
جنود على الخطوط الأمامية في أوكرانيا يصفون محادثات السلام مع روسيا بأنها في "عالم موازٍ"
Matthew Goddard
الجنود الأوكرانيون يستبعدون انتهاء الحرب قريباً
بينما تدرس موسكو وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، تواصل آليتها العسكرية استغلال وضعها القوي، على الجبهة الأمامية، وقد تكون المفاوضات الدبلوماسية بطيئة وصعبة، ولكن يمكن قياس ذلك بالأرواح المفقودة، في ساحة المعركة.
في مستشفى عسكري في شرق أوكرانيا، يصل الجرحى في سيارات الإسعاف،، بشكل متكرر، فهناك انفصال واضح بين الدبلوماسية، التي تجري بعيداً عن القتال ووحشية المعركة، حيث لا تزال الأجساد البشرية تُحطم وتُمزق وتُشوه، بالقنابل والرصاص.
نشاهد أربعة وعشرين جندياً أوكرانياً مصاباً، يجري تحميلهم في حافلة، لنقلهم إلى مستشفى في مدينة دنيبرو الأوكرانية، بعضهم كانوا يمشون على أقدامهم، والبعض الآخر كان محمولاً على نقالات.
وجُهزت الحافلة بمعدات طبية، لمراقبة الجرحى، أثناء نقلهم بسرعة، على الطرقات المليئة بالحفر.
الرجال الذين على متن الطائرة، هم الأقل إصابة، وقد أصيب معظم الجرحى بشظايا. وغالبًا ما يكون السبب وراء الإصابات، هو السلاح الذي أصبح الآن الأكثر انتشاراً ورعباً على الجبهة: الطائرات بدون طيار.
لا أحد ممن تحدثنا معهم يعتقد أن هذه الحرب ستنتهي قريباً.
يرقد ماكسيم، البالغ 30 عاماً، على نقالة، ويضع حقنة وريدية، لتخفيف بعض الآلام، الناجمة عن عدة شظايا في جسده. يقول ماكسيم إنه سمع الحديث عن وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، لكنه يضيف: "أنا أعتبر بوتين قاتل، والقتلة لا يوافقون على الاتفاقيات بسهولة".
ويقول فوفا، الذي كان يجلس بالقرب من المكان: "لا أصدق ذلك". وأضاف أنهم يواجهون هجمات روسية عاصفة يومياً، قرب مدينة بوكروفسك المحاصرة. ويقول فوفا: "أشك في أن تكون هناك هدنة".
ويقول جندي آخر يدعى ماكسيم إن هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها للإصابة. ويضيف: "لا أعتقد أنه سيكون هناك وقفاً لإطلاق النار". ويتابع: "كان لدي الكثير من الأصدقاء، الذين لم يعودوا معنا بعد الآن".
وأضاف: "أود أن أصدق، أن كل شيء سيكون على ما يرام. لكن لا يمكنك أن تثق بروسيا، أبداً".
جنود أوكرانيا لا يجرؤون على الأمل
Matthew Goddard
الجندي الأوكراني ماكسيم الذي أصيب بشظايا في جسده
وتتولى الكتيبة الطبية التطوعية في الجيش الأوكراني، المعروفة باسم "هوسبيتاليرز"، نقل عشرات الجنود المصابين يومياً عبر حافلة طبية كبيرة.
وتعمل صوفيا، طالبة الطب البالغة 22 عاماً، مع الكتيبة منذ 18 شهراً، وهي أيضاً متشككة، بشأن فرص وقف إطلاق النار: تقول صوفيا: "لا أستطيع تصديق ذلك، ولكنني أتمنى حقاً أن يحدث ذلك".
وتخبرني أنها عندما سمعت، لأول مرة، خبر اتفاق الولايات المتحدة وأوكرانيا على الضغط من أجل وقف إطلاق النار، كانت الطائرات بدون طيار الروسية تحلق فوق قاعدتهم، وتشتبك معها الدفاعات الجوية الأوكرانية، بالنسبة لها؛ الحديث عن السلام هو "حديث من عالمٍ موازٍ".
تقول صوفيا: "على الأقل، من الجيد أن أوكرانيا وأمريكا، تتحدثان مجدداً". ولكن بالنسبة لآمال وقف إطلاق النار، تشير صوفيا إلى الماضي القريب. وتتساءل: "بالنظر إلى فشل جميع دعوات وقف إطلاق النار، التي كانت لدينا في الماضي. لا بد أن نتساءل كيف ستنجح هذه المرة؟".
