
مركز ناصر العلمي والتقني.. هوية جديدة عنوانها صناعة المستقبل
توفيق السباعي
في مشهد متسارع يتّجه فيه العالم نحو اقتصاد المعرفة والابتكار، يبرز مركز ناصر العلمي والتقنيّ في مملكة البحرين كنموذج وطنيّ مُلهم للتحوّل المؤسّسيّ والاستثمار في العقول البحرينيّة الشابّة. الهويّة الجديدة الّتي أطلقها المركز تمثّل انطلاقة استراتيجيّة نحو بناء جيل صناعيّ وتقنيّ متمكّن؛ يكون في طليعة التقدّم العلميّ، وقادر على صناعة الفارق في الاقتصاد الوطنيّ، وتقديم حلول تقنيّة متقدّمة لمواجهة تحدّيات المستقبل.
هذا التحوّل الجذريّ في فلسفة المركز يعكس التوجّهات الوطنيّة المنبثقة من رؤى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، وتطلّعات الحكومة الموقّرة برئاسة صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه اللّه. حيث لم يعد التعليم التقليديّ وحده كافياً لبناء أجيال تقود التقدّم؛ بل أصبح لزاماً ربط التعليم بسوق العمل، وتقديم محتوى تدريبيّ نوعيّ يواكب التغيّرات التقنيّة المتسارعة، وفي مقدّمتها المعرفة الرقميّة، والتقنيّات المتقدّمة، والذكاء الاصطناعيّ.
إنّ إعادة تدشين الهويّة المؤسّسيّة لمركز ناصر العلمي والتقنيّ تمثّل نقلة نوعيّة في طريقة عمله، حيث يتحوّل من مؤسّسة تعليميّة إلى منصّة استراتيجيّة متكاملة تحتضن المبدعين، وتُسهم في إعداد جيل من المتخصّصين في مجالات حيويّة كالهندسة، والذكاء الاصطناعيّ، والطاقة، والابتكار الصناعيّ، إلى جانب دعم المؤسّسات الوطنيّة بحلول ذكاء اصطناعيّ وتكنولوجيا متقدّمة؛ ما يعزّز من قدرتها على التحوّل الرقميّ ورفع الكفاءة التشغيليّة. بهذا المعنى، لم يعد المركز مجرّد بيئة تعليميّة، بل أصبح رافداً حقيقيّاً للتنمية الاقتصاديّة، وبيتَ خبرة وطنيّاً يسهم في تطوير البنية المؤسّسيّة للدولة من خلال تمكين العنصر البشريّ الّذي يعدّ الثروة الأهمّ في بناء الأوطان.
ويأتي تأكيد سموّ الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثّل جلالة الملك للأعمال الإنسانيّة وشؤون الشباب، رئيس مجلس أمناء مركز ناصر العلمي والتقنيّ، على أنّ هذا التحوّل ليس شكليّاً؛ ليؤسّس لمرحلة جديدة من العمل المؤسسيّ النوعيّ، تُعلي من شأن التميّز، وتحفز على التحدّي، وتزرع روح الابتكار في نفوس الشباب البحرينيّ، وهو ما يتجسّد في البرامج والمبادرات الّتي يطرحها المركز، وتستجيب لمتطلّبات سوق العمل الوطنيّ والدوليّ.
وتعدّ فلسفة المركز المرتكزة على أربع قيم أساسيّة -الريادة في إعداد القادة، والتحدّي في مواجهة التغيّرات، والابتكار كأسلوب حياة، والإيمان العميق بقدرات الشباب البحرينيّ- حجر الأساس في بناء بيئة محفّزة لإطلاق العقول المبدعة. هذه القيم لا ترسم فقط في الشعارات، بل تترجم إلى مبادرات تعليميّة وتدريبيّة تسعى إلى ربط مخرجات المركز بالتحوّل المؤسسيّ الوطنيّ، وإعادة تصميم العمليّات الإداريّة والتقنيّة على أسس علميّة مبتكرة؛ في مشهد تنمويّ يراعي التغيّرات العالميّة ويواكب متطلّبات الثورة الصناعيّة الرابعة.
