
الحرب الهندية - الباكستانية .. إلى أين ؟!!
في الـ 22 من أبريل الماضي بدأت حدة التوتر العسكري تتصاعد بين الهند وباكستان بعد اتهام نيودلهي إسلام آباد بالوقوف وراء هجوم استهدف سياحا في الجزء الخاضع لسيطرة الهند بإقليم جامو وكشمير، ما أسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة آخرين.
ورغم نفي الحكومة الباكستانية مسؤوليتها عن الهجوم، واتهام الجانب الهندي بممارسة حملة التضليل ضدها شنت الهند مساء الـ 6 من مايو الجاري هجوما عسكريا بالصواريخ الباليستية والطائرات الحربية على عدد من المواقع الباكستانية وقال الجيش الهندي في بيان إن "قواته شنت ضربة صاروخية استهدفت 9 مواقع بنية تحتية للإرهاب في باكستان وجامو وكشمير الخاضعة لما أسماه الاحتلال الباكستاني، والتي كانت تخطط وتوجه منها الهجمات الإرهابية ضد الهند .. ومنذ ذلك الحين وعلى مدى أربعة أيام انطلقت شرارة واسعة من القصف المتبادل بين الجانبين التي أثارت العديد من التساؤلات المتعلقة بمخاوف التصعيد ومستقبل المواجهات وسيناريوهات تطورها وإلى أين ؟ تفاصيل في السياق التالي :
طلال الشرعبي
في حين أكدت باكستان -التي لم تتأخر كثيرا في الرد على الهجمات الهندية- على لسان وزير دفاعها خواجة محمد آصف إسقاط 5 طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الهندي وطائرة مسيرة واحدة، بالإضافة إلى تدمير مقر قيادة كتيبة مشاة تابعة للجيش الهندي.
وأوضح الوزير الباكستاني أن "ادعاء الهند بأنها استهدفت معسكرات للإرهابيين كاذب"، قائلا إن جميع الأهداف التي ضربتها الهند مناطق مدنية وليست معسكرات للمسلحين .
تصاعدت بالمقابل حدة الهجمات الصاروخية الهندية المتعددة مساء الجمعة الماضية لتشمل قواعد جوية باكستانية، بما في ذلك قواعد نور خان ومريد وشوركوت.
بعد الهجوم الهندي بوقت قصير، شنّ الجيش الباكستاني عملية عسكرية واسعة عملية «البنيان المرصوص» استُهدفت مواقع عديدة في الهند، بما في ذلك قاعدة باثانكوت الجوية الرئيسية، وقاعدة أودامبور الجوية، وقاعدة غوجارات الجوية، وقاعدة راجستان الجوية، وموقع تخزين براهموس إضافة إلى قاعدة أودامبور الجوية بوابل من ثلاثة صواريخ، من طراز فاتح-1 المطوّر محليا ومقرًا لواء للجيش الهندي ومستودع إمدادات في أوري وأعلنت القوات الباكستانية عن تدمير نظام الدفاع الجوي الهندي عالي القيمة إس-400 في أدامبور وإسقاط ما يقرب من 80 طائرة، بما في ذلك طائرات بدون طيار من طراز IAI Heron المصنوعة في إسرائيل – وهي طائرات متوسطة الارتفاع وطويلة المدى .. حد وصف مسؤولين عسكريين وسياسيين باكستانيين .. برروا تلك العملية العسكرية الواسعة بممارسةً باكستان لحقها في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
اعتراف هندي
على خلفية عملية الرد العسكري الباكستاني الواسع اترف الجيش الهندي بأن الضربات الجوية الباكستانية الانتقامية تسببت في أضرار جسيمة لمنشآت دفاعية وقواعد جوية متعددة في جميع أنحاء الهند.
أكد مسؤولون عسكريون هنود كبار منهم، العقيد صوفيا قريشي، وقائد الجناح فيوميكا سينغ، خلال مؤتمر صحفي في نيودلهي مع وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري، أن باكستان استهدفت 26 موقعا استراتيجيا باستخدام الطائرات النفاثة والصواريخ والطائرات بدون طيار.
