
ثقافة : حسين السيد يكتب: مأساة جميلة الأندلسية
نافذة على العالم - جنى عليها أخوها عندما أشركها فى حروبه التى خاضها ضد الأمير الأندلسى "عبدالرحمن بن الحكم بن هشام"؛ إذ كان من البربر الذين نقموا على العرب؛ ولم يستفيدوا من مغانم الفتح العربى للأندلس، فتمردوا عليهم وثاروا ضدهم، وحاولوا أن يستولوا على بعض المدن النائية، فكانوا بذلك شوكة فى ظهر المسلمين، وشجعهم على هذا التمرد الأعداء المتربصون بالعرب، فأمدوهم بالعدة والعتاد، وكل ذلك لإضعاف الحكومة العربية بالأندلس وإنهاكها فيسهل القضاء عليها.
أما اسمها فهى جميلة بنت عبدالجبار بن زاقلة المصمودى، يقول عنها ابن حزم الأندلسى فى كتابه "جمهرة أنساب العرب": "وجميلة أخته المشهورة بالشجاعة والنجدة والفروسية ولقاء الفرسان ومبارزتهم فى العساكر". ولدت جميلة قبل نهاية القرن الثانى الهجرى بقليل، لم تكن فتاة شأنها شأن أى فتاة فى مثل سنها، تتفرغ لشئون البيت واحتياجاته، أو تشتهى الزواج وتكوين أسرة، لكنها عزمت على حمل السيف والمبارزة والاشتراك فى المعارك، وشدت من أزر أخيها، ولم تكن له رادعة، بل تفعل ما يأمرها به، تشد الترحال معه من مدينة إلى أخرى، لتحقيق مجد معنوى زائف، يريد أن يكون أميرا بالعافية.
ولد محمود بن عبدالجبار بن زاقلة بمدينة "ماردة" وهى مدينة يكثر بها البربر، وكان شجاعا فارسا مقداما وزعيما قويا، ونظرا لطموحه الكبير فى أن يصبح حاكم المدينة، انضم إليه البربر، وسرعان ما كونوا جبهة بقيادته، وبالطبع كانت معه الجميلة "جميلة" أخته، وأعجب البربر بها نظرا لجمالها وشجاعتها وبراعتها فى النزال والقتال، وهو ما جعل الأنصار يلتفون حول محمود، ويباركون بيعته، ويصيرونه أميرا عليهم، كتب عنها مؤرخ الأندلس الشهير "محمد عبدالله عنان" مرتين، الأولى فى كتابه "دولة الإسلام فى الأندلس" الجزء الأول، وجاء ذكرها فى الكتاب مقتضبا، عدة أسطر قليلة، والثانية بمجلة الهلال فى عدد سبتمبر 1956، وأفرد لها مقالة بديعة، ومنها هذا الوصف:"ربعة القوام، تمتاز بحسنها الباهر، وحركاتها الرشيقة، ذات بشرة ناصعة ناعمة، وعينين خضراوين نجلاوين، وشعر غزير أسود، يتهدل على كتفيها، وكانت تهيم منذ حداثتها بركوب الخيل والتجريب على الطعان، وتلازم أخاها فى معظم ركباته وجولاته وصولاته".
لم تكن جميلة تؤمن بفكرة شق عصا الطاعة، أو تمزيق شمل المسلمين، أو تفريق وحدتهم، أو الخروج على الحاكم، فقد ذكر "ابن القوطية"، صاحب كتاب الأفعال وتوفى 367 هـ، فى كتابه "تاريخ افتتاح الأندلس" تحقيق إبراهيم الإبيارى، أن جميلة كانت تدعو إلى الطاعة، وأن أخاها محمود كان يدعو إلى الخلاف والمعصية، هذا وقد وردت جميلة عند ابن القوطية باسم "جَملة".
