logo
تيـط مليـل … قطـب يتطـور

تيـط مليـل … قطـب يتطـور

جريدة الصباحمنذ 6 ساعات

باتت جماعة تيط مليل، التابعة لإقليم مديونة، قطبا محوريا في المنطقة برمتها، ووجهة مهمة لمستثمرين عقاريين وتجاريين، مع تطور النمو الديمغرافي بشكل واضح. وتشهد الجماعة في الفترة الأخيرة، مشاريع مهمة وكبرى، على غرار الطريق السيار الرابط بين تيط مليل وبرشيد، الذي وصلت الأشغال فيه إلى نسب متقدمة، والمركب الرياضي والترفيهي الكبير، استجابة لارتفاع عدد السكان فيها. وفي لقاء مع عدد من الفاعلين والسكان، ظهر أن تيط مليل أصبحت وجهة مفضلة لسكان المدن المجاورة الكبرى، بحثا عن الاستقرار والهدوء، وهو ما يتطلب عملا مضاعفا من ناحية توفير ظروف الراحة والاستجمام والترفيه، مع ضرورة إعادة النظر في تصميم التهيئة.
إنجاز: العقيد درغام وتصوير: (عبد اللطيف مفيق)
قبلة للمنعشين
يكفي أن تجوب شوارع وأزقة الجماعة، لترصد اشغالا في كل مكان لتحسين البنية التحتية والطرقات، بالإضافة إلى انتشار واسع للمشاريع العقارية والبنايات الجديدة، ما يؤكد أن الجماعة باتت قبلة للمستثمرين العقاريين، وسكان المدن الكبرى المجاورة للاستقرار فيها.
وفي حديث مع أحد المسؤولين عن البنايات الجديدة بالمدينة، أوضح أن تيط مليل باتت قبلة للمستثمرين العقاريين بشكل ملحوظ، إذ تنافس مدنا أكبر في هذا المجال، على غرار السوالم والمحمدية، وبعض المناطق المحيطة بالبيضاء الكبرى.
وأكد المتحدث نفسه، أنه يعمل على مشاريع بهذه المدن المذكورة، وأخرى بمحيط إقليم مديونة، ولاحظ أن تيط مليل باتت وجهة مفضلة للسكان الراغبين في الاستقرار والهدوء، واقتناء شقق ومحلات تجارية جديدة، مبرزا أن المدينة ستصبح في السنوات المقبلة، قطبا تجاريا وسكانيا هاما في الجهة بأكملها، وليس فقط في إقليم مديونة.
مركز لوجيستيكي
من بين الأشغال التي تعرفها تيط مليل، خلال الفترة الأخيرة، أشغال إنجاز الطريق السيار الجديد، التي تربط بين تيط مليل وبرشيد، إذ اكتملت الأشغال بنسبة تفوق 60 في المائة، حسب مسؤولين بتهيئة الطرق ب 'أي دي إم بروجي'.
ويمتد المشروع على 30 كيلومترا، وهدفه الربط بين برشيد والبيضاء عبر مديونة، إذ سيوفر لمستخدمي الطرق القادمين من الشرق والشمال، والراغبين في التوجه للجنوب، تجنب الاكتظاظ داخل البيضاء.
وتبلغ قيمة المشروع، ملياري درهم ونصف مليار، ويعول عليه مسؤولو المنطقة من أجل تخفيف العبء على حركة السير بالبيضاء، والربط بين قطبين هامين، يعرفان توافد عدد مهم من السيارات يوميا، ويتضمن ثلاثة مسارات في كل اتجاه.
وسيكون المشروع جاهزا في الأشهر الأولى ل 2026، مع سير الاشغال بوتيرة مرتفعة وسريعة.
من جهة ثانية، دشنت شركة المباني والخدمات اللوجيستيكية 'بي إل إس'، أخيرا، مركزا لوجيستيكيا مهما، بتيط مليل، بحضور عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجيستيك.
ورصد لهذا الاستثمار المهم، 300 مليون درهم، وسيمكن من إحداث 145 منصب شغل مباشر، على مساحة 50 ألف متر مربع، مع سعة تخزين تصل إلى 55 ألف موقع منصة حاملة.
أنفاق ونقل عمومي وإنارة