وأقرّوا باستخدام باكستان صواريخ عالية السرعة في الهجمات، مما ألحق أضرارًا بعدد من القواعد الجوية الهندية، منها قاعدة في البنجاب.
كما لحقت أضراراً هيكلية وعملياتية بقواعد جوية أخرى، منها قواعد في أودامبور، وآدامبور، وباثانكوت.
وأكدوا أيضًا أن باكستان استخدمت أسلحة بعيدة المدى وطائرات بدون طيار في الهجمات المنسقة.
نقل تقرير لصحيفة تايمز أوف إنديا عن العقيد صوفيا قريشي من سلاح الإشارة بالجيش الهندي اعترافها بتضرر أصول وأفراد في خمس قواعد جوية جراء الضربات الباكستانية الدقيقة.
وأكدت أن القواعد الجوية في أودامبور، وباثانكوت، وأدامبور، وبوج، وباتيندا كانت من بين الأهداف الرئيسية التي تعرضت للقصف، مما أسفر عن خسائر فادحة.
خلال المؤتمر الصحفي، أعرب كل من العقيد قريشي وقائد الجناح سينغ عن عدم رغبتهما في الانخراط في مزيد من الصراع، وقالا: نحن لا نسعى إلى مزيد من التصعيد مع الجيش الباكستاني أو القوات الجوية.
لاحظ الخبراء تعبيرات التوتر الواضحة ولغة الجسد التي بدت على وجوه المسؤولين الهنود خلال المؤتمر الصحفي، مما يشير إلى محاولة للتقليل من شأن حجم الأضرار.
واعتُبر بيانهم الداعي إلى خفض التصعيد اعترافًا واضحًا بالهزيمة والإذلال الذي مُنيت به الهند في مواجهة رد باكستان الحاسم.
مرونة باكستانية
واستجابة لدعوات العديد من الأطراف الدولية لكل من باكستان والهند إلى وقف إطلاق النار والانخراط في «محادثات مباشرة» لتخفيف التوترات والتصعيد العسكري والعمل بما يخدم المصلحة الأوسع المتمثلة في السلام والاستقرار والعودة إلى مسار التسوية السياسية السلمية أعلن الجانبان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإجراء تحقيق مستقل ومحايد لضمان تقديم مرتكبي هجوم بهلجام الذي كان السبب الرئيسي لارتفاع حدة التصعيد والتوتر بين الدولتين ووصولها حد المواجهات العسكرية الصاروخية .
بالمقابل أعلنت باكستان أنها مستعدة للانخراط في دبلوماسية بناءة وحوار شامل مع الهند والسعي إلى حل جميع القضايا، بما في ذلك نزاع جامو وكشمير، بالوسائل السلمية. يجب على المجتمع الدولي أيضًا أن يلعب دوره في منع المزيد من التصعيد.
أكدت وزارة الخارجية أن جميع عناصر القوة الوطنية ملتزمة بضمان سيادة باكستان وسلامة أراضيها. وتلتزم القوات المسلحة الباكستانية باتخاذ جميع التدابير اللازمة للدفاع عن الوطن ومواطنيه، والمساهمة في ضمان المصالح الوطنية الحيوية للبلاد.
ويُعد هذا الالتزام أمانة في أعناق شعب باكستان الأبي، الصامد، الشجاع، والشريف.
وأضافت أنه ومن أجل السلام والاستقرار الإقليميين، اتخذت باكستان ردًا مسؤولًا ومتناسبًا وعاقلًا. وهي تُدرك العواقب الوخيمة لمزيد من التصعيد بين دولتين نوويتين، وهو أمرٌ غير مُتصوَّر إطلاقًا. أيُّ ميلٍ لسلوك هذا المسار الخطير محفوفٌ بعواقب وخيمة على المنطقة بأسرها وما وراءها.
