logo
ما القاتل المتخفي الذي يحيط بنا جميعاً؟

ما القاتل المتخفي الذي يحيط بنا جميعاً؟

شفق نيوز١٨-٠٣-٢٠٢٥

نحن مُحاطون بقاتلٍ غير مرئي. شائعٌ لدرجة أننا لا نكاد نلاحظه وهو يُقصّر أعمارنا. يسبب النوبات القلبية ومرض السكري من النوع الثاني، والدراسات تربطه الآن بالخرف. ماذا تعتقد أنه يمكن أن يكون؟
الجواب هو الضوضاء، وتأثيرها على جسم الإنسان يتجاوز بكثير الإضرار بالسمع.
تقول البروفيسورة شارلوت كلارك، من جامعة سانت جورج في لندن: "إنها أزمة صحة عامة، يتعرض لها عدد هائل من الناس في حياتهم اليومية".
إنها أزمة لا نتحدث عنها.
لذا، كنتُ أبحث في التوقيت الذي يصبح فيه الضجيج خطيراً، وأتحدث مع من يعانون من مشاكل صحية، وأبحث عن طريقة للتغلب على عالمنا الصاخب.
بدأتُ بلقاء البروفيسورة كلارك في مختبر صوتي هادئ بشكل مخيف، لنرى كيف يتفاعل جسدي مع الضوضاء، وقد زُوّدتُ بجهاز يشبه ساعة ذكية سميكة. ستقيس معدل ضربات قلبي وكمية تعرّق بشرتي.
أكثر ما يُزعجني هو ضجيج حركة المرور في دكا في بنغلاديش، المُصنّفة كأكثر مدينة صخباً في العالم. أشعر فوراً وكأنني في ازدحام مروري هائل ومُرهق.
تلتقط المستشعرات انفعالي فيرتفع معدل ضربات قلبي بشدة ويزداد تعرق بشرتي.
تقول البروفيسورة كلارك، بينما تجهّزالأصوات لأسمعها: "هناك أدلة قوية على أن ضوضاء المرور تؤثر على صحة القلب".
فقط أصوات لعب الأطفال المبتهجين لها تأثير مهدئ على جسدي. أما نباح الكلاب وحفلة الجيران في الساعات الأولى من الصباح فقد أدت إلى رد فعل سلبي.
لكن لماذا يُغيّر الصوت جسدي؟
تقول البروفيسورة كلارك: "لديك استجابة عاطفية للصوت".
تلتقط الأذن الصوت وينتقل إلى الدماغ، وتقوم منطقة واحدة -اللوزة الدماغية - بالتقييم العاطفي.
هذا جزء من استجابة الجسم "القتال أو الهروب"، التي تطورت لمساعدتنا على الاستجابة بسرعة للأصوات، كصوت حيوان مفترس يصطدم بالشجيرات.
تخبرني البروفيسورة كلارك: "بهذه الطريقة، يرتفع معدل ضربات قلبك، ويبدأ جهازك العصبي بالنشاط، وتُفرز هرمونات التوتر".
BBC
كل هذا جيد في حالات الطوارئ، لكنه مع مرور الوقت يبدأ بالتسبب في أضرار.
تقول البروفيسورة كلارك: "إذا تعرضتَ للضوضاء لعدة سنوات، وكان جسمك يتفاعل معها باستمرار، فهذا يزيد من خطر إصابتك بأعراض مثل النوبات القلبية، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، وداء السكري من النوع الثاني".
بصورة خفية، يحدث هذا حتى أثناء نومنا السريع. قد تعتقد أنك تتكيف مع الضوضاء. اعتقدت أنني فعلت ذلك عندما كنت أعيش بالقرب من المطار. لكنّ علم الأحياء يروي قصة مختلفة.
تضيف البروفيسورة كلارك: "لا تغلَق أذنيك أبداً، فعندما تكون نائماً، تظل تستمع. لذا، فإن هذه الاستجابات، مثل ارتفاع معدل ضربات القلب، تحدث أثناء نومك".
BBC
الضوضاء صوت غير مرغوب فيه. النقل - حركة المرور والقطارات والطائرات - مصدر رئيسي لها، وكذلك أصوات قضاء وقت ممتع. الحفلة العظيمة لشخص ما هي ضوضاء لا تطاق لشخص آخر.
قابلتُ كوكو في شقتها في الطابق الرابع بمنطقة فيلا دي غراسيا التاريخية في برشلونة، إسبانيا.
