logo
مجزرة سربرنيتسا: ماذا حدث خلال أسوأ إبادة في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية؟

مجزرة سربرنيتسا: ماذا حدث خلال أسوأ إبادة في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية؟

BBC عربية١٠-٠٧-٢٠٢٥
تحلّ هذا العام الذكرى الثلاثون لمجزرة سربرنيتسا، التي اعترفت بها الأمم المتحدة رسمياً على أنّها إبادة جماعية.
وقعت المجزرة خلال الحرب البوسنية (1992–1995)، التي اندلعت بين فصائل متنازعة من صرب البوسنة، والبوشناق (المسلمين البوسنيين)، والكروات.
في يوليو/تموز 1995، أقدم مقاتلو صرب البوسنة على قتل نحو 8 آلاف رجل وفتى مسلم في بلدة سربرنيتسا، التي كانت آنذاك منطقة آمنة تحت حماية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
ورغم مرور ثلاثة عقود، لا تزال نحو ألف جثة مجهولة الهوية بانتظار التعرّف عليها.
وفي عام 2024، اعتمدت الأمم المتحدة 11 يوليو/تموز من كل عام يوماً عالمياً لإحياء ذكرى ضحايا المجزرة.
ماذا حدث في سربرنيتسا؟
اندلعت الحرب في البوسنة بعد تفكك يوغوسلافيا في أوائل التسعينيات. كانت يوغوسلافيا تضم ست جمهوريات، وجمعت بين الصرب، والكروات، والمسلمين البوسنيين، والألبان، والسلوفينيين، وغيرهم، تحت نظام شيوعي يُعتبر مرناً نسبياً بقيادة الرئيس جوزيب بروز تيتو.
وبعد وفاة تيتو عام 1980، تصاعدت المطالب بمزيد من الحكم الذاتي داخل يوغوسلافيا، ما أدى في نهاية المطاف إلى إعلانات استقلال.
في البوسنة، إحدى الدول التي نشأت بعد التفكك، اندلع الصراع بين ثلاث جماعات رئيسية: صرب البوسنة المدعومين من صربيا، والبوشناق (المسلمين البوسنيين)، والكروات.
كان يعيش في بلدة سربرنيتسا حوالي 40 ألف مسلم بوسني في ذلك الوقت. وقد جاء العديد منهم من مناطق أخرى من البلاد بعدما اضطروا إلى الفرار من حملة تطهير عرقي شنّها صرب البوسنة خلال حرب البوسنة بين عامي 1992 و1995.
أُعلنت سربرنيتسا "منطقة آمنة" من قبل الأمم المتحدة عام 1993، وكُلّفت مجموعة صغيرة من قوات حفظ السلام الدولية بحمايتها من أي هجوم.
لكن في 11 يوليو/ تموز 1995، اقتحمت وحدات صرب البوسنة بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش البلدة، وتمكنوا من السيطرة عليها وتجاوزوا قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي لم تستطع حماية المدنيين الذين كانوا يحتمون داخلها.
عندما دخل جيش صرب البوسنة إلى المنطقة، لجأ نحو 20 ألف مسلم، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، إلى مجمع تابع للأمم المتحدة تديره قوات حفظ سلام هولندية في منطقة بوتوتشاري القريبة.
ومع تصاعد العنف، استسلمت قوات حفظ السلام. وتم نقل النساء والأطفال البوشناق في حافلات إلى أماكن آمنة.
أما الرجال والفتيان، فقد تم فصلهم وأُخذوا بعيداً.
قُتل الكثير منهم جماعياً، أو أُعدموا أثناء محاولتهم الفرار عبر التلال والغابات المحيطة بسربرنيتسا.
وخلال أقل من أسبوعين، نفذت القوات الصربية عملية قتل ممنهجة لأكثر من 8 آلاف بوسني مسلم. ولا تزال رفات نحو ألف شخص مفقودة أو غير مُحددة الهوية.
