الكاتب روشان الكايد يكتب: سوريا لن تتعافى بالمحاصصة بل بالمصالحة
ما تعانيه سوريا منذ سنوات ليس مجرد صراع سياسي أو أمني، بل أزمة هوية وطنية، وانقسام في الولاء، وتشظٍ في البنية الاجتماعية عمّقته الطائفية وأشعلته القبلية، حتى باتت سوريا مهددة لا من الخارج فقط، بل من داخلها المفكك .
لقد أُنهك السوريون من الحرب، لكن ما أنهكهم أكثر هو الانتماء الضيق الذي تجاوز الوطن، وتغلغل في النفوس حتى باتت الطائفة مقدّمة على الدولة، والقبيلة أعلى من القانون، والانتماء الفئوي أشد رسوخاً من الانتماء الوطني .
إن وحدة الصف لم تعد خياراً تكتيكياً، بل أصبحت ضرورة وجودية لبقاء الدولة، وإعادة بناء الثقة بين مكونات الشعب السوري .
فمن دون هذه الوحدة، لا يمكن استعادة السيادة، ولا بناء مؤسسات حقيقية، ولا إطلاق مشروع تنموي يعيد الحياة إلى بلد أنهكته الفوضى .
الطائفية لا تصنع أمناً، بل تصنع مليشيات، والقبلية لا تبني دولاً، بل تحاصرها في زوايا الولاء والانقسام .
وما من قوة خارجية استطاعت التغلغل في سوريا إلا عبر هذه الثغرات، فحين تتفتت الجبهة الداخلية، يصبح الوطن مكشوفاً، وتتحول الساحات إلى ساحات نفوذ .
لقد آن الأوان لخطاب وطني جامع، يعلو فوق الأصوات التي تغذّي الانقسام، ويتجاوز منطق المحاصصة الطائفية والمنطقية .
خطاب يعيد الاعتبار للمواطنة المتساوية، ويؤسس لعقد اجتماعي جديد لا يُقصي أحداً، ولا يُخيف أحداً، ولا يمنح امتيازاً لطائفة على حساب أخرى .
سوريا تحتاج إلى إرادة داخلية صلبة، لا ترتبط بالخارج، ولا تستقوي به، بل تستند إلى قناعة وطنية بأن لا مستقبل لأي مكون من دون المكونات الأخرى، وأن وحدة المصير تفرض وحدة القرار، ووحدة الرؤية، ووحدة الصف .
ولن يكون ذلك ممكناً دون إعادة النظر في الثقافة السياسية السائدة، وتنقية الخطاب الديني والإعلامي من رواسب التحريض والتخمين .
كما لا بد من مراجعة وطنية شاملة تعترف بالأخطاء، وتنفتح على المصالحة، وتُبنى على أساس العدالة لا الانتقام، والكرامة لا الإذلال .
لقد دفع السوريون ثمناً باهظاً لانقسامهم، وآن لهم أن يدركوا أن الخلاص لا يكون بمزيد من الاستقطاب، بل بخطوة شجاعة نحو الآخر، ونحو الدولة الجامعة، التي تحمي الجميع وتساوي بينهم .
ففي النهاية، سوريا لن تُبنى بالسلاح، بل التسامح
ولن تتعافى بالمحاصصة، بل بالمصالحة، ولن تتقدم بالأحقاد، بل بالأمل .
