
مع انتشار الجوع في غزة... وسائل الإعلام الإسرائيلية تبدأ بالتركيز على معاناة الفلسطينيين
نادراً ما ذُكرت معاناة المدنيين في غزة، حيث نزح ما يقرب من مليوني شخص، ودُمرت بنيتهم التحتية الأساسية. منذ هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، كانت هناك قاعدة غير مكتوبة في إسرائيل، كما قال صحافيون وخبراء إعلام، أبقت المدنيين الفلسطينيين في الغالب بعيداً عن الأنظار في التغطية المحلية للحرب، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».
عائلات رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة يحملون اللافتات خارج مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي (إ.ب.أ)
لكن، في الشهر الماضي، وسط تقارير عن مجاعة جماعية في القطاع وغضب دولي متزايد، بدأت أنباء الأزمة المتفاقمة بالظهور. وقد أتاح سيل الصور والإدانات، حتى من حلفاء إسرائيل، للصحافيين الإسرائيليين، «مدخلاً إلى القصة»، كما قالت إحدى الصحافيات الاستقصائيات البارزات، التي تحدثت إلى «واشنطن بوست» شريطة عدم الكشف عن هويتها، نظراً لحساسية الموضوع. وأضافت: «ترون كم كانوا ينتظرون ذلك».
وبدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية بعرض لقطات لمدنيين في غزة لأول مرة، بما في ذلك رجال يسيرون على الأقدام يحملون أكياس الطعام من مواقع توزيع المساعدات وأطفال يصرخون وهم يتزاحمون حول مطابخ الحساء القليلة المتبقية - وهي نتائج، كما ذكرت التقارير، للحصار الإسرائيلي المستمر منذ شهور على القطاع.
فلسطينيون يكافحون للحصول على الطعام المتبرَّع به شمال قطاع غزة (أ.ب)
عادت نشرات الأخبار، هذا الأسبوع، إلى مجالات التغطية المألوفة، بعد أن نشرت حركة «حماس» مقاطع فيديو لرهينة هزيل، مما أثار رعب الإسرائيليين، وأثار احتجاجات شعبية حاشدة. كما اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعادة احتلال كامل للأراضي الفلسطينية، مما تسبب في توترات بين حكومته والمسؤولين العسكريين المعارضين للخطة.
ومع ذلك، فإن الصور، بما في ذلك صور الأطفال الجائعين، أتاحت للإسرائيليين لمحة عن الأزمة الهائلة في غزة، مما أعطى النشطاء المناهضين للحرب بعض الأمل في أن يتسع النقاش في إسرائيل ليشمل أسئلة حول قانونية وأخلاقية تصرفات الجيش. كما أدت إلى بعض التصريحات الصريحة المفاجئة من كبار مذيعي الأخبار في البلاد.
قالت الصحافية يونيت ليفي، مقدمة نشرة الأخبار المسائية على القناة «12»، في ختام تقريرها عن غزة الأسبوع الماضي: «ربما حان الوقت لنفهم أن هذا ليس مجرد فشل في العلاقات العامة، بل فشل أخلاقي».
منعت إسرائيل الصحافيين الأجانب من دخول غزة، باستثناء زيارات قصيرة ومُراقَبة مع الجيش. مع ذلك، واصل الصحافيون الفلسطينيون تغطية الأحداث من القطاع، مُرسلين تقاريرهم إلى وكالات الأنباء العالمية وغيرها من وسائل الإعلام الدولية. و«واصلوا التغطية، رغم القتل والإصابات والاعتقال التعسفي على يد القوات الإسرائيلية»، وفقاً للجنة حماية الصحافيين، التي تُشير إلى مقتل 178 صحافياً في غزة منذ بدء الحرب.
لكن العديد من الإسرائيليين، الذين ما زالوا يتصارعون مع الأرشيف البصري لـ7 أكتوبر 2023، عندما بثّ مسلحون من «حماس» لقطات أثناء اجتياحهم جنوب إسرائيل، لا يزالون متشككين في التقارير الإعلامية الصادرة من غزة. كما لا يثق البعض بوسائل الإعلام الدولية، متهمين بعض المنافذ بالتقليل من شأن تغطية الرهائن.
