
الرئيس السوري يتحدث عن زوجته (فيديو)
أثار الرئيس السوري أحمد الشرع تفاعلا واسعا، خاصة على مواقع التواصل، بحديثه عن زوجته لطيفة الدروبي، حين قال إنها عاشت معه في "مغارات وأماكن صعبة"، وإنهما تنقلا بين 49 منزلا خلال الـ14 عاما الماضية.
وجاءت تصريحات الشرع خلال لقاء جمعه، أمس الأحد، وزوجته مع وفد من النساء السوريات في دمشق، ضمن الاحتفال بعيد الأضحى 2025، بحسب فيديو نشرته وكالة الأنباء السورية "سانا"، وتم تداول اللقاء بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي.
"تحمّلت معي ظروفاً صعبة جداً".. حديث وفاء من السيد الرئيس أحمد الشرع عن عقيلته السيدة لطيفة الدروبي #الإخبارية_السورية pic.twitter.com/wPL0kkFjRc
— الإخبارية السورية (@AlekhbariahSY) June 8, 2025
وأضاف الرئيس السوري: "إذا أحببت أن أستذكر بعضا من تجربتي الخاصة، فزوجتي العزيزة كانت معي كل هذه الفترة الصعبة التي مررنا بها، ربما تزوجنا في ظروف غير عادية سنة 2012.. أعتقد غيرنا 49 بيتا، خلال الفترة الماضية، بمعدل منزل كل 3 أشهر، والمرأة صعب عليها هذا الأمر".
وأردف الشرع: "عشنا في أماكن صعبة جدا، عاشت معي في مغارات وعاشت معي في المداجن أيضا، وعاشت معي في أماكن جيدة في نفس الوقت حسب ظروف العمل، حاولت معها كثيرا أن تغادر إلى مكان آخر أكثر أمنا هي والأطفال، لكنها كانت دائما ترفض وبقيت صامدة".
استقبل رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع، وعقيلته السيدة لطيفة الدروبي، وفداً نسائياً من كافة المحافظات السورية قدّم التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك #رئاسة_الجمهورية_العربية_السورية pic.twitter.com/iyzkGkF8t9
— رئاسة الجمهورية العربية السورية (@SyPresidency) June 7, 2025
وأضاف: "اليوم نحن جالسون هنا، لكن قبل أن نصل إلى هذا المكان مررنا بظروف قاسية جدا، وفي كل مرحلة، في كل لحظة كانت بجواري صامدة، أسأل الله أن يأجرها كل خير، وأن تكون ثابتة، وإن شاء الله نستمر في المرحلة الثانية من هذه المسيرة في بناء البلاد وتطويرها، وأن يكون دور المرأة أساسيا في هذا المكان".
ويشغل أحمد الشرع منصب رئيس الجمهورية السورية منذ 29 جانفي الماضي، وهذا بعد سقوط نظام بشار الأسد يوم الثامن من نفس الشهر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


إيطاليا تلغراف
منذ 2 ساعات
- إيطاليا تلغراف
في اطار الدفاع عن القضية الوطنية مؤسسة المهرجان المغربي الإيطالي توقع 'اتفاقية اطار لاهداف مشتركة' مع مؤسسة فرنسيةبمدينة بوردو
إيطاليا تلغراف وقعت مؤسسة المهرجان المغربي الإيطالي وجمعية رباط الفتح مساء امس الثلاثاء اتفاقية شراكة وتعاون مع المؤسسة الفرنسية للتنمية والبيئة. والسلام بمقر القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة بوردو بفرنسا. ويترأس المؤسسة الفرنسية هوبر سيون و جمعية رباط الفتح للتنمية السيد عبدالكريم بناني و جمعية المهرجان المغربي الايطالي السيد عبدالله خزراجي، وتهدف هذه المؤسسات من خلال هذه الاتفاقية الى وضع آليات دائمة لتبادل التجارب والخبرات من اجل دعم القضية