هناك كيس ليمون طازج مُعلق على بابها أهداه لها أحد الجيران، وثلاجتها تحتوي على تورتيلا طهتها جارتها، وهي تُقدم لي كعكات فاخرة من صنع جارتها الثالثة التي تتدرب على صناعة المعجنات.
من الشرفة، يُمكنك رؤية كاتدرائية المدينة الشهيرة، ساغرادا فاميليا. من السهل فهم سبب عشق كوكو للعيش هنا، لكن ثمنه باهظ، وهي تعتقد أنها ستُجبر على الرحيل.
"صاخب للغاية... صاخب على مدار الساعة"، أخبرتني. هناك حديقة كلاب لأصحابها يتنزهون مع كلابهم التي "تنبح في الثانية، والثالثة، والرابعة، والخامسة صباحاً"، والفناء مساحة عامة تُستخدم في كل شيء، من حفلات أعياد ميلاد الأطفال إلى الحفلات الموسيقية التي تستمر طوال اليوم وتُختتم بالألعاب النارية.
تُخرج هاتفها وتُشغل تسجيلات الموسيقى الصاخبة بصوت عالٍ لدرجة اهتزاز زجاج نوافذها.
كان من المفترض أن يكون منزلها ملاذاً من ضغوط العمل، لكنّها تقول إن الضوضاء "تُسبب لي الإحباط، أشعر برغبة في البكاء".
دخلت المستشفى مرتين بسبب ألم في الصدر، وتعتقد "قطعاً" أن الضوضاء تُسبب التوتر، مما يُضر بصحتها. تقول: "أشعر بتغير جسدي، إنه يُؤثر على الجسم بالتأكيد".
وفي برشلونة، هناك قرابة 300 نوبة قلبية و30 حالة وفاة سنوياً بسبب ضوضاء المرور فقط، وفقاً للباحثة الدكتورة ماريا فورستر، التي راجعت الأدلة المتعلقة بالضوضاء لمنظمة الصحة العالمية.
BBC
في جميع أنحاء أوروبا، يرتبط الضجيج بـ12 ألف حالة وفاة مبكرة سنوياً، بالإضافة إلى ملايين حالات اضطرابات النوم الشديدة، بالإضافة إلى أن إزعاج الضوضاء خطير وقد يؤثر على الصحة النفسية.
قابلتُ الدكتورة فورستر في مقهى يفصله عن أحد أكثر شوارع برشلونة ازدحاماً منتزه صغير. يُظهر جهاز قياس الصوت أن مستوى ضجيج حركة المرور البعيدة هنا يزيد قليلاً عن 60 ديسيبل.
يمكننا الدردشة بسهولة رغم الضوضاء دون رفع أصواتنا، لكن هذا المستوى غير صحي أصلاً.
أخبرتني أن المستوى الضروري لصحة القلب هو 53 ديسيبل، وكلما ارتفع، زادت المخاطر الصحية.
تقول الدكتورة فورستر: "هذا المستوى 53 يعني أننا بحاجة إلى بيئة هادئة نوعاً ما".
BBC
وهذا فقط خلال النهار، إذ نحتاج إلى مستويات أقل للنوم. وتقول: "في الليل، نحتاج إلى الهدوء".
مع أن الأمر لا يقتصر على مستوى الصوت فحسب، فإن مدى إزعاج الصوت ومدى تحكمك فيه يؤثران على استجابتنا العاطفية للضوضاء.
ترى الدكتورة فورستر أن التأثير الصحي للضوضاء "يعادل تلوث الهواء"، ولكنه أصعب بكثير في الفهم.
وتضيف: "اعتدنا على فهم أن المواد الكيميائية يمكن أن تؤثر على الصحة وأنها سامة، لكن ليس من السهل فهم أن عاملاً فيزيائياً، مثل الضوضاء، يؤثر على صحتنا بما يتجاوز سمعنا".
قد يكون الحفل الصاخب هو المتعة التي تجعل الحياة تستحق العيش، بينما يكون ضجيج الآخرين غير محتمل.
صوت حركة المرور له التأثير الأكبر على الصحة نظراً لتعرض الكثيرين له. لكن حركة المرور هي أيضاً صوت الذهاب إلى العمل، والتسوق، وتوصيل الأطفال إلى المدرسة، وإن معالجة الضوضاء تعني مطالبة الناس بعيش حياتهم بشكل مختلف، وهو ما يخلق بدوره مشاكل.
