
وداعا لذباب الطائفية ومرحبا بـ النخبوية الشعبوية الوطنية
بداية دعوني ألفت عناية الجميع الى أن ما ستقرأونه تاليا عبارة عن عصف لتحفيز الأذهان الخاملة على التساؤل المنطقي البناء، وحث الضمائر النائمة على الاستيقاظ من رقدتها قبل فوات الأوان،أكثر منه مقدمة أو توطئة يمهدان لطرح أمنيات مجهضة شخصية،أو مقترحات حالمة طوباوية،إذ لم يساور الحكماء والخبراء أدنى شك من أن حصيلة المخاطر الهائلة في غضون الأشهر العصيبة الماضية كادت أن تهدد الأمة بكل أركانها ومفاصلها لتطيح بثوابتها وأخلاقياتها وقيمها ،ولتمزق آخر ما تبقى من نسيجها ولحمتها،وبما جعلنا جميعا نضع أيدينا على قلوبنا من شدة الخوف والتوجس ونحن نقف على شفير الهاوية السحيقة، وقاب قوسين أو أدنى من الضياع والتشرذم والفوضى غير الخلاقة العارمة ذات الطريق الجهنمي اللانهائي الواحد الذي لا عودة الى الحياة بعده تماما كالموت البتة ، والتي لن تترك في حال وقوعها لا سمح الله تعالى شيئا قط إلا وستطاوله بشررها لتقلب عاليه سافله، لولا لطف الباري عز وجل وستره وحده،وبما يستدعي نفيرا عاما موجها ضد'ظاهرة الخلاف الطائفي والإختلاف الفضائي'،التي تؤجهها وجوه كالحة صفراء،وألسنة دموية حمراء،وقلوب حاقدة سوداء،وفضائيات مأجورة رعناء، وأقلام مأجورة حمقاء، وعناصر مرتزقة بلهاء تعمل في الجهر وفي الخفاء على حد سواء ، وبما تبين جليا بأنها مجتمعة وبخلاف ما يزعمه بعضهم وعلى مدار 22 عاما هي الأسوأ في تاريخ العراق والمنطقة لن تكون و بأي حال من الأحوال أنموذجا للديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي كما يروج لها ، ولن تكون رحمة تفضي الى تعايش سلمي هش على الاطلاق،ولا سيما بوجود السوشيال ميديا ، والفضاء السيبراني ، والذباب الالكتروني ، والتزييف العميق ، والـ دهاء الاصطناعي ، اضافة الى الوحدة 8200 الصهيونية الالكترونية التي تصب الزيت على نيران العصبيات والطائفيات كلما خمدت قليلا لتشعلها مجددا،وبما حول الخلافات الصغيرة المألوفة بين القوميات والطوائف،وإن كانت مقيتة الى حد بعيد ومستهجنة ما قبل حقبة الإنترنت ،الى جائحات وبائية افتراضية ، والى ديناصورات 3D مرعبة، والى خلافات شائكة على رؤوس الاشهاد بعد أن دخل على خطها وتنافس في مضمارها الرويبضات والإمعات وصغار الأسنان وسفهاء الأحلام من كل المشارب والمذاهب ، ومن جميع النحل والملل، ولكل منهم هدفه ونيته ووجهته ومحركه من وراء الأكمة ومن خلف الكواليس ولا سيما مع قرب موعد اجراء الانتخابات، وبما يرافق ذلك كله ويعقبه من طعن ولعن وشتم وقذف وهمز وغمز ولمز بحق الأولين والآخرين، الأحياء منهم والأموات ، ولطالما حذرنا من أن 'تأثيرات النقاش العلمي الرصين الهادىء في المسائل المختلف عليها داخل المجالس والدواوين العامرة ، أسوة بالحلقات العلمية ،والندوات الثقافية، والمؤتمرات الفكرية المعتبرة ما قبل عصر الانترنت، يختلف كليا عن تأثيرات الجدال الكارثية بشأنها على السوشيال ميديا وأمام عامة الناس، وكثير منهم من الجهلة والأميين والمراهقين واللامنتمين واللا دينيين واللا أدريين والمغرضين والمأجورين – ما بعد عصر الانترنت – ' فهل سيتنبه المعنيون الى هذا الخطر الداهم ،أم لا ؟ هذا ما ستبينه لنا الأيام عاجلا غير آجل ، وعلى الجميع – لطم – الفضائي الطائفي على وجهه ،وإخراسه من فوره وإلقامه كلما عوى حجرا من قبل مقدمي البرامج كافة وعدم السماح لهم ببث السموم المركبة والمتراكمة على الهواء مباشرة ، ومنعهم من إيقاظ الفتن الهائمة والنائمة عبر الأثير في شارع محتقن للغاية بانتظار القشة التي تقصم ظهر بعيره ، حيث أيدي كثير من 'قره قوزاته' المتنعمة بكامل ثرواته،والمستفيد الوحيد من كل خيراته على الزناد ،بعضهم يضعها بالأصالة بأوامر مباشرة من الفاعل الدولي أو الاقليمي، وبعضهم يفعلها بالوكالة،وبعضهم يضعها على صوت الزمر والطبل ،إما تملقا وتزلفا ،وإما سفالة وسفاهة ونذالة !
وصدق رسول الله ﷺ القائل 'ما ضَلَّ قومٌ بعدَ هُدًى كانوا عليهِ إلَّا أوتوا الجدَلَ ' ثمَّ تلا رسولُ اللَّهِ ﷺ الآيةَ ' مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ' .
وعلى المستوى الشخصي فلن أثق من الآن فصاعدا بأي مخلوق مهما علا شأنه وكبر عنوانه يثير قضية خلافية ما ، قومية ، إثنية ، عشائرية ، فكرية ، طائفية على مواقع – التلاسن -الاجتماعي وإن زعم بأنه يثيرها لتبصرة الناس وتعليمهم أمور دينهم ودنيانهم ،أو تعضيدا للحق ونصرة للحقيقة ،لأن كثرة الاختلافات ،وشدة الخلافات طوال العام على الأصول والفروع، انتهى بنا الى فقداننا لهويتنا ، بغضنا لبعضنا ، عدم قدرتنا على الاتفاق ورص الصفوف لمواجهة الفتن والكوارث والملمات، وبما أفقدنا القدرة على الثبات أمام النوازل والمستجدات والحادثات، مع عدم القدرة على ادراك العلل ، واستيعاب الحِكَم ، وفهم المقاصد ، فضلا على الفشل في استنباط العبر والعظات المستلهمة من مجمل الوقائع والاحداث الكبرى المتتابعة كقطع الليل المظلم، مع فشلنا الذريع في صياغة مناهج عمل رصينة وموحدة تهتم بالاولويات والاصول والضرورات والحاجيات على حساب الفرعيات والتحسينات والكماليات،ولا غرو بأن هذا هو بيت القصيد المبيت والهدف الحقيقي غير المعلن الذي يقف وراء كل من يشيع الخلافات بيننا وباصرار شديد طوال العام على أقل المسائل شأنا،وعلى أصغرها حجما ، ليفقدنا الثقة بأنفسنا أولا ، وبأعلامنا وعلمائنا ثانيا ،وبموروثنا الفكري والاخلاقي والمجتمعي ثالثا، وبانتمائنا الوطني لبلدنا رابعا، وباعتدادنا بهويتنا العربية والاسلامية خامسا ، وبكل شيء من حولنا سادسا وعاشرا ، وكأنه يقول لنا بلسان الحال فضلا على المقال' أمة تبدأ عجافها الاربع ومنذ 22 عاما بصراع على الموازنات المالية ، وعلى الحقائب الوزارية ، وعلى المقاعد النيابية ،وعلى الجوازات الدبلوماسية ، وعلى رواتبها ومخصصاتها الشهرية ،وعلى العقود المليونية والصفقات المليارية، لتختمها بخصام وتسقيط مماثل ضمن الاستعدادات المبكرة للتنافس على أربع سنين عجاف