
خطيب المسجد الحرام: شِدَّةَ الحَر آية يرسلها الله مَوعِظَةً وعِبْرَة
وأضاف: مَن هَذَا الَّذِي لَم يُؤْذِهِ حَرُّ الصَّيفِ، وَمَن مِنَّا مَن لَم يَلْفَحْ وَجْهَهُ هِيبُ الشَّمْسِ، كُلُّنا وجَدَ نصيبَهُ مِن ذلك قل أو كثرَ، إِنَّهُ واعظ الصيف الذي يذكر الله به عبادَهُ حَرَّ المحشر، وعذاب النَّارِ.
وتابع أنَّ شِدَّةَ الحرّ من الآيات التي يرسلها الله إلى عبادِهِ تَخوِيفًا وذِكْرَى، مَوعِظَة وعِبْرَةً وَمَا تُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخوِيفًا، موضحًا أن السعيد من تزوَّدَ مِن حَرِّ الدُّنيا لحرِ الآخِرَةِ، ومَن صبَرَ على العبادة في الهواجر؛ لينعم بالنعيم المقيم يومَ تُبلَى السَّرائِرُ، وأنَّ ما يُصيب المؤمن فيهِ مِن شَدَّةٍ، وَجَهْدٍ وَإعياءٍ، كلُّهُ مُدَوَّنٌ مكتوب، مقيدٌ محسوب، عند من لا تضيع عنده القربات، ولا تُفَقَدُ عِندَهُ الطَّاعَاتُ بِهِ تُكَفَّرُ السيئات، وتضاعف الحسنات، وتُرفع الدرجات.
وأشار إلى أنَّ الأعمال يُضاعَفُ أجرها، ويُزاد ثوابها، وتثقل موازينها، بِقَدْرِ ما قَامَ بِقُلُوبِ أصحابها من نية وإخلاص، وتَجَلُّدِ واصطبار، مبيناً أنه من رحمة الله بعباده أن شرع لهم فيه من الأعمال ما يُطيقون، ولم يُكَلِّفُهُمْ ما يشق عليهم، فعن أبي هريرة، عن النَّبِيِّ، قَالَ: "إِذا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ"، متفق عليه، والإبراد بالصَّلاةِ، تأخيرها إلى آخِرِ وقتها، حِينَ يَخِفُ حَرُّ الظهيرة، قبل دخولِ وَقْتِ الَّتِي تليها، ويقاس عليه ما كان من جنسها من العبادات، مما يجوز فيه التأجيل، فمن كان عليه قضاء صيام من رمضان، أو كفارة صيام أو نحوها، جاز له أنْ يَؤخِرَّهُ إِلى أَيامِ الْبَرْدِ، إِذا شَقَّ عَلَيهِ القضاء في الحر، يَدلُّ لذلِكَ حَدِيثُ عائشةَ قَالَتْ: "كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ" متفق عليه، والمبادرة أفضل. وذكر أنَّ التسخط والشَّجَرَ على شِدَّةِ الحر من الاعتراض على قضاء الله وقدره، ومشيئته وإرادته، وأَنَّ مَا يَقَعُ فِي هَذَا الكَوْنِ مِنْ شِيْءٍ، إِلَّا لِحِكْمَةٍ وَمِصْلَحَةِ، وَفَائِدَةٍ ومنفعة، فاتَّقُوا الله واحفظوا قلوبكم وألسنتكم، مما يُنقِصُ إيمانكم، ويخدش توحيدكُم، فإنَّ من تحقيق التَّوحِيدِ الرِّضا والتسليم لأحكامِ اللهِ الشَّرْعِيَّةِ، وَسُننِهِ الكونية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الحدث
منذ 2 ساعات
- الحدث
تعليم الطائف يكرم أحد منسوبيه تبرع بكليّته لزوجته "
متابعات - الحدث كرمت الإدارة العامة للتعليم في الطائف اليوم أحد منسوبيها الأستاذ ماجد بن بلداح العتيبي بدرع تذكاري وإقامة في فندق بجوار الحرم المكي وذلك نظير قيامه بعمل إنساني نبيل تمثل في تبرعه بكليّته لزوجته بعدما تبرعت لزوجته الأخرى بجزء من كبدها. وقال المدير العام للتعليم في الطائف الدكتور سعيد بن عبدالله الغامدي سجَّل زميلنا ماجد موقفًا جميلاً يجسد قيم الوفاء عندما تبرع بكليته لزوجته عقب معاناتها وتبرع بجزء من أعصائه له ، سائلاً الله أن يجزيه خير الجزاء ويجعل ذلك في ميزان حسناته . كما تقدم الزميل "العتيبي" بجزيل الشكر والتقدير للمدير العام للتعليم في الطائف على هذا التكريم , ولجميع منسوبي الإدارة على مشاعرهم الطيبة .


