logo
مروج الأعشاب البحرية في تونس.. درع خفي في معركة الكربون (خاص)

مروج الأعشاب البحرية في تونس.. درع خفي في معركة الكربون (خاص)

في أول دراسة شاملة من نوعها، تم الكشف عن دور خفي لكن بالغ الأهمية، تلعبه مروج الأعشاب البحرية، في احتجاز الكربون ومكافحة تغيّر المناخ.
ابتكار علمي مذهل.. تقنية لاحتجاز الكربون مستوحاة من النباتات
الدراسة، التي قادها علمي من مختبر الموارد المعدنية والبيئة بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم، جامعة تونس، ونُشرت في دورية (مارين بولوشن بلتن)، اعتمدت على تحليل 32 عينة أساسية من الرواسب البحرية في ثمانية أنظمة بيئية مختلفة بطول السواحل التونسية، شملت بحيرات وشطوط ومروج الأعشاب البحرية، بالإضافة إلى خليجي تونس وقابس.
وأظهرت النتائج أن مروج الـ "بوسيدونيا" في خليجي سيدي رائس والمنستير حققت أعلى معدلات لدفن الكربون، رغم أن نسبة الكربون المحبوس بشكل دائم لم تتجاوز 40% من الكمية التي تترسب سنوياً. وفي المقابل، أظهرت بحيرتا غار الملح وكوربا مقاومة للاحتجاز نظراً لتحلل المادة العضوية، بينما برزت بحيرة إشكل كفخ جيد للكربون بمعدل احتجاز بلغ 49 غرام كربون لكل متر مربع سنوياً.
وتقدّر كمية الكربون المحبوس بشكل دائم في رواسب هذه البيئات بحوالي 1.2 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يعادل نحو 4% من إجمالي انبعاثات تونس من ثاني أكسيد الكربون في عام 2021. والأهم، بحسب الدراسة، أن هذه النسبة يمكن أن تتجاوز 100% مستقبلاً إذا تم توسيع وحماية النطاق البيئي لمروج الأعشاب البحرية في البلاد، التي تمتد على أكثر من 1.3 مليون هكتار.
وتسلط هذه النتائج الضوء على الأهمية المناخية الكبرى للنظم البيئية الساحلية في تونس، التي لا يُنظر إليها تقليدياً كخط دفاع بيئي، لكنها في الواقع تعمل كـ"درع كربوني" صامت وفعّال في مواجهة التغير المناخي العالمي.
aXA6IDE0Mi4xNDcuMjQzLjY4IA==
جزيرة ام اند امز
US
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أبوظبي.. ملاذ آمن للطبيعة
أبوظبي.. ملاذ آمن للطبيعة

