
جازان.. طرح منافسة على مشروع حقوق التسمية والرعاية لـ"شاطئ السباحة"
أعلنت أمانة منطقة جازان، طرح منافسة على مشروع حقوق التسمية والرعاية لشاطئ السباحة في مدينة جيزان، عبر بوابة الاستثمار في المدن السعودية "فرص"، بهدف رفع جودة الخدمات المقدمة في هذا المرفق وتوفير فرص استثمارية وترويجية جديدة للمستثمرين، وتعزيز العوائد للأمانة.
وأوضحت الأمانة، أن المشروع يتضمن عددًا من الحقوق والمزايا للمستثمر تشمل حقوق التسمية والرعاية للشاطئ، وإنشاء منطقة للنشاطات الترفيهية والرياضية والسياحية، ومناطق للنشاطات التجارية، على مساحة تبلغ 16.886.15 متر مربع، وتبلغ مدة العقد 10 سنوات.
وبيّنت أن المشروع يسهم في رفع جودة الخدمات المقدمة في المرافق البلدية ومنها شاطئ السباحة، من خلال الدخول في شراكة مع القطاع الخاص لتطوير هذه المرافق وتوفير الخدمات التي من شأنها تحسين تجربة الزوّار، كما يوفر فرصة استثمارية وتسويقية جديدة للقطاع الخاص، بما يعزّز من استغلال هذا المرفق ويرفع العوائد منه، ويسهم في تحقيق الاستدامة المالية لمدينة جيزان.
ويعد شاطئ السباحة من الجهات السياحية الواعدة بمنطقة جازان، حيث تسعى الأمانة لتقديم خدمات ومرافق عصرية حديثة وخدمات استثنائية، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030، بهدف توفير بيئة ترفيهية متميّزة لأهالي وزوّار المنطقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 16 دقائق
- الرياض
ختام ندوة الحج الكبرى 49 بإجماع علمي على تأصيل مفهوم "الاستطاعة"
اختُتمت في محافظة جدة اليوم أعمال ندوة الحج الكبرى في دورتها التاسعة والأربعين، التي نظّمتها وزارة الحج والعمرة بالشراكة مع هيئة كبار العلماء ودارة الملك عبدالعزيز، تحت عنوان "الاستطاعة في الحج والمستجدات المعاصرة"، وذلك بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وأكد البيان الختامي للندوة أن موضوع هذا العام جاء مواكبًا لحاجة ملحّة في عصر تتعدد فيه التحديات الصحية والتنظيمية والبيئية، ويزداد فيه ارتباط أداء الشعيرة بالقدرة العلمية والتنظيمية، إلى جانب الاستطاعة البدنية والمالية. وأجمع المشاركون في جلسات الندوة على أهمية توضيح المفهوم الصحيح للاستطاعة، وضرورة توعية الحجاج بمعانيها وأبعادها، بما يكفل أداء الفريضة وفق ما يرضي الله تعالى، دون مشقة أو تفريط، وتبصير الحجاج بالأنظمة والتعليمات المرتبطة بشعيرة الحج، وعَدّوها جزءًا من الاستطاعة الشرعية. ودعوا إلى دعم البحث العلمي والدراسات الشرعية التي تعالج مسائل الاستطاعة وفق المتغيرات المعاصرة، وتفعيل دور الجامعات ومراكز الدراسات في هذا المجال، بما يعزز الفهم المقاصدي للشريعة ويحقق مبدأ التيسير ورفع الحرج، مؤكدًا حرمة مخالفة الأنظمة المنظمة لشؤون الحج، نظرًا لما قد يترتب عليها من أذى للحجاج، وإخلال بسلامة الخدمات المقدمة، ومشددًا على أن من لم تتحقق له شروط الاستطاعة الشرعية، فلا يلزمه الحج حتى تكتمل. وأشادوا بالمبادرات التي أطلقتها المملكة العربية السعودية لتيسير الحج، ومنها "مبادرة طريق مكة" التي كان لها أثر واضح في تسهيل الإجراءات على الحجاج قبل قدومهم، وكذلك منصة "نسك" الرقمية، إحدى مبادرات وزارة الحج والعمرة، التي تقدم باقة متكاملة من الخدمات لتيسير رحلة الحاج بشكل رقمي ذكي. وفي ختام البيان، ثمّن المشاركون الجهود المبذولة في تنظيم الندوة، والإعداد لها، واختيار موضوعها، مؤكدين أن ما تحقق جاء بتوفيق الله، ثم بفضل الدعم والتمكين من القيادة الرشيدة، -أيدها الله-، سائلين الله أن يبارك في هذه الجهود، وأن يحفظ الحجيج، ويكتب للجميع حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا.