بهذا النهج، يرسّخ المركز مكانته كنموذج وطنيّ رائد في تكوين جيل بحرينيّ واع، مبتكر، ومسلّح بالمعرفة، وقادر على تحويل التحدّيات إلى فرص، والمبادرات إلى إنجازات. حيث يربط الطالب بالمسار الصناعيّ والتقنيّ، ثمّ يصقل في بيئة معرفيّة تواكب التطوّرات العالميّة، ويوجّه ليكون شريكاً في صنع القرار المؤسّسيّ عبر المهارات الّتي يكتسبها؛ ما يعزّز من مرونة الاقتصاد الوطنيّ، ويرفع من مستوى جاهزيّته لمواجهة التحدّيات المستقبليّة.
وفي ضوء ما سبق، فإنّ مواصلة دعم مركز ناصر العلميّ والتقنيّ تمثّل استثماراً استراتيجيّاً في مستقبل البحرين، ورسالة واضحة بأنّ وطننا يراهن على أبنائه، ويؤمن بأنّ التمكين الحقيقيّ يبدأ من التعليم النوعيّ، وينتهي إلى اقتصاد معرفيّ متجدّد، قادر على التفاعل مع العالم وتقديم الحلول لا استهلاكها فقط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 13 ساعات
- الوطن
مركز ناصر العلمي والتقني.. هوية جديدة عنوانها صناعة المستقبل
توفيق السباعي في مشهد متسارع يتّجه فيه العالم نحو اقتصاد المعرفة والابتكار، يبرز مركز ناصر العلمي والتقنيّ في مملكة البحرين كنموذج وطنيّ مُلهم للتحوّل المؤسّسيّ والاستثمار في العقول البحرينيّة الشابّة. الهويّة الجديدة الّتي أطلقها المركز تمثّل انطلاقة استراتيجيّة نحو بناء جيل صناعيّ وتقنيّ متمكّن؛ يكون في طليعة التقدّم العلميّ، وقادر على صناعة الفارق في الاقتصاد الوطنيّ، وتقديم حلول تقنيّة متقدّمة لمواجهة تحدّيات المستقبل. هذا التحوّل الجذريّ في فلسفة المركز يعكس التوجّهات الوطنيّة المنبثقة من رؤى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، وتطلّعات الحكومة الموقّرة برئاسة صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه اللّه. حيث لم يعد التعليم التقليديّ وحده كافياً لبناء أجيال تقود التقدّم؛ بل أصبح لزاماً ربط التعليم بسوق العمل، وتقديم محتوى تدريبيّ نوعيّ يواكب التغيّرات التقنيّة المتسارعة، وفي مقدّمتها المعرفة الرقميّة، والتقنيّات المتقدّمة، والذكاء الاصطناعيّ. إنّ إعادة تدشين الهويّة المؤسّسيّة لمركز ناصر العلمي والتقنيّ تمثّل نقلة نوعيّة في طريقة عمله، حيث يتحوّل من مؤسّسة تعليميّة إلى منصّة استراتيجيّة متكاملة تحتضن المبدعين، وتُسهم في إعداد جيل من المتخصّصين في مجالات حيويّة كالهندسة، والذكاء الاصطناعيّ، والطاقة، والابتكار الصناعيّ، إلى جانب دعم المؤسّسات الوطنيّة بحلول ذكاء اصطناعيّ وتكنولوجيا متقدّمة؛ ما يعزّز من قدرتها على التحوّل الرقميّ ورفع الكفاءة التشغيليّة. بهذا المعنى، لم يعد المركز مجرّد بيئة تعليميّة، بل أصبح رافداً حقيقيّاً للتنمية الاقتصاديّة، وبيتَ خبرة وطنيّاً يسهم في تطوير البنية المؤسّسيّة للدولة من خلال تمكين العنصر البشريّ الّذي يعدّ الثروة الأهمّ في بناء الأوطان. ويأتي تأكيد سموّ الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثّل جلالة الملك للأعمال الإنسانيّة وشؤون الشباب، رئيس مجلس أمناء مركز ناصر العلمي والتقنيّ، على أنّ هذا التحوّل ليس شكليّاً؛ ليؤسّس لمرحلة جديدة من العمل المؤسسيّ النوعيّ، تُعلي من شأن التميّز، وتحفز على التحدّي، وتزرع روح الابتكار في نفوس الشباب البحرينيّ، وهو