الاتحاد

timeمنذ 11 ساعات

  • الاتحاد

أبوظبي.. ملاذ آمن للطبيعة

هالة الخياط (أبوظبي) مع تنامي التهديدات التي تواجه الحياة البرية حول العالم، وتزايد معدلات اختفاء الأنواع المهددة، تبرز إمارة أبوظبي نموذجاً إقليمياً رائداً في صون التنوع البيولوجي؛ بفضل رؤية استشرافية تُجسّدها شبكة زايد للمحميات الطبيعية، التي باتت تشكّل خط الدفاع الأول عن الكائنات المهددة، والموائل الطبيعية الحساسة. ففي حين تشير تقارير أممية إلى أن نحو مليون نوع مهدد بالانقراض حول العالم بسبب تغيّر المناخ، وفقدان الموائل، والنشاط البشري، تسير أبوظبي في مسار مختلف، قائم على التخطيط البيئي طويل الأمد، والاعتماد على العلم والتكنولوجيا لحماية كنوزها البيئية. وتضم شبكة زايد للمحميات الطبيعية، التي أُعلن عنها رسمياً في عام 2020، 19 محمية طبيعية تغطي أكثر من 30% من إجمالي مساحة إمارة أبوظبي، وتشمل تنوعاً فريداً من الأنظمة البيئية الصحراوية والساحلية والبحرية. وقد تم اعتماد معظم هذه المحميات، وفق معايير الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، وتُدار بآليات متقدمة من قبل هيئة البيئة بأبوظبي. بيئات حيوية تشمل المحميات البارزة الوثبة للأراضي الرطبة، وجزيرة بوطينة، وجزيرة صير بني ياس، ومحمية القرم الشرقي، وجبل حفيت، وغيرها من المناطق التي تمثل بيئات حيوية للكائنات النادرة والمهددة، وتحتضن بعضاً من أندر الكائنات على مستوى المنطقة. حماية الأنواع المهددة بالانقراض تعمل الشبكة كملاذ آمن لعشرات الأنواع المهددة، من بينها المها العربي، غزال الريم، الأطوم «أبقار البحر»، السلاحف البحرية الخضراء، صقر الشاهين، النسر المصري، طيور الفلامنغو، والنمر العربي، إضافة إلى نباتات نادرة مهددة بسبب التصحر. ففي محمية الوثبة، تنجح الطيور المهاجرة، مثل الفلامنغو، في التعشيش كل عام؛ بفضل الموائل التي أعيد تأهيلها. أما بوطينة، فهي من آخر المواطن الطبيعية للأطوم في مياه الخليج، وقد سُجلت فيها ثاني أكبر كثافة لهذا الكائن عالمياً. وتوفر المحميات الطبيعية بيئات معزولة وآمنة، بعيداً عن التهديدات المباشرة، مثل الصيد الجائر، والتلوث، والتوسع العمراني، ما يساعد على استقرار أعداد الأنواع المعرضة للخطر، ويمنحها فرصة جديدة للبقاء. الكربون الأزرق لا تقتصر أهمية شبكة زايد للمحميات الطبيعية على حماية الأنواع، بل تمتد لتشمل أدواراً بيئية محورية في التوازن المناخي. فالمناطق الساحلية التي تحوي غابات القرم والأراضي الرطبة تُعد من أهم مخازن الكربون الأزرق، ما يسهم في خفض انبعاثات الكربون، والحد من آثار التغير المناخي. كما تساعد المحميات على حماية السواحل من التآكل، وتدعم الثروة السمكية من خلال كونها مناطق حاضنة وتكاثر طبيعية للعديد من الكائنات البحرية، ما يعود بالفائدة على الأمن الغذائي المحلي. ويؤكد خبراء «الهيئة» أن كل درهم يُستثمر في حماية الطبيعة اليوم، يوفّر أضعافه في المستقبل، سواء على صعيد الأمن البيئي، أو تقليل تكاليف التدهور البيئي والكوارث المرتبطة بالمناخ. التكنولوجيا وتعتمد هيئة البيئة - أبوظبي على أحدث تقنيات المراقبة البيئية ضمن شبكة المحميات، بما في ذلك التصوير بالأقمار الصناعية، والطائرات دون طيار، وأجهزة التتبع اللاسلكي للحيوانات، ونظام إنذار مبكر لرصد المخاطر البيئية. كما تم إطلاق برامج لإكثار بعض الأنواع، وإعادة توطينها، مثل مشروع إعادة المها العربي إلى البرية، وجهود إكثار السلاحف البحرية وحمايتها خلال موسم التفريخ، إلى جانب مشاريع ترميم الشعاب المرجانية. ولا تقتصر شبكة زايد للمحميات الطبيعية على الجهود الميدانية التقليدية، بل تعتمد بشكل متزايد على التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي في مراقبة البيئة وإدارة التنوع البيولوجي. ففي عدد من المحميات، يتم استخدام أنظمة مراقبة مدعومة بالرؤية الحاسوبية لرصد الكائنات وتوثيق سلوكها، إلى جانب تحليل صور الأقمار الصناعية لتتبع التغيرات في الغطاء النباتي والسواحل. ويمثل هذا التوجه الرقمي امتدادًا لرؤية أبوظبي في الجمع بين الاستدامة والتكنولوجيا، وتحقيق حماية بيئية فاعلة تعزز من كفاءة إدارة المحميات على مدار الساعة. وتسهم هذه المشاريع في إعادة التوازن للنظم البيئية المتدهورة، وتعزيز فرص النجاة للأنواع النادرة، بما ينسجم مع التزامات دولة الإمارات في الاتفاقيات البيئية الدولية. دور تعليمي وسياحي لا تغفل شبكة زايد للمحميات الطبيعية عن دورها التوعوي، حيث توفر بعض المحميات، مثل الوثبة والقرم الشرقي تجارب بيئية تفاعلية للزوار والطلبة، وتشجع على السياحة البيئية المسؤولة، ضمن ضوابط صارمة للحفاظ على الموائل الطبيعية. وتنظم «الهيئة» ورشاً وفعاليات لرفع الوعي المجتمعي حول أهمية التنوع البيولوجي، وتُشرك الشباب والباحثين في مشاريع المراقبة والبحث العلمي، ما يعزز الانتماء البيئي، ويخلق أجيالاً مدركة لأهمية حماية الطبيعة. رؤية أبوظبي تمثل شبكة زايد للمحميات الطبيعية أحد الأعمدة الأساسية لاستراتيجية أبوظبي البيئية، التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتدعم رؤية الإمارات الوطنية في الحياد المناخي بحلول 2050. وقد حصلت إمارة أبوظبي على اعترافات دولية عدة؛ بفضل التزامها بحماية البيئة، مثل إدراج بعض محمياتها في قائمة «اليونسكو» للمحميات البيولوجية، وضم مناطق منها إلى اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية. إرث زايد تُجسد شبكة زايد للمحميات الطبيعية امتداداً حياً لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في احترام البيئة وحماية الحياة الفطرية. لتكتب أبوظبي قصة نجاح بيئي رائدة، تؤكد أن حماية الأنواع لا تقتصر على رد الجميل للطبيعة، بل هي استثمار ذكي في مستقبل الأوطان.