ومن بين المشاريع التي تعرفها الجماعة، هناك التفكير في إحداث أنفاق، من أجل محاربة الاكتظاظ في الطريق رقم 9، بشراكة مع وزارة التجهيز، ناهيك عن توفير وسائل للنقل العمومي للسكان، إذ تتوفر الجماعة على 'طاكسيات' صغيرة وكبيرة فقط، وباتت الحاجة ملحة لتوفير حافلات للنقل العمومي، للربط السريع بين المناطق المجاورة.
وسيتم أيضا تمديد خطوط الحافلات رقم 120 و608، لتغطية حي الليمون وجنان الياسمين، وتم أيضا طلب تمديد خطوط التشارك إلى تيط مليل.
وباعتبار جماعة تيط مليل عضو في مجموع الجماعات قطاع النقل، طالب محمد بوشفي، النائب الثالث لرئيس جماعية تيط ميل، المكلف بالتعمير ' بتوحيد التذكرة بين الطرامواي والحافلات لتسهيل التنقل بين البيضاء المركز والمدن المجاورة، وبالخصوص الطلبة في الكليات والمعاهد العليا والمدارس الخصوصية'.
واعتبر بوشفي أن هذه المشاريع باتت مهمة جدا في تيط مليل، وتنكب الجماعة على إنجازها، رغم قلة الموارد المالية.
وبخصوص ذلك قال بوشفي إن الموارد الحالية لم تعد كافية، وإن الجماعة فكرت في الاستثمار الذاتي وابتكار موارد خاصة لها، من خلال الاستثمار في عقارات خاصة ومركبات تجارية للكراء، مبرزا أن كل المستفيدين يؤدون ما عليهم في الوقت المناسب، مع إعادة النظر في الرسوم الجبائية دون الإضرار بالمواطنين، دون نسيان دور المجلس والمنتخبين والمجتمع المدني، في التنمية والحفاظ على البيئة وجمالية المدينة، وتحفيز الشباب على الابتكار والدراسة وولوج العالم المقاولاتي، عن طريق منصة الشباب التي تم تشييدها أخيرا، من قبل عامل صاحب الجلالة على إقليم مديونة ، وتشجيع الجمعيات الرياضية المحلية، من أجل جعل الرياضة رافعة أيضا للاقتصاد المحلي، وتشجيع التعاونيات، وبالخصوص المرأة لتشجيع الاستثمار في المنتوجات المحلية.
وبخصوص الإنارة العمومية، أنجزت دراسة من قبل مكتب دراسات مختص لتجويد الإنارة وتقليص النفقات، بتغيير الحبابات من نوع 'الصوديوم' و'الهالوجين' إلى 'الليد'، وبالتالي إضاءة جيدة بتكلفة صغيرة. الدراسة اكتملت والشطر الأول في التنفيذ في غضون أشهر.
مركب رياضي جديد
علمت 'الصباح' أن التحضيرات لتشييد مركب رياضي وترفيهي بتيط مليل، بلغت مراحل متقدمة، وسيشيد على امتداد 11 هكتارا.
ويضم هذا المشروع الكبير، الذي ينتظره سكان المنطقة والجماعة، مسبحا وملاعب لكرة القدم والتنس وكرة السلة، وقاعة مغطاة متعددة الرياضات، بالإضافة إلى حلبة لسباق الدراجات والبادل ورياضات أخرى، على أن تستغرق الأشغال ستة أشهر.
وبالإضافة إلى ملاعب رياضية متعددة، سيعرف المركب تشييد فضاءات اجتماعية وترفيهية وتربوية، الغرض منها توفير بيئة سليمة لسكان الجماعة والإقليم عامة، والدفع نحو الرقي بالعمل المجتمعي، ومنح فرصة للشباب والرياضيين للإبداع.
ويهتم المركب أيضا بالأطفال، إذ سيوفر لهم فضاءات للألعاب والترفيه، إلى جانب مجال للجمعيات التي تعنى بهذه الفئة من أجل القيام بأنشطتها في أماكن سليمة وتربوية من الجيل الجديد.
ويعتبر هذا الفضاء هو الأول من نوعه في الجماعة، ويشكل ثورة بالنسبة إلى سكان المنطقة.