الوطنية في المحافل الإقليمية والدولية. وبهذه المناسبة أكد السيد هوبر سيون ان مؤسسته تساند بشكل دائم مبادرة الحكم الذاتي و اشار الى لقاء السمارة الذي تعمل مؤسسته على تنظيمه منذ سنوات وقال إنه دليل على ان السياسة الحكيمة لجلالة الملك تتميز بالحكمة والواقعية ونحن نساند هذه التوجهات التي تخدم الامن والسلام في المنطقة بما يعزز الاستقرار في المنطقة المتوسطية ويدعم التعاون شمال جنوب. اما السيد عبدالكريم بناني فاكد على دور الديبلوماسية الموازية الحقيقية في تحسيس المؤسسات خارج التراب الوطني باهمية القضية الوطنية ودعا الى تعميق التعاون بين جمعيات المجتمع المدني ونظيراتها عبر العالم لدعم الدبلوماسية العامة المؤيدة للقضية الوطنية. وبدوره قال السيد عبدالله خزراجي أن هذه التجارب غنية وثمينة ينبغي استثمارها في اطار مبادرات مشتركة بين هذه المؤسسات ودعا الى اشراك مغاربة العالم في اطار برامج الدبلوماسية العامة و الناعمة والفاعلين غير الحكوميين لدعم قضية الصحراء المغربية. واتفق الموقعون بمقر قنصلية بوردو على توسيع شركات تعاون و تبادل التجارب كذلك مع دول اخرى في اوربا و دول العالم. ومن جانبها أكدت السيدة نزهة الساهل القنصل العام للمملكة المغربية ببوردو هذا الصدد عن دعمها لهذه المبادرة التي تهدف بالأساس ان تكون منصة لتعزيز الحضور الثقافي المغربي بمدينة بوردو و جهة نوفيل اكيتان من خلال التظاهرات الثقافية و الفنية التي تقرب الشعوب و تبرز غنى وتنوع الهوية المغربية . 'احتضان القنصلية العامة للمملكة المغربية ببوردو لهذه المبادرة يشكل مظهرا من مظاهر تلاقح الدبلوماسية الرسمية و الدبلوماسية الموازية ونموذجا فعليا لانخراط الجالية ومكوناتها الجمعوية من خلال مشاركته الفعالة خدمة للوحدة الترابية للمملكة وتعزيز الموقف المغربي في قضية الصحراء المغربية تجسيدا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و ايده'. وبهذه المناسبة أعلن ممثلون المؤسسات المذكورة الى جانب السيدة القنصل العام على العمل على احياء اتفاقبة التوأمة بين مدينة بازاس بنواحي بوردو ، ومدينة السمارة من خلال فعاليات و مبادرات مشتركة اضافة الى مدينة ايطالية صديقة المغرب. إيطاليا تلغراف


الشروق
منذ 3 ساعات
- الشروق
إلى الأئمة الخطباء فقط!!
مما أكرم الله به الأئمة الخطباء في المجتمعات الأسلامية، فرصة مخاطبة الجماهير الواسعة بمعتقداتهم، أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر ودعوة إلى الله، وإمامة الناس في الصلاة، حيث مكَّنهم من مخاطبة هذه الجماهير مرة كل أسبوع على الأقل في خطب الجمعة، وهي فرصة لم تتح لغيرهم من الناس؛ بل هي فرصة وأية فرصة، مدة عشرين دقيقة والإمام يتكلم ويوجه ويأمر وينهى ويثني ويحتج ويغضب ويرضى… ولا أحد يقدر على أن يقول له لا أو لماذا قلت؟ أو يجتج أو يعقب أو يعترض. على رأي رآه… وهي فرصة لم تتح لرؤساء الجمهوريات ولا للملوك ولا لغيرهم!! إن خطب الجمعة من العبادات التي أوجب الله السعي إليها على الأمة الإسلامية قاطبة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة 9]، تحبيبا للمؤمنين في حضور الجُمعات وصلواتها، تثبيتا لعلاقة المسلم بربه، وإعمارا للمساجد، واجتماعا بالناس من الأقارب والجيران… وذلك مرة كل أسبوع على الأقل وجوبا، وفي الصلوات الخمس استحبابا وكذلك صلاة العيدين مرتين في كل سنة. لقد مرت الأمة بالكثير من الأزمات والاضطرابات والاهتزازات السياسية والثقافية والاجتماعية والحروب بين الأنظمة السياسية المتنافرة، في طول التاريخ وعرضه، ولم تمس هذه العلاقة المتينة بين الإمام والمسلم والمسجد، إلا في حالات خاصة عند بعض المذاهب أو في مراحل محدودة، ووفق تحكمات معينة، عندما ألغيت الخلافة وقرر مصطفى كمال أتاتورك منع الأذان بالعربية والتضييق على المساجد… في الدولة التركية الحديثة، أو عنذ بعض المذاهب التي أسقطت الجمعة بسبب غياب الإمام الشرعي…، على خلاف باقي مذاهب الأمة؛ بل عادت الأمور إلى ما كانت عليه، بعد قضاء اجتهادات أرباب المذاهب الضيقة الأفق، وشهوة أرادها العلمانيون الأتراك خلال الفترة اللادينية المتطرفة. والذي يهمنا اليوم في هذه الوقفة هو الإمام، في هذه الفرص الرائعة التي مكنه الله منها هل أخذها بحقها، وأدى ما لله عليه فيها؟ سواء في ذلك في إقامة الصلوات الخمس، أو في خطب الجمعة أو في صلاة وخطبتي العيدين، وبعبارة أخرى، هل الإمام مُقدِّرٌ لهذه الفرصة الهامة التي لم ينلها غيره، سواء في ميزان الله لكونه يقوم بفعل نيابة عن النبي، والمصلح والمبلغ عن الله، أو بالنسبة لعلاقته بالمسجد والمداومة على حضور الجماعة، وما يتبع ذلك من أنشطة… من خطب وتوجيهات ولقاءات الناس؛ بل إن الإمام الذي يقدر هذه النعمة، له فضل كبير خاصة في لقاء الناس مع بعضهم البعض، في هذه الصلوات، وفيما يتابعون من حلقات العلم التي تنظم هنا وهناك في المساجد… وما لفت انتباهي خلال هذه السنوات الطويلة –وفي السنوات الثلاثين الأخيرة-، في بلادنا الجزائر، هو غياب الأئمة المؤثرين بخطبهم الدعوية الجامعة للناس على الخير، الداعية إلى الله وإلى الإصلاح الاجتماعي عموما..، فلا نلمس أثر ذلك في الواقع في الكثير من الأحيان…، كما كان الأمر خلال ثمانينيات القرن الماضي –سنوات الصحوة- بحيث لا تترك الخطب الجمعية أثرها في نفوس الناس… فلا ندري أين المشكلة؟ أهي في الإمام الذي لا يرى في نفسه، إلا موظفا في الدولة يصلي بالناس ويخطب الجمعة ولا شيء بعد ذلك؟ أم المشكل في الجماهير التي قست قلوبها وانحرفت اهتماماتها؟ فلا يُولون الجمعات اهتماما كثيرا، ولا يذهبون إلى المساجد إلا في اللحظات الأخيرة ليشهدوا الصلاة فقط، أو يحضرون الجمعة وقلوبهم معلقة بأشياء أخرى لا علاقة لها بمتابعة الإمام، رغم أن التوجيهات الشرعية تحث الناس على الانتباه خلال الخطبة كما جاء في الحديث: 'من مس الحصى فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له'، وذلك تنبيه إلى ضرورة متابعة الخطبة لأنها تعد بمثابة الركعتين التي تتمم صلاة الظهر؛ لأن صلاة الجمعة ركعتين فقط. أم أن المشكل في الأنظمة السياسية، التي تريد من الأئمة أن يكونوا خداما لها، فلا ينبغي عليهم أن يهتموا بمهامهم كدعاة ومصلحين، وإنما عليهم ان ينفذوا ما تريده السلطات في البلاد… وهذه