logo
هل تلتزم حماس بنزع السلاح وتنهي حكمها في غزة؟.. زملط يعلق لـCNN

هل تلتزم حماس بنزع السلاح وتنهي حكمها في غزة؟.. زملط يعلق لـCNN

CNN عربيةمنذ 4 أيام
تحدث حسام زملط، السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، مع مذيعة CNN بيكي أندرسون، حول مؤتمر الأمم المتحدة الذي رعته كل من فرنسا والسعودية مؤخرًا، والذي تطرق إلى مستقبل حل الدولتين، ووقف إطلاق النار في الصراع الإسرائيلي -الفلسطيني.
نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما:
بيكي أندرسون: وكنتَ تُشيرُ للتو إلى أن وزير الخارجية يُردد بالطبع كلمات رئيس الوزراء البريطاني في مؤتمر الأمم المتحدة الذي رعته فرنسا والسعودية خلال اليومين الماضيين حول الدولة الفلسطينية المُستقبلية ومستقبل حل الدولتين. أريدُ التحدث عن ذلك، ومستقبل حماس في سياق هذا المؤتمر. يقول البيان الصادر عن هذه القمة، سأقرأه عليك فقط إن لم تكن قد شاهدته، وأنا متأكدة من أنك شاهدته ربما، ولكن من أجل مُشاهدينا أيضًا: "يجب على حماس إنهاء حكمها في غزة وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية بما يتماشى مع هدف الدولة الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة". تجدر الإشارة إلى أن أحد أعضاء المكتب السياسي لحماس صرّح لشبكة CNN عام 2024 أن الحركة ستنزع سلاحها إذا أُقيمت دولة مُستقلة عاصمتها القدس، ولكن يبدو أن إعلان الأمم المتحدة يُشير إلى أن نزع السلاح يجب أن يكون خطوة على الطريق نحو دولة فلسطينية، وليس نتيجةً لذلك. وهذا الإعلان الذي وقّعته السعودية وقطر ومصر، وهكذا دواليك. ما مدى احتمالية استجابة حماس لهذه الدعوة، الصادرة الآن من دول عربية، بما فيها قطر والسعودية؟
حسام زملط: لا أعرف الإجابة الحقيقية. مع ذلك، لدينا خطة، وقد حظيت بدعم وإجماع العالم العربي أولًا والمجتمع الدولي ثانيًا، بما في ذلك المملكة المتحدة. تسير الخطة على ما يرام، وتبدأ بوقف إطلاق النار، وهناك اقتراح لوقف إطلاق النار، كما تعلمين يا بيكي، وهو اقتراح أمريكي مطروح منذ أكثر من 15 شهرًا. لم يُحترم إلا لبضعة أسابيع، وفي كل مرة، خرق نتنياهو وقف إطلاق النار ثلاث مرات. وهذه الخطة، التي أصبحت الآن خطة عربية، ستكون لغزة لجنة واحدة تُشرف على الوضع في غزة، وستوفر احتياجات غزة. هذه اللجنة مكونة من تكنوقراط، وليست حماس ولا فتح، ولا أي فصيل سياسي موجود. ثم ننتقل بسرعة إلى إعادة إعمار غزة، وتمكين الناس من البقاء على أرضهم وفي منازلهم، ثم ننتقل مباشرةً إلى مسار أفق سياسي نطبق فيه حل الدولتين. هذه هي الخطة التي لدينا حاليًا، باستثناء حماس، أي جماعة أخرى هي تركيبة فلسطينية فلسطينية. كيف نفعل ذلك؟ هناك حوار جارٍ. هناك وسطاء، ويجب أن يكون الجميع متوافقًا مع الشرعية الوطنية الفلسطينية.
بيكي أندرسون: حسنًا، وقبل أن أتركك، أود أن أسألك، شكرًا لك على مثابرتك، لأنني أعلم أن هذه مقابلة صعبة جدًا من الناحية الفنية للنهوض من حيث أنت اليوم. إلى أي مدى ترغب في المشاركة في إصلاح السلطة الفلسطينية ونظام الحكم هذا مستقبلًا؟ ما هو دورك المستقبلي؟ هل ترغب في دور قيادي؟
حسام زملط: تقصديني أنا شخصيًا؟
بيكي أندرسون: نعم. أنا أضعك تحت الأضواء.
حسام زملط: أنتِ كذلك. شرف حياتي هو أن أكون صوتًا وسفيرًا وممثلًا لأعظم شعب، شعب فلسطين، في هذه اللحظة التاريخية. لم أكن لأحلم بأي شيء أكثر من ذلك. لم أكن لأتمنى شيئًا أكثر من ذلك سوى أن أكون ممثلًا فلسطينيًا في المملكة المتحدة، في بريطانيا، وقبل ذلك، إذا تذكرت، كنت في واشنطن، سفيرًا لدى الولايات المتحدة. الآن في لندن، وفي هذه اللحظة التاريخية، هو أقصى ما أستطيع، وأطمح إليه حقًا، وأسعى حقًا للاستمرار لكنني مع ذلك جزء من النظام السياسي، كسفير وعضو في المجلس الوطني الفلسطيني، وهو برلمان منظمة التحرير الفلسطينية، وكعضو في فتح، أنا بالفعل جزء من القيادة.
قراءة المزيد
حركة حماس
حماس
غزة
قطاع غزة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تدرس توسيع نطاق حرب غزة مع توقف المحادثات
إسرائيل تدرس توسيع نطاق حرب غزة مع توقف المحادثات