ونتيجة لذلك، قال أورين بيرسيكو، مراسل «العين السابعة»، وهي مجلة استقصائية تركز على الإعلام الإسرائيلي وحرية التعبير، إن قلة من الإسرائيليين «يبذلون جهداً لمغادرة حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، أو أي منصة تواصل اجتماعي أخرى، والوصول إلى أي مكان آخر لمعرفة ما يحدث» في غزة.
ووفقاً لآسا شابيرو، رئيس قسم الإعلان والتسويق في جامعة تل أبيب، فإن الاعتراف بغزة، ناهيك من التعاطف معها، شكّل معضلة للصحافيين والمشاهدين على حد سواء، الذين لا يزالون عالقين في مصير رهائن إسرائيل. لا يزال خمسون رهينة في الأسر، ومن المفترض أن عشرين منهم على قيد الحياة.
وقال إن العالم يطلب من الإسرائيليين أن يروا أنفسهم «مُعتدين لا ضحايا، وهو أمرٌ صعبٌ علينا، في ظل وجود الرهائن هناك».
أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة يشاركون في مظاهرة بتل أبيب تُطالب بإطلاق سراحهم وبإنهاء الحرب (أ.ب)
في نهاية الأسبوع الماضي، نشرت «حماس» مقطعَي فيديو للرهينة إيفياتار ديفيد (24 عاماً)، الذي اختُطف من مهرجان موسيقي في 7 أكتوبر. في أحدهما، يظهر هزيلاً، فيما يبدو أنه نفق. وفي مقطع آخر، يظهر ديفيد إلى جانب لقطات لأطفال فلسطينيين هزيلين - ويقول التعليق: «لقد قررت إسرائيل تجويعهم».
إعطاء الأولوية للتقييمات
أعلنت وزارة الصحة في غزة، يوم الخميس، أن 197 فلسطينياً لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية منذ بدء الحرب، من بينهم 96 طفلاً. وأضافت الوزارة أن الغالبية العظمى من الوفيات سُجلت في يوليو (تموز) والآن، أغسطس (آب)، عندما تفشت المجاعة الجماعية بعد أربعة أشهر من الحصار الإسرائيلي شبه الكامل.
تُحتسب وفيات سوء التغذية بشكل منفصل عن إجمالي عدد ضحايا الحرب، الذي يتجاوز 61 ألف قتيل، وفقاً لوزارة الصحة.
فلسطينيون يحملون مساعدات تلقوها من مؤسسة غزة الإنسانية (د.ب.أ)
قال الصحافي وصانع الأفلام، رينو زرور، في 22 يوليو: «كل ما يحدث في غزة، بما في ذلك الجوع، يؤثر بشكل مباشر على كل رجل وامرأة في إسرائيل. إنه واجبي الصحافي الأول: أن أعرض الحقيقة».
وأفاد محللون إعلاميون بأن القنوات الإخبارية أعطت الأولوية لتقييماتها على المبادئ الصحافية، وعزوا ذلك إلى تحول إسرائيل نحو اليمين، بالإضافة إلى تهديدات الحكومة بنشر تقارير ناقدة.
