
«جسدُ الماء ورقرقةُ القصيدة» يحتفي بتجربة نمر سعدي
نمر سعدي
غلاف «جسدُ الماء ورقرقةُ القصيدة».
جمع الشاعر نمر سعدي شهادات نقاد عن تجربته الشعرية في كتاب «جسدُ الماء ورقرقةُ القصيدة»، الذي صدر حديثاً عن دار سهيل عيساوي للطباعة والنشر، وسلِّط الضوء على تجربة شعرية. ويؤكد الشاعر الناقد العراقي هاشم شفيق «أن شعر نمر سعدي، في ديوانه (تقاسيم على مقام الندم) وليد تجربة شعرية عربية، لها محطاتها وشعراؤها وأزمنتها وأجيالها، وهذا ما لمسناه ونحن نقرأ لهذا الشاعر الحيفاوي، المقيم في زمن الاحتلال على الأرض الفلسطينية العربية عامة، إذ نما وتغذّى من أنساغ وأمشاج الشعر الفلسطيني هناك، بدءاً بتجربة سميح القاسم وصحيفة (الاتحاد) التي كان يرأس تحريرها، إذ نشر للشاعر أولى قصائده، لينطلق فيما بعد، في رحاب، ومناخات، ومساقات الشعر العربي، صانعاً صوته الجديد، بعناء واضح، من خلال نضج تجربته الشعرية والجمالية، مستنداً إلى موهبة نشطة، وذات بعد معرفي، عارفاً بخبايا المَلَكات الشعرية، تلك التي أهّلته ليمتح من كل ما يصادفه؛ من جماليات، وفنون، ومعارف، لتحوّله في المآل، وعبر فرن التجربة الشخصية، إلى شعر حار وملموس، قادر على استبطان تفاصيل الراهن، ليبحر عبر ذلك في التيارات العالية للماضي البعيد، مستشرفاً بلغته الغنائية، المرنانة، ما مضى واندثر.
ويشكّل الكتاب مرجعاً للباحثين في الشعر الفلسطيني في الوقت الراهن، وفيه زبدة آراء وشهادات وقراءات مثقفين عرب كبار في إحدى تجارب الشعر الفلسطيني المتبلورة في أواسط التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة، والتي تشاطرنا بدلالات المكان والكتابة، وتبحث في الذات المسكونة بالوجع عن معنى لوجودها من خلال استقصاء الأثر الذي تخلفه الحاجة لكتابة قصائد تسترجع معاني الحياة وهذا الحضور المجازي لأسماء وأماكن في ثنايا الذاكرة.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 30 دقائق
- الشرق الأوسط
«فوات الأوان»... ديوان يمزج السخرية بالتجريب
تشكل السخرية ملمحاً بارزاً من ملامح ديوان «فوات الأوان» للشاعر محمد أبو زيد، الصادر حديثاً في القاهرة عن «دار ديوان»، حيث تتسع لتشمل رؤيته للعالم والبشر والأشياء من حوله، كما يصل فيها الشاعر إلى حد انتقاد نفسه كشاعر وانتقاد زملائه الشعراء، بل السخرية من فكرة الشعر نفسها. في قصيدة «جد عجوز فاض به الكيل لا يحتمل أحداً» تمتزج السخرية بمحاولة التجريب في الشكل من خلال بداية تبدو هجومية النبرة، قصصية الطابع، تجمع بين الفصحى والعامية الدارجة ينادي فيها «الشاعر - الراوي» على عدد من الشخصيات مستنكراً مواقفهم الحياتية، كما تعيد قراءة التراث العالمي المتمثل في قصتي «السندريلا» و«الشاطر حسن» من منظور مختلف. يقول الشاعر: «هاهاها. والله أنت طفل مسخرة. هل صدقت حكاية الشاطر حسن الذي سيتزوج الأميرة في نهاية القصة؟ وأنت؟ هل فعلاً تعتقدين أن سندريلا لم تتناس الحذاء؟ الأحمق الذي يفكر في المستقبل هناك أخبرني أولاً لماذا ننزلق إلى قاع البالوعة؟ أين عقولكم؟ ماذا تتعلمون في المدرسة؟ أنتِ؟ أليس من الأولى أن تفكري في غسل الصحون المتراكمة في المطبخ؟ وأنتَ لماذا تأخر راتبك حتى الآن؟ هل سيستغنون عنك؟». ويسخر الشاعر من فكرة التجديد في شكل كتابة القصيدة حيث يبدي نوعاً من الحنين للشكل الكلاسيكي العمودي قائلاً: «لا أفهم لماذا يكتب الشعراء قصائدهم بهذه الطريقة! كان السطران مريحين أكثر، أضع رأسي في واحد وأمدد قدمي في الآخر. أتغزل في فتاة لا أعرفها أول القصيدة وأمدح رجلاً لا أعرفه في منتصفها وأملأ جيبي بصرة دنانير وأنا أغلق درفتي دولابها خلفي». وتمتزج السخرية بالمأساة في قصيدة «كم أنت جميل أيها الموت»، فرغم رهبة المقابر، فإنها تتحول هنا إلى مباراة عبثية بين اثنين من «الحانوتية» يتنافسان على أيهما قام بدفن جثة أجمل من الأخرى: «أمام مقبرتين متجاورتين، قال الحانوتي لزميله: جثتي أجمل من جثتك رد الزميل: تؤتؤ جثتي أجمل - لكن جثتي عيناها خضراوان كطحالب بركة آسنة - لجثتي عينان سوداوان كحقل قمح محروق - جثتي شعرها أطول من لسانك.. انظر»، ويستشهد الشاعر في مقدمة ديوانه بكلمة كان قد قالها في ديوانه «سوداء وجميلة»، الصادر 2015، تتعلق بعنوان ديوانه الحالي وحيثيات اختياره له جاء فيها: «أفكر أن أسمي كتابي القادم (فوات الأوان) لكنني لم أحدد هل أضيف في البداية (قبل) أم (بعد)، لكن أياً ما يكون الأمر سأكون قد أطلقت صرختي الأخيرة وأنا راض تماماً. يتحدث ميلان كونديرا على أن الحياة لا تتكرر ويسخر من فكرة نيتشه عن العود الأبدي، لكنني لست بحاجة إليه لأدرك أنني عرفت هذا بعد فوات الأوان، فكل شيء أدركه بعد أن تكون قدمي وصلت إلى الحافة وتأرجح جسدي في الهواء». يشار إلى أن محمد أبو زيد شاعر وصحافي مصري، وهو مؤسِّس ورئيس تحرير «موقع الكتابة الثقافي». ولد بمحافظة سوهاج بصعيد مصر عام 1980، وتخرَّجَ في كلية التجارة بجامعة الأزهر، وعمل بالصحافة أثناء دراسته الجامعية بمكتب صحيفة «الشرق الأوسط» بالقاهرة، ثم بجريدة «التحرير» المصرية. أصدر عدداً من الدواوين الشعرية، منها «قوم جلوس حولهم ماء»، «مديح الغابة»، «طاعون يضع ساقاً فوق الأخرى وينظر للسماء». وصدرت له أعمالٌ سردية، منها رواية «أثر النبي»، «عنكبوت في القلب» و«ملحمة رأس الكلب». فازت روايته «ممر طويل يصلح لثلاث جنازات متجاورة» بجائزة يحيى حقي بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر 2003، وفي عام 2005 حصل على جائزة سعاد الصباح في الشعر عن ديوانه «أمطار مرت من هنا».


الرجل
منذ ساعة واحدة
- الرجل
سانت ليفانت يخطف الأنظار بالدشداشة في مهرجان كان 2025 (فيديو)
رصدت عدسة مجلة الرجل، لحظة لافتة على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي الدولي بدورته الـ78، حيث تألق الفنان الفلسطيني-الفرنسي سانت ليفانت بإطلالة مميزة، حيث أرتدى دشداشة أنيقة، عكست اعتزازًا واضحًا بهويته الثقافية، وهي الإطلالة الجريئة التي كسرت القوالب النمطية المعتادة في المهرجانات العالمية، وقدّمت نموذجًا للأناقة الشرقية في أرفع محافل السينما الدولية. رسالة فنية تتجاوز الأزياء لم تكن الإطلالة مجرد اختيار للملابس، بل بدت كتصريح ثقافي مقصود، يعكس تمسك سانت ليفانت بجذوره وانتمائه، وبحسب المتابعين، فقد أراد الفنان أن يحمل عبر ملابسه صوته ورسائله إلى العالم، مؤكدًا أن الأناقة لا تنفصل عن الهوية، وأن الحضور العربي في المحافل الكبرى يمكن أن يكون عصريًا دون أن يتخلى عن أصالته. نال ظهور سانت ليفانت إعجاب الجمهور وعدسات المصورين، ولاقى صدى واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن هذه الخطوة تُعيد تعريف مفهوم "النجومية الشرقية" في السياق الغربي، فهو لم يتبنَ فقط زيه التراثي، بل حمّله رمزية كفنان يحاول مدّ جسور بين الثقافات من خلال الفن والمظهر.