أخذتني الدكتورة ناتالي مولر، من معهد برشلونة للصحة العالمية، في نزهة حول مركز المدينة.
انطلقنا من طريق مزدحم - حيث سجل عداد الصوت الخاص بي أكثر من 80 ديسيبل - واتجهنا إلى شارع هادئ تصطف على جانبيه الأشجار حيث انخفض مستوى الضوضاء إلى 50 ديسيبل.
لكنّ هناك شيء مختلف في هذا الشارع - كان طريقاً مزدحماً، لكن مُنحت المساحة للمشاة والمقاهي والحدائق.
أستطيع أن أتخيل شبح تقاطع طرق قديم من خلال شكل أحواض الزهور. لا تزال المركبات تمر هنا، ولكن ببطء.
تذكروا، في وقت سابق من المختبر، وجدنا أن بعض الأصوات يمكن أن تُهدئ الجسم.
تقول الدكتورة مولر: "ليس صامتاً تماماً، لكنه إدراك مختلف للصوت والضوضاء".
كانت الخطة الأولية إنشاء أكثر من 500 منطقة كهذه، تُسمى "أحياء سكنية فائقة" - وهي مناطق صديقة للمشاة تُنشأ بتجميع عدة أحياء سكنية معاً.
أجرت الدكتورة مولر البحث مُتوقعة انخفاضاً في الضوضاء في المدينة بنسبة 5-10%، مما سيمنع حوالي "150 حالة وفاة مبكرة" بسبب الضوضاء سنوياً. وهذا "مجرد غيض من فيض" من الفوائد الصحية.
لكن في الواقع بُنيت ستة كتل عملاقة فقط. بدوره، رفض مجلس المدينة التعليق على ذلك.
BBC
التحضر
مع ذلك، تتفاقم مخاطر الضوضاء. فالتمدن يدفع المزيد من الناس إلى المدن الصاخبة.
دكا في بنغلاديش، هي واحدة من أسرع المدن الكبرى نمواً في العالم. وأدى ذلك إلى زيادة حركة المرور، ومنح المدينة صوتاً صاخباً من أبواق السيارات.
استحق الفنان مومينا رامان رويال لقب "البطل الوحيد" لأن احتجاجاته الصامتة سلطت الضوء على مشكلة الضوضاء في المدينة.
لمدة عشر دقائق تقريباً كل يوم، يقف رامان عند تقاطع طريقين مزدحمين حاملاً لافتة صفراء كبيرة تتهم السائقين الذين يطلقون أبواق سياراتهم بصوت عالٍ بالتسبب في إزعاج كبير.
BBC
تولّى المهمة بعد ولادة ابنته. يقول: "أريد أن أمنع كل أنواع الأبواق، ليس فقط في دكا، بل في بنغلاديش أيضاً".
إذا رأيت الطيور أو الأشجار أو الأنهار، فلا أحد يُصدر ضجيجاً بدون البشر، لذا فالبشر مسؤولون.
لكن هنا أيضاً، بدأت خطوات سياسية. أخبرتني سيدة رضوانة حسن، مستشارة البيئة ووزيرة حكومة بنغلاديش، أنها "قلقة للغاية" بشأن الآثار الصحية للضوضاء.
هناك حملة صارمة على استخدام أبواق السيارات لخفض مستويات الضوضاء - مع حملة توعية وتطبيق أكثر صرامة للقوانين السارية.
وقالت: "من المستحيل تحقيق ذلك في عام أو عامين، لكنني أعتقد أنه من الممكن ضمان أن تصبح المدينة أقل ضجيجاً، وعندما يشعر الناس بذلك، يشعرون بتحسن عندما يكون الوضع أقل ضجيجاً، وأنا متأكدة من أن عادتهم ستتغير أيضاً".
قد تكون حلول الضوضاء صعبة ومعقدة وصعبة الحل.
ما تبقى لي هو تقدير جديد لإيجاد بعض المساحة في حياتنا للهروب من الضوضاء لأنها، على حد تعبير الدكتور مسرور عبد القادر، من جامعة المهنيين في بنغلاديش، "قاتل صامت وسم بطيء".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كارثة تهدد مدينة عراقية بأكلمها بسبب النفط
كارثة تهدد مدينة عراقية بأكلمها بسبب النفط