في يونيو (حزيران)، قدّمت لجنة تشريعية في الكنيست مشروع قانون، من شأنه إغلاق قسم الأخبار في «هيئة البث العام الإسرائيلية (كان)». وفي العام الماضي، وافق نتنياهو أيضاً على اقتراح يمنع موظفي الحكومة من التواصل مع صحيفة «هآرتس» ذات التوجه اليساري أو نشر إعلانات فيها، وهي إحدى وسائل الإعلام القليلة التي تغطي الأزمة الإنسانية في غزة باستمرار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ دقيقة واحدة
- الشرق الأوسط
مقترح «الاتفاق الشامل»... جهود جديدة للوسطاء هل تكبح التصعيد في غزة؟
جهود تتواصل من الوسطاء عقب إقرار إسرائيل خطة لاحتلال كامل قطاع غزة، وكان أحدثها حسب تسريبات إعلامية حديثة «إطار لاتفاق شامل تعده القاهرة والدوحة لإنهاء الحرب وأزمة الرهائن بالتزامن مع لقاء أميركي قطري». ذلك المقترح الذي على طاولة الإعداد والمناقشات، يراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» يعني أن «المفاوضات لم تنته؛ لكن في ظل تصعيد إسرائيلي قد يحيي المحادثات مجدداً دون أن يقود لاتفاق قريباً في ظل التعنت الإسرائيلي». وأفاد «أكسيوس» الأميركي، السبت، بأن مبعوث الرئيس دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيلتقي مع رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، في إسبانيا لمناقشة خطة لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن. وأفاد مصدر مُشارك في المفاوضات لموقع «أكسيوس» بأن قطر والولايات المتحدة تعملان على صياغة مقترح لصفقة شاملة، سيُقدَّم إلى الطرفين خلال الأسبوعين المُقبلين. وكانت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية نقلت، الجمعة، عن وكالات غربية أن «مصر وقطر تعملان على إطار جديد لاتفاق يسمح بإطلاق سراح يتضمن الإفراج عن جميع المحتجزين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل». وقال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، الخميس، قبل مُوافقته على خطة هجومية جديدة، إن إدارة ترمب ستُقدّم في الأسابيع المُقبلة مقترحاً يُسمّى «نهاية اللعبة» للحرب في غزة، وفق إعلام إسرائيلي. فلسطينيون يتفقدون الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية استهدفت حي الزيتون جنوب مدينة غزة (أ.ف.ب) وأكد مسؤول إسرائيلي مُشارك في المفاوضات، أنه «لا توجد مُشكلة في التوصّل إلى خطة (نهاية اللعبة) بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكنها لن تكون مقبولة لدى حركة (حماس)، وبذلك ستكون بلا معنى». وأفاد المسؤول: «الفجوة بين إسرائيل و(حماس) بشأن إنهاء الحرب هائلة؛ لذا من المرجح أن يكون الحديث عن اتفاق شامل بلا جدوى في هذه المرحلة». وكان ويتكوف قال قبل نحو أسبوع خلال لقاء للرهائن أثناء زيارته لإسرائيل بأن إدارة ترمب تُريد اتفاقاً شاملاً «كل شيء أو لا شيء» يُنهي الحرب، بدلاً من «صفقة مُجزّأة»، وفقاً لـ«أكسيوس»، آنذاك. وهذا الطرح الجديد يأتي بعد نحو أسبوعين من انسحاب واشنطن وإسرائيل، من مفاوضات احتضنتها الدوحة منذ 6 يوليو (تموز) الماضي، للتشاور، وغداة إعلان نتنياهو إقرار خطة لاحتلال كامل غزة، وخمس قواعد لإنهاء الحرب تتمثل في «نزع سلاح (حماس)، وإعادة جميع الأسرى - أحياء وأمواتاً، ونزع سلاح قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة، وإقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع (حماس) ولا السلطة الفلسطينية». رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد العرابي، يرى أن مقابلة ويتكوف ورئيس وزراء قطر في إسبانيا قد يتوقع أن تعزز ما يثار عن مقترح مصري - قطري - أميركي، نحو وقف الحرب مجدداً، مؤكداً أن «مصر مستمرة في دورها كوسيط ولديها أفكار متجددة، لكن تعنت إسرائيل يفسد كل شيء». فلسطينية تبكي قرب جثمان قريب لها قُتل في غارة إسرائيلية على شاطئ غزة (أ.