مركز صحي ضمن الأولويات
بخصوص القطاع الصحي، أكد بوشفي أن الجماعة تحتاج إلى مركز صحي بأطقم طبية وشبه طبية، قادر على الربط مع مستشفيات البيضاء مباشرة.
وشدد المتحدث نفسه على أن المواطنين يحتاجون لتلقي العناية الطبية والتدخل الأولي بجماعتهم، دون الحاجة للتنقل إلى مديونة.
ونوه بوشفي بقطاع التعليم، وقال إن الجماعة تفخر بالاكتفاء الذاتي، من حيث المرافق المدرسية، بحكم أنها تجبر كل مستثمر عقاري على أن يشيد مدرسة قرب كل تجمع سكني.
وبخصوص قطاع النظافة، أوضح بوشفي أن الجماعة تعمل على منح شركة محلية صلاحية التكفل بالقطاع، بتعاون مع العامل، وهو حل أنسب للنظافة بالمنطقة.
أما بالنسبة لدور الصفيح، ودوار الحاج موسى، فأكد بوشفي أنه يجب إعادة النظر في تصميم التهيئة، وبالأخص التنطيق، ويحبذ أن يكون في هذة المنطقة محفزا ومشجعا للمستثمرين، لكي يتم إدماج السكان من طرف المستثمر في مشروعه الخاص، ويعيد إيواءهم دون ضرر للقاطنين، ودون ضرر للورثة، وللمستثمر، الشيء نفسه لحي الرحمة، الذي تجب إعادة هيكلته، وإيجاد حل على مستوى الوكالة الحضرية.
بوشفي: تصميم التهيئة أصبح متجاوزا
قال محمد بوشفي، النائب الثالث لرئيس جماعية تيط ميل، المكلف بالتعمير، إن الجماعة تستعد لاستقبال ملعب لكرة القدم، باسم 'الذكرى الفضية'، سيكون قادرا على استضافة المباريات ليلا لفرق المنطقة.
وأوضح بوشفي وهو إطار سابق في شركة فرنسية، ومن المكلفين بإنجاز خط 'طرامواي' البيضاء والرباط، في تصريح لـ'الصباح'، أن الملعب سينضاف إلى المركب الرياضي والترفيهي الكبير، الذي سيحمل اسم 'المنابع'، والذي سيكلف ستة ملايير، وسيتضمن ملاعب لكرة القدم ورياضات أخرى، وفضاءات ومسبحا ومسارا صحيا لممارسة المشي، ومساحات خضراء.
وأضاف المتحدث نفسه أن هناك تزايد كبيرة في طور الإنجاز، بحكم تضاعف السكان، ضمنهم سكان بعض الأحياء الصفيحية الذين تتم إعادة إيوائهم بتيط مليل.
وشدد بوشفي، الذي شارك في مشروع إحداث التيار الكهربائي القوي بطنجة والداخلة، ومشروع الطاقات المتجددة الريحية طرفاية، على ضرورة إعادة النظر في تصميم التهيئة، إذ أن الحالي والذي أعد في 2014، لم يعد يصلح، بحكم غياب وعاء عقاري، معتبرا أن هذا الأمر هو من الأولويات حاليا.
وأضاف بوشفي أنه بخصوص البحث عن موارد مالية جديدة للجماعة، هناك رغبة في إحصاء الأراضي غير المبنية عن طريق مهندس طبوغرافي، ودفع جميع الحرفيين والمهنيين للحصول على تراخيص مزاولة النشاط مع تبسيط المساطر وتكييف الرسوم الضريبية.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم البحث عن أراض للاستثمار الخصوصي، على غرار عملية أمل 2، وحل مشكل رخص السكن بتسوية وضعية المباني المخالفة لقوانين التعمير، وفق ما جاء به المرسوم 2.23.103، لأن وثيقة السكن ضرورية لمزاولة أي نشاط حرفي أو مهني أو تجاري.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تمويل بقيمة 300 مليون يورو لدعم شبكة الكهرباء في المملكة
تمويل بقيمة 300 مليون يورو لدعم شبكة الكهرباء في المملكة