CNN عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • CNN عربية

إسرائيل تدرس توسيع نطاق حرب غزة مع توقف المحادثات

(CNN)-- يبدو أن المفاوضات بشأن اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة قد وصلت إلى طريق مسدود، حيث يميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى توسيع العمليات العسكرية، وتطالب حماس بمعالجة الوضع الإنساني قبل العودة إلى المحادثات.صرح مسؤول إسرائيلي، الأحد، أن نتنياهو "يدفع باتجاه تحرير الرهائن من خلال هزيمة عسكرية (لحماس)"، متهمًا الحركة برفض الدخول في مفاوضات جادة.وأضاف المسؤول أن نتنياهو أراد الجمع بين تحرير الرهائن "وإدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق خارج مناطق القتال، وبقدر الإمكان إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرة حماس".وعندما سُئل عن خطط توسيع الحملة العسكرية، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الاثنين، إنها تعكس "رغبة في عودة جميع الرهائن، ورغبة في رؤية نهاية لهذه الحرب بعد فشل محادثات التوصل إلى اتفاق جزئي".من غير الواضح ما إذا كان نهج الحكومة الإسرائيلية يتماشى مع نهج مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. "على شفا مجاعة شاملة".. وكالات الأمم المتحدة تطلق تحذيرًا قويًا بشأن غزة أمضى ويتكوف 3 ساعات مع عائلات الرهائن الإسرائيليين، السبت، ونقل منتدى الرهائن والعائلات المفقودة عنه قوله إن الخطة "ليست توسيع نطاق الحرب، بل إنهاؤها. نعتقد أنه يجب تغيير مسار المفاوضات إلى خيار الكل أو لا شيء. إنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن الخمسين إلى ديارهم في آن واحد - هذا هو السبيل الوحيد".وأضاف ويتكوف، بحسب التقارير، "لدينا خطة لإنهاء الحرب وإعادة الجميع إلى ديارهم". ونقل المنتدى عنه قوله: "سيكون هناك من يتحمل اللوم" إذا لم يعد الرهائن الباقون على قيد الحياة إلى إسرائيل. وعند سؤاله، لم يُقدّم فريق ويتكوف أي معلومات إضافية حول تصريحات المبعوث الخاص.صرح ترامب، الأحد، أن ويتكوف سيسافر على الأرجح إلى موسكو في وقت لاحق من الأسبوع.لا يزال 50 رهينة في غزة، يُعتقد أن 20 منهم على الأقل على قيد الحياة. وقد أثار نشر حماس لصور في نهاية الأسبوع لاثنين من الرهائن - إيفياتار ديفيد وروم براسلافسكي - صدمة واسعة النطاق في إسرائيل.وقال نتنياهو إن الصور تُظهر أن حماس "لا تريد صفقة. إنهم يريدون تحطيمنا بهذه الفيديوهات المروعة، من خلال دعاية الرعب الكاذبة التي ينشرونها حول العالم".مع ذلك، حذّر منتدى عائلات المخطوفين الحكومة من توسيع الحملة العسكرية في غزة.وقال المنتدى، الأحد: "نتنياهو يُحضّر لأكبر خدعة على الإطلاق. إن الادعاءات المتكررة بتحرير الرهائن من خلال نصر عسكري هي كذبة وخداع علني".دعا المنتدى إسرائيل وحماس إلى الالتزام بإعادة "الرهائن الخمسين إلى ديارهم، وإنهاء الحرب، ثم إعادة بناء إسرائيل وإنعاشها"، وفقًا للبيان.وأصرت حماس على التزامها بالمفاوضات، ولكن فقط عند معالجة "الوضع الإنساني الكارثي"، وفقًا لباسم نعيم، المسؤول السياسي البارز في حماس.صرح مسؤول آخر في حماس، محمود مرداوي، لشبكة CNN الأسبوع الماضي بأنه "لا جدوى" من استمرار المحادثات طالما استمرت أزمة الجوع في غزة. وقالت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي إن عدد الوفيات المرتبطة بالجوع في غزة ارتفع في يوليو/تموز. وصلت معدلات سوء التغذية إلى "مستويات مثيرة للقلق"، حيث تم إدخال أكثر من 5 آلاف طفل دون سن الخامسة لتلقي العلاج في العيادات الخارجية لسوء التغذية في الأسبوعين الأولين فقط من يوليو/تموز، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.وأكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة، الذي تسيطر عليه حماس، الاثنين، أن هناك حاجة إلى 600 شاحنة محملة بالمساعدات يوميًا للتخفيف من أزمة الجوع، وزعم أنه خلال الأسبوع الماضي، دخلت 84 شاحنة يوميًا في المتوسط إلى القطاع.وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهو الوكالة الإسرائيلية المشرفة على إيصال المساعدات إلى غزة، الاثنين، إن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية جمعت ووزعت أكثر من 200 شاحنة، الأحد. "ضعيف يعالج ضعيفًا".. أطباء في غزة يتضورون جوعًا كما مرضاهملكن العديد من الشاحنات التي تصل تُنهب، إما على يد مدنيين يائسين أو عصابات منظمة.وقالت الأمم المتحدة الجمعة إن ما يقرب من 1400 شخص قُتلوا منذ نهاية مايو/أيار أثناء بحثهم عن الطعام؛ 859 منهم في محيط المواقع التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المدعومة من الولايات المتحدة و514 على طول مسارات قوافل الغذاء.وقالت الأمم المتحدة إن "معظم عمليات القتل ارتكبها الجيش الإسرائيلي". قُتل 30 شخصًا، الأحد، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، 19 منهم في الشمال و11 بالقرب من موقع إغاثة تديره مؤسسة الهلال الأحمر الفلسطيني في رفح، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.تواصلت شبكة CNN مع الجيش الإسرائيلي للتعليق.أظهرت استطلاعات الرأي في إسرائيل باستمرار أغلبية كبيرة تؤيد إنهاء الصراع في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن. ووجد استطلاع جديد أجراه معهد دراسات الأمن القومي أن 38% من اليهود الإسرائيليين يعتقدون أنه من غير الممكن نزع سلاح حماس؛ بينما يعتقد 57% أنه ممكن.الاثنين، حث مئات من مسؤولي الأمن الإسرائيليين المتقاعدين ترامب على الضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة.وكتب المسؤولون السابقون في رسالة مفتوحة نُشرت لوسائل الإعلام، الاثنين: "برأينا المهني، حماس لم تعد تشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل".وقال عامي أيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك): "في البداية، كانت هذه الحرب عادلة، حربًا دفاعية، ولكن عندما حققنا جميع الأهداف العسكرية، لم تعد هذه الحرب عادلة".لكن أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة يدفعون باتجاه احتلال جزء كبير من غزة واتخاذ تدابير لتشجيع سكانها على مغادرة القطاع نهائيًا.