شفق نيوز

timeمنذ 5 أيام

  • شفق نيوز

كارثة تهدد مدينة عراقية بأكلمها بسبب النفط

شفق نيوز/ في ظل تصاعد التحذيرات من الآثار الصحية والبيئية الخطيرة الناجمة عن التوسع المستمر للأنشطة النفطية، يعيش سكان شمال البصرة، وخصوصًا المناطق القريبة من الحقول النفطية، واقعًا مأساويًا يتجسد بتلوث قاتل، وبيئة طاردة للحياة، وسط غياب واضح للإجراءات الوقائية من قبل الجهات المعنية، تسبب بارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية، وتسمم مصادر المياه، وتلف التربة. وعن هذه الأزمة، قال ممثل حراك قضاء الصادق الشيخ هيثم المنصوري، لوكالة شفق نيوز، إن "التلوث القاتل الناتج عن النشاطات النفطية وتوسعها في مناطق المدينة، بلغ حداً لا يمكن من خلاله التعايش مع البيئة، فالضرر الصحي والبيئي بات يهدد الحياة بشكل مباشر ومستمر، حتى أصبحت البيئة غير صالحة للعيش البشري، بسبب الانبعاثات السامة الناتجة عن استخراج النفط وحرق الغاز، دون أدنى مراعاة للمعايير البيئية". وأضاف المنصوري، أن "ما يجري يمثل قتلًا مع سبق الإصرار والترصد، عبر الاستمرار في أنشطة نفطية ملوثة، رغم علم الجهات المسؤولة بخطورة ما يحدث، دون اتخاذ أي إجراءات وقائية أو تعويضية، وكأن حياة المواطنين قرب الحقول النفطية لا تندرج ضمن مسؤوليات الدولة". وأوضح أن "أبناء هذه المناطق لم يعد أمامهم سوى اللجوء إلى الوسائل القانونية الدولية لوقف نزيف الموت"، داعيًا إلى "تظافر الجهود وجمع الأدلة وتقديم شكوى في المحاكم الدولية ضد الجهات المسؤولة والشركات النفطية العاملة، لانتهاكها معايير الصحة والسلامة وعدم مراعاتها لسلامة السكان القريبين من مواقع الإنتاج". وأشار المنصوري، إلى أن "أهمية إشراك المختصين في مجالات البيئة والصحة والإعلام الاستقصائي لجمع الأدلة والبراهين التي تثبت حصول الضرر على الإنسان والكائنات الحية نتيجة عمليات استخراج النفط". وأكد أن "هذه التحركات ستستند إلى مجموعة من الوثائق والتقارير، أبرزها تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) نُشر في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كشف أن من بين الملوثات الناتجة عن حرق الغاز: جسيمات (PM2.5)، والأوزون، وثاني أكسيد النيتروجين، والبنزوبيرين (BaP)، والتي ترتبط مباشرة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية، والسرطان، والربو". وتابع ممثل حراك قضاء الصادق في البصرة: "التقرير ذاته أشار إلى أن العراق يحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد روسيا في حرق الغاز، بواقع 18 مليار متر مكعب سنويًا، وهي كمية تكفي لتوفير الكهرباء لنحو 20 مليون منزل أوروبي سنويًا. وأوضح أن مستويات جسيمات (PM2.5) في القرى القريبة من مناطق الحرق في العراق وصلت إلى 100 ميكروغرام لكل متر مكعب في الساعة، وهو رقم مقلق للغاية". وبيّن المنصوري، أن "المادة 33 من الدستور العراقي تنص على حق الفرد في العيش في بيئة سليمة، وتُلزم الدولة بحمايتها، كما أن قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009 يمنع الجهات الحكومية والخاصة من القيام بأي نشاط يؤدي إلى تلوث الهواء أو المياه أو التربة" ونوّه إلى أن "المادة 17 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وكذلك مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، تلزم الحكومات بحماية مواطنيها من الانتهاكات البيئية الناتجة عن أنشطة الشركات" واختتم حديثه بالتأكيد على أن "تجاهل هذه الحقوق والتشريعات، والاكتفاء باستمرار الاستخراج النفطي في المناطق السكنية، يُعد خرقًا واضحًا لواجب الدولة، ويضع الجهات المسؤولة أمام مسؤولية قانونية داخلية ودولية".

منتج نانوي إيراني لمعالجة الالتهابات
منتج نانوي إيراني لمعالجة الالتهابات

اذاعة طهران العربية

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • اذاعة طهران العربية

منتج نانوي إيراني لمعالجة الالتهابات

هذا الابتكار يأتي في إطار جهود الشركة لتقديم حلول متقدمة في مجال الطب، حيث يتم تصميم اختبار المضادات الحيوية، الذي يُجرى عادة في مختبرات علم الأحياء الدقيقة، لتحديد فعالية الأدوية المختلفة ضد الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض. تتميز الأقراص الجديدة بألوانها المتعددة واعتمادها على عائلات دوائية متنوعة، حيث تقدم جودة أعلى ونتائج اختبار دقيقة وسريعة. كما أن سهولة استخدامها تعد من أبرز مزايا هذه التكنولوجيا النانوية. تستخدم المضادات الحيوية مثل الإريثروميسين والبنسلين والسلفوناميدات والتتراسيكلين والفانكومايسين لعلاج مجموعة واسعة من الالتهابات البكتيرية. ومع اختلاف تأثيرات هذه الأدوية على البكتيريا، يصبح من الضروري إجراء اختبار حساسية الدواء قبل بدء العلاج. تشمل عملية الاختبار زراعة عينات بيولوجية مثل الدم أو البول أو البراز أو البلغم في وسائط ثقافية مناسبة، ثم وضع أقراص المضادات الحيوية على هذه الوسائط. وعادة ما تكون النتائج جاهزة خلال 24 إلى 48 ساعة، مما يساعد في اختيار المضادات الحيوية بشكل أكثر دقة. كما قدمت الشركة جهاز "Antibiograph" الخاص لإجراء هذه الاختبارات، والذي يعمل بشكل مستقل دون الحاجة إلى جهاز كمبيوتر، مما يسهل عملية الاختبار ويعزز من كفاءة العمل في المختبرات.