#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 20 دقائق
- سرايا الإخبارية
"إعلان نيويورك" .. توافق على إنهاء حرب غزة وتسوية سلمية للقضية الفلسطينية
سرايا - أعلن البيان الختامي للمؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين والمنعقد في الأمم المتحدة بنيويورك، الثلاثاء، الاتفاق على اتخاذ "خطوات ملموسة" و"مرتبطة بإطار زمني ولا رجعة فيها" من أجل تسوية قضية فلسطين. وأشار "إعلان نيويورك" إلى قرار دراسة إنشاء بنية أمنية إقليمية، في سياق قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، توفّر ضمانات أمنية للجميع، داعياً إلى إنشاء لجنة إدارية انتقالية فوراً بعد وقف إطلاق النار لتولي إدارة شؤون غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية. واتفق المشاركون أيضاً على اتخاذ إجراءات جماعية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتحقيق تسوية عادلة وسلمية ودائمة للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، استناداً إلى تنفيذ حل الدولتين، وبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين وجميع شعوب المنطقة. وصدر الإعلان عن رئاسة المؤتمر بقيادة فرنسا والسعودية، والرؤساء المشاركين لمجموعات العمل وهي: البرازيل، وكندا، ومصر، وإندونيسيا، إيرلندا، وإيطاليا، واليابان، والأردن، والمكسيك، والنرويج، وقطر، والسنغال، وإسبانيا، وتركيا، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية. "ضمانات دولية قوية" وأشار الإعلان إلى أن التطورات الأخيرة أبرزت، مرة أخرى وبشكل أوضح من أي وقت مضى "الكلفة البشرية المروعة والتداعيات الخطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي الناجمة عن استمرار هذا النزاع". بريطانيا: سنعترف بفلسطين في سبتمبر ما لم تنه إسرائيل الوضع المروع بغزة أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، أن كير ستارمر أبلغ حكومته بأن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات لإنهاء الوضع المروع في غزة. واعتبر أن "غياب الخطوات الحاسمة نحو حل الدولتين وتقديم ضمانات دولية قوية، سيزيد من عمق النزاع وسيظل السلام الإقليمي بعيد المنال". وأدان الإعلان "جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين من أي طرف، بما في ذلك كافة أعمال الإرهاب والهجمات العشوائية، والاعتداءات على المنشآت المدنية، وأعمال التحريض، والاستفزاز، والتدمير". ولفت إلى أن "أخذ المحتجزين محظور بموجب القانون الدولي. ونؤكد رفضنا لأي إجراءات تؤدي إلى تغييرات ديموغرافية أو إقليمية، بما في ذلك التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين، والتي تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني". وأدان الإعلان "الهجمات التي ارتكبتها حماس ضد المدنيين في 7 أكتوبر، وكذلك الهجمات التي شنتها إسرائيل على المدنيين والبنية التحتية المدنية في غزة، والحصار والتجويع والتي تسببت في كارثة إنسانية مدمرة وأزمة حماية". وأضاف: "لا يوجد ما يبرر الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، ونؤكد على ضرورة المساءلة". خطوات ملموسة وأكد الإعلان أن "إنهاء النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي وتنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق التطلعات المشروعة، وفقاً للقانون الدولي، لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنهاء العنف بجميع أشكاله، ووقف أدوار الجهات غير الحكومية المزعزعة، وضمان أمن الشعبين، وسيادة دولتين، وتحقيق السلام والازدهار والاندماج الإقليمي لمصلحة جميع شعوب المنطقة". وتابع: "بناء على ذلك، التزمنا باتخاذ خطوات ملموسة ومرتبطة بإطار زمني ولا رجعة فيها من أجل التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، وذلك من خلال إجراءات عملية وسريعة تحقق قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة اقتصادياً وديمقراطية، تعيش جنباً إلى جنب، بسلام وأمن، مع إسرائيل، مما يتيح التكامل الإقليمي والاعتراف المتبادل الكامل". كما اتفق المشاركون في المؤتمر على "دعم هذا الهدف، وفي إطار عملية زمنية محددة، والوصول إلى اتفاق سلام شامل وعادل بين إسرائيل وفلسطين وتنفيذه، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، بما يشمل مبدأ الأرض مقابل السلام، والمبادرة العربية للسلام، بما ينهي الاحتلال، ومعالجة جميع القضايا النهائية والعالقة، وينهي جميع المطالبات، ويحقق السلام العادل والدائم، ويضمن الأمن للجميع، ويتيح التكامل والاعتراف المتبادل في المنطقة، مع الاحترام الكامل لسيادة الدول"، بحسب إعلان نيويورك.