مكالمة هاتفية بين نتنياهو وبوتين.. وهذا ما ناقشاه بشأن سوريا
مكالمة هاتفية بين نتنياهو وبوتين.. وهذا ما ناقشاه بشأن سوريا

CNN عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • CNN عربية

مكالمة هاتفية بين نتنياهو وبوتين.. وهذا ما ناقشاه بشأن سوريا

(CNN)-- تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، حسبما أفاد مكتب نتنياهو والكرملين في بيانات منفصلة. ولم يصدر أي من الجانبين أي تفاصيل بشأن المكالمة الهاتفية. وزيرا خارجية ودفاع سوريا في أول زيارة لموسكو..ماذا بحثا؟ وقال الكرملين في بيان إن الزعيمين ناقشا "الوضع المتوتر في الشرق الأوسط"، عقب مكالمتهما الهاتفية الأخيرة الأسبوع الماضي، حيث أكد بوتن على أهمية "وحدة وسيادة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية". وكان وزيرا الخارجية والدفاع السوريين قد زارا موسكو الخميس والتقى وزير الخارجية أسعد الشيباني بنظيره الروسي سيرغي لافروف، وعقد اجتماعا مع بوتين.

رأي.. سلمان الأنصاري يكتب: لبنان ولعنة التدخل في شؤون الآخرين
رأي.. سلمان الأنصاري يكتب: لبنان ولعنة التدخل في شؤون الآخرين