أما قوات حفظ السلام الخفيفة التسليح، التي كانت مكلّفة بحماية "منطقة آمنة" أعلنتها الأمم المتحدة، فقد وقفت عاجزة بينما كانت المجازر تجري من حولها.
ما هو الحكم؟
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، وهي محكمة تابعة للأمم المتحدة مقرها لاهاي، أحكاماً على ما يقرب من 50 من صرب البوسنة لارتكابهم جرائم حرب في سربرنيتسا، بمن فيهم راتكو ملاديتش وزعيم صرب البوسنة رادوفان كاراديتش.
وقد حُكم على ملاديتش وكاراديتش بالسجن مدى الحياة بتهمة الإبادة الجماعية، بعدما أظهرت المحاكمة وجود تخطيط كبير سبق المجزرة.
وقال القاضي ألفونس أوري، رئيس المحكمة، قبل النطق بالحكم على ملاديتش في عام 2017:
"الجرائم المرتكبة تُعدّ من بين أبشع ما عرفته البشرية، وتشمل الإبادة الجماعية والإبادة كجريمة ضد الإنسانية".
استمعت المحكمة إلى شهادات مروّعة من شهود نجوا من المجزرة وأقارب الضحايا.
فقد دُفن بعض الرجال أحياء، وأُجبر بعض الكبار على مشاهدة قتل أطفالهم.
ودُفن العديد من ضحايا مجزرة سربرنيتسا في مقبرة بوتوتشاري القريبة، حيث تصطف آلاف شواهد القبور البيضاء البسيطة على منحدر تل محاط بالغابات.
وقد صرّح الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان قائلاً: "إن مأساة سربرنيتسا ستظل تلاحق تاريخ الأمم المتحدة إلى الأبد."
" جريمة لكنها ليست إبادة جماعية"
غير أن معظم صرب البوسنة، وكذلك الكثير من الناس في صربيا، ما زالوا يرفضون الاعتراف بأن ما حدث في سربرنيتسا عام 1995 يُعد إبادة جماعية.
وفي عام 2024، أقرّ نوّاب صرب البوسنة تقريراً ينكر أن قتل 8 آلاف مسلم في سربرنيتسا خلال حرب البوسنة يشكل إبادة جماعية.
وقال زعيمهم ميلوراد دوديك إن عملية جيش صرب البوسنة في سربرنيتسا كانت "خطأً كبيراً".
وأضاف: "كانت جريمة، لكنها لم تكن إبادة جماعية".
ويقولون أيضاً إن معظم هؤلاء الألفي قتيل (وفق روايتهم) كانوا من ضحايا المعارك، أي من الجنود المسلمين البوسنيين الذين قُتلوا في القتال، كما يدّعي البعض أن ما جرى كان "انتقاماً لقتل الصرب في القرى المحيطة بسربرنيتسا".
وقد أدان قرار الأمم المتحدة الذي اعتمد يوم 11 يوليو/ تموز يوماً دولياً للتأمل وإحياء ذكرى إبادة سربرنيتسا، أي إنكار للمجزرة أو تمجيد لمجرمي الحرب.
ما هي التركيبة السكانية للمنطقة اليوم؟
قبل حرب التسعينيات، كانت سربرنيتسا بلدة يغلب عليها الطابع البوسني المسلم (البوشناقي). أما اليوم، فأغلبية سكانها من الصرب.
بعد الحرب، تم تقسيم البوسنة إلى كيانين: جمهورية صرب البوسنة واتحاد البوسنة والهرسك. تقع سربرنيتسا ضمن جمهورية صرب البوسنة.
ومنذ انتهاء الحرب، تراجعت أعداد السكان البوشناق في سربرنيتسا، في حين ازداد عدد السكان الصرب.
ويُشكّل الصرب الغالبية في جمهورية صرب البوسنة، بينما يُشكّل المسلمون البوشناق الأغلبية في اتحاد البوسنة والهرسك.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصراع العربي الإسرائيلي: ما هي حدود 1967؟ وما هو حل الدولتين؟
الصراع العربي الإسرائيلي: ما هي حدود 1967؟ وما هو حل الدولتين؟