العالم ينعي البابا فرنسيس والفاتيكان يعلن أن الوفاة بسبب "جلطة دماغية"
العالم ينعي البابا فرنسيس والفاتيكان يعلن أن الوفاة بسبب "جلطة دماغية"

شفق نيوز

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

العالم ينعي البابا فرنسيس والفاتيكان يعلن أن الوفاة بسبب "جلطة دماغية"

أعلن الفاتيكان، الإثنين، وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عاماً، وقال الكاردينال كيفن فاريل، أمين سرّ الفاتيكان، في بيان: "في الساعة 7:35 من صباح اليوم، عاد أسقف روما، فرنسيس، إلى بيت الآب". وأضاف، بحسب بيان الفاتيكان: "كانت حياته كلها مكرسة لخدمة الرب وكنيسته. لقد علّمنا أن نعيش قيم الإنجيل بأمانة وشجاعة ومحبة شاملة، ولاسيما لصالح الأشد فقراً وتهميشاً". وتوفي البابا فرنسيس على إثر إصابته بجلطة دماغية تسببت في دخوله بغيبوبة وفشل في الدورة الدموية القلبية، وفق شهادة الوفاة التي أصدرها الفاتيكان. وجاء في وثيقة الوفاة التي وقعها مدير إدارة الصحة والنظافة في الفاتيكان، أندريا أركانجيلي، أن الوفاة "تم تأكيدها من خلال تسجيل تخطيطِ كهربية القلب". وقال في شهادة الوفاة: "أعلن أن قداسة البابا فرنسيس (خورخي ماريو بيرغوليو) المولود في بيونس آيريس في الأرجنتين في 17 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1936، والمقيم في دولة الفاتيكان، مواطن الفاتيكان، توفي في الساعة 7.35 صباح 21 أبريل/ نيسان عام 2025 في شقته في مقر القديسة مارتا". كما أشارت شهادة الوفاة أيضاً إلى مشكلات صحية كان يعانيها البابا وهي "الفشل التنفسي الحاد بسبب التهاب رئوي ثنائي متعدد الميكروبات، وتوسع القصبات الهوائية المتعدد، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني". كما نشرالفاتيكان مساء اليوم وصية البابا فرنسيس التي أوصى فيها بدفنه في كنيسة سانتا ماريا ماجوري (القديسة مريم الكبرى) في وسط روما، وليس في سرداب بازيليك القديس بطرس، وهو ما سيكون سابقة منذ أكثر من ثلاثة قرون. وقال في الوصية: "يجب أن يكون القبر في الأرض، بسيطًا، بدون زخرفة خاصة، ولا يُكتب عليه سوى: فرنسيس، أما نفقات إعداد القبر، فستُغطّى من تبرع المحسن الذي خصصتُه لهذا الغرض، والذي يجب تحويله إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى، وقد أوصيت المونسنيور رولانداس ماكريكاس". BBC ويتولّى الكاردينال كيفن فاريل، عقب وفاة البابا، منصب "الكاميرلنغو"، أي المسؤول عن إدارة شؤون الفاتيكان خلال الفترة الانتقالية التي تمتد من وفاة أو استقالة البابا وحتى انتخاب خليفة له. وكان المتحدث باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، قد أعلن أن جثمان البابا فرنسيس قد يُنقل إلى كاتدرائية القديس بطرس يوم الأربعاء. وأضاف أن مجموعة من الكرادلة ستجتمع يوم الأربعاء لاتخاذ قرار رسمي؛ لكن في حال المضي قدماً، فسيُسمح للناس بتقديم واجب العزاء. كما أفاد المكتب الإعلامي في الكرسي الرسولي أن البابا توفي في شقته في بيت القديسة مارتا في الفاتيكان حيث كان يقيم منذ انتخابه في 2013. كما أصدر الفاتيكان في نوفمبر/تشرين الثاني طقوساً مبسطةً للجنازات البابوية، من أبرزها استخدام تابوت بسيط من الخشب والزنك، بدلاً من التوابيت الثلاثة المتداخلة المصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط. وبعد وفاة البابا تغيّرت الصفحة الرئيسية للموقع الرسمي للفاتيكان لتُظهر نبأ وفاة البابا فرنسيس. وتظهر على الصفحة الآن العبارة اللاتينية "Apostolica Sedes Vacans"، والتي تُترجم إلى "الكرسي الرسولي شاغر". وفي الوقت الراهن، يبلغ عدد الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن الثمانين عاماً 135 كاردينالاً، وهم مؤهلون، بموجب قانون الكنيسة، للمشاركة في المجمع السري المغلق لاختيار البابا الجديد، في حال وفاة البابا أو تقاعده، وذلك ضمن عملية انتخاب معقّدة تُجرى بسرّية تامة في الفاتيكان. "محطات ومواقف في حياة الحَبر الأعظم" حقق البابا فرنسيس في عهده العديد من الإنجازات غير المسبوقة؛ فعلى الرغم من سعيه المتواصل لإدخال إصلاحات على الكنيسة الكاثوليكية، إلا أنه ظلّ يحظى بشعبية بين المؤمنين المحافظين. كان البابا