ثار محمود بن عبدالجبار على والى "ماردة"، مروان الجليقى، وقتله، واستولى على المدينة، فأرسل أمير الأندلس عبدالرحمن بن الحكم الحملات المتوالية، لمعاقبة هذا المتمرد الخائن، لكن الحملات تفشل فى ردع محمود، فيضطر عبدالرحمن إلى أن يسير بنفسه ليؤدبه، ويهرب محمود ومعه أخته جميلة وصديقه سليمان بن مرتين وهو من المولدين، أصحاب البلد الذين أسلموا. ولا يستقر محمود فى مكان بعينه وإنما يعتمد على الإغارة على المناطق القربية من ماردة.
لم يرعوِ محمود، ولم يكتف بما حدث له من البعد عن الديار، وتشتيت كلمة المسلمين، وهو يدرك أنه معول هدم يستخدمه ملوك الإفرنج لإضعاف الدولة الإسلامية بالأندلس، ومن الجائز أن أخته جميلة قد طالبته بالكف عن الإغارة على المسلمين، وطالبته بالامتثال لأمير البلاد، لكنه لم يأخذ بنصيحتها، بل أمرها أن تمتثل هى لأوامره، وأن تساعده على استرداد حقهم، حق البربر الذين ساعدوا العرب على فتح الأندلس، ثم يأتى هذا الطريد عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان بن الحكم الأموى، ليستولى على الأندلس بعد أن قُطِع دابر دولته فى المشرق، كيف يعقل يا أختاه؟! إنه حقنا وحق آبائنا الذين استشهدوا فى هذا الفتح، ساعدينى يا بنت أبى، ولا مانع من الاستعانة بملوك الإفرنج، وبعد ذلك نحارب الإفرنج، وإذا كنا قد هزمناهم قبل ذلك فنحن قادرون على إلحاق الهزيمة بهم مرة أخرى.
وهنا سكتت جميلة أو كفت عن نصح أخيها، لعله يكون على الصواب، وامتنعت عن الزواج أو لم يكن يشغل بالها أو حتى تفكر فيه رغم كثرة محبيها، وإنما المهم عندها أن يصبح أخوها أميرا على منطقة ما، وقد يأتى يوم يكون فيه الحاكم الأوحد للأندلس.
حسين السيد
جمَّع محمود شمله، وبدأ يعد العدة من جديد للهجوم على مدينة "باجة" وهى مدينة بعيدة الأطراف عن الحكومة المركزية، ومن ثم يمكن أن يتغلب عليها بمنتهى السهولة لصعوبة وصول المدد والمؤن إليها، ولا شك فى أن "جميلة" ساعدته فى حملته على المدينة، فلم يتمكن محمود من المدينة بسهولة، بل خاضت حربا ضروسا ضده، وكان الفيصل فى هذه المعركة هو تدخل جميلة الحاسم، ويصف لنا "ابن حيان" الأندلسى، توفى 469 هـ أى من المعاصرين لابن حزم 456 هـ وابن عبدالبر 463 هـ - طبيعة هذا التدخل، فى كتابه "المقتبس فى تاريخ أهل الأندلس - السفر الثانى" تحقيق الدكتور محمود على مكى؛ إذ أمر محمود النساء اللائى يصحبن جيشه أن يسبلن شعورهن ويركبن الدواب ويحملن السلاح؛ بحيث يظهرن وكأنهن جيش آخر، فيدب الضعف والوهن فى قلوب أهل باجة، وهو ما حدث بالفعل، فبعد انتهاء المعركة بين الجيشين، ظهر جيش النساء الذى كانت تقوده جميلة، رافعة علم أخيها، ومن ثم انتصر محمود واستولى على باجة، وتناقل الناس فى أنحاء الأندلس أخبارها ومغامراتها، متعجبين من امرأة تتمتع بجمال وافر وأى جمال وتحمل السلاح وتمتطى الجياد وتبارز فى الميدان، ما لك ولهذا يا جميلة!