BBC عربية

timeمنذ يوم واحد

  • BBC عربية

الصراع العربي الإسرائيلي: ما هي حدود 1967؟ وما هو حل الدولتين؟

"حدود 1967"، و"حدود الرابع من حزيران" "وحدود 67"، عبارات ألِفتها الأذن، وتضمنتها الكثير من البيانات والأخبار المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي منذ عقود. ويعيد المؤتمر الدولي هذا الشهر في الأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية، الحديث عن حل الدولتين في الصراع العربي الإسرائيلي. يرتكز حل الدولتين في مختلف المبادرات والمسارات المتعلقة به إلى إيجاد دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنباً إلى جنب بحدود مستندة إلى الرابع من يونيو/حزيران 1967. ما هي حدود عام 1967؟ تُعبّر حدود 1967 عن "الخط الأخضر" الذي حُدد بموجب هدنة عام 1949 بين إسرائيل ودول عربية (مصر والأردن ولبنان وسوريا) التي أنهت الحرب التي اندلعت إثر إعلان تأسيس دولة إسرائيل. وتذهب الأمم المتحدة للأمر ذاته، واصفةً الخط الأخضر بأنه حدود عام 1967، بين إسرائيل من جهة، ومصر والأردن ولبنان وسوريا من جهة أخرى. تسمى هذه الحدود بحدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 لمزيد من الدقة لوصف حالة الحدود قبل حرب 1967 التي اندلعت في اليوم التالي، واحتلت إسرائيل خلالها الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وكذلك الجولان السوري وشبه جزيرة سيناء المصرية. لم يتحول هذا الخط إلى حدود دولية رسمية. وقالت محكمة الجنايات الدولية إن "خطوط ما قبل عام 1967 (الخط الأخضر) عملت كحدود بحكم الأمر الواقع". ما هو الخط الأخضر؟ ظهر مصطلح "الخط الأخضر" بعد حرب 1948، عندما توسطت الأمم المتحدة لإبرام اتفاق هدنة بين إسرائيل والدول المجاورة، لتوقّع دول عربية وإسرائيل اتفاقية "الهدنة". عُرفت خطوط ترسيم الهدنة لاحقاً باسم "الخطوط الخضراء" أو "الخط الأخضر" نسبةً إلى اللون المستخدم لرسمها على الخرائط، ويُطلق عليه أيضاً خط الهدنة لعام 1949. وأصبح هذا الخط هو الفاصل بين إسرائيل والأراضي المحتلة عام 1967. ونُظر لهذا الخط كمحور أساسي في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. يرى المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) ومقره رام الله، أن توقيع منظمة التحرير الفلسطينية على اتفاق أوسلو، يعني الاعتراف بالخط الأخضر كحدود لدولة إسرائيل، وحدود للسلطة الوطنية الفلسطينية. "هناك من يستعمل عوض الخط الأخضر مصطلحاً آخر، هو (حدود 1967)، أو (حدود 67)، للدلالة على الحدود التي اجتازها الجيش الإسرائيلي في عمليات احتلال الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. لكن عملياً الخط الأخضر حُدّد في 1949 وليس في 1967"، وفق مركز مدار. ما الفرق بين الجدار العازل و"الخط الأخضر"؟ في عام 2002، بدأت إسرائيل ببناء جدار فاصل في الضفة الغربية المحتلة لـ"ضمان أمن مستوطناتها"، ويبلغ طوله أكثر من 700 كيلومتر. ولم يُبنَ الجدار على الخط الأخضر فقط، بل يقع 85 في المئة منه على أراضي الضفة الغربية. ويشار إلى المنطقة الواقعة بين الخط الأخضر والجدار بـ"منطقة التماس". ويعزل الجدار 9.4 في المئة من الأراضي الفلسطينية وبينها القدس الشرقية، بحسب الأمم المتحدة، ويؤدي لمصادرة 10 في المئة من أراضي الضفة الغربية. وأصدرت محكمة العدل الدولية في 2004 قراراً ينص على أن بناء هذا الجدار غير قانوني وطالبت بتفكيكه. وقضت محكمة العدل الدولية، في فتوى أصدرتها في 2004، بأن مقاطع الجدار التي تتغلغل داخل الضفة الغربية إلى جانب نظام البوابات والتصاريح المرتبط به، أمر مخالف للالتزامات الواقعة على إسرائيل بموجب القانون الدولي. ودعت المحكمة إسرائيل لوقف بناء الجدار وتفكيك المقاطع التي شُيّدت منه بالفعل، وإلغاء جميع التدابير التشريعية المتصلة به. ما هو حل الدولتين؟ يمثل حل الدولتين منذ فترة طويلة أحد الركائز الأساسية للسياسة الخارجية لكثير من الدول الغربية إزاء المنطقة، وفكرة لحل الصراع المستمر منذ عقود. ووفق الحل، فإن دولة فلسطينية تُقام ضمن الحدود الموجودة قبل الحرب العربية الإسرائيلية في 1967. وتنص اتفاقيات أوسلو الموقعة عام 1993 على قيام دولة فلسطينية بحلول عام 1999. وفي 2003، قدمت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة "خارطة طريق" تنص على إقامة دولة فلسطينية بحلول 2005، مقابل إنهاء الانتفاضة وتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. قبل ذلك، اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة في في 1947 القرار 181 الذي أصبح يعرف بـ"قرار التقسيم" الذي نصّ على أن "تُنشأ في فلسطين دولة يهودية ودولة عربية، مع اعتبار القدس كياناً متميزاً يخضع لنظام دولي خاص. ومن بين الدولتين المقرر إنشاؤهما بموجب هذا القرار، لم تظهر إلى الوجود إلا دولة واحدة هي إسرائيل"، وفق الأمم المتحدة. وقبل زعماء اليهود الخطة التي أعطتهم 56 في المئة من الأرض، ورفضتها جامعة الدول العربية. ثم أُعلنت دولة إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948. وبعد يوم واحد، بدأت حرب بين دول عربية وإسرائيل، وانتهت الحرب بسيطرة إسرائيل على 77 في المئة من الأراضي، لتظهر حدود جديدة عُرفت عملياً بـ"الخط الأخضر". كيف يبدو الموقف الفلسطيني والإسرائيلي من حل الدولتين؟ تؤيد منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية، بدون حركتي حماس والجهاد الإسلامي، هذا الحل. ولا تمانع حركة حماس إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، بدون الاعتراف بإسرائيل. على الصعيد الآخر، وقعت إسرائيل في 1993 على اتفاقية أوسلو التي كان من المفترض أن تُفضي لقيام دولة فلسطينية. في 2009، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاباً أيد فيه علناً فكرة إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. العام الماضي، أيّد الكنيست الإسرائيلي إعلاناً لنتنياهو يرفض إقامة دولة فلسطينية "من جانب واحد". وأكد بنيامين نتنياهو، أنه أبلغ الولايات المتحدة معارضته إقامة دولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب في غزة. وقال نتنياهو إن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن، التي ستشمل أراضي أي دولة فلسطينية مستقبلية. ما تأثير الضم الإسرائيلي والمستوطنات على حدود عام 1967؟ بعد أن احتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، أعلنت ضمها لإسرائيل بعد أيام. وفي 1980 أعلن الكنيست أن القدس هي عاصمة إسرائيل "الأبدية والموحدة". وتعتبر المجموعة الدولية احتلال القدس الشرقية وضمها غير شرعي، وتعتبرها أرضاً محتلة. أما الجولان السوري المحتل عام 1967، فقد أعلنت إسرائيل ضمه في 1981، وأصدر مجلس الأمن الدولي القرار 497 الذي أعلن بُطلان الضم. وقالت السلطة الفلسطينية، إن "مخططات إسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية إليها تمثل تهديداً وجودياً للمشروع الوطني الفلسطيني وإنهاءً لحل الدولتين". وبعد اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي عام 2020، تقرر تعليق الضم. وقال نتنياهو عقب إعلان الاتفاق مستخدماً الاسم التوراتي للضفة الغربية "لا تغيير في خطتي لبسط سيادتنا في يهودا والسامرة بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة. وأنا ملتزم بها. لم تتغير". لكن الحديث الإسرائيلي عن الضم عاد العام الحالي. وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وهو مستوطن في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، إن 2025 سيكون "عام السيادة في يهودا والسامرة". الشهر الماضي، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن إسرائيل ستبني "الدولة اليهودية الإسرائيلية" في الضفة الغربية بعد الإعلان عن إقامة 22 مستوطنة جديدة. وينظر إلى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة على أنها عقبة رئيسية أمام السلام الدائم، وتُقابل بإدانات دائمة من الأمم المتحدة باعتبارها غير قانونية. وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2024، يعيش قرابة 504 آلاف إسرائيلي في 147 مستوطنة و224 بؤرة استيطانية، وقرابة 233,600 ألف مستوطن في القدس الشرقية، وفق الأمم المتحدة. يرى جوست هيلترمان المستشار في برنامج الشرق الأوسط بمجموعة الأزمات الدولية في حديث مع بي بي سي، أن المستوطنات الإسرائيلية تؤثر على إمكانية تحقيق حل الدولتين بناءً على حدود 1967. "ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان بناء دولة فلسطينية قابلة للحياة لا يزال قائماً، بالنظر لاتّساع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية"، وفق هيلترمان. وبتحليل راشيل نيلسون وهي محللة لشؤون الشرق الأوسط في معهد نيو لاينز للإستراتيجية والسياسة في الولايات المتحدة، فإن إنشاء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية على نطاق واسع أدى إلى خلق منطقة لن تكون قابلة للاستمرار كدولة فلسطينية ذات سيادة. وتضيف ويلسون لبي بي سي، أن المستوطنات شكّلت عقبة كبيرة أمام تحقيق حل الدولتين على أساس حدود 1967، لوجودها في الأرض الفلسطينية المحتلة بهدف توسيع سيادة إسرائيل عبر حدود 1967، في انتهاك لاتفاقية جنيف الرابعة. ويرى الفلسطينيون أن المستوطنات تهدف لـ"منع التوصل إلى تسوية فلسطينية/إسرائيلية، تسمح بإقامة كيان فلسطيني ذي ولاية جغرافية واحدة متواصلة"، وفق وكالة (وفا). الشهر الماضي، قالت سيخريد كاخ منسقة الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط أمام مجلس الأمن إن أفضل وصف للوضع في الضفة الغربية هو أنه "تسريع للضم الفعلي عبر التوسع الاستيطاني والاستيلاء على الأرض وعنف المستوطنين. وإذا لم يُبدّل هذا الوضع، فإنه سيجعل حل الدولتين مستحيلاً عملياً". ووفق رؤية ويلسون، فإن الضم الإسرائيلي الرسمي للضفة الغربية، كلياً أو جزئياً يشير لانتهاء حل الدولتين القائم على حدود 1967، ويقضي على أي فرصة لسلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ما القرارات الدولية المرتبطة بحل الدولتين وحدود 1967؟ هل حل الدولتين لا يزال واقعياً؟ تُشكّك أطراف مختلفة بإمكانية تطبيق حل الدولتين في ظل معطيات مختلفة، كتوسع الاستيطان، ووجود الجدار العازل، وتصاعد العنف، وتغير بعض المواقف الرسمية. كما أن المسار الذي حدده اتفاق أوسلو الذي اعتمد مبدأ الأرض مقابل السلام لم يصل إلى نقطة النهاية التي رسمت له. ترى ويلسون في حديث مع بي بي سي أن حل الدولتين أصبح بعيد المنال في الوقت الحاضر. "رفض إسرائيل لقيام دولة فلسطينية، وإجراءاتها لترسيخ واقع الدولة الواحدة، حالا دون اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات لإحياء مفاوضات السلام"، تقول ويلسون. ويعتقد هيلترمان أن تلك الحدود هي الأساس الصحيح لحل الدولتين (مع تعديلات أو تبادل أراض)، لكن المشكلة أنه قد لا يكون هناك حل دولتين بعد الآن.