فرنسيس أول بابا من الأمريكتين، وتحديداً من نصف الكرة الجنوبي؛ فمنذ وفاة غريغوريوس الثالث، ذي الأصول السورية، عام 741، لم يشغل منصب الباباوية في روما غير أوروبي. كما أنه أول بابا ينتمي إلى الرهبنة اليسوعية يُنتخب لكرسي القديس بطرس، بعد أن كان اليسوعيون موضع شك في روما على مر التاريخ. وفي سابقة لم تشهدها الكنيسة منذ نحو ستة قرون، كان سلف البابا فرنسيس، البابا بنديكتوس السادس عشر، أول بابا يتقاعد طوعاً، وقد ظلت حدائق الفاتيكان ملتقى الباباوين لما يقرب من عقد من الزمان. سبق للبابا أن أمضى فترتين في المستشفى عام 2023، أُجريت له خلال إحداهما عملية جراحية في الأمعاء، كما عانى منذ أكثر من شهرين، من تداعيات التهاب رئوي حاد، واضطر في الأشهر الأخيرة إلى صرف النظر عن مجموعة من الارتباطات. كان البابا فرنسيس يتمتع بشعبية واسعة بين أتباع كنيسته في مختلف أنحاء العالم، ولو أنه واجه معارضة شرسة من البعض، لا سيما داخل الكنيسة، بسبب إصلاحات دعا إليها أو قام بها. شجب البابا باستمرار كل أشكال العنف، من الإتجار بالبشر إلى كوارث الهجرة، مروراً بالاستغلال الاقتصادي، كما دعا إلى إحلال السلام في أوكرانيا والشرق الأوسط. ولم يتردد حيال مأساة الاعتداءات الجنسية على الأطفال في الكنيسة، في إلغاء السر البابوي في شأنها، وألزم رجال الدين والعلمانيين بإبلاغ رؤسائهم عن أي حالات من هذا النوع، لكن خطواته لم تنجح مع ذلك في إقناع جمعيات الضحايا التي أخذت عليه عدم اتخاذه إجراءات أبعد من ذلك. كما برز دور البابا فرنسيس، المتمسك بالحوار بين الأديان خصوصا مع الإسلام، في دفاعه إلى أقصى حدّ عن كنيسة "منفتحة على الجميع". تعرّض البابا فرنسيس لانتقادات شديدة من معارضيه المحسوبين على التيار المحافظ الذين رأوا أنه يبتعد عن المبادئ التقليدية للكنيسة واعتبروا أن أسلوبه في الإدارة سلطوي. كذلك اتهم البعض البابا بالمبالغة في التخفيف من مكانة منصبه بأسلوبه الخارج عن المألوف، كتفضيله مثلاً الإقامة في شقة متواضعة من غرفتين بمساحة 70 متراً مربعاً على السكن في القصر الرسولي الفخم، وهي الشقة التي توفي فيها، بحسب إعلان الفاتيكان. كان آخر ظهور للبابا أمس الأحد خلال قداس عيد الفصح بكاتدرائية القديس بطرس، حيث أطل من الشرفة، ثم تجوّل بسيارته بين الناس في الساحة، حيث احتشد آلاف المؤمنين للاحتفال بالعيد. كانت رسالة البابا فرنسيس بمناسبة عيد الفصح تتمحور حول "السلام" و"احترام آراء الآخرين". وقرأ أحد مساعديه رسالته نيابةً عنه قائلاً: "لا سلام بدون حرية الدين، وحرية الفكر، وحرية التعبير". وفي كلمته الأخيرة، استذكر البابا سكان غزة قائلاً إن الصراع "يسبب الموت والدمار" ويخلق "وضعاً إنسانياً مؤسفاً". وأضاف: "يا له من تعطش كبير للموت، للقتل الذي نراه في العديد من الصراعات المستعرة في مختلف أنحاء العالم". كما وصف تنامي معاداة السامية عالمياً بأنه أمر "مقلق". وجاء في الرسالة: "أعرب عن تعاطفي مع معاناة الشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني". ودعا البابا فرنسيس إلى وقف إطلاق النار، مضيفاً "أطلقوا سراح الرهائن، وهبوا لمساعدة شعب جائع يتطلع إلى مستقبل يسوده السلام". كما حث البابا فرنسيس جميع الأطراف المتورطة في حرب أوكرانيا على "مواصلة الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم". "علاقته بمنطقة الشرق الأوسط" منذ توليه بابا الفاتيكان عام 2013، تمتع البابا فرنسيس بعلاقة خاصة واستثنائية مع الشرق الأوسط. لم تكن هذه العلاقة محصورة بمسيحيي المشرق، بل امتدت لتشمل المسلمين وكل شعوب المنطقة التي تعاني من الحروب والانقسامات. وبأسلوبه المختلف، أظهر البابا شجاعة في اتخاذ مواقف جريئة تجاه القضايا الأكثر حساسية في العالم العربي. كان البابا فرنسيس أول بابا يزور دولاً في شبه الجزيرة العربية، ويلتقي بقيادات من الطائفة الشيعية في العراق، إضافة إلى توقيعه لاتفاقية "الأخوة" التاريخية مع شيخ الأزهر الشريف، أحمد الطيب. وتزامنت حقبة البابا مع حدوث الكثير من التقلبات والنزاعات التي عصفت بالشرق الأوسط، إلا إنه تعامل معها بحساسية عالية. فبعد أيام قليلة فقط على الإطاحة بنظام حكم الأسد في سوريا، ووصول