لكن الحكومة المركزية لم توافق على استيلاء محمود على المدينة، فجهزت الجيوش وسيرتها لاستردادها، وفى كل مرة يكون النصر حليفا لمحمود وجميلة، إلى أن سار عبدالرحمن بن الحكم بنفسه هذه المرة للقضاء على الثائر الخارج عن القانون سنة 220 هـ، وأدرك محمود أن ملاقاة الأمير فى معركة بينهما لن تكون فى مصلحته، فترك "باجة" وأخذ أتباعه وفر إلى الجبال، ولم يستطع جيش الأمير أن يقتص منه، لكن محمود شعر بحرج موقفه، فقرر أن يرحل بحاشيته إلى ألفونسو الثانى ملك جليقية، طالبا حمايته وأن يكون تحت رعايته، فسُرَّ الملك بذلك الطلب، لعلمه أنه سيكون شوكة فى حلق الأمير عبدالرحمن بن الحكم.
أكرم ألفونسو الثانى وفادة محمود وأخته جميلة، وعاش بعضا من الوقت فى دعة وسكون، لكن جميلة الفارسة النبيلة لم يعجبها هذا الوضع، وحثت أخاها على أن يهرب بها إلى أرض الآباء والأجداد، ماردة، وقال لها محمود: أختاه، نحن الآن نعيش فى أمان، وليس من مصلحتنا العودة إلى ماردة، أنسيتِ ماذا فعلنا بالمدينة؟! لقد قتلنا واليها، ونهبنا وسرقنا، كما استولينا على مدينة باجة بعد حرب كنتِ أنت بطلتها أختاه، وفعلنا ما فعلناه فى المدينة من قتل وتخريب وتدمير، وهزمنا جيوش الأمير بن الحكم، إلى أن جاء بنفسه ليحاربنا، وبعد كل هذا تريدين العودة إلى الديار! ماذا ينقصنا هنا يا حبيبة قلبى!
وهنا انفصلت جميلة عن حديث أخيها، وراح خيالها يطوف بعيدا وبعيدا، وتسأل نفسها: حقا لا ينقصنى شىء؟! أنت لا تدرى شيئا يا محمود، لقد نسيت نفسى معك يا أخى، ولم أفكر قط فى مصلحتى، العمر يجرى وأنا لم أحقق مرادى، هل أحببت رجلا؟ لا، هل أحبنى رجل؟ نعم، عشرات بل مئات، إنهم من رجالك يا أخى. إننى أفتقد رجلا يا محمود، أريد رجلا يختاره قلبى، أريد أن أحب مثل كل الفتيات، إن من فى سنى تزوجن وأنجبن أطفالا صاروا الآن فى مطلع الشباب، وأنا ما زلت عذراء، يقولون عنى: جميلة العذراء. هل كُتِبَ علىَّ أن أموت عذراء؟ هل كُتِبَ علىَّ القتال ومبارزة الرجال طول العمر؟ لقد أخطأت يا أخى فى تصرفى هذا، ما لى ولهذه الأعمال الشاقة التى يفر منها أعتى الرجال! إننى امرأة وفى غاية الجمال كما يقولون، لماذا لا أعيش فى قصر هادئة البال؟ لا، لا أريد قصرا، أريد كوخا من القش، أريد الراحة يا أخى، أنا لم أنعم بالراحة منذ أن سرت فى ركابك، أنت حطمتنى يا أخى...
وفاقت جميلة على صوت أخيها، وهو يقول: جميلة، جميلة ما بك؟
وطالبته بأن يتجه بها إلى ماردة، وقالت: محمود، اكتب إلى الأمير عبدالرحمن طالبا منه الصفح عنك، إننا هنا أغراب، هذه ليست بيئتنا، ونعيش مع رجال ليسوا على ديننا، أنا أخشى على نفسى إن متَّ أنت يا أخى، ماذا أفعل؟ هل تريدنى أن أتزوج نصرانيا؟! اكتب له لعله يعفو عنك.