الاحتمالات في تقديري كلها موجودة، ففي الأئمة الكثير ممن هم ليسو في المستوى…، فعدد الأئمة بعدد المساجد، فما أظنهم يكونون في نفس المستوى الذي تقتضيه الإمامة في المجتمع؛ بل إن المؤسسات التي تُخرِّج لنا الإطارات الدينية، في الغالب لا تحرص كثيرا على تخريج المستوى الذي يرتقي إلى مكانة العرش الذي يتربع عليه الأئمة بمستوياتهم الحالية، والجمهور هو الآخر الكثير منه لو لم تكن الجمعة واجبا لما ذهب إلى المسجد أصلا، وفي ذلك الكثير من السلبيات المؤثرة على رسالة المسجد في الإصلاح الاجتماعي. رحم الله السنوات التي كانت فيها خطب الجمعة هي حديث الأسبوع… ورحم الله أيام كان الناس فيها يشدون الرحال إلى المساجد ابتداء من الساعة العاشرة من صبيحة الجمعة…، طمعا في الحصول على مكان داخل المسجد، ورحم الله مجتمعات كانت تعد الإمام هو المرجع الأول في دينها ودنياها… فالشيخ هو القاضي والمرشد والمصلح…، وفي المقابل رحمه الله زمنا كان الإمام يشعر بضرورة الدعوة إلى الله وبتبليغ رسالة الله حرصا على استقرار المجتمع وأمنه وصلاحه… حتى أن الكثير من الأئمة كانوا مصدر إلهام لأحيائهم بفضل ما يقومون به من أنشطة لصالح أحيائهم؛ بل إن هذا النوع من الأئمة لم يكونوا موظفين في القطاع، وإنما كانوا أساتذة في الجامعات وعمال بمؤسسات مختلفة، وجاءوا للقطاع الديني متطوعين في سبيل الله. لا شك أن المقصد الأول من خطب الجمعة وحضورها من السعي إلى ذكر الله الذي أمر الله به، هو التعبير عن التعبد المحض والتوجه إلى الله بهذه العبادة النوعية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة 9]، ولكن العبادات لم تشرع إلا لتحسين ما يرتبط بها تمتينا للعلاقة بالله وبالحياة والواقع والمحيط… ومن ذلك خطبة الجمعة ودورها وأثرها في البناء العقدي والفكري والثقافي للمجتمع. إن الفرصة التي أعطيت للخطيب ومُكِّن منها، لم تتح لأحد من العالمين، لا رؤساء ولا ملوكا ولا قيادات سياسية واجتماعية… ومع ذلك لم نلمس الأثر المطلوب للخطاب المسجدي في حياة الناس. ورغم صعوبة تعليل هذه الاختلالات في هذا الموضوع المتشابك، يبدو لي أن السبب يمكن تلمسه في جملة من التوجهات التي لا تليق بالخطاب المسجدي ورسالته المقدسة: أولا: أن الأئمة لا يمارسون حرياتهم ولا يتحملون مسؤولياتهم كخطباء، وإنما يمارسون مهامهم كمظفين في الدولة، ويطوعون خطبهم ويوجهونها إلى ما يرضي ضمائرهم ببث القناعات الفردية، مثل التيارات الحزبية ومثل ذلك: الفئة المدخلية، إرضاء لأرائهم الفقهية الجزئية، وأحيانا إرضاء لأولياء نعمهم من الأمراء والملوك والرؤساء، وكل من لهم علاقة بالتوجهات السياسية الفئوية… فجعلوا من خطب الجمعة مواضيع مناسبتية وموسمية وطنية ودينية وقليل من قضايا الأمة؛ بل في بعض البلاد ربما أصدرت الإدارة الوصية الخطبة مكتوبة، فلا حيلة للإمام إلا قراءة ما أرسل إليه. ثانيا: بحكم أن الإمامة وظيفة من وظائف القطاع الديني، ربما عين إمام في غير موضعه، فيكون إماما شكلا، وهو في حقيقة أمره غير مؤهل لذلك؛ لأن الإمامة لا ينبغي أن ينظر إليها على أنها مهمة بسيطة يمكن القيام بها بتوفير أبسط الشروط، كما