع آفاق الابتكار وتعزيز الفرص الاستثمارية، دعماً لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 نحو بناء اقتصاد رقمي مستدام وريادي.


مجلة سيدتي
منذ 39 دقائق
- مجلة سيدتي
وزير النقل السعودي يقف على استعدادات المنظومة لخدمة ضيوف الرحمن في موسم حج 1446هـ
وقف المهندس صالح بن ناصر الجاسر وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودية، اليوم 20 مايو 2025، على استعدادات منظومة النقل والخدمات اللوجستية ل موسم حج 1446هـ ، بمحافظة جدة، استكمالًا لخطط المتابعة والجولات الميدانية التي قام بها وقيادات المنظومة إلى مدينة مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. وشملت الزيارة عددًا من المواقع المحورية في استقبال ضيوف الرحمن؛ بهدف التأكد من جاهزية الاستعداد وتفعيل الخطط التشغيلية المعتمدة وتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة -أيدها الله- بتوفير جميع سبل الراحة والسكينة لحجاج بيت الله الحرام، وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة، منذ وصولهم للمملكة حتى عودتهم لديارهم سالمين غانمين. محطات المشمولة بالجولة التفقدية وتضمنت الجولة التفقدية زيارة مجمع صالات الحج في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ، والاطلاع على آلية سير العمل وجاهزية المطار لاستقبال أكثر من 7000 رحلة عارضة مخصصة للحجاج، وانسيابية وصولهم بالتكامل مع جميع الشركاء، وزار المركز الإعلامي في المجمع الذي يُعد ملتقى للإعلاميين، ويهدف لتقديم الدعم والمساندة لهم خلال وجودهم في مرحلتي وصول ومغادرة ضيوف الرحمن عبر المطار طوال موسم الحج. وتفقد المهندس الجاسر مقر مبنى عمليات الخطوط السعودية بمطار الملك عبدالعزيز, واطلع على دور مركز الضيوف التكاملي لإدارة منظومة رحلات الخطوط السعودية وانضباطها من حيث المواعيد، اعتمادًا على الكوادر الوطنية المؤهلة وأحدث التقنيات الرقمية، وتشهد العمليات الجوية كثافة في الحركة لنقل ضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم لأداء مناسك الحج. تابعوا المزيد: مستفيدو مبادرة طريق مكة يتجاوزون مليون حاج منذ إطلاقها تجهيزات ميناء جدة لاستقبال ضيوف الرحمن وتضمنت الزيارة الاطلاع على أعمال الهيئة العامة للموانئ "موانئ" في ميناء جدة الإسلامي، وتابع خططها وتجهيزاتها التشغيلية ومبادراتها لاستقبال ضيوف الرحمن القادمين بحرًا، وتفقد صالتي القدوم والمغادرة التي تشمل 100 نقطة "كاونتر" للجوازات، تحوي تجهيزات بشرية وتقنية لخدمة ضيوف الرحمن، و300 عربة لنقل أمتعة الركاب، ومركزًا للمراقبة الصحية لتقديم التطعيمات اللازمة والرعاية الصحية لضيوف الرحمن، ومعدات خاصة لخدمة كبار السن والمرضى، ويؤدي الميناء دورًا لوجستيًّا مهمًّا في مناولة مختلف البضائع الطبية والغذائية اللازمة؛ لتلبية احتياجات موسم الحج، ومنها استقبال 2.6 مليون رأس من المواشي؛ لتوفير ما يحتاجه حجاج بيت الله الحرام من الهدي والأضاحي. يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس


عكاظ
منذ 39 دقائق
- عكاظ
بالتزامن مع الشهر العالمي للتوعية بها..«المالية» تنظم ملتقى المراجعة الداخلية