وقد انضم زميلها الطبيب دانيال إلى الكتيبة الطبية قادماً من السويد، حيث قال إنه "يفهم كيف يكون الأمر، عندما تتعرض دولة أصغر لهجوم من جارتها العملاقة"، فقد حارب جده من أجل فنلندا ضد روسيا خلال الحرب العالمية الثانية، فالتاريخ له أهمية.
عندما وصل دانيال لأول مرة إلى أوكرانيا، اعتاد أن يسأل الجنود المصابين عما سيفعلونه بعد الحرب، ولكنه لم يعد يفعل ذلك. ويقول دانيال: "لا أحد يريد أن يجيب على هذا السؤال، لأنهم لا يريدون أن يخيب أملهم، إنهم لا يجرؤون على الأمل".
لا يستبعد دانيال وقف إطلاق النار، لكنه يضيف: "لا يُمكنك أن تثق في أن بوتين سيفعل أي شيء لا يعود بالنفع عليه".
ولدى أوكرانيا الكثير من الخبرة المريرة في التفاوض مع روسيا، فقد توسطت فرنسا وألمانيا في وقف إطلاق النار، خلال عامي 2014 و2015، عندما استولت القوات المدعومة من روسيا، على أجزاء من شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، ولم تنجح تلك الاتفاقات، كما أنها لم تمنع روسيا، من تنفيذ غزوها الشامل لأوكرانيا، بعد ثماني سنوات.
قد يكون هناك حديث عن السلام، لكن رجال اللواء جايجر 68 الأوكراني ما زالوا يستعدون للحرب. نشاهدهم وهم يتدربون، على إجلاء جندي مصاب، تحت النيران. وقد اضطر معظمهم إلى القيام بذلك، في الواقع.
يمكننا سماع أصوات المدفعية، من بعيد، إنها على بعد 10 أميال فقط من خط المواجهة، حيث سيعودون قريباً.
هل تصبح كورسك نكسة لأوكرانيا؟
Matthew Goddard
السائق ايفان يأمل في تقديم المساعدة الأمريكية
لقد سمعوا القليل من الأخبار الإيجابية في الأيام الأخيرة، لكن القوات الأوكرانية تتعرض للنيران، في مدينة كورسك الروسية.
وبدا ذلك الهجوم المفاجئ على الأراضي الروسية، في أغسطس/آب من العام الماضي، كحركة تكتيكية ماهرة، لرفع الروح المعنوية، لكنها الآن مهددة، بأن تصبح نكسة استراتيجية هائلة.
قد لا تظل مدينة كورسك الروسية ورقة مساومة، للمفاوضات المستقبلية، بل عبئاً ثقيلاً مع خسارة المعدات والأرواح الأوكرانية الثمينة.
إحدى الإيجابيات القليلة هي استئناف الولايات المتحدة دعمها العسكري، وهو أمر مهم بالنسبة للواء 67، الذي يعمل من خلال معدات أمريكية الصنع، حيث يجرون تدريباتهم، بمركبة مدرعة من طراز ماكس برو، التي زودتهم بها الولايات المتحدة.
يقول إيفان، السائق، الذي يضع شارة أمريكية صغيرة على زيه العسكري، إنه يشعر بالارتياح، لأن إدارة ترامب وافقت الآن على إلغاء الحظر، وتحتاج مركبته إلى إصلاحات منتظمة. ويقول: "أود أن يستمروا في تقديم المساعدة".
لكن إيفان لا يزال غير متأكد من إمكانية الوثوق بالرئيس ترامب. ويقول: "لدي شكوك"، أما فيما يتعلق بالثقة بالرئيس بوتين، فيجيب: "لا، أبداً، هنا، حتى وقف إطلاق النار المؤقت يبدو بعيد المنال".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 3 أيام
- الوسط
المستشار الألماني يحض الرئيس الصيني على دعم جهود إقرار هدنة في أوكرانيا
حضّ المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الجمعة، الرئيس الصيني شي جينبينغ على دعم الجهود الغربية الرامية إلى التوصل إلى هدنة في أوكرانيا في أول مكالمة هاتفية بينهما منذ تولي ميرتس منصبه في وقت سابق من هذا الشهر. وجاء في بيان صادر عن مكتب المستشار الألماني، أنه أبلغ شي «بالجهود المشتركة التي تبذلها أوروبا والاتحاد الأوروبي لتحقيق وقف سريع لإطلاق النار في أوكرانيا»، وأنه حضّ الصين على «دعم هذه الجهود»، بحسب وكالة «فرانس برس». روسيا تهدد أمن أوروبا والخميس، حذّر المستشار الألماني من أن روسيا تهدد أمن أوروبا، وذلك أثناء زيارة أجراها إلى ليتوانيا للاحتفال بتأسيس أول وحدة عسكرية دائمة ألمانية في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية. وقال ميرتس أثناء مؤتمر صحفي في فيلنيوس: «هناك تهديد لنا جميعا من روسيا... نحمي أنفسنا من هذا التهديد، لهذا السبب نحن هنا اليوم».