ما يتجسّد في البرامج والمبادرات الّتي يطرحها المركز، وتستجيب لمتطلّبات سوق العمل الوطنيّ والدوليّ. وتعدّ فلسفة المركز المرتكزة على أربع قيم أساسيّة -الريادة في إعداد القادة، والتحدّي في مواجهة التغيّرات، والابتكار كأسلوب حياة، والإيمان العميق بقدرات الشباب البحرينيّ- حجر الأساس في بناء بيئة محفّزة لإطلاق العقول المبدعة. هذه القيم لا ترسم فقط في الشعارات، بل تترجم إلى مبادرات تعليميّة وتدريبيّة تسعى إلى ربط مخرجات المركز بالتحوّل المؤسسيّ الوطنيّ، وإعادة تصميم العمليّات الإداريّة والتقنيّة على أسس علميّة مبتكرة؛ في مشهد تنمويّ يراعي التغيّرات العالميّة ويواكب متطلّبات الثورة الصناعيّة الرابعة. بهذا النهج، يرسّخ المركز مكانته كنموذج وطنيّ رائد في تكوين جيل بحرينيّ واع، مبتكر، ومسلّح بالمعرفة، وقادر على تحويل التحدّيات إلى فرص، والمبادرات إلى إنجازات. حيث يربط الطالب بالمسار الصناعيّ والتقنيّ، ثمّ يصقل في بيئة معرفيّة تواكب التطوّرات العالميّة، ويوجّه ليكون شريكاً في صنع القرار المؤسّسيّ عبر المهارات الّتي يكتسبها؛ ما يعزّز من مرونة الاقتصاد الوطنيّ، ويرفع من مستوى جاهزيّته لمواجهة التحدّيات المستقبليّة. وفي ضوء ما سبق، فإنّ مواصلة دعم مركز ناصر العلميّ والتقنيّ تمثّل استثماراً استراتيجيّاً في مستقبل البحرين، ورسالة واضحة بأنّ وطننا يراهن على أبنائه، ويؤمن بأنّ التمكين الحقيقيّ يبدأ من التعليم النوعيّ، وينتهي إلى اقتصاد معرفيّ متجدّد، قادر على التفاعل مع العالم وتقديم الحلول لا استهلاكها فقط.


البلاد البحرينية
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
قمة وجوائز سايبر إكس تُعقد بنجاح لأول مرة في البحرين
استضافت مملكة البحرين بنجاح، يوم الأربعاء ٢٣ أبريل ٢٠٢٥، "قمة وجوائز سايبر إكس" (CyberX Summit and Awards)، الحدث البارز ضمن سلسلة المؤتمرات العالمية المتخصصة في الأمن السيبراني والتي تغطي مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا. أقيمت القمة في فندق الدبلومات راديسون بلو بالمنامة تحت شعار محوري هو "حالة الأمن السيبراني والاتجاهات الجديدة التي تُحدث تغييرًا في استراتيجيات 2025". شهدت القمة، التي تُعد التجمع الأول من نوعه لهذه السلسلة في البحرين، حضوراً واسعاً من قادة تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني والخبراء وصناع القرار والمبتكرين من مختلف القطاعات الحيوية في المملكة والمنطقة. وهدفت إلى توفير منصة استراتيجية لاستكشاف أحدث التهديدات السيبرانية المتطورة، ومناقشة الحلول المبتكرة، وتبادل الرؤى حول الاتجاهات المستقبلية التي ستشكل مشهد الأمن الرقمي بحلول عام 2025 وما بعده. وافتتحت أعمال القمة بكلمة رئيسية قدمها الدكتور جاسم حاجي، المستشار التنفيذي لمركز سمو الشيخ ناصر للبحوث والتطوير في الذكاء الاصطناعي، رئيس المجموعة العالمية الذكاء الاصطناعي. ركز الدكتور حاجي في كلمته على "مستقبل الأمن السيبراني مع الذكاء الاصطناعي"، مسلطاً الضوء على الإمكانيات الهائلة والتحولات العميقة التي يُحدثها الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرات الدفاعية والتنبؤ بالهجمات السيبرانية والتصدي لها بفعالية غير مسبوقة.