LE12

timeمنذ ساعة واحدة

  • LE12

تمويل بقيمة 300 مليون يورو لدعم شبكة الكهرباء في المملكة

أعلن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أمس الخميس، عن حصوله على تمويل جديد بقيمة 300 مليون أورو من البنك الأوروبي للاستثمار، والبنك الألماني للتنمية، والاتحاد الأوروبي، بهدف تقوية شبكته الكهربائية. وأوضح بلاغ مشترك أن هذا التمويل جاء في إطار زيارة رفيعة المستوى قادها يوانيس تساكيريس، نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار؛ وكريستيان لايباخ، عضو مجلس إدارة البنك الألماني للتنمية، ودانييل دوتو، نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، إلى موقع محطة الطاقة الريحية 'جبل الحديد' (بقدرة 270 ميغاواط)، التي أنجزها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، في إقليم الصويرة. ويهدف هذا التمويل إلى تحسين إدماج الطاقات المتجددة من خلال تقوية الشبكة الكهربائية للمغرب، وذلك في إطار تعاون استراتيجي لدعم التحول الطاقي للمملكة. وهكذا، سيدعم التمويل الجديد، الذي يشرف على هيكلته ويقوده البنك الأوروبي للاستثمار (170 مليون أورو) إلى جانب البنك الألماني للتنمية نيابة عن الحكومة الألمانية (130 مليون أورو)، سلسلة من الاستثمارات التي سينجزها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بهدف تحديث وتوسيع الشبكة الوطنية لنقل الكهرباء على امتداد 731 كيلومترا، مما يسمح بزيادة قدرة تفريغ شبكة النقل بمقدار 1850 ميغا فولط أمبير. ويتمثل الهدف في تسهيل دمج قدرات متجددة جديدة في منظومة الكهرباء ومواكبة المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في دوره كمسير للشبكة، دعما لأهداف المغرب في مجالي الطاقة والمناخ. وستساهم هذه الاستثمارات في تحسين سلامة التزويد وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري (390 ألف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويا بحلول عام 2030) وتحفيز النمو في العديد من جهات البلاد، مع تعزيز قدرة الشبكة الوطنية على الصمود في مواجهة الطلب المتزايد والتقلبات المناخية. وأبرز المصدر ذاته أن هذا التمويل الجديد يندرج في إطار دينامية طموحة يقودها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، الفاعل الرئيسي في التحول الطاقي بالمملكة، معلنا أن المكتب انخرط في مخطط للتجهيز بقيمة 220 مليار درهم في أفق 2030، منها 177 مليار درهم مخصصة لقطاع الكهرباء، بهدف رفع القدرة من الطاقات المتجددة إلى 56 في المئة بحلول نهاية 2027. ومن بين المشاريع الهيكلية هناك تطوير 12.5 جيغاواط من القدرات الإضافية من الطاقات المتجددة، وتعزيز شبكة النقل على امتداد أكثر من 700 كيلومتر، وتنفيذ طريق سيار كهربائي بقدرة 3000 ميغاواط بطول 1400 كيلومتر بين جنوب ووسط المملكة. وتساهم هذه الاستثمارات في تعزيز الأمن الطاقي للمملكة، ودعم إزالة الكربون من الاقتصاد، وتعزيز موقع المغرب كنموذج إقليمي في مجال الطاقة المستدامة. وأوضح المصدر ذاته أن محطة الطاقة الريحية 'جبل الحديد'، التي بدأ تشغيلها في أكتوبر 2024، تعد المشروع الرابع ضمن البرنامج المندمج للطاقة الريحية بقدرة 1000 ميغاواط؛ مذكرا بأن هذا المشروع تم تمويله بشكل مشترك بواسطة قرضين بقيمة 