وأطرق محمود مليا يفكر فيما وصلت إليه حاله وحال أخته، وكيف هانت عليه نفسه أن يعيش ذليلا فى أرض غريبة عليه! كيف سمح لنفسه بأن يتعاون مع الكفرة ضد إخوانه المسلمين! إنه يتذكر الآن كيف استشهد أجداده فى فتح الأندلس، وكيف رووا بدمائهم الذكية هذه الأرض الطيبة، أبسبب البحث عن مغانم الفتح يضع يده فى يد هؤلاء الأنجاس! ويقول لنفسه: آه يا محمود! أنت أشقى الناس الآن، أختك تعيش فى أرض النصارى، ماذا يحدث لها إن متُّ، أتتزوج علجًا نصرانيا؟ لو كان أبى حيًّا لقتلنى، أنا رجل مسلم وأختى مسلمة، والإسلام لا يبيح زواج المسلمات من النصارى الكفرة، أين النخوة يا محمود؟ أين طابع البربر الحامى؟ لقد أصبحت بارد الدم مثلهم، وشيئا فشيئا سأكون مثلهم على ملتى، يا لخيبتى! إن الفرصة مازالت سانحة أمامى، سأطلب إلى أمير الأندلس المسلم الصفح والعفو والسماح، والله لو حدث وعدت إلى ديار الإسلام لأصبحت جنديا من جنوده، ولدافعت عن الديار، وغزوت الفرنج وغيرهم من الأعداء. إن الأمير سيعطينى الأمان، ما علىَّ إلا الكتابة إليه.
والتفت محمود إلى أخته، وقال: أريد منك أن تسامحينى يا جميلة، لقد جنيت عليك، وحكمت عليك بالشقاء، ومن أجل هذا سأفعل ما يرضيك ويرضينى، سأكتب إلى أمير الأندلس، وسنعود إلى ديارنا، أنا بحاجة إلى عفوك أولا يا بنة الأب. وانهار محمود فى البكاء، وقبَّل يد أخته التى كانت دائما ما تنقذه، وحان دوره لإنقاذها من أن تكون فريسة لواحد من هؤلاء النصارى.
أرسل محمودا خطابا إلى الأمير عبدالرحمن بن الحكم، يطلب إليه أن يسامحه وأن يعطيه الأمان، وبالفعل وافق الأمير المسلم على طلب محمود، كما وعده بأن يجزل له عطاءه، ويعيش حياة كريمة، واتفقا على موعد العودة. وأخبر محمود أخته جميلة بالذى دار بين الأمير وبينه، وأن الأمير موافق على عودتهما إلى أرض الوطن، ولما علمت جميلة بهذا كانت أسعد امرأة فى الأندلس قاطبة، ولم لا، وها هى ستعود إلى أرض الآباء والأجداد، وستعيش حياتها بين إخوانها المسلمين، فلا خوف عليها إن مات أخوها أو رحل عنها.
وانتظر محمود الجواب الأخير من الأمير لكنه لم يأت، إذ قد وصل إلى الأمير ألفونسو الثانى، وهنا جن جنون ألفونسو، فأمر بإحضار محمود إليه، لكنه خشى على نفسه منه، فتعلل بمرضه، فأعد له ألفونسو جيشا كبيرا؛ لأنه يعلم أن محمود فارس مغوار شجاع غير هياب للموت، فدافع محمود عن نفسه وعن شرفه، وكانت جميلة إلى جواره تدافع عن نفسها وعن أخيها، وهى قد اعتادت هذه الصعاب والمواجهات، ولكن كما يقال فإن الكثرة تغلب الشجاعة، فقد قتل محمود وأشياعه، لكن جميلة لم تستسلم؛ فهى تعلم أنها إن استسلمت فستصير محظية لجثليق من جثالقة جليقية.