الحدث
منذ 3 ساعات
- الحدث
الشيخ "عبدالله اليزيدي "في ذمة الله
الليث - الحدث انتقل إلى رحمة الله تعالى الوجيه والرمز ورجل إصلاح ذات البين الشيخ عبدالله بن حسين بن هوبص الرُّشيدي اليزيدي مساء السبت1447/2/22إثر تعرضه لجلطة مفاجئة بأحد شرايين القلب حيث الفقيد بمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة ، وأُديت الصلاة عليه فجر اليوم الأحد بجامع المريبي بمركز ظهياة شرق محافظة الليث ودفن بمقبرة ظهياة . وعُرف عن الفقيد مساهماته الإنسانية ومشاركته في العديد من مجالس الصُّلح ولمَّ الشمل وإصلاح ذات البين. و'الحدث' التي آلمها النبأ، تسأل الله تعالى للفقيد الرحمة والمغفرة، و أن يلهم أسرته و ذويه الصبر و السلوان . {إنا لله وإنا اليه راجعون}


حضرموت نت
منذ 7 ساعات
- حضرموت نت
وزارة الأوقاف اليمنية تُكرّم 48 حافظًا وحافظة للقرآن الكريم في مأرب
: اخبار اليمن| كرم وكيل وزارة الأوقاف حسن الشيخ، بمحافظة مأرب، السبت ، 48 من حفاظ وحافظات وسُرّاد وساردات كتاب الله تعالى ، وذلك في الحفل الختامي التكريمي السابع لحفاظ مركز الرضوان لتعليم القرآن، 'دفعة شهيد القرآن الشيخ/ صالح حنتوس – رحمه الله'. وشهد الحفل الذي حضره وكيل وزارة الثقافة عبدالرحمن النهاري ،وعدد من مديري المكاتب التنفيذية ، وعدد من العلماء والدعاة والشخصيات الاجتماعية، أكد الشيخ أن من حفاظ وحافظات القرآن الكريم وسُرّاده وسارداته ممن أتموا حفظ كتاب الله أو سردوه غيبًا، هو إنجاز يُضاف إلى رصيد مركز الرضوان في خدمة كتاب الله، وتعزيز الثقافة القرآنية وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في أوساط المجتمع. وأشاد وكيل وزارة الأوقاف حسن الشيخ بالجهود التي يبذلها مركز الرضوان وجمعية الضياء في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، مشيرًا إلى أهمية مثل هذه المشاريع في إعداد جيل واعٍ ومتمسك بهويته الدينية والوطنية. واستعرض الوكيل الشيخ مناقب الشهيد الشيخ صالح حنتوس ، ودوره البارز في دعم طلاب العلم وتعليم القرآن، وصموده البطولي في وجه مليشيا الحوثي الإرهابية التي تحاول طمس الهوية الوطنية والدينية، مؤكدًا أن إطلاق اسمه على هذه الدفعة يمثل وفاءً وتخليدًا لجهوده وتضحياته. وأكد على المكانة العظيمة لحفظة القرآن الكريم، ودورهم في قيادة المجتمع نحو الهداية والاستقامة، داعيًا إلى مزيد من العناية والدعم الرسمي والمجتمعي لمراكز التحفيظ والحفاظ. كما ألقيت كلمتان عن إدارة المركز لإبراهيم خادم،والضيوف صالح الحواني ، أشارا إلى عظمة القرآن الكريم ودوره في تربية الفرد والمجتمع، مؤكدين أن هذه المبادرات تمثل منارات نور وسط تحديات فكرية واجتماعية متزايدة، داعيان إلى استمرار دعمها وتعزيزها. واستعرضت الكلمتان أبرز إنجازات المركز خلال الأعوام الماضية، مؤكدين أن تسمية هذه الدفعة باسم الشهيد الشيخ صالح حنتوس –رحمه الله– تأتي عرفانًا بدوره في دعم التعليم القرآني ورعاية الطلاب، والتأكيد على مواصلة برامجه التعليمية في مختلف مناطق محافظة مأرب، ودعيا الجهات الرسمية والمجتمعية إلى مضاعفة الدعم لمشاريعه القرآنية، بما يسهم في بناء أجيال متسلحة بالإيمان والعلم والقيم الإسلامية السمحة. وألقى الحافظ مفضل الوصابي،كلمة الحفاظ المكرمين ، عبّر فيها عن امتنانهم وتقديرهم للقائمين على المركز وأولياء الأمور، معتبرًا هذا التكريم تتويجًا لمسيرة طويلة من الاجتهاد في حفظ كتاب الله. تخلل الحفل عدد من الفقرات الإنشادية وعروض للشهيد حنتوس ، والكلمات التوجيهية التي أكدت على أهمية القرآن الكريم في تهذيب النفس وتكوين الشخصية المسلمة المعتدلة.