الجيش الإسرائيلي يعلن السماح باستئناف إسقاط المساعدات جواً على غزة، و"هدنة إنسانية" محدودة
الجيش الإسرائيلي يعلن السماح باستئناف إسقاط المساعدات جواً على غزة، و"هدنة إنسانية" محدودة

BBC عربية

timeمنذ 3 أيام

  • BBC عربية

الجيش الإسرائيلي يعلن السماح باستئناف إسقاط المساعدات جواً على غزة، و"هدنة إنسانية" محدودة

بعد وصول الجوع في قطاع غزة حدود "الكارثة" وعدم تمكن ثلث الأسر من تناول الطعام لأيام، أعلنت إسرائيل التي تفرض حصاراً شاملاً على القطاع تعليقاً مؤقتاً للأعمال العسكرية في بعض المناطق والسماح باستئناف إسقاط المساعدات من الجو. وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الأحد، إسقاط مساعدات إنسانية جواً على القطاع. وتحدث الجيش الإسرائيلي عن "تجديد إسقاط المساعدات الإنسانية من الجو هذه الليلة (السبت) في إطار الجهود لنقل المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة". وتقول منظمات إغاثة دولية إن جوعاً جماعياً ينتشر الآن بين سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة مع نفاد المخزونات، بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات للقطاع في مارس/آذار قبل أن تفتح المجال لدخولها وفق قيود جديدة في مايو/أيار. وقال برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، إن زيادة كبيرة في المساعدات الغذائية فقط هي التي يمكن أن تؤدي إلى استقرار "كارثة الجوع" التي تجتاح غزة، أما الجيش الإسرائيلي فقال: "لا تجويع في غزة". "سبع منصات للمساعدات" فجر الأحد، قال الجيش الإسرائيلي أن عملية الإسقاط شملت سبعة طرود مساعدات تحتوي على دقيق وسكر وأطعمة معلبة. قبل ذلك، أوضح الجيش أن عملية إسقاط المساعدات من الجو ستكون بالتعاون مع منظمات دولية. وأشار لتحديد ممرات إنسانية يسمح فيها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن لغرض إدخال المواد الغذائية والأدوية، و"تعليق مؤقت للأعمال العسكرية لأغراض إنسانية في المناطق التي تشهد اكتظاظاً من السكان". وقالت فرانس برس إن "إسرائيل ستسمح بإلقاء المساعدات ولن تشارك في العمليات". وذكرت الأمم المتحدة يوم الخميس أن تعليق العمليات العسكرية لأغراض إنسانية سيسمح "بزيادة المساعدات الإنسانية"، وأكدت أن إسرائيل لم توفر بدائل كافية لقوافلها مما أعاق وصول الإمدادات. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الجيش "سيطبق هدنة إنسانية" في المراكز المدنية والممرات الإنسانية صباح الأحد. ولم تقدم أي تفاصيل أخرى. وأشار الجيش الإسرائيلي السبت أيضاً إلى ربط خط كهرباء بمحطة تحلية مياه. إسقاط وإجلاء أعلنت بريطانيا السبت أنها تستعد لإسقاط المساعدات وإجلاء "الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية"، بالتعاون مع "شركاء مثل الأردن". وأعلنت الإمارات أنها ستستأنف عمليات إنزال المساعدات بالمظلات "على الفور". وكان مسؤول إسرائيلي صرح الجمعة أن عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية سوف تستأنف سريعاً "بالتنسيق مع الإمارات والأردن". السفينة (نافارن) "حنظلة" قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان على موقعها الإلكتروني: "منعت البحرية الإسرائيلية السفينة (نافارن) من دخول المنطقة البحرية لساحل غزة بشكل غير قانوني". وأضاف البيان أن "السفينة تشق طريقها بأمان إلى شواطئ إسرائيل وجميع الركاب بخير". وفي منشور عبر منصات التواصل الاجتماعي، قال "تحالف أسطول الحرية": "اعترضت القوات الإسرائيلية سفينة حنظلة واعتلتها بشكل غير قانوني أثناء وجودها في المياه الدولية". وأظهرت أداة تتبع عبر الإنترنت أن السفينة كانت على بعد نحو 50 كيلومتراً من الساحل المصري و100 كيلومتر غرب غزة عند اعتراضها. ولم يصدر تأكيد فوري من الجيش الإسرائيلي بشأن العملية، لكنه أعلن في وقت سابق السبت أنه "ينفّذ الحصار الأمني البحري القانوني على قطاع غزة وهو مستعد لمجموعة واسعة من السيناريوهات، وسيتصرّف وفقا لتوجيهات القيادة السياسية". نيران إسرائيلية وضحايا وبشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني السبت مقتل 40 شخصاً بينهم أطفال، في غارات إسرائيلية طالت خصوصاً مدينة غزة شمالاً، ومنطقة خان يونس جنوباً، ومخيم النصيرات وسط القطاع. كما أشار الدفاع المدني إلى مقتل 14 شخصاً بنيران القوات الإسرائيلية أثناء الانتظار للحصول على مساعدات إنسانية، وذلك في ستة حوادث مختلفة في شمال ووسط وجنوب القطاع، بما في ذلك تسعة أشخاص في حادث واحد في محور موراغ في جنوب غزة. وبحسب شهود عيان، تجمّع آلاف الأشخاص بهدف الحصول على مساعدات غذائية. وذكر شاهد العيان أبو سمير حمودة (42 عاماً) لفرانس برس أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار "باتجاه المواطنين عندما حاولوا الاقتراب من الحاجز العسكري" الإسرائيلي في منطقة زيكيم شمال غرب منطقة السودانية. وقال الجيش الإسرائيلي، ردا على سؤال لفرانس برس عن هذا الأمر، إنّه ينظر في المسألة.

احتجاجات أمام سفارات مصر للمطالبة بفتح معبر رفح والقاهرة ترد
احتجاجات أمام سفارات مصر للمطالبة بفتح معبر رفح والقاهرة ترد

BBC عربية

timeمنذ 4 أيام

  • BBC عربية

احتجاجات أمام سفارات مصر للمطالبة بفتح معبر رفح والقاهرة ترد

شهدت محيط سفارات مصرية في عدة دول احتجاجات للمطالبة بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات لغزة وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة للقطاع. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store