سرايا الإخبارية
منذ 20 دقائق
- سرايا الإخبارية
وكالات أممية تحذّر: مؤشرات الغذاء في قطاع غزة تتجاوز عتبات المجاعة
سرايا - تواجه غزة خطر المجاعة الشديد إذ وصلت مؤشرات استهلاك الغذاء والتغذية إلى أسوأ معدلاتها منذ بداية الحرب الحالية، وفق تحذير صادر من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي. يسلط التنبيه الضوء على تجاوز اثنين من العتبات الثلاث للمجاعة في أجزاء من قطاع غزة، مع تحذير برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من نفاد الوقت لإطلاق استجابة إنسانية شاملة. وذكر بيان صحفي مشترك صادر عن وكالات أممية أن 'الصراع المستمر وانهيار الخدمات الأساسية والقيود الشديدة على توصيل وتوزيع المساعدات الإنسانية، المفروضة على الأمم المتحدة، كل ذلك أدى إلى ظروف كارثية للأمن الغذائي لمئات آلاف الأشخاص بأنحاء قطاع غزة'. غزة على حافة المجاعة وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن التنبيه الذي أصدره التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي يؤكد 'ما نخشاه: غزة على حافة المجاعة'. وأضاف: 'إن الحقائق لا يمكن إنكارها وإن الفلسطينيين في غزة يعانون من كارثة إنسانية ذات أبعاد ملحمية'. وتابع: 'هذا ليس تحذيرا، ولكنه واقع يتكشف أمام أعيننا'. وأكد ضرورة أن يتحول 'تقطير المساعدات' إلى 'محيط'، وأن يتدفق الغذاء والماء والدواء والوقود 'في موجات وبدون عوائق. يجب أن ينتهي هذا الكابوس'. وقال أمين عام الأمم المتحدة إن إنهاء هذا السيناريو الأسوأ يتطلب بذل قصارى الجهود من كل الأطراف الآن. وشدد على الحاجة لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والإفراج فورا وبدون شروط عن كل الرهائن، والوصول الإنساني الكامل بدون عوائق إلى جميع أنحاء غزة. وأضاف: 'هذا اختبار لإنسانيتنا المشتركة – اختبار لا يمكننا الفشل فيه'. حرمان من الطعام لأيام متواصلة استهلاك الغذاء، وهو أول مؤشر أساسي للمجاعة، انخفض في غزة منذ آخر تحديث للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي في أيار/مايو. وتظهر البيانات أن أكثر من واحد من بين كل 3 أشخاص (أي 39% من السكان) لا يأكلون لمدة أيام متواصلة. ويواجه أكثر من 500 ألف شخص، أي نحو ربع سكان غزة، ظروفا شبيهة بالمجاعة بينما يعاني باقي السكان من مستويات الجوع الطارئة. سوء التغذية الحاد، وهو المؤشر الثاني للمجاعة، ارتفع داخل غزة بمعدل غير مسبوق. وقد زادت مستويات سوء التغذية بين الأطفال تحت سن الخامسة في مدينة غزة، بمقدار 4 أضعاف خلال شهرين لتصل إلى 16.5%. ويشير ذلك إلى تدهور خطير في الوضع الغذائي وزيادة حادة في خطر الموت نتيجة الجوع وسوء التغذية. ويزيد شيوع سوء التغذية الحاد وتقارير الوفيات نتيجة الجوع، المؤشر الثالث للمجاعة، إلا أن جمع البيانات الدقيقة في ظل الظروف الراهنة في غزة لا يزال صعبا فيما تنهار الأنظمة الصحية التي دمرتها الحرب. معاناة لا تطاق تحت أنظار العالم المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين قالت إن معاناة سكان غزة، التي لا تطاق، جلية بالفعل للعالم، وإن انتظار تأكيد رسمي لحدوث المجاعة من أجل توفير المساعدات الغذائية المنقذة للحياة أمر غير مقبول. وشددت على ضرورة إدخال فيض مستمر من المساعدات الغذائية إلى غزة فورا ودون عراقيل كل يوم لمنع الجوع الجماعي. المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف كاثرين راسل قالت إن الأطفال والرضع الهزيلين يموتون بسبب سوء التغذية في غزة. وشددت على الحاجة إلى ضمان الوصول