تابعوا عكاظ على نظمت وزارة المالية ممثلة بالإدارة العامة للمراجعة الداخلية في الرياض، أمس، «ملتقى المراجعة الداخلية»، بالتزامن مع الشهر العالمي للتوعية بالمراجعة الداخلية، بحضور نائب وزير المالية عبدالمحسن الخلف، ورئيس اللجنة التوجيهية في وزارة المالية رئيس لجنة المراجعة عبدالعزيز الفريح، ومشاركة عدد من ممثلي الجهات الحكومية. وأكد نائب وزير المالية أن تطور دور المراجعة الداخلية من وظيفة رقابية صرفة إلى شريك إستراتيجي يقدم رؤى تحليلية واستشارية، وتدعم الأعمال ليس من خلال تحليل المخاطر فقط، بل من خلال تقديم الفرص وتعزيز القيمة المضافة للمؤسسة، مبيناً أن لوزارة المالية توجهاً وعملاً قائماً لتعزيز دور المراجعة الداخلية في هذين المجالين. وبيّن أن التطورات المتسارعة في بيئة الأعمال والطموحات التي تحملها رؤية المملكة 2030 تتطلب إعادة تعريف الأدوار التقليدية لإدارات المراجعة الداخلية، وتبني نهجاً تكامليّاً أكثر فعالية بين الإدارات التنفيذية والرقابية، وأن الرؤية ليست عملاً اعتياديّاً، بل هي مشروع تحولي يتطلب التكامل الاستباقي، مفيداً بأن إدارات المراجعة الداخلية ولجان المراجعة لها دور كبير في دعم مبادرة التحول المحاسبي إلى أساس الاستحقاق، التي ستوفر بنية محاسبية قوية للمملكة تخدمها في مجالات عدة. من جهته أوضح رئيس اللجنة التوجيهية في وزارة المالية أن الملتقى يهدف إلى ترسيخ الفهم الحقيقي لدور المراجعة الداخلية الحيوي في دعم كفاءة الأداء المؤسسي وتعزيز منظومة الحوكمة، مفيداً بأن المراجعة الداخلية يجب ألا يُنظر إليها بوصفها عنصراً رقابيّاً يُعيق العمل، بل هي عنصر تمكيني يُسهم في كشف مكامن القصور، ومعالجة المخاطر، وتحقيق التكامل بين الإجراءات، بما يرفع من جودة القرارات، ويعزز ثقة أصحاب المصلحة. وأشار إلى أن وجود المراجعة الداخلية الفاعلة تمثل حجر الزاوية في استدامة الكيانات، وضمان استمرارية الأعمال، وفق أطر واضحة وشفافة، مؤكداً أن أي منشأة سواء كانت حكومية أو تجارية، يمكن أن تحقق مكاسب آنية في غياب الرقابة، لكنها سرعان ما ستواجه تحديات تهدد استقرارها واستمراريتها. وشهد الملتقى انعقاد جلستين حواريتين مع عدد من المسؤولين في الجهات الحكومية، وجاءت الجلسة الأولى بعنوان «القيمة المضافة للمراجعة الداخلية»، وناقشت إسهامات المراجعة الداخلية في دعم قطاعات الأعمال وتعزيز قيمتها في بناء قرارات إستراتيجية مدروسة، إلى جانب معايير قياس نضج المراجعة الداخلية وإضافة القيمة للمنشآت ودور التكامل مع الإدارات الرقابية الأخرى في تحقيق القيمة المضافة للمنشآت، وتحوّلت من أداة رقابية إلى شريك في تحقيق الأهداف المؤسسية، وشارك فيها وكيل وزارة المالية للتواصل والإعلام حسن آل الشيخ، والمدير العام للإدارة العامة للمراجعة الداخلية في وزارة المالية روان باسودان، ورئيس قطاع المراجعة الداخلية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا ماهر العياضي. أما الجلسة الثانية، فجاءت بعنوان «المراجعة الداخلية في ظل التحول الرقمي»، وسلّطت الضوء على دور التحول الرقمي وإستراتيجياته في إدارة المراجعة الداخلية، إضافة إلى ما وفره الذكاء الاصطناعي من أدوات تُسهم في ضمان المراقبة المستمرة، وناقشت مخاطر التحول الرقمي وآليات تكيف المراجعة الداخلية مع مستجدات بيئة العمل الرقمية، بمشاركة نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الحوكمة والالتزام والمخاطر في المركز الوطني لنظم الموارد الحكومية فراس الأزوري، والمشرف العام على الإدارة العامة للمراجعة الداخلية في الديوان العام للمحاسبة الدكتورة صيتة المنديل، ورئيس المراجعة الداخلية في هيئة الزكاة والضريبة والجمارك منال السلطان. يذكر أن الملتقى يأتي لتعزيز الوعي بأهمية المراجعة الداخلية، وتسليط الضوء على دورها المحوري في تحسين البيئة الرقابية، بما يتماشى مع المعايير الدولية للممارسة المهنية للمراجعة الداخلية الصادرة عن المعهد الدولي للمراجعين الداخليين، ويبرز دور المراجعة في رفع الكفاءة التشغيلية لدى الجهات، عبر تحسين كفاءة الإنفاق، وتبسيط الإجراءات، وتوجيه الموارد نحو الأهداف الإستراتيجية، إلى جانب دورها الرقابي في متابعة العمليات وإدارة المخاطر. أخبار ذات صلة