logo
الأولوية لقيادة موحدة للإنقاذ الوطني

الأولوية لقيادة موحدة للإنقاذ الوطني

معا الاخباريةمنذ 4 ساعات

لم يكن بإمكان نتنياهو وعصابته المجرمة من تحقيق اختراق بتشكيل عصابة إجرامية تنخرط في مخططات تسليح الجوع، مهما كان هذا الاختراق محدوداً أو معزولاً، لو كانت وحدة الحال الفلسطينية غير ما هي عليه. تماسك النسيج الاجتماعي سبق تأسيس السلطة، وقد رسخ تماسكه في الكفاح اليومي والتصدي لمخططات الاحتلال، وشكل الأداة الأهم لهذا النضال منذ ما قبل النكبة. التجربة الوطنية أكدت في أكثر من محطة أن أحد أبرز عوامل منعة وتماسك النسيج الاجتماعي تمثل دوماً بوجود قيادة وطنية موحدة في سياق المؤسسات الوطنية الجامعة، وقدرة هذه القيادة على الإسهام الفاعل في توفير مقومات الصمود للمجتمع بالشراكة الكاملة مع مؤسساته ومختلف مكوناته .
ظهر ذلك، وإن كان بصورة جزئية في مجتمع اللجوء في لبنان إبان العدوان الاسرائيلي حزيران 1982 لإلغاء وجود منظمة التحرير الفلسطينية في سياق ما سُمي بعملية "سلامة الجليل". فلم يكن بإمكان قيادة الثورة الصمود العسكري لحوالي ثلاثة شهور لولا حرصها على ايجاد حلول للاحتياجات اليومية لمتطلبات حياة الناس من ماء وخبز وطعام و أدوية، ليس فقط للمقاتلين على محاور المواجهة، بل وكذلك للمدنيين من سكان المخيمات الفلسطينية وأيضاً للحاضنة الشعبية اللبنانية . إلا أن تجربة الانتفاضة الأولى، التي كان لمؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الجماهيرية دورٌ في انطلاقتها وإسهامها الفاعل في مواجهة مخططات الاحتلال، قد شكلت إلهاماً غير مسبوق للنضال التحرري، حيث أبدعت في بلورة أجوبة ملموسة لافشال مختلف أشكال العقاب الجماعي التي عملت اسرائيل من خلالها على كسر إرادة المنتفضين.
ولكن، والحق يقال، بأن التوافق الوطني على تشكيل قيادة وطنية موحدة تقود الانتفاضة بكل محاورها الوطنية و الاجتماعية قد لعب الدور الحاسم، في صون وحدة وتماسك النسيج الاجتماعي، من خلال قدرة تلك القيادة على كسب ثقة الشارع، وتوفير الإجابات الملموسة لاحتياجات المواطنين عبر شبكة واسعة من التنظيم الشعبي والجماهيري لتوفير المواد التموينية والطبية و ادارة التعليم الشعبي، ومقاطعة الاقتصاد الاسرائيلي، وليس انتهاء بلجان الحراسة للمحلات التجارية والقرى والمخيمات والبلدات وصولاً لبعض أشكال العصيان المدني الشامل .
ليس المقصود هنا مقارنة الانتفاضة الكبرى وصمود الثورة في بيروت مع حرب الابادة الجماعية المستمرة في غزة. فلكل مواجهة ظروفها و بيئتها وأدواتها. إلا أن الجوهري في كل معارك الكفاح الوطني يتمثل في وجود قيادة وطنية موحدة لا يقتصر دورها على المعركة العسكرية فقط، بل وعلى صمود مجتمعها وحاضنتها الشعبية وتحصينه من أي اختراق مجتمعي. ففي وقت أن اسرائيل طالما امتلكت مراكز أبحاث ولجان تحقيق وظيفتها استخلاص العبر والدروس، فإن الحالة الفلسطينية و القيادات المهيمنة عليها تأبى الاستفادة من عبر هذه التجارب. ظهر ذلك جلياً منذ بدء الاختلاف السياسي بعد أوسلو، إلا أنه تحول لاستعصاء بعد فشل وافشال جهود إنهاء الانقسام، ودخول الصراع على الشرعية لمراحل خطيرة باتت تمس شرعية الوجود وليس فقط مشروعية الحقوق .
فحرب الابادة لم تقتصر على محاولة حكومة تل أبيب كسر غزة وتهجير أهلنا منها، بل بدأت منذ ما قبل السابع من أكتوبر بفرض ما يعرف بخطة الحسم، والتي تستهدف الضم الواسع، وتفكيك السلطة إن لم تتمكن من إخضاعها الكامل لمشروعها الجليّ بروابط المدن تمهيداً لتطهير عرقي واسع قد بدأت ملامحه فعلاً في شمال الضفة.
ظاهرة عصابة الإجرام في جنوب القطاع بزعامة قاطع الطرق ولص المواد التموينية بحماية جيش الاحتلال ، هي نتاج الشقوق الناجمة عن غياب وحدة القيادة السياسية و الإرادة الموحدة للتصدي لاهداف حرب الابادة التي ينفذها الاحتلال، والتي لم تعد خافية على أحد. وقد أدركت حكومة تل أبيت أن قدرتها على تحقيق أهدافها بالوسائل العسكرية فقط قد فشلت، وربما وصلت لطريق مسدود، وأن إمكانية تحقيق هذه الأغراض الخبيثة يتأتي من خلال اختراق المجتمع وتحويل حالة الإرهاق التي لم تعتد تُحتمل إلى ما يحقق كسرها بمثل هذه الجيوب، مستفيدة من غطاء الانقسام المشؤوم، وحرب التجويع والتخاذل العربي والصمت الدولي.
عصابة "أبو شباب" ليست الأولى في تاريخ الاستعمار أو حتى الحالة الفلسطينية، ولكن تعجيل وأدها إلى مزابل التاريخ كما حدث مع روابط القرى، يستدعي موقف اجماع وطني معلن، و نأي الكل الوطني عن مثلها، وليس نأي البعض بالنفس عما يجري من إبادة، واستمراء لعبة تحميل الضحية مسؤولية جرائم الاحتلال التي تشكل مرتعاً لمثل هذه الظاهرة،والتي من الممكن أن تمتد بصورة أخطر لمختلف أرجاء الضفة.
خروج ناطقين عن هذه العصابة للإعلان عن تعاونها وتنسيقها مع بعض جهات في السلطة لا يعالج بتصريح محايد من ناطق أمني لم يدنها أو يكشف أبعادها، بقدر ما يتطلب قطع الطريق عبر تجفيف بيئة هذه الظاهرة الخبيثة وغيرها. وليس من وسيلة لذلك سوى الإعلان الفوري عن قيادة طوارئ موحدة للإنقاذ الوطني، والتشكيل العاجل لحكومة وفاق تعالج كل مكونات ملف غزة، بما يشمل المسؤولية عن مفاوضات وقف الحرب وتجنيد الرأي العام الدولي لتحويل التضامن الشعبي الكاسح إلى مواقف سياسة وعملية تجبر حكام تل أبيب على وقف المذبحة، وانقاذ أهلنا في غزة، والمصير الوطني لشعبنا، وحقه في الحياة والحرية والكرامة وتقرير مصيره الوطني في هذه البلاد التي لا وطن لنا غيرها .

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جروسي: الإيرانيون يقولون إن الضربة الإسرائيلية قد تدفع الدولة إلى بناء سلاح نووي
جروسي: الإيرانيون يقولون إن الضربة الإسرائيلية قد تدفع الدولة إلى بناء سلاح نووي

معا الاخبارية

timeمنذ 28 دقائق

  • معا الاخبارية

جروسي: الإيرانيون يقولون إن الضربة الإسرائيلية قد تدفع الدولة إلى بناء سلاح نووي

تل أبيب- معا- قال رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن الإيرانيين أبلغوا المدير العام للوكالة رافائيل جروسي، أنه إذا ضربت إسرائيل منشآتهم النووية، فإن هذا قد يدفعهم إلى حافة الهاوية وسيحاولون صنع أسلحة نووية، بحسب ما قال جروسي، الاثنين، في مقابلة مع صحيفة جيروزالم بوست. وقال جروسي "إن الضربة قد يكون لها تأثير اندماجي، مما يعزز تصميم إيران- وسأقولها بوضوح- على السعي للحصول على سلاح نووي أو الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".

الدفاع المدني في غزة يرفض حملة التحريض الإسرائيلية ويحذر من تداعياتها
الدفاع المدني في غزة يرفض حملة التحريض الإسرائيلية ويحذر من تداعياتها

فلسطين اليوم

timeمنذ 33 دقائق

  • فلسطين اليوم

الدفاع المدني في غزة يرفض حملة التحريض الإسرائيلية ويحذر من تداعياتها

أعرب جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بحملة إعلامية ممنهجة يقودها جيش الاحتلال الإسرائيلي لتشويه صورته الإنسانية واستهداف رسالته النبيلة، مؤكداً أن هذه الادعاءات تهدف إلى التضليل وطمس الحقيقة. وأكد الجهاز في بيان صحفي أن جيش الاحتلال أطلق مؤخراً حملة إعلامية تحريضية، مستخدماً أدواته الدعائية لتقويض مصداقية الدفاع المدني واستهداف الناطق الرسمي باسمه، محمود بصل. وأشار البيان إلى تلقي عدة وكالات أنباء دولية وصحفيين رسائل إلكترونية من الجيش الإسرائيلي تحثهم على رفض الرواية الإعلامية الصادرة عن الجهاز، وتتهم بصل بالانتماء لحركة حماس عام 2005، وهو ما اعتبره الجهاز جزءاً من مساعي الاحتلال لزعزعة الثقة في جهوده الإنسانية المستقلة. وشدد الدفاع المدني على أن مهمته إنسانية بحتة، بعيدة عن أي أجندات سياسية أو تنظيمية، وأنه يعمل وفق مبادئ الحياد التي يحرص على تأكيدها أمام المنظمات الدولية ذات الصلة. كما أعرب عن مخاوفه من تبعات الاتهامات الموجهة ضد الجهاز وناطقه الرسمي، محذراً من خطورة هذه المزاعم وما قد يترتب عليها من تضييق على العمل الإنساني في قطاع غزة. وأضاف البيان أن محمود بصل يخدم في الجهاز منذ عام 2008، ويؤدي دوره المهني في نشر الرسالة الإنسانية للدفاع المدني، وتسليط الضوء على المعاناة التي يواجهها أبناء الشعب الفلسطيني بسبب العدوان الإسرائيلي والحصار المفروض على القطاع. وفي ختام البيان، دعا الدفاع المدني المنظمة الدولية للحماية المدنية وكافة المؤسسات الحقوقية والمدافعين عن حرية الصحافة إلى التدخل العاجل لمواجهة هذه الحملة الإعلامية التحريضية وعدم الانجرار خلف الدعاية الإسرائيلية، مؤكداً أن الجهاز لا يعمل وفق أجندة حزبية أو سياسية، بل يكرس جهوده لخدمة المواطنين في ظل الظروف القاسية التي يعيشها القطاع.

قوات الاحتلال تقتحم قرى الشعراوية شمال طولكرم وتعتقل شابين شرق المحافظة
قوات الاحتلال تقتحم قرى الشعراوية شمال طولكرم وتعتقل شابين شرق المحافظة

فلسطين اليوم

timeمنذ 33 دقائق

  • فلسطين اليوم

قوات الاحتلال تقتحم قرى الشعراوية شمال طولكرم وتعتقل شابين شرق المحافظة

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، حملة اقتحامات واسعة طالت عدة قرى وبلدات في منطقة الشعراوية شمال طولكرم، وسط إجراءات عسكرية مشددة، فيما اعتقلت شابين شرق المحافظة. وذكرت مصادر محلية أن آليات الاحتلال اقتحمت بلدات باقة الشرقية، عتيل، علار، وصيدا، حيث نصبت حواجز مفاجئة وأعاقت حركة تنقل المواطنين والمركبات. كما أخضعت شبانًا للاستجواب بعد احتجازهم، وداهمت عددًا من المحال التجارية وقامت بتفتيشها. وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الشابين رامي راغب حمد وعمر موسى سلمان من بلدة رامين شرق طولكرم، أثناء مرورهما على طريق الواد بالقرب من المدخل الرئيسي للبلدة. كما توغلت قوات الاحتلال في بلدة عنبتا، حيث انتشرت في شوارعها الرئيسية قبل أن تتوجه إلى الطريق المؤدي إلى مخيم نور شمس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store