العربية
منذ 19 دقائق
- العربية
هبوط أغلب أسواق الخليج وسط ضبابية الرسوم الجمركية الأميركية
أنهت أغلب أسواق الأسهم في منطقة الخليج تعاملات اليوم الأحد، على تراجع في وقت زادت فيه تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب يتهم فيها الصين بمخالفة اتفاق تجاري ثنائي أجواء الضبابية المتعلقة بالرسوم الجمركية. كما أعلن ترامب مضاعفة الرسوم المفروضة عالميا على الصلب والألمنيوم إلى 50 في المئة. ثم قال في وقت لاحق إنه سيتحدث إلى نظيره الصيني "على أمل" حل الخلافات. وأعادت محكمة استئناف اتحادية الأسبوع الماضي مؤقتا أغلب الرسوم الجمركية بالغة الارتفاع التي فرضها ترامب بعد يوم واحد من إصدار محكمة تجارية أمريكية حكما مفاده أن ترامب تخطى صلاحياته بفرض تلك الرسوم وأمرت بتعليقها فورا، وفقا لـ"رويترز". وهبط المؤشر السعودي 1.5 في المئة بضغط من تراجع بـ 2.2 في المئة لسهم مصرف الراجحي و0.9 في المئة لسهم البنك الأهلي السعودي. كما نزل سهم أرامكو 0.7 في المئة. وارتفع المؤشر القطري 0.4 في المئة وأنهى سلسلة خسائر استمرت خمس جلسات بدفعة من زيادة 1.1 في المئة في سهم بنك قطر الوطني، أكبر بنوك منطقة الخليج. وفي البحرين، نزل المؤشر 0.1 في المئة إلى 1919 نقطة، وتراجع بالنسبة ذاتها مؤشر سلطنة عمان مسجلا 4565 نقطة. أما في الكويت فارتفع المؤشر 0.4 في المئة إلى 8832 نقطة.


الرياض
منذ 31 دقائق
- الرياض
درع الأمـــــان فـي مواســـم الإيـمـانعيـون لا تنـام
في كل عام، تُشدّ الرحال إلى أطهر بقاع الأرض، ليجتمع الملايين من المسلمين من مختلف أنحاء العالم على صعيدٍ واحد، يؤدّون مناسك الحج، ويردّدون التكبيرات بخشوع، وتعلو أصواتهم بالدعوات الصادقة في هذا المكان المقدّس، راجين من الله القبول والمغفرة في مشهدٍ روحانيٍّ مهيب. في موسم الحج، لا يجتمع الحجيج فقط لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، بل تتقاطع في هذا المكان الطاهر مشاعر عظيمة من الإيمان والتجرّد والخشوع، ليصبح الجميع في لحظة واحدة قلبًا واحدًا، ووجهة واحدة، إنّها أيام تتجاوز فيها الروح تفاصيل الحياة اليومية، وتنشغل بالتضرّع، والتقرّب، والبحث عن القبول والسكينة. ورغم أن أنظار العالم تتركّز على خطوات الحجاج المتعبة، إلا أنّ خلف هذا المشهد تقف عيون لا تنام، تسهر بصمت لتوفير السلامة والطمأنينة لكل حاجّ. إنها جهود لا تُرى، ولكن يُحَسّ أثرها في كل تفصيلة من تفاصيل رحلة الحج، في الإسعاف السريع، وفي يدٍ متطوعة تُرشد، وفي رجل أمن يضبط النظام. أولئك الأبطال الذين لا يسعون للظهور أو الشهرة، بل يؤدّون واجبهم الديني والإنساني بإخلاص، وإتقان، وبصدرٍ رحب، ففي كل زاوية من المشاعر، تُكتب قصص صامتة لا تُنشر، لكنها تخلّد في الوجدان، وفي كل لحظة دعم أو مساعدة، يُصنع فرقٌ حقيقي، يُحتسب عند الله أولاً، ثم يُذكر بامتنان في قلوب الحجاج الذين لن ينسوا مَن مدّ لهم يد العون في أصعب اللحظات. رسالة إنسانية عظيمة تمثل أسمى صور البذل والعطاء رجال الأمن: خط الحماية للحجاج وسط التدفق الهائل للحشود، وتعدد