وفى النهاية، أسرت جميلة سنة 225 هـ الموافق لسنة 840 م، وقد تجاوزت الثلاثين بقليل، ومازالت تتمتع بالجمال البربرى الفتان، فتنافس عليها كبار نبلاء النصرانية للظفر بها، إلى أن ظفر بها نبيل منهم ولم تذكر المصادر اسم هذا النبيل، وكان محبا لها، يغدق عليها أفخر الهدايا، وتخلت جميلة عن الإسلام واعتنقت النصرانية، ولا نعرف لماذا فعلت ذلك هل بسبب الحب؟ أم الهدايا الفاخرة؟ أم الاستسلام للأمر الواقع؟ كيف قبلت جملية أن تكون نصرانية وأجدادها استشهدوا فى فتح الأندلس؟ لقد أعلنت صراحة أنها تود أن ترجع إلى ماردة، ولماذا لم تدافع عن نفسها وعن شرفها الذى دنسه نصرانى؟ كان عليها أن تقتل نفسها وهى التى قتلت مئات الرجال، أو تقتل النصرانى الذى اتخذها سبية فى أول الأمر، لكنها لم تفعل شيئا، بل خرجت من الإسلام وعاشت طويلا فى النصرانية، وأنجبت منها أبناء، ومن عقبها أسقف مدينة "شنت ياقب" سنتياجو.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 3 ساعات
- فيتو
قرارات وتوصيات خلال اجتماع مجلس إدارة صندوق الإسكان بالوادي الجديد، تعرف عليها
عقد اللواء الدكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، اليوم السبت، اجتماع مجلس إدارة صندوق الإسكان، وذلك بحضور سيد محمود سكرتير عام المحافظة ورؤساء المراكز وأعضاء المجلس. واستهل المحافظ الاجتماع بالتأكيد على جاهزية كافة الجهات المعنية والوحدات المحلية لانتخابات مجلس الشيوخ، والتنسيق لتوفير كافة الاحتياجات اللوجيستية اللازمة لضمان انتظام سير العملية الانتخابية، وتمكين الناخبين من أداء واجبهم الوطني بأمن ونظام. كما وجّه محافظ الوادي الجديد، بتفعيل مبادرات زكاة الزروع بالتزامن مع مواسم حصاد التمور والقمح؛ لدعم قيم التكافل، وتخصيص عائدها لتنفيذ خدمات عامة للمواطنين بالقرى والمدن. من ناحية أخرى، أصدر المحافظ عددًا من القرارات جاء أهمها: رفع كفاءة مبنى جريدة الجمهورية وتجهيزه كوحدات إدارية وسكنية وطرحها بالمزاد. حصر كافة الأصول الثابتة التابعة للصندوق وعرض موقف استغلالها وطرح الشاغر منها لدعم موارد الصندوق. عرض موقف سداد رسوم المنازل والأراضي الزراعية بقرى بشائر الخير ومدى جدية المنتفعين واستفادتهم منها. تخصيص المحال التجارية الكائنة بسور فندق الخارجة لصالح الصندوق، وطرحها للإيجار أو البيع. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الدستور
منذ 4 ساعات
- الدستور
كيف يتعاون اليهودى رونى الطرابلسى مع «إخوان تونس» لإشعال الفوضى فى مصر؟