مقبلة لن تكون بوجودهم المشؤوم جدا أفضل على العراقيين من سابقاتها على الاطلاق،أتريد منها أن تبصر عدوها الحقيقي المتربص بها والمتآمر عليها ، علاوة على رصدها كطائرة إنذار مبكر للاخطار المحيقة بها من كل حدب وصوب ومن النظرة الاولى ؟!! ' وانظروا بأنفسكم ماذا فعلت بنا الخلافات المتتالية على منصات السوشيال ميديا والتي أصبحت نتائجها المفرقة للجموع جبالا شاهقة بمرور الوقت ،مصداقا لقول الشاعر :
لا تَحقِرَنَّ صَغيرَةً ..إِنَّ الجِبالَ مِنَ الحَصى
ومصداقا لقول الشاعر :
لا تحقرن صغيرا في مخاصمة …إن البعوضة تدمي مقلة الأسد
ومصداقا لقول الشاعر :
فإن النارَ بالعودين تُذْكى …. وإن الحربَ مبدؤها كلام
فإن لم يطفئها عقلاءُ قومٍ …. يكون وقودَها جثثٌ وهامُ
وألفت عناية الجميع الى أهمية تبني مفهوم'النخبوية الشعبوية الوطنية' لقيادة الجماهير مستقبلا وبنجاح ساحق،وعدم فك الارتباط بين أركان هذه المصفوفة ، والعمل على ترسيخها في العقل الجمعي كمتلازمة يكمل ويُجَّمِلُ بعضها بعضا من دون أن يتقاطع بعضها مع بعض، فمن خلال التجارب المتراكمة تبين لنا وبما لا يدع مجالا للشك بأنه لا الوطنية ولا النخبوية ولا الشعبوية بمقدورها النجاح على إنفراد بمعزل عن بقيتها ولاسيما حين يغرد كل منها خارج السرب بعيدا عن البقية المكملة للدور،والمحسنة للاداء،السادة للذرائع ، الجالبة للمنافع ، الدافعة والمحصنة والدارئة للمفاسد ، وبما من شأنه أن يأسر القلوب ، ويخلب الالباب ، ويحقق المصلحة العامة ، ويذلل الصعاب ليردم الهوة التي باتت تتسع يوما بعد آخر بين القيادات التقليدية التي فقدت جزءا من كاريزما ألقها وبريقها، وبين قواعدها الجماهيرية التي انحسر وتضاءل وتراجع الكثير من حجم اندفاعها وكم حماسها بالتدريج ، اتحاد حتمي بين أضلاع الثالوث يفرضه الواقع ، وليس ترفا ذهنيا يتيحه تعدد الخيارات من شأنه وفي حال تحققه وانسجامه وتعضيده أن يفتح المغلق من النوافذ، والموصد من الأبواب، مع الأخذ بنظر الإعتبار أهمية مغادرة النخبوية لمكاتبها المكيفة الوثيرة والتنازل عن بعض بيروقراطيتها من خلال النزول الى الشارع بين الفينة والأخرى،مقابل تسامي الشعبوية قليلا ومغادرتها للشارع الذي أدمنت استنشاق غباره ، وألفت تعفير جباهها بترابه ، هذا الشارع الضاج بالعواطف الجياشة ، الغارق بالأهواء المتباينة ،والعصبيات المتضادة ، الشارع الجامع للغث والسمين ،المتخم بالمتناقضات بوجود كم لا يحصى من السوقة وشذاذ الافاق وسقط المتاع ممن يحسنون إذا أحسن سادتهم وكبراؤهم، ويسيئون إذا أساؤوا،لتتخلى الشعبوية عن بعض ديماغوجيتها الانحيازية المتماهية مع عواطف الجمهور وإن كانت خاطئة خطبا لوده ، وضمانا لدعمه، مع تخلي الشعبوية قليلا عن ثوريتها الحماسية ومعظمها – ظاهرة صوتية لا رجع صدى لها ولا أثر – وبما أفقدها الكثير من تحالفاتها وفصم عرى العديد من صداقاتها، والاطلاع على الخطط والبرامج النخبوية الهادئة والرصينة بدلا من الانكفاء التام على العواطف والعصبيات والتحرك ضمن سياقها وبمقتضاها ، كذلك الحال مع الوطنية التي تستلزم الظروف الموضوعية والمتغيرات الدولية والاقليمية المتسارعة تحليها ببعض البراغماتية بين الحين والآخر، وبما لا يفت في عضد مبدئيتها ، ولا يخرم في مروءتها، ولا يقلل من شأن ثوابتها ليلتقي الثلاثة ' النخبويون ، الوطنيون ، الشعبويون ' في نقطة وسط تمثل بيضة قبان المرحلة المقبلة، وناظم سلكها لكي لا ينفرط عقدها،ولا تتبعثر خرَزاتها بالتتابع وبما يصعب معه لملمة الشعث ،وتنظيف الغبار ، واعادة الأمور الى نصابها الصحيح ، آملين بظهور قادة وساسة ونشطاء يجمعون بين ' النخبوية والشعبوية والوطنية ' في شخص واحد ، وفي آن واحد ، أكثر من رغبتنا بجمعها في بوتقة تحالف ،أو تيار ، أو تجمع ، أو حزب سياسي واحد ' .
وعلى الجميع التفكير مليا ،والتحرك جديا لاعتماد النظام الرئاسي بدلا من البرلماني المحاصصي التوافقي الذي لن يأتي بخير أبدا،على أن يكون هذا الرئيس من التكنوقراط ،ومن أصحاب النزاهة والخبرة والكفاءة، وأن يكون عراقيا أصيلا ،وأن يحمل جنسية عراقية واحدة ،وجواز سفر عراقي واحد، ساعة انتخابه ، وأن لا يكون متورطا بالوقوف بالضد من بلده وشعبه وتحت أية ذريعة أو شعار كان، وأن يكون مستقلا ،نظيف اليد ، حسن السيرة والسلوك ، نقي السريرة ، حازم الرأي،عريق الحسب والنسب ، لم تدنس صحائفه البيضاء يوما ملفات فساد ولا خوارم مروءة قط ، وأن يكون سليل أسرة شبعت ثم جاعت ،أو ظلت على شبعها ففي أمثال هؤلاء عادة ما يكون الخير غزيرا وأصيلا ، لا دخيلا ،ولا ضئيلا ، ولا عميلا ، والله من وراء القصد .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 2 ساعات
- موقع كتابات
عِبرة من التاريخ … أين هم الآن؟
من الأمور التي لا خلاف عليها بين المؤمنين أن زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ليست مجرد شعيرة عابرة أو تقليد ديني يمارسه الناس بل هي موقفٌ إيماني وتجسيد عملي لقيم الولاء والوفاء والارتباط بالمبادئ التي استشهد من أجلها سيد الشهداء (عليه السلام). حين نرجع إلى التاريخ نجد أن هناك من الطغاة والجبابرة من حاولوا بشتى الوسائل منع الناس من زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وتضييق الطريق على الزوار منهم من حاول هدم الضريح ومنهم من حاول إغراقه ومنهم من فرض الضرائب الجائرة على الزوار وآخرون قطعوا الطرق وقطعوا الأيدي والأرجل لمن أراد أن يصل إلى كربلاء. ولكن … ماذا كانت نهايتهم؟ كلهم ذهبوا إلى مزبلة التاريخ… وبقي ذكر الحسين وزواره خالدًا… وبقيت الملايين تهتف من كل مكان لبيك يا حسين . ليس من السهل أن تمنع طريقًا سُقي بالدم وارتوى بالتضحيات على مر السنين وسالت دماء زكية وسُبيت نساء وفُقدت أرواح من أجل أن يبقى طريق الحسين مفتوحًا لكل من عشق زيارته فالناس قدمت أرواحها لتقول للعالم لن نُمنع من زيارة الحسين ولو قطعت الأوصال . لكل من يفكر أو حتى يخطط أو يتجرأ على اتخاذ موقف ضد زوار الحسين (عليه السلام) أقولها بصدق ولوجه الله كلا… وألف كلا… لا تضع نفسك نِدًّا للإمام الحسين (عليه السلام). قد تكون لديك ملاحظات على بعض المظاهر المصاحبة للشعائر وقد ترى بعض السلوكيات التي تحتاج إلى تصحيح وهذا أمر مقبول وموجود في كل زمان… لكن الأصل ثابت… والزيارة حق من حقوق المؤمنين وأي محاولة للتعرض لها أو الإساءة للزوار وهي وقوف ضد الحسين نفسه… وضد نهجه وضد ما بذل من أجله حياته. التاريخ علمنا أن ما لا يصح من الشعائر سيصحح بمرور الزمن بفعل وعي الناس والمصلحين من أهل الدين والعلم أما أصل الزيارة فهي باقية ما بقي الليل والنهار. قال الله تعالى: 'إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ' طريق الحسين (عليه السلام) هو طريق العزة والكرامة طريق الأحرار وطريق من وقفوا نصرةً للحق ورفضًا للظلم والذل ولهذا تمضي هذه الملايين من الزوار رداؤهم العزة… ورايتهم الكرامة… تعلموا من إمامهم أن يرفضوا الظلم وألا يركعوا إلا لله الواحد القهار.


موقع كتابات
منذ 2 ساعات
- موقع كتابات
المجالس الحسينية مصنع الأبطال
حرارة الطف لم تبرد منذ ألف وأربعمائة سنة، لا زالت مستعرة في قلوب المؤمنين، طاقة تدفعهم للسير إلى الأمام على طريق الحسين (عليه السلام) الذي يتمسك بأسس الإسلام، التي غرسها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم). هذه النار التي توقد باستمرار على شكل مجالس حسينية، تخرج منها الأبطال الذين يكملون مسيرة الطف في كل زمان، ليرفعوا راية الحق بوجه كل مستكبر وطاغوت. المجالس الحسينية مدرسة الأجيال، التي تغرس فيهم الدين والقيم النبيلة، وتحافظ على الفطرة السليمة، وتضخ في عروق مريديها 'هيهات منا الذلة' و'يا أبا الله لنا ذلك' و'مثلي لا يبايع مثله' و'وأبالموت تخوفني' ليكونوا أصوات الرفض بوجه الظلم. لم تقتصر الثورة الحسينية ضد يزيد فقط، وإنما سارت لتشمل كل الظالمين، من يزيد إلى هارون، ومن صدام إلى نتنياهو وترامب، ثورة لا تتوقف، وصوت الإمام الحسين الذي نادى به الأجيال 'هل من ناصر ينصرنا' يخرق أسوار القرون التي تبعدنا عنه، ليدخل إلى قلوب المؤمنة، فتستجيب له، وتقف بوجه يزيد عصرها. المجالس الحسينية أكسير الصمود وحصن المجتمع من كل المؤامرات، التي تحاك للتغيير ثقافة المجتمع الإسلامي، فنجد المجتمع الذي تربى في المجالس الحسينية، قوي لا يهزم، ولا تنثني عزيمته أمام العواصف العاتية، يصمد باستشهاد قادته، ويمتص الصدمة ثم يبادر وينتصر، هذا كله من بركات المجالس الحسينية. كل الأبطال الذين تربعوا على مختلف أبواب الجهاد، هم من خريجي المجالس الحسينية، لتُعجَن طينتهم بمجالس العشق الحسيني، حتى قال السيد الخميني: كل ما لدينا من عاشوراء، صمود وإيمان وقوة ووعي وبصيرة، كلها من عاشوراء، فالله الله بالمجالس الحسينية، وزج الأطفال فيها ليكونوا أبطال المستقبل، الذين يقاتلون بين يدي الإمام المهدي المنتظر (روحي له الفداء) لأنه هو إمامنا الذي يقود المسيرة، وهو المُغْزَى بجده الحسين عليه السلام.


موقع كتابات
منذ 2 ساعات
- موقع كتابات
زوال العتمة وحفظ الوطن
ابتلى العراق أولاً ببعض ناس معممة اساسها ناصبة ، تضمر العداء لانصار وشيعة اهل البيت وطوائف البلد المتعددة ، بحقن توابعها بالحقد وغرس الطائفية واثارة فتن اكل عليها الزمن وشرب ولم يفت بعضدهم تغييركثير من المفاهيم والاحداث التاريخية ، وثانية ضالة ومضلة من المتقولين والمفسدين انصار الصهاينة وصنيعة الامريكان وبقية فضلات السفارات ، بإشاعة المفاسد باغراء مبالغ مالية من عرب الخليج من اصول يهودية وإسرائيلية من سكنة فضاءيات الفتنة وطرق ابواب السفارات للإساءة للبلد ونقل غير الواقع بقراءة الغرب والغطرسة الصهيونية ، وهل لا يدرك الوطني عمالة هؤلاء بالعمل لمصلحة الصهاينة التي تكون سبب في تمزيق البلد الى كانتونات طائفية وعرقية وقومية داخل الدولة وخاضعة لارادات وأوامر الشر الاجنبية والبعض المسمى عربية وانا في هذه السطور لا يعنيني ما تؤمن به هذه الفئة المتطرفة من افكار احادية الجانب يراد املائها على الاخرين بقدر ما ابين بطلان وضلال الطريق السائرة فيه الذي ادى الى تأخر هذه الامة عن ركب العالم المتطور الذي يسير بخطوات جادة وسريعة في كل جوانب الحياة وامتنا تسير سيرا على الاقدام واعجز بامتعة تحد من نهضة الواقع العربي والاسلامي أما المرتزقة الذين اذهب الله عنهم البصر والبصيرة ، تريد قلع جذور بلد حضاري بدا من السومرية والاشورية والبابلية وصولا الى العصر الحديث لا تستلهم هذا الارث الذي يميز العراقي في خصوصيته ومعتقداته الراسخة في عقول ابداعية غنية بكل ما هو موروث مادي وبشري ، وتنشر بذاءة ما تتفوه به السنتهم القذرة من زرع قلق ووهم في نفوس ضاقت مرغمة وخارج ارادتها ( بالفساد والبطالة وتردي الصحة والتعليم والصناعة ) التي تعمل الحكومة على اخراجها وإصلاحها بما انعم الله على البلد من خيرات ، وجراء ما تعرض له الناس من ابتلاء وكوارث الحروب العبثية والهجمة الداعشية الوهابية عطلت قدرات السعي والعمل الجاد والمخلص فترة من الزمن لبناء البلد واعادة كل مفاصل مقوماته الى الحياة مجددا . شمس المنجزات واضحة وعطاء في مواجهة التحديات الظالمة من حساد الحرية والحاقدين على التجربة بعد 2003 التي رسمت خارطة جديدة للانسان العراقي الجديد التي انهت والى الابد مشروع امريكا واسرائيل اللحاق بحلقة التطبيع واجبرت هذيان الكلاب والقطيع السائبة الدونية ان تخرس في مجابهة الحق ، وفي هذا الجانب تتحمل هيئة الاعلام العراقية الثقل الاكبر بفضح حقيقة هؤلاءالذيول والمنحرفين وتقديمهم للقضاء العادل لجحودهم وزوال العتمة وحفظ الوطن