يقول الفقهاء 'من صحت صلاته صحا إمامته'، إنما ينبغي ألنظر إليها على أنها مهمة رسالية دعوية، نيابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر ودعوة إلى الخير، وتعليما للناس وتدريبا لهم على فعل الأفضل والأولى والأصلح. ثالثا: قد يكون الخطيب ناجحا في خطابه، ولكنه بحكم تركيزه على قناعاته الفردية الجزئية الفئوية، يحرف رسالة الخطبة عن مسارها الصحيح الذي ينبغي أن تكون عليه؛ لأن رسالة الخطيب هي التركيز على الكليات الدينية الجامعة وليس الجزئيات التي من طبيعتها أنها محل اجتهاد ونظر بين العلماء، ولذلك كانت خطب البي صلى الله عليه وسلم مواعظ، حتى المأثور عنهه أنه كان يقرأ سور قاف، في خطبه؛ لأنها من السور القليلة التي تصقف مشاهد القيامة التي تمثل مصير المؤمن ونهايته. وهناك أسباب أخرى لا يتسع المجال لذكرها الآن، ربما نعود إليها في حديث لاحق.


الخبر
منذ 11 ساعات
- الخبر
غزّة.. موت الإنسانيّة أم ميلاد جديد؟!
ما أصدق كلمة الإمام الهمام الإبراهيمي عليه شآبيب الرحمة على حال الإنسانية اليوم: 'ألا فليرحم الإنسانية من في قلبه رحمة، ألا وإن الإنسانية تستغيث فهل من مغيث؟، وتستنجد فهل من منجد؟' [مقال: 'الإنسانية: آلامها واستغاثتها'، الشهاب، فيفري 1931م]. نعم، إن ظاهر الأمر أن أهل غزة الشهيدة هم من يستغيث ولا مغيث!، وهم من يستنجد ولا من منجد!، لكن حقيقة الأمر أن البشرية هي التي هوت، وأشرفت على الموت، وفقدت إنسانيتها، فهي المستغيث المستنجد الذي أصيب في مقتل: مات ضميرها، وماتت إرادتها، وماتت قيمها، وماتت مبادئها، ومات إيمانها، وهي تتفرّج على طغيان الولايات المتحدة وجرائمها في غزة عن طريق وكلائها الصهاينة، نقل مباشر لإبادة جماعية، ولمختلف صور جرائم الحرب التي حرّمها قانونها الدولي من استعمال لسياسة التجويع والتعطيش الجماعي، وعقاب جماعي للمدنيين، وتعذيب وتنكيل بالأسرى، وتهجير قسري، وقصف للمستشفيات، ولطواقم الإسعاف، ولمقرات الأمم المتحدة، ومخيمات اللاجئين... لماذا أعدد الجرائم؟ والأمريكان والصهاينة ما تركوا جريمة عدّها القانون الدولي جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية إلا ارتكبوها وكرروا ارتكابها، أمام الكاميرات وبتبجح وصلافة!!، فماذا بقي للإنسانية أن تدّعيه؟!، بل ماذا بقي للإنسانية من إنسانية؟!. أمام هذا الوضع المظلم القاتم في هذه المرحلة من تاريخ البشرية من الوحشية والإجرام والإبادة، والتواطؤ والمساندة للصهاينة والأمريكان سرا وعلنا، والتخاذل والخيانة همسا وجهرة، يئس الكثير من الناس من الإنسان، ورأى كثير من العقلاء أن الإنسانية قد ماتت موتتها النهائية، ذُبحت في غزة، وذُبح بذبحها النفاق العالمي الذي تغنّى طويلا بحقوق الإنسان وحقوق الحيوان، وتبجح كثيرا بقيم العالم الحر ودعاوى الحرية والمساواة، وادعى ما شاء له أن يدعي بأن البشرية تطورت تطورا كبيرا في ظل الحضارة الغربية، بل وصل نهاية التاريخ، فليس في الإمكان أبدع مما كان!