ورغم اتفاق الجانبين على التوصل إلى تفاهم لوقف إطلاق النار.. ومع ذلك، تقول وزارة الخارجية الباكستانية إنه من المهم وضع التطورات ذات الصلة في المنظور الصحيح.
سيناريوهات محتملة
وبالنظر إلى المعطيات السابقة يبقى مستقبل الأزمة أو الحرب الهندية الباكستانية الحالية مفتوحا على عدد من السيناريوهات المحتملة التي يمكن القول أن أبرزها يتمثل فيما يلي :
سيناريو الحرب المحدودة
يندرج هذا السيناريو تحت مبدأ الحفاظ على المصالح، خاصة المصالح الاقتصادية في المقام الأول، فالهند لديها طموحات اقتصادية كبيرة تسعى إلى تحقيقها في ظل تنافسها الكبير مع الصين باعتبارهما قوى اقتصادية لا يُستهان بها في النظام العالمي، كما أنه وفقًا لأحدث تقرير عن حالة القوى النووية العالمية، فإن الهند تمتلك نحو 80 رأسًا نوويًا، بينما تمتلك باكستان نحو 170 رأسًا نوويًا، فامتلاك الطرفين لسلاح نووي سيجعل قرار الحرب له ضوابط هامة، وهو ما يتضح من الأزمات السابقة بين الطرفين بعد امتلاك هذا السلاح، أنها كانت عابرة لا ترقي إلى مستويات الحرب المنظمة.
وعلى الجانب الآخر، تستفيد باكستان اقتصاديًا بشكل كبير من مبادرة الحزام والطريق (ممر الصين – باكستان)، التي تطلب استقرارها حتى ترتفع درجة استفادتها من هذه المبادرة.
سيناريو الاجتياحات برية
يُعد هذا السيناريو تطورًا تدريجيًا للمواجهات الحالية بين باكستان والهند، فتعليق الهند مشاركتها في معاهدة مياه نهرا السند يُثير الجانب الباكستاني بشكل كبير، فالقطاع الزراعي في باكستان يعتمد على مياه نهرا السند بنسبة 80% أي قرابة 15 مليون هكتار، كما أن باكستان تواجه تحديات متعددة في ملف المياه بسبب ارتفاع ملوحة الأرض الزراعية والقدرة المحدودة على تخزين المياه، وهو الأمر الذي يوضح أنها ستواجه أزمات غذائية في حالة تعنت الهند في الاتفاقية.
وفي ظل هذا السيناريو، ستتحمل الهند خسائر اقتصادية تتراوح من 100 مليار دولار إلى 250 مليار دولار، كما ستتراوح خسارة باكستان من 50 مليار دولار إلى 100 مليار دولار، وسيتأثر سوق البورصات في منطقة جنوب آسيا بشكل كبير، إذ ستنهار بورصة بومباي في الهند وبورصة كراتشي في باكستان، فقد انخفض مؤشر KSE-100 بنسبة 1.81% بعد اندلاع الهجوم، وبالإضافة إلى ذلك، ستتوقف التجارة بين الهند وباكستان.
سيناريو الحرب النووية
يُعتبر هذا السيناريو هو الأسوأ وفي حالة حدوثه، سيُعبر عن عدم رشادة في القرارات الهندية والباكستانية، كما سينم عن فشل النظام الدولي في احتواء الأزمة في منطقة جنوب آسيا، خاصة أن هناك العديد من المصالح التي تتطلب استقرار هذه المنطقة، فالولايات المتحدة الأمريكية لها علاقات كبيرة مع الهند، إذ استوردت ما قيمته 91.2 مليار دولار في عام 2024، كما استوردت 1.45 مليون برميل من النفط الخام في يناير 2025.