الإنساني الفوري والآمن ودون عوائق إلى أنحاء غزة لتوسيع نطاق توصيل المساعدات المنقذة للحياة من الغذاء والإمدادات التغذوية والماء والدواء. وعلى الرغم من إعادة فتح المعابر جزئيا، فإن المساعدات التي تدخل غزة لا تشكّل سوى نسبة ضئيلة مما يحتاجه السكان الذين يزيد عددهم عن مليوني شخص. ولمجرد تلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء والمساعدة التغذوية في غزة، يتعين توفير أكثر من 62 ألف طن من الإغاثة المنقذة للحياة كل شهر. وشددت وكالات الأمم المتحدة على أهمية استئناف الواردات التجارية لتوفير التنوع الغذائي من الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان والبروتينات مثل اللحوم والأسماك. ودعت وكالات الأمم المتحدة مجددا إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار لوقف القتل والسماح بالإفراج الآمن عن الرهائن والقيام بالعمليات الإنسانية. مليون امرأة تتضور جوعا وفي بيان صحفي، قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن مليون امرأة وفتاة في غزة يواجهن الجوع والعنف والإساءة على نطاق جماعي، وإنهن يواجهن خيارات مستحيلة بين الموت جوعا أو التعرض لخطر القتل أثناء بحثهن عن الطعام. المديرة التنفيذية للهيئة سيما بحوث قالت إن نساء غزة 'يواجهن خيارات مستحيلة بين الموت جوعا في أماكن الإيواء أو الخروج للبحث عن الغذاء والماء والتعرض لمخاطر جسيمة بالقتل فيما يموت أطفالهن جوعا أمام أعينهن'. وأضافت أن هذا الوضع غير مقبول وغير إنساني. وشددت على ضرورة وقف هذه المعاناة فورا، ودعت إلى ضمان الوصول الإنساني بدون عوائق على نطاق واسع والوقف الدائم لإطلاق النار الذي يقود إلى السلام الدائم. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الأمم المتحدة وشركاؤها تمكنوا في، اليومين الأخيرين، من جلب مزيد من الغذاء إلى غزة وخاصة الدقيق، بالإضافة إلى حليب الأطفال الجاهز للاستخدام والبسكويت عالي الطاقة والحفاضات واللقاحات والوقود. ولكن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أكد أن كم البضائع الواردة لا يكفي الاحتياجات على الإطلاق. وذكر أن معظم مواد الإغاثة تُفرغ من قبل الحشود قبل وصولها إلى وجهاتها في ظل تفشي الجوع وشح الإمدادات في القطاع. وأكد المكتب الأممي أهمية استئناف الواردات التجارية بأسرع وقت. وقال إن أي عملية إنسانية لا يمكنها أن تكفي بمفردها احتياجات 2.1 مليون شخص. يذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل لمراحل الأمن الغذائي هو مبادرة عالمية تضم وكالات من الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة. ويُصنف انعدام الأمن الغذائي في خمس مراحل، أشدها هي المجاعة التي تأتي في المرتبة الخامسة.


خبرني
منذ 20 دقائق
- خبرني
إنهاء خدمات 39 موظفا في وزارة التربية
خبرني - أصدر وزير التربية والتعليم، الدكتور عزمي محافظة، قرارا بإنهاء خدمات 39 موظفا في الوزارة، وذلك بعد استكمالهم الشروط القانونية للحصول على راتب التقاعد المبكر. وأكدت الوزارة أن القرار يأتي في إطار تطبيق الأنظمة والتعليمات المتعلقة بشروط الإحالة على التقاعد، مشيرة إلى أن الموظفين المشمولين بالقرار قد بلغوا السن أو عدد الاشتراكات التي تتيح لهم التقاعد المبكر وفق قانون الضمان الاجتماعي. وطلب الوزير محافظة من الجهات المختصة في الوزارة استدعاء الموظفين المحالين للتقاعد لاستكمال إجراءات تسوية حقوقهم المالية مع المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، لحصولهم على مستحقاتهم القانونية.