المواقع، وتنوع الجنسيات واختلاف الثقافات واللغات، يقف رجال الأمن بكل حزم وجدية وثبات، يشكلون خط الحماية الأول لضيوف الرحمن، يتنقلون بين أماكن التجمعات، ينظمون، يوجهون، يحرسون، يسهرون، وكل ذلك بوعي عالٍ بالمسؤولية العظيمة التي يحملونها على عاتقهم. لا تقتصر أدوارهم على فرض النظام والتوجيه فحسب، بل تتجاوز ذلك لتشمل المساعدة المباشرة للحجاج، واحتواء المواقف الإنسانية الطارئة، والتعامل برحمة وهدوء مع كبار السن والمرضى، وضبط النفس في لحظات الزحام والضغط والازدحام، التي تتكرر على مدار اليوم. رغم ساعات العمل الطويلة، والوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة، وفي ظل زحام لا يهدأ، إلا أن عزيمتهم لا تضعف، ولا تبهت ابتسامتهم. تجدهم في كل مكان، يوزّعون الطمأنينة والراحة، ويؤدون واجبهم بروح مليئة بالإخلاص والحب لخدمة ضيوف الرحمن. كأنهم دروع أمان تمشي بين الحشود، لا يبحثون عن شكر أو ثناء، بل عن راحة حاج، وسلامته، وتمام مناسكه بطمأنينة، وهم يدركون تمامًا أن ما يقومون به ليس مجرد عمل، بل رسالة سامية ومهمة إنسانية وإيمانية خالدة. يقول محسن حمد، أحد رجال الأمن المشاركين في موسم الحج، الحمد لله الذي شرفني بفرصة المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم حج العام 1445هـ. وذلك ضمن نطاق عملي العسكري في منطقة الجمرات وهي من أهم وأدق المواقع التي تتطلب جاهزية عالية وحضورا ذهنيًا مستمرًا نظرًا لما تشهده من كثافة بشرية عالية وتوقيت دقيق في أداء شعيرة رمي الجمرات. منذ بداية التكليف شعرت بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقي فخدمة الحجاج شرف لا يضاهيه شرف والعمل في موقع حساس كالجمرات يعني أن كل حركة وكل قرار قد يؤثر بشكل مباشر على سلامة الحجيج وسير الشعيرة مهامنا اليومية تنوعت بين تنظيم الحشود فتح المسارات التعامل مع الحالات الطارئة المساعدة في تفويج كبار السن والمرضى بالإضافة إلى الحفاظ على الأمن والانسيابية في كافة الأوقات. رغم مشقة العمل سواء من حيث ساعات الوقوف الطويلة أو ارتفاع درجات الحرارة أو الضغط النفسي الناتج عن الأعداد الكبيرة من الحجاج إلا أن الشعور الداخلي كان دائمًا يدفعنا للعطاء. كنا نرى ثمرة جهودنا في نظرات الشكر والدعوات التي ترفع لنا من قلوب صادقة لا نعرفها لكنها تلامسنا وتمنحنا طاقة لا توصف. من أكثر اللحظات التي أثرت فيني خلال عملي هي تلك التي كنت أساعد فيها حاجًا كبيرًا في السن لم يستطع الوصول إلى الجمرات بسبب الزحام وتعاونا نحن والفِرق الميدانية لنوصله بأمان وبعد أن رمى الجمرات التفت لي ورفع يده للسماء ودعا لي دعوة أبكتني كانت لحظة لن أنساها ما حييت، وشعرت حينها أن كل التعب صار وسام فخر. خروجي من هذه التجربة لم يكن فقط بتقدير أو خبرة ميدانية، بل بروح جديدة تحمل فخرًا لا يوصف واعتزازًا بخدمة ديني ووطني وإيمانًا بأن ما قدمناه هو جزء من رسالة إنسانية عظيمة، تمثل أسمى صور البذل والعطاء. وفي الختام، أرفع شكري وتقديري لقيادتنا الرشيدة، ولكل من أسهم في تسهيل أداء هذه المهمة الجليلة، وأسأل الله أن يتقبل منا، وأن يعيدنا دومًا في خدمة ضيوفه بكل فخر واعتزاز. أيدي الرحمة في قلب الزحام في أجواء الإيمان، تحت حرارة الشمس المرتفعة بين زحام الملايين الذين يؤدون مناسك الحج بتعب، وإجهاد، يقف المسعفون خط الدفاع الأول في مواجهة الحالات الطارئة، أنهم لا ينتظرون نداءً واضحاً، حدسهم حاضر في الميدان، يلتقط ملامح التعب في الوجوه ويركض نحو كل من يتعثر او ينهار فجأة. يتوزع المسعفون في كل ركن من اركان المشاعر المقدسة، في مواقع مرئية وأخرى لا تلحظ، ليكونوا على استعداد لأي حالة طارئة، يحملون حقائب الإسعاف على ظهورهم، ويتنقلون بين الحشود بلا كلل، يتعاملون مع حالات ضربات الشمس، وانخفاض السكر، والإرهاق الشديد ويتم نقل الحالات المحرجة بسرعة إلى سيارات الإسعاف المجهزة، التي تقف على أهبة الاستعداد لأي حالة طارئة لنقل المريض إلى أقرب مستشفى، ورغم ضغط العمل الهائل، يقابل المسعفون الحجاج بابتسامة مطمئنة، وعبارات مواساة تبعث الأمان في قلوبهم. فهم لا يحملون أدوات طبية فقط، بل يحملون مشاعر الرحمة، والإحساس بالمسؤولية تجاه ضيوف الرحمن. وقد روت المسعفة منار العنزي، أصعب موقف واجهته في يوم عرفة، حين تم الإبلاغ عن حاجة مسنة فقدت وعيها وسط ازدحام شديد وحرارة مرتفعة. لم يكن من الممكن إدخال سيارة إسعاف، فحملت حقيبتي وذهبت لها سيرًا على الأقدام وسط الحشود، طالبة من الناس فتح الطريق وصلت إليها وكانت حالتها حرجة جدًا، بدأت فورًا بالإسعافات الأولية: رفعت قدميها، ووضعت كمادات باردة، وأعطيتها سوائل، ثم طلبت نقلها بأقرب وسيلة ممكنة. طوال الوقت كنت أطمئن ابنتها التي كانت في حالة انهيار الموقف كله علمني أن الهدوء وسرعة التصرف والثقة بالنفس أهم ما يحتاجه المسعف، خاصة في ظروف الحج الاستثنائية. وأضاف، عبدالمحسن عبدالله آل زايد، أحد المسعفين قائلاً، تجربتي في العمل كمسعف في موسم الحج كانت تجربة استثنائية بكل المقاييس، تحمل في طياتها مزيجاً من الإنسانية، والإيمان، والمسؤولية. في هذا الموسم العظيم، كنت جزءاً من منظومة تخدم الملايين من الحجاج، وتعمل على تأمين سلامتهم وراحتهم أثناء أدائهم لشعائرهم. العمل في هذا السياق كان مليئاً بالتحديات، خاصة مع كثافة الأعداد وظروف الطقس، لكن شعورك بأنك تسهم في إنقاذ الأرواح وخدمة ضيوف الرحمن يجعل كل لحظة تعب ذات قيمة لا توصف. كانت التجربة فرصة عظيمة لتطبيق مهاراتي التمريضية تحت ضغط حقيقي، وتعزيز قدراتي في العمل الجماعي، واتخاذ القرارات السريعة في مواقف طارئة. وأكثر ما يشعرني بالفخر هو رؤية أثر عملي مباشرة على حياة الناس. عندما ترى في عيون الحجاج شعورهم بالأمان، وامتنانهم لكلمة طيبة أو إسعاف سريع، تدرك أنك لا تؤدي وظيفة فقط، بل تقوم برسالة إنسانية عظيمة. الفخر الأكبر أيضاً يأتي من تمثيلي لفريق جامعة الملك سعود للعمل التطوعي والهلال الأحمر السعودي في موقع من أقدس بقاع الأرض، وأثناء حدث ديني عالمي يجمع المسلمين من كل مكان. هذا الشعور يجعلني أرفع رأسي عالياً، لأنني كنت جزء من عمل وطني شريف يعكس الصورة الحقيقية للتطوع والاحترافية