اسم جديد ظهر على الساحة وسط محاولات جماعة الإخوان لإشعال الأوضاع داخل مصر، بالتعاون مع عناصر فى الخارج، مستغلين الأوضاع المأساوية التى يعيشها قطاع غزة، نتيجة العداون والحصار الإسرائيلى- وهو اليهودى التونسى رونى الطرابلسى، ويعاونه اسم آخر وهو كمال الغريبى. رونى الطرابلسى لم يبرز اسمه بصفته وزير السياحة التونسى السابق، أو أحد أبرز يهود تونس، بل بوصفه أحد الممولين والمخططين لتحركات معادية للدولة المصرية انطلقت من الأراضى التونسية مؤخرًا. «الطرابلسى» الذى شغل مناصب حساسة فى حكومة حزب النهضة الإخوانية، بات اليوم إحدى الحلقات النشطة فى التنسيق بين فرع الإخوان التونسى، وممولين يهود فى أوروبا، بهدف إثارة الفوضى فى مصر عبر واجهات إنسانية مزيفة مثل «قافلة الصمود إلى غزة» أو «التظاهرات ضد السفارة المصرية». من هو رونى الطرابلسى؟ رونى الطرابلسى هو رجل أعمال تونسى يهودى ولد فى جزيرة جربة، وعين وزيرًا للسياحة فى حكومة يوسف الشاهد سنة ٢٠١٨، وكان تعيينه آنذاك مثار جدل كبير، ليس فقط بسبب طائفته، بل أيضًا بسبب علاقاته المعقدة مع شبكات المال والأعمال العابرة للحدود، خاصة تلك الممولة من يهود أوروبا والمتحالفة مع الإسلام السياسى. والده، بيريز الطرابلسى، كان رئيس الطائفة اليهودية فى تونس لعقود، وكان مقربًا من النظام السابق، لكنه احتفظ بنفوذه بعد الثورة، ما منح ابنه امتيازات نادرة. وخلال فترة وجوده بالحكومة، أظهر «الطرابلسى» مواقف مائعة تجاه قضية التطبيع مع الكيان الصهيونى، كما التقى فى مناسبات عديدة مسئولين إسرائيليين تحت لافتة «دعم السياحة الدينية»، وحرص على تغليف تحركاته بعناوين دبلوماسية وثقافية. الصعود مع حركة النهضة رغم انتمائه الظاهرى للتيار «المدنى»، فإن «الطرابلسى» كان أحد الأسماء التى فرضها حزب النهضة على حكومة «الشاهد» ضمن صفقة تقاسم السلطة، وكان راشد الغنوشى، زعيم الحركة، يدافع باستماتة عن استمرار «الطرابلسى» فى منصبه، رغم الاعتراضات الشعبية. ولعب «الطرابلسى» دورًا مهمًا فى تسهيل تحركات مشبوهة لعناصر إخوانية عبر مطارات تونس، خاصة خلال سنوات ما بعد ٢٠١٣، وكان يستخدم شبكة علاقاته فى فرنسا وإيطاليا لنقل الأموال وتغطية أنشطة تحت لافتات «السياحة» و«الثقافة اليهودية». لماذا تستهدف هذه الشبكة مصر؟ الهجوم على مصر كان لأسباب متعددة، وهو ثأر أيديولوجى من سقوط حكم الإخوان فى مصر، ومحاولة تشويه القيادة المصرية فى الشارع العربى عبر اللعب بورقة غزة، رغم أن القاهرة تعد اليوم المنفذ الإنسانى الوحيد لسكان القطاع. والمفزع فى المشهد أن التحالف بين رجل أعمال يهودى مثل «الطرابلسى»، ورجال أعمال محسوبين على «النهضة» مثل «الغريبى»، يضع علامات استفهام حول أدوار إسرائيلية أو استخباراتية خفية فى عمليات التمويل والتوجيه. فرفع علم إسرائيل فى الوقفة التى نظمت أمام السفارة المصرية بتونس، والتعامل معها كأنها العدو، بدلًا من الاحتلال الإسرائيلى، يكشف عن أن المخطط ليس فقط سياسيًا، بل يتضمن تواطؤًا استخباراتيًا وتبادل مصالح بين خصوم مصر، بما فى ذلك جهات صهيونية وجماعات إسلامية متشددة. إن ما حدث أمام السفارات المصرية، وما سبقه من تحركات منظمة عبر قنوات تمويل وتجنيد، يكشف عن أننا أمام شبكة دولية تتحرك باسم غزة، وتخدم فى الحقيقة أهدافًا عدائية تجاه مصر. «الطرابلسى والغريبى» ليسا