الفصائل الإسلامية بقيادة "هيئة تحرير الشام" إلى الحكم، صلّى بابا الفاتيكان من أجل بلوغ حل سياسي في سوريا لتعزيز استقرار البلاد ووحدتها وخير شعبها، بحسب ما نقل موقع أخبار الفاتيكان في ذلك الوقت. كما أعرب البابا فرنسيس، بعد الضربات العسكرية الإسرائيلية على لبنان، عن حزنه إزاء ما يحدث في البلاد وقربه من الشعب اللبناني وصلاته من أجله، راجياً أن يبذل المجتمع الدولي كل الجهود الممكنة من أجل إيقاف هذا التصعيد الرهيب وغير المقبول، على حد وصفه. وأدلى البابا بتصريحات مشابهة، قبيل عيد الميلاد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما أدان غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل سبعة أطفال من العائلة ذاتها في شمال قطاع غزة، ووصفها بالـ "قاسية". حرص بابا الكاثوليك، على الحذر بشأن اتخاذ موقف متعلق بأي من الصراعات، لكنه كان أكثر صراحة بشأن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة. ففي مقتطفات من كتاب نُشر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دعا البابا إلى إجراء "دراسة متأنية" بشأن ما إذا كان الوضع في غزة "يتوافق مع التعريف التقني للإبادة الجماعية"، وهو اتهام ترفضه إسرائيل. "كنائس العالم تُشيد بالبابا" نعت بطريركية القدس للاتين البابا فرنسيس، ووصفته بأنه "كان دوماً صوتاً للذين لا صوت لهم"، معلنةً أنها ستقيم قداساً في كنيسة القيامة يوم الأربعاء. وقال وليم الشوملي، المطران المساعد للبطريركية، إن قداسة البابا فرنسيس "ترك أثراً بالغاً ليس فقط في الكنيسة الكاثوليكية التي ترأسها، بل على مستوى العالم بأسره". كما نعاه المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس، قائلاً: "قداسته كان صوتاً للسلام، وداعياً للمحبة والأخوة، واتسمت مواقفه بالوضوح في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وفي المطالبة بوقف العدوان الوحشي الذي يتعرض له". وفي مصر، نعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، البابا فرنسيس الذي وصفته بأنه: "قضى عمره في خدمة الكنيسة الكاثوليكية، سواء في الأرجنتين أو خلال 12 عاماً جلس فيها على الكرسي الرسولي لروما". وأعربت الكنيسة الأرثوذكسية عن تعازيها لأبناء الكنيسة الكاثوليكية في كل العالم، ذاكرين للبابا فرنسيس "محبته الصادقة ومثال التواضع المسيحي الحقيقي الذي قدمه خلال رحلة خدمته الحافلة". وتقدم المطران سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، بخالص العزاء إلى الكنيسة الكاثوليكية، باسم قساوسة وشعب الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية. ووصف المطران فوزي البابا فرنسيس بأنه "كان أباً وقائداً، جسّد في حياته معنى الخدمة الحقيقية، فمدّ يد المحبة لكل من احتاجها، وفتح قلبه قبل كلماته لكل من طلب العزاء والرجاء". كما أفادت وكالة أنباء "تاس" الروسية أن بطريركية موسكو أشادت بدور البابا فرنسيس الذي وصفته بـ "المهم في تطوير العلاقات بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنيسة الكاثوليكية". كما أعرب اليسوعيون في بريطانيا عن امتنانهم لقيادة البابا فرنسيس. ردود الفعل الدولية والعربية PA Media توالت ردود الفعل فور إعلان وفاة البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عاماً، إذ نعى قادة وزعماء من مختلف دول العالم رحيله، مشيدين بإرثه الروحي ومواقفه الإنسانية التي تركت أثراً واسعاً على الساحة الدولية. تحدثت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن شرف تمتعها بصداقة البابا، مشددة على أنه كان "قد طلب من العالم، مرة أخرى، التحلي بالشجاعة لتغيير المسار، واتباع طريق 'لا يدمر، بل يزرع، ويصلح، ويحمي'". ووصف الرئيس اللبناني جوزاف عون وفاة البابا بـ"خسارة للبشرية جمعاء، فقد كان صوتاً قوياً للعدالة والسلام، ونصيراً للفقراء والمهمشين، وداعية للحوار بين الأديان والثقافات". أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فقد قال إن البابا "كرّس حياته لخدمة قيم السلام والعدالة، وعمل بلا كلل على تعزيز التسامح والتفاهم بين الأديان". وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف قال إن "البابا