في تقديم الرعاية الصحية. قلوب تنبض بالعطاء في كل زاوية من المشاعر المقدسة، ينتشر المتطوّعون في كل مكان، يحملون في وجوههم ابتسامات صادقة، وفي قلوبهم شغف الخدمة. تختلف مهامهم، فمنهم من يرشد التائهين، ومنهم من يوزّع الماء، وآخرون يساعدون كبار السن، لكن يجمعهم هدف واحد، خدمة ضيوف الرحمن بكل حب واحتساب. إنّ التطوّع في الحج ليس مهمة سهلة، بل مسؤولية عظيمة تتطلّب صبرًا، ولباقة، وقدرة على التعامل مع مواقف طارئة ومتنوعة. ومع ذلك، تجدهم يعملون بحماس، يبادرون بالمساعدة قبل أن يُطلب منهم، ويقدّمون يد العون بابتسامة، كأنهم يعتبرون كل حاجّ ضيفًا شخصيًا في بيوتهم. لا يتوقف عطاؤهم عند عمل معين أو دور محدد، بل تجدهم في كل موقع يحتاج إلى دعم، يقدّمون المساندة بكل إخلاص، وينتقلون من مكان إلى آخر دون كلل، مدفوعين بإحساسهم الكبير بأهمية الدور الذي يؤدونه. ورغم تفاوت أعمار المتطوعين وخلفياتهم، يجمعهم الحسّ العالي بالمسؤولية، وروح الجماعة، والاستعداد الدائم لبذل الجهد في صمت. فهم لا يسعون إلى مقابل مادي، بل يسعون إلى رضا الله أولًا، ثم إلى نشر صورة مشرّفة عن بلادهم ومجتمعهم. وفي كل موقف يُطلب منهم فيه التدخل، تجدهم حاضرين، يملكون من الهدوء والتعامل الحكيم ما يجعلهم قادرين على تجاوز أي ضغط. هي تجربة لا تنسى، تترك في القلب أثرًا، وفي الذاكرة مواقف عظيمة، تؤكد أن في موسم الحج لا يعلو إلا صوت العطاء، ولا يُحتسب إلا عمل خالص لوجه الله. وقد عبرت شيماء حمدي الحربي، ما دفعني للتطوّع في موسم الحج هو إحساسي بالواجب تجاه ديني ووطني، فخدمة ضيوف الرحمن شرف عظيم، وهي فرصة لا تتكرّر كثيرًا. رأيت مدى حاجة الحجاج للدعم والتوجيه، وكذلك حاجة رجال الأمن للمساندة، خصوصًا في ظل الزحام وتعدّد المواقع، فشعرت بأنه من الواجب أن أكون جزءًا من هذا الجهد العظيم. أنا أحبّ المبادرة، وأستمتع بالتعامل مع مختلف الأشخاص ومساعدتهم. علّمني التطوّع معنى العطاء دون مقابل، وكيف يمكن لكلمة بسيطة أو مساعدة صغيرة أن تكون سببًا في راحة حاج، وربما تكون سببًا في استجابة دعوة له أو لي. كما أن هناك جانبًا شخصيًا دفعني إلى ذلك، وهو رغبتي في تطوير مهاراتي في التعامل مع أشخاص من جنسيات مختلفة، وأن أتعلم الصبر والعمل تحت الضغط، وأن أعيش تجربة فريدة لا تتكرّر إلا في هذه الأيام المباركة من السنة. الشعور لا يوصف حقًا، وسط الزحام والتعب وحرارة الجو، تشعر بطاقة إيمانية غريبة، تتعب، ولكن لا تشعر بالتعب لأنك تعلم أنك تساعد أشخاصًا قدموا من أطراف الدنيا لأداء ركن من أركان الإسلام. حين ترى ابتسامة حاج بعد مساعدته، أو دمعة فرح في عينيه، تشعر بأن كل التعب يهون. أحيانًا يكون الزحام خانقًا، والمواقف صعبة، خاصة مع كبار السن أو المرضى، لكن عندما تنجح في التخفيف عنهم، أو توجيههم للطريق الصحيح، تشعر بأنك أنجزت أمرًا عظيمًا. تشعر أنك قريب من الله، وأنك في مكان مقدّس لا يناله أيّ أحد. ودائمًا يرافقني شعور بالامتنان… ممتنة لأن الله اختارني لأكون جزءًا من هذا الشرف. وأضافت رويده دعوجي، قائلة، من لحظات الفخر والإنجاز