CNN عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • CNN عربية

رأي.. سلمان الأنصاري يكتب: لبنان ولعنة التدخل في شؤون الآخرين

هذا المقال بقلم سلمان الأنصاري، باحث سعودي في العلاقات الدولية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN. يمر لبنان في الوقت الراهن بمرحلة دقيقة من تاريخه السياسي، أشبه بمخاض عسير يعيد تشكيل ملامح الدولة وموازين القوى فيها. ورغم تعدد التحديات وتعقيد المشهد الداخلي، إلا أن هناك حالة من التفاؤل النسبي بشأن إمكانية استعادة السيادة اللبنانية الكاملة، بعد سنوات من الارتهان لميليشيا تابعة للمشروع الإيراني. هذه الميليشيا، المتمثلة في "حزب الله"، لم تكتفِ بشلّ عمل المؤسسات الدستورية وتعطيل تشكيل الحكومات، بل ورّطت الدولة اللبنانية في صراعات إقليمية من خلال تدخلات عسكرية مباشرة في سوريا والعراق واليمن، في انتهاك صريح لمبدأ "النأي بالنفس" الذي أقرّه اللبنانيون أنفسهم. لقد أدى هذا الارتهان إلى نتائج كارثية على مختلف الأصعدة. أصبح لبنان يُستخدم كمنصة للابتزاز الإقليمي، مما زاد من عزلته الدولية والعربية، وتراجع ثقة المستثمرين فيه، وتدهور اقتصاده بصورة غير مسبوقة. ووفقًا للبنك الدولي، فإن الانهيار الاقتصادي في لبنان يُعدّ من بين أسوأ ثلاث أزمات اقتصادية عالمية منذ منتصف القرن التاسع عشر، مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتجاوز 58% منذ عام 2019. أما معدل الفقر، فقد بلغ نحو 44% من السكان بحسب تقرير البنك الدولي الصادر في مايو 2024، أي أن واحدًا من كل ثلاثة لبنانيين يعيش اليوم تحت خط الفقر، في ظل تدهور العملة المحلية، وتآكل القوة الشرائية، وغياب شبكات الأمان الاجتماعي. أما معدل البطالة، فقد بلغ 29.6% وفقًا لتقرير منظمة العمل الدولية لعام 2023، بينما تجاوزت بطالة الشباب 47%، وهو من أعلى المعدلات في العالم العربي، ما يعكس حجم التحدي أمام أي إصلاح اقتصادي جاد. صحيح أن "حزب الله" يمر بأضعف مراحله منذ تأسيسه، نتيجة ضغوط داخلية وخارجية وتراجع في تمويله، إلا أنه لا يزال يحاول إعادة ترتيب أوراقه من خلال اتباع سياسة "خفض الرأس"، بانتظار مرور العاصفة. ومن الخطأ الاعتقاد بأنه سيتخلى طوعًا عن مفاتيح النفوذ؛ بل على العكس، سيسعى بكل وسائله للحفاظ على سيطرته على مفاصل القرار السياسي والاقتصادي، مستغلاً هشاشة الدولة والفراغ المؤسساتي المستمر. التحدي الأكبر أمام الحكومة اللبنانية هو حسم مسألة السلاح غير الشرعي. فطالما بقيت الميليشيات تحتفظ بسلاحها خارج إطار الدولة، فلن تكتمل السيادة ولن تقوم نهضة حقيقية. فالدولة لا يمكن أن تنهض على أرض غير متساوية، فيها فريق يحتكر السلاح ويستخدمه كورقة ضغط داخلية