ف.ب) وأوضح نائب المدير العام لـ«المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، اللواء محمد إبراهيم الدويري، أن ما تطرحه إسرائيل من خطة لاحتلال غزة وقواعد لإنهاء الحرب، لا تعني رسمياً إغلاق المفاوضات، خاصة وفي ذات الوقت أن الجهود المصرية - القطرية مستمرة، وإذا نجحت في التوصل لتوافق بين الأطراف مرة أخرى على استئناف المفاوضات أولاً، ثم الوصول لحل، فالكرة في ملعب إسرائيل التي عادة ما تعطل أي مسار تفاوضي. وأكد الدويري أن «مصر لن تألو جهداً مع كل الأطراف لاستئناف المفاوضات والوصول لحل رغم الصورة القاتمة حالياً»، لافتاً إلى أن «القواعد التي تضعها إسرائيل بما فيها نزع سلاح (حماس) ستوضع على طاولة المحادثات، وكلها ستناقش، وستخضع الأمور لظروف التفاوض ومطالب الأطراف الأخرى والحلول الوسط». ذلك المقترح الجديد يأتي وسط تحركات دولية رافضة لخطة احتلال غزة، وتدعم إنهاء الحرب وجهود الوسطاء في هذا الصدد، ومن المرتقب أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً لبحث تطورات غزة بحسب ما نقلته «رويترز»، السبت. بينما يتوقع أن تعقد «الجامعة العربية» ومنظمة التعاون الإسلامي اجتماعين طارئين لبحث خطة إسرائيل، وفق ما ذكره وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ونظيره التركي، هاكان فيدان، السبت، في مؤتمر صحافي جمعهما بالعلمين الجديدة شمالي مصر، دون تحديد موعدهما. وأعربت «اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية - الإسلامية الاستثنائية المشتركة» بشأن التطورات في قطاع غزة عن إدانتها الشديدة ورفضها القاطع لإعلان إسرائيل نيتها فرض السيطرة العسكرية الكاملة على القطاع. وأشادت «اللجنة» بالجهود التي تبذلها كل من مصر وقطر، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن، واعتبرت أن هذا المسار يمثل مدخلاً إنسانياً ضرورياً لخفض التصعيد، وتخفيف المعاناة عن المدنيين، وتمهيد الطريق أمام إنهاء العدوان. أطفال فلسطينيون يصطفون لتلقي وجبة ساخنة بنقطة توزيع طعام في النصيرات (أ.ف.ب) كذلك لا يزال تصعيد إسرائيل نحو تنفيذ خطة لاحتلال غزة، محل مواقف غربية رافضة، وكان موقف برلين أحد أبرز حلفاء إسرائيل، ذا صدى عقب تأكيدها في بيان حكومي، الجمعة، تعليق صادرات الأسلحة إليها التي قد تُستخدم في حرب غزة. وهذه هي المرة الأولى التي تتّخذ فيها حكومة المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، إجراء عقابياً بحق إسرائيل، وهي خطوة رفضها مكتب نتنياهو، قائلاً إنها «تكافئ إرهاب (حماس)». وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في منشور على منصة «إكس» إن الاحتلال «الكامل» لغزة سيفاقم الوضع الكارثي أصلاً من دون أن يتيح تحرير الرهائن لدى «حماس» ونزع سلاحها واستسلامها. ويعتقد محمد العرابي أن «الضغوط على إسرائيل، لا سيما من الاتحاد الأوروبي وألمانيا، لها دلالة كبيرة، ونأمل أن تتوسع دولياً وتجعل تصرفات إسرائيل أكثر عقلانية»، موضحاً: «لكن حكومة نتنياهو بما تفعله لا تساعد على إبرام اتفاق ولا أتوقع أن يكون هناك صفقة قريبة في ظل هذا التصعيد». وبرأي محمد إبراهيم الدويري، فإن الضغوط الدولية قد تدفع نحو إحياء مسار المفاوضات، لكن من دون ضغوط أميركية واضحة وألا تنحاز لإسرائيل فلا يمكن الحديث حالياً عن وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب.