فرنسيس كان بكل معنى الكلمة رجل الشعب". كما أشارت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا إلى أن "ابتسامة (البابا) أسرت قلوب الملايين حول العالم". ونعى مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون البابا فرنسيس، إذ أشاد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بـ"التعاطف غير المحدود" للبابا. من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بيان رسمي، إن الشعب الفلسطيني "فقد صديقاً مخلصاً له ولحقوقه المشروعة، ومدافعاً قوياً عن قيم السلام والمحبة والإيمان". أما حركة حماس، فقالت إن البابا كان يدعو إلى "نبذ الكراهية والتعصب، ورفض العدوان والحروب في العالم" مشددة على أن البابا ندد بـ"جرائم الحرب والإبادة في غزة". كما نعى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب "أخاه في الإنسانية" البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي وصفه بأنه "رمز إنساني من طراز رفيع". ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البابا فرنسيس بأنه "مدافع عن أسمى قيم الإنسانية والعدالة". وأضاف الكرملين أن بوتين "كان له شرف التواصل مع هذا الرجل المتميز في مناسبات عديدة"، مؤكداً أنه سيظل يحتفظ "بأعز الذكريات" له. وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبابا فرنسيس، قائلاً إنه "عرف كيف يمنح الأمل، ويُخفف المعاناة بالصلاة، ويُعزز الوحدة"، مضيفاً أن البابا الراحل صلى من أجل السلام في أوكرانيا ومن أجل الأوكرانيين. بدوره نشر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، رسالة على منصته "تروث سوشيال" نعى فيها البابا الراحل. وقال في رسالة مقتضبة: "ارقد بسلام أيها البابا فرنسيس! بارك الرب البابا فرنسيس وجميع من أحبوه!". أشاد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بـ"الجهود الفعالة والمستدامة" التي بذلها البابا فرنسيس "لتحقيق السلام والصداقة والأمن"، بحسب رسالة نُشرت على موقعه الإلكتروني. كما أشاد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بالبابا فرنسيس ووصفه بأنه "رجل الدولة المحترم" الذي كان "يولي أهمية للحوار بين الأديان". وأشار في رسالة نشرها على منصة إكس إلى "مبادرات البابا في وجه المآسي الإنسانية ولا سيما القضية الفلسطينية والإبادة في غزة". وفي لبنان أعلن رئيس مجلس الوزراء، نواف سلام، الحداد الرسمي على وفاة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس لمدة ثلاثة ايام اعتباراً من تاريخه وحتى يوم الأربعاء الموافق 23 أبريل/نيسان 2025. كما أصدر حزب الله اللبناني بيانا أعرب فيه عن تعازيه للفاتيكان وأتباع الكنيسة الكاثوليكية في العالم وعموم المسيحيين، بوفاة بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، الذي "آمن بالسلام ودعا إلى نبذ الحروب، وعمل بإيمانٍ عميق على زرع قيم المحبة والتسامح وبناء الجسور بين الأديان والحضارات والشعوب في سبيل إرساء الحوار والتفاهم والعدالة". وفي العراق، دقّت أجراس الكنائس في شمال العراق مساء الاثنين، حزناً على وفاة البابا فرنسيس الذي زار البلاد قبل أكثر من أربعة أعوام. وأشاد المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، الاثنين، بدور البابا فرنسيس "المميّز في خدمة قضايا السلام والتسامح وإبداء التضامن مع المظلومين والمضطهدين في مختلف أرجاء العالم". أرسل العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، برقيتي تعزية في وفاة البابا فرنسيس. حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس). ما هو المتوقع في الأيام والأسابيع القادمة؟ خلال الأيام القادمة، سيتمكن المعزون من وداع البابا الراحل، إذ يُعرض جثمانه داخل نعشه المفتوح في بازيليك القديس بطرس، ومن المرجح أن تُقام جنازته خلال أربعة إلى ستة أيام. من المقرر أن تبدأ خلال الأسابيع المقبلة أعمال المجمع الانتخابي لاختيار بابا جديد، وذلك عقب وفاة البابا فرنسيس، ويشارك في هذا الاجتماع السري، الذي يُعقد داخل كنيسة سيستين، نحو 135 من الكرادلة الكاثوليك، للتصويت على خليفة البابا الراحل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store