وخارجية. وأي محاولة لتأجيل هذا الملف ستكون بمثابة تكريس لواقع الدولة المعطّلة والمنقوصة السيادة، حتى وإن توقف حزب الله مؤقتًا عن مغامراته العسكرية الخارجية. من جهة أخرى، بدأت إيران، الداعم الأساسي لحزب الله، تدرك فشل استراتيجيتها الميليشياوية. فقد أنفقت، بحسب تقارير متعددة من الكونغرس الأمريكي ومراكز بحثية دولية، ما يتراوح بين 50 إلى 80 مليار دولار على تمويل الميليشيات في لبنان وسوريا والعراق واليمن خلال العقود الأربعة الماضية. غير أن هذه الاستثمارات لم تحقق أهدافها الاستراتيجية، بل تسببت في إنهاك الاقتصاد الإيراني وزيادة عزلة طهران على الساحة الدولية. في المقابل، أصبح "حزب الله" يبحث عن مصادر تمويل بديلة لتعويض الانكماش الإيراني، من خلال نشاطات إجرامية مثل تهريب المخدرات وغسيل الأموال عبر شبكات تمتد من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا وأوروبا، وهو ما أكدته تقارير الخزانة الأمريكية ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC). التحدي الثاني أمام الحكومة اللبنانية يتمثل في كيفية التعامل مع "سوريا الجديدة"، التي بدأت تتعافى تدريجيًا من أزمتها رغم استمرار التعقيدات السياسية والأمنية. التدخلات السابقة لبعض القوى اللبنانية في الشأن السوري، من دعمٍ وتمويلٍ وتحريضٍ، أسهمت في توتير العلاقة بين البلدين، وتحديدًا بين مكونات الشعب السوري والحكومة اللبنانية. إن أي تجاهل لهذه الملفات، أو عدم معالجتها بمسؤولية قانونية وسياسية، قد يؤدي إلى تداعيات وخيمة على استقرار لبنان نفسه، خصوصًا في ظل واقع ديموغرافي معقد ووجود أكثر من مليون ونصف لاجئ سوري على أراضيه. إن ما حصل مع سوريا ليس استثناء، بل هو انعكاس لتراكمات طويلة جعلت من لبنان وكأنه مصاب بـ"لعنة التدخل في شؤون الآخرين"، حيث كثيرًا ما تحوّل من دولة منكوبة إلى طرف في أزمات غيره، ومن ضمنها ما حدث في السويداء. هذا التدخل لم يأتِ من موقع قوة، بل من موقع الضعف والارتهان، مما أضاع البوصلة السياسية وأدى إلى نتائج عكسية، إذ ارتدت تلك السياسات على الداخل اللبناني بمزيد من العزلة والانهيار. خلاصة القول، إن لبنان يقف اليوم على مفترق طرق حاسم. فإما أن يعيد بناء دولته على أسس من السيادة الحقيقية، والمواطنة المتساوية، والقرار المستقل، أو أن يبقى أسيرًا لحزبٍ يتعامل مع الوطن كقاعدة انطلاق لمشروع خارجي لا يخدم إلا المصالح الإقليمية للنظام الإيراني. المطلوب ليس فقط حكومة فاعلة، بل إرادة وطنية جامعة تفرض هيبة الدولة وتستعيد الثقة الداخلية والخارجية، وتفتح صفحة جديدة في تاريخ لبنان، بعيدًا عن ثنائية السلاح والسيادة المنقوصة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store