الشرق السعودية
منذ دقيقة واحدة
- الشرق السعودية
9 دول غربية والاتحاد الأوروبي يرفضون توسيع العمليات الإسرائيلية في غزة
أعرب وزراء خارجية 9 دول غربية والاتحاد الأوروبي، السبت، عن رفضهم مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر، بتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، وأكدوا أن القرار يفاقم "الوضع الإنساني الكارثي ويهدد حياة المحتجزين، ويزيد من خطر النزوح الجماعي للمدنيين". جاء ذلك في بيان مشترك لوزراء خارجية أستراليا، والنمسا، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، ونيوزيلندا، والنرويج، والمملكة المتحدة، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية. وذكر البيان أن الخطط التي أعلنت عنها حكومة إسرائيل تُهدد بانتهاك القانون الإنساني الدولي، مضيفاً أن "أي محاولة لضم الأراضي أو توسيع المستوطنات تُمثل انتهاكاً للقانون الدولي". وحث الوزراء كافة الأطراف والمجتمع الدولي على "بذل كل الجهود لإنهاء هذا الصراع المروع فوراً، من خلال وقف إطلاق نار فوري ودائم يُمكّن من تقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق وفورية ودون عوائق، في ظلّ أسوأ سيناريوهات المجاعة التي تلوح بالأفق في غزة". ودعا البيان حركة حماس الفلسطينية إلى "إطلاق سراح جميع المحتجزين دون مزيد من التأخير أو الشروط المسبقة، وضمان معاملتهم معاملة إنسانية وتجنب تعريضهم للقسوة والإذلال". وأكد البيان أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثياً، ودعا حكومة إسرائيل إلى إيجاد حلول عاجلة لتعديل نظام تسجيل المنظمات الإنسانية الدولية الذي اعتمدته مؤخراً، "لضمان استمرار هذه الجهات الفاعلة الحيوية في مجال المساعدات الإنسانية في عملها الأساسي، بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية للوصول إلى المدنيين المحتاجين في غزة". حل الدولتين وذكر البيان أن الدول الموقعة عليه متحدة في الالتزام بتنفيذ حل الدولتين "المتفاوض عليه"، باعتباره السبيل الوحيد "لضمان عيش كل من الإسرائيليين والفلسطينيين جنباً إلى جنب في سلام وأمن وكرامة"، وأضاف أن ذلك الحل يتطلب نزع سلاح حماس بالكامل، واستبعاد الحركة التام من أي شكل من أشكال الحكم في قطاع غزة، داعياً إلى دور محوري للسلطة الفلسطينية. وأدانت دول عربية وغربية، الجمعة، قرار مجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل بالسيطرة على مدينة غزة، وخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لـ"احتلال" القطاع، ما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني الصعب الذي وصفته وكالات أممية ومنظمات دولية بـ"الكارثي". وتسيطر إسرائيل على 75% من مساحة القطاع، ومدينة غزة هي جزء من الـ25% المتبقية التي لا تسيطر عليها إسرائيل، إضافة إلى عدد من مخيمات اللاجئين في وسط غزة. وجاء القرار بعد تعثر محاولات وساطة عدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وسط غضب دولي متنام بسبب صور الأطفال الفلسطينيين الجوعى، والتي تظهر تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.


الرياض
منذ 11 دقائق
- الرياض
قمة مرتقبة في 15 أغسطس بين ترمب وبوتين بألاسكا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيلتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا في 15 أغسطس آب بألاسكا. جاء ذلك في تصريحات نشرها ترامب أمس الجمعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن قال إن الأطراف، بمن فيهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن ينهي الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، والذي قد يتطلب من أوكرانيا التنازل عن أراض كبيرة. واقترح ترامب في تصريحات لصحفيين بالبيت الأبيض أمس اتفاقا يشمل تبادلا للأراضي. وقال "سيكون هناك تبادل للأراضي لتحسين وضع كليهما". لكن زيلينسكي قال اليوم السبت إن أوكرانيا لا يمكن أن تخالف دستورها باتخاذ إجراء يتعلق بأراضيها، موضحا أن "الأوكرانيين لن يمنحوا أراضيهم للمحتلين". وأكد الكرملين أيضا خطط عقد القمة في بيان نشر على الإنترنت. وقال يوري أوشاكوف مساعد بوتين إن الزعيمين "سيركزان على مناقشة خيارات التوصل إلى حل سلمي طويل الأمد للأزمة