؛ ليستيقظ العقلاء على الوجه القبيح المفزع لهذه الحضارة التي قامت على الإبادة والحروب والاحتلال من أول يوم: إبادة الهنود الحمر والسكان الأصليين في الأمريكيتين وأستراليا ونيوزيلندا، والحربان الغربيتان (تسمى زورا العالميتان، وما هما إلا حربين غربيتين اصطلى الأبرياء بنيرهما في العالم أجمع) وضحاياهما الذين يعدون بالملايين، واحتلال أفريقيا وآسيا ونهب ثرواتهما... فعن أي حضارة يتحدثون؟!، وبأي مدنية يتبجحون؟!، اللهم إلا الآلات التي قتلت الإنسانية ولوثت البيئة!، والبهيمية التي وصلوا إليها انحلالا وفسادا!. هذا الجانب المظلم المقزز الذي يبذلون كل ما في وسعهم لتغطيته وتشويه التاريخ والوقائع لطمسه، حتى لا تستفيق الشعوب المقهورة بالطغيان، المنومة بأضواء المدنية العابثة!. ذلك أن الغرب حقّق قول الله جل شأنه عن الإنسانية: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين} أجلى تحقيق. بيد أن العقلاء العالمين بسنن الله تعالى يوقنون أن طوفان الأقصى المبارك وما تلاه من إبادة همجية في غزة ما هما إلا منعرجا فاصلا في حياة الإنسانية لبعثها من جديد، ورفعها إلى مقام أحسن تقويم مرة أخرى، فما تتمخّض عليه الأحداث المؤلمة سيكون ميلادا جديدا للإنسانية ينتصر فيه الحق على الباطل، ويظهر فيه الخير على الشر، ويتغلب فيه العدل على الظلم، وبوادر هذا الميلاد الجديد ظاهرة للعيان لا تحتاج إلى بيان، وما انتفاضة الشعوب الغربية ضد الصهيونية، وتألمها للخديعة التي كانت ضحية لها لعقود، وما إقبال العديد من الغربيين على الإسلام والقرآن اكتشافا ثم إيمانا، وما انقلاب مواقف بعض الحكومات الغربية على الصهيونية بسبب ضغط شعوبها، وما التفاف أمم العالم على نصرة القضية الفلسطينية حتى الأمم المتصهينة كهولندا وبريطانيا، وما انبعاث القضية الفلسطينية بعد وصولها إلى مرحلة التصفية النهائية، وما.. وما.. إلا بعض هذه المؤشرات {ولتعلمن نبأه بعد حين}. نعم، ستشهد الإنسانية ميلادا جديدا، وما هو إلا من تداعيات طوفان الأقصى المبارك، وقد حان الآوان للاستجابة لاستغاثة الإنسانية واستنجادها، ولن ينجد الإنسانية من ورطاتها وغمراتها إلا أهل الحق والعدل والفطرة، لن يغيثها إلا حملة الرسالة السماوية الهادية الخالدة، ذلك أن الإنسانية في قرونها الأخيرة جربت كل الفلسفات الأرضية، وكل المذاهب المادية الإلحادية، فلم تزدد إلا ضلالا وحيرة وتوحشا وبهيمية، ولا ملجأ لها ولا منجى إلا إلى الله تبارك وتعالى: {ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين}، {يأيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}، بشرط أن يفهم المسلمون دينهم ورسالتهم في الحياة، ويقوموا بها حق القيام، وما ذلك على الله بعزيز، نعم يحتاج جهدا كبيرا، واجتهادا عظيما، وتجديدا رشيدا، وبذلا مضاعفا، وهذه واجبات على المسلمين لا فكاك لهم منها، وسيحاسبون عليها، وهي من متطلبات مقام الشهادة على الناس: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}، {يأيها الذين ءامنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتبىاكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير}، وحين يفقه المسلمون هذا، ويقومون به خير قيام، عندها تجد الإنسانية رشدها، وتستبين سبيلها، وتولد من جديد، و{لكل أجل كتاب}.