سوى وجهين لنفس المشروع التخريبى، الذى يوظف كل شىء، من الدين إلى الطائفة إلى «حقوق الإنسان»، لإعادة إنتاج الفوضى باسم المقاومة. والأخطر أن هذه الأسماء تتحرك بحرية فى أوروبا وتعامل كناشطين، بينما هم فى الواقع شركاء فى مخطط لضرب استقرار المنطقة. نقل المشاركين فى تظاهرات السفارة المصرية بالتزامن مع القافلة، تم تنظيم مظاهرات أمام السفارة المصرية فى العاصمة التونسية، رفعت فيها شعارات تتهم مصر بـ«حصار غزة» وتدعو لـ«فتح المعبر بالقوة». ووفق مصادر موثوقة، فإن «الطرابلسى» كان أحد أبرز الممولين لهذه التحركات، حيث وفّر تمويلًا لنقل المشاركين وتوفير الإقامة لهم، بالتنسيق مع شخصيات مقربة من الإخوان التونسيين. ومن بين المشاركين البارزين فى هذه الوقفات ناشط يدعى «إيلى بن داود»، يهودى تونسى معروف بمواقفه المناهضة لمصر، سبق أن شارك فى مؤتمرات نظمها اللوبى الصهيونى فى أوروبا حول «حقوق الأقليات فى الشرق الأوسط». الدفع بوجوه يسارية فى التظاهرات المؤشرات تؤكد أن «الطرابلسى» شارك فى اجتماعات مغلقة مع قيادات من الإخوان المصريين فى إسطنبول خلال الأشهر الماضية، جرت فيها مناقشة كيفية تدويل ملف غزة وتحويله إلى أداة ضغط ضد القاهرة. وتم خلال الاجتماعات اقتراح تنظيم سلسلة مظاهرات متزامنة فى عواصم أوروبية وعربية، تمول من رجال أعمال يهود تحت عنوان «الضمير الإنسانى»، وتتصدرها وجوه يسارية أو من الطائفة اليهودية لإضفاء المصداقية الزائفة. ويبدو أن «الطرابلسى» بخلفيته «الدينية والسياسية»، جرى اختياره لتقديم هذا الخطاب الجديد، الذى يخلط الدين بالسياسة بحقوق الإنسان، ويعيد تدوير الحملة الإخوانية ضد مصر ولكن بوجوه غير تقليدية. «قافلة الصمود».. واجهة تمويل الفوضى قبل أسابيع، انطلقت من تونس قافلة تحمل شعار «الصمود من أجل غزة»، وتوجهت رمزيًا نحو معبر رفح فى محاولة لإحراج الدولة المصرية، لكن الوثائق التى حصلنا عليها تؤكد أن هذه القافلة لم تكن سوى أداة تحريضية منظمة، يقف خلف تمويلها رونى الطرابلسى، بالتنسيق مع عناصر من حركة النهضة وشخصيات تنتمى إلى ما يعرف بـ«تيار التغيير» داخل الإخوان المصريين. وشملت القافلة لافتات معادية للدولة المصرية، وتم حشد نشطاء يساريين ومؤيدين لإيران بجانب عناصر من الجماعة الإسلامية، كما جرت تغطية إعلامية لها عبر قنوات تابعة للإخوان تبث من تركيا ولندن. وكان لافتًا أن أحد أبرز المنظمين للقافلة هو الناشط الإخوانى التونسى المقيم بتركيا، يوسف زيتونى، الذى يرتبط بعلاقات مباشرة مع مكتب يحيى موسى، القيادى الهارب فى إسطنبول وأحد قادة مشروع «ميدان». «الغريبى».. الوجه الاقتصادى للإرهاب إلى جانب «الطرابلسى» يبرز اسم كمال الغريبى، رجل الأعمال التونسى المقيم فى سويسرا، الذى يمتلك شبكة علاقات واسعة فى إيطاليا وتركيا وقطر. «الغريبى» الذى يُقدَّم فى الإعلام بوصفه رجلًا إنسانيًا يعمل فى القطاع الطبى، تورط فى تنسيق عمليات إرسال مقاتلين