الأوكرانية". وأضاف "من الواضح أن هذه العملية ستكون صعبة، لكننا سنشارك فيها بنشاط وحيوية". وقال زيلينسكي في كلمة مصورة نشرها على قناته على تيليجرام اليوم إن أي قرارات لا تشارك فيها أوكرانيا ستكون قرارات ضد السلام. وأضاف "لن تحقق هذه القرارات شيئا. ستولد تلك القرارات ميتة. ستكون قرارات غير قابلة للتنفيذ. نحن جميعا بحاجة إلى سلام حقيقي". ويطالب بوتين بالسيطرة على أربع مناطق أوكرانية وهي لوجانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود، التي ضمها عام 2014. ولا تسيطر قواته بشكل كامل على جميع الأراضي في المناطق الأربع حاليا. وذكرت بلومبرج نيوز أمس الجمعة أن الولايات المتحدة وروسيا تسعيان للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا من شأنه أن يرسخ احتلال روسيا للأراضي التي استولت عليها خلال غزوها العسكري. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن تقرير بلومبرج مجرد تكهنات. ولم يرد متحدث باسم الكرملين على طلب للتعليق. ولم يتسن لرويترز تأكيد جوانب من تقرير بلومبرج. وسبق أن أبدت أوكرانيا استعدادها التحلي بالمرونة في مساعي إنهاء حرب دمرت مدنا وبلدات فيها وأودت بحياة أعداد كبيرة من جنودها ومواطنيها. مع ذلك، فإن قبول خسارة نحو خمس الأراضي سيكون مؤلما للغاية وتحديا سياسيا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحكومته. قال تايسون باركر، نائب الممثل الخاص السابق لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون التعافي الاقتصادي في أوكرانيا، إن الأوكرانيين سيرفضون الاقتراح مثلما أوردته بلومبرج. وقال باركر، وهو زميل بارز في المجلس الأطلسي "أفضل ما قد يفعله الأوكرانيون هو أن يظلوا حازمين في رفضهم وشروطهم للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، مع إظهار امتنانهم للدعم الأمريكي". وينص الاتفاق المفترض الذي أوردته بلومبرج على أن توقف روسيا هجومها في منطقتي خيرسون وزابوريجيا على امتداد خطوط القتال الحالية. كانت آخر مرة استضافت فيها ألاسكا اجتماعا دبلوماسيا رفيع المستوى في مارس آذار 2021 عندما التقى مسؤولون كبار من إدارة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن مع مسؤولين صينيين كبار. وتحول اللقاء الذي ضم وزير الخارجية في إدارة بايدن أنتوني بلينكن ونظيره الصيني آنذاك يانغ جيه تشي إلى صدام علني صادم أمام الكاميرات، إذ تبادل الجانبان انتقادات لاذعة لسياسات بعضهما البعض، مما عكس التوتر الشديد في العلاقات. منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني، يسعى ترامب جاهدا لإصلاح العلاقات مع روسيا وإنهاء الحرب، على الرغم من أنه تراوح في تصريحاته العلنية بين الإعجاب ببوتين والانتقاد الحاد له. وفي إشارة إلى تزايد إحباطه من رفض بوتين وقف الهجوم العسكري الروسي، هدد ترامب بفرض عقوبات جديدة اعتبارا من أمس على موسكو والدول التي تشتري صادراتها ما لم يوافق الزعيم الروسي على إنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، وهو أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. لكن لم يتضح حتى مساء أمس ما إذا كانت هذه العقوبات دخلت حيز التنفيذ أم ستؤجل أو تلغى. واتخذت الإدارة الأمريكية يوم الأربعاء خطوة نحو معاقبة عملاء موسكو في قطاع النفط بفرض رسوم إضافية 25 بالمئة على البضائع من الهند بسبب وارداتها من النفط الروسي، لتكون أول عقوبة مالية تستهدف روسيا في ولاية ترامب الثانية. وكان ستيف ويتكوف مبعوث ترامب الخاص أجرى محادثات استمرت ثلاث ساعات مع بوتين في موسكو يوم الأربعاء الماضي، وصفها الجانبان بأنها بناءة. وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، حليف أوكرانيا الوثيق، أمس إن وقف إطلاق النار ربما يكون وشيكا. وجاءت تصريحاته عقب محادثات مع زيلينسكي. وأضاف توسك خلال مؤتمر صحفي "هناك إشارات مؤكدة، ولدينا اعتقاد أيضا، بأن تجميد الصراع.. لا أريد أن أقول نهايته، بل أقول تجميد الصراع، ربما يكون أقرب... هناك آمال في ذلك". وقال إن زيلينسكي "حذر للغاية ولكنه متفائل"، وإن أوكرانيا حريصة على أن تلعب بولندا ودول أوروبية أخرى دورا في التخطيط لوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سلمية في نهاية المطاف.