سالم القدمان يكتب: صوت من الميدان: تجربتي كعضو في مجلس محافظة العقبة
منذ اللحظة الأولى التي انتُخبت فيها عضوًا في مجلس محافظة العقبة، كنت مدركًا أن الطريق لن يكون سهلًا. دخلت العمل العام من منطلق الإيمان بأن المشاركة في صنع القرار، خاصة على المستوى المحلي، هي أحد مفاتيح التغيير الحقيقي، وتطبيق فعلي للتوجيهات الملكية السامية بضرورة إشراك المجتمعات المحلية في تحديد أولوياتها التنموية.
بحكم القانون، كنا في المجلس نُكلّف بتحديد أولويات المشاريع التنموية في المحافظة، وهي مسؤولية كبيرة ومباشرة. لكن التحدي كان أكبر مما يبدو على الورق، فقد واجهنا واقعًا ماليًا صعبًا تمثل في شح الموازنات المخصصة للمحافظات، إلى جانب قانون لا يمنح المجالس الصلاحيات الكافية لتنفيذ ما تقرره. قانونٌ عقيم – كما يصفه كثيرون – يقيد القدرة على المتابعة والتأثير، ويجعلنا في كثير من الأحيان مجرد وسيط بين حاجات الناس وإمكانات الدولة المحدودة.
ومن أبرز الأمثلة على هذا الواقع، لواء القويرة، الذي يحتاج إلى موازنات كبيرة تُقدّر بالملايين ليشهد نهوضًا حقيقيًا، يواكب ما يعيشه من ظروف تنموية صعبة، وبُنى تحتية متواضعة لا تليق بأبناء المنطقة. فرغم الجهود المبذولة، إلا أن حجم الاحتياج يتجاوز بكثير ما يُخصص من موارد.
الناس لا تسأل عن الموازنات، ولا تُلام على ذلك. ما يهم المواطن هو نتيجة ملموسة: طريق معبّدة، مدرسة صالحة، مركز صحي يخدمهم بكرامة. وكنت دومًا أحاول أن أكون قريبًا منهم، أستمع لهم، وأتفاعل مع مطالبهم، حتى وإن كانت خارجة عن صلاحياتي، من باب المسؤولية الأخلاقية لا القانونية.
كثيرًا ما وجدت نفسي أمام طلبات شخصية عاجلة، وكنت أبذل جهدي – كفرد قبل أن أكون مسؤولًا – لمساعدة من أستطيع، دون وعود كاذبة أو استعراض، بل بواقعية مؤلمة أحيانًا. ورغم رغبتي العميقة في عدم ردّ أحد، إلا أن الواقع كان أقوى من النية. وكنت أُذكّر نفسي والناس دائمًا بأن الله لا يكلّف نفسًا إلا وسعها.
إن تجربتي في مجلس محافظة العقبة كشفت لي حجم التناقض بين النوايا الحسنة التي يحملها كثير من العاملين في المجالس، وبين الأدوات القانونية والمالية التي لا تواكب طموح الإصلاح واللامركزية الحقيقية.
ومع هذا، ما زلت مؤمنًا بأن العمل في الشأن العام، مهما كان متعبًا ومحدودًا، هو أحد أنبل ميادين العطاء، خاصة حين يكون نابعًا من قناعة ومسؤولية لا من رغبة في الظهور.
أرجو أن يُعاد النظر في التشريعات الناظمة لعمل مجالس المحافظات، وأن تُعاد هيكلة الموازنات وفق الاحتياج الفعلي، حتى يكون لهذه المجالس الدور الفعلي الذي يتطلع إليه جلالة الملك، والمواطن،..
حفظ الله بلدنا وقائدنا من كل مكروه ليبقى الاردن شامخًا عصيا على كل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره..
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ 25 دقائق
- خبرني
يوسف طلال عبيدات ... مبارك النجاح بالثانوية العامة
خبرني - بكل فخر واعتزاز، يتقدم الاهل والاصدقاء بأسمى آيات التهاني والتبريكات للطالب المتميز يوسف طلال عبيدات بمناسبة نجاحه المشرف في الثانوية العامة، سائلين الله أن يجعل هذا النجاح بداية طريقٍ حافلٍ بالإنجازات والتميز. لقد أثلجت صدورنا بهذا التفوق، ورفعت الرأس عاليًا، فهنيئًا لك هذا الإنجاز الكبير، وهنيئًا لأسرتك التي كانت السند والداعم في كل خطوة. إلى الأمام دائمًا، ونسأل الله أن يوفقك في دراستك الجامعية وفي مسيرة حياتك العلمية والعملية.

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
حمزه محمد العلي .. مبارك النجاح
عمون - هنأ المحامي عبدالرحيم حسن العلي أبن العم العزيز الدكتور محمد زهير العلي بمناسبة نجاح أبنه حمزه محمد زهير العلي بالثانوية العامة/ الفرع العلمي وحصوله على معدل 86.7. وقال: "ألف مبروك على هذا النجاح الباهر، حقاً تستحق كل التفوق على تعبك وجهدك.. ألف مبروك النجاح، فهذا النجاح هو ثمرة اجتهادك، ونحن فخورون بنجاحك.. ألف مبروك النجاح سائلين الله عز وجل أن يجعل النجاح حليفك دائماً".