تونسيين إلى سوريا إبان اشتعال الأزمة هناك، ونسق مع قيادات بحركة النهضة الإخوانية بين ٢٠١٢ و٢٠١٤ لتسهيل سفر عناصر تكفيرية عبر مطار تونس إلى تركيا، ومنها إلى إدلب وحلب، حيث التحقوا بتنظيمات مثل «جبهة النصرة» و«داعش». وقدم «الغريبى» دعمًا ماليًا سخيًا لعائلات «المجاهدين» فى سوريا، وبعض التحويلات كانت تمر عبر جمعيات خيرية واجتماعية مموّهة تعمل تحت ستار العمل الطبى والإنسانى. ويعد «الطرابلسى والغريبى» جزءًا من شبكة أوسع تضم رجال أعمال وتجارًا ومستشارين سابقين فى الحكومات الإخوانية، ينشطون فى أوروبا، خاصة فى فرنسا وسويسرا وألمانيا. وتتمحور خطط هذه الشبكة حول إعادة تموضع جماعة الإخوان فى تونس بعد تراجع شعبيتها، واستهداف مصر عبر حملات إعلامية وتحريض خارجى بدعوى دعم غزة، وتنشيط التحركات فى العواصم الأوروبية تحت شعارات حقوقية وإنسانية، لكنها فى جوهرها محاولة لإحراج النظام المصرى وإظهاره فى صورة «العدو لغزة». ويتم التمويل لهذه الأنشطة عبر شركات استيراد وتصدير، ومؤسسات طبية فى جنيف وباريس، يديرها «الغريبى» وآخرون مقربون من «الطرابلسى».


وضوح
منذ 5 ساعات
- وضوح
غدًا..البحوث الإسلامية تفتتح الأسبوع الدعوي بعنوان الوسطيَّة والاعتدال صمام الأمان المجتمعي
كتب محمد الهادي ايهاب زغلول تفتتح اللجنة العُليا للدَّعوة بمجمع البحوث الإسلاميَّة، غدًا في الجامع الأزهر الشريف، فعاليَّات الأسبوع الدعوي التاسع بندوة تحت عنوان: (الوسطيَّة والاعتدال صمام الأمان المجتمعي)، برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة. ويُحاضر في النَّدوة التي تُعقَد بعد صلاة المغرب: أ.د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وأ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا لشئون الدعوة. وتتناول النَّدوة عددًا مِنَ المحاور المهمَّة؛ منها: إبراز مفهوم الوسطيَّة في القرآن الكريم والسُّنَّة النبويَّة، وكيف دعا الإسلام إلى تحقيق التوازن في العبادة والمعاملات والأحكام، مع التحذير من الإفراط والتفريط، فضلًا عن استعراض تطبيقات عمليَّة للوسطيَّة في الحياة اليوميَّة، خاصَّةً في دراسات الشباب وعَلاقاتهم واستخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي، وكيفيَّة مواجهة الشُّبهات والأفكار المغلوطة بوعيٍ وانفتاحٍ رشيد. ومِنَ المقرَّر أن تتواصل فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي التاسع بالجامع الأزهر على مدار خمسة أيام، تتنوَّع فيها المحاور التي تُطرَح خلال النَّدوات واللقاءات الفكريَّة التي يحاضر فيها كِبار علماء الأزهر الشريف، لتشمل: الوسطيَّة والاعتدال بوصفهما صمام الأمان المجتمعي، وأثر اليقين في تحقيق الأمن النفْسي والمجتمعي، والأخوَّة والإيثار كإحدى دعائم الاستقرار المجتمعي، والأمانة والمسئوليَّة ودَورهما في صيانة الحقوق وأداء الواجبات، فضلًا عن حِفظ الأوطان بوصفه مِنْ مقاصد الشريعة.