التي لا تُنسى، أن أرى جميع السعوديين يعملون بكل تفانٍ لخدمة ضيوف الرحمن؛ من منظمين ومترجمين ورجال أمن ومنتسبي القطاعات العسكرية والصحية، جميعهم واقفون، صامدون، رغم الحر والتعب والإرهاق، محافظون على ابتسامتهم، ومتمسكون بروح الخدمة. كنا دومًا لا ننسى بعضنا البعض، نشارك الماء والطعام بين القطاعات؛ إن كان لدينا ماء أعطيناه للعساكر والمنظمين، وإن كان لديهم شيء شاركونا به، وهكذا كنا نعمل بروح واحدة. لحظات السعادة كانت كثيرة، كأن يدعو لك حاج وهو لا يتحدث لغتك، لكنه يرفع يديه إلى السماء، ويبتسم لك بامتنان وشكر على خدمة قد ترينها بسيطة، كلاصق جروح أو قطرة عين، لكنها عنده عظيمة جدًا. كذلك، من أكثر ما يُشعرنا بالفخر، هو الدعم المعنوي الذي نحصل عليه من رؤساء ومشرفي الحملات التطوعية، الذين يغمروننا بالكلمات الطيبة والدعوات، فضلًا عن الدعم المادي من خلال تقديم أفضل الوجبات، والمشروبات. وأحيانًا، نعود في الظهيرة تحت حرارة شديدة، فنجدهم قد أحضروا لنا المثلجات لتخفيف التعب، ويستقبلوننا بابتسامات صادقة تشعرنا بقيمة ما نقوم به. ومع نهاية كل رحلة حج، يعود الحجاج إلى أوطانهم حاملين معهم ذكريات لا تُنسى، ودعوات رُفعت في أطهر البقاع، وقلوب غمرها السلام. لكن ما قد لا يدركه كثيرون، هو أن وراء تلك الرحلة الإيمانية تجربة أخرى موازية، يعيشها أولئك الذين وهبوا وقتهم وجهدهم لخدمة ضيوف الرحمن. رجال الأمن الذين سهروا على حماية الأرواح، والمسعفون الذين تنقلوا بين الحشود كأنهم قلوب تمشي، والمتطوّعون الذين لم يدّخروا جهدًا في التوجيه والمساعدة، كلهم كانوا شركاء في هذه الرحلة، حتى وإن لم يكونوا ضمن الحجاج. لم يكن دورهم مجرد مهمة، بل رسالة إنسانية، حملوها بكل حب واحتساب. هذه الجهود، التي لا تُرى غالبًا، مهمة خلال هذه الرحلة. لأنهم كانوا هناك في كل لحظة حرجة، وفي كل موقف يتطلّب تدخّلًا سريعًا أو كلمة طيبة. كل ابتسامة وزّعوها، وكل موقف صعب واجهوه، كانت له قيمته في تسهيل رحلة الحج لملايين القلوب القادمة من شتى أنحاء العالم. ختامًا، قد لا نعرف أسماءهم، لكننا نلمس أثرهم في كل زاوية من المشاعر المقدسة، في كل طريق سلكه حاج بطمأنينة، وفي كل لحظة راحة شعر بها متعب، وفي كل موقف أُسعف فيه مريض، أو وُجه فيه تائه. قد لا تظهر وجوههم في الصور، لكن بصماتهم تظل محفورة في ذاكرة هذا الموسم العظيم. هم أولئك الجنود المجهولون الذين يعملون بصمت، في الظل، وبإخلاص لا ينتظر التصفيق. وإن كان الحجاج هم ضيوف الرحمن، فإن هؤلاء الأبطال هم اليد التي صافحتهم باسم الوطن، والروح التي احتضنتهم باسم الإيمان، والقلب الذي ناب عن الجميع في الرحمة والعطاء. فجزى الله خيرًا كل من سهر وتعب، وكل من بادر وساعد، وكل من وقف تحت الشمس طويلًا ليمنح غيره ظل الأمان. جعل الله ما بذلوه في موازين حسناتهم، وكتب لهم أجر كل خطوة خدموا فيها حاجًا، وكل بسمة رسموها على وجه زائر، فهم بحق شركاء في الرحلة الإيمانية، وإن لم يرتدوا لباس الإحرام، فقد ارتدوا لباس العطاء، وتحلّوا بأخلاق الخدمة، وكانوا بركة تمشي على الأرض.