الشعاب المرجانية في سباق مع الزمن.. تحمّض المحيطات يهدد إرث آلاف السنين
الشعاب المرجانية في سباق مع الزمن.. تحمّض المحيطات يهدد إرث آلاف السنين

العين الإخبارية

timeمنذ 2 أيام

  • العين الإخبارية

الشعاب المرجانية في سباق مع الزمن.. تحمّض المحيطات يهدد إرث آلاف السنين

تم تحديثه الخميس 2025/7/31 11:40 م بتوقيت أبوظبي تتزايد انبعاثات الكربون يومًا بعد يوم، الأمر الذي يقود إلى تفاقم الاحتباس الحراري، وتناقص ميزانية الكربون، ما يضع الحياة في كوكب الأرض في مواجهة الخطر. ومن ضمن الكائنات الحية التي تعاني بشدة بسبب الاحتباس الحراري، الشعاب المرجانية؛ إذ تواجه ظاهرة الابيضاض، وقد أظهرت العديد من الأبحاث العلمية الخطر المحدق بتلك الكائنات؛ خاصة في ظل الظروف التي تشهدها المحيطات؛ بسبب ارتفاع درجة الحرارة وزيادة انبعاثات الكربون التي تمتصها المحيطات، ما يزيد من درجة حموضتها. وبالتالي تتأثر الكائنات الحية التي تعيش فيها، منها الشعاب المرجانية على وجه الخصوص. وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية من جامعة هاواي في مانوا بالولايات المتحدة الأمريكية دراسة للبحث في كيفية تأثر الشعاب المرجانية بتحمض المحيطات، ومدى قدرتها على التكيف مع التغيرات الحاصلة حولها. ونشر الباحثون دراستهم في نماذج حاسوبية متطورة استخدم مؤلفو الدراسة نماذج حاسوبية متطورة لإجراء تنبؤات دقيقة حول كيفية تغير التركيب الكيميائي للمحيطات حول جزر هاواي الرئيسية في أثناء القرن الحادي والعشرين في ظل سيناريوهات مناخية متنوعة؛ بناءً على كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من المجتمعات. من جانب آخر، قام الباحثون بحساب الفرق بين تحمض المحيطات المتوقع والتحمض الذي شهدته الشعاب المرجانية في منطقة معينة خلال التاريخ الحديث. ماذا وجدوا؟ خلص مؤلفو الدراسة إلى أنه من المتوقع أن يزداد تحمض المحيطات خاصة في المياه السطحية حول جزر هاواي، حتى في حال استقرار انبعاثات الكربون بحلول منتصف القرن. وهذا يعني أنّ الشعاب المرجانية ستشهد زيادة غير مسبوقة في معدلات التحمض لم تشهده منذ آلاف السنين. لاحظ الباحثون أيضًا أنه في السيناريوهات التي تزداد فيها الانبعاثات الدفيئة؛ سيختلف التركيب الكيميائي للمحيطات بصورة جذرية عما شهدته الشعاب المرجانية على مر التاريخ، ما قد يُولد تحديات جديدة وتصعب قدرتها على التكيف. تزداد الضغوطات على الشعاب المرجانية يومًا بعد يوم، ويرى الباحثون أنه في أفضل السيناريوهات، ستتأثر الشعاب المرجانية بالتغيرات المناخية. لذلك، هناك حاجة ملحة لإجراء أبحاث أكثر عمقًا حول الضغوطات البيئية المؤثرة على المرجان. aXA6IDE1NC4xNi4yNTQuMjM1IA== جزيرة ام اند امز FR

مروج الأعشاب البحرية في تونس.. درع خفي في معركة الكربون (خاص)
مروج الأعشاب البحرية في تونس.. درع خفي في معركة الكربون (خاص)

العين الإخبارية

timeمنذ 3 أيام

  • العين الإخبارية

مروج الأعشاب البحرية في تونس.. درع خفي في معركة الكربون (خاص)

في أول دراسة شاملة من نوعها، تم الكشف عن دور خفي لكن بالغ الأهمية، تلعبه مروج الأعشاب البحرية، في احتجاز الكربون ومكافحة تغيّر المناخ. ابتكار علمي مذهل.. تقنية لاحتجاز الكربون مستوحاة من النباتات الدراسة، التي قادها علمي من مختبر الموارد المعدنية والبيئة بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم، جامعة تونس، ونُشرت في دورية (مارين بولوشن بلتن)، اعتمدت على تحليل 32 عينة أساسية من الرواسب البحرية في ثمانية أنظمة بيئية مختلفة بطول السواحل التونسية، شملت بحيرات وشطوط ومروج الأعشاب البحرية، بالإضافة إلى خليجي تونس وقابس. وأظهرت النتائج أن مروج الـ "بوسيدونيا" في خليجي سيدي رائس والمنستير حققت أعلى معدلات لدفن الكربون، رغم أن نسبة الكربون المحبوس بشكل دائم لم تتجاوز 40% من الكمية التي تترسب سنوياً. وفي المقابل، أظهرت بحيرتا غار الملح وكوربا مقاومة للاحتجاز نظراً لتحلل المادة العضوية، بينما برزت بحيرة إشكل كفخ جيد للكربون بمعدل احتجاز بلغ 49 غرام كربون لكل متر مربع سنوياً. وتقدّر كمية الكربون المحبوس بشكل دائم في رواسب هذه البيئات بحوالي 1.2 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يعادل نحو 4% من إجمالي انبعاثات تونس من ثاني أكسيد الكربون في عام 2021. والأهم، بحسب الدراسة، أن هذه النسبة يمكن أن تتجاوز 100% مستقبلاً إذا تم توسيع وحماية النطاق البيئي لمروج الأعشاب البحرية في البلاد، التي تمتد على أكثر من 1.3 مليون هكتار. وتسلط هذه النتائج الضوء على الأهمية المناخية الكبرى للنظم البيئية الساحلية في تونس، التي لا يُنظر إليها تقليدياً كخط دفاع بيئي، لكنها في الواقع تعمل كـ"درع كربوني" صامت وفعّال في مواجهة التغير المناخي العالمي. aXA6IDE0Mi4xNDcuMjQzLjY4IA== جزيرة ام اند امز US

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store