logo
رسالة تراثية.. من قلب المتحف

رسالة تراثية.. من قلب المتحف

الرياضمنذ يوم واحد

عند زيارتي للمتحف في قطر، التقيت بالشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، وسعدت بأنه تطرق لمواضيع مهمة تمس المجتمع. أهداني خلالها كتابه عن «قطر التي عشناها» وبعض الكتب الأخرى عن المتحف، وتناولنا مواضيع متعددة، كان محورها تاريخ قطر والمنطقة قبل وبعد ظهور البترول.
قال: كان الناس في الخليج العربي قبل البترول يعيشون على الكد والتعب. اعتمدنا على رعي الجمال والأغنام، وعلى الزراعة، خاصة زراعة النخيل والأعلاف والفواكه والخضراوات في الواحات وسط الصحراء. كثير من البدو كانوا يربون الحيوانات، أما أهل السواحل فكان اعتمادهم على صيد اللؤلؤ والأسماك. ولله الحمد، بلدنا مباركة وفيها خير كثير.
عشت بدايات الخمسينات، وكانت الناس في سعادة. زرت المملكة العربية السعودية في تلك الفترة، وكانوا أيضاً في سعادة عند اكتشاف البترول، والذي وفر فرص عمل جديدة. عندما ترى الناس سعداء، تشعر بالسعادة. حتى في الكويت، رأيت الفرح. منطقة الخليج مرت بأوقات صعبة، مثل كساد تجارة اللؤلؤ وسنوات الجوع مثل «سنة الرحمة»، والحروب التي قطعت الأرزاق. هذه الظروف أنتجت جيلاً يعرف كيف يعيد بناء الحياة.
في فترة قصيرة، أصبح الكثير منهم من كبار التجار، واهتموا بالعلم، فأرسلوا أبناءهم إلى الدول العربية والأوروبية للتعلم، وجلبوا المعلمين من السعودية ودول أخرى للاستفادة من خبراتهم. هذا هو الشعب العربي، شعب بنى دولاً عظيمة، وأثر في ثقافات العالم. ليس شعباً بسيطاً، بل مؤثر. ذهبت إلى آسيا فوجدت ثقافتنا، وكذلك في أوروبا.
لذلك من المهم أن نهتم بتاريخنا وأثرنا. أنا، في وقت فراغي، أنشأت المتحف كهواية، واهتممت به ليكون إرثاً للأجيال القادمة. يجب أن نحافظ على مهاراتنا، مثل صيد السمك أو اللؤلؤ، وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا.
نحن في دول مجلس التعاون الخليجي نعيش استقراراً لا نجده في دول أخرى. عندما نسافر، نشعر بعدم الأمان، ولكن في أوطاننا الأمان في كل مكان. أبواب منازلنا مفتوحة، والناس تمشي مطمئنة، وكل رجل بمثابة الأب أو الأخ، وكذلك النساء. هذه ميزة نتميز بها، نحب بعضنا ونتكاتف في الشدائد. التاريخ يشهد، مثلما حصل في غزوات المغول وغيرها، وتعلمنا منها الكثير.
وبعد ظهور البترول، تعددت فرص العمل، وأصبح التاجر العربي شبيهاً بمهراجات الهند. تجار جزيرة العرب توسعوا في التجارة مع الهند، وزنجبار، وإثيوبيا، وباكستان، وإيران. وهذا ما نراه اليوم في دول مجلس التعاون، رغم أنهم أصبحوا أقليات في أوطانهم بسبب الوافدين، إلا أنهم احتضنوا تنوع الحضارات، واستفادوا من الخبرات، وتقدموا بسرعة رغم التحديات.
حتى قديماً، كانت للمرأة مكانة كبيرة في مجتمعنا. كان بينهن الشاعرات والمعلمات. لكن دخول عادات وتقاليد غريبة من الخارج، خصوصاً إلى المناطق الساحلية، أثّر على العائلات، وجعل الكثيرين يحافظون أكثر على نسائهم. عندما أزور نجد أو القصيم، أفرح برؤية العائلات المتماسكة هناك.
لا بد أن يُعرف عنّا أننا محافظون على بيئتنا، وعلمنا. وأحث شبابنا على إحياء قيمنا، وعاداتنا، وتقاليدنا، وتاريخنا، وتجارتنا، من رعي وصيد وزراعة. زراعة التمور على وجه الخصوص مهمة جداً في منطقتنا، ومن أغنى الدول في زراعة التمور هي المملكة العربية السعودية.
ومهما تحدثت ومدحت في الشعوب العربية، وخاصة أهل الخليج، أكون مقصراً. أنا سعيد بكم، وسعيد بتحدثي معكم، وسعيد بسؤالكم عن اهتمامي بالمتحف، وسعيد بهذه الجلسة التي تحدثنا فيها عن تراثنا وهويتنا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

آفاق للتوحد يحتفل بمرور 5 سنوات على تأسيسه ودمج 88 طفلًا في التعليم العام
آفاق للتوحد يحتفل بمرور 5 سنوات على تأسيسه ودمج 88 طفلًا في التعليم العام