وفي هذا الإطار، سيترتب على هذا السيناريو انهيار اقتصادي تام للهند وباكستان، وحدوث مجاعات في منطقة جنوب آسيا، ولجوء عدد كبير من الهنود والباكستانيين إلى الدول المختلفة. هذا فضلًا عن انهيار أسواق الأسهم، والتأثر السلبي الكبير للدول المجاورة، وهو ما يجعله سيناريو مستبعدًا للأزمة.
وفي النهاية، يُمكن القول إن الحرب العسكرية الحالية بين الهند وباكستان ستنعكس آثارها على العالم أجمع، وهو الأمر الذي يوحي بخطورة تصاعدها، فتحول هذه المناوشات إلى حرب مفتوحة وشاملة سيُحمّل كُلًا من الدولتين خسائر اقتصادية هائلة، كما أنه سيزيد من الصدمات التي يتعرض لها النظام الاقتصادي العالمي، ومن هنا يتطلب الأمر مزيدًا من الحكمة السياسية في إدارة الأزمة في منطقة جنوب آسيا، فضلاً عن ضرورة قيام المجتمع الدولي بدور فعال نحو حيلولة تفاقمها .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
الولايات المتحدة تهدد باستئناف ضرباتها ضد الحوثيين في حالة عاودت استهداف سفنها
هددت الولايات المتحدة الأمريكية باستئناف ضرباتها العقابية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، في حال عاودت استهداف سفنها المتواجدة أو المارة في البحر الأحمر وخليج عدن. وقالت القائمة بأعمال المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة؛ دوروثي شيا، في كلمتها خلال المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حول تعزيز الأمن البحري، الثلاثاء: "اتخذت الولايات المتحدة إجراءات عقابية لحماية حرية الملاحة في وجه الحوثيين، والذين تراجعوا عن مهاجمة السفن الأمريكية تحت الضغط، لكنهم سيواجهون ضربات عقابية أخرى إذا عاودوا مهاجمة سفننا". يأتي ذلك بعد أسبوعين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف العملية العسكرية ضد الحوثيين والتي انطلقت في 15 مارس الماضي، بعد ما قال "استسلام" الحوثيين وإعلان عزمهم وقف استهداف السفن الأمريكية. وأضافت شيا أن الأمن البحري والازدهار الاقتصادي يواجهان العديد من التهديدات، بعضها تأتي من جماعات إرهابية، كالحوثيين المدعومين من إيران. وتابعت: "على سبيل المثال، أرهب الحوثيون حركة الملاحة البحرية العابرة للبحر الأحمر وخليج عدن لسنوات. استهدفوا سفناً عديدة، وقتلوا بحارة أبرياء، واختطفوا سفينة (غالاكسي ليدر)، مما أثر على 30% من إجمالي حركة التجارة الدولية". وأكدت الدبلوماسية الأمريكية أن إيران هي من مكّنت الحوثيين من تهديد حركة الملاحة في البحر الأحمر، "ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى مواصلتها إمدادهم بالأسلحة في تحدي واضح لقرارات مجلس الأمن، مشددة على عدم تسامح المجلس مع هذا التحدي، ومعاقبة إيران على انتهاكها للعقوبات. وأشارت إلى أن استمرار حصول الحوثيين على الأسلحة متحديين قرارات مجلس الأمن. وترى الولايات المتحدة الآن أدلة على أن الحوثيين، بدعمهم لحركة الشباب، يحصلون على مكونات وصور ثنائية الاستخدام من الصين. ودعت شيا، الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم المالي لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM)، والتي قالت "يمكن أن تكون أداة حاسمة في منع وصول تلك الأسلحة إلى الحوثيين عبر الطرق البحرية" ولفتت إلى أن الآلية الأممية نجحت في وقت سابق من الشهر الجاري، باعتراض أربع حاويات شحن محملة بمواد غير مشروعة متجهة إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 3 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
الأونروا: الجوع بغزة جزء من الأهوال الذي يعيشه المواطنون الفلسطينيون هناك
نيويورك- سبأ: أكدت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز ووتريدج، أن الجوع في غزة ليس سوى جزء من الأهوال الذي يعيشه المواطنون الفلسطينيون هناك. وأوضحت خلال مشاركتها عبر الانترنت في المؤتمر الصحفي الأسبوعي لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، أن هناك ما يكفي من الغذاء في مستودعات الأونروا في العاصمة الأردنية عمان لإطعام 200 ألف شخص لمدة شهر. وأشارت ووتريدج إلى توفر الإمدادات الطبية والمستلزمات التعليمية أيضا، غير أن العراقيل الإسرائيلية تعيق وصول المساعدات إلى قطاع غزة. وأضافت: "المساعدات على بُعد ثلاث ساعات من قطاع غزة، ومع ذلك، ما زلنا نرى صور أطفال يعانون من سوء التغذية، ونسمع قصصا عن أسوأ الظروف المعيشية. كان يجب أن تكون هذه الإمدادات في غزة الآن، فلا داعي لإضاعة الوقت". وقالت ووتريدج، إنه بعد 11 أسبوعا من تشديد السلطات الإسرائيلية حصارها على قطاع غزة، سمحت بدخول 5 شاحنات فقط. وتواصل سلطات العدو الإسرائيلي سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ 2 مارس الماضي، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.


اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
الولايات المتحدة تتوعد بضربات عقابية ضد الحوثيين حال معاودتهم استهداف سفنها
أخبار وتقارير (الأول)خاص: هددت الولايات المتحدة الأمريكية باستئناف ضرباتها العقابية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، في حال عاودت استهداف سفنها المتواجدة أو المارة في البحر الأحمر وخليج عدن. وقالت القائمة بأعمال المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة؛ دوروثي شيا، في كلمتها خلال المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حول تعزيز الأمن البحري، الثلاثاء: "اتخذت الولايات المتحدة إجراءات عقابية لحماية حرية الملاحة في وجه الحوثيين، والذين تراجعوا عن مهاجمة السفن الأمريكية تحت الضغط، لكنهم سيواجهون ضربات عقابية أخرى إذا عاودوا مهاجمة سفننا". يأتي ذلك بعد أسبوعين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف العملية العسكرية ضد الحوثيين والتي انطلقت في 15 مارس الماضي، بعد ما قال "استسلام" الحوثيين وإعلان عزمهم وقف استهداف السفن الأمريكية. وأضافت شيا أن الأمن البحري والازدهار الاقتصادي يواجهان العديد من التهديدات، بعضها تأتي من جماعات إرهابية، كالحوثيين المدعومين من إيران. وتابعت: "على سبيل المثال، أرهب الحوثيون حركة الملاحة البحرية العابرة للبحر الأحمر وخليج عدن لسنوات. استهدفوا سفناً عديدة، وقتلوا بحارة أبرياء، واختطفوا سفينة (غالاكسي ليدر)، مما أثر على 30% من إجمالي حركة التجارة الدولية". وأكدت الدبلوماسية الأمريكية أن إيران هي من مكّنت الحوثيين من تهديد حركة الملاحة في البحر الأحمر، "ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى مواصلتها إمدادهم بالأسلحة في تحدي واضح لقرارات مجلس الأمن، مشددة على عدم تسامح المجلس مع هذا التحدي، ومعاقبة إيران على انتهاكها للعقوبات. وأشارت إلى أن استمرار حصول الحوثيين على الأسلحة متحديين قرارات مجلس الأمن. وترى الولايات المتحدة الآن أدلة على أن الحوثيين، بدعمهم لحركة الشباب، يحصلون على مكونات وصور ثنائية الاستخدام من الصين. ودعت شيا، الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم المالي لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM)، والتي قالت "يمكن أن تكون أداة حاسمة في منع وصول تلك الأسلحة إلى الحوثيين عبر الطرق البحرية" ولفتت إلى أن الآلية الأممية نجحت في وقت سابق من الشهر الجاري، باعتراض أربع حاويات شحن محملة بمواد غير مشروعة متجهة إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين.