
«كريستيز» تُقدّم معرضاً استعادياً للفنان مروان في لندن الشهر المقبل
فيما أصبح تقليداً سنوياً تستعد «دار كريستيز» في لندن لتحويل قاعاتها لمعرض فني عربي للمرة الثالثة، حيث ستفتتح في 16 من شهر يوليو (تموز) المقبل معرضاً مخصصاً للفنان مروان قصاب باشي، المعروف باسم «مروان». المعرض يحمل عنوان «مروان: روح في المنفى»، ويحتفي بالفنان السوري بوصفه واحداً من أكثر الفنانين العرب تأثيراً الذي أسهمت أعماله في تشكيل المشهد الفني المعاصر.
يشتهر مروان بلوحاته التي تركز على الوجوه بطريقة تتجاوز فن البورتريه التقليدي لتصبح، حسب البيان الصحافي للمعرض، «بوابات ميتافيزيقية للجوانب الكونية للحالة الإنسانية». يشمل العرض 150 عملاً مستعارة من متاحف ومؤسسات رائدة ومجموعات خاصة مرموقة في أوروبا والشرق الأوسط، ليقدم بذلك مسحاً شاملاً لمسيرة الفنان الفنية التي امتدت لستة عقود. يُشرف على تنظيم معرض «مروان: روح في المنفى» الدكتور رضا مومني، رئيس مجلس إدارة «كريستيز» الشرق الأوسط وأفريقيا.
من أعمال مروان (الصورة بإذن من المصورة كاي-أنيت بيكر/ معرض برلينيشه - متحف الفن الحديث والتصويري والعمارة - الفوتوغراف ملكية مروان)
يتتبع المعرض مسيرة مروان الاستثنائية، بدءاً من أعماله التشكيلية المبكرة في ستينيات القرن الماضي، وصولاً إلى سلسلة الدمى المتحركة الآسرة، ولوحاته الشخصية الأيقونية، حيث يصبح الوجه البشري مرآةً وأرضاً في آنٍ واحد. يجمع هذا المعرض الاستعادي أعمالاً تغطي ممارسات مروان الفنية منذ بداياته في سوريا، إلى جانب أعمال تُوثّق حياته في ألمانيا.
وُلِد مروان (1934 - 2016) في سوريا، وانتقل إلى ألمانيا أواخر خمسينيات القرن الماضي، فتوجه أولاً إلى برلين، ثم إلى دريسدن، وتأثر بالموجة بالتعبيرية الألمانية، محتفظاً في الوقت نفسه بهويته السورية من خلال تفاعله مع الصراعات السياسية العربية وقضايا حقوق الإنسان.
وبدقته الفنية، اشتهر مروان بلوحاته الشخصية والوجوه والرؤوس، التي تتحول إلى مناظر طبيعية متموجة - وهو موضوع استمر طوال مسيرته الفنية - حققه من خلال وضع طبقات من الطلاء، مستحضراً دقة الجلد، باستخدام أربعة أو خمسة ألوان فقط. باستكشافه المتكرر للرأس كتضاريس، شعر أنه «يُنقّب» في هذه المواقع، وعبّر في مناسبات عديدة عن أنه «يرسم الأرواح».
يُعد عمل مروان جزءاً من الحركة الوطنية السورية والصور القومية العربية، ويرتبط بالحوار الأوسع بين الأرض والهوية الذي ارتبط تاريخياً بالشعر الصوفي. يعلق منسق المعرض الدكتور رضا مومني قائلاً: «معرِض (مروان: روح في المنفى) مُخصص للرؤية الفريدة لمروان قصاب باشي. كان مروان فناناً أصيلاً بعمق، وقد أعاد عمله المؤثر والمتميز، الذي صاغه تراثه السوري ورحلته الفنية في ألمانيا، تعريف فن البورتريه مساحةً للاستكشاف النفسي والتجريب الجمالي.
يُعدُّ مروان على نطاق واسع أحد أهم الفنانين العرب، حيث أعاد ابتكار فن البورتريه من خلال ممارسة تأملية واستبطانية، ورسخ مكانته واحداً من أبرز فناني المشهد الفني الألماني المعاصر. ومن المقرر أن يكون هذا المعرض الاستعادي الأكثر شمولاً حتى الآن ولحظة حاسمة في تقدير إرث مروان.
توجد أعمال الفنان مروان في مجموعات عامة في كل أنحاء العالم، بما في ذلك «مؤسسة برجيل للفنون، الشارقة؛ مؤسسة دلول للفنون، بيروت؛ غاليري برلين، برلين؛ مركز بومبيدو، باريس؛ متحف شتادل، فرانكفورت أم ماين؛ جوجنهايم أبو ظبي، أبو ظبي؛ دارة الفنون، عمان؛ المتاحف الحكومية في برلين؛ المتحف الثقافي البروسي، برلين؛ المتحف الوطني بدمشق، دمشق؛ تيت مودرن، لندن؛ المتحف البريطاني، لندن؛ معهد العالم العربي، باريس؛ متحف كارنيجي للفنون، بيتسبرغ؛ مركز خليل السكاكيني الثقافي، رام الله؛ متحف الفن المعاصر، شيكاغو. متحف الفن الحديث، مدينة نيويورك؛ مؤسسة الشارقة للفنون، الشارقة؛ ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث، الدوحة». معرض «مروان: روح في المنفى» من 16 يوليو إلى 22 أغسطس (آب).

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
الحرب بين جاسم الصحيّح وبريخت
كتب الشاعر السعودي جاسم الصحيّح مؤخراً نصّاً شعرياً يصوّر فظاعات الحروب ووجهها القبيح، قائلاً: «الحربُ حين تجيءُ/ تمحو الفرقَ ما بين السنابلِ والقنابلْ/ والحربُ حين تُسِيءُ/ تختطفُ البنفسجَ من حقول الورد/ تختطفُ الوضوءَ من الجداولْ/ والحربُ حين تُضِيءُ/ تُطفِئُ شعلةَ الأحلامِ في دَمِنا/ وأحلامَ المشاعلْ/ والحربُ حينَ تفيءُ/ تحتاجُ اعتذاراً باتِّساعِ (البحرِ)/ عَلَّ خطيئةَ (الحيتانِ) تغفرُها (السواحلْ)». تُذكِّرنا هذه القصيدة بنصٍّ شعريٍّ كتبه الشاعر الألماني الشهير برتولت بريخت عام 1938، وحمل عنوان «غلطة الجنرال»، وجاء كردٍّ على صعود النازية وارتفاع نبرة الحرب التي كانت تمجّد القادة وتُخفي فظاعة الموت. يقول بريخت: «يا جنرال، دبابتك آلة جبارة/ تسحق الغابات وتدهس مئة رجل./ لكنّ فيها عيباً واحداً:/ تحتاج إلى سائق./ يا جنرال، قاذفتك سريعة مدمِّرة/ تسبق العاصفة وتحمل أطنان الموت./ لكنَّ فيها عيباً واحداً:/ تحتاج إلى ميكانيكي./ يا جنرال، الإنسان مفيدٌ جداً./ يمكنه الطيران، ويمكنه القتل./ لكنَّ فيه عيباً واحداً:/ إنه يُفكّر». اشتهر بريخت بقصائده السياسية، وقصائده كانت تمثل إدانة صارخة للحروب، بلغة تبدو أحياناً ساخرة، وكان يهزأ من اندفاع زعماء أوروبا نحو الحروب وعدم العمل على تجنبها، وهو القائل: «أسوأ الأميين هو الأميّ السياسي»، لذلك يوجه نقده إليهم مباشرةً: «حين يتحدث الزعماء عن السلام/ يعرف العامّة أن الحرب قادمة.../ حين يلعن الزعماء الحرب/ يكون أمر التعبئة قد وُقع (...) على الحائط كتابةٌ بالطباشير: (هم يريدون الحرب)/ ومن كتبها سقط صريعاً». في غياب المحاسبة، يكون الشعر محكمة أخلاقية. يقف الشاعر شاهداً على الجرائم، وضميراً حياً في وجه الصمت العالمي. يقول جاسم الصحيّح في قصيدة بعنوان «الحرب حينما تبتسم»: «منذ دهرٍ/ وما زلتَ ترضع منِّي دمي/ أيُّها الصَّيرَفِيُّ النَّهِمْ/ منذ دهرٍ/ وما زلتَ ترضع منِّي دمي/ دون أن تَنفَطِمْ/ أنتَ لستَ هنا/ آدمَ الكائنات الجديدَ/ ولستُ أنا/ آدمَ العالَم المُنصَرِمْ/ ولكنَّها الحربُ يا قاتلي حينما تبتسمْ!». مِثْلُ هؤلاء الشعراء استخدموا الكلمات لنقل رعب الحرب وصوَّروا فظاعات الحروب بلغةٍ حيَّةٍ تنفذ إلى الوجدان، لم يكتفوا بوصف الدم والدمار، بل التقطوا الألم الإنساني من زواياه المتعددة، فالشعراء كثيراً ما ينزعون قناع المجد عن الحروب، حينما يهملون دعاوى النصر الخاوية التي يطلقها قادة الحروب ويكتبون عن جثث الأطفال وصرخات الأمهات، بعيداً عن الأمجاد الزائفة التي تبررها، يقول بريخت: «من في القمة يقولون: هذا طريق المجد/ من في القاع يقولون: هذا طريق القبر». هكذا الحرب، إذن؛ الجنرال يبني نصباً تذكارياً... والجندي يبني قبراً. أو كما صرخ زهير بن أبي سلمى، في وجه قومه، أيام «داحس والغبراء»، قائلاً: «وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ/ وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ/ مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَة/ وَتَضْرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ».


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
جف دمعي وانا ابكيك
يا تين يا رمان يا لذة التوت تعال شوقي بالمحبه يناديك اسمك بوسط القلب ساكن و منحوت يا كبر قدرك وسط عينين مغليك في غيبتك كلي مشاعر ومكبوت يكفي عذابن منك ربي يخليك عقبك شجن هليت دمعي على النوت وش فيك تسفه بالغلا صوت حاديك قلي وش اللي عن عيوني مخفّيك ما كنت افكر حزني ف يوم بيفوت الا بيومن جف دمعي وانا ابكيك أحمد بن محمد أبانمي


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
أحاسيس وقوافٍسهر ودموع
حين تقرأ الإحساس الراقي تشعر بأهمية تلك المشاعر الشفافة، وبشموخ الموهبة، وروعة الإبداع.. فتبقى تلك الأحاسيس والقوافي الجميلة تخاطب عقولنا، وتسكن قلوبنا، ويحلو لنا ترديدها، فالأحاسيس.. هي عاطفة إنسانية تنبع من الأعماق، وتنبض بها القلوب، وتترجمها القوافي، فنستمتع كثيراً عندما نقرأ أو نسمع تلك الروائع ومنها هذه الأحاسيس النقيّة لشاعر المحاورة زيد سلمي العضيلة: أنا البارحه ونيت يوم العباد هجوع سرى الليل عيني نومها ما تهنت به الا وعنا عينٍ جداها سهر ودموع ليا اكتض ناظرها من الدمع هلت به على اللي شعا قلبي ومن شوفته ممنوع بعد ما غلاه عروق قلبي تغذت به سقاني بكاسٍ فيه سم الغلا مجموع شربته وكل عروق جسمي تساقت به صبور على فرقاه غصبٍ بليا طوع وسود الليالي غيبتبه والا جت به صبري قضى والوصل من بيننا مقطوع ولا أدري عن الأيام وش عاد سوّت به متى الله يلم الشمل يابو ثلاث اردوع وتفرح بشوفك عين ما عاد فرحت به عيون الحزين العاشق الصابر المليوع دروب الوسيعه عقب فرقاك ضاقت به تحمّلت صبر فراقكم والفراق يروع وعزّي لمن دورات الأيام دارت به..