200 مليون أورو لكل من البنك الأوروبي للاستثمار والبنك الألماني للتنمية نيابة عن الحكومة الألمانية، بالإضافة إلى منحة بقيمة 15 مليون أورو من الاتحاد الأوروبي. وبقدرة تبلغ 270 ميغاواط، من المرتقب أن تنتج المحطة حوالي 952 جيغاواط ساعة من الكهرباء المتجددة سنويا، وهو ما يعادل الاستهلاك السنوي لـ 1.2 مليون نسمة. وهو ما يبرز التأثير الملموس للتعاون الأوروبي في تنفيذ الالتزامات المناخية للمملكة. وتظهر هذه المبادرة قدرة 'فريق أوروبا' على تعبئة موارد مالية وتقنية تنسجم مع أولويات شركائه، وبما يتماشى تماما مع الشراكة الخضراء بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والميثاق الأخضر الأوروبي وطموحات المغرب للتحول في مجال الطاقة. علاوة على ذلك، يستفيد قرض البنك الأوروبي للاستثمار من دعم الاتحاد الأوروبي، الذي يعمل من خلال آلية الضمان الخاصة به، على تحسين شروط التمويل وتعزيز أثر العملية. وبالموازاة مع ذلك، أبرم البنك الأوروبي للاستثمار والبنك الألماني للتنمية اتفاقا للتعاون المعزز في إطار 'مبادرة الاعتماد المتبادل' (MRI)، والتي تمنح البنك الأوروبي للاستثمار الدور الرئيسي في تتبع المشروع. وتتيح هذه الآلية تبسيط الإجراءات بالنسبة للسلطات المغربية وضمان تنفيذ أسرع وأكثر تنسيقا وفعالية للعمليات الممولة بشكل مشترك. ويندرج هذا الدور في إطار علاقة طويلة الأمد مبنية على الثقة بين البنك الأوروبي للاستثمار والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، حيث تم تمويل 23 مشروعا بشكل مشترك. ويعكس ذلك الرغبة المشتركة في تعزيز أثر الاستثمارات لصالح نظام طاقي أكثر استدامة ومرونة وشمولا. وفي هذا الصدد، قال السيد تساكيريس إن محطة 'جبل الحديد' تجسد متانة الشراكة القائمة بين المغرب والمؤسسات الأوروبية في مجال التحول الطاقي، مبرزا أنه 'من خلال هذا الدعم الجديد الذي يقدر ب 170 مليون أورو، فإننا ندعم توسيع شبكة الكهرباء الوطنية، وهو رافعة أساسية لتعزيز الارتباط بين إنتاج الطاقة الخضراء والبنيات التحتية لنقل الكهرباء، في خدمة التحول الطاقي المستدام وتنمية البلاد'. وأضاف أن البنك الأوروبي للاستثمار، من خلال توليه الدور الرئيسي في إطار 'مبادرة الاعتماد المتبادل'، يستند إلى ثلاثة عقود من التعاون مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لتوفير إطار للشراكة أكثر فعالية وأفضل تنسيقا، مؤكدا 'هذا مثال ملموس لمقاربة +فريق أوروبا+ في خدمة زبنائنا'. من جانبها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي، باتريسيا لومبارت كوساك، إن 'هذا البرنامج هو دليل آخر على الإنجازات الملموسة لشراكتنا الخضراء المغرب – الاتحاد الأوروبي والالتزام المستمر ل+فريق أوروبا+ بتمويل هذه البنى التحتية الأساسية للتحول الطاقي بالمغرب'. ومن جهته، أشار سفير ألمانيا، روبير دولغر، إلى أن ألمانيا والمغرب أقاما شراكة متينة وموثوقة في قطاع الطاقة، وهو ما يشكل نموذجا للتعاون الدولي في قضايا المناخ والتنمية المستدامة. وأضاف أنه 'من خلال هذا الاتفاق للتمويل المشترك، نجتاز مرحلة جديدة كبرى في اتجاه تحقيق أهدافنا المناخية الطموحة'، مسجلا أنه 'معا، نعمل على تحويل رؤية سياسية مشتركة إلى إجراءات ملموسة – من خلال استثمارات مشتركة في الطاقة الشمسية والريحية وتطوير شبكات الكهرباء'. وأبرز أنه بفضل هذا الاتفاق، أضحت ألمانيا تساهم بأزيد من 3 مليارات أورو في التحول الطاقي والمرونة المناخية في المغرب، مضيفا أن هذه الشراكة تعزز المسؤولية الشاملة وتمهد الطريق نحو مستقبل أكثر خضرة ومرونة. من جانبها، أكدت كريستيان لايباخ، عضو مجلس إدارة مجموعة البنك الألماني للتنمية، أن برنامج إدماج الطاقات المتجددة ( 130 مليون أورو) يمثل خطوة مهمة في الالتزام المتواصل تجاه التحول الطاقي بالمغرب، مشيرة إلى أنه يدعم إنشاء شبكة كهرباء رقمية وقوية من أجل مستقبل يأتي فيه الجزء الأكبر من الكهرباء من مصادر متجددة. وأضافت أن الشراكات الموثوقة وطويلة الأمد، مثل تلك التي أبرمت مع المغرب والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ضرورية لتحقيق التحول نحو اقتصاد أخضر، مبرزة أن البنك الألماني للتنمية يدعم مساهمة المغرب في الحماية الدولية للمناخ ويفتح الفرص أمام الصناعة الألمانية والأوروبية. من جانبه، أبرز المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، طارق حمان، أن 'المملكة المغربية، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تواصل بعزم تحولها الطاقي نحو نموذج مستدام وشامل'، معتبرا أن التمويل الجديد بقيمة 300 مليون أورو، الذي عبأه البنك الأوروبي للاستثمار والبنك الألماني للتنمية والاتحاد الأوروبي، يعكس متانة شراكاتنا الاستراتيجية والثقة الموضوعة في المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب'. وأكد السيد حمان أن هذا الدعم سيساهم في الجهود المبذولة لتسريع تحديث وتقوية شبكتنا الكهربائية الوطنية، وبالتالي تسهيل دمج قدرات طاقية متجددة جديدة، مضيفًا أنه مع قدرة مثبتة تبلغ 12 جيغاوات، منها أكثر من 45 في المئة تأتي من الطاقات المتجددة، وشبكة نقل تزيد عن 30 ألف كيلومتر، فإن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ملتزم تمامًا بتحقيق الأهداف الوطنية في مجال الطاقات المتجددة في أفق سنة 2030. وأعرب عن ارتياحه لكون هذه التطورات تعزز مكانة المغرب كملتقى طرق طاقي لا محيد عنه بين إفريقيا وأوروبا وكرائد إقليمي وقاري في مجال التحول الطاقي، مما يساهم بشكل فعال في تحقيق الأمن الطاقي وإزالة الكربون من الاقتصاد والتنمية المستدامة للمملكة. وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي والمغرب أبرما في أكتوبر 2022 شراكة تاريخية تهدف إلى تعزيز الانتقال نحو أنماط إنتاج واستهلاك أكثر استدامة. وتشكل هذه 'الشراكة الخضراء' تعزيزا للشراكة القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مع التركيز بشكل أكبر على السياسات العمومية المرتبطة بالاستدامة ودعم الإصلاحات التي يقوم بها المغرب، خاصة في مجال الطاقات المتجددة والجديدة. وكان المغرب والاتحاد الأوروبي قد أطلقا على هامش مؤتمر المناخ (كوب 28)، الذي انعقد في دجنبر 2023 بالإمارات العربية المتحدة، برنامج 'الطاقات الخضراء' لتعزيز العمل المناخي والتحول الطاقي للمغرب. ويدعم هذا البرنامج، على الخصوص، تسريع عملية إزالة الكربون من المنظومة الطاقية من خلال دعم الإصلاحات الموجهة لفتح سوق الكهرباء وتسهيل الإنتاج الذاتي وتقوية التقارب مع السوق الأوروبية.

'الدوّارة' تقلب موازين الأسواق رأساً على عقب
'الدوّارة' تقلب موازين الأسواق رأساً على عقب

كش 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • كش 24

'الدوّارة' تقلب موازين الأسواق رأساً على عقب

في مشهد يعكس هوساً غير مبرر، تشهد الأسواق الشعبية ومجازر اللحوم في المغرب إقبالاً جنونياً على أحشاء الأغنام، أو ما يعرف بـ"الدوارة"، حتى بلغت أسعارها 500 درهم في بعض المناطق بعدما كانت لا تتجاوز 200 درهم، وسط صمت مريب من الجهات المسؤولة. هذا الهوس الاستهلاكي، لم يقتصر على الأحشاء فقط، بل امتد إلى اللحوم الحمراء بشكل عام، حيث سجلت أسعارها قفزات كبيرة، وسط لهطة تدفع المواطنين إلى شراء كميات كبيرة من اللحوم والأحشاء، تعويضاً عن غياب شعيرة الأضحية هذه السنة. دعوة الملك محمد السادس لعدم أداء شعيرة الأضحية لهذا العام، حفاظا على القطاع الوطني ولتخفيف العبئ عن الأسر الهشة، دفع المواطنين إلى التفنن في شراء الأحشاء واللحوم كتعويض، ما قلب موازين السوق رأساً على عقب وأدخلها في دوامة من الطلب الفاحش والغلاء الفاحش. وبينما يتهافت مواطنون على شراء "الدوارة" واللحم، يتجاهل الكثيرون أن هذا النهم غير المنضبط لا يؤدي إلا إلى اختلال توازن العرض والطلب، ورفع الأسعار بشكل كارثي، ما يثقل كاهل الأسر المغربية ويعطل جهود إعادة تكوين القطيع الوطني الذي يعاني أصلاً من تبعات الجفاف المتكرر.

تمويل أوروبي بـ300 مليون يورو لتعزيز الشبكة الكهربائية بالمغرب
تمويل أوروبي بـ300 مليون يورو لتعزيز الشبكة الكهربائية بالمغرب

لكم

timeمنذ ساعة واحدة

  • لكم

تمويل أوروبي بـ300 مليون يورو لتعزيز الشبكة الكهربائية بالمغرب

أعلن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أمس الخميس، عن حصوله على تمويل جديد بقيمة 300 مليون أورو من البنك الأوروبي للاستثمار، والبنك الألماني للتنمية، والاتحاد الأوروبي، بهدف تقوية شبكته الكهربائية. وأوضح بلاغ مشترك أن هذا التمويل جاء في إطار زيارة قادها يوانيس تساكيريس، نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار؛ وكريستيان لايباخ، عضو مجلس إدارة البنك الألماني للتنمية، ودانييل دوتو، نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، إلى موقع محطة الطاقة الريحية 'جبل الحديد' (بقدرة 270 ميغاواط)، التي أنجزها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، في إقليم الصويرة. ويهدف هذا التمويل إلى تحسين إدماج الطاقات المتجددة من خلال تقوية الشبكة الكهربائية للمغرب، وذلك في إطار تعاون استراتيجي لدعم التحول الطاقي للمملكة. وهكذا، سيدعم التمويل الجديد، الذي يشرف على هيكلته ويقوده البنك الأوروبي للاستثمار (170 مليون أورو) إلى جانب البنك الألماني للتنمية نيابة عن الحكومة الألمانية (130 مليون أورو)، سلسلة من الاستثمارات التي سينجزها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بهدف تحديث وتوسيع الشبكة الوطنية لنقل الكهرباء على امتداد 731 كيلومترا، مما يسمح بزيادة قدرة تفريغ شبكة النقل بمقدار 1850 ميغا فولط أمبير. ويتمثل الهدف في تسهيل دمج قدرات متجددة جديدة في منظومة الكهرباء ومواكبة المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في دوره كمسير للشبكة، دعما لأهداف المغرب في مجالي الطاقة والمناخ. وستساهم هذه الاستثمارات في تحسين سلامة التزويد وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري (390 ألف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويا بحلول عام 2030) وتحفيز النمو في العديد من جهات البلاد، مع تعزيز قدرة الشبكة الوطنية على الصمود في مواجهة الطلب المتزايد والتقلبات المناخية. وأبرز المصدر ذاته أن هذا التمويل الجديد يندرج في إطار دينامية طموحة يقودها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، الفاعل الرئيسي في التحول الطاقي بالمملكة، معلنا أن المكتب انخرط في مخطط للتجهيز بقيمة 220 مليار درهم في أفق 2030، منها 177 مليار درهم مخصصة لقطاع الكهرباء، بهدف رفع القدرة من الطاقات المتجددة إلى 56 في المئة بحلول نهاية 2027. ومن بين المشاريع الهيكلية هناك تطوير 12.5 جيغاواط من القدرات الإضافية من الطاقات المتجددة، وتعزيز شبكة النقل على امتداد أكثر من 700 كيلومتر، وتنفيذ طريق سيار كهربائي بقدرة 3000 ميغاواط بطول 1400 كيلومتر بين جنوب ووسط المملكة. وتساهم هذه الاستثمارات في تعزيز الأمن الطاقي للمملكة، ودعم إزالة الكربون من الاقتصاد، وتعزيز موقع المغرب كنموذج إقليمي في مجال الطاقة المستدامة. وأوضح المصدر ذاته أن محطة الطاقة الريحية 'جبل الحديد'، التي بدأ تشغيلها في أكتوبر 2024، تعد المشروع الرابع ضمن البرنامج المندمج للطاقة الريحية بقدرة 1000 ميغاواط؛ مذكرا بأن هذا المشروع تم تمويله بشكل مشترك بواسطة قرضين بقيمة 200 مليون أورو لكل من البنك الأوروبي للاستثمار والبنك الألماني للتنمية نيابة عن الحكومة الألمانية، بالإضافة إلى منحة بقيمة 15 مليون أورو من الاتحاد الأوروبي. وبقدرة تبلغ 270 ميغاواط، من المرتقب أن تنتج المحطة حوالي 952 جيغاواط ساعة من الكهرباء المتجددة سنويا، وهو ما يعادل الاستهلاك السنوي لـ 1.2 مليون نسمة. وهو ما يبرز التأثير الملموس للتعاون الأوروبي في تنفيذ الالتزامات المناخية للمملكة. وتظهر هذه المبادرة قدرة 'فريق أوروبا' على تعبئة موارد مالية وتقنية تنسجم مع أولويات شركائه، وبما يتماشى تماما مع الشراكة الخضراء بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والميثاق الأخضر الأوروبي وطموحات المغرب للتحول في مجال الطاقة. علاوة على ذلك، يستفيد قرض البنك الأوروبي للاستثمار من دعم الاتحاد الأوروبي، الذي يعمل من خلال آلية الضمان الخاصة به، على تحسين شروط التمويل وتعزيز أثر العملية. وبالموازاة مع ذلك، أبرم البنك الأوروبي للاستثمار والبنك الألماني للتنمية اتفاقا للتعاون المعزز في إطار 'مبادرة الاعتماد المتبادل' (MRI)، والتي تمنح البنك الأوروبي للاستثمار الدور الرئيسي في تتبع المشروع. وتتيح هذه الآلية تبسيط الإجراءات بالنسبة للسلطات المغربية وضمان تنفيذ أسرع وأكثر تنسيقا وفعالية للعمليات الممولة بشكل مشترك. ويندرج هذا الدور في إطار علاقة طويلة الأمد مبنية على الثقة بين البنك الأوروبي للاستثمار والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، حيث تم تمويل 23 مشروعا بشكل مشترك. ويعكس ذلك الرغبة المشتركة في تعزيز أثر الاستثمارات لصالح نظام طاقي أكثر استدامة ومرونة وشمولا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store