الشرق الأوسط
منذ يوم واحد
- الشرق الأوسط
تقارير: لينيكر يعلن اليوم رحيله عن «بي بي سي» بعد اتهامات بمعاداة السامية
من المتوقع أن يعلن النجم الإنجليزي غاري لينيكر رحيله عن تقديم برنامج «ماتش أوف ذا داي» واستقالته من شبكة «بي بي سي»، بعد 26 عامًا من توليه المنصب. وذكرت تقارير صحافية، اليوم (الاثنين)، أنه من المتوقع أن يعلن لينيكر رحيله عن تقديم البرنامج واستقالته من شبكة «بي بي سي»، ولن يكون موجوداً في تغطية هيئة الإذاعة البريطانية لكأس العالم لكرة القدم 2026. وبحسب وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا»، يقدم لينيكر (64 عاماً) هذا البرنامج منذ عام 1999 خلفاً لديس لينام، وأعلن أنه سيستقيل من «بي بي سي» في 2024. وأضافت أيضاً أن هناك توقعات، وفقاً لمصادر من الشبكة الإذاعية، بأن لينيكر سيعلن رحيله، اليوم الاثنين، وسط ما يتردد بأن مسؤولي «بي بي سي» يَعدُّون موقفه غير مقبول. ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن صحيفة «صن»، التي نقلت عن مصدر قوله: «إنها نهاية مأساوية لمسيرة إذاعية مُذهلة». يأتي رحيل لينيكر بعد اعتذاره عن مشاركة منشور من مجموعة مؤيِّدة لفلسطين، ثم حذفه من حسابه الرسمي على «إنستغرام»، وكان مُرفقاً بالمنشور صورة فأر، ليجري اتهام النجم الإنجليزي بمعاداة السامية. أعاد لينيكر نشر هذه التغريدة على حسابه في إنستغرام قبل حذفها (غارديان) وأضافت صحيفة «صن» أنه من المتوقع أن يقدم لينيكر، مهاجم برشلونة وتوتنهام وأفيرتون السابق، آخِر مباراة له، يوم الأحد المقبل، ولن يظهر في تغطية «مونديال 2026» بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وشارك لينيكر في تغطية «بي بي سي» فوز كريستال بالاس على مانشستر سيتي 1/ 0 في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، يوم السبت الماضي. وتعرَّض لينيكر للإيقاف مؤقتاً عن العمل في «بي بي سي»، خلال مارس (آذار) 2023، بسبب تعليقاتٍ أدلى بها وسط جدل حول الحيادية وانتقاد سياسات الحكومة الجديدة بشأن اللجوء. ووقَّع لينيكر، ضمن 500 شخصية بارزة، على رسالة مفتوحة، في فبراير (شباط) الماضي، تطالب «بي بي سي» بإعادة بث فيلم وثائقي بعنوان «غزة... كيف تنجو من منطقة حرب»، وذلك عبر منصة «بي بي سي آي بلاير». وأعلن النجم الإنجليزي، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أنه لن يقدم برنامج «ماتش أوف ذا داي»، بنهاية الموسم الحالي، لكنه سيكون موجوداً في تغطية كأس العالم وكأس الاتحاد الإنجليزي. وكان لينيكر المذيع الأعلى أجراً في «بي بي سي» لسبع سنوات متتالية، براتب قيمته 1.35 مليون جنيه إسترليني (1.8 مليون دولار) في موسم 2023/ 2024، وفقاً للتقرير السنوي الصادر عن الشبكة البريطانية في يوليو (تموز). وذكرت تقارير أنه رغم الاستقالة فإن لينيكر يرحب بالاستمرار في تقديم برنامج «ماتش أوف ذا داي»، لكن مسؤولي هيئة الإذاعة البريطانية لم يعرضوا عليه تجديد التعاقد الخاص بهذا البرنامج. ومن المقرر أن يحلّ مكانَ لينيكر، الثلاثي جابي لوجان وكيلي كايتس ومارك تشابمان، ليتناوبوا على تقديم البرنامج الشهير، بداية من الموسم المقبل للدوري الإنجليزي الممتاز.