صحيفة سبق

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة سبق

آفاق للتوحد يحتفل بمرور 5 سنوات على تأسيسه ودمج 88 طفلًا في التعليم العام

احتفل مركز "آفاق للتوحد" بتخريج الدفعة الرابعة من طلابه، وذلك بالتزامن مع حلول الذكرى الخامسة لتأسيسه، والتي انطلقت في عام 2020م. وخلال الحفل، عبّر الرئيس التنفيذي للمركز المهندس مصطفى المهدي عن فخره بما تحقق من إنجازات خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن المركز تمكّن من دمج 88 طفلًا من ذوي اضطراب طيف التوحد في التعليم العام، ليواصلوا مسيرتهم التعليمية في بيئة داعمة ومحفّزة على التعلم واكتساب المعرفة. وأوضح المهدي أن الطاقة الاستيعابية للمركز تبلغ 240 طفلًا، ما يعكس حجم الجهود المبذولة لتقديم خدمات تعليمية وتأهيلية عالية الجودة، مشددًا على التزام المركز بمواصلة مسيرته نحو التمكين، من خلال توفير بيئة تعليمية متكاملة تعزز من اندماج أطفال التوحد في المجتمع وتدعم أسرهم في رحلتهم. ويُذكر أن مركز "آفاق" حصل خلال العام الجاري 2025 على اعتماد الجمعية البريطانية للتوحد (NAS)، ليكون من بين المؤسسات المتميزة الحاصلة على هذا الاعتماد الدولي المرموق، وذلك تقديرًا لجودة برامجه وتوافقها مع أعلى المعايير العالمية في رعاية وتعليم الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

تحت شعار 'خمس سنين من التحدي إلى التمكين'…"آفاق" يدمج 88 طفلًا في التعليم العام ويحتفل بمرور خمس سنوات على تأسيسه
تحت شعار 'خمس سنين من التحدي إلى التمكين'…"آفاق" يدمج 88 طفلًا في التعليم العام ويحتفل بمرور خمس سنوات على تأسيسه

الرياض

timeمنذ 6 ساعات

  • الرياض

تحت شعار 'خمس سنين من التحدي إلى التمكين'…"آفاق" يدمج 88 طفلًا في التعليم العام ويحتفل بمرور خمس سنوات على تأسيسه

احتفل اليوم (الاثنين) مركز عبد اللطيف الفوزان للتوحد 'آفاق'، بتخريج الدفعة الرابعة من طلابه وذلك بالتزامن مع حلول الذكرى الخامسة لانطلاق المركز في عام 2020م. وخلال كلمته في الحفل عبّر الرئيس التنفيذي للمركز المهندس مصطفى المهدي، عن فخره بما تحقق من إنجازات خلال السنوات الماضية، موضحًا أن المركز تمكن من دمج 88طفلًا من ذوي اضطراب طيف التوحد في التعليم العام، ليواصلوا مسيرتهم في التعلم واكتساب المعرفة. وأضاف أن الطاقة الاستيعابية للمركز تبلغ 240 طفلًا، ما يعكس حجم الجهد المبذول لتقديم خدمات تأهيلية وتعليمية نوعية، مؤكدًا على مواصلة مركز 'آفاق' مسيرته نحو التمكين ملتزمًا بتوفير بيئة تعليمية وتأهيلية متكاملة تُعزز من اندماج أطفال التوحد في المجتمع وتدعم أسرهم في رحلة التحدي والتمكين يُذكر أن مركز 'آفاق' وهو الأكبر في الشرق الأوسط وقد حصل في عام 2025 على اعتماد الجمعية البريطانية للتوحد (NAS) ليكون ضمن المؤسسات المميزة التي تنال هذا الاعتماد الدولي المرموق، تأكيدًا على جودة برامجه وتطابقها مع المعايير الدولية في رعاية وتعليم الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

حققوا مراكز متقدمة على مستوى المملكةمدير تعليم الطائف يكرم طالبان من ذوي الاحتياجات الخاصة
حققوا مراكز متقدمة على مستوى المملكةمدير تعليم الطائف يكرم طالبان من ذوي الاحتياجات الخاصة

الرياض

timeمنذ 15 ساعات

  • الرياض

حققوا مراكز متقدمة على مستوى المملكةمدير تعليم الطائف يكرم طالبان من ذوي الاحتياجات الخاصة

كرم المدير العام للتعليم بالطائف الدكتور سعيد بن عبدالله الغامدي صباح اليوم الطالبين من ذوي الاحتياجات الخاصة من ثانوية الحديبية، وهما حمدان الزهراني لفوزه بجائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق والإبداع في التربية الخاصة، والطالب رعد البجالي لحصوله على المركز الثاني على مستوى المملكة في تحدي القراءة العربي في موسمها التاسع. بحضور المساعد للشؤون التعليمية الأستاذ محمد عامر النفيعي ومدير ثانوية الحديبية وهنأ الدكتور الغامدي الطلاب وأولياء أمورهم على وعيهم وحرصهم على مشاركة أبناؤهم إيمانا بأن هذه البرامج تنمي وتصقل مواهبهم وتوظفها التوظيف الأنسب فيما يعود بالنفع لأبنائهم، وتبني ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم، شاكراً لمدارس الطلبة على تهيئة البيئة المدرسية المناسبة واذكاء روح المنافسة بين الطلبة، وبناء جميع أنواع المهارات التعليمية والمعرفية. وأشاد الدكتور الغامدي بما حققه الطالبين من إنجاز على مستوى المملكة يضاف لسلسلة الإنجازات التي حققها طلبة تعليم الطائف على المستوى الداخلي والخارجي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store