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
التسامح نهج هاشمي راسخ
يغيب عن ذهن قصيري النظر والناعقين ومن يهرف ويتطاول عبر قنوات التواصل الاجتماعي أن التسامح قيمة إنسانية عظيمة ورثها الهاشميون عن جدهم سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وجعلوها أساسًا في نهج الحكم والسياسة منذ 1500 عام. فكان الرسول صلى الله عليه وسلم مثالًا وقدوة في العفو والرحمة، حتى مع من أساؤوا إليه. فعندما دخل مكة منتصرًا، قال لأهلها الذين آذوه وأخرجوه: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" في موقف خالد خلّد التاريخ معاني العفو عند المقدرة، كما منح أهل الكتاب من اليهود والنصارى عهودًا تكفل لهم الحرية والأمان، وأقرّ التعايش السلمي بينهم وبين المسلمين. هذا الإرث النبوي الخالد تجسد بوضوح في عمل قيادتنا الهاشمية التاريخية، فجعلت من التسامح ركيزة أساسية راسخة لاستقرار الوطن وازدهاره ونمائه، فحافظت على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأطلقت مبادرات عالمية مثل رسالة عمان وأسبوع الوئام بين الأديان لتؤكد المبدأ الراسخ على قيم الحوار والاحترام المتبادل بين الشعوب والأديان. كما فتح الأردن أبوابه لملايين اللاجئين من مختلف الدول، مقدمًا لهم الأمن والتعليم والرعاية دون تمييز في الدين أو العرق. وتحرص قيادتنا الهاشمية على معالجة الخلافات بالحوار والإصلاح، وتعزيز النقد البنّاء بعيدًا كليًا عن العنف أو الإقصاء. فلم تُسفك نقطة دم واحدة، ولم يُعدم إنسان، ولم تتحول السجون إلى مقاصل ومن فيها إلى أرقام، بل معارضون أصبحوا مسؤولين في الحكومات والمخابرات والجيش ورجال أعمال. فكان الأمن العام يوزع الماء والورد في مسيرات ما يسمى بالربيع العربي، والجيش والأمن العام يوزع الطرود والغذاء في أزمة الكورونا. وترى الجيش والأمن العام ينقل الناس، ولا توجد دولة بقيادتها تقدم كما قدمت وتقدم لفلسطين في القدس والضفة الغربية وغزة، فالأردني ضحى ويضحي من أجل فلسطين والقدس. ولا توجد مخابرات في العالم، كما أعتقد، بمثل مهنية وحكمة التعامل كما هي المخابرات الأردنية، فالتسامح قاعدة أساسية في أجهزة الدولة الأردنية: في الجيش والأمن العام والمخابرات. فالتسامح عنوان راسخ وثابت لحكمة القيادة الهاشمية التاريخية التي من واجبنا أن لا ننساها ونذكر ونعلم الأجيال بها دائمًا، فقد غدا الأردن نموذجًا وقدوة في العالم. فلم تعد الجامعات والكليات والمدارس فقط للحفظ والتلقين، بل يجب أن تعود كما كانت قاعدة لتعزيز الانتماء والولاء المطلق للأردن والقيادة الهاشمية. فتسامح الهاشميين هو امتداد لمدرسة سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في الرحمة والعفو، وإيمان راسخ بأن القوة الحقيقية تكمن في المحبة والوحدة لا في الصراع والانقسام. ومن متابعتي اليومية، فلا أجد دولة في العالم أبواب ديوانها مفتوحة للجميع إلا في الأردن، والديوان الملكي الهاشمي العامر هو بيت الأردنيين والعرب. ولم أجد في العالم مسؤولًا يمثل القيادة على مدار الساعة إلا في الأردن، فرئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر، معالي السيد يوسف حسن العيسوي، يشارك الناس يوميًا ودائمًا في العزاء، وقد يكون في محافظات مختلفة في اليوم نفسه، ويشارك في احتفالات الوطن وفي لقاءات يومية مع الأردنيين من شتى أصولهم ومنابتهم، فأبواب الديوان الملكي الهاشمي العامر مفتوحة للجميع. فالتسامح قيمة أخلاقية عليا عند الهاشميين، تعطينا جميعًا درسًا ونموذجًا، فلا حقد ولا تصفية حسابات، بل طيبة وأخلاق عالية واستيعاب للآخرين، وتعزيز للنقد البنّاء بصورة لا مثيل لها في العالم كله، وتعطي العالم درسًا ونموذجًا. فالأردن قوي وأقوى مما يتصور أي ناعق فتّان لا يجيد قراءة الماضي والحاضر والمستقبل. حمى الله الأردن والشعب والجيش العربي المصطفوي والأجهزة الأمنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم وسمو الأمير الحسين ولي العهد الأمين.