الوسط
منذ 4 أيام
- الوسط
المستشار الألماني: روسيا تهدد «أمن أوروبا المشترك»
حذّر المستشار الألماني فريدريش ميرتس الخميس من أن روسيا تهدد أمن أوروبا، وذلك أثناء زيارة أجراها إلى ليتوانيا للاحتفال بتأسيس أول وحدة عسكرية دائمة ألمانية في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية. وقال ميرتس أثناء مؤتمر صحفي في فيلنيوس: «هناك تهديد لنا جميعا من روسيا... نحمي أنفسنا من هذا التهديد، لهذا السبب نحن هنا اليوم»، وفق ما نقلت عنه وكالة «فرانس برس». ميرتس: أوروبا مهددة من روسيا واليمين المتطرف وسبق أن حذر ميرتس في أبريل الماضي من أن أوروبا «مهددة»، بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا و«تزعزع ثقة» المواطنين في الديمقراطية، ما يزيد شعبية أقصى اليمين. وقال ميرتس، في كلمة ألقاها في مؤتمر لحزبه «الاتحاد الديمقراطي المسيحي»، إن أوروبا «مهددة من الخارج بحرب إمبريالية واستبدادية في الشرق، وأيضًا من الداخل من قبل مواطنين خائفين وحائرين وحتى متطرفين»، حسب تعبيره. وأضاف: «لم تتزعزع الثقة في ديمقراطيتنا بهذا الشكل في بلادنا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية». وعلى الصعيد الخارجي، حضّ فريدريش ميرتس مواطنيه على مواصلة دعم أوكرانيا. وقال إن ما أسماه «نضال أوكرانيا ضد العدوان الروسي هو نضال من أجل الحفاظ على السلام والحرية في بلادنا»، معتبرًا أن «هجوم موسكو يطال النظام السياسي للقارة الأوروبية ككل».


الوسط
منذ 5 أيام
- الوسط
بوتين يزور كورسك للمرة الأولى منذ استعادتها
زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، مقاطعة كورسك للمرة الأولى منذ استعادتها من قوات كييف، حسب ما أفاد مراسل وكالة «سبوتنيك» الروسية. كما زار الرئيس الروسي محطة كورسك للطاقة النووية الثانية التي هي قيد الإنشاء، وعقد أيضا اجتماعا مع رؤساء بلديات منطقة كورتشاتوف في المقاطعة، وفق ما ذكر موقع الكرملين الرسمي. وذكر الكرملين في بيان: «في مدينة كورتشاتوف، عقد فلاديمير بوتين اجتماعا مع رؤساء بلديات مقاطعة كورسك، كما زار الرئيس محطة كورسك للطاقة النووية الثانية قيد الإنشاء». بوتين يتهم القوات الأوكرانية بـ«النازية» وخلال لقائه في كورسك مع المتطوعين الذين قدموا من مناطق روسية عدة لمساعدة السكان بعد الغزو الأوكراني، قال بوتين إن «القوات المسلحة الأوكرانية تقوم بتدمير النصب التذكارية للحرب العالمية الثانية بشكل مباشر، لأنها ذات أيديولوجية نازية جديدة». وأضاف: «من الواضح من نحاربه، إذا كانوا يدمرون مباشرة آثار الحرب العالمية الثانية، فهذا يعطينا كل الأسباب للقول إنهم أناس ذوو أيديولوجية نازية جديدة، وماذا بعد؟ حتى في منافسة بين الحمقى، سيحتلون المركز الثاني، وذلك لأنهم حمقى، بأفعالهم، يُظهرون هويتهم الحقيقية». وأمر بوتين بتعزيز عمل مجموعة إزالة الألغام في مقاطعة كورسك، حتى يتمكن الناس من العودة إلى ديارهم في أسرع وقت ممكن. وقال خلال اجتماع مع القائم بأعمال حاكم مقاطعة كورسك، ألكسندر خينشتاين: «من المؤكد أنه سيكون من الضروري زيادة تعداد فريق إزالة الألغام في الإدارات التي تقوم بهذا العمل، حتى يتمكن الناس من العودة إلى منازلهم في أسرع وقت ممكن». وأعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف في 26 أبريل الماضي، أن فاليري غيراسموف، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الروسية، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالانتهاء من عملية تحرير مقاطعة كورسك الروسية من القوات المسلحة الأوكرانية.