الوطن
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- الوطن
ريادة في المدن الذكية وقصة نجاح عنوانها الابتكار والاستدامة
توفيق السباعي تواصل مملكة البحرين تعزيز مكانتها على الصعيد العالميّ من خلال جهودها المدروسة والمتواصلة في تطوير المدن الذكيّة، وهو ما أكّده مؤتمر قمّة البحرين الثامنة للمدن الذكيّة 2025، والّذي استمرّ أعماله على مدار يومي 15 و16 أبريل 2025 بحضور معالي الشيخ خالد بن عبداللّه آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة واسعة ومتميّزة من الخبراء والمتخصّصين المحلّيّين والدوليّين. وقد شكّل هذا المؤتمر منصّة مهمّة لعرض ومناقشة الرؤى المستقبليّة لمملكة البحرين في مجال التنمية الحضريّة الذكيّة والمستدامة، والّتي تأتي انسجاماً مع رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، ومتابعة حثيثة من صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه اللّه. كذلك سجّلت مملكة البحرين ممثّلة بالعاصمة «المنامة» مشاركتها الأولى في مؤشّر (IMD) للمدن الذكيّة لعام 2025، لتحلّ في المركز الـ36 عالميّاً من أصل 146 مدينة، ومتقدّمة على العديد من العواصم والمدن الإقليميّة والدوليّة، وذلك في إنجاز نوعيّ جديد على صعيد التحوّل الرقميّ والتخطيط الحضريّ الذكيّ، ممّا يعكس نجاح سياسات واستراتيجيّات المملكة الرامية إلى تطوير بنية تحتيّة رقميّة متقدّمة وخدمات حكوميّة ذكيّة. ويشير هذا الترتيب المتقدّم إلى التزام المملكة بتبنّي تقنيّات متطوّرة ومستدامة تساهم في تعزيز جودة الحياة لمواطنيها والمقيمين فيها. لقد أبرز المؤتمر رؤية البحرين المتقدّمة الّتي تتخطّى المفهوم التقليديّ للمدن الذكيّة من مجرّد استخدام التكنولوجيا في البنى التحتيّة إلى اعتماد رؤية شاملة ومتوازنة تضع الإنسان واحتياجاته في قلب عمليّة التطوير الحضريّ؛ مستندة إلى مبادئ الاستدامة والابتكار والحوكمة الرشيدة. وفي السياق ذاته، أظهرت مشاريع البحرين الّتي تمّ تكريمها في المؤتمر تميّزاً واضحاً في مجالات الذكاء الاصطناعيّ والتكنولوجيا المستدامة، ومنها مشروع «منظومة الذكاء الاصطناعيّ ورصد التغيّرات في المدن الذكيّة» لجهاز المساحة والتسجيل العقاريّ، ومشروع «المستجيب الأوّل» لوزارة الداخليّة، بالإضافة إلى منصّة «أوريك لإنترنت الأشياء وتطبيقات المدن الذكيّة» من شركة Eureka For Smart Living، كما تميّزت المملكة بمبادرات نوعيّة مثل مشروع «استخدام مخلّفات الهدم والبناء المعاد تدويرها كمادّة لإنشاء الطرق» من وزارة الأشغال، وتطبيق «حكومتي» من هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونيّة، ومشروع «الطاقة المتجدّدة» من جامعة التكنولوجيا – البحرين. لاشك أن نجاح البحرين في تحقيق هذه المكانة الدوليّة المتقدّمة وتميّزها في التحوّل الرقميّ الذكيّ وتبنّي الحلول المستدامة؛ يعكس الدور الحيويّ للتعاون بين القطاعين العامّ والخاصّ، والّذي أشاد به المشاركون في المؤتمر، لما له من أثر إيجابيّ في تحويل التحدّيات إلى فرص تنمويّة مستدامة تعود بالنفع على المجتمع بأسره. تختصر هذه الإنجازات قصّة نجاح مملكة البحرين في رحلتها نحو المستقبل، وتعكس رؤية قياديّة ملهمة تدرك أنّ الاستثمار الحقيقيّ هو في الإنسان أوّلاً، والتقنيّة ثانياً. وإذ تواصل المملكة تعزيز بنيتها التحتيّة الرقميّة وتوسيع آفاق الابتكار الحضريّ، فإنّها ترسّخ مكانتها كنموذج عالميّ للمدن الذكيّة المستدامة. وبهذه الروح المتجدّدة والطموحة؛ تتقدّم البحرين بثقة وإبداع نحو مستقبل مزدهر، محقّقة تطلّعات الأجيال